مقدمة
الشهادتان هما أصلُ الدينِ ورُكْنُه الذي به يَدْخُلُ العبدُ الإسلامِ لقوله صلى اللهُ عليه وسلَّم: بُنِي الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحَجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ متفق عليه.
فأوَّلُ ما يَجِبُ تَعلُّمُه من أُمورِ الدينِ ما تَضَمَّنَه حديثُ جبريلَ : هذا جِبْريلُ أتاكم يُعلِّمُكم دِينَكُم ، وأوَّلُ مرتبة من مراتب الدين مرتبة الإسلام ، وأول ركن من أركان الإسلام: الشهادتانِ.
الدرس الأوَّل:
بيانُ معنَى شهادةِ أن لا إلهَ إلا اللهُ
لا
إلهَ إلا اللهُ أي : لا
مَعْبودَ بحقٍّ إلا اللهُ.
- مَن عبدَ غيرَ اللهِ فهو مُشرِكٌ كافِرٌ، كما قال اللهُ تعالى: ﴿ وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ ] المؤمنون: 117 [.
- كلمةُ التوحيدِ دعا إليها المرسلون قبلَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم،
- وهي دَعوةُ رسولنِا صلى الله عليه وسلم
- وأرسَلَ إلى الملوكِ يَدْعُوهم إليه
- وأَمَر أصحابَه أن يكونَ هو أوَّلُ دعوتهم
قال اللهُ تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ (25 ) ﴾ الأنبياء: 25.
قال اللهُ تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59) ﴾ [الأعراف: 59].
وقال الله تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم : ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) قُلْ إِنَّمَا يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (108﴾ [الأنبياء: 107-108].
عن أنسِ بن مالِكٍ رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كتَبَ إلى كلِّ جَبَّار (أي مَلِكٍ) يَدْعُوهم إلى اللهِ تعالى. رواه مسلم
ولما بَعَثَ صلَّى الله عليه وسلم معاذا إلى اليمنِ قال له: فليكن أوَّلَ ما تدْعوهم إلى أن يوحِّدوا اللهَ رواه البخاري
التوحيد حق الله تعالى :
عن مُعاذِ بن جَبَل رضِي الله عنه أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم قال له: يا مُعاذُ، أتدري ما حَقُّ اللهِ على العِبَادِ؟
قال مُعاذٌ: اللهُ ورسولُه أعلمُ.
قال: حقُّ اللهِ على العبادِ أن يَعْبدوه ولا يُشرِكوا به شيئًا
ثم قال له: يا مُعاذُ، أتدري ما حقُّ العبادِ على اللهِ إذا فعلوا ذلكَ؟
قال معاذٌ: اللهُ ورسولُه أعلمُ.
قال: حقُّ العبادِ على اللهِ إذا فعلوا ذلك أن لا يُعَذِّبَهم. متفق عليه.
فإذا شَهِدَ العبدُ أن لا إله إلا اللهُ؛ فقد شَهِدَ ببُطلانِ ما يُعْبَدُ من دونِ اللهِ عز وجل، وشَهِدَ على نفسِه أن لا يَعْبُدَ إلا اللهَ عز وجل مُخْلِصًا له الدينَ.