بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد
أجيب مستعينة بحول الله وقوته عن أسئلة المجموعة الثانية فاللهم يسر وأعن
السؤال الأول: دلّل على فضل طلب العلم من الكتاب والسنّة.
الإجابة:
للعلم شرف و مقام عظيم فى ديننا الحنيف دلت عليه الأدلة المتواترة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه والتي بينت عظيم فضله والحث على طلبه بل والإستزادة منه وعظيم الثناءو الأجر المترتب على ذلك
أذكر منها على سبيل المثال وليس الحصرما يلي
أولًا الأدلة من كتاب الله تعالى
1- قوله تعالى :( يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ) فتكفل الله تعالى لمن طلب العلم بنية صالحة خالصة لوجهه ان يحصل له من الرفعة بقدر ما أوتي من العلم بفضله ومنته
2- قوله تعالى : (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ )
وقوله تعالى : (إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا "
فالعلم يورث الخشية من الله تعالى والخضوع له والتعظيم والإنابة إليه
3- قوله تعالى : ( وقل رب زدني علما )
وقد ورد فى تفسيرها أنه لو كان هناك شيء أشرف من العلم لأمر الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن يستزيد منه كما أمره بالإستزادة من العلم.
4- قوله تعالى :( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم وما يجحد بآياتنا إلا الظالمون )
ثانيًا الأدلة من السنة النبوية :
1- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ ) رواه مسلم
والدين هنا يشمل جميع أبوابه من اعتقاد وأحكام وآداب وأخلاق وتزكية.
2- قوله صلى الله عليه وسلم : (ومَن سَلَكَ طريقًا يَلْتَمِسُ فيه علمًا سَهَّلَ اللَّهُ لهُ طريقًا إِلى الجنَّةِ ) رواه مسلم
السؤال الثاني : ما المراد بعلوم المقاصد وعلوم الآلة.
الإجابة
علوم المقاصد هى العلوم التي تتعلق بالإعتقاد والعمل والتفكر والاعتبار.
أمثلة علوم المقاصد: علم التفسير والعقيدة والسيرة النبوية والحديث والفرائض.
علوم الآلة هى العلوم التي تعين على فهم ودراسة علوم المقاصد.
أمثلة علوم الآلة : أصول التفسير وأصول الفقه وأصول الحديث وعلوم اللغة.
السؤال الثالث : بيّن نواقض الإخلاص في طلب العلم.
الإجابة
نواقض الإخلاص في طلب العلم على درجتين:
الدرجة الأولى أن يتعلم العلم لا يبتغي به وجه الله تعالى وإنما لينال حظا من حظوظ الدنيا أو ليجمع المعلومات لمجادلة العلماء ومماراة السفهاء أو يتكثر به فيمدحه الناس ويحصل على شهرة وجاه ومنزلة في قلوب العباد
وفى هاأولاء وردت آيات الوعيد بحبوط العمل المستوجب للعذاب في الآخرة فلا نصيب لهم فيها ولا حظ ولا خلاق
قال تعالى : (من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون أؤلئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون) - هود
وقال تعالى : (من كان يريد العاجلة عجلنا له فيها ما نشاء لمن نريد ثم جعلنا له جهنم يصلاها مذموماَ مدحوراً )- الإسراء
الدرجة الثانية أن يعمل العمل لله ثم يداخله شيء من العجب والرياء والتسميع فإن جاهده ودفعه فهو مؤمن وعمله صحيح يقبله الله تعالى بفضله ومنته وإن استرسل معه وراءى في بعض الأعمال وأخلص في بعضها فيكون ما راءى فيه حابطا مردودا عليه مُتوعدًا عليه بالعذاب لأنه كبيرة من الكبائروما أخلص فيه فهو عمل صالح مقبول.
أما العبادة الواحدة إذا كانت متصلة وأخلص في بعضها وراءى في بعضها كانت كلها باطلة مردودة.
السؤال الرابع : بيّن هدي السلف الصالح في العمل بالعلم.
الإجابة
لما أدرك السلف الصالح رضي الله عنهم أن العلم النافع ليس الذي حفظته فقط بل الذي تعلمته و حفظته و عملت به فكان هديهم وحالهم تربية أنفسهم على العمل بالعلم والحض على ذلك والتواصي به
وورد عن جمع من السلف أنهم قالوا (كنّا نستعين على حفظ الحديث بالعمل به)
وكان من هديهم أيضا و شدة حرصهم على الخروج من ذم ترك العمل بالعلم إلزام النفس بالعمل بما تعلّمت ولو مرة واحدة ليكونوا من أهله وذلك إذا لم يكن في الأمر وجوب يقتضي تكرار العمل به أو كان تكراره من السنن المؤكدة.
قال الإمام أحمد: (ما كتبت حديثا إلاّ وقد عملتُ به، حتى مرَّ بي الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وأعطى أبا طيبة ديناراً، فاحتجمت وأعطيت الحجام ديناراً).
وقال سفيان الثوري: (ما بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حديث قط إلاّ عملت به ولو مرّة واحدة).
السؤال الخامس : اكتب رسالة مختصرة في خمسة أسطر عن تنوّع مناهج طلب العلم، والموقف الصحيح الذي ينبغي أن يكون عليه طالب العلم من هذا التنوّع.
لطلب العلم مناهج كثيرة وطرق متنوعة فى تحصيله وقد يصعب على طالب العلم خاصة المبتدئ أن يميزبين الصحيح منها وغير الصحيح ولذلك حرىّ بطالب العلم بداية أن يعلم ويتعلم الأصول التي يميز بها المناهج الصحيحة من الخاطئة ومعالم المنهج الصحيح
*و المنهج الصحيح لطلب العلم منهج يراعي ركائز التحصيل العلمي , ويحقق معالم العلوم ويمر فيه طالب العلم بمراحل طلب العلم الثلاثة
أولا ركائز التحصيل العلمي وهي أربعة الإشراف العلمي من عالم أو طالب علم ، التدرّج في الدراسة وتنظيم القراءة بالبدء بصغار العلم قبل كباره , النهمة في التعلم ، والوقت الكافي.
ثانيا معالم العلوم وهي ثلاثة الإلمام بأبواب العلم ومسائل كل باب ، معرفة كتب الأصول الخاصة بهذا العلم ، ألأئمة من العلماء المبرزين المشهود لهم بالإمامة من أهل ذلك العلم.
ثالثا مراحل طلب العلم مرحلة التأسيس ثم مرحلة البناء العلمي ثم مرحلة النشر العلمي .
وبذلك ينضبط مسار تحصيل الطالب بعون الله وتوفيقه ويحفظ وقته وجهده ويصل إلى مطلوبه.
________