قناة عبد العزيز الداخل العلمية
#منتقى_السؤالات | أسئلة الفقه
السؤال: قرأت في كتاب ( زاد المعاد ) أن الرسول عليه الصلاة والسلام كان لا يصلي الضحى يومياً؛ فهل هذا صحيح؟ وإن كان الجواب بنعم؛ فهل الأفضل أن نقتدي به في ذلك؟
الجواب:
ثبت في الصحيحين من حديث الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: (إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لَيَدَعُ العملَ وهو يحبّ أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس؛ فيُفرض عليهم، وما سبَّح رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سُبحة الضحى قط، وإني لأسبحها).
وهذا محمول على أنها لم تره يصليها، وإنما صلّتها هي لما ثبت لديها أن صلاتها سنة، وحملت عدم ظهور صلاة النبي صلى الله عليه وسلم إياها ومواظبته الظاهرة عليها على خشية أن تُفرض هذه الصلاة على المسلمين؛ فيكون في ذلك مشقة عليهم.
وفي موطأ الإمام مالك عن زيد بن أسلم عن عائشة أنها كانت تصلي الضحى ثماني ركعات، ثم تقول: (لو نشر لي أبواي ما تركتهن).
وأّمْرُ صلاة الضحى في أوَّل الإسلام كان فيه خفاء، ولم يكن العمل به ظاهراً فاشياً للعلّة التي ذكرتها عائشة رضي الله عنها.
ويدلّ لذلك ما في صحيح البخاري عن مورق العجلي أنه قال: قلت لابن عمر: تصلي الضحى؟
قال: لا.
قلت: فعمر؟
قال: لا.
قلت: فأبو بكر؟
قال: لا.
قلت: فالنبي صلى الله عليه وسلم؟
قال: لا إخاله.
فخفاء هذا الأمر على عبد الله بن عمر وهو من العلماءِ العُبَّاد، وكان معروفاً بحرصه على اتباع السنة، وله صلة ببيت النبوة، ومع كل هذا خفي عليه هذا الأمر؛ فهذا دليل على أن هذا الأمر كان فيه خفاء في أول الإسلام .
لكن صحَّ النبي صلى الله عليه وسلم وصَّى بها أبا هريرة وأبا ذر؛ ثم اشتهر العملُ بها في زمان التابعين وتابعيهم، ولم يزل هذا الأمر ظاهراً في أهل الإسلام.
ولذلك اختلف الفقهاء في صلاة الضحى على أربعة أقوال:
القول الأول: أنها سنة مطلقاً ، وهو الصواب.
القول الثاني: أنها مسنونة غبّاً ، أي يصليها أحيانا ويتركها أحيانا.
القول الثالث: أنها بدعة ، وهذا قول ضعيف مهجور.
القول الرابع: أنها تسنّ لسبب عارض ، واستدلوا لذلك على أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الضحى بمكة في بيت أم هانئ في فتح مكة، وقالوا هذه الصلاة كانت بسبب الفتح.