48: أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم الحربي(ت:285هـ)
ولد سنة 198هـ، أصله من مرو، والحربي لقب لقّب به لأنه صحب قوماً بالكرخ في طلب الحديث وكان عندهم أن من جاز القنطرة العتيقة من الحربيّة؛ فغلب عليه هذا اللقب، وقد نشأ ببغداد، وأخذ عن جماعة من كبار العلماء فيها، ولقي الإمام أحمد وله عنه مسائل، وكان يعلّم عبد الله بن الإمام أحمد الفرائض في حياة أبيه.
وروى عن: أبي نعيم الفضل بن دكين، وعفان بن مسلم، وأحمد بن حنبل، وعبد الله بن صالح العجلي، ومسدد بن مسرهد، وعلي بن الجعد، وغيرهم.
وروى عنه: أبو بكر ابن أبي داوود السجستاني، ويحيى بن صاعد، وأبو بكر ابن الأنباري، وأبو عمر الزاهد غلام ثعلب، وأبو بكر بن مالك القطيعي، وغيرهم.
- قال الخطيب البغدادي: (كان إماماً في العلم، رأساً في الزهد، عارفاً بالفقه، بصيراً بالأحكام، حافظاً للحديث، مميزاً لعلله، قيماً بالأدب، جمّاعاً للغة، وصنّف كتباً كثيرة منها: غريب الحديث، وغيره، وكان أصله من مرو).
- قال أبو أيوب سليمان بن إسحاق الجلاب: سُئل إبراهيم الحربي عن مقاتل بن سليمان؛
فذكر كلامه فيه إلى أن قال إبراهيم: (وإنما جمع مقاتل بن سليمان تفسير الناس وفسر عليه من غير سماع، ولو أن رجلاً جمع تفسير معمر عن قتادة، وشيبان عن قتادة كان يحسن أن يفسر عليه).
قال إبراهيم: (لم أدخل في تفسيري منه شيئاً). رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد.
وهذا يدل على أنّ له تفسيراً، وكان كثير الكتب، روي أنه مكث عشرين سنة كالمنقطع للكتابة.
- قال أبو أحمد بن عدي: سمعت أبا عمران الأشيب يقول: قال رجل لإبراهيم الحربي: كيف قويت على جميع هذه الكتب؟
قال: فغضب، وقال: (بلحمي ودمي، بلحمي ودمي). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو عمر محمد بن عبد الواحد الزاهد: سمعت ثعلباً، يقول: (ما فقدتُ إبراهيم الحربي من مجلس لغة أو نحو خمسين سنة!). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال القاضي محمد بن إسحاق الملحمي: سمعت عبد الله بن أحمد، يقول: كان أبي يقول: (امضِ إلى إبراهيم الحربي حتى يلقى عليك الفرائض). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو عبد الرحمن السلمي عن أبي الحسن الدارقطني سئل عن إبراهيم الحربي فقال: (كان إماماً، وكان يقاس بأحمد بن حنبل في زهده، وعلمه، وورعه).
- وقال عبيد الله بن أبي الفتح عن أبي الحسن الدارقطني أنه قال: (أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق الحربي إمام مصنف عالم بكل شيء، بارع في كل علم، صدوق). رواه الخطيب البغدادي.
له كتب طبع منها: غريب الحديث، وإكرام الضيف، ورسالة في أنّ القرآن غير مخلوق،
وقد ذُكر من كتبه: كتاب سجود القرآن، ومناسك الحج، والهدايا، والحمّام وآدابه، وذمّ الغيبة، والنهي عن الكذب، وغيرها.
وقد تقدّم حديثه عن تفسيره، على أنّه ربما يكون قد عنى أصله في التفسير؛ فإنّ كثيراً من المحدّثين كانت لهم أصول في التفسير، وإن لم يخرجوها في كتاب مصنف.