بسمِ الله الرَّحمنِ الرَّحِيم .
- تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ) :
· المَعنى اللغوي لـ (سِجين) : الحبس و الضَّيق الشَّدِيد هَذا حاصِلُ كلامِ ابن كثير او الأشقر .
· معنَى الفُجَّار :
1- الكَفار والمنافقون والفَاسِقون هَذا قَول السَّعدِي .
2- المُطففون وهو قول الأشقر.
- تفسير قوله تعالى: (وَمَا أَدْرَاكَ مَا سِجِّينٌ )
1- هي تحت الأرض السّابعة وَقد ذَكره السَّعدِي فِي كلامِه .
2- صخرة تحت الأرض السابعة خضراء .
3- بئر في جهنم لِحديثِ أبي هريرة عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: ( الفلق جبٌّ في جهنّم مغطًّى، وأمّا سجّينٌ فمفتوحٌ (وَهُو حَديثٌ مُنكر غريب لا يَصُح .
4- الضِّيق لأنَّ كُل مَا تسافَل مِن المَخلوقاتِ ضاق , وَجهنَّم أسفَل سافِلين فَكانت تجمعُ الضِّيق والسُّفول ؛ لِقوله تَعالى : (وإذا ألقوا منها مكاناً ضيّقاً مقرّنين دعوا هنالك ثبوراً ) .
قَد ذكَر هذه الأقوال ابن كَثِير وَقد رجح القَول الأخير .
5- سِجِّين أصلُها سِجِّيل مُشتقَة مِن السِّجل وهوَ الكِتاب هَذا حاصِلُ كلامِ الأشقَر .
- تفسير قوله تعالى: (كِتَابٌ مَرْقُومٌ )
1- الكِتابُ المَفرُوغُ مِنه لا يُزاد عليهِ ولا يُنقص وقَد رواهُ ابنُ كَثير عَن محمد بنِ كَعب القَرظِي.
2- الكِتابُ الذِي ذُكِر فِيه الأعمال الخبيثَة قَاله السَّعدِي والأشقَر .
- تفسير قوله تعالى: (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ )
· مَعنَى قَولِه وَيل : الهَلاكُ وَ الدَّمار وَقد ذَكره ابنُ كثِير مُستدلاً بِحديثٍ رواهُ حكيم بن مُعاوية عَن جده : قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ( ويلٌ للّذي يحدّث فيكذب ليضحك النّاس ويلٌ له ويلٌ له ( .
· مُتعَلق الفِعل : ( مُكذبِين ) يعنِي مُكذبِين بِيومِ الدِّين .
- مَعنَى قَوله تَعالَى : (وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ ) :
هُوَ تَهدِيدُ للكَفرةِ والمُنافِقين وَالمُكذبِين بالبَعثِ والرُّسل بِالعَذابِ المَهِين يَوم القِيامَة هذا حَاصِلُ كلامِ ابنِ كَثِير والأشقَر .
- تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ )
· المَعنَى اللَّغوي ( يَوم الدِّين ) : يَومُ الجَزاء وَهُو قَول السَّعدِي .
· المُراد بِقولِه ( يَومُ الدِّين ) : يَومُ يُدِين الله فِيه النَّاس بأعمَالِهم مَا ذَكرهُ السَّعدِي .
· المُراد بالمُكَذِّبين : الذِين يُكذبون بِيوم البَعث وَلا يُصَدِّقُونَ وُقوعَه وَهُو كلامُ ابنُ كَثِير .
- تفسير قوله تعالى: (وَمَا يُكَذِّبُ بِهِ إِلَّا كُلُّ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ )
· مَعنى مُعتَدٍ : المُعتَدِ بتصرفَاتِه مِن الحَلال إلى الحَرام قَول ابنُ كَثِير والأشقَر والسَّعدِي .
· مَعنَى أثِيم : صَاحِبُ الإثمِ الذِي يَكذِب وَ يُكَذِّب وَ يُنافِق ويفجُر وَقَد ذَكرهُ ابنُ كَثِير والأشقر والسَّعدِي .
- تفسير قوله تعالى: (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ آَيَاتُنَا قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) :
· المُخاطَب بِـ قَوله (إِذَا تُتْلَى عَلَيْهِ ) : أي : المُكَذِّب بالبَعث وهو خُلاصة كلامِ السَّعدِي وابنِ كَثِير .
· المُرادُ بِقوله (قَالَ أَسَاطِيرُ الْأَوَّلِينَ ) :
يَعنِي أقوال الأُمم الغابِرة و حَدِيثُ المُتقدِّمين وَأحادِيثهم وأباطِيلهم وهو حاصِلُ كَلامِ ابنِ كَثِير والأشقَر والسَّعدِي .
- تفسير قوله تعالى: (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) :
· المَعنَى اللغَوِي لِـ ( كلا ) : يعنِي الرَّدع والزَّجر .
· مُتعلِّق الفِعل ( كَلا ) : المُعتدِ الأثِيم عَن تكذِيبهِ واستِكباره .
· المُرادُ بِقولِه (كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ) : يَعنِي غُطيَ وَحُجب عَلى قُلوبِهم بِضلالَةِ أفعالِهم وَإسرافِهم عَلى أنفُسِهم بالذُّنوبِ والخَطايَا عَن الحَقِّ فاستكَبروا وَكَذَّبوا بِيومِ الوَعِيد وَهُو حاصِلُ كلامِ ابنِ كَثِير والسَّعدِي والأشقَر وَقدِ استَدلُّوا بِحَدِيثِ أبي هُريرَة عن لنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (ِإنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَذْنَبَ ذَنْباً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زَادَتْ حَتَّى تُغَلِّفَ قَلْبَهُ، فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِي الْقُرْآنِ ) .
- تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ )
· المُراد بِقوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ ) : أي أنَّ المُكَذبينَ بالبَعث يُحجبُون يَومَ القِيامَة عَن رُؤيَةِ رَبهم عَز وجل وَهُو حاصِل كلامِ ابنِ كَثِير والأشقَر وروَى الأشقَر عَن مُجاهد الحَجب يكونُ عَن الكَرامة .
· إثبَات رؤيَة أهل النَّعِيم لله يوم القِيامَة :
عقَابُ أهل المَعاصِي والكُفر حِرمَانُهم مِن لَذَّةِ رُؤيَة الله جَل جلالُه ولمَّا حُرِم أهل العِصيانِ لِهذهِ الكَرامَة لَم يبقَ إلا أهل الإيمانِ يُجازَوا بِها وَهو خُلاصَة قولِ ابنِ كَثِير والأشقَر وَقد استَدل ابنُ كثِير بِـ قَول الإمام الشَّافِعي : هذهِ الآيَة دالَّة عَلى رؤيَةِ المُؤمِن لِربهِ يومَئِذ , وَ قولَ جَرير عَن الحَسن قال: يكشف الحجاب فينظر إليه المؤمنون والكافرون ثمّ يحجب عنه الكافرون وينظر إليه المؤمنون كلّ يومٍ غدوةً وعشيّةً. أو كلاماً هذا معناه .
- تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُو الْجَحِيمِ )
· المُرادُ بِهذهِ الآيَة : يعنِي أنَّ المُكذبِين مَع حِرمانِهم لِرؤيةِ الله جَل جلالُه سَيدخُلونَ جهنَّم لمَّا أنكَروا يَومَ البَعث واستكبروا عنه مُلازِمين لِها غير مُخرجِين وَهُو خلاصَةُ قول السَّعدِي وابنِ كَثِير والأشقَر .
· مَعنَى (لَصَالُو الْجَحِيمِ ) : قَال الأشقَر صَليُ الجَحِيم أشَدُّ مِن الإهانَةِ وحِرمان الكَرامَة وهُو المُلازَمة لِنار جهنم .
- تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ) :
· المُراد بقَوله (ثُمَّ يُقَالُ ) : أي عَلى وجهِ التَّوبيِخ والتقريع والتَّبكِيت والتَّحقِير وهو حاصِل كلام ابنِ كثِير والسَّعدِي والأشقَر .
· المُراد بهذه الآيَة : (ثُمَّ يُقَالُ هَذَا الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ ) : يعنِي أنَّ ملائِكة جهنّم يُوبِّخون ويُحقِّرون المُكَذِّبينَ بما كَذبوا فِي الحَياةِ الدُّنيا ويقولون لَهم : ذُوقوا عَذاب كُفرِكم وتكذِيبكم وَهو ما ذَكره الأشقر
· أنواعُ العذاب جَزاءً لمَا كَذبوا :
- عَذاب الجَحِيم .
- عَذابُ التَّقريع والتَّوبيِخ .
- عَذابُ حَجبهم عَن رُؤيةِ الله جل جلاله وهُو قَول السَّعدِي .
· الفَوائِد السُّلوكِية لِهذهِ الآية :
- أنَّ الذُّنوبَ سببُ لِطمسِ القُلوبِ عَن الحقِّ وَأنَّها تُرينُ القلبَ بالتَّدرج .