تلخيص كتاب "معالم الدين" للشيخ
عبد العزيز الداخل
إعداد الطالب رشيد لعناني
الدرس الأول: معنى شهادة أن لا إله إلا الله
معْنَىالشهادتين: شهادةُ أن لا إلهَ إلا اللهُ، وشهادةُ أن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ.
(حديث ابن عمر) بُنِي الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحَجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ))متفق عليه(إنَّك تأتي قوماً من أهلِ الكتابِ فَادْعُهم إلى شهادةِ أنْ لا إلهَ إِلا الله وَأني رسولُ اللهِ؛ فإِنْ هُمْ أطاعوا لِذلكَ فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افْتَرضَ عليهم خمسَ صَلَوَاتٍ في كلِّ يومٍ وَليلةٍرواه مسلم من حديث ابن عباس (معاذ إلى اليمن) ورواه البخاري أيضاً ولفظه: (فليكن أوَّلَ ما تدْعوهم إلى أن يوحِّدوااللهَ) ثم حديث جبريل الطويل و الذي في آخره (هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمر دينكم)
معنى لا إله إلا الله لا مَعْبودَ بحقٍّ إلا اللهُ.والإلهُ: هو المألوهُ، أي المَعْبودُ. ﴿وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِإِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِإِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ﴾ ﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّالِيَعْبُدُونِ (56)﴾[الذاريات: ٥٦].(قل هو الله أحد) ﴿وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ) (هُوَ الْحَيُّ) ﴿وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍإِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ)( ﴿وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا). ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًاإِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍغَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (59)﴾[الأعراف: ٥٩]." ﴿وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ(65)﴾ [الأعراف: ﴿وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: ﴿وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ﴾ [الأعراف: ٨٥]."و الآيات كثيرة في هذا الباب تؤكد دعوة الرسل إلى التوحيد.
كما أرسل النبي صلى الله عليه و سلم رسائله إلى المُلوكِ دَعَاهم إلى توحيدِ اللهِ عز وجل(هِرَقْلَ عَظيمِ الرُّومِ،كِسْرَى مَلِك الفُرْسِ، المُقَوْقِسَ مَلِك القِبْط، وإلى مَلِكِ الحَبَشَة،وإلى جَيْفَرٍ وعِيَاذٍ ابنَي الجُلَنْدَى بعُمَان، وإلى هَوْذَةَ بن عليباليَمامة، وإلى المُنْذِر بن سَاوَى بهَجَر، وإلى ابنِ أبي شَمِر الغَسَّاني)
فتوحيدُ اللهِ تعالى هو مِفْتاحُالدخولِ في الإسلامِ، وبدونِه لا يكون المَرْءُ مُسلمًا، وإذا ارْتَكَبَ العبدُ مايَنْقُضُ هذا التوحيدَ فهو كافرٌ مشركٌ خارجٌ عن مِلَّةِ الإسلامِ.
التوحيدُ هو حقُّ اللهِ على العِباد كما جاء في حديث معاذ.
الخُلاصة:
•معنَى (لا إله إلا الله ) أي: لا مَعْبودَ بحقٍّ إلا اللهُ.
•لا يَتحقَّقُ التوحيدُ إلا باجتنابِالشركِ.
• الغايةُ التي خُلِقنا من أجلِها: عبادةُ اللهِ وحدَه لاشريكَ له.
•مَن عَبَد غيرَ اللهِ فهومُشرِكٌ كافرٌ.
•كلُّ رسولٍدعا قومَه إلى التوحيدِ واجتنابِ الشِّرْكِ.
•أصْلُ دعوةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم إلىالتوحيدِ، فبدأ بدَعْوةِ قومِه إلى التوحيدِ، وأرسَلَ إلى الملوكِ يَدْعُوهم إلىالتوحيدِ، وأَمَر أصحابَه أن تكونَ أوَّلُ دعوتِهم إلى التوحيدِ.
•التوحيدُ هو حقُّ اللهِ علىالعِباد.
•مَن لم يُوحِّد اللهَ فليسَ بمسلمٍ، وإنْ زَعَم أنهمُسْلِمٌ
الدرس الثاني: بيانُ معنَى شهادةِ أن مُحمَّدًا رسولُ اللهِصلى الله عليهوسلم
أرسل النبيِّ صلى الله عليه وسلم رسولاً إلى الجِنِّ والإنسِ و هو عبدُ اللهِ ورسولُه، ليسَ له حقٌّ في العبادةِ، ولا يَجوزُ أن نَغْلُوَ في مَدْحِه؛تستلزمُ هذه الشهادة ثلاثةَ أمورٍ عظيمةٍ هي: تقديم مَحَبَّتَه صلى الله عليه وسلم على مَحَبَّةِ النفسِ والأهلِوالوَلَدِ،تصديقُ ما أخْبَرَ به من أُمورِ الغيبِ وغيرِه ثم طاعتُه صلى الله عليه وسلم، وذلك بامتثالِ أوامرِه، واجتنابِنواهيه( المَحبَّةِ والتصديقِ والطاعةِ)
ومِمَّايَنْقُضُ هذه الشهادةَ: بُغْضُه صلى الله عليه و سلم،تكذيبُه والشَّكُّ في صِدْقِه والإعراضُ عن طاعته.(مَن عَمِلَ عَمَلاً ليسَ عليهأَمْرُنا فهو رَدٌّ)(الحديث)(أما بعدُ، فإنَّ خيرَ الحديثِكتابُ اللهِ، وخيرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحمَّدٍ، وشرَّ الأمورِ مُحْدثاتُها، وكلَّبدعةٍ ضَلالةٌ).
البِدَعٌ المُكفِّرةٌهي التي ارتكب صاحبها ناقضا من نواقص الإسلام و المفسقة هي التي لم يرتكب صاحبها ناقضا. وقد يُصيبُه على ذنبِه عذابٌ أليمٌ في الدنيا أو في قَبْرِه أو يوم القيامةِ. والرسولُ قد حُمِّلَ أمانةَ تبليغِالرسالةِ، فأدَّاها كما أرادَ اللهُ. ونحن حُمِّلنا أمانةَ اتباعِ الرسولِظاهرًا وباطنًا؛ فمَن وَفَّى بهذه الأمانةِ فقد أفْلَحَ ونَجَا.
الدرسالثالث: بيانُ وُجوبِ طاعةِ اللهِ ورسولِه.طاعةُ اللهِ ورسولِه أصلٌ من أصولِالدينِ،
قال تعالى: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُفَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾[الأحزاب: ٧١].
وقال تعالى: ﴿وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُفَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا﴾[الجن: ٢٣].
الدين مبني على اليسر قال الله جل في علاه ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَااسْتَطَعْتُمْ﴾.﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُنَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾.﴿وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِيالدِّينِ مِنْ حَرَجٍ﴾.(إنَّ هذا الدينَ يُسْرٌ، ولنيُشادَّ الدينَ أحدٌ إلا غَلَبَهُ) (الحديث)
والأوامرُالتي أمَرَ اللهُ بها وأمَرَ بها رسولُه على ثلاثِ درجاتٍ الدَّرَجةُالأولى:ما يَلْزَمُ منه البقاءُ على دينِ الإسلامِ، وذلك بطاعتِه فيتوحيدِ اللهِ جل وعلا، والكُفْر بالطاغوتِ، واجتنابِ نواقضِ الإسلامِ .الدَّرَجَةُالثانيةُ: ما يَسْلَمُ به العبدُ من العذابِ، وهو أداءُ الواجباتِ،واجتنابُ المُحرَّماتِ.الدَّرَجةُالثالثةُ: أداءُ الواجباتِ والمُستحبَّاتِ، وتَرْكُ المُحرَّماتِوالمَكْروهاتِ، وهذه درجةُ الكمالِ للعبادِ.
قال الله سبحانه )) ﴿وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَمِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِالْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْمَصِيرًا﴾ فإنَّ المصالحَ لا تَتحقَّقُ بمعصيةِ اللهِ، والمَفَاسِدَ لا تُدْرَأ بالتَّعرُّضِلسَخَطِ اللهِ. (لا طاعةَ لمَخْلوقٍ في مَعْصيةِاللهِ)رواه أحمدُ ومُسلمٌ. ﴿وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِيمُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْسَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾. ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِوَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِوَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِوَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ﴾[الأعراف: ١٥٨ .وهذا يَشْمَلُ جميعَ مَن أمَرَبمعصيةِ اللهِ في أمورِ العقيدةِ أو العبادات أو المُعاملات أو غيرِها من شُئونِالعبادِ.
الدرس الرابع: بيانُ فَضْلِالتَّوحيدِ
التوحيدُهو: إخلاصُ الدينِ للَّهِ جل وعلا، وهو شَرطٌ لدخولِ العبدِ فيالإسلامِ. فلا تَصِحُّ الشَّهادةُ منه حتى يَعْمَلَ بمُوجَبِها، وذلك بأن يُخْلِصَ الدِّينَللهِ عز وجل، ويَجْتَنِبَ عبادةَ ما يُعْبَدُ من دونِ اللهِ ويَتَبَرَّأَ منالشِّركِ وأهلِه.
قال اللهُ تعالى: ﴿لَاإِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْبِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىلَا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾[البقرة: ٢٥٦].
وثوابُ المُوحِّدِ أعظمُ الثوابِ: وهو رِضْوانُ اللهِ عز وجل، والنَّجاةُ من النارِ، ودخولُ الجَنَّةِ، ورُؤيةُ اللهِتبارك وتعالى. عن مُعاذِ بن جَبَلٍ رضِي الله عنهأن رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قال(ما مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًارَسُولُ اللهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللهُ عَلىالنَّارِ)رواه البخاري. فالمؤمن الموحد موعود بالجنة و معاصيه قد يغفرها الله جل شأنه أو يعذبه عليها في الدنيا أو القبر أو عرصات يوم القيامة. وأما المشركُ فإنَّ عُقوبتَه غَضَبُ اللهِ عز وجل ومَقْتُه والخُلودُ الأبَدِيُّ في نارِجَهنَّم، والحِرْمانُ من دُخولِ الجنَّةِ، والحِرْمانُ من رؤيةِ اللهِ عزوجل. ﴿وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَوَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَوَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَالشَّاكِرِينَ﴾[الزمر: ٦٥– ٦٦].
ومن فَضائلِ التوحيدِ النجاة من النار/ شَرْطٌ لقَبولِ الأعمالِ،/ سَكينةِ النفسِ وطُمَأنينةِ القلب/ السَّبَبُ الأعظمُ لمَحَبَّةِ اللهِ عز وجل للعَبْدِ، وما يَتْبَعُها من بركاتٍكثيرةٍ منها: مَغْفرةُ الذنوبِ، وتَفْريجُ الكُروبِ، ومُضاعفةُ الحسناتِ، ورِفْعةُالدَّرجاتِ، والحِفْظُ من الشُّرورِ والآفاتِ، ورَدُّ كَيْدِ الأعداءِ،
وزَوالُالهُمومِ و الغُمومِ، وحُصولُ النِّعَمِ والبركاتِ، واندفاعُ النِّقَمِ والعُقوباتِ،والتَّحَرُّرُ من رِقِّ النفسِ والشَّيْطانِ والعُبوديَّةِ للخَلْقِ، وذَوْقُحلاوةِ الإيمان ولَذَّةِ الإخلاصِ، والشوقُ إلى لقاءِ اللهِ، والخروجُ من الظلماتِإلى النورِ، فيَخْرُجُ من ظُلْمةِ الشِّرْكِ إلى نُورِ التوحيدِ، ومن ذُلِّالمعصيةِ إلى عِزَّةِ الطاعةِ، ومن ظُلْمةِ الجهل إلى نُورِ العلمِ، ومن حَيْرةِالشكِّ إلى بَرْدِ اليقينِ، ومن سُبُلِ الضلالةِ إلى صِراطِ اللهِ المستقيمِ.
الدرسُ الخامسُ: بيانُ معنَى دينِ الإسلامِ
قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: ١٩].وقال تعالى:﴿وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ (85)﴾[آل عمران: ٨٥].
وقال تعالى: ﴿فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ﴾[الحج: ٣٤].
والإسلامُ معناه:إخلاصُ الدينِ للهِ عز وجل و الاستسلام والانقيادُ لأوامرِه وأحكامِه.
فالعقيدةُ مَبْناها على العلمِ الصحيحِ، والشريعةُ أحكامٌ يَجِبُ على العبدِ امتثالُها
فلا يكونُ العبدُ مُسلمًا حتى يَجْمَعَ أمرينالأمر الأول:إخلاص الدينِ للهِ عز وجل؛ فيُوَحِّدُ اللهَ ويَجْتَنِبُ الشِّركَ. الأمر الثاني:الانقياد للهِ تعالى، بامتثالِ أوامرِه واجتنابِ نَواهيهِ.
فصل: والمسلمون يتفاضلون في حسن إسلامِهم بتفاضُلِهم في الإخلاصِ، وحُسنِ الانقيادِ، فهُم على مراتبِ الدين الثلاثةِ التي بَيَّنَها النبيُّ صلَّى الله عَليهِ وَسلَّم كَمَا فِي حديثِ جبريلَ الطويلِ وهي:
1مَرْتبةُ الإسلامِ. 2مَرْتبةُ الإيمانِ. 3مَرْتبةُ الإحسانِ. فكلُّ مُؤمِنٍ مُسلمٌ، وليسَ كلُّ مسلمٍ مُؤمِنًا.والمؤمنون يَتفاضلون في إيمانِهم فبعضُهم أكثرُ إيمانًا من بَعْضٍ؛ لأنَّ الإيمانَ تصديقٌ بالجنان، وقولٌ باللسانِ، وعَمَلٌ بالأركان و هو يَزِيدُ ويَنْقُصُ.
وكلما كانَ العبدُ أعْظَمَ تصديقًا وأحْسَنَ قَوْلاً وعَمَلاً كان إيمانُه أعظمَ.
وإذا فَعَل العبدُ المَعْصيةَ نقَصَ من إيمانِه؛ فإذا تابَ وأصْلَحَ تابَ اللهُ عليه.
واستكمالُ الإيمانِ وَصَفَه النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه: (مَن أحَبَّ للهِ، وأبْغَضَ للهِ، وأعْطَى للهِ، ومَنَعَ للهِ، فقَدِ اسْتَكْمَلَ الإيمانَ). رواه أبو دَاوُدَ
الحب في الله/ الحب لله
الحُبُّ للهِ أعمُّ من الحُبِّ في اللهِ، فهو يَشْمَلُ مَحَبَّةَ كلِّ ما يُحَبُّ لله جل وعلا من الأشخاصِ والأعمالِ والأقوالِ والأحوالِ والمقاصدِ والأخلاقِ والأَمْكِنَةِ والأزمنةِ وغيرِها.
فصل:وأُصولُ الإيمانِ سِتَّةٌ، بَيَّنَها النبيُّ صلى الله عليه وسلم بقولِه (الإيمانُ أن تُؤْمِنَ باللهِ وملائكتِه وكُتُبِه ورُسلِه واليَوْمِ الآخِرِ وتُؤْمِنَ بالقَدَرِ خَيْرِه وشَرِّهِ)
قال صلى الله عليه و سلم (الإيمانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً، فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لا إِلَهَ إِلا اللهُ، وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الأَذَى عَن الطَّرِيقِ، وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِن الإِيمَانِ)رواه مسلم
الدرس السادس: بَيانُ معنَىالعِبادةِ
العِبادةُهي:التَّذلُّلُ والخُضوعُ والانقيادُ مع شدَّةِ المحبَّةِوالتعظيمِ. والعبادةُ تكونُ بالقلبِ واللسانِوالجوارحِ ﴿هُوَ الْحَيُّ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (65)﴾ [غافر: ٦٥] (قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُالدِّينَ﴾﴿وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُفَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا﴾[الحشر: ٧شرط حسن العبادة الإخلاصِ والمُتابعةِ.
﴿وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّوَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ﴾ [الذاريات: ٥٦].
ما يَقْدَحُ في عُبودِيَّةِ العبدِ لرَبِّه عز وجل علىثَلاثِ دَرَجاتٍ:الدرجة الأولى الشِّرْكُ الأكبرُ، وهو عِبادةُغيرِ اللهِ عز وجل؛ الدرجة الثانية الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، ومنه الرِّياءُوالسُّمْعةُ،أو أن يَتعَلَّقَ قَلْبُ العَبْدِ بالدنيا حتى تكونَ أكْبَرَ هَمِّه. الدرجةُ الثالثةُ: فِعْلُالمعاصي و لذلك رغب الله عز و جل في الاستقامة قائلا ﴿إِنَّ الَّذِينَ قَالُوارَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْيَحْزَنُونَ)
ومدارُعُبودِيَّةِ القَلْبِ على ثلاثةِ أمورٍ عظيمةٍ هي: المَحَبَّةُ،والخَوْفُ، والرَّجاءُ. قال الله تعالى ﴿وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًاإِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ﴾[الأعراف: ٥٦].فالدُّعاءُ هنا يَشْمَلُ دُعاءَ المَسْألةِ ودُعاءَ العِبادةِ ومَحبَّةُ العبدِ لربِّه تعالى تَدْفَعُه إلى التقرُّبِ إليه، والشَّوقِ إلىلقائِه، والأُنسِ بذِكْرِه، وتَحْمِلُه على مَحَبَّةِ ما يُحِبُّه اللهُ، وبُغْضِما يُبْغِضُه اللهُ، فيُحَقِّقُ عُبوديَّةَ الولاءِ والبَرَاءِ بسببِ صِدْقِمَحبَّتِه للهِ تعالى.
● وخَوفُه من اللهِيَزْجُرُه عن ارتكابِ المُحرَّماتِ وتركِ الواجباتِ؛ فيكونُ من عبادِ اللهِالمُتَّقينَ، الذين حَمَلَتْهم خَشْيةُ اللهِ تعالى على اجتنابِ أسبابِ سَخَطِهوعِقابِه.
● ورَجاؤُه للهِ يَحْفِزُه على فِعْلِالطاعاتِ لما يَرْجُو من عَظيمِ ثَوابِها وبَرَكةِ رِضْوانِ اللهِ عز وجل على أهلِطَاعَتِه
. الدرسالسابع: بيانُ معنَى الكُفْرِ بالطاغوتِ
والطاغوتُ هو كلُّ ما يُعْبَدُ مندُونِ اللهِ تعالى، سَواءٌ أكانتْ عبادتُه بدعائهِ، والاستعانِة به، والتَّوكُّلِعليه، والذَّبْحِ له، والنَّذْرِ له، أم باتِّباعِه في تحليلِ الحرامِ وتحريمِالحلالِ، أم بالتَّحاكُمِ
إليه والرِّضا بحُكْمِه. قال ابنُ جَريرٍ رحِمه اللهُ: (والصَّوابُ من القولِ عندِي في"الطَّاغُوتَ"أنهكُلُّ ذِي طُغْيانٍ على اللهِ، فعُبِدَ من دونِه، إما بقَهْرٍ منه لمَن عَبَدَه،وإما بطَاعةٍ مِمَّن عبده له، وإنسانًا كان ذلك المَعْبودُ، أو شَيْطانًا، أووَثَنًا، أو صَنَمًا، أو كائِنًا ما كانَ من شيءٍ).فالطاغوت إذن من بَلَغ في الطُّغْيانِ مَبْلَغًا عظيمًا فصَدَّ عن سبيلِ اللهِ كثيرًا
الطواغيت: الشيطانُ الرَّجيمُ، والأوثانُ التي تُعْبَدُ من دونِ اللهِ، ومَن يَحْكُمُ بغيرِما أنْزَلَ اللهُ.
الصنف الأول : الشَّيْطانُ الرَّجيمُ وهو أصْلُ كلِّ شِرْكٍ وطُغْيانٍ،(وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَخُسْرَانًا مُبِينًا (119) يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّاغُرُورًا)واجتنابُ هذا الطاغوتِ يَكونُبالاستعاذةِ باللهِ منه، والحَذَرِ من كَيْدِه، وعَدَمِ اتباعِ خُطُواتِه، فهوعَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ. وتَحقيقُ الاستعاذةِ من الشيطانِيَكُونُ بصِدْقِ الالتجاءِ إلى اللهِ تعالى، واتِّباعِ هُدَى اللهِ العَاصِم منشَرِّ الشَّيْطانِ وشِرْكِه. فضَعْفُ الإيمانِ وضَعْفُ التوكلِ والإخلاصِ، والغَفْلةُ عن ذِكْرِ اللهِ تعالى،والتَّفْرِيطُ في التعويذاتِ الشَّرْعِيَّةِ، كُلُّ
ذلك من أسبابِ تَسَلُّطِالشيطانِ على الإنسانِ. وكذلك ما يَجِدُ به الشيطانُ علىالإنسانِ مَدْخَلاً للتسلطِ عليه كالغَضَبِ الشديدِ، والفَرَحِ الشَّديدِ،والانْكِبابِ على الشَّهواتِ، والشُّذُوذِ عن الجماعةِ، والوَحْدةِ، ولا سِيَّما فيالسَّفَرِ، ونَقْلِ الحديثِ بينَ الناسِ، وخَلْوةِ الرجُلِ بالمرأةِ، والظنِّالسَّيِّئِ، وغِشْيانِ مَواضِعِ الرِّيَبِ.
الصِّنْفُالثاني: الأوثانُ التي تُعْبَدُ من دونِ اللهِ عزوجل
وهذه الطواغيتُ أنواعٌ: فمن الأوثانالأصنامُ والتماثيلُالتي تُنْحَتُ على شَكْلِ صُوَرٍ؛﴿أَتَعْبُدُونَ مَاتَنْحِتُونَ)[الصافات: 95 (هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْيَضُرُّونَ.
قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآَبَاؤُكُمُالْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ (77) الَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَيَهْدِينِ (78) وَالَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ (79) وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) وَالَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّيُحْيِينِ (81) وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82)﴾.[الشعراء: ٦٩–٨٢].ومنالأوثانِبعضُ الأشجارِ والأحجارِ المُعظَّمة التي يَعْتَقِدُ فيهابعضُ المُشْركينَ اعتقاداتٍ كُفْريَّةً،ومنالأوثانِ القُبورُ والمَشاهِدُ والأَضْرِحَةُ والمَقاماتُ التيتُعْبَدُ من دونِ اللهِ عز وجل،وقد قال النبيُّ صلى اللهُ عليهوسلم (اللهُمَّ لا تَجْعَلْقَبْرِي وَثَنًا يُعْبَدُ)رواهمَالِكٌ. وقال أبو عُبَيدةَ عامِرُ بنُالجَرَّاحِ رضِي اللهُ عنه: (كَانَ آخِرَ ما تَكَلَّم به نبيُّاللهِ صلى الله عليه وسلم أنْ أخْرِجُوا يَهُودَ الحِجَازِ من جَزِيرةِ العَرَبِ،واعْلَمُوا أنَّ شِرارَ الناسِ الذين يَتَّخذونَ القُبورَ مَساجِدَ)رواهالإمامُ أحمدُ.
وعن أبي هُرَيرةَ رضِي اللهُ عنه أنالنبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قال (يَجمعُ اللهُ الناسَ يومَ القيامةِ، فيقولُ: مَن كانَ يَعْبُدُ شيئًافلْيَتبعه؛ فيَتبعُ مَن كانَ يَعبدُ الشَّمسَ الشَّمسَ، ويَتبعُ مَن كان يَعْبُدُالقَمَرَ القَمَرَ، ويَتبعُ مَن كانَ يَعْبُدُ الطَّواغِيتَالطَّوَاغيتَ (مُتَّفقعليه)
الصِّنْفُالثَّالِثُ: مَن يَحْكُمُ بغَيْرِ ما أنْزَلَ اللهُ
كلُّ مَن كانَ له سُلْطانٌ علىالناسِ في بَلَدٍ من البُلْدانِ فأعْرَضَ عن تَحْكيمِ شَرْعِ اللهِ عزَّ وجلَّفيهم، ووضَعَ لهم أحْكامًا يَحْكُم بها عليهم من تلقاءِ نفسِه؛ فيُحِلُّ لهم ماحَرَّم اللهُ، ويُحَرِّمُ عليهم ما أحلَّ اللهُ فهو طاغوتٌ يُرِيدُ أن يُعْبَدَ مندونِ اللهِ عز وجل، وعبادتُه طاعتُه في تحليلِ الحرامِ وتحريمِ الحلالِ. ﴿اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْوَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾([التوبة: )٣١ قال النبي صلى الله عليه و سلم (أليسَ يُحَرِّمونَ ما أحَلَّاللهُ فتُحَرِّمُونَه، ويُحِلُّونَ ما حَرَّمَ اللهُ فتَسْتَحِلُّونَه؟)
ومنالطواغيتِ:الكُهَّانُ والعَرَّافونُ والسَّحَرةُ الذين يَدَّعُونعِلْمَ الغَيْبِ ويَتحَاكَمُ إليهم الجَهَلةُ الضُّلالُ. (مَن أتَى كاهنًا أو عَرَّافًافصَدَّقَهُ بما يقولُ، فقد كَفَرَ بما أُنْزِلَ على مُحمَّدٍ) رواه الإمامُ أحمدُ
من حديثِ أبي هُريرةَ رضِي الله عنه. والإِعْرَاضُ عن حُكْمِ اللهِوالتَّحَاكُمِ إلى شَرْعِه، وطَلَبُ حُكْمِ الطَّواغيتِ هو لا شك من أعمالِ المُنافقين. ﴿وَيَقُولُونَ آَمَنَّابِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّى فَرِيقٌ مِنْهُمْ مِنْبَعْدِ ذَلِكَ وَمَا أُولَئِكَ بِالْمُؤْمِنِينَ) (47)
الدرس الثامن: التحذيرُ من الشِّركِ وبَيانُأنواعِه
قال سبحانه ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَاتُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا﴾ [النساء: ٣٦].﴿إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌعَظِيمٌ﴾ [لقمان: ١٣].وعن عبدِ اللهِ بنِ مَسعودٍ رضِيالله عنه قال: سألتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أيُّالذَّنْبِ أعْظَمُ؟
قال أنْ تَجْعَلَ للهِنِدًّا وهو خَلَقَكَ)(متفق عليه) .فمَن دعا معَ اللهِ أحَدًا – دُعاءَ مسألةٍ أو دُعاءَ عبادةٍ–فهو مُشركٌ كافرٌ؛أكبرُ الكبائرِ، وأعظمُ الظُّلمِ، وهو نَقْضٌ لعهدِ اللهِ وميثاقِه، وخيانةٌ لأعظمِالأماناتِ وأكبرِ الحُقوقِ،وأما في الآخرةِ فإنهم من حِينِقَبْضِ أرواحِهم وهم في عَذابٍ شَديدٍ مُتتابِعٍ بسببِ لَعْنةِ اللهِ لهم؛﴿لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُالَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ (196) مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْجَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ﴾ [آل عمران: ١٩٦–١٩٧].﴿وَمَنْ كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُقَلِيلًا ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ( (البقرة126﴾ ﴿إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواوَمَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِوَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ 161( البقرة)
أما الشِّرْكُ الأكْبَرُ فيالرُّبوبيَّةِفهو: اعْتقادُ شَرِيكٍ للهِ تعالى في أفعالِه من الخَلْقِوالرَّزقِ والمُلْكِ والتَّدْبيرِ. وأمَّا الشِّرْكُ الأَكْبَرُ فيالألوهيَّةِفهو دُعاءُ غيرِ اللهِ تعالى دُعاءَ مسألةٍ أو دُعاءَعِبادَةٍ
ويكونُالشركُ الأكبرُ بالقلبِ والقولِ والعملِ. الشركِ الأكبرِ القَلْبِيِّ:اعتقادُ أنَّ للأوثانِ تَصَرُّفًا فيالكَوْنِ، وأنها تَعْلَمُ الغَيْبَ،ومثالُالشِّرْكِ بالقَوْلِ:دُعاءُ الأوثانِ من دُونِ اللهِ،ومِثالُالشركِ بعَمَلِ الجَوَارحِ:الذَّبْحُ لغَيْرِ اللهِ، والنَّذْرُ له،والسُّجودُ له.
والقِسْمُالآخَرُ:الشِّرْكُ الأَصْغَرُ، وهو ما كانَ وَسِيلةً للشِّرْكِ الأَكْبَرِ. ويَكُونُ بالقَلْبِ والقَوْلِوالعَمَلِ: الشِّرْكِ الأَصْغَرِ القَلْبِيِّ:اعتقادُ السَّبَبِيَّةِ فيما لميَجْعَلْهُ اللهُ سَبَبًا شَرْعًا ولا قَدَرًا، كاعتقادِ نَفْعِ التمائمِالمُعَلَّقَةِ في دَفْعِ البلاءِ، والطِّيَرةِ. الشِّرْكِ الأصغرِ العَمَلِيِّ:الرِّياءُ بتَحْسِينِ أداءِ الصلاةِلطَلَبِ مَدْحِ الناسِ. الشِّرْكِ الأَصْغَرِ القَوْلِيِّ :قولُ ما شاءَ اللهُ وشِئْتَ،والحَلِفُ بغَيرِ اللهِ،
فالشِّرْكُالجَلِيُّهو الشركُ البيِّنُ الظاهِرُ كدُعاءِ غَيْرِ اللهِ تعالى، فالشرك الخفي الأكبر هو أعمال الشرك الأكبر الخفيّة ؛ كتعلّق القلب بغير اللهتعلقاً أكبر بالالتجاء إلى غير الله. والشرك الخفي الأصغرُ مثاله ما يكونفي القلب من نوع تعلّق بالدنيا حتى يؤثرها على بعض الأعمال الواجبة. و المخرج بإذن الله من هذا النوع من الشرك الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه و سلم لأبي بكر (قُلِ اللهُمَّ إني أَعوذُ بكَأن أُشْرِكَ بكَ وأنا أعْلَمُ، وأسْتَغْفِرُكَ لِمَا لا أعْلَمُ)رواه البخاريُّ في الأدبِ المُفْرَدِ.
الدرس التاسع: التَّحْذِيرُ من النِّفاقِ (1/3)
النِّفاقُهو:مُخالفةُ الظاهرِ للباطِنِ و منه النفق و منه نافقاء اليربوع،النِّفاقُ الأَكْبَرُفهو إِظْهَارُ الإِسْلامِ وإِضْمَارُالكُفْرِو هو مخرج من الملة. وأَمَّا النِّفاقُ الأصْغَرُفهو أن يَكونُ لدَى العبدِ بعضُ خِصالِالمُنافِقِينَ
وأصحابُالنِّفاقِ الأكبرِ المُخْرِجِ من المِلَّةِ على صِنْفَيْنِ: الأول مَن لم يُسْلِمْ على الحقيقةِ، (آيات البقرة و المنافقون دالة على ذلك) الصِّنْفُالثاني:مَن يَرْتَدُّ بعدَ إسلامِه بارتكابِه ما يَنْقُضُ الإسلامَويُخْرِجُ من المِلَّةِ مع إظهارِه للإسلامِ،﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَيُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ) [النساء: ١٤٢ ﴿وَمَا مَنَعَهُمْ أَنْتُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللَّهِوَبِرَسُولِهِ وَلَا يَأْتُونَ الصَّلَاةَ إِلَّا وَهُمْ كُسَالَى وَلَايُنْفِقُونَ إِلَّا وَهُمْ كَارِهُونَ﴾ [التوبة: ٥٤].قال ابنُ كثيرٍ: (ومنهم مَنيَعْتريهِ الشكُّ، فتَارَةً يَمِيلُ إلى هؤلاءِ، وتَارَةً يَمِيلُ إلى أولئكَ﴿كُلَّمَا أَضَاءَ لَهُمْ مَشَوْافِيهِ وَإِذَا أَظْلَمَ عَلَيْهِمْ قَامُوا﴾قال عبدُ اللهِ بنُ عُمَرَ رضِي اللهعنهما سَمِعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يقولُ: ((مَثَلُ المُنافِقِ كمَثَلِ الشَّاةِالعَائِرَةِ بينَ الغَنَمَيْنِ تَعِيرُ إلى هذه مَرَّةً وإلى هذهمَرَّةً(رواه مسلمٌ)
فمنهمالمَارِدُونَ على النِّفاقِ، وهم شَدِيدُو العَداوةِ والكَيْدِللإسلامِ والمسلمين،(قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم (آيةُ الإيمانِ حُبُّ الأنصارِ،وآيةُ النِّفاقِ بُغْضُ الأنصارِ)متفقعليه من حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضِي الله عنه.) ﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَبِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَأَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَفَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) ومن المُنافِقِينَمَن هو مُتَرَدِّدٌ بينَ الإسلامِ والكُفْرِ،﴿إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُواثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آَمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْيَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَبِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾. ﴿يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَاقَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَإِسْلَامِهِمْ﴾[التوبة: ٧٤]؛والعبدُ قد يَكْفُرُ بكلمةٍيَقولُها، وقال حُذيفةُ بنُ اليَمَانِ رضِيالله عنه: (إنْ كانَ الرجُلُ لَيَتكَلَّمُ بالكلمةِ على عهدِرسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فيَصِيرُ مُنافِقًا، وإنِّي لأَسْمَعُها منأَحَدِكم في المَقْعَدِ الوَاحِدِ أَرْبَعَمَرَّاتٍ.
لَتَأمُرُنَّ بالمعروفِ ولَتَنْهَوُنَّ عن المُنْكَرِ،ولَتَحَاضُنَّ على الخيرِ، أو لَيُسْحِتَنَّكُمُ اللهُ جميعًا بعذابٍ، أولَيُؤَمِّرَنَّ عليكم شِرارَكم، ثم يَدْعو خِيارُكم فلا يُسْتجابُ لكم).رواه أحمدُ وابنُ أبي شَيْبَةَ. ) وعن أبي هُريرةَ رضِي اللهُ عنه عنالنبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوَانِ اللهِ لايُلْقِي لها بَالاً يَرْفَعُهُ اللهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العبدَ لَيَتكَلَّمُبالكلمةِ من سَخَطِ اللهِ لا يُلْقِي لها بَالاً يَهْوِي بها فيجَهَنَّمَ). رواه البخاريُّ. ويُذْكَرُ عن الحَسَنِ قوله (ما خَافَهُ إلا مُؤمِنٌ، ولا أَمِنَهُ إلامُنافِقٌ)
الدرس العاشر: التَّحذيرُ من النِّفاقِ (2/3)
﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ فَعَلُوامَا يُوعَظُونَ بِهِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَشَدَّ تَثْبِيتًا النساء 66)العلاج من هذه الآفة هو إتباع هدى الله) قال الله سبحانه ﴿وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَوَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّالسَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْوَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾[الفتح: ٦].
وأعمالُالمنافقين على صِنْفينِ:
الصِّنْفُالأولُ:أعمالٌ كُفْريَّةٌ مَن وَقَعَ فيها فهو كَافِرٌ باللهِ جل وعلا كتَكْذيبِ اللهِ ورسولِه، والبُغْضِ والسبِّ والاستهزاءِ باللهِ وآياته ورسولِهِ،وتَوَلِّي الكافرينَ ومُناصَرَتِهم على المسلمين. و هذا ما يسمى بالنِّفاقَ الاعتقاديَّ،الصِّنْفُ الثاني:أعمالٌ وخِصالٌ ذَمِيمةٌ،((آيةُ المُنافِقِ ثلاثٌ إذاحدَّثَ كَذَبَ، وإذا وَعَدَ أخْلَفَ، وإذا اؤتُمِنَ خَانَ)). متفق عليه من حديثِ أبي هُريرةَ رضِي الله عنه.
وفي روايةٍلمسلمٍ: ((آيةُ المُنافقِ ثلاثٌوإنْ صلَّى وصام وزَعَمَ أنه مُسلِمٌ)). النفاقُ الأصغرُ/السلوكي)
القلوب الأربعة: قَلْبٌ مُصْفَحٌ فذلك قَلْبُ المنافقِ.– وقَلْبٌ أَغْلَفُفذاك قلبُ الكافرِ.
– وقَلْبٌ أجْرَدُ كأنَّ فيه سِراجًا يُزهِرُ فذلكقَلْبُ المؤمنِ.–وقَلْبٌ فيه نِفاقٌ وإيمانٌ؛فمَثَلُه مَثَلُ
قَرْحةٍ يَمُدُّها قَيْحٌ وَدَمٌ، ومَثَلُه مَثَلُ شَجَرةٍيَسْقِيها ماءٌ خَبِيثٌ وطَيِّبٌ؛ فأيُّهما غَلَبَ عليها غَلَبَ). رواه ابن أبي شيبة في المصنَّفِ وفي كتابِ الإيمانِ وقد صَحَّحَهُ الألبانيُّ،وأُعِلَّ بالانقطاعِ، ومعناه صحيح.) وقال عَلِيُّ بنُ أبي طَالِبٍ رضِيَاللهُ عنهُ: (الإيمانُ يَبْدَأُ لُمْظَةًبيضاءَ في القلبِ، كُلَّما ازدادَ الإيمانُ ازدادت بَياضًا حتى يَبْيَضَّ القلبُكلُّه، وإن النِّفاقَ يَبْدَأُ لُمْظَةً سوداءَ في القلبِ فكلما ازدادَ النفاقُازدادت حتى يَسْوَدَّ القلبُ كلُّه). رواه ابنُ أبي شَيْبةَ في كتابِالإيمانِ، والبيهقيُّ في شُعب الإيمانِ. من حديثِ أنسِ بنِ مالكٍ رضِي الله عنه قال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلميقول: ((تلكَ صلاةُ المنافقِ،يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشمسَ حتى إذا كانتْ بينَ قَرْنَي الشيطانِ قامَ فنَقَرَهَاأَربعًا لا يذكُرُ اللهَ فيها إِلا قليلاً)). رواه مسلمٌ
إذا تَابَ المُنافِقُ قَبْلَ موتِهوأصْلَحَ عَمَلَهُ واعْتَصَمَ باللهِ وأخلَصَ دينَه للَّهِ عز وجل فتَوْبَتُهصحيحةٌ مَقْبولةٌ، قال اللهُ تعالى: ﴿إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِوَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُواوَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَالْمُؤْمِنِينَ. (مَنْ سَرَّتْهُ حَسَنَتُهُوسَاءَتْهُ سَيِّئَتُهُ فهو مُؤْمِنٌ)
الدرسُ الحاديَ عَشَرَ: التحذيرُ من النِّفاقِ (3/3)
عُقوبةُالمُنافِقِ: فأمَّا في الدنيافإنهم يُعاقَبُونَ بالطَّبْعِ على قُلُوبِهموحِرْمانِهم من الفِقْهِ والعِلْمِ والهُدَى،﴿وَلَا تُعْجِبْكَأَمْوَالُهُمْ وَأَوْلَادُهُمْ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُعَذِّبَهُمْ بِهَافِي الدُّنْيَا وَتَزْهَقَ أَنْفُسُهُمْ وَهُمْ كَافِرُونَ﴾[التوبة: ٨٥].ما يَجْعَلُه اللهُ لهم مِن البَغْضَاءِ في قُلوبِ الناسِ مهما تَوَدَّدُوا إليهم؛مَن تَتَبَّعَ عَوْرةَ مُسلمٍ تَتَبَّعَ اللهُ عَوْرتَه، ومَن ضَارَّ مُسلمًاضَارَّه اللهُ، ومَن شاقَّ مُسلِمًا شَقَّ اللهُ عليه، ومَن خَذَلَ مُسلمًا خَذَلَهاللهُ، ومَن شَدَّدَ على المسلمين شَدَّدَ اللهُ عليه. وأما في البَرْزخِ:فإنهم إذا فارقوا هذه الحياةَ وأُدْخِلوا فيقُبورِهم فإنهم في عذابٍ عظيمٍ وشَقاءٍ دائمٍ وحَسْرةٍ لا تَنْقطِعُ؛فيَقُولُ: لاأَدْرِي، كنتُ أَقولُ ما يَقولُ النَّاسُ.
فيُقالُ: لا دَرَيْتَ ولاتَلَيْتَ، ويُضْرَبُ بمَطَارِقَ من حديدٍ ضَرْبةً فيَصِيحُ صَيْحةً يَسْمَعُها مَنيليهِ غيرَ الثَّقَلينِ))مُتَّفقٌ عليه. وأمَّا في الآخرةِ: (( فيُكْشَفُ عن سَاقٍ فلايَبْقَى أحَدٌ كانَ يَسْجُدُ طَائِعًا في الدنيا إلا أُذِنَ له في السُّجودِ، ولايَبْقَى أحَدٌ كانَ يَسْجُدُ رِياءً أو نِفاقًا إلا صَارَ ظَهْرُه طَبَقَةًوَاحِدَةً كُلَّما أرادَ أن يَسْجُدَ خَرَّ لِقَفَاهُ)). حتى إذا كانوا على الصِّراطِ طَفِئَ نورُ المنافقين وتَمَّ نورُ المُؤمِنِينَ،أما عَذَابُهم في نارِ جَهَنَّم فهو العَذابُ المُهِينُ الأليمُ والوبيلُالمُقِيمُ، كَتَبَ اللهُ لهم الدَّرْكَ الأسْفَلَ فيها، فهم مِن أشَدِّ أهلِ النارِعَذابًا.
الدرسُ الثانِيَ عشَرَ: نَواقِضُالإسلامِ
وتكونُ الرِّدَّةُ بكلِّ أَمْرٍقَوْلِيٍّ أو عَمَلِيٍّ أو اعْتِقاديٍّ يَلْزَمُ منه انتفاءُ حقيقةِ شَهادةِ أن لاإلهَ إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رَسولُ اللهِ.
الناقضُ الأولُ: الإلحادُ، وهو إنكارُ وُجودِ اللهِ تعالى(نِسْبةُ الخَلْقِ إلى الطَّبيعةِ.) الناقضُالثاني:الشِّركُ الأكبرُ، شرك العبادة ما يَفْعَلُه عُبَّادُ الأوثانِ والأنبياءِ والأولياءِ من دُعائِهم من دونِ اللهِ،ما يَفْعَلُه السَّحَرَةُ وبعضُ مَن يَأتيهِم من الذَّبحِ لغيرِ اللهِ عز وجلوالاستغاثةِ بالشياطينِ
النوعُ الثاني:الشِّركُ في الرُّبوبيَّةِ، ومن صُوَرِه: 1اعتقادُ بعضِ المُشركينَ في آلهتِهم ومُعَظَّمِيهِم أنَّ لهم تَصَرُّفًا فيالكَوْنِ.2 اعتقادُ المَجوسِ أنَّ للكَوْنِ خَالِقَيْنِ: النُّورَوالظُّلْمَةَ.3اعتقادُ بعضِ غُلاةِ الصُّوفيَّةِ والشِّيعةِ أن بعضَ مُعَظَّميهِم يَعْلَمُونَالغَيْبَ،ومنالشِّرْكِ في الرُّبوبيَّةِ:الحُكْمُ بغَيْرِ ما أنْزَلَ اللهُ،النوعُ الثالِثُ:شِرْكُ الطَّاعةِ؛ وهو اتِّباعُ المُعَظَّمينَ فيتحليلِ الحرامِ وتَحْرِيمِ الحلالِ؛ومنصُوَرِه:
1التحاكُمُ إلى الطَّواغيتِ؛طاعةُ عُلماءِ السُّوءِ والحُكَّامِ الطَّواغِيتِ في تَحليلِ الحرامِ البَيِّنِ
الناقضُ الثالثُ: ادِّعاءُبعضِ خَصائصِ اللهِ في رُبُوبِيَّتِه أوأُلُوهِيَّتِه أو أسمائِه وصِفاتِه.
ومن صُوَرِذلك:
1:دَعوةُ بعضِالطواغيتِ إلى عِبادةِ أنفسِهم. :ادِّعاءُ عِلْمِ الغَيْبِ.3:ادِّعاءُ القُدْرَةِ على إحياءِالمَوْتَى.
الناقضُالرَّابِعُ: ادِّعاءُالنُّبُوَّةِ/مَن يَدَّعِي مُضاهاةَ القرآنِ. الناقضُ الخامسُ: تكذيبُ اللهِ عز وجل وتكذيبُ رسولِه صلى الله عليهوسلم،إلا أنه يَنْبَغِي التفريقُ بينَ تكذيبِ الخَبَرِ المَبْنيِّ على عدمِ العلمِبالدليلِ أو غِيابِه عنه أو الشكِّ في ثُبوتِه أو كانَ للمُكَذِّبِ تأويلٌ في معنَىالخَبَرِ يُدْرَأُ عنه به حُكْمُ التكذيبِ، وبينَ تَكذيبِ ما عُلِمَ ثُبوتُهومعناه، فهذا الأخيرُ ناقضٌ بلا خلافٍ بينَ أهلِ العلمِ. الناقضُ السادسُ: الشَّكُّ: الشَّكُّ في كُفرِ مَن لا يَدِينُ بدينِ الإسلامِ/الشَّكُّ في أمرِ البَعْثِ بعدَ الموتِ/الشَّكُّ في ثُبوتِ القُرآنِ الكريمِ وحِفْظِه من التَّحْرِيفِوالتَّبْديلِ الناقضُ السابعُ: بُغْضُ اللهِ ورسولِه، وبُغْضُ دينِالإسلامِ/1سَبُّ اللهِ ورسولِه وسَبُّ دينِ الإسلامِ، وتَنَقُّصُ الذَّاتِ المُقَدَّسَةِ،وتَنَقُّصُ مَقامِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم.2بُغْضُ الصحابةِ3 بُغْضُ أَئمَّةِ الدِّينِ ورُواةِ الأحاديثِ الصحيحةِ وحَمَلةِ الشَّريعةِ علىوَجْهِ العُمومِ وتَكْذيبُهم
الناقضُ الثامنُ: الاستهزاءُ باللهِ وآياتِه ورسولِه،/:امْتِهانُ المُصْحَفِ/الاسْتِخفافُ بأيِّ شَعيرةٍ من شَعائرِ الإسلامِ.
الناقضُ التاسعُ: اتِّخَاذُ الكُفَّارِ أولياءَ من دونِالمؤمنينَ، وهو يشملُ أمرين:
1:محبتهمفي دينهم وموافقتهم عليه والرضا به.
2:مناصرةالكفار على المسلمين/التَّجَسُّسُ على المسلمين لصالحِ الكُفَّارِ/تَهْنِئَةُ الكُفَّارِ بأعيادِهم الوَثَنِيَّةِ والكُفْريَّةِ/بِناءُ مَعابِدَ يُعْبَدُ فيها غيرُ اللهِ جل وعلا،/مُحاربةُ حَمَلةِ الشريعةِ من العُلماءِ والدُّعاةِ/العَمَلُ على تَوْهِينِ المُسلمينَ وإضعافِهم
،الناقضُ العاشرُ: التَّولِّيوالإِعراضُ.
والنَّوَاقِضُعلى دَرَجَتَيْنِ:
الدرجةُ الأُولَى:الكُفْرُ البَوَاحُ،﴿مَا كَانَ لِلنَّبِيِّوَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِيقُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُالْجَحِيمِ﴾[التوبة: 113]. الدرجةُالثانيةُ:ما ليسَ بكُفْرٍ بَوَاحٍ،وهو علىنَوْعينِ: النوعُالأولُ:ما يَحْتَمِلُ أن يكونَ لصَاحِبِه ما يُعْذَرُ به من إِكْراهٍأو ذَهَابِ عَقْلٍ أو شُبْهَةٍ من تأويلٍ أو جَهْلٍ يُعْذَرُ به ويَحْتَاجُ مَعَهإلى إقامةِ الحُجَّةِ عليه،النوعُالثاني:أنْ يَكونَ الناقضُ من النواقضِ المُخْتَلَفِ فيها،فإن كان سِحْرُه بالاستغاثةِ بالشياطينِ والتَّقرُّبِ إليهم حَكَموا بكُفْرِه، وإنكان سِحْرُه بغيرِ ذلك حَكَمُوا بتعزيرِه بما يَزْجُرُه عن ذلك ولم يُكَفِّرُوه.
فهو كافرٌمِن أَكْثرَ مِن وَجْهٍ:
–كافرٌ بسببِ حُكمِه بغيرِ ما أنزلَاللهُ وجَعْلِه نفسَه شَرِيكًا للهِ في حُكْمِه.
–وكافرٌ بسببِ استحلالِه مُحرَّمًا مَعْلومَ التحريمِبالضَّرورةِ من دِينِ الإسلامِ.
–وكافرٌ بسببِ تَكْذيبِه للهِ ولرسولِه بتَفْضيلِهحُكْمَ الطاغوتِ على حُكْمِ اللهِ جل وعلا.
والكُفْرُ كُفْرانِ؛ كُفْرٌ ظَاهِرٌ، وكُفْرٌ بَاطِنٌ: وعن أَبِي ذَرٍّ رضِي الله عنه أنَّهسَمِعَ رسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقولُ: (مَنْ دَعَا رَجُلاً بالكُفْرِ، أو قالَ: عَدُوَّ اللهِ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ إلاَّ حَارَ عَلَيْهِ)مُتَّفَقٌ عليه. والأَصْلُ في الحُكْمِ بالكُفْرِ أنهإلى أهلِ العلمِ وأُولِي الأَمْرِ.
تم بعون اللهو توفيقه