ج1)
الإيمان بالقرآن يتحقق اعتقاداً وقولاً وعملاً بهذه الأمور الثلاثة :
1) في الجانب العقائدي : يؤمن أنه كلام الله أنزله على رسوله بالحق ليخرج الناس من الظلمات إلى النور , لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد , يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم ز
2) الإيمان القولي : أن يقول ما يدل على الإيمان به وتصديقه ومنه تلاوته تصديقاً وتعبداً .
3) الإيمان العملي : باتباع هديه و وامتثال أوامر الله التي جاءت فيه واجتناب نواهيه .
ج2)
1) يرشده إلى طريق ربه فهو أعظم معين للمؤمن بأمر الله للتقرب لله والتعرف على أسمائه وصفاته واثارها على حياة المؤمن , والتعرف على وعده ووعيده , وطريق الفوز برضا ربه والنجاة من سخطه .
2) يهدي المؤمن للتي هي أقوم في جميع شؤونه , هدايةً مقترنة ً بالرحمة والبشرى . قال تعالى : ( وإنه لهدى ورحمةُ للمؤمنين )
3) يحمل المؤمن على تلاوة القرآن فتكون تلاوته ذكرٌ لله وعبادةً يثاب عليها , تزيده إيماناً وتثبيتاً وطمأنينة وسكينة , فيصرف عنه كيد الشيطان ووساوسه ومكائده , ويزداد يقيناً عندما يرى أنه محكم يصدق بعضه بعضاً لا لا ترى فيه تناقضاً أو اختلافاً , فيزداد يقيناً .
قال تعالى : ( وننزل من القرآن ما هو شفاءٌ ورحمة ٌ للمؤمنين ولا يزيد الظالمين إلا خسارا )
4) الجانب العملي : يهدي للتي هي أقوم , ويورثه التقوى والاستقامة وصلاح الظاهر والباطن , وصدق الرغبة والرهبة بإذن الله .
ج3)
المعتزلة / تقول أن القرآن مخلوق ... لأنها تنفي صفات الله القائمة في نفسه وأفعاله التي يشاءها ويقدرها , ظناً منها انها تجتنب بذلك التشبيه , فهي تعتقد ان الله قدير بلا قدرة وحكيم بلا حكمة .
الأشاعرة / تثبت قيام الصفات اللازمة به، وتنفى أن يقوم به ما يتعلق بمشيئته وقدرته من الأفعال وغيرها , وتقول بمبدأ امتناع حلول الحوادث به جلّ وعلا؛ وتفسيرهم لهم يقتضي نفي كلام الله تعالى .وتقول أن القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى، وأنّه ليس بحرف ولا صوت، ولا يتجزأ ولا يتباعض، ولا يتفاضل .
ج4 )
هذه الفتنة التي أطلقها الكرابيسي وهو قوله: ( لفظي بالقرآن مخلوق ) , أثارت فتن عظيمة وزادت الناس تلبيساً ووهماً حيث كانت الناس بحاجة إلى من يوضح لهم ويبين لهم الحق لا من يزيدهم تلبيساً
فهي كلمة لها عدة احتمالات :
1) لفظي بالقرآن مخلوق قد يكون المراد به ملفوظه الذي هو كلام الله مخلوق فيكون بذلك موافقً للجهمية ز
2) وقد يراد به لفظ العبد الذي هو تلاوته لكلام الله مخلوق .
فهي كلمة مجملة تحمل عدة وجوه ولا نفع في ذكرها والناس كانوا أحوج إلى البيان والتوضيح والتصريح بأنَّ القرآن كلام الله غير مخلوق.
لا أن تلقى إليهم كلمة تتأوَّلها كلّ فرقة على ما تريد.
ولذلك فرحت طائفة من الجهمية بهذه المقالة؛
لكون القول باللفظ أخفّ وأقرب إلى قبول العامّة من التصريح بقولهم: إن القرآن مخلوق.
ج5)
عندما تبين للأشعري فساد عقيدة المعتزلة وتمويههم وخداعهم للناس بأباطيلهم وشبهاتهم وضياع شطر من عمره في عقيدتهم امتلأ غيظاً عليهم , وصنف الكتب الكثيرة واجتهد في الرد عليهم ومناظرتهم وافحام كبرائهم والإنتصار عليهم وكان خبير بسقطاتهم وتهافت مذهبهم متبحر في علم الكلام متقن له فأخذ يناظرهم بحججهم ومنطقهم حتى كان البعض يتجنب المجالس التي يغشاها أبو الحسن الأشعري تجنباً لمناظرته , حتى اشتهر أمره عند العامة وعدوه ناصراً للسنة منافحاً عنها ,
موقف أهل السنة والجماعة منه :وهو – وإن كان أقرب إلى السنة من المعتزلة – إلا أنّه قد خالف أهل السنة وطريقتهم، وأحدث أقوالاً في مسائل الدين وأصوله لم تكن تعرف من قبل.
وذلك لأنه كان متبحراً في علم الكلام قليل لبضاعة في الحديث وأثار السلف , يناظر المعتزلة بعلم الكلام ( وهذا الذي كان يحذر منه علماء السنة والحديث ) فوقع في أقوال أشد وأعظم .
قال ابن تيمية: (ويوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذه من المعتزلة ما لا يوجد في كلام أبي محمد بن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقَه، ويوجد في كلام ابن كلاب من النفي الذي قارب فيه المعتزلة ما لا يوجد في كلام أهل الحديث والسنة والسلف والأئمة، وإذا كان الغلط شبراً صار في الأتباع ذراعاً ثم باعاً حتى آل هذا المآل؛ فالسعيد من لزم السنة)ا.هـ.
قال الإمام أحمد: (لا تجالس صاحب كلام وإن ذب عن السنة فإنه لا يؤول أمره إلى خير).