اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مشاعر الماحي
تحرير الاقوال في (بالطاغية) :
اختلف المفسرون على عدة اقوال في معنى الطاغية.
1- الصّيحة العَظيمةُ الفَظيعةُ التي جاوَزَتِ الْحَدّ قاله قتادة وهو اختيار ابن جريرٍ. وذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
2- الذنوب والطغيان قاله مجاهد والرّبيع بن أنسٍ، وابن زيدٍ وقرأ ابن زيدٍ: {كذّبت ثمود بطغواها} ذكره ابن كثير.
3- عاقر النّاقة قاله السدي وذكره ابن كثير.
🔴🔴🔴🔴
تحرير الاقوال في (زنيم) :
1- رجلٌ من قريشٍ له زنمة مثل زنمة الشّاة. علامة الكفر. زنمة في أصل أذنه. هذا القول لا يدخل في معنى اللفظة بل المراد بها، ويكفي في المعنى قولنا علامة في أصل الأذن مثل زنمة الشاة، وأما قولنا برجل من قريش، هنا حددنا المراد بها.
ومعنى هذا: أنّه كان مشهورًا بالشّرّ كشهرة الشّاة ذات الزّنمة من بين أخواتها. قاله ابن عباس والبخاري ومجاهد وعكرمة وأبو رزين وابن جرير والضحاك والثوري وسعيد بن جبير وعكرمة. ذكر ذلك ابن كثير والسعدي.
واستشهد ابن عبّاسٍ أنّه قال في الزّنيم: قال: نعت فلم يعرف حتّى قيل: زنيمٌ. قال: وكانت له زنمةٌ في عنقه يعرف بها.
وقال الحكم بن أبان، عن عكرمة في قوله تعالى: {عتلٍّ بعد ذلك زنيمٍ} قال: يعرف المؤمن من الكافر مثل الشّاة الزّنماء. ذكره ابن كثير.
2- الدَّعِيُّ الْمُلْصَقُ بالقوْمِ في النسب وليس منهم وهو قول ابن عباس ومجاهد وسعيد ابن جبير والضحاك وابن جرير وغيره من الأيمة. ذكر هذا القول ابن كثير والسعدي والأشقر.
وقال ابن أبي حاتمٍ: عن سعيد بن المسيّب، أنّه سمعه يقول في هذه الآية: قال سعيدٌ: هو الملصق بالقوم، ليس منهم.
وقال ابن أبي حاتمٍ: سئل عكرمة عن الزّنيم، قال: هو ولد الزّنا.
واستشهد بشعر حسّان بن ثابتٍ، يعني يذمّ بعض كفّار قريشٍ:
وأنت زنيم نيط في آل هاشمٍ = كما نيط خلف الرّاكب القدح الفرد
وقال آخر:
زنيمٌ ليس يعرف من أبوه = بغيّ الأمّ ذو حسب لئيم...
ذكره ابن كثير.
3- الدعيّ الفاحش اللّئيم.
هو المريب الّذي يعرف بالشّرّ. قاله ابن عبّاسٍ و سعيد بن جبير. ذكره ابن كثير والسعدي.
وقال ابن عبّاسٍ:
زنيمٌ تداعاه الرجال زيادةً = كما زيد في عرض الأديم الأكارع.
ذكره ابن كثير
4- هو الأخنس بن شريق الثّقفيّ، حليف بني زهرة. وزعم أناسٌ من بني زهرة أنّ الزّنيم الأسود بن عبد يغوث الزّهريّ. ذكره ابن كثير. هنا أيضا التحديد يكون في المراد.
وقد جمع ابن كثير بين هذه الاقوال فقال:
"والأقوال في هذا كثيرةٌ، وترجع إلى ما قلناه، وهو أنّ الزّنيم هو: المشهور بالشّرّ، الّذي يعرف به من بين الناس، وغالبًا يكون دعيًا وله زنًا، فإنّه في الغالب يتسلّط الشّيطان عليه ما لا يتسلّط على غيره، كما جاء في الحديث: "لا يدخل الجنّة ولد زنًا" وفي الحديث الآخر: "ولد الزّنا شرّ الثّلاثة إذا عمل بعمل أبويه")"
|
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
الدرجة: ب+