فهرسة مسائل إختلاف الفرق في القرآن :
نشأت بسبب فتنة القول بخلق القرآن فرق كثيرة وتفرقت الأمة وظهرت الملل المخالفة لأهل السنة .
· نشأة الفرق في مسائل القرآن :-
- بعد ظهور المعتزلة انبرى لهم أقوام أرادوا الرد على المعتزلة , والإنتصار لأهل السنة بالحجج المنطقية , والطرق الكلامية , واشتغلوا بما نهاهم عنه أهل العلم , ووقعوا في بدع أخرى , وخرجوا بأقوال محدثة مخالفة لمنهج أهل السنة والجماعة .
- من هذه الفرق التي ظهرت بعد المعتزلة ( الكلابية ) .
- وأول من قال بها : أبو محمد عبد الله بن سعيد بن كلاب البصري :- وكان معاصرا للإمام أحمد بن حنبل فأراد الرد على المعتزلة بمقارعتهم بأصولهم المنطقية والكلامية فأدى ذلك إلى تسليمه ببعض الأصول الفاسدة وتمكن من رد بعض أقوالهم وأفحم بعض كبرائهم وصنف الكتب في الرد على المعتزلة واشتهرت ردوده عليهم وذاع صيته حتى تبعه بعض الناس وفتنوا بها .
- معتقدهم في القرآن : وذلك لأن ابن كلاب تنقصه المعرفة بالسنة , وسلوكه طريقة المتكلمين , وتسليمه للمعتزلة ببعض أصولهم الفاسدة , وقد خرج بقول بين أهل السنة وقول المعتزلة , وأحدث أقوالا لم تعرف في الأمة من قبل .
- من هذه الأقوال ( امتناع حلول الحوادث به جل وعلا ) وتفسيرهم له يقتضي نفي كلام الله تعالى , وجميع الصفات الفعلية المتعلقة بالمشيئة . فبذلك خرج ابن كلاب بقول أن القرآن حكاية عن المعنى القديم القائم بالله تعالى وأنه ليس بحرف ولا صوت ولا يتجزئ ولا يتباعض ولا يتفاضل ..
- له أقوال أخرى في الصفات والإيمان بالقدر .
- أقوال العلماء في ابن كلاب :-
~ قال ابن خزيمة ( كان أحمد بن حنبل من أشد الناس على عبد الله بن سعيد بن كلاب وعلى أصحابه مثل الحارث وغيره )
~ قال ابن تيمية ( فأحدث ابن كلاب القول بأنه كلام قائم بذات الرب بلا قدرة ولا مشيئة فهذا لم يكن يتصوره عاقل ولا خطر ببال الجمهور حتى أحدث القول به ابن كلاب ) .
- بعض من اتبع ابن كلاب في طريقته الكلامية :-
~ الحارث بن أسد المحاسبي : وكان في أول أمره على طريقة أهل السنة , وينزع إلى التصوف , والكلام في الخطرات , والوساوس , ودقائق علم السلوك , وكان يبكي الناس بمواعظه , وكفر أباه لأنه كان واقفيا , ولم يرث من ماله بالرغم من فقره , ثم إنه أعجبته ردود ابن كلاب على المعتزلة , فتبعه على قوله , وتكلم من شيء من علم الكلام , فهجره الإمام أحمد , وأمر بهجره , فهجره أهل الحديث , حتى أنه لما مات لم يشهد جنازته سوى أربعة نفر , وقيل أنه رجع عن علم الكلام قبل موته والله أعلم .
~ أبو العباس أحمد بن عبد الرحمن الفلانسي .
~ أبو الحسن علي ابن إسماعيل الأشعري :-
كان معتزليا في شبابه حتى بلغ الأربعين من عمره وقد نشأ في كنف زوج أمه أبي علي الجباني أحد رؤوس المعتزلة في زمانه وأخذ منه علم الكلام فبلغ الغاية عنده حتى عدوه إماما من أئمتهم ولما تبين له فساد قولهم وتمويههم على الناس اعتزلهم وأعلن التزامه بقول أهل السنة وعزم على الانتصار لهم , ولكن بسبب تبحره في علم الكلام وقلة علمه بعلوم السنة , وإعجابه بطريقة ابن كلاب وقربها من فهمه , وإدراكه انتهج طريقته , واستدرك عليه فيها , وزاد فيها , واجتهد في الرد على المعتزلة , حتى ذاع صيته وإفحامه لأكابر المعتزلة , وكان يظن أنه ينصر أهل السنة المحضة إلا أنه خالفهم , وأحدث أقوالا في مسائل الدين وأصوله .
- عقيدته : خالف ابن كلاب في مسائل الصفات والكلام والقرآن وغيرها وأخطأ في مسائل ظن انه وافق فيها أهل السنة وهو مخالف لهم كمسألة الإستطاعة وغيرها وقال عن القرآن أنه عبارة عن كلام الله وخالف الكلابي الذي يقول أنه حكاية عن كلام الله .
- رجوعه عن مذهبه إلى قول أهل السنة والجماعة :-
في آخر حياته ألف كتابه الإبانة الذي رجع فيه عن الطريقة الكلامية والتزم قول أهل الحديث .
- رأي أهل السنة فيه :-
اختلفوا فيه , فمنهم من قال انه رجع رجوعا صحيحا إلى مذهب اهل السنة , ومنهم من قال أن رجوعه كان رجوعا مجملا لم يخل من أخطاء في تفاصيل الإعتقاد , ولكن أتباعه بقوا على طريقته الأولى بل زادوا في أخذهم بالطرق الكلامية حتى عظمت الفتنة بالأشاعرة فيما بعد .
- أقوال العلماء فيه :-
~ قال ابن تيمية : ( يوجد في كلام أبي الحسن من النفي الذي أخذهم من المعتزلة مالا يوجد في كلام أبي محمد ابن كلاب الذي أخذ أبو الحسن طريقته ... )
- من أتباع أبو الحسن الأشعري :-
~ أبو المعالي الجويني .
~ أبو بكر الرازي .
- ووصل الأمر بمتأخريهم إلى نفي الصفات الخبرية جملة فلا يثبتون منها إلا ما دل عليه العقل وقالوا بتقديم العقل على النقل .
- أبو منصور بن محمد الماتريدي .
- طريقة أهل السنة في الرد على المعتزلة وغيرهم من الفرق :
كانوا يلتزمون الرد عليهم بالكتاب والسنة ولا يتعاطون علم الكلام في الرد عليهم ولا ينشغلون به فسلموا بذلك من فتن كثيرة .