فهرسة مسائل أحكام المصاحف
- عناصر الموضوع:
· هدي السلف الصالح فيالنظر في المصحف.
· حمل الإمامللمصحف.
· حمل المأموم للمصحف.
· المفاضلة بين قراءةالقرآن من المصحف وقراءته عن ظهر قلب.
· الخلاصة في مسألة النظرفي المصحف.
· التحرير في مسألة القراءة من المصحف في الصلاة عند النووي.
هدي السلف الصالح في النظر في المصحف:
الأحاديث والآثار المروية في النظر في المصحف:
· عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:(من أدام النظر في المصحف, متعه الله ببصره ما بقي في الدنيا) ذكره الرازيُّ في فضائل القرآن وتلاوته
· عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال:( من سره أن يحبه الله , فليقرأ في المصحف) ذكره الرازيُّ في فضائل القرآن وتلاوته
· عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه (...نشر المصحف فقرأ فيه) ذكره الهَرَوِيُّ في فضائل القرآن
· عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: (ما أحب أن يمضي علي يوم ولا ليلة لا أنظر في كلام الله عز وجل يعني القرآن في المصحف) ذكره الشَّيبانيُّ في السنة
· عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (أديموا النظر في المصحف) ذكره الهَرَوِيُّ في فضائل القرآن و ابن أبي شيبة في مصنفه والفِرْيابِيُّ في فضائل القرآن
· عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: (أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرءوا، وفسر لهم) ذكره الهَرَوِيُّ في فضائل القرآن
· عن عائشة رضي الله عنها قالت: (إنّي لأقرأ جزئي، أو عامّة جزئي، وأنا مضطجعةٌ على فراشي) ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه
· عن عائشة رضي الله عنها :(أنها كانت تقرأ في رمضان في المصحف بعد الفجر) ذكره الفِرْيابِيُّ في فضائل القرآن
· عن خيثمة، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: انتهيت إليه وهو ينظر في المصحف، قال: قلت: (أيّ شيءٍ تقرأ في المصحف؟ قال: حزبي الّذي أقوم به اللّيلة) ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه
· ذكر الهَرَوِيُّ في فضائل القرآن قريبا من لفظه
· عن ابن عمر رضي الله عنه قال: (إذا رجع أحدكم من سوقه , فلينشر المصحف فليقرأ) ذكره الهَرَوِيُّ في فضائل القرآن
· عن الحسن رضي الله عنه قال: (دخلوا على عثمان والمصحف في حجره) ذكره ابنُ أبي شيبةَ في مصنفه
· عن يونس قال: (كان من خلق الأوّلين النّظر في المصاحف...) ذكره ابنُ أبي شيبةَ في مصنفه
· عن موسى بن علي قال: (...أمسكت على فضالة بن عبيدٍ القرآن حتّى فرغ منه) ذكره ابنُ أبي شيبةَ في مصنفه
· عن الليث قال: (رأيت طلحة يقرأ في المصحف) ذكره ابنُ أبي شيبةَ في مصنفه
· عن الربيع بن خثيم قال: (كان الرّبيع يقرأ في المصحف، فإذا دخل إنسانٌ غطّاه...) ذكره ابنُ أبي شيبةَ في مصنفه
· ذكر الهَرَوِيُّ في فضائل القرآن قريبا من لفظه
· عن صالح العقيلي بن عبد الله بن الشخير قال: (كان أبو العلاء يزيد بن عبد الله بن الشّخّير يقرأ في المصحف حتّى يغشى عليه) ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه
· عن الحكم بن عتيبة عن جماعة من التابعين قال: (إنا كنا نعرض مصاحفنا وإنا أردنا أن نختم، وإن الرحمة تنزل...) ذكره الهَرَوِيُّ في فضائل القرآن
· وذكر الضُّرَيسِ والفِرْيابِيُّ قريبا منه في فضائل القران
· عن الحكم قال: « كان مجاهد وعبدة بن أبي لبابة يعرضون المصاحف ، ولما كان اليوم الذي أرادوا أن يختموا فيه أرسلوا إلي ، وإلى سلمة »). ذكره الفِرْيابِيُّ في فضائل القرآن
ما ورد في فضل ادامة النظر في المصحف :
· عن ابن عباس رضي الله عنهما قال :(من أدام النظر في المصحف، متعه الله ببصره ما بقي في الدنيا) ذكره الرازي في فضائل القرآن وتلاوته
· عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال :( من سره أن يحبه الله، فليقرأ في المصحف) ذكره الرازي في فضائل القرآن في تلاوته
كراهية خروج يوم لم ينظر فيه للمصحف عند السلف:
· عن عثمان بن عفان قال: (ما أحب أن يمضي علي يوم ولا ليلة لا أنظر في كلام الله عز وجل يعني القرآن في المصحف) ذكره الشَّيبانيُّ في السنة
جواز النظر في المصحف وهو مضطجع على الفراش:
· عن عائشة رضي الله عنها: (إنّي لأقرأ جزئي، أو عامّة جزئي، وأنا مضطجعةٌ على فراشي) ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه
نشر المصحف عند دخول البيت وبعد الرجوع من السوق وعند اجتماع الإخوان:
· عن عبد الله بن مسعود: (أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرءوا وفسر لهم) ذكره الهَرَوِيُّ في فضائل القرآن
· عن ابن عمر رضي الله عنه قال: (إذا رجع أحدكم من سوقه , فلينشر المصحف فليقرأ) ذكره الهَرَوِيُّ في فضائل القرآن
· عن عمر رضي الله عنه: " أنه كان إذا دخل بيته , نشر المصحف فقرأ فيه"). [فضائل القرآن: ]
قراءة السلف وردهم من المصحف:
· عن خيثمة، عن عبد الله بن عمرٍو، قال: انتهيت إليه وهو ينظر في المصحف، قال: قلت: (أيّ شيءٍ تقرأ في المصحف؟ قال: حزبي الّذي أقوم به اللّيلة) ذكره ابن أبي شيبة في مصنفه
حمل الامام للمصحف:
حمل الامام للمصحف والقراءة منه على قولين:
الكراهيه:
· كراهيته مطلقا عند عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
1- عن ابن عبّاسٍ قال: (نهانا أمير المؤمنين عمر رضي اللّه عنه أن يؤمّ النّاس في المصحف) ذكره السجستاني في المصاحف
· كراهيته لمن معه شيء من القرآن عند ابن المسيب والحسن ومجاهد وإبراهيم النخعي.
1- قال ابن المسيّب: (إذا كان معه ما يقوم به ليله ردّده ولا يقرأ في المصحف) ذكره السجستاني في المصاحف
ما جاء في كراهيتهم وانكارهم لمن قرأ في المصحف:
· عن سويد بن حنظلة: (أنّه مرّ على رجلٍ يؤمّ قومًا في مصحفٍ فضربه برجله)ذكره السجستاني في المصاحف
· وعنه (أنّه مرّ بقومٍ يؤمّهم رجلٌ في المصحف، فكره ذلك في رمضان ونحّا المصحف) ذكره السجستاني في المصاحف
الأسباب الداعية لكراهية الإمامة بالمصحف:
· لما فيه من التشبه بأهل الكتاب فعن إبراهيم النخعي: (كره أن يؤمّ في المصحف وقال: لا تشبّه بأهل الكتاب)ذكره السجستاني في المصاحف.
· جعلوا المصحف إماماً عن الربيع قال: (كانوا يكرهون أن يؤمّ، أحدٌ في المصحف، ويقولون إمامين) ذكره السجستاني في المصاحف
الترخيص:
· رخّص السجستاني الإمامة في المصحف وأورد أدلته في المصاحف فقال:
1- عن عائشة رضي الله عنها قال: (أنّه كان يؤمّها عبدٌ لها في مصحفٍ)
2- عن الحسن: (لا بأس أن يؤمّ، في المصحف إذا لم يجد، يعني من يقرأ بهم)
· رخص مالك الإمامة بالمصحف في رمضان
1- عن مالك: أنه سئل عمّن يؤمّ النّاس في رمضان في المصحف؟ فقال:(لا بأس بذلك إذا اضطرّوا إلى ذلك قال: وكان العلماء يقومون لبعض النّاس في رمضان) ذكره السجستاني في المصاحف
· رخص السجستاني صلاة الامام بنفسه تطوعا حاملا للمصحف وأورد الدليل في المصاحف فقال:
1- قال القاسم: (أنّ عائشة كانت تقرأ في المصحف فتصلّي في رمضان)
· جواز حمل الرّجل للمصحف في صلاة التطوع فإذا تعايا نظرفيه للأثر المروي عن ابن سيرين
حمل المأموم للمصحف:
نستخلص مما أورده السجستاني في المصاحف أن:
· جواز صلاة المأموم مع امام يقرأ من المصحف
1- عن عائشة رضي الله عنها قال: (أنّه كان يؤمّها عبدٌ لها في مصحفٍ)
· ما روي عن الحسن في الترخيص بالقراءة من المصحف في الصلاة إذا كانت الصلاة أمية
1- عن الحسن قال: (لا بأس أن يؤمّ، في المصحف إذا لم يجد، يعني من يقرأ بهم)
المفاضلة بين قراءة القرآنمن المصحف وقراءته على ظهر قلب:
· الاجماع في أن القراءة من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب عند النووي
· الأسباب التي أوردها النووي في أن القراءة من المصحف أفضل من القراءة عن ظهر قلب
1- أن النظر في المصحف عبادة مطلوبة فتجتمع القراءة والنظر،
2- أن كثيرين من الصحابة رضي الله عنهم كانوا يقرؤون من المصحف ويكرهون أن يخرج يوم ولم ينظروا في المصحف.
3- وروى عن كثيرين من السلف القراءة في المصحف
الخلاصة في مسألة النظر فيالمصحف
· اختلاف أهل العلم في هذه المسألة وسببه تعارض الآثار في هذا الباب.
· من قال بالترخيص مطلقا يقصد (فرضا وسنة اماما ومنفردا حافظا غير حافظ)
نلخص اختلاف أقوال العلماء في القراءة من المصحف في الصلاة فيما يلي:
القائلين بالجواز:
· قال جمهور العلماء بوجوب القراءة من المصحف للعاجز عن الفاتحة عن ظهر قلب وهو يحسنها
· جواز القراءة من المصحف مطلقا لغير العاجز عن قراءة الفاتحة عن ظهر قلب عند الشافعية والحنابلة
· القراءة من المصحف في الصلاة في قيام الليل مروية عن أنس وجمع من التابعين كابن سيرين وعطاء والحسن البصري وعائشة بنت طلحة.
· كانت عائشة تقرأ من المصحف في صلاتها في رمضان وغيره
· جواز القراءة من المصحف في الصلاة في حال الاضطرار عند مالك ورواية للحسن ورواية لأحمد واسحاق
· جوز بعض أهل العلم القراءة من المصحف في الصلاة للمنفرد.
· جوز بعض أهل العلم القراءة من المصحف للإمام إذا كانت الجماعة أمية.
· جواز القراءة من المصحف في صلاة النفل عند مالك في أشهر الروايات ورواية ثانية لأحمد
· أمرت عائشة رضي الله عنها مولاها ذكوان أن يؤمها في رمضان من المصحف
· عن عطاء: ((أنه كان لا يرى بأسا أن يؤم الرجل القوم بالمصحف))
· قال القاضي أبو يعلى في المجرد: إن قرأ في التطوع في المصحف لم تبطل صلاته , وإن فعل ذلك في الفريضة على روايتين .
· قال أحمد: لا بأس أن يصلى بالناس القيام وهو يقرأ في المصحف. قيل: الفريضة؟ قال: لم أسمع فيها بشيء.
· جواز القراءة من المصحف في الصلاة في أولها لا في أثناءها عند الإمام مالك
· جواز القراءة من المصحف في الصلاة إذا تعايا عليه
· قال ابن حازم: (رأيت محمد ابن سيرين يصلى متربعا والمصحف إلى جنبه فإذا تعايا في شيء أخذه فنظر فيه).
· جواز القراءة من المصحف للحافظ عند أبي حنيفة وأحمد
· قال جمع من السلف بجواز القراءة من المصحف لغير الحافظ وهو قول الحنفية واختيار القاضي من أصحاب الحنابلة
· نُقل عن أبي حنيفة جواز القراءة من المصحف في الصلاة إذا كان منشورا يقرأ فيه من غير حمل ولم يرخص للحامل
القائلين بالكراهية
· كره جماعة من السلف والخلف القراءة من المصحف في الصلاة منهم عمر بن الخطاب وابن عباس وسويد بن حنظلة البكري , ومجاهد والحسن البصرى في رواية عنه , والنخعي , وابن المسيب , وأبى عبد الرحمن السلمى , والشعبى وسفيان والليث والربيع والحكم وحماد .وهو محكي عن الأئمة أبى حنيفة ومالك ، والشافعي تفرد بذكره ابن حزم وأحمد في روايات عنهم
· عن سعيد بن المسيب: أنه كان يكره أن يقرأ الرجل في المصحف في صلاته إذا كان معه ما يقوم به ليله، وقال يكرر أحب إليّ.
· كراهية القراءة من المصحف في قيام رمضان عند محمد بن نصر
· بطلان الصلاة لمن قرأ من المصحف في الصلاة عند أبي حنيفة وأهل الظاهر وقول للحنابلة
· قال ابن حزم: (ولا يحل لأحد أن يؤم وهو ينظر ما يقرأ به في المصحف لا في فريضة ولا نافلة, فإن فعل عالما بأن ذلك لا يجوز بطلت صلاته وصلاة من ائتم به عالما بحاله عالما بأن ذلك لا يجوز ) .
· بطلان الصلاة للقارئ من المصحف فيها وهو غير حافظ عند أبو بكر الرازي من أصحاب أبي حنيفة
· عدم بطلانها إذا كان المصحف موضوعا بين يديه أو أقرأ بما هو مكتوب على المحراب وهو عند أبي حنيفة
القدر المبطل للصلاة لمن قرأ من المصحف عند الحنفية :
على قولين:
1- تبطل بالقليل والكثير وهو المشهور عنه.
2- وقيل بقدر الفاتحة.
الحجج النقلية والعقلية للقائلين بالمنع :
النقلية/
1- عموم قوله عليه الصلاة السلام: (إن في الصلاة شغلا) متفق عليه.
2- , قال تعالى :{لاَ تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلاَّ وُسْعَهَا} , قال علي : من لا يحفظ القرآن فلم يكلفه الله تعالى قراءة ما لا يحفظ , لأنه ليس ذلك في وسعه
3- عن ابن عباس أنه قال: (نهانا أمير المؤمنين عمر أن يؤم الناس بالمصاحف)
4- عن عمار بن ياسر أنه كان يكره أن يؤم الرجل الناس بالليل فى شهر رمضان فى المصحف , قال هو من فعل أهل الكتاب .
5- عن سويد بن حنظلة البكري مر على رجل يؤم قوما في مصحف فضربة برجله. وفى لفظ فكره ذلك في رمضان ونحا المصحف.
6- عن إبراهيم النخعي أنه قال: (كانوا يكرهون أن يؤمهم وهو يقرأ في المصحف فيتشبهون بأهل الكتاب). وفى لفظ عنه أيضا قال: ((كراهية شديدة)).
7- عن الحسن البصري: (أنه كره أنه يؤم الرجل في المصحف قال: كما تفعل النصارى )).
8- قال ابن حزم: (ولا يحل لأحد أن يؤم وهو ينظر ما يقرأ به في المصحف لا في فريضة ولا نافلة , فإن فعل عالما بأن ذلك لا يجوز بطلت صلاته وصلاة من ائتم به عالما بحاله عالما بأن ذلك لا يجوز
9- رويت الكراهة عن مجاهد وسعيد بن المسيب وأبى عبد الرحمن السلمي وقتادة وحماد وغيرهم.
العقلية/
1- كراهية القراءة من المصحف في الصلاة لكونها عملا يخل بالخشوع فيها.
2- القراءة من المصحف يتنافى مع وجوب التفرغ لها، ويشغل عن بعض سننها وهيئاتها
3- يفضي إلى التشبه بأهل الكتاب.
4- إحداثا في الدين لم يرد الشرع بإباحيته.
5- جعلوا القراءة في المصحف نظير أن ينظر إلى كتاب فيه حساب أو كلام فيفوت سنة غير القرآن فيأخذ بقلبه، فهذا مما لا خلاف فيه أنه لا يفسد الصلاة.
6- قول علي أنه ليس مكلفا فإذا لم يكن مكلفا بذلك فتكفله ما سقط عنه باطل، ونظره في المصحف عمل لم يأت بإباحته في الصلاة نص , وقد قال عليه السلام : (إن في الصلاة شغلا )
7- لأنه يتلقن من المصحف فكأنه تعلم من معلم، وذلك مفسد لصلاته . قال السرخسي في المبسوط
حَمَلَ القائلون بمنع القراءة من المصحف في الصلاة حديث ذكوان الذي ظاهره الجواز على:
- ليس المراد بحديث ذكوان: (أنه كان يقرأ من المصحف في الصلاة) إنما كان المراد بيان حاله أنه كان لا يقرأ جميع القرآن عن ظهر القلب، والمقصود بيان أن قراءة جميع القرآن في قيام رمضان ليس بفرض ) ا. هـ كلام السرخسي
- إن صح فهو محمول على أن ينظر فيه ويتلقن منه ثم يقوم فيصلي.
- ظن الراوي أنه كان يقرأ من المصحف، فنقل ما ظن ليؤيد ما ذكرناه أن القراءة في المصحف مكروهة، ولا نظن بعائشة رضى الله عنها –أنها كانت ترضى بالمكروه ا. هـ كلام العيني.
- يحتمل أن عائشة ومن كان من أهل الفتوى من الصحابة لم يعلموا بذلك ذكره الكاساني في البدائع,
- ويحتمل أن يكون اخبارا عن حالتين مختلفتين أي كان يؤم الناس في رمضان , وكان يقرأ من المصحف في غير حالة الصلاة إشعارا منه أنه لم يكن يقرأ القرآن ظاهره , ا.هـ كلام الكاسانى
رد القائلين بالجواز على حجج القائلين بالمنع:
- قال محمد بن نصر: لا نعلم أحدا قبل أبى حنيفة أفسد صلاته، إنما كره ذلك قوم لأنه من فعل أهل الكتاب , فكرهوا لأهل الإسلام أن يتشبهوا بهم،
- في قول أبى حنيفة وغيره فشبه ذلك بعض من يحتج لأبى حنيفة بالرجل يعترض كتب حسابه أو كتبا وردت عليه فيقرأها في صلاته , وإن لم يلفظ بها فإن ذلك يفسد صلاته فيما زعم .قال محمد بن نصر : وقراءة القرآن بعيدة الشبه من قراءة كتب الحساب والكتب الواردة , لأن قراءة القرآن من عمل الصلاة , وليست قراءة كتب الحساب من عمل الصلاة في شيء، من فعل ذلك فهو كرجل عمل في صلاته عملا ليس من أعمال الصلاة , فما كان من ذلك خفيفا يشبه ما روى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله في صلاته مما ليس هو من أعمال الصلاة أو كان يقارب ذلك جازت الصلاة , وما جاوز ذلك فسدت صلاته
التحرير في مسألة القراءة من المصحف في الصلاة عند النووي
لا يسع المتأمل في هذه الأقوال جميعا والمتمعن في حجج الكل إلا أن يميل إلى جانب المنع ولو على سبيل الكراهة لما:
1- تقرر في الأصول من أن العبادات مبناها على التوقيف والأصل فيها الحظر مالم يرد دليل صحيح صريح على مشروعيتها.
2- وإعمالا لقوله عليه الصلاة السلام (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) مسند الإمام أحمد
3- وما يترتب على الترخيص في القراءة من المصحف في الصلاة من العزوف عن حفظ القرآن، وتضيع لسنة حفظه في الصدور فـ (درء المفاسد مقدم على جلب المصالح).
والله أعلم ...