تلخيص مقاصد رسالة ابن تيمية :الفرق بين العبادات الشرعية والبدعية
المقصد الكلي للرسالة:هو التفرقة بين العبادات الشرعية والبدع وإبطال حجج أهل الخلوات ومعتقداتهم الفاسدة
&مقدمة الرسالة:
-حمد الله وطلب مغفرته واستعاذ به من الشرور وأثنى عليه سبحانه
-ذكر سبب تأليفه هذا الباب وهو :كثرة الاضطراب بسبب ما أحدثه الناس من عبادات غير مشروعة و منهي عنها .
&أنواع العبادات:
أولاً:-العبادات المشروعة :وهي كل ما يتقرب به إلى الله تعالى الواجب منها والمستحب
فالواجب مثل الصلوات الخمس والنافلة مثل قيام الليل
العبادة المشروعة: هي سبيل الله كالبر والطاعة والمعروف والحسنات والخي وهو طريق السّالكين ومنهاج القاصدين والعابدين وهو الّذي يسلكه كلّ من أراد اللّه هدايته وسلك طريق الزّهد والعبادة وما يسمّى بالفقر والتّصوّف ونحو ذلك.
&أمثلة عليها :العبادات المشروعة أصولها الصّلاة والصّيام والقراءة الّتي جاء ذكرها في الصّحيحين في حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص لمّا أتاه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقال: (ألم أحدَّث أنّك قلت لأصومنّ النّهار ولأقومنّ اللّيل ولأقرأنّ القرآن في ثلاثٍ؟ قال: بلى، قال: فلا تفعل فإنّك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النّفس، ثمّ أمره بصيام ثلاثة أيّامٍ من كلّ شهرٍ، فقال إنّي أطيق أكثر من ذلك، فانتهى به إلى صوم يومٍ وفطر يومٍ، فقال: إنّي أطيق أكثر من ذلك فقال: لا أفضل من ذلك وقال: أفضل الصّيام صيام داود عليه السّلام كان يصوم يومًا ويفطر يومًا ولا يفرّ إذا لاقى، وأفضل القيام قيام داود كان ينام نصف اللّيل ويقوم ثلثه وينام سدسه، وأمره أن يقرأ القرآن في سبعٍ).
&ضوابط العبادات المشروعة:
أالعبادات المشروعة مصدرها الله ورسوله كما أن الصراط المستقيم واحدة أما الخروج عن الصراط يقود إلى سبل متعددة على كل منها شيطان يدعو اليها.
قال اللّه تعالى: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}، ذم الله المشركين الذين اتبعوا السبل وحرموا ما أحل الله وحللوا ما حرم الله وابتدعوا عبادات كالشرك والفواحش .
فلا بد من ضوابط نعرف فيها هذه العبادات مثل:
1-لا تثبت العبادة إلا بدليل شرعي صحيح وفي حالة ثبوت المستحب بدليل شرعي يمكن أن تروى فضائله بالأسانيد الضعيفة اذا لم يعلم كذبها
قال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في الحديث الصّحيح: (من روى عنّي حديثًا يرى أنّه كذبٌ فهو أحد الكاذبين).
2-سنية اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في أفعاله التعبدية في أزمنة وأمكنة محددة .كتخصيصه العشر الأواخر بالاعتكاف فيها وكتخصيصه مقام إبراهيم بالصّلاة فيه.بشرط اتباع النية التي قام النبي بالفعل لأجلها .
3-أن ما فعله النبي صلى الله عليه وسلم من المباحات على غير وجه التّعبّد يجوز لنا أن نفعله مباحًا كما فعله مباحًا؛ أما أن نفعله عبادةً وقربةً، فيه قولان :
1-عدم استحباب اتخاذه عبادة
اجماع الخلفاء الراشدون وجمهور الصحابة على عدم استحباب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في أفعاله التي لم يقصد منها التعبد بل فعلها بحكم الاتفاق كنزوله في السفر بمكان معين .لأن المتابعة لابد فيها من قصد
فقد ثبت الإسناد الصّحيح عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه أنّه كان في السّفر فرآهم ينتابون مكانًا يصلّون فيه فقال: "ما هذا؟ قالوا: مكانٌ صلّى فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: أتريدون أن تتّخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟ إنّما هلك من كان قبلكم بهذا، من أدركته فيه الصّلاة فليصلّ فيه وإلّا فليمض".
2-استحباب اتخاذها عبادة :كما فعل ابن عمر ذلك زيادةٌ في محبّته و لبركة مشابهته له.
4-إن الصلاة والعبادة في مكان مرّ به الأنبياء أو نزلوه أو سكنوه من البدع التي لم يفعلها الصحابة
5-حكم اتخاذ قبور الأنبياء مساجد أو الصلاة عندهاهو التحريم لأنه ذريعة للشرك
الدليل حديث:(فلا تتّخذوا القبور مساجد فإنّي أنهاكم عن ذلك).
وقوله تعالى: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}
ثانياً:-البدعة :هي العبادات غير المشروعة .
&أمثلة عليها:الخلوات ،معتقد العقل الفعال
&صفات أهل البدع:
1-يبغضون العلم واالكتب ومن يقرأهاحتى أنهم يبغضون القرآن والحديث ولا يحبون سماعها. وذلك لأسباب وهي:
-لأن فيه ما يخالف بدعهم فتمنعهم شياطينهم منه وتجعلهم يهربون منه
-ولوجود كثير من أهل العلم معرضين عن العبادة مشتغلين بالدنيا ،لهم معاصي ،جاهلين أو مكذبين بكرامات أهل التأله والعبادة.
2-يظنّون أنّهم يحصل لهم بطريقهم أعظم ممّا يحصل في الكتب، يحكى أنّ بعضهم قال: أخذوا علمهم ميّتًا عن ميّتٍ وأخذنا علمنا عن الحيّ الّذي لا يموت، فمنهم من يظنّ أنّه يلقّن القرآن بلا تلقينٍ، ويحكون أنّ شخصًا حصل له ذلك
تفسير ابن تيمية لذلك :(أنه قد يكون سمع آيات اللّه فلمّا صفّى نفسه تذكّرها فتلاها؛ فإنّ الرّياضة تصقل النّفس فيذكر أشياء كان قد نسيها،)
3-يحبون سماع المعازف والغناءوالسماع البدعي
&سبب معتقداتهم الضالة مثل الخلوات ومعتقد(العقل الفعال):هو نقص الإيمان بالرسل .
&أصناف مبتدعين الخلوات :
1-منهم من يقيد الخلوات بزمن
2-منهم من يتعبد بجنس العبادات الشرعية
3-منهم من يخرج الى عبادات غير مشروعة
4- منهم من له أذكار معينة وتنزلات معينة شيطانية كابن عربي الطائي والتلمساني.
&الفرق بين الخلوة المشروعة والبدعية:
-الخلوة المشروعة :هي الخلوة والعزلة والانفراد المشروع ايجاباًكاعتزال الأمور المحرّمة ومجانبتها، كما قال تعالى عن أهل الكهف: {وإذ اعتزلتموهم وما يعبدون إلّا اللّه فأووا إلى الكهف}، أو استحباباً كاعتزال النّاس وزهدها في فضول المباحات وما لا ينفع
قال طاوس: نعم صومعة الرّجل بيته يكفّ فيه بصره وسمعه.
ويدخل في الاستحباب التخلي في بعض الأماكن للتفرغ لعلم أو عمل مع المحافظه على الجمعة والجماعة
فهذا حقٌّ كما في الصّحيحين أنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم سئل: أيّ النّاس أفضل؟ قال: (رجلٌ آخذٌ بعنان فرسه في سبيل اللّه كلّما سمع هيعةً طار إليها يتتبّع الموت مظانّه، ورجلٌ معتزلٌ في شعبٍ من الشّعاب يقيم الصّلاة ويؤتي الزّكاة ويدع النّاس إلّا من خيرٍ)
-الخلوات البدعية :فهي التي تكون في أماكن مهجورة لا يقام فيها جمعة ولا جماعة مثل مساجد مهجورة أو كهوف أو مقابر خاصة قبور الصالحين أو مواضع ذكر أن فيها أثر لنبي أو رجل صالح.
&من الأحوال الشيطانية التي تحدث لهم في خلواتهم البدعية ويظنونها كرامات :
-تمثل الشياطين لهم بصورة أنبياء أو أناس صالحين أموات في اليقظة أو المنام
كما ورد عن ابن منده أنه كان إذا أشكل عليه حديثٌ جاء إلى الحجرة النّبويّة ودخل فسأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم ، وذكر ابن تيمية إنكار ابن عبد البرّ هذا بقوله لمن ظنّ ذلك:( ويحك أترى هذا أفضل من السّابقين الأوّلين من المهاجرين والأنصار؟ فهل في هؤلاء من سأل النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم بعد الموت وأجابه؟ وقد تنازع الصّحابة في أشياء فهلّا سألوا النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فأجابهم؟ وهذه ابنته فاطمة تنازع في ميراثه فهلّا سألته فأجابها؟). قال تعالى: {أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}.
ومحمّدٌ -صلّى اللّه عليه وسلّم- خاتم النّبيّين لا نبيّ بعده وقد نسخ بشرعه ما نسخه من شرع غيره فلم يبق طريقٌ إلى اللّه إلّا باتّباع محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فما أمر به من العبادات أمر إيجابٍ أو استحبابٍ فهو مشروعٌ وكذلك ما رغّب فيه وذكر ثوابه وفضله.
&الأسباب التي تولد لهم التنزلات والأحوال الشيطانية هي :
-عبادات جنسها غير مشروع وعبادات جنسها مشروع ولكنها غير مقدرة مثل :الجوع المطلق والسهر المطلق والصمت المطلق بلا حدود شرعية
-ومنهم من يعتصم بالكتاب والسنة كأبي طالب ولكنه يذكر أحاديث ضعيفة وموضوعة مثل حديث المسبّعات وابتداع صلوات الأيّام واللّيالي وكلّها كذبٌ موضوعةٌ.
-بعض الخيالات الفاسدة ذكر ابن تيمية أنه فصّلها في موضع آخر
&الفرق بين الكرامات والعطايا الشيطانية
-ما وافق الكتاب والسّنّة فهو حقٌّ وما خالف ذلك فهو خطأٌ، وقد قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ * وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون * حتّى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين}،
و
&إبطال حجج من قال بالعبادات الغير مشروعة:
1-إبطال احتجاجهم بخلوات النبي صلى الله عليه وسلم بغار حراء :
-بأنه شرعه لهم عبد المطلب في الجاهلية وأن النبي وصحابته استبدلوه بالاعتكاف في المساجد بعد أن شرّعه الله لهم بعد النبوة
2-إبطال احتجاجهم بالأربعينية - أن الله واعد موسى أربعين ليلة صامها موسى والمسيح كذلك صام أربعين يوماً
-بأنه شريعة منسوخة لا يجب اتباعها
وتمسك لما نزل قبل النبوة
3-إبطال احتجاجهم وهو قول أبو حامد :ذكر العامّة: " لا إله إلّا اللّه " وذكر الخاصّة: " اللّه اللّه " وذكر خاصّة الخاصّة: " هو هو ":
-بأن الذكر بالاسم المفرد الظاهر أو المضمر ليس كلاماً .كما استشهد بما ثبت في الصحيحين من أحاديث تبين أن أفضل الذكر كلمة لا إله إلا الله والتسبيح والتحميد
كما في حديثٍ : (أفضل الذّكر لا إله إلّا اللّه)
4-ابطال حجة المتأخرين منهم بأن الهدف من قولهم (هو هو)ليس الذكر وانما جمع القلب على شيء معين ولا فرق بين قولك: يا حيّ، وقولك: يا جحش. حتى تصفو النفس وتتنزل عليها فيعطوا ما لم يعطه محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة المعراج ولا موسى عليه السّلام يوم الطّو بزعمهم:
-إن الذي يتنزل عليهم هو شيطان
5-ابطال قولهم: إذا كان قصدٌ وقاصدٌ ومقصودٌ فاجعل الجميع واحدًا فهذا ما يسمى وحدة الوجود الذي يقود للشر.
6-إبطال حجتهم ومعتقدهم(العقل الفعال)من عدة وجوه :
معنى العقل الفعال:قالوا أن النّبوّة مكتسبةٌ، وأن العلم الذي يحصل لهم هو بسبب العقل الفعال، وأبو حامدٍ يقول إنّه سمع الخطاب كما سمعه موسى -عليه السّلام- وإن لم يُقصد هو بالخطاب.
أبطل معتقدهم هذا من وجوه:
أولاً -أن ما يجعله الله في القلوب قد يكون من الله اذا كان حقاً وقد يكون من الشيطان اذا كان باطلاً والملائكة والشياطين مخلوقات ناطقة وليس كما يدعون أنها صفات لنفس الإنسان
ثانياً-أن الأنبياء موحى لهم من الله وأن موسى كلمه الله وليس مجرد فيض كما يزعمون .
ثالثاً-أن الإنسان إذا فرغ قلبه من كل شيء وتنزل عليه لابد من دليل عقلي أو سمعي يثبت أن ماتنزل عليه حق وكلاهما لا يدل على ذلك بل يدلان على أن الإنسان اذا فرغ قلبه من ذكر الله حلّت فيه الشياطين وتنزلت عليه واستشهد بقوله تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ * وإنّهم ليصدّونهم عن السّبيل ويحسبون أنّهم مهتدون}،وذكر آيات أخرى،كمان أن الذي يميز أولياء الله من أولياء الشيطان هو التوحيد واتباعهم أوامره ،أما أصحاب البدعة وأهل الشرك فهم أولياء الشيطان
رابعاً-الخلوات ان كانت حقاً فهي لمن لم يأته رسول أما بعد مجيء الرسول لا بد من اتباعه فيما أمر من عبادات شرعية وترك ما لم يأمر به من بدع
خامساً:الفرق بين التّخلية الشرعية والبدعية
-تفرغة القلب مما لا يحبه الله وملئه بما يحبه من عبادات وتفرغته من محبة غير الله وملئه بمحبة الله وكذلك يفعل مع الخوف والتوكل قال جندبٌ وابن عمر: " تعلّمنا الإيمان ثمّ تعلّمنا القرآن فازددنا إيمانًا ".
سادساً:أما التخليّة البدعية فهي الاقتصار على الذكر المجرد مثل قول (لا إله إلّا اللّه) ومع أن الإنسان قد ينتفع به إلا أنه ليس وحده الطريق إلى الله ؛فهناك عبادات بدنية أفضلها الصلاة ثم قراءة القرآن ثم الذكر ثم الدعاء والمفضول في وقته المشروع أفضل من الفاضل كالخبز المفضول يكون أفضل للجائع من الفاضل الغير متاح .
سابعاً: معتقد أبو حامد أن العلم منقوش في النفس الفلكية ويسمّي هذا اللوح المحفوظ وقاس ذلك على نقش أهل الصين والروم على الحائط حتى تمثّل فيه وبين فساد هذا القياس بأن
الذي فرّغ قلبه لم يكن له قلبٌ آخر يحصل له به التّحلية كما يحصل لهذا الحائط من هذا الحائط.فلو كانت العلوم تنزل على القلوب من النّفس الفلكيّة فلا فرق في ذلك بين النّاظر والمستدلّ والمفرّغ قلبه .كما أن اللوح المحفوظ الذي بينه الله ورسوله ليس هو النفس الفلكية فهم أخذوا ألفاظ الشريعة مثل:"الملك " و " الملكوت " و " الجبروت " و " اللّوح المحفوظ " و " الملك " و " الشّيطان " و " الحدوث " و " القدم " وغير ذلك،وكسوها بفلسفتهم الباطلة ليظن الجاهل أنهم يتحدثون باسم الشريعة .
7-إبطال قولهم " يأخذ عن اللّه، وأعطاني اللّه "
-بأنه قول مجمل يراد به أكثر من معنى:
المعنى الأول:-إذا أراد القائل بقوله الإعطاء الكوني الخلقي وهو العام الذي يكون بمشيئة الله وقدرته،فهو حق يشمل جميع الناس وليس القائل فقط
الثاني:-إن أراد ما يعطيه الله مما يحبه الله ويرضاه ويقرّب اليه فما دليله على ذلك ؟كيف عرف أنه من الله وليس من الشيطان؟كيف يكون من الله وهو مخالف لمتابعة النبي صلى الله عليه وسلم ،كما أن الشياطين يوحون إلى أولياءهم كالسحرة والكهان وأهل البدع -كما ذكر في القرآن-
ولأن سببه عبادة غير شرعية مثل أن يوحي لهم شياطينهم بالفواحش مثل الغناء التي تقود للإنحلال .أو القتل
يقولون: قتله بحاله،وذلك بأن تعينهم شياطينهم على القتل ويحسبونه قوة ويعدونه من الكرامات . أو الإستغاثة بأشخاص أموات أو أحياء، ودعاءهم لهم دعاء عبادة أو مسألة ،أو محبة شيخهم أو غيره مثل محبة الله وتواجدهم على حبه .أو النذر لغير الله ؛فيشركوا بالله فيصبح شركهم سبباً لقيام الشياطين بمنافع لهم كمخاطبتهم وإخبارهم بعض الأمور الغائبة أو قضاء بعض الحوائج لهم .يبيعون توحيدهم ويهلكون مقابل منافع لا تذكر .كالسحرة
قال اللّه تعالى: {وما يعلّمان من أحدٍ حتّى يقولا إنّما نحن فتنةٌ فلا تكفر فيتعلّمون منهما ما يفرّقون به بين المرء وزوجه وما هم بضارّين به من أحدٍ إلّا بإذن اللّه ويتعلّمون ما يضرّهم ولا ينفعهم ولقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاقٍ ولبئس ما شروا به أنفسهم لو كانوا يعلمون}،
وذكر ابن تيمية قصة حصلت معه في أوائل عمره عندما رافق بعض زهادهم وانعزل عنهم عند سماعهم للغناء وكيف حصلت لهم منافع جلبتها لهم الشياطين عند سماعهم للغناء وشرب بعضهم للخمر وطلبوا منه أخذ نصيب من هذه المنافع فأجابهم
:(أنتم في حلٍّ من هذا النّصيب فكلّ نصيبٍ لا يأتي عن طريق محمّد بن عبد اللّه -صلّى اللّه عليه وسلّم- فإنّي لا آكل منه شيئًا،)
&وجه الشبه بينهم وبين فرقة القرامطة الباطنية:
أن كلاهما يحرّف كلام اللّه ورسوله عن مواضعه .
&استطرادات :
- بذكر كتابه (الاقتصاد في العبادة) الذي صنفه في القدر المشروع من الصلاة والصيام وقراءة القرآن
-تطرق إلى مسائل فقهية مثل جواز صيام الدهر وقيام جميع الليل وغيرهاوقال وإن كان جائزًا لكنّ صوم يومٍ وفطر يومٍ أفضل وقيام ثلث اللّيل أفضل .
-تبرءة أبو حامد وأمثاله مما صارت عليه بدعة الخلوات من كفر
-حكم النذر لله تعالى :
( ثبت في الصّحيحين عن ابن عمر عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه نهى عن النّذر وقال: (إنّه لا يأتي بخير وإنّما يستخرج به من البخيل)، فهو منهي عن عقدة لكن إذا عقد يجب الوفاء به كما في صحيح البخاريّ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: (من نذر أن يطيع اللّه فليطعه ومن نذر أن يعصي اللّه فلا يعصه).
وقال أن النذر لايكون سبباً لإنعام الله على الناذر بتلك النعمة التي نذر لأجلها بل هو بنذره أوجب هذه العبادة المنذورة بعد أن كانت مستحبة .وإنما أسباب حصول الخير هي :الدعاء والصدقة وغيرها من العبادات