بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الأول من أصول التفسير
المجموعة الثالثة:
س1.اذكر ثلاثة أدلة على عظمة القرآن الكريم.
1. وصف الله تعالى للقرآن بعظمته وشموليته كما في قوله تعالى:
(ولقد آتيناك سبعاً من المثاني والقرآن العظيم) الحجر: 87]
{والقرآن المجيد} [ق: الآية 1] ،
(وهذا كتابٌ أنزلناه مباركٌ فاتّبعوه واتّقوا لعلّكم ترحمون)
2. أن القرآن يعتبر مصدر التشريع الأول في الدين الاسلامي كما قال تعالى: {كتابٌ أنزلناه إليك لتخرج النّاس من الظّلمات إلى النّور بإذن ربّهم إلى صراط العزيز الحميد
3. أن القرآن بين أن السنة النبوية أيضا تعتبر مصدر تشريع ثانٍ في الإسلام.( {وما آتاكم الرّسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا})
******************************************
س2. كيف تستدل من سبب نزول قول الله تعالى: {يقولون لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل} على أن القرآن أنزل من عند الله تعالى؟
كان عبدالله بن أبي (رأس المنافقين) يقول أنهم إن عادوا إلى المدينة ليخرجن الأذل ( يقصدون رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحبه) وأنهم هم الأعز (أي عبدالله وفريقه)، فلما سمعهم زيد بن أرقم رضي الله عنهم أخبر عمه وعمه أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا، فدعا النبي زيداً ليتأكد، ومن ثم دعا عبدالله بن أبي ولما سأله، حلف أنه لم يقل، فصدقه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله هذه الآية تصديقا لحديث زيد.
وهذا توضيح أن القرآن منزل من الله جل وعلا.
*************************************
س3. بيّن مراحل جمع القرآن.
مراحل جمع القرآن ثلاث وهي:
المرحلة الأولى: كانت في عهد النبي صلى الله عليه وسلم: وكان الاعتماد على الحفظ في الصدور أكثر من الاعتماد على الكتابة في هذه المرحلة؛ ذلك لقوة حفظهم, وقلة وسائل الكتابة.
وكان عدد الحفاظ من الصحابة كثير, وقد قتل منهم في بئر معونة فقط سبعون من الصحابة, وكان غيرهم الكثير من الصحابة حفاظ للقرآن.
المرحلة الثانية: كانت في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه: وكان الجمع في عهده رضي الله عنه في مصحف واحد؛ وذلك لكثرة من قتل من الحفاظ في موقعة اليمامة, فأمر أبو بكر رضي الله عنه بجمعه لئلا يضيع.
حيث ورد في صحيح البخاري أن عمر بن الخطاب أشار على أبي بكر رضي الله عنهما بجمع القرآن بعد وقعة اليمامة، فتوقف تورعا، فلم يزل عمر يراجعه حتى شرح الله صدر أبي بكر لذلك، فأرسل إلى زيد بن ثابت فأتاه، وعنده عمر فقال له أبو بكر: إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك، وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم فتتبع القرآن فاجمعه، قال: فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله، ثم عند عمر حياته، ثم عند حفصة بنت عمر رضي الله عنهما ".
المرحلة الثالثة: كانت في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه: وسبب هذا الجمع أن الناس اختلفوا في القراءة بحسب اختلاف الصحف التي بأيدي الصحابة, فأمر عثمان بن عفان رضي الله عنه أن يجمع الناس على مصحف واحد لكي لا يختلفوا ويتنازعوا في كتاب الله تعالى, وتحدث الفتنة.
وورد في صحيح البخاري أن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان من فتح أرمينية وأذربيجان، وقد أفزعه اختلافهم في القراءة، فقال: يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى، فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك، ففعلت، فأمر زيد بن ثابت، وعبد الله بن الزبير، وسعيد بن العاص، وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف. وكان زيد بن ثابت أنصاريا والثلاثة قرشيين - وقال عثمان للرهط الثلاثة القرشيين: إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف، رد عثمان الصحف إلى حفصة، وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق
****************************************
س4. اختلف المفسرون في المراد بالذي بيده عقدة النكاح في قوله تعالى: {إلا أن يعفون أو يعفو الذي بيده عقدة النكاح}، فقال بعضهم الولي، وقال آخرون الزوج، ما نوع هذا الخلاف وما أثره؟
هو النوع الثالث المسمى باختلاف اللفظ والمعنى، وكون الآية لا يحتمل فيها المعنيين بسبب التعارض والتضاد، لذا لا بد من ترجيح أحد المعنيين بدلالة السياق
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : هو الزوج،
وقال ابن عباس: هو الولي،
والراجح قول علي أنه الزوج لدلالة المعنى عليه، ولأنه قد روي فيه حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم.
**************************************************
س5. وضح شروط ترجمة معاني القرآن الكريم.
الأول: أن لا تكون هذه الترجمة بديلا عن القرآن، فلا يجب أن يستغنى عنه، بل يكتب القرآن والترجمة بجانبه.
الثاني: أن يكون المترجم عالما بمدلولات الألفاظ في اللغتين المترجم منها وإليها، وما تقتضيه حسب السياق.
الثالث: أن يكون المترجم عالما بمعاني الألفاظ الشرعية في القرآن.
الرابع: أن يكون المترجم مأمونا عليها ومسلما مستقيما في دينه.
*****************************************
س6. ضع صح أو خطأ أمام العبارات التالية مع تصحيح الخطأ:
1. نزل قول الله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} على النبي صلى الله عليه وسلم في عرفات، في حجة الوداع، فهو من القرآن المكي.
خطأ... هي من القرآن المدني حتى وإن نزلت في مكة، لأنه حسب التعريف فإن ما نزل من القرآن بعد الهجرة يعتبر مدني، وهذه الآية نزلت بعد الهجرة لذا فهي مدنية.
2. جُمِع القرآن الكريم كاملا في مصحف واحد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
خطأ... لم يجمع في مصحف واحد لأن هذه المرحلة كانت تعتمد على الحفظ باعتبار ان الكتابة كانت غير دارجة، وكان البعض يحفظ ويكتب على جرد النخيل او كسر الكتف او الحجارة، ولكن جمع في مصحف واحد (وعلى رسم واحد) في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه.
[القرآن كُتب كاملا بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم، لكنه كان مفرقًا بين الصحابة، وأكثر الصحابة كانوا يحفظون ولا يكتبون لكن هذا لا يمنع من أنه كُتب كاملا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
أما جمعه في مصحف واحد فكان في عهد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولم يلزم الناس بترك مصاحفهم والتي كان فيها بعض الأحرف السبعة التي أخذوها من النبي صلى الله عليه وسلم، أما عثمان بن عفان رضي الله عنه، فألزمهم وجمعهم على مصحف واحد، وتفاصيل هذه المسائل في دورة جمع القرآن للشيخ عبد العزيز الداخل رحمه الله]
3. دراسة أنواع الخلاف في التفسير من علم أصول التفسير، بينما دراسة الخلاف في معنى آية معينة من علم التفسير.
صح.
والله الموفق؛؛؛