إجابة المجموعة الأولى :
أولا المراد بأسفل سافلين في قوله تعالى (ثم رددناه أسفل سافلين) سورة التين
ورد فيها قولان :
1/ النار. قاله مجاهدٌ، وأبو العالية، والحسن، وابن زيدٍ، وغيرهم. كما نقله بن كثير رحمه الله ورجحه وعده كقوله تعالى : {والعصر إنّ الإنسان لفي خسرٍ إلاّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات} ، واختاره السعدي رحمه الله مع مزيد تخصيص بأنه أسفل النار .
2/ أرذل العمر. وروي هذا عن ابن عبّاسٍ وعكرمة كما حكاه عنهم بن كثير رحمه الله ، وهو اختيار بن جرير واختاره الأشقر رحمه الله فقال : وَهُوَ الهَرَمُ وَالضَّعْفُ بَعْدَ الشبابِ والقوَّةِ، حَتَّى يَصِيرَ كالصَّبِيِّ، فَيَخْرَفُ وَيَنْقُصُ عَقْلُهُ، وَالسَّافِلُونَ هُم الضُّعَفَاءُ وَالزَّمْنَى والأطفالُ، والشيخُ الكبيرُ أَضْعَفُ هَؤُلاءِ جَمِيعاً.- كأنه يستدل باللغة -
لكن هذا القول قد رده بن كثير بقوله : لو كان هو المراد لما حسن استثناء المؤمنين من ذلك؛ لأنّ الهرم قد يصيب بعضهم.
ثانيا : سبب تسمية ليلةُ القدرِ بذلك فيه قولان: ذكرهما كلاهما الشيخان السعدي والأشقر رحمهما الله :
1/ لعظمِ قدرِهَا وفضلِهَا عندَ الله وشرفها .
2/ولأنَّهُ يقدِّرُ فيهَا ما يكونُ في العامِ منَ الآجالِ والأرزاقِ والمقاديرِ القدريةِ .
ولا تعارض بين القولين فهي عظيمة في نفسها ، وفيها يتم توزيع الأقدار أيضا.
ثالثا : معنى الصمد : ورد فيه ستة أقوال
1/ عن ابن عبّاسٍ: يعني: الذي يصمد الخلائق إليه في حوائجهم ومسائلهم.ذكره بن كثير والسعدي والأشقر رحمهما الله رحمه الله .
2/ عن ابن عبّاسٍ: هو السّيّد الذي قد كمل في سؤدده، والشريف الذي قد كمل في شرفه، والعظيم الذي قد كمل في عظمته، والحليم الذي قد كمل حلمه، والعليم الذي قد كمل في علمه، والحكيم الذي قد كمل في حكمته، وهو الذي قد كمل في أنواع الشّرف والسّؤدد، وهو اللّه سبحانه، هذه صفته لا تنبغي إلاّ له ، وروي أيضا عن بن مسعود ، وزيد بن أسلم وأبي وائل ،نقل ذلك عنهم بن كثير رحمه الله وقال به السعدي والأشقر رحمهما الله أيضا
3/ قال الحسن وقتادة: هو الباقي بعد خلقه.
4/ الحسن أيضاً: {الصّمد}: الحيّ القيّوم، الذي لا زوال له.
5/ المصمت الذي لا جوف له فلم يخرج منه شيءٌ ولا يطعم ولا يشرب وهو حاصل ما روي عن عكرمة و ابن مسعودٍ وابن عبّاسٍ وسعيد بن المسيّب ومجاهدٌ وعبد اللّه بن بريدة وسعيد بن جبيرٍ وعطاء بن أبي رباحٍ وعطيّة العوفيّ والضّحّاك والسّدّيّ و الشّعبيّ
6/ عن عبد اللّه بن بريدة أيضاً: {الصّمد}: نورٌ يتلألأ.
وقال بن كثير أنه لا تعارض بين هذه الأقوال ونقل دليلا لذلك قول الحافظ أبو القاسم الطّبرانيّ في كتاب السّنّة له، بعد إيراده كثيراً من هذه الأقوال في تفسير الصّمد: ( وكلّ هذه صحيحةٌ، وهي صفات ربّنا عزّ وجلّ، هو الذي يصمد إليه في الحوائج، وهو الذي قد انتهى سؤدده، وهو الصّمد الذي لا جوف له، ولا يأكل ولا يشرب، وهو الباقي بعد خلقه. وقال البيهقيّ نحو ذلك أيضاً(