دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > الدورات العلمية > الدورات العلمية العامّة > علماء الأمصار في القرون الفاضلة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 5 ذو الحجة 1442هـ/14-07-2021م, 07:25 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

25: عبد الرحمن بن أذينة بن سلمة العبدي(ت:95هـ)
من بني عبد القيس، تولى قضاء البصرة بعد هشام بن هبيرة في زمن الحجاج، ولم يزل قاضياً عليها حتى مات الحجاج سنة 95هـ، ثم لم يلبث أن مات.
- قال أبو عبيدة: (وقعت فتنة ابن الأشعث، وموسى بن أنس قاضٍ فلزم بيته، فاستقضى الحجاج بعد الفتنة في سنة ثلاث وثمانين عبد الرحمن بن أذينة بن سلمة، من عبد القيس، فلم يزل قاضياً حتى مات الحجاج). نقله وكيع في أخبار القضاة.
- وقال سفيان بن عيينة: حدثنا عبد الملك بن أعين: (سمعت عبد الرحمن بن أذينة بواسط القصب، حين قدم الحجاج واسط وابتنى الخضراء، يحدث عن أبيه). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال علي بن المديني: (عبد الرحمن قاضي البصرة زمن شريح، ولما مات عبد الرحمن طلب أبو قلابة للقضاء فهرب إلى الشام). رواه البخاري في التاريخ الكبير.


رد مع اقتباس
  #27  
قديم 5 ذو الحجة 1442هـ/14-07-2021م, 07:25 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

26: مسلم بن يسار البصري (ت: 100هـ)
أبو عبد الله، مولى بني أمية، ويقال: مولى طلحة بن عبيد الله.
روى عن ابن عباس وابن عمر، وعن أبي الأشعث الصنعاني.
وروى عنه: ابنه عبد الله، وأبو قلابة وابن سيرين.
وكان من فقهاء البصرة وعبّادهم، رفيع القدر عندهم، وكان من أحسن الناس صلاة، تُحكى عنه الأعاجيب في حسن صلاته وذهوله عن كلّ شيء سوى الصلاة إذا دخل فيها.
أكرهه ابن الأشعث على الخروج معه، فخرج ولم يقاتل، ثمّ ندم على خروجه ندماً شديداً.
- قال أبو بشر معاذ بن هشام: حدثني أبي عن قتادة قال: (كان مسلم بن يسار أبو عبد الله يعدّ خامسَ خمسةٍ من فقهاء أهل البصرة). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال سعيد بن عامر الضبعي: حدثنا حميد أبو الأسود حدثنا عن ابن عون قال: (أدركت هذا المسجد وما فيه حلقة يذكر فيها الفقه إلا حلقة مسلم بن يسار).
وقال: (إنَّ في الحلقة من هو أسنّ منه غير أنها كانت تنسب إليه). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال محمد بن سلام: (كان مسلم بن يسار مفتي أهل البصرة قبل الحسن، حمل عنه ابن سيرين وأبو قلابة وكلثوم بن جبر ومحمد بن واسع وثابت البناني، وكان جليلا عند الفقهاء). رواه ابن أبي خيثمة وابن عساكر.
- وقال معاذ بن معاذ: حدثنا ابن عون قال: (رأيت مسلم بن يسار يصلي كأنه وتد لا يتروَّح على رجل مرة وعلى رجل مرة، ولا يحرك له ثوباً). رواه ابن سعد وابن أبي شيبة وابن عساكر.
- وقال المبارك بن فضالة: حدثني ميمون بن جابان قال: (ما رأيت مسلم بن يسار ملتفتاً في صلاة قط خفيفة ولا طويلة).
قال: (ولقد انهدمت ناحية من المسجد ففزع أهل السوق لهدَّتها وإنه لفي المسجد في الصلاة فما التفت). رواه ابن المبارك في الزهد، وابن عساكر.
- وقال محمد بن عبيد الله التيمي: (حدثنا حماد بن سلمة عن حميد أن مسلم بن يسار كان قائما يصلي في بيته فوقع إلى جنبه حريق فما شعر به حتى طفئت النار). رواه ابن سعد.
- وقال جعفر بن حيان: (ذكر لمسلم بن يسار قلة التفاته في الصلاة فقال وما يدريكم أين قلبي). رواه ابن المبارك في الزهد وابن سعد وابن عساكر.
- وقال حماد بن زيد عن أيوب قال: قيل لابن الأشعث: (إن سرّك أن يقتلوا حولك كما قتلوا حول جمل عائشة فأخرج مسلم بن يسار معك قال: فأخرجه مُكرها). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال عفان بن مسلم: حدثنا سليم بن أخضر قال: حدثنا ابن عون قال: (كان مسلم بن يسار أرفع عند أهل البصرة من الحسن حتى خفَّ مع ابن الأشعث وكفَّ الحسن فلم يزل أبو سعيد في علو منها بعد، وسقط الآخر). رواه ابن سعد وابن أبي شيبة.
- قال الذهبي: (إنما يعتبر ذلك في الآخرة، فقد يرتفعان معاً).
- وقال حماد بن زيد: ذكر أيوب القراء الذين خرجوا مع ابن الأشعث فقال: لا أعلم أحدا منهم قتل إلا قد رغب له عن مصرعه ولا نجا فلم يقتل إلا قد ندم على ما كان منه.
قال: فصحب أبو قلابة مسلمَ بن يسار قال: فقال: يا أبا قلابة إني أحمد الله إليك أني لم أطعن فيها برمح، ولم أضرب فيها بسيف ولم أرم فيهم بسهم.
فقال له: يا أبا عبد الله كيف بمن رآك واقفا؛ فقال هذا أبو عبد الله والله ما وقف هذا الموقف إلا وهو على الحق، فتقدم فقاتل حتى قتل؟!
قال: فبكى حتى تمنيت أني لم أقل شيئاً). رواه ابن سعد ويعقوب بن سفيان.
- قال ابن سعد: (قالوا: وكان مسلم ثقة فاضلا عابدا ورعا أرفع عندهم من الحسن. حتى خرج مع عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث فوضعه ذلك عند الناس وارتفع الحسن عنه).
- وقال عفان بن مسلم: حدثنا مبارك، حدثنا عبد الله بن مسلم بن يسار أن أباه قال: (لا ينبغي للصديق أن يكون لعاناً، لو لعنت شيئا ما تركته في بيتي).
قال: وكان لا يسبّ أحداً، وكان أشدّ ما يقول إذا غضب: (فُرّق بيني وبينك).
قال: (فإذا قال ذلك علموا أنه لم يبق بعد ذلك شيء). رواه ابن سعد وابن عساكر.
- وقال حماد بن سلمة: حدثنا ثابت، عن مسلم بن يسار، أنه قال: «لا أدري ما حسب إيمان عبد لا يدع شيئا يكرهه الله» رواه ابن أبي شيبة.
- وقال قبيصة بن عقبة: سمعت سفيان الثوري قال: قال رجل لمسلم بن يسار علمني كلمة تجمع لي موعظة نافعة قال: فأطرق طويلا ثم رفع رأسه؛ فقال: (لا ترد بعلمك غير من يملك ضرك ونفعك).
قال: زدني.
قال: (أهملْ رجاءك ولا تستعمله، واستشعر الخوف ولا تغفله).
قال: زدني.
فقال: (يوم العرض على ربك لا تنسه).
قال: (ثم سقط لوجهه مكباً). رواه ابن عساكر.
- وقال عفان بن مسلم: حدثنا حماد بن زيد، حدثنا محمد بن واسع قال: قال مسلم بن يسار: (ما غبطت رجلاً بشيءٍ من الدنيا ما غبطته بثلاث بزوجة صالحة، وبجار صالح، وبمسكن واسع). رواه ابن عساكر.
- قال سفيان بن عيينة: إن الحسن البصري لما مات مسلم بن يسار، قال: (وامعلّماه).
- قال أبو حاتم الرازي: (توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز).


رد مع اقتباس
  #28  
قديم 5 ذو الحجة 1442هـ/14-07-2021م, 08:13 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

27: أبو قلابة عبد الله بن زيد بن عامر الجرمي(ت:104هـ)
من بني جرم بن ربان، من قضاعة.
من كبار فقهاء البصرة ومفتيهم، كان زاهداً ورعاً، طُلب للقضاء زمن الحجاج بن يوسف فهرب إلى اليمامة ثم إلى الشام، فبقي فيها حتى أدرك بها خلافة عمر بن عبد العزيز، وكان يسكن دمشق، ثم انتقل إلى داريا.
روى عن أنس بن مالك، ومالك بن الحويرث، والنعمان بن بشير، وعمرو بن سلمة الجرمي، وأمّ الدرداء، ومعاذة العدوية، وغيرهم.
وروى عنه: أيوب، وقتادة، وخالد الحذاء، وعاصم الأحول، وداوود بن أبي هند، وغيرهم.
- قال حماد بن زيد: سمعت أيوب، وذكر أبا قلابة، فقال: «كان والله من الفقهاء وذوي الألباب» رواه ابن أبي شيبة وابن أبي حاتم.
- قال حماد بن زيد: حدثنا أيوب، قال: قال مسلم بن يسار: «لو كان أبو قلابة من العجم كان موبذ موبذان» رواه ابن أبي شيبة، وابن سعد، ويعقوب بن سفيان.
قال ابن سعد: يعني قاضي القضاة.

- وقال حماد بن زيد عن أيوب عن أبي قلابة قال: (أقمت بالمدينة ثلاثة وما لي بها حاجة إلا رجل كان في ضيعة له، وبلغني عنه حديث انتظرته أن يقدم فأسأله عنه). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة، وابن سعد، ولفظه: (أقمت بالمدينة ثلاثا ما لي بها من حاجة إلا حديث بلغني عن رجل أقمت عليه حتى قدم فسألته).
- وقال الأوزاعي عن مخلد عن أيوب عن أبي قلابة قال: (إذا حدثتَ الرجلَ بالسنة فقال: دعنا من هذا وهات كتاب الله؛ فاعلم أنه ضالّ). رواه ابن سعد.
- وقال حماد بن زيد عن أيوب قال: قال أبو قلابة: (لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم؛ فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون). رواه ابن سعد.
- وقال وهيب عن أيوب عن أبي قلابة قال: (ما ابتدع رجل بدعة إلا استحل السيف). رواه ابن سعد.
- وقال سعيد بن عامر: حدثنا صالح بن رستم قال: قال أبو قلابة لأيوب: (إذا أحدث الله لك علماً فأحدث لله عبادة، ولا تكونن إنما همك أن تحدث به الناس). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال الحكم بن سنان: حدثنا أيوب السختياني قال: قال لي أبو قلابة: (يا أيوب! احفظ عني ثلاث خصال: إياك وأبواب السلطان، وإياك ومجالسة أهل الاهواء، والزم سوقك؛ فإنّ الغنى من العافية).رواه ابن عساكر.
- وقال حماد بن زيد عن أيوب السختياني قال: مرّ بي أبو قلابة، وأنا أشتري تمراً ليس بالجيد؛ فقال: يا أيوب! قد كنتُ أحسب أن مجالستك إيانا قد نفعتك، أما علمتَ أن الله عز وجل قد نزع البركة من كل رديء). رواه ابن عساكر.
- قال عبد الحميد بن عبد الله بن مسلم بن يسار: أخبرنا كلثوم بن جبر قال: كان المتمني بالبصرة يقول: «فقه الحسن، وورع محمد بن سيرين، وعبادة طلق بن حبيب وحلم مسلم بن يسار» رواه ابن أبي شيبة.
- وقال عمرو بن زرارة: حدثنا إسماعيل ابن علية، عن أيوب، قال: «لما توفي عبد الرحمن بن أذينة ذكر أبو قلابة للقضاء فهرب حتى أتى الشام» رواه أبو نعيم في الحلية
- قال أبو عمر النمري: حدثنا حماد قال: قال أيوب: (وجدت أعلم الناس بالقضاء أشدّ الناس منه فراراً وأشدهم منه فرقاً).
ثم قال: (وما أدركتُ أحداً كان أعلم بالقضاء من أبي قلابة، لا أدري ما محمد بن سيرين؛ فكان يراد على القضاء فيفرّ إلى الشام مرة، ويفرّ إلى اليمامة مرة، وكان إذا قدم البصرة كان كالمستخفي حتى يخرج). رواه يعقوب بن سفيان.
- قال يونس بن عبد الأعلى: أخبرني أشهب صاحب مالك قال: قال مالك: (مات ابن المسيب والقاسم ولم يتركوا كتباً، ومات أبو قلابة فبلغني أنه ترك حمل بغل كتباً). رواه ابن عساكر.
- وقال حماد بن زيد: أوصى أبو قلابة قال: (ادفعوا كتبي إلى أيوب إن كان حياً وإلا فاحرقوها). رواه ابن سعد.
- وقال سليمان بن حرب: حدثنا حماد قال: (مات أبو قلابة بالشام فأوصى بكتبه لأيوب فأرسل أيوب فجئ به عدل راحلة.
قال أيوب: فلما جاءني قلت لمحمد: جاءني كتب أبي قلابة؛ فأحدّث منها؟
قال: نعم، ثم قال: (لا آمرك ولا أنهاك). رواه ابن عساكر.


رد مع اقتباس
  #29  
قديم 5 ذو الحجة 1442هـ/14-07-2021م, 08:13 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

28: أبو رجاء عمران بن ملحان العطاردي(ت: 105هـ)
تابعي مخضرم من بني تميم، من كبار قراء البصرة، قرأ على أبي موسى الأشعري، وروى عنه وعن عمر وعلي وابن عباس وسمرة وعمران بن الحصين وعائشة وشهد معها يوم الجمل، وغيرهم.
ولد قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وأسلم بعد فتح مكة ولم ير النبي صلى الله عليه وسلم.
- قال الصلت بن محمد: حدثنا بكار بن سفيان، عن أبي رجاء العطاردي، وقد أدركته: (كنت أفرّ من النبي صلى الله عليه وسلم حتى عفا الناس حين فتح مكة؛ فأسلمت بعد ذلك). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال حجاج بن نصير: حدثنا أبو خلدة قال: قلت لأبي رجاء: مثل من أنت حين بعث النبي صلى الله عليه وسلم؟
قال: «كنت أرعى الإبل لأهلي»
فقلت لأبي رجاء: فما فركم منه؟
قال: « قيل لنا: بُعث رجل من العرب يقتل - يعني الناس - إلا من أطاعه »
قال: « ولا أدري ما طاعته »
قال: « ففررنا حتى قطعنا رمل بني سعد» رواه ابن سعد.
- وقال وهب بن جرير بن حازم: حدثنا أبي قال: سمعت أبا رجاء العطاردي قال: «لما بلغَنا أمرُ النبيِّ صلى الله عليه وسلم ونحن على ماء لنا يقال له سند، فخرجنا بعيالنا هرابا نحو الشجر» وذكر أنه أكل الدم، فقيل له: كيف طعمه؟ فقال: «حلو» رواه ابن سعد.
- وقال عمرو بن عاصم الكلابي: حدثنا سلم بن زرير قال: سمعت أبا رجاء يقول: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد رعيت على أهلي، كفيت مهنتهم، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم خرجنا هرابا، فأتينا على فلاة من الأرض، وكنا إذا أمسينا بمثلها قال شيخنا: إنا نعوذ بعزيز هذا الوادي من الجن الليلة فقلنا ذاك.
قال: فذكر حديثا طويلا
قال أبو رجاء: فقيل لنا: «إنما سبيل هذا الرجل شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا عبده ورسوله، فمن أقر بها أمن على دمه وماله، فرجعنا، فدخلنا في الإسلام»
قال: وربما قال أبو رجاء: (إني لأرى هذه الآية نزلت فيَّ وفي أصحابي: {وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}). رواه ابن سعد.
- وقال الأصمعي: أخبرنا أبو عمرو بن العلاء قال: قلت لأبي رجاء العطاردي: ما تذكر؟ قال: قتل بسطام بن قيس ثم أنشد بيتا رُثى به:

فخرَّ على الألاءة لم يوسد ... كأن جبينه سيف صقيل).
رواه ابن سعد.
- وقال أبو الحارث الكرماني، سمعت أبا رجاء العطاردي: كنت إمام الحي في رمضان، وقد أتى علي عشرون ومئة، وأدركت النبي صلى الله عليه وسلم وأنا شابّ أمرد، وإنما سمي بني عبد شمس، لأنهم كانوا يعبدون الشمس). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال عمارة المعولي: سمعت أبا رجاء العطاردي يقول: (بُعث النبي صلى الله عليه وسلم وأنا خماسي، يدعو إلى الجنة وأنا أفر إلى النار). رواه ابن أبي خيثمة.
- وقال عمرو بن عاصم: حدثنا أبو الأشهب أن أبا رجاء «كان يختم في شهر رمضان، في كل عشر ليال مرة» رواه ابن سعد، ولعله يريد في صلاة التراويح فقد كان إمام مسجد قومه، وقد أمّ قومه أربعين سنة في البصرة، ومات سنة 105هـ وقد أتت عليه نحو مائة وثلاثين سنة، فيكون مولده قبل البعثة كما ذكر الفرزدق في قصيدته، وقد اجتمع الفرزدق والحسن البصري في جنازته؛ فقال الفرزدق للحسن: يا أبا سعيد يقول الناس: اجتمع في هذه الجنازة خير الناس وشر الناس، فقال الحسن: لستُ بخير الناس، ولستَ بشرهم، ولكن ما أعددت لهذا اليوم؟
قال: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله.
وقال الفرزدق قصيدته التي منها:
ألم تر أن الناس مات كبيرهم ... وقد كان قبل البعث بعث محمد
ولم يغن عنه عيشُ سبعين حجة ... وستين لما بات غير موســـــــــد
إلى حفرة غبراء يكره وردها ... سوى أنها مثوى وضيع وسيّـــــــد

إلى آخر ما قال.


رد مع اقتباس
  #30  
قديم 5 ذو الحجة 1442هـ/14-07-2021م, 09:43 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

29: أبو مجلز لاحق بن حميد بن سعيد السدوسي(ت:106هـ)
من علماء البصرة وعبّادهم، وأهل الفتوى، ثم انتقل إلى خراسان.
روى عن أبي موسى الأشعري، وعمران بن الحصين، وسمرة بن جندب، وابن عباس، وابن عمر، وأنس، وغيرهم.
وروى عنه قتادة، وسليمان التيمي، وأيوب، وعاصم الأحول، وغيرهم
- قال ابن سعد: (وكان قد أتى مرو، فنزلها وابتنى بها دارا، وولي بيت المال بها، وكان أعور، توفي في خلافة عمر بن عبد العزيز).


رد مع اقتباس
  #31  
قديم 5 ذو الحجة 1442هـ/14-07-2021م, 11:25 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

30: بكر بن عبد الله بن عمرو المزني(ت:108هـ)
من العلماء العبّاد، وأبوه من الصحابة الذين نزلوا البصرة.
روى عن المغيرة بن شعبة، وابن عباس، وابن عمر، وأبي رافع، وأنس، وغيرهم.
وروى عنه: ثابت البناني، وعاصم الأحول، وسليمان التيم، وغيرهم.
- قال معتمر بن سليمان: كان أبي يقول: (الحسن شيخ البصرة، وبكرٌ فتاها). رواه ابن سعد.
- قال علي ابن المديني: (كان من خيار الناس، له نحو خمسين حديثا)
- قال أبو رجاء محمّد بن سيف الحداني، عن بكر قال: (أدركت ثلاثين من فرسان مزينة منهم عبد الله بن مغفل ومعقل بن يسار). رواه البخاري في التاريخ الكبير.


رد مع اقتباس
  #32  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 03:12 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

31: الحسن بن أبي الحسن يسار البصري(ت:110هـ)
الإمام الجليل المعروف، كان أبواه من سبي ميسان بالعراق، ولد عام 21هـ، ونشأ في بيت أمّ سلمة رضي الله عنها، وكانت أمّه مولاة لها، ثم انتقل إلى وادي القرى؛ فتعلّم الفصاحة، وحفظ القرآن وهو ابن أربع عشرة سنة، وأخذ العلم عن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
- رأى عثمان بن عفان وعليَّ بن أبي طالب وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وجماعة من كبار الصحابة رضي الله عنهم لكن قيل: لا يصحّ له سماع منهم.
- وروى عن ابن عمر وابن عباس وأبي سعيد الخدري وأنس بن مالك وجابر بن عبد الله وعمران بن الحصين وأبي موسى الأشعري وعقبة بن عامر، وغيرهم.
- واختلف في سماعه من أبي هريرة وسمرة بن جندب وعثمان بن أبي العاص، والراجح صحة سماعه منهم، وبعض حديثه عن سمرة من صحيفة كانت عنده.
- قال أبو عَمْرو الشعاب: (كانت أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه تبعث أم الْحَسَن في الحاجة فيبكي، وهو صبي، فتسكته بثديها)
وقال: (كانت تخرجه إِلَى أصحاب النبي صلى الله عليه وهو صغير وكانت منقطعة إليها، فكانوا يدعون له فأخرجته إِلَى عُمَر بْن الخطاب، فدعا له، وقال: اللهم فقهه في الدين وحببه إِلَى الناس). رواهما وكيع في أخبار القضاة.
أبو عمرو الشَّعَّاب هو محمّد بن مِهْزَم العبدي، ثقة، من طبقة صغار أصحاب الحسن.
- وقال مسلم بن إبراهيم: حدثنا حريث بن السائب، عن الحسن قال: «كنت أدخل بيوت أزواج النبي صلى الله عليه وسلم في خلافة عثمان بن عفان، فأتناول سقف البيت بيدي» رواه ابن سعد.
أوتي بسطة في العلم والجسم؛ فكان جميلاً فصيحاً، حسن المنطق يتكلّم بالحكمة من غير تكلف، وكان ضخماً شجاعاً، يُجعل مع الفرسان المقدمين في الغزو، وقد شهد فتح كابل مع عبد الرحمن بن سمرة، وكان كاتباً للربيع بن زياد الحارثي، في خلافة معاوية.
ثم تولى القضاء بالبصرة مرتين، ولم يكن يأخذ على القضاء أجراً، وكان يغلب عليه الحزن.
اعتزل فتنة ابن الأشعث، وكان شديد التحذير من الأهواء، حذّر من فتن الخوارج والقدرية والصوفية.
وكان جليل القدر عند أهل البصرة، كثير الأتباع، وإنما سمّى المعتزلة معتزلة لأنهم اعتزلوا مجلسه، وكان منهم عمرو بن عبيد وواصل بن عطاء.
وكان للحسن البصريّ كتب دعا بها عند موته فأحرقها إلا صحيفة واحدة.
كتبت له سيرة مطوّلة جمعت فيها ما وقفت عليه من أخباره.


رد مع اقتباس
  #33  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 07:18 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

32: محمد بن سيرين البصري الأنصاري(ت:110هـ)
كان أبوه من بلدة "عين التمر" بالأنبار، ووقع في السبي لأنس بن مالك رضي الله عنه، وكانت أمه مولاة لأبي بكر الصديق رضي الله عنهما؛ فتزوجا في المدينة، وحضر عرسهما جماعة من كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ودعوا لهما بالبركة، منهم أبيّ بن كعب وكان صائماً فحضر ودعا لهم ثم انصرف ولم يطعم، فرزق سيرين ستة أولاد من أهل العلم والفضل والصلاح، وكلّهم قد روي عنهم العلم، وأشهرهم ابنه محمد.
ولد محمد قبل مقتل عثمان بعامين، ونشأ بالمدينة، وحفظ من أبي هريرة رضي الله عنه حديثاً كثيراً، حتى عدّه الإمام أحمد أثبت الناس في أبي هريرة، وسمع من مولاه أنس بن مالك، وزيد بن ثابت، وابن عمر، وأبي موسى الأشعري، وعمران بن حصين، وأبي قتادة الأنصاري، وغيرهم.
ثم ارتحل إلى الكوفة وتعلّم من كبار أصحاب عليّ بن أبي طالب وعبد الله بن مسعود رضي الله عنهما ومنهم: عَبيدة السلماني وشريح القاضي والربيع بن خثيم وعلقمة بن قيس النخعي وغيرهم، وكان من أروى الناس عن عَبيدة وشريح، ورحل مع عبيدة إلى المدائن كما في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي، وحجّ زمن ابن الزبير فسمع منه، وارتحل إلى مصر كما ذكر ذلك ابن يونس في تاريخ مصر، ثمّ استقرّ به الأمر في البصرة، وكان يحفظ ولا يكتب، إلا ما طال عليه من الأحاديث فكان يكتبه حتى يحفظه ثم يمحوه.
وكان فقيها عالماً، وعابداً زاهداً، شديد الورع، يُضرب بورعه المثل، وله أخبار في الورع يتعجّب منها العلماء، وكان تاجراً عالماً بالقضاء والفرائض، وكان صاحب دعابة وضحك بالنهار، وبكاء وصلاة بالليل.
روى عنه هشام بن حسان القردوسي، وأيوب بن أبي تميمة السختياني، وعبد الله بن عون، ويونس بن عبيد، وخالد الحذاء، وعاصم بن سليمان الأحول، وعوف بن أبي جميلة الأعرابي وغيرهم.
كتبت له سيرة مطولة جمعت فيها ما وقفت عليه من أخباره.


رد مع اقتباس
  #34  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 07:38 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

33: قتادة بن دعامة بن قتادة السدوسي(ت:117هـ)
أبو الخطاب، من بني سدوس بن شيبان، من بني بكر بن وائل، من ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان.
ولد سنة 61هـ، وهو من أسنان الأعمش إلا أنّ الأعمش تأخرت وفاته.
نشأ قتادة بالبصرة، وجالس أنس بن مالك؛ فحفظ عنه حديثاً كثيراً، ثم جالس الحسن البصري مدة طويلة، وحفظ عنه أحاديث ومسائل كثيرة، ثم ارتحل إلى المدينة ولزم سعيد بن المسيب أياماً يسائله عما يشكل عليه؛ فكان سعيد يتعجّب من قوة حفظه وجودة فهمه.
وجاور بمكّة وسمع بها صحيفة جابر بن عبد الله رضي الله عنه قُرئت عليه مرة واحدة فحفظها، وكان يحدّث بها، وكان يقول (لأنا لصحيفة جابر بن عبد الله أحفظ مني لسورة البقرة).
وكان حافظاً لا يكاد ينسى شيئاً سمعه.
- قال معمر بن راشد: سمعت قتادة يقول: «ما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي». رواه أبو نعيم في الحلية.
وكان فقيهاً مفسراً، عالماً بالعربية والأنساب وأيام العرب.
- قال معمر: سمعت قتادة يقول: «ما في القرآن آية إلا قد سمعت فيها بشيء» رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وأبو القاسم البغوي في الجعديات.
- وقال أبو عوانة: «شهدت قتادة يدرس القرآن في رمضان» رواه أبو القاسم البغوي في الجعديات.
أُخذ عليه شيءٌ من التدليس، وروايته عن بعض الضعفاء، وقوله في القدر، ولذلك تركه مالك بن أنس، ثم استقر الإجماع على قبول روايته والاحتجاج بها إذا بيّن السماع؛ فقد كان صدوقاً ضابطاً غير متهم بالكذب.
وقد رُزق أصحابَ صدق حفظوا علمه ونشروه؛ وانتشر علمه في الأمصار؛ وله في تفسير ابن جرير وحده أكثر من خمسة آلاف رواية، وله في تفسير عبد الرزاق من طريق معمر نحو 1700 رواية، وله في غيرهما روايات كثيرة جداً.
وأشهر رواة التفسير عن قتادة: سعيد بن أبي عروبة، ومعمر بن راشد، وهشام الدستوائي، وشعبة بن الحجاج، وسعيد بن بشير، وهمام بن يحيى البصري، وشيبان بن عبد الرحمن، وأبو هلال الراسبي، وأبو جعفر الرازي، وحماد بن سلمة، وقرة بن خالد السدوسي، وغيرهم.


رد مع اقتباس
  #35  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 12:01 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

34: حميد بن هلال بن هبيرة العدوي(ت:117هـ تقريباً )
أبو نصر، من بني عديّ بن عبد مناة بن أدّ بن طابخة، ومن قال: من عدي تميم؛ فهو تجوّز، وإنما هم أبناء عمومة، فتميم بن مرّ بن أدّ بن طابخة.
روى عن: أبي رفاعة العدوي وكان رجلاً فاضلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من قرابته، وروى عن أنس بن مالك، وعبد الله بن مغفل، وعن مطرف بن عبد الله، وربعي بن حراش، ونصر بن عاصم، وأبي بردة الأشعري، وأبي صالح السمان، وغيرهم.
وروى عنه: قتادة، وأيوب، وابن عون، وشعبة، وخالد الحذاء، وجرير بن حازم، وحبيب بن الشهيد، وسليمان بن المغيرة، وغيرهم كثير.
وهو ثقة ثبت روى له الجماعة، وكان ابن سيرين لا يرضاه لأنه دخل في بعض عمل السلطان، وهذا لا يطعن في حديثه.
- قال موسى بن إسماعيل: سمعت أبا هلال الراسبي، يقول: سمعت قتادة، يقول: «ما كان بالمصر رجل أعلم من حميد بن هلال ما أستثنى محمداً ولا الحسن» رواه ابن سعد في الطبقات والبخاري في التاريخ الكبير، وابن أبي حاتم.
زاد ابن سعد: (غير أن التناءة أضرَّت به يعني أنه كان تانئاً بدولاب بالأهواز).
يقال: تنأ بالبلد إذا قطن به، والتانئ القاطن، والتناءة مصدر، وهو لا يكاد يطلق إلا على من نزل منزلاً بعيداً.
فيكون المعنى: أنّ بُعْده عن أصحابه أضرّ به لقلّة من يحمل عنه العلم.
وقال أبو منصور الأزهري في تهذيب اللغة، وقال: (قال الأصمعي: إِنَّمَا هِيَ التِّناوَةُ أيْ أَنه تَركَ المذاكرة، وَكَانَ ينزل قَرْيَة على طَرِيق الأهواز).
وهذا القول فيه نظر، لأنه لو كان المراد ترك المذاكرة لظهر أثر ذلك في حديثه بضعف الضبط، وحميد بن هلال ثقة ضابط لم يُطعن عليه في ضبطه وروايته.
وقد فسّر بعض أهل اللغة التناوة بالفلاحة، أي أنّ عمل الفلاحة أشغله.


رد مع اقتباس
  #36  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 05:49 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

35: إياس بن معاوية بن قرة المزني(ت: 122هـ )
قاضي البصرة، وكان عالماً فقيهاً حسن الفهم، صاحب فراسة وقيافة وذكاء يضرب المثل بذكائه، وكان برّاً بوالديه.
ولاه عدي بن أرطأة قضاء البصرة بأمر عمر بن عبد العزيز؛ فحاول التمنّع فأكرهه؛ فبقي في القضاء سنة؛ ثمّ هرب من البصرة، فولّى عديٌّ القضاء الحسن البصري.
روى عن أنس، وعن أبيه معاوية بن قرة، وسعيد بن جبير، والحسن البصري، وسعيد بن المسيب، وعبد الملك بن يعلى، ونافع مولى ابن عمر، وأبي مجلز لاحق بن حميد.
وروى عنه: حماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وداوود بن أبي هند، وخالد الحذاء، وحميد الطويل، وعبد الله بن شبرمة، وعبد الله بن شوذب، وعبد الله بن عون، وسليمان الأعمش، وغيرهم.
- قال خليفة بن خياط: (أمه امرأة من أهل خراسان).
- وقال قبيصة بن عقبة: حدثنا سفيان، عن خالد الحذاء قال: سئل معاوية بن قرة: كيف ابنك؟
قال: «نعم الابن، كفاني أمر دنياي، وفرّغني لآخرتي» رواه ابن سعد، وأبو نعيم في الحلية، وابن عساكر.
- وقال أبو المطرف المغيرة بن المطرف المخزومي، عن سفيان بن حسين؛ قال: (أردت التعريف بواسط يوم عرفة، فقلت: أمرّ بإياس بن معاوية؛ فأتيته، فخرج معي إلى المسجد، فلما دخل المسجدَ قال لي: إنَّ أمي خرجت وهي على غضبي، وأنا أكره أن أصير إلى التعريف والدعاء وهي غضبى، فقم لي حتى أسترضيها، فدنا من ظلة [النساء] وخرجت إليه أمه، فجلس بين يديها واضعاً يديه على خديه، منكساً رأسه طويلاً، ثم قام فقال لي: اذهب بنا فقد رضيت). رواه وكيع في أخبار القضاة.
- وقال حماد بن سلمة عن حميد قال: لما ماتت أم إياس بن معاوية بكى؛ فقيل: ما يبكيك يا أبا واثلة؟
قال: (كان لي بابان مفتوحان من الجنة فأغلق أحدهما). رواه أبو نعيم في الحلية، ووكيع في أخبار القضاة وابن عساكر في تاريخه.
- وقال عارم بن الفضل: حدثنا حماد بن زيد، عن ابن عون قال: (ذكروا إياساً عند محمد، فقال: إنه لَفَهِم). رواه ابن سعد، وابن عساكر.
- وقال عفان بن مسلم: حدثنا حماد بن سلمة: أخبرني حميد قال: «لما استقضي إياس أتاه الحسن، فبكى إياس». رواه ابن سعد.
- وقال بسام بن يزيد: حدثنا حماد بن سلمة، قال: حدثنا حميد، أن إياس بن معاوية لما استقضي أتاه الحسن فبكى إياس؛ فقال له الحسن: ما يبكيك؟
قال: يا أبا سعيد بلغني أن القضاة ثلاثة: رجل اجتهد فأخطأ فهو في النار، ورجل مال به الهوى فهو في النار، ورجل اجتهد فأصاب فهو في الجنة.
فقال الحسن: إنه فيما قصّ الله جلّ وعزّ من داود وسليمان ما يردّ قول هؤلاء، يقول الله عز وجل: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنا لحكمهم شاهدين ففهمناها سليمان وكلا آتينا حكما وعلما}؛ فأثنى الله على سليمان ولم يذم داود).
ثم قال الحسن: (إن الله تبارك وتعالى أخذ على العلماء ثلاثا: لا يشترون به ثمنا، ولا يتبعون فيه الهوى، ولا يخشون فيه أحدا، ثم قرأ هذه الآية {وكيف يحكمونك وعندهم التوراة فيها حكم الله} إلى قوله: {ولا تشتروا بآياتي ثمنا قليلا}). رواه ابن أبي الدنيا في الإشراف.
- وقال الأصمعي: حدثنا حماد بن زيد قال: كان أيوب يقول: (لقد رموها بحجرها، يعني إياس بن معاوية حين ولي القضاء). رواه ابن عساكر.
- قال سفيان بن حسين: لما قدم إياس بن معاوية واسطَ جعلوا يقولون: قدم البصري، قدم البصري؛ فأتاه ابن شبرمة بمسائل قد أعدّها له، فجلس بين يديه، فقال: أتأذن لي أن أسألك؟
قال: (ما ارتبت بك حتى استأذنتني، إن كانت لا تعنت القائل، ولا تؤذي الجليس فسل).
قال: فسأله عن بضع وسبعين مسألة، فما اختلفا يومئذ إلا في ثلاث مسائل أو أربع، ردّه فيها إياس إلى قوله، ثم قال: يا ابن شبرمة، هل قرأت القرآن؟
قال: نعم، من أوله إلى آخره.
قال: فهل قرأت: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي}؟
قال: نعم، وما قبلها وما بعدها.
قال: فهل وجدته بقي لآل شبرمة شيء ينظرون فيه؟
فقال: لا.
فقال له إياس: إنَّ للنسك فروعاً.. قال: فذكر الصوم والصلاة والحج والجهاد، وإني لا أعلمك تعلّقت من النسك بشيء أحسن من شيء في يدك من النظر في الرأي). رواه ابن سعد، وابن عساكر.
- وقال عبد الله بن إدريس عن أبيه عن ابن شبرمة: قال لي إياس ابن معاوية: (إياك وما يستشنع الناس من الكلام، وعليك بما يعرف الناس من القضاء). رواه ابن عساكر.
- وقال عمر بن علي بن مقدم، عن سفيان بن حسين، قال: سألني إياس بن معاوية، فقال: إني أراك قد كلفت بعلم القرآن، فاقرأ علي سورة، وفسّر حتى أنظر فيما علمت، قال: ففعلت، فقال لي: احفظ علي ما أقول لك: «إياك والشناعة في الحديث، فإنه قلما حملها أحد إلا ذلّ في نفسه، وكذب في حديثه» رواه مسلم في مقدمة صحيحه.
- وقال ابن وهب: حدثني مالك بن أنس أن إياس بن معاوية قال لربيعة: (إنّ البناء إذا بني على غير أسّ، لم يكد يعتدل). يريد بذلك: المفتي الذي يتكلم عن غير أصل يبني عليه كلامه. رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال أشهب بن عبد العزيز عن مالك بن أنس قال: قال ربيعة بن أبي عبد الرحمن: قال لي إياس بن معاوية: (يا ربيعة!كلّ ما بني على غير أساس فهو هباء، وكل ديانة أسست على غير ورعٍ فهي هباء). رواه ابن عساكر.
- وقال إسحاق بن محمد: حدثنا سفيان بن حسين قال: قلت لإياس بن معاوية: ما المروءة؟
قال: أما في بلدك وحيث تعرف فالتقوى، وأما حيث لا تعرف فاللباس). رواه ابن عساكر.
- وقال نعيم بن حماد: أخبرني إبراهيم بن مرزوق البصري قال: كنا عند إياس بن معاوية قبل أن يُستقضى، قال: (وكنّا نكتب عنه الفراسةَ كما نكتب من صاحب الحديثِ الحديثَ). رواه وكيع في أخبار القضاة وابن عساكر.


رد مع اقتباس
  #37  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 10:32 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

36: ثابت بن أسلم البناني(ت:123هـ)
نسبة إلى بنانة، وهي فيما يقول أهل الأنساب أم بني سعد بن ضبيعة بن ربيعة بن نزار، وهي بنانة بنت لؤي بن غالب بن فهر، من قريش.
ولبعض النسابة أقوال أخر.
روى عن أنس، وابن عمر، وابن الزبير، وعبد الله بن مغفل، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، وأبي العالية، وأبي عثمان النهدي وغيرهم.
وروى عنه: حميد الطويل، وسليمان بن المغيرة، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، وشعبة بن الحجاج، وخلق غيرهم.

كان من العلماء العباد بالبصرة، كثير التلاوة والصلاة والصيام، معلّق قلبه بالمساجد، لا يكاد يدع مسجداً يراه إلا صلّى فيه، وبكى حتى كادت عينه تذهب، فقيل له: علاجها بأن لا تبكي، قال: وما خيرهما إذا لم تبكيا؟ وأبى أن تعالج.
وكان يقصّ، وهو من المتثبتين في الحديث، وكان زاهداً يخفي زهده، ويلبس الثياب الحسنة الثمينة، وقاتل المختار بن أبي عبيد مع مصعب بن الزبير.
كان أنس بن مالك رضي الله عنه يحبّه ويدنيه، ويسأل عنه، ويثني عليه.
- قال حمّاد بن زيدٍ: سمعت أبي يحدّث قال: قال أنسٌ: «إنّ لكلّ شيءٍ مفتاحًا، وإنّ ثابتًا من مفاتيح الخير» رواه ابن سعد والبخاري في التاريخ الكبير.
- وقال حمّاد بن سلمة: أخبرني حميدٌ قال: كنّا نأتي أنسًا ومعنا ثابتٌ قال: فكان ثابتٌ كلّما مرّ بمسجدٍ دخل فصلّى فيه قال: فكنّا نأتي أنسًا، فيقول: (أين ثابتٌ؟ إنّ ثابتًا دويّبةٌ أحبّها). رواه ابن سعد.
- وقال حمّاد بن سلمة: أخبرنا ثابتٌ قال: دخلنا على أنسٍ، فقال: (والله، لأنتم أحبّ إليّ من عدّتكم من ولد أنسٍ إلّا من كان على مثل ما أنتم عليه). رواه ابن سعد.
- قال روح بن عبادة: حدثنا شعبة قال: (كان ثابت البناني يقرأ القرآن في يوم وليلة ويصوم الدهر). رواه أحمد في العلل، والبيهقي في شعب الإيمان.
- وقال أبو هلال الراسبي: حدثنا غالب، عن بكر بن عبد الله، قال: (من أراد أن ينظر إلى أعبد أهل زمانه فلينظر إلى ثابت البناني فما أدركنا الذي هو أعبد منه). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال سليمان بن المغيرة: سمعت ثابتاً البناني يقول:(لا يسمى عابدٌ أبداً عابداً، وإن كان فيه كل خصلة خير حتى تكون فيه هاتان الخصلتان: الصوم والصلاة؛ لأنهما من لحمه ودمه). رواه أبو نعيم في الحلية.
- قال ابن مالك المقبري: حدثنا عمرو بن محمد بن أبي رزين قال: قال ثابت البناني: «كابدت الصلاة عشرين سنة وتنعمت بها عشرين سنة». رواه أبو نعيم في الحلية.
- قال ابن شوذب: سمعت ثابتاً البناني يقول: (اللهم إن كنت أعطيت أحداً من خلقك يصلي لك في قبره فأعطنيه). رواه يعقوب بن سفيان وأبو نعيم الأصبهاني.
- قال عبد الله بن عمر بن أبان: حدثنا أبو خالد الأحمر، عن جعفر بن سليمان، قال: بكى ثابت حتى كادت عينه تذهب فجاءوا برجل يعالجها فقال: أعالجها على أن تطيعني قال: «وأي شيء؟» قال: على ألا تبكي قال: «فما خيرهما إن لم تبكيا؟» وأبى أن يتعالج). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال عفان: حدثنا حماد بن سلمة قال: (كنت أقلب على ثابت الإسناد، فيقول: لا هذا عن فلان هذا عن فلان). رواه يعقوب بن سفيان.
- قال أبو طالب أحمد بن حميد: قلت لأحمد بن حنبل: ثابت البناني أثبت أو قتادة؟
قال: (ثابت ثبت في الحديث، من الثقات المأمونين، صحيح الحديث، وكان يقصّ). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وابن عدي في الكامل.


رد مع اقتباس
  #38  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 11:13 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

37: مالك بن دينار البصري (ت:127هـ)
- قال البخاري في التاريخ الكبير: (كنيته أبو يحيى البصريّ مولى بني ناجية بن سامة بن لؤي بن غالب القرشي).
كان من العلماء العبّاد بالبصرة، وكان يكتب المصاحف بالأجرة، فيتقوّت منها، وكان زاهداً شديد التقشّف والتقلل من الدنيا، مشتغلاً بالعبادة، مزرياً على نفسه، وكان حسن المنطق حكيماً، له وصايا مأثورة، وأخبار مشهورة.
روى عن أنس، وعن سعيد بن جبير، والأحنف بن قيس، والحسن، وابن سيرين، وقتادة، وأيوب السختياني، وثابت البناني، وغيرهم.
وروى عنه: سعيد بن أبي عروبة، وعبد الله بن شوذب، وجعفر بن سليمان، وعاصم الأحول، وغيرهم.
- قال سلم الخوّاص: قال مالك بن دينارٍ: (خرج أهل الدّنيا من الدّنيا ولم يذوقوا أطيب شيءٍ فيها).
قيل: وما هو؟
قال: (معرفة الله تعالى). رواه ابن عساكر.
- قال جعفر بن سليمان: سمعت مالك بن دينارٍ يقول: (إذا تعلّم العبد العلم ليعمل به كسره علمه، وإذا تعلم العلم لغير العمل زاده فخرًا). رواه ابن عساكر.
- وروى الأصمعيّ عن أبيه قال: مرّ المهلّب بن أبي صفرة على مالك بن دينارٍ وهو يتبختر في مشيته، فقال له مالكٌ: أما علمت أنّ هذه المشية تكره إلا بين الصّفّين؟
فقال له المهلّب: أما تعرفني؟
فقال له مالك: أعرفك أحسن المعرفة؛
قال: وما تعرف مني؟
قال: أما أوّلك فنطفةٌ مذرةٌ، وأما آخرك فجيفةٌ قذرةٌ، وأنت تحمل بينهما العذرة.
فقال المهلّب: (الآن عرفتني حقّ المعرفة). رواه ابن عساكر.
اختلف في سنة وفاته على أقوال.


رد مع اقتباس
  #39  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 11:21 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

38: محمد بن واسع بن جابر الأزدي(ت:127هـ)
من قراء البصرة وعبّادهم وفضلائهم، كان يخفي عبادته، ولم يزدد إلا رفعة، وكان يغلب عليه الحزن.
روى عن أنس بن مالك، وسعيد بن جبير، وابن سيرين، ومطرف بن عبد الله بن الشخير، وأبي صالح السمان، وسالم بن عبد الله بن عمر، ومحمد بن المنكدر، وعطاء بن أبي رباح.
وروى عنه: هشام بن حسان، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة،
- وقال جعفر بن سليمان الضبعي: سمعت مالك بن دينار يقول: (القراء ثلاثة: قارئ للدنيا، وقارئ للرحمن عز وجل، وقارئ للملوك وأبناء الملوك، وإن محمد بن واسع من قراء الرحمن). رواه أبو نعيم الأصبهاني وابن عساكر.
- وقال مسلم بن إبراهيم: حدثنا إسماعيل بن مسلم العبدي، قال: قال محمد بن واسع: «القرآن بستان العارفين فأينما حلوا منه حلوا في نزهة». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال سعيد بن أسد: حدثنا ضمرة عن ابن شوذب قال: كان إذا قيل بالبصرة: من أفضل أهل البصرة؟
قالوا: محمد بن واسع، ولم يكن يرى كثير عبادة، وكان يلبس قميصاً بصريا وساجاً). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال شبابة بن سوار: (أخبرني أبو الطيب، موسى بن يسار قال: صحبت محمد بن واسع من مكة إلى البصرة فكان الليل أجمع يصلي في المحمل جالساً يومئ برأسه إيماء، وكان يأمر الحادي أن يكون خلفه ويرفع صوته حتى لا يفطن له). رواه ابن أبي الدنيا في الإخلاص والنية.
- وقال يحيى بن حريث العبدي، عن يوسف بن عطية، عن محمد بن واسع، قال: «لقد أدركت رجالا، كان الرجل يكون رأسه ورأس امرأته على وساد واحد، قد بل ما تحت خده من دموعه، لا تشعر به امرأته. ولقد أدركت رجالا، كان أحدهم يقوم في الصف فتسيل دموعه على خديه، لا يشعر به الذي إلى جنبه». رواه ابن أبي الدنيا في الرقة والبكاء.
- وقال عبد الرزاق: أنبأنا ابن سليمان [يعني جعفر الضبعي] قال: قعد مالك ومحمد بن واسع، قال مالك: " ما هو إلا طاعة الله أو النار قال: فقال له محمد بن واسع: لا أقول ما قلت ما هو إلا رحمة الله أو النار قال: فقال مالك: «أشهد أنك من قراء الله عز وجل» رواه أحمد في الزهد.
- وقال الفضيل بن عياض: قال مالك بن دينار: «إنما هو طاعة الله أو النار» فقال محمد بن واسع: «إنما هو عفو الله أو النار» رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال الأصمعي: قال سليمان التيمي: «ما أحدٌ أحبّ إليَّ أن ألقى الله بمثل صحيفته إلا محمد بن واسع» رواه أبو نعيم الأصبهاني.
- قال وكيع: حدثنا ابن علية، عن يونس، قال: سمعت محمد بن واسع، يقول: «لو كان يوجد للذنوب ريح ما قدرتم أن تدنو مني من نتن ريحي». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال عبد الرحمن بن مهدي، عن حماد بن زيد، قال: «ما رأيت محمد بن واسع إلا وكأنه يبكي، وكان يجلس مع المساكين والبكائين» رواه ابن أبي الدنيا في التواضع والخمول.
قلت: كان حماد بن زيد ضريراً، فلعله توسّع في العبارة فعبّر بالرؤية عن العلم.

- وقال مخلد بن حسين، عن هشام، قال: دعا مالك بن المنذر محمد بن واسع وكان على شرط البصرة فقال: اجلس على القضاء فأبى محمد، فعاوده فأبى فقال: لتجلس أو لأجلدنّك ثلاثمائة.
فقال له محمد: «إن تفعل فأنت مسلّط، وإن ذليل الدنيا خير من ذليل الآخرة». رواه أبو نعيم في الحلية.
- قال هارون بن معروف: حدثنا ضمرة، عن ابن شوذب، قال: كان محمد بن واسع مع يزيد بن المهلب بخراسان غازياً فاستأذنه للحج فأذن له فقال له: نأمر لك؟
قال: «تأمر به للجيش كلهم؟»
قال: لا
قال: «لا حاجة لي به». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال علي بن بكار: حدثنا مخلد، قال: كان محمد بن واسع مع قتيبة بن مسلم في جيش وكان صاحب خراسان، وكانت الترك خرجت إليهم فبعث إلى المسجد ينظر من فيه فقيل له: ليس فيه إلا محمد بن واسع رافعاً إصبعه؛ فقال قتيبة: «إصبعه تلك أحبّ إلي من ثلاثين ألف عنان». رواه أبو نعيم في الحلية.
- قال سعيد بن عاصم: كان قاصٌّ يجلس قريباً من مسجد محمد بن واسع؛ فقال يوما وهو يوبّخ جلساءه: ما لي أرى القلوب لا تخشع؟!! وما لي أرى العيون لا تدمع؟ وما لي أرى الجلود لا تقشعر؟
فقال محمد بن واسع: «يا عبد الله ما أرى القوم أُتوا إلا من قِبَلك؟ إنَّ الذكر إذا خرج من القلب وقع على القلب» رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال سعيد بن عامر، عن حزم، قال: قال محمد بن واسع وهو في الموت: «يا إخوتاه تدرون أين يُذهب بي؟ والله الذي لا إله إلا هو إلى النار أو يعفو عني» رواه ابن أبي الدنيا في محاسبة النفس.
- قال ابن حبان: (خرج إلى خراسان غازياً، وكان في فتح ما وراء النهر مع قتيبة بن مسلم، من عباد أهل البصرة وزهادهم والمتقشفة الخشن).
اختلف في سنة وفاته على أقوال كتبت أرجحها، وهو الذي اختاره البخاري في تاريخه.


رد مع اقتباس
  #40  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 11:22 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

39: عاصم بن أبي الصباح الجحدري(ت:128هـ)
أبو المجشر، من قراء البصرة الكبار، قرأ على سليمان بن قتة عن ابن عباس، وعلى نصر بن عاصم والحسن ويحيى بن يعمر.
وقرأ عليه: عيسى بن عمر، وسلام أبو المنذر، وهارون بن موسى، وغيرهم.
تُروى عنه حروف شاذة.


رد مع اقتباس
  #41  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 11:24 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

40: عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي (ت: 129 هـ)
من قرّاء البصرة ونحاتهم، روى عن أنس بن مالك، وقرأ على نصر بن عاصم الليثي، ويحيى بن يعمر، وقرأ عليه عيسى بن عمر الثقفي، وهارون بن موسى النحوي.
وهو جدّ يعقوب بن إسحاق الحضرمي أحد القرّاء العشرة.
- قال أبو العباس محمد بن يزيد قال أبو عبيدة: (اختلف الناس إلى أبي الأسود يتعلمون منه العربية؛ فكان أبرع أصحابه عنبسة بن معدان المهري، واختلف الناس إلى عنبسة؛ فكان البارع من أصحابه ميمون الأقرن؛ فكان صاحب الناس؛ فخرج عبد الله بن أبي إسحاق الحضرمي). ذكره أبو طاهر البزار في "أخبار النحويين".
- وقال عبد الله بن محمد التوَّزي: سمعت أبا عبيدة يقول: (أول من وضع النحو أبو الأسود الدؤلي ثم ميمون الأقرن ثم عنبسة الفيل ثم عبد الله بن أبي إسحاق). رواه أبو طاهر البزار في "أخبار النحويين"، وابن عساكر في تاريخه.
- وقال محمد بن سلام الجمحي: (كان أولَّ من بعجَ النحوَ ومدَّ القياسَ والعلل، وكان معه أبو عمرو ابن العلاء، وبقي بعده بقاء طويلاً، وكان ابن أبى إسحاق أشدَّ تجريداً للقياس، وكان أبو عمرو أوسعَ علماً بكلام العرب ولغاتها وغريبها).
- وقال: (سمعت أبي يَسأل يونس عن ابن أبى إسحاق وعلمه، قال: "هو والنحو سواء" أي هو الغاية).
- قال: (وكان يكثر الرد على الفرزدق فقال فيه الفرزدق:

فلو كان عبد الله مولى هجوته ... ولكن عبد الله مولى مواليا
رد الياء على الأصل، وهى أبيات ولو كان هذا البيت وحده تركه ساكنا، وكان مولى آل الحضرمي، وهم حلفاء بنى عبد شمس بن عبد مناف، والحليف عند العرب مولى).
- قال أبو الطيب اللغوي: (تكلّم في الهمز حتى عمل فيه كتاب مما أملاه).

قال خليفة بن خياط: مات في ولاية مروان.
وكانت خلافة مروان بن محمد من سنة 127هـ إلى سنة 132هـ.
وقال ابن حبان: مات سنة 129هـ.
وذكر أبو بكر الزبيدي وابن خلكان وغيرهما أنه مات سنة 117هـ ، قال الذهبي: ولا يصحّ.


رد مع اقتباس
  #42  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 11:27 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

41: عمرو بن مالك النكري (ت:129 هـ)
بصريّ من بني نُكْرَة بنِ لُكَيز، وهم بطن من بني عبد القيس، له جزء صغير في التفسير يرويه عن أبي الجوزاء عن ابن عباس، وقد اختلف فيه فوثّقه ابن حبان، وضعّفه ابن عدي.
ويروي عنه ابنه يحيى وهو ضعيف، وحماد بن زيد، وجعفر بن سليمان الضبعي، ومهدي بن ميمون، ونوح بن قيس الحداني، وغيرهم.
وما رواه عنه غير ابنه من الثقات فقد صححه بعض أهل العلم.


رد مع اقتباس
  #43  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 11:28 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

42: يحيى بن أبي كثير اليمامي(ت:129هـ)
مولى طيء، أحد الأئمة الأعلام، وأوعية العلم الكبار الذين تدور عليهم الأسانيد.
نشأ بالبصرة، ورأى أنس بن مالك، وأخذ العلم عن جماعة من علماء التابعين بالبصرة، وارتحل إلى الشام والحجاز وأخذ عن جماعة من أهل العلم بها، ثم استقرّ باليمامة، وبثّ العلم فيها.
وسنذكر ترجمته هناك.


رد مع اقتباس
  #44  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 11:29 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

43: أيوب بن أبي تميمة كيسان السختياني(ت:131هـ)
من الأئمة الأعلام بالبصرة.
- قال البخاري: (رأى أنساً، وسعيد بن جبير، وجابر بن زيد).
روى عن: أنس، وعمرو بن سلمة الجرمي، وسعيد بن جبير، وأبي العالية، وأبي قلابة، والحسن البصري، وابن سيرين، وغيرهم.
وروى عنه: شعبة، وسفيان الثوري، ومعمر بن راشد، وحماد بن زيد، وحماد بن سلمة، ومالك بن أنس، وابن علية، وسفيان بن عيينة، وغيرهم من الأئمة.
- قال يحيى بن معين: (أبو تميمة اسمه كيسان).
- قال خليفة بن خياط: (اسم أبي تميمة كيسان مولى بني عمار بن شداد، مولى لعنزة، ثم انتموا بعد إلى بني طهية).
- قال ابن سعد: (كان أيوب ثقة ثبتاً في الحديث، جامعاً، عدلاً، ورعاً، كثير العلم، حجة).
- وقال حماد بن زيد: حدثنا ميمون أبو عبد الله قال: كنا عند الحسن وعنده أيوب فسأله عن شيء ثم قام فاتبعه الحسن بعده حتى إذا كان حيث لا يسمع أيوب قال: (هذا سيد الفتيان). رواه ابن سعد، ويعقوب بن سفيان.

- وقال موسى بن إسماعيل: سمعت حماد بن زيد قال: قال أيوب: (إنَّ قوماً يريدون أن يرتفعوا فيأبى الله إلا أن يضعهم، وآخرين يريدون أن يتواضعوا فيأبى الله إلا أن يرفعهم). رواه ابن سعد.

- وقال سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد قال: كان أيوب من أدلّ الناس بالمصر.
وقال: (وكان يتوخى الطرق التي ليس فيها المجالس يخشى ذكر الناس عليه). رواه يعقوب بن سفيان.

- وقال حجاج بن محمد: سمعت شعبة يقول: (ربما ذهب أيوب في الحاجة فأريد أن أمشي معه فلا يدعني ويخرج؛ فيأخذ هاهنا وهاهنا لكي لا يُفطن له). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال عارم بن الفضل: حدثنا حماد بن زيد قال: قال أيوب: (لأن يستر الرجل زهده خير له من أن يظهره). رواه ابن سعد.
- وقال عمرو بن عاصم: حدثنا الربيع بن مسلم قال: سافرنا مع أيوب السختياني؛ فلما كنا بالأبطح إذا رجل غليظ ضخم عليه ثياب غلاظ من القطن، قال:
فجعل يتبع رجال البصريين يقول: ألكم علم بأيوب بن أبي تميمة؟
قال: فقلت لأيوب: هذا رجل يريدك؛ فلما رآه أيوب أسرع إليه فتعانقا.
قال: فسألت عن الرجل؛ فقالوا: (هذا سالم بن عبد الله بن عمر). رواه ابن سعد.
- وقال عارم بن الفضل: حدثنا حماد بن زيد قال: (ما رأيت أحدا أعظم رجاء لأهل القبلة من أيوب وابن عون). رواه ابن سعد.
- وقال عارم أيضاً: حدثنا حماد بن زيد قال: (ما رأيت أحدا أشد تبسما في وجوه الرجال من أيوب إذا لقيهم. وهارون بن رئاب كان شيئا عجبا). رواه ابن سعد.
- وقال إسحاق بن محمد الفروي: سمعت مالك بن أنس يقول: (كنا ندخل على أيوب بن أبي تميمة السختياني؛ فإذا ذُكر له حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بكى حتى نرحمه). رواه أبو نعيم في الحلية، والبيهقي في شعب الإيمان.

- وقال سليمان بن حرب: حدثنا حماد عن أيوب قال: (لو أعلم أنّ أهلي يحتاجون إلى دستجة بقل ما قعدت معلماً). رواه يعقوب بن سفيان.

- وقال أبو بكر الحميدي: حدثنا سفيان قال: قال أيوب: (لو أعلم أنَّ أهلي يحتاجون إلى حزمة أو دستجة من بقلٍ ما جلست معكم). رواه يعقوب بن سفيان.

- وقال أبو بكر الحميدي: حدثنا سفيان قال: قال أيوب: (لا تعرف خطأ معلمك حتى تجالس غيره). رواه يعقوب بن سفيان.

- وقال يونس بن عبد الأعلى: أخبرنا ابن وهب قال: سمعت مالك بن أنس ذكر أيوب السختياني وذكر منه فضلاً، وقال: (كان أشدّ الناس تثبتاً). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال ابن وهب: حدثني - يعني ابن عيينة - عن هشام بن عروة قال: (ما رأيت بالبصرة مثل أيوب). رواه يعقوب بن سفيان.
- وقال عارم بن الفضل: حدثنا حماد بن زيد قال: ما رأيت أحدا أكثر من قول لا أدري من أيوب ويونس وأما ابن عون فكان شيئا عجبا). رواه ابن سعد.
- وقال ضمرة بن ربيعة: حدثنا ابن شوذب قال: كان أيوب السختياني إذا سئل عن الشيء ليس عنده فيه شيء
قال: (سل أهل العلم). رواه ابن سعد.
- وقال سليمان بن حرب: حدثنا حماد قال: (كان إذا سأل السائلُ أيوب عن شيء قال له: أعده؛ فإن أجابه كما سأل أجابه وإلا لم يجبه). رواه يعقوب بن سفيان.

- وقال سليمان بن حرب: حدثنا حماد قال: سئل أيوب عن مسألة فسكت.

فقال الرجل: يا أبا بكر! لم تفهم أعيد عليك؟

قال: فقال أيوب: (قد فهمتُ، ولكني أفكر كيف أجيبك). رواه يعقوب بن سفيان.

- وقال سليمان بن حرب: قال حماد: قيل لأيوب: العلم اليوم أكثر أم قل اليوم؟
قال: (الكلام اليوم أكثر، والعلم كان قبل اليوم أكثر). رواه يعقوب بن سفيان.

- وقال سليمان بن حرب: حدثنا حماد بن زيد قال: كان ابن عون يحدث فإذا حدثته عن أيوب بخلافه تركه فأقول أليس قد سمعته؟ فيقول: (إن أيوب أعلمنا بحديث محمد). رواه البخاري في التاريخ الكبير.

- وقال أبو الوليد الطيالسي: سمعت شعبة يقول: (حدثنا أيوب سيد الفقهاء). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، وذكره البخاري في تاريخه بلفظ: (سيد المسلمين).
- وقال أبو حفص الفلاس: حدثنا محمد بن سواء قال: حدثنا سعيد أنَّ أيوب لحن عند قتادة؛ فقال: (أستغفر الله). رواه البخاري في التاريخ الكبير.

- قال سليمان بن حرب: حدثنا حماد عن أيوب قال: (لم أكتب عن محمد إلا حديث البرذون فلما حفظته محوته). رواه يعقوب بن سفيان.
ومحمد هو ابن سيرين.
- وقال سليمان بن حرب: حدثنا حماد قال: (مات أبو قلابة بالشام فأوصى بكتبه لأيوب فأرسل أيوب فجئ به عدل راحلة.
قال أيوب: فلما جاءني قلت لمحمد: جاءني كتب أبي قلابة؛ فأحدّث منها؟
قال: نعم، ثم قال: (لا آمرك ولا أنهاك). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة، الخطيب البغدادي في الكفاية، وابن عساكر في تاريخه.



- وقال عارم: (أجمعوا على أن أيوب مات في الطاعون بالبصرة سنة إحدى وثلاثين ومائة، وهو يومئذ ابن ثلاث وستين سنة).
- وقال خليفة بن خياط: (مات في الطاعون سنة اثنتين وثلاثين ومائة).


رد مع اقتباس
  #45  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 11:31 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

44: أبو رجاء محمد بن سيف الحداني الأزدي (ت: 135هـ)
أدرك أنس بن مالك، وروى عن الحسن البصري وعكرمة وابن سيرين وغيرهم، وقد وثقه يحي بن معين وابن سعد والنسائي.
وله تفسير يرويه عنه ابن علية ويزيد بن زريع وأبو إسحاق الفزاري وغيرهم، أكثره عن الحسن البصري، وفيه مسائل عن عكرمة، وفيه أقوال لأبي رجاء، وأحرف في القراءة، كان يقرأ [شعفها حبا] بالعين.
وقد أخرج أصحاب التفاسير المسندة مرويات من تفسير أبي رجاء.
- قال ابن أبي خيثمة: (أبو رجاء: هو محمد بن سيف صاحب التفسير).
- وقال أبو زرعة الرازي: (سألت محمد بن المنهال أن يقرأ عليَّ تفسير أبى رجاء ليزيد بن زريع؛ فأملى عليَّ من حفظه نصفَه، ثم أتيته يوماً آخر بعد كم فأملى عليَّ من حيث انتهى؛ فقال: خذ.
فتعجبت من ذلك، وكان يحفظ حديث يزيد بن زريع).


رد مع اقتباس
  #46  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 11:36 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

45: يونس بن عبيد بن دينار البصري (ت:139هـ)
من أعلام العلماء والعبّاد بالبصرة، رأى أنس بن مالك، وروى عن الحسن وابن سيرين وحميد بن هلال وغيرهم.
- قال الذهبي: (كان ثقة ثبتا، حافظا، ورعا، رأسا في العلم والعمل).
له وصايا وحكم سائرة.


رد مع اقتباس
  #47  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 11:39 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

46: داوود بن أبي هند البصري(ت:139هـ)
مفتي أهل البصرة في زمانه، من أعلام الفقهاء والمحدثين، وكبار العبّاد، أصله من سرخس من خراسان، وبها ولد، ثم سكن البصرة.
رأى أنس بن مالك، وأخذ عن الحسن وابن سيرين وأبي العالية، وروى عن سعيد بن المسيب وعكرمة والشعبي وغيرهم.
وروى عنه سفيان الثوري، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، ووهيب بن خالد، وهشيم بن بشير، ويزيد بن هارون، ويزيد بن زريع، وابن علية، وغيرهم.
- قال عمرو بن عاصم: (هو مولى لآل الأعلم القشيريين). رواه ابن سعد.
واختلف في اسم أبيه فقيل: دينار، وقيل: طهمان.
- قال سليمان بن حرب: قال حماد [يعني ابن زيد]: (ما رأيت أحداً أفقهَ فقهاً من داود بن أبي هند). رواه يعقوب بن سفيان في المعرفة والتاريخ وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال سفيان الثوري: (حفاظ البصريين ثلاثة: سليمان التيمي وعاصم الأحول وداود بن أبي هند وكان عاصم أحفظهم). رواه ابن أبي حاتم وابن عساكر.
- وقال سفيان بن عيينة: قالوا عن ابن جريج قال: (لقيت داود بن أبي هند فإذا هو يفرع العلم فرعا). رواه ابن أبي حاتم.
ورواه ابن شاهين في الثقات ولفظه: قال لي ابن جريج.
- قال كثير بن عبيد الحذاء: حدثنا سفيان بن عيينة قال: قال أبي: (لقد رأيت داود بن أبي هند وهو ابن خمس وعشرين سنة، وهو يسمى داود القارئ). رواه ابن حبان في الثقات، وابن شاهين في ثقاته.
- وقال سفيان بن عيينة، عن أبيه: (رأيت داود بن أبي هند بواسط، وإنه لشاب، يقال له داود القارئ، ولقد كان يفتي في زمان الحسن). رواه ابن شاهين في الثقات كما في تهذيب الكمال للمزي، وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال أبو داوود السجستاني: (قدم عكرمة البصرة؛ فنزل على داود بن أبي هند وسمع منه التفسير).
- وقال ابن أبي عدي: (صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، كان خزازا يحمل معه غداءَه فيتصدق به في الطريق ويرجع عشاء، فيفطر معهم). رواه أبو نعيم في الحلية وابن عساكر في تاريخ دمشق.
- وقال عليّ ابن المديني: حدثنا سفيان، قال: سمعت داود بن أبي هند يقول: (أصابني - يعني الطاعون - فأغمي عليَّ، فكأن اثنين أتياني، فغمز أحدهما عكوة لساني، وغمز الآخر أخمص قدمي، وقال: أي شيء تجد؟ فقال: تسبيحا وتكبيرا، وشيئا من خطو إلى المساجد، وشيئاً من قراءة القرآن".
قال: «ولم أكن أخذت من القرآن حينئذ»
قال: " فكنت أذهب في الحاجة، فأقول: لو ذكرت الله حتى آتي حاجتي، قال: فعوفيت؛ فأقبلتُ على القرآن فتعلمته). رواه ابن سعد.
- وقال ابن حبان: (كان داود من خيار أهل البصرة من المتقنين في الروايات إلا إنه كان يهم إذا حدث من حفظه ولا يستحق الإنسان الترك بالخطأ اليسير يخطىء والوهم القليل يهم حتى يفحش ذلك منه لأن هذا مما لا ينفك منه البشر ولو كنا سلكناه المسلك للزمنا ترك جماعة من الثقات الأئمة لأنهم لم يكونوا معصومين من الخطأ بل الصواب في هذا ترك من فحش ذلك منه والاحتجاج بمن كان منه ما لا ينفك منه البشر).
- قال محمد بن المثنى: (سمعت قريش بن أنس يقول: مات سنة تسع وثلاثين ومائة في طريق مكة). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال يزيد بن هارون: (مات داوود بن أبي هند سنة تسع وثلاثين ومائة). رواه ابن عساكر.
وكذلك قال يحيى بن سعيد القطان وابن حبان.
- وقال خليفة بن خياط: (مات مصدر الناس عن الحج سنة تسع وثلاثين أو أوّل سنة أربعين ومائة).
- وقال يعقوب بن سفيان والفلاس وعلي بن المديني: مات سنة 140هـ.


رد مع اقتباس
  #48  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 11:42 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

47: عاصم بن سليمان الأحول(ت:142هـ)
من فقهاء البصرة ومحدّثيهم، اختلف في ولائه؛ فقيل: مولى بني تميم، وقيل: مولى آل عثمان بن عفان.
رأى أنس بن مالك، وعبد الله بن سرجس المزني، وروى عن عمرو بن سلمة الجرمي، وأبي عثمان النهدي، وبكر بن عبد الله المزني، وأبي قلابة الجرمي، وعامر الشعبي، وأبي مجلز السدوسي، وأبي نضرة العبدي، وحماد بن أبي سليمان، وغيرهم.
وروى عنه: ابن علية، وإسرائيل بن يونس، وحفص بن غياث، والحسن بن صالح بن حي، وداوود بن أبي هند، وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وعلي بن مسهر، وغيرهم.
- قال علي بن مسهر، عن سفيان الثوري: (أدركت من الحفاظ أربعة: إسماعيل بن أبي خالد، وعاصماً الأحول، ويحيى بن سعيد، وعبد الملك بن أبي سليمان).
- قال ابن سعد: (كان قاضيا بالمدائن في خلافة أبي جعفر، وكان على الكوفة على الحسبة في المكاييل والأوزان، وكان ثقة، كثير الحديث).
- قال الذهبي: (ولي حسبة الكوفة مدة، وولي قضاء المدائن، وكان من أئمة العلم).


رد مع اقتباس
  #49  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 11:48 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

48: سليمان بن طرخان التيمي (ت:143هـ)
من العلماء العباد بالبصرة، ومن أعلام أهل السنة، كان شديداً على أهل الأهواء من الجهمية والقدرية، زاهداً ورعاً، حافظاً متقناً.
رأى أنس بن مالك، وروى عنه، وعن أبي عثمان النهدي، والأحنف بن قيس، وأبي نضرة العبدي، والحسن البصري، وابن سيرين، وقتادة، وأبي العالية الرياحي، وأبي قلابة الجرمي، وأبي مجلز السدوسي، وثابت البناني، وأبي العلاء بن الشخير، وبكر بن عبد الله المزني، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه المعتمر، وسفيان الثوري، وشعبة، ومعمر بن راشد، وابن المبارك، ويزيد بن هارون، وهشيم بن بشير، وابن علية، ووكيع بن الجراح، وسفيان بن عيينة، ومعاذ بن معاذ، وحماد بن سلمة، ويزيد بن زريع، وأبو خالد الأحمر، وأبو عاصم النبيل، وغيرهم.
- قال بشر بن الحكم: حدثنا معتمر قال: قلت لأبي يا أبة إنك تُنسب إلى التيم ولست منهم؟
قال: (يا بني إنني تيمي الدار). رواه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال أبو الحجاج المزي: (ولم يكن من بني تيم، وإنما نزل فيهم فنسب إليهم، وكان مولى لبني مرة).
- وقال خليفة بن خياط: (سليمان بن طرخان مولى بني مرة بن عباد، أخواله بنو تيم، نزل فيهم فنسب إليهم).
- وقال البخاري في التاريخ الكبير: (روى أبو عبيد عن الأصمعي عن المعتمر: قال لي أبي: اكتب "القيسي"؛ فإن أمي مولاة لقيس، وأبي عبدٌ لقيس، أحدهما قيس بن ثعلبة، والآخر قيس بن عيلان).
- وقال أبو حفص الفلاس: سمعت ابن أبي عدي يقول: (حدثنا سليمان بن طرخان أبو المعتمر، وكان مولى لبني مرة).
قال أبو حفص: (فلما تكلّم بإثبات القدر أخرجوه، فقبله بنو تيم، وقدّموه وصار إمامهم).

رؤيته لأنس وروايته عنه
- وقال عفان بن مسلم: حدثنا معتمر بن سليمان قال: قال لي أبي: «رأيت على أنس مطرفاً أصفر من خز، ما أعلم أني رأيت ثوبا قط أحسن منه» رواه ابن سعد.
- وقال عفان بن مسلم: أخبرنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يقول: سمعت أنس بن مالك يقول: «ما بقي أحد صلى القبلتين كلتيهما غيري»رواه ابن سعد.

عبادته وزهده
- قال الوليد بن صالح: حدثنا حماد بن سلمة قال: (ما أتينا سليمان التيمي في ساعة يطاع الله عز وجل فيها إلا وجدناه مطيعا، إن كان في ساعة صلاة وجدناه مصليا، وإن لم تكن ساعة صلاة وجدناه إما متوضئا، أو عائدا مريضا، أو مشيعا لجنازة، أو قاعدا في المسجد، قال: فكنا نرى أنه لا يحسن يعصي الله عز وجل). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال معاذ بن معاذ العنبري: «كنت أرى سليمان التيمي كأنه غلام حدث قد أخذ في العبادة، وكانوا يرون أنه قد أخذ عبادته عن أبي عثمان النهدي» رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال حاتم بن الليث الجوهري: حدثنا أسود بن سالم، قال: حدثنا معتمر بن سليمان التيمي، قال: (سقط بيت لنا كان أبي يكون فيه، فضرب أبي فسطاطا فكان فيه حتى مات، فقيل له: لو بنيته، فقال: الأمر أعجل من ذلك، غدا الموت). رواه أبو نعيم في الحلية.

طريقته في التحديث

- قال يحيى بن سعيد القطان: (كان [أي سليمان التيمي]لا يدع أحداً يكتب؛ فإن ردّ على إنسان حسبه عليه، وكنت أردّ عليه ويحسبه علي، وكان يحدث الشريف والوضيع خمسة خمسة، وكان عندنا من أهل الحديث). رواه البخاري في التاريخ الكبير.

كتبه

وكانت له كتب، عرف منها كتاب السير وكتاب الخلق.
- قال عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب العلل: سمعتُ أَبي يقول: (أوّل ما جلسنا إلى المعتمر كان يقرأ المغازي أحاديث مراسيل، عن أبيه وغيره فلم نفهم، ولم نكتب منها شيئًا، وقرأ علينا أحاديث عن أبيه، عن مغيرة، فعلقت منها أحاديث صالحة من كتابه "كتاب الخلق").
- قال محمد بن عبد الأعلى: حدثنا المعتمر بن سليمان: (حدثني أبي في كتاب "السير"). رواه ابن منده في المستخرج.

أقوال العلماء فيه

- قال الربيع بن يحيى المرادي: سمعت شعبة، يقول: «لم أر أحداً قط أصدق من سليمان التيمي، وكان إذا حدّث الحديث، فرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، تغير وجهه». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشير: (أخرج إليَّ المعلَّى بن منصور الرازي كتابه؛ فقال: سألت ابن علية عن حفاظ البصرة؛ فذكر منهم سليمان التيمي). رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
- وقال محمد بن إبراهيم بن عرعرة: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: «كان سفيان الثوري لا يقدم على سليمان التيمي أحدا من البصريين» رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال يحيى بن اليمان العجلي: قال سفيان الثوري: ( كانت الخشبية قد أفسدوني حتى استنقذني الله تعالى بأربعة لم أر مثلهم: أيوب ويونس وابن عون وسليمان التيمي الذي يرون أنه لا يحسن يعصي الله عز وجل). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال علي ابن المديني: ذكرنا التيمي عند يحيى بن سعيد، فقال: (ما جلسنا عند رجل أخوف من الله تعالى منه). رواه أبو نعيم في الحلية، وعلّقه البخاري في التاريخ الكبير.
- وقال ابن حبان: (كان من عباد أهل البصرة وصالحيهم ثقة وإتقانا وحفظا وسنة).

من أخباره ووصاياه

- قال عباس الدوري عن يحيى بن معين قال: حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه قال: (كنتُ أبتدئ أبا عثمان بالحديث فيحدثني به).
- وقال الأصمعي: حدثنا معتمر بن سليمان، قال: " كان على أبي دين، فكان يستغفر الله تعالى، فقيل له: سل الله يقضي عنك الدين، قال: إذا غفر لي قضى عني الدين " رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال فضيل بن عياض: قيل لسليمان التيمي: (أنت أنت!، ومن مثلك!)
قال: (لا تقولوا هكذا، لا أدري ما يبدو لي من ربي عز وجل، سمعت الله عز وجل يقول {وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون}). رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال الأصمعي: حدثنا المعتمر، عن أبيه، قال: «الحسنة نور في القلب وقوة في العمل، والسيئة ظلمة في القلب وضعف في العمل» رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال الأصمعي: حدثنا معتمر، عن أبيه، قال: «إن الرجل ليذنب الذنب فيصبح عليه مذلته» رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال غسان بن المفضل: حدثني خالد بن الحارث، قال: قال سليمان التيمي: «لو أخذت برخصة كل عالم أو زلة كل عالم اجتمع فيك الشر كله». رواه أبو نعيم في الحلية.
- وقال سوار بن عبد الله القاضي: سمعت المعتمر، يقول: قال أبي حين حضره الموت: «يا معتمر! حدثني بالرُّخَص، لعلي ألقى الله عز وجل وأنا أحسن الظن به» رواه أبو نعيم في الحلية.


رد مع اقتباس
  #50  
قديم 6 ذو الحجة 1442هـ/15-07-2021م, 11:54 PM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي

49: حبيب بن الشهيد البصري(ت:145هـ)
مولى الأزد، أدرك أبا الطفيل، وروى عن الحسن وابن سيرين وعكرمة، وحميد بن هلال، وبكر بن عبد الله المزني، وعمرو بن دينار، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه إبراهيم، وابن علية، وأبو أسامة الكوفي، وحماد بن سلمة، وسفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، ومعاذ بن معاذ، وغيرهم.
- قال عبد الله بن الإمام أحمد عن أبيه: (ثقة مأمون وهو أثبت من حميد الطويل).


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الثاني, الدرس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 03:33 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir