25: بقية بن الوليد بن صائد الكلاعي الحميري(ت:196هـ):
أبو يُحمد الحمصي، علامة الشام في زمانه مع الوليد بن مسلم،كان واسع المعرفة، كثير الحديث، رزق حظاً من إقبال طلاب العلم على حديثه، وهو صدوق في نفسه إذا صرّح بالتحديث عن الثقات من علماء الشام، وأما إذا عنعن، أو حدّث عن المجاهيل فكان يأتي بالغرائب والعجائب مما يُستنكر، وإذا حدّث عن غير أهل بلده وقع في حديثه ما يُنكر.
روى عن: عبيد الله بن عمر العمري، وابن جريج، وبحير بن سعد، ومحمد بن الوليد الزبيدي، ويونس بن يزيد الأيلي، والأوزاعي، وسعيد بن عبد العزيز، ومالك بن أنس، وعبد الله بن المبارك، وشعبة بن الحجاج، وثور بن يزيد، وسعيد بن بشير، وصفوان بن عمرو، وأبي بكر بن أبي مريم الغساني، وغيرهم.
وروى عنه: ابنه عطية، وأسد بن موسى، وحماد بن سلمة، وحماد بن زيد، وسفيان بن عيينة، وأبو مسهر الغساني، ونعيم بن حماد، ومحمد بن المبارك الصوري، وإسحاق بن راهويه، وهشام بن عمار، ويزيد بن عبد ربه، وغيرهم كثير.
وروى عنه أيضاً طائفة من شيوخه مثل ابن جريج، وشعبة، والأوزاعي، وابن المبارك.
- قال يزيد بن عبد ربه: سمعت بقية يقول: (ولدتُ سنة ست عشرة ومائة). رواه أبو زرعة الدمشقي.
- وقال الحسين بن الحسن الرازي: سمعت يحيى بن معين يقول: (كان شعبة مبجلاً لبقية حين قدم بغداد). رواه ابن أبي حاتم.
- وقال حيوة بن شريح: سمعت بقية يقول: لما قرأت على شعبة كتاب بحير بن سعد، قال لي: (يا أبا يحمد! لو لم أسمع هذا منك لطرت). رواه ابن عدي.
- وقال عبد الله بن عبد الوهاب الخوارزمي: سمعت أحمد بن يوسف يقول: تكابّوا على سفيان بن عيينة، فقال: (ما لكم؟!! فلست ببقية بن الوليد، ولا أبي العجب). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال الفضل بن موسى: قال بقية: ذاكرت حماد بن زيد بأحاديث، فقال: (ما أجود حديثك لو كان لها أجنحة، يعني أسانيد). رواه العقيلي.
- وقال يعقوب بن سفيان: (وبقية يُذكر بحفظٍ إلا أنه يشتهي الملح والطرائف من الحديث، ويروي عن شيوخ فيهم ضعف، وكان يشتهي الحديث؛ فيكني الضعيف المعروف بالاسم، ويسمى المعروف بالكنية باسمه).
- وقال يعقوب بن سفيان: سمعت إسحاق بن راهويه، قال: قال ابن المبارك: (أعياني بقية! كان يسمي الكنى، ويكني الأسامي).
قال ابن المبارك: (قال أي بقية: حدثني أبو سعيد الوحاظي، فإذا هو عبد القدوس).
- وقال عباس بن محمد الدوري: سمعت يحيى بن معين يقول: (إذا لم يسمّ بقية الرجل الذي يروي عنه وكناه، فاعلم أنه لا يساوي شيئاً).
- وقال سفيان بن عبد الملك: سمعت ابن المبارك يقول: (بقية بن الوليد صدوق اللهجة، كان يأخذ عمن أقبل وأدبر). رواه العقيلي.
- وقال وهب بن زمعة، عن عبد الله بن المبارك أنه سئل عن بقية بن الوليد، فقال: (كان صدوقاً، ولكنه كان يكتب عمن أقبل وأدبر). رواه الخطيب البغدادي.
- وقال أبو حاتم الرازي: سألت أبا مسهر عن حديث لبقية؛ فقال: (احذر أحاديث بقية، وكن منها على تقية، فإنها غير نقية). رواه ابن عدي.
- وقال عبد الله بن أحمد: سمعت أبي يقول: (بقية إذا حدث عن قوم ليسوا بمعروفين فلا تقبلوه، وإذا حدث بقية عن المعروفين، مثل بحير بن سعد وغيره قبل). رواه العقيلي.
- وقال عبد الله بن علي بن المديني: سمعت أبي، يقول: (بقية صالح فيما روى عن أهل الشام، وأما حديثه عن عبيد الله بن عمر، وأهل الحجاز، والعراق، فضعفه فيها جداً).
قال: وسمعت أبي، يقول: (بقية روى عن عبيد الله بن عمر أحاديث منكرة).رواه الخطيب البغدادي.
- وقال ابن أبي خيثمة: سئل يحيى بن معين عن بقية بن الوليد قال: (إذا حدّث عن الثقات مثل صفوان بن عمرو وغيره، فأما إذا حدث عن أولئك المجهولين فلا، وإذا كنى ولم يسم اسم الرجل فليس يساوي شيئاً).
قال: فقيل ليحيى أيما أثبت بقية أو إسماعيل بن عياش؟
قال: (كلاهما صالحان).
- وقال يعقوب بن شيبة: (بقية بن الوليد صدوق ثقة، ويتقي حديثه عن مشيخته الذين لا يعرفون، وله أحاديث مناكير جداً).
- وقال أبو مسلم صالح بن أحمد بن عبد الله العجلي: حدثني أبي قال: (بقية بن الوليد الحمصي أبو يحمد ثقة ما روى عن المعروفين، وما روى عن المجهولين فليس بشيء).
- وقال ابن أبي حاتم: سمعت أبي يقول: (يُكتب حديث بقية ولا يحتج به، وهو أحب إليَّ من إسماعيل بن عياش).
- وقال ابن أبي حاتم أيضاً: سمعت أبا زرعة يقول: (بقية أحبّ إليَّ من إسماعيل بن عياش، ما لبقية عيب إلا كثرة روايته عن المجهولين، فأمّا الصدق فلا يؤتى من الصدق، وإذا حدث عن الثقات فهو ثقة).
- وقال أبو علي الحسين بن علي الحافظ: سألت أبا عبد الرحمن النسائي، وكان من أئمة المسلمين، قلت: ما تقول في بقية؟
قال: (إن قال أخبرنا أو حدثنا فهو ثقة، وإن قال: عن، فلا يؤخذ عنه، لا يُدرى عمن أخذه).
- وقال ابن عدي: (إذا روى عن أهل الشام فهو ثبت، وإذا روى عن غيرهم خلط كإسماعيل بن عياش إذا روى عن الشامين فهو ثبت، وإذا روى عن أهل الحجاز والعراق خالف الثقات في روايته عنهم).
- وقال الخطيب البغدادي: (قدم بقية بغداد، وحدث بها، وفي حديثه مناكير إلا أن أكثرها عن المجاهيل، وكان صدوقاً).
- وقال يزيد بن هارون: سمعت بقية يقول: (لم نر أشد اجتهادا من مفتون). رواه ابن عدي.
- وقال أبو زرعة: فحدثني الوليد بن عتبة قال: (مات بقية سنة ست وتسعين ومائة).