المجموعة الثانية:-
س1: كيف يكون طالب العلم سلفيا على الجادة؟
بالإقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين ,فقد قال رسول الله صلى اله عليه وسلم :"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ".واتباع كتاب الله تعالى والسنة النبوية وفق فهم سلف الأمة ,فهم الطائفة الوحيدة التي حققت المتابعة المحضة لكتاب الله فيستقون أسس دينهم وعقيدتهم منه, والسير على منهجم واقتفاء أثرهم وسلك طريقتهم إلى يوم الدين , قال تعالى:"واتبع سبيل من أناب إلي ".فعلى طالب العلم الإتباع لا الإبتداع .وأيضا مما يعينه أن يكون على الجادة هجر الجدال والمراء في امور الدين , فيشتغل بالجدال ويترك العمل,فمجادلة المماراة تقتضي منه أن يماري السفهاء ويجاري العلماء , حرصاعلى ان ينتصر لنفسه ولقوله فهذه مذمومة,أما مجادلته لإثبات الحق وإن كان عليه فهذه محمودة , حيث نقاشه لرفع الجهل عن الناس لا الإنتصار لنفسه , مراعيا الأدب والأخلاق الحميدة , قال تعالى:"ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم ". فمن كان مراده التوضيح والتبيان بالحجج والبراهين وإقامة الدليل مبتغيا بذلك وجه الله تعالى مكتفيا بذلك سيناله وعد الرسول عليه الصلاة والسلام إذ قال:"أنا ضمين ببيت في أوسط الجنة لمن ترك المراء وكان محقا".كما يحرص طالب العلم على عدم الخوض في علم الكلام - فهو علم فاسد مذموم عند سلف الأمة , ودليل ذلك مخالفته للكتاب والسنة النبوية وماعليه سلف الأمة ,فقد تأثر اهل الكلام بالفلسفة اليونانية وانكبوا على ترجمة كتبهم الباطلة,و لقد اعتمدوا في إثبات العقيدة على العقل المستند إلى المنطق أساسا , وأهملوا الأدلة النقلية الصحيحة,فهم أهل بدع وأهواء, فضلوا في باب الأسماءو الصفات ما بين مفوضة ومؤولة وقالوا: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم .والصحيح أن طريقة السلف أسلم وأحكم .
س2: اذكر بعض ما يفسد النية في طلب العلم.
- رياء شرك خفي ، فقد روى أحمد وابن ماجه عن أبي سعيد قال: خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نتذاكر الدجال فقال: ألا أخبركم بما هو أخوف عليكم عندي من الدجال؟ قلنا: بلى، فقال: الشرك الخفي ، أن يقوم الرجل يصلي فيزين صلاته لما يدرك من نظر رجل" , ورياء إخلاص بأن يعظ موعظة او يقرا القرآن فيحسن صوته وقراءته حتى يسمعه الناس ويثنوا عليه ويمتدحونه ولايريد بذلك وجه الله تعالى.
- حب الظهور والشهرة في كل زمان ومكان,وحرصه الشديد على التفوق على أقرانه وزملائه رغبة في الحصول على أعلى الدرجات لا الإستفادة من العلم الشرعي,وعزمه على جعل طلبه للعلم سلما ليرتقي لأغراض و أعراض دنيوية من جاه ومال وتعظيم وسمعة ,وشغفه في طلب الثناء والمدح من الناس ,وسعيه وراء صرف أنظار الناس إليه .
س3: ما موقف طالب العلم من المجلس الذي فيه منكر؟
إن هذه المجالس تحرم على جميع الناس بلاخلاف. فإذا جلس طالب العلم بمثل هذه المجالس فكان واجبه ومسؤوليته أمام الله تعالى تحتم عليه النهي عن هذا المنكر وعدم السكوت عنه وعدم مداراة اصحاب المجلس لصلة تربطه بهم مثلا, فإن استقامت الحال واعتدلت لما يرضي الله تعالى فحصل ما يصبو إليه كل مسلم وهو المرجو من ذلك,فذلك فضل من الله تعالى, ولكن إن لم تستقم الحال وأصروا على المكنر وشبهه, فوجب على طالب العلم المغادرة بالفور وعدم البقاء نهائيا . فبقائه في هذه المجالس جناية على العلم واهله جناية وخيمة, فالناس بطبعهم يزدرون يهتكون أستار الادب مع اهل العلم فلا يزنلونهم منزلتهم التي يستحقونها,.فسيكون طالب العلم سببا وعونا لانتشار الفساد والمنكر والمجاهرة بالمعاصي, فتتاح الفرصة لمن أنفسهم مريضة فيتجرؤا بفعل المعاصي مجاهرة ومكابرة ,.وقد قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :"كل أمتي معافى إلا المجاهرون."
س4: علِم وبلغَ في العلمِ مبلغًا ، لكنه لا يحرص على العمل بعلمه ، هل يضره ذلك ؟
وضح إجابتك مع بيان بعض الأمور التي تساعد طالب العلم على العمل بعلمه.
إذا لم يعمل بعلمه فقد توعده الله بالنار كما جاء في السنة النبوية,
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : "حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن الله تبارك وتعالى إذا كان يوم القيامة ينزل إلى العباد ليقضي بينهم وكل أمة جاثية فأول من يدعو به رجل جمع القرآن ورجل يقتل في سبيل الله ورجل كثير المال فيقول الله تبارك وتعالى للقارئ ألم أعلمك ما أنزلت على رسولي صلى الله عليه وسلم قال بلى يا رب قال فماذا عملت فيما علمت قال كنت أقوم به آناء الليل وآناء النهار فيقول الله تبارك وتعالى له كذبت وتقول له الملائكة كذبت ويقول الله بل أردت أن يقال فلان قارئ فقد قيل ذاك".
وسيجني الفشل وعدم البركة والفضل العظيم من الله تعالى , وسينتابه النسيان بنوعيه الذهني والعملي, قال تعالى :"نسوا حظا مما ذكروا به".
فإذا لم يعمل بعلمه فسوف يزول علمه ويخسره..ولن يهبه الله تعالى الزيادة في التقوى والهدى.
ومما يساعد طالب العلم على العمل بعلمه :إلتزام خشية الله تعالى, "إنما يخشى الله من عباده العلماء"فيكون محافظا على شعائر الإسلام متمسكا بها وتعظيمها ظاهرا وباطنا , وحريصا باذلا وسع جهده على إظهار السنة النبوية ونشرها والعمل بمقتضاها والدعوة إليها.
س5: قيل: "تأمَّل تُدْرِك"، وعليه متى يُنصح طالب العلم بالتأمل؟".
-التامل عند الإجابة ,ويكون ذلك بالتاني والصبر وعدم االتسرع , بل يحرص ان يكون كلامه واضح غير مبهم ,ويتدبر معاني الكلام والتأمل في دلالاته وألفاظه, وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فيقل خيرا أو ليصمت".
- التأمل عند المذاكرة ,فإذا كان طالب العلم في مجلس مذاكرة مع غيره , فليحسن اخنيار القالب المناسب للمعنى المراد, لتسهل عملية المذاكرة والإستفادة منها.
- التأمل عند سؤال السائل,.كيف يتقهم السؤال , لكي يحمله على معنى واحد. لكي يدرك حقيقة السؤال وشموله.