دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > برنامج الإعداد العلمي العام > منتدى الإعداد العلمي

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 26 جمادى الأولى 1432هـ/29-04-2011م, 12:21 AM
نهال بنت القاضي نهال بنت القاضي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 878
افتراضي

الملف الأول


قال رحمه الله: (اعْلَمْ رَحِمَكَ اللهُ: أَنَّهُ يَجبُ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ وَمُسْلِمَةٍ تَعَلُّمُ ثَلاَثِ هذِهِ المَسَائِلِ والعَمَلُ بهِنَّ:
الأُولَى: أَنَّ اللهَ خَلَقَنَا وَرَزَقنَا وَلَمْ يَتْرُكْنا هَمَلاً؛ بَلْ أَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولاً فَمَنْ أَطَاعَهُ دَخَلَ الجَنَّةَ وَمَنْ عَصَاهُ دَخَلَ النَّارَ.

والدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالَى: {إنَّا أَرْسَلْنَا إلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيكُم كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَونُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبيلاً} [المزمل:14-15].
الثَّانِيَةُ: أَنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحـدٌ فِي عِبَادَتِهِ، لاَ نَبيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا غَيرُهُمَا، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالى: {وَأَنَّ المَسَاجدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً} [الجن:18].
الثَّالِثَةُ: أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللهَ لاَ يَجُوزُ لَهُ مُوَالاَةُ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانَ أَقْرَبَ قَرِيبٍ، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالى: {لاَ تَجدُ قَوماً يُؤْمِنُونَ باللهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانُوا آبَاءَهُمْ أَو أَبْنَآءَهُمْ أَو إِخْوَانَهُمْ أَو عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ في قُلُوبهِمُ الإيمَانَ وأَيَّدَهُمْ برُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ ألا إنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحُونَ} [المجادلة:22] ).

أهمية هذه المسائل الثلاث: أنها مهمة في تأصيل فهم التوحيد، وهي مبنية على الشهادتين ولوازمهما.

فالمسألة الأولى : بعضها في تقرير توحيد الربوبية وبعضها في تقرير شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم.
سبب تقديم الشيخ رحمه الله هذه المسألة على المسألة الثانية: لأن من أقر بهذه الأمور الثلاثة لزمه الإقرار بوجوب التوحيد فبدأ بالأمور البينة السهلة المتفق عليها حتى مع من يخالف في بعض مسائل توحيد العبادة، والبدء بالأمور المتفق عليها طريقة حسنة في الإقناع والإلزام بالحجة.

فتضمنت هذه المسألةُ ثلاثة أمور:
الأمر الأول: أن الله خلقنا ورزقنا، وهذا من أنواع توحيد الربوبية. ( و هذا لايخالف فيه إلا ملحد)
الأمر الثاني: أن الله لم يتركنا هملاً ، وهذا لبيان حكمة الله تعالى وتقرير مبدأ الرسالة والبعث والجزاء. (وهذا لا يمكن لأحد رده وإنكاره)

فبنى على هذين الأمرين الأمر الثالث :
الأمر الثالث: أن الله تعالى أرسل إلينا رسولاً من أطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار، وهذا هو مقتضى شهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم. (وهو أمر لا ينكره مسلم)

سبب ذكر الشيخ رحمه الله الدليل على كلامه من كتاب الله عز و جل {إنا أرسلنا إليكم رسولاً شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولاً فصى فرعون الرسول فأخذناه أخذاً وبيلا}: ليبين للقارئ أن تلقي العقيدة يجب أن يكون مبنياً على الدليل وأنه لم يأت للمخاطب بكلام من تلقاء نفسه بل بينه له ما يدل عليه الدليل الصحيح، وهذا من سمات العالم الرباني.

ما الفرق بين العالم الرباني وعالم السوء؟ أن العالم الرباني يقول بما يدل عليه الدليل الصحيح ويقصد النصح للناس فيبين الحق لهم كما دل عليه الدليل ويعلمهم ما يحتاجون إليه من العلم. وعالم السوء يفتي بهواه، ويَلبس الحق بالباطل، ويدلِّس على الناس، ويسكت عن بيان الحق عند وجوب بيانه، فهو خطر وفتنة يجب الحذر منها.

معنى شهادة أن لا إله إلا الله في قول الشيخ رحمه الله: (الثَّانِيَةُ: أَنَّ اللهَ لاَ يَرْضَى أَنْ يُشْرَكَ مَعَهُ أَحـدٌ فِي عِبَادَتِهِ، لاَ نَبيٌّ مُرْسَلٌ وَلا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ وَلا غَيرُهُمَا، وَالدَّلِيلُ قَولُهُ تَعَالى: {وَأَنَّ المَسَاجدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً} [الجن:18].)
فشهادة أن لا إله إلا الله تقتضي أن لا يعبد مع الله أحدٌ من خلقه مهما كان لا نبي مرسل ولا ملك مقرب، فالعبادة حق الله وحده، هو المستحق وحده للعبادة.

وقوله : (إن الله لا يرضى أن يشرك معه أحد في عبادته ): هذا أمر لا يستطيع أن ينكره أحد، فلا ينازعون في هذا الأمر ، فعبر بالتعبير الأقرب إلى القبول، وهم إذا أقروا بهذا لزمهم وجوب التوحيد وتحريم الشرك والإقرارُ بأنه منافٍ للإسلام مناقض لمقتضى شهادة أن لا إله إلا الله.

لماذا اختار رحمه الله تقرير هذه المسائل بهذه الطريقة؟ لأن الشيخ رحمه الله كان يخشى على العامة من فتنتهم فكان يجتهد في توضيح مسائل التوحيد بأسلوب ميسر قريب من الفهم وينتقي العبارات بعناية بالغة، فكتبها بعد تأمل وعن خبرة ودراية وحسن معرفة بالاستدلال لوجوب التوحيد وبيان واجباته.

ما هى الفائدة الذي يستفيدها طالب العلم من الشيخ و أسلوبه في توضيح المسائل؟: أن يأخذ كل علم عن أهله الذي برعوا فيه وتبين حذقهم فيه وحسن معرفتهم وخبرتهم في تعليمه وبيان مسائله .

لماذا رتب الشيخ رحمه الله المسألتين الأولى و الثانية بهذا الترتيب للاحتجاج بهما في التوحيد؟ لأنهما مما تقتضيه الشهادتان شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم.


من واجبات تحقيق الشهادتين قوله: (الثَّالِثَةُ: أَنَّ مَنْ أَطَاعَ الرَّسُولَ وَوَحَّدَ اللهَ لاَ يَجُوزُ لَهُ مُوَالاَةُ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانَ أَقْرَبَ قَرِيبٍ): وهي البراءة من الشرك وأهله؛ فإن من صدقت محبته لله ولرسوله لزمه أن يحب من يحبه الله ورسوله، ويبغض من يبغضه الله ورسوله.

كيف رتب الشيخ المسائل الثلاثة؟ المسألة الأولى و الثانية هما مما تقتضيه الشهادتان شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمن أقر بالشهادتين إقراراً صحيحاً وعرف معناهما معرفة صحيحة لزمه أن يقرَّ بالمسألة الثالثة.


  #27  
قديم 26 جمادى الأولى 1432هـ/29-04-2011م, 10:08 AM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي

المحاضرة التمهيدية

* حاجة الأمة إلى العلم الرباني ملحة وماسة فإنه لانجاة لهم إلا بما يهديهم الله عز وجل به .
* قال تعالى : {قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ}.
فأول وصية وصانا الله بها هي : اتباع هداه .
* وضمن لمن اتبع هداه : ألا يخاف ولا يحزن / أن لا يضل ولا يشقى / أن يخرجه من الظلمات إلى النور / أن يهديه سبل السلام / أن ينجيه مما يخاف .
* أعظم الهدى هو القرآن الكريم ، ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم .
* حاجة المؤمن إلى الهداية أعظم من حاجته إلى إلى الطعام والشراب والنفس .
* الهداية لا تكون إلا بالعلم النافع واتباع رضوان الله تعالى وما وصى به عباده المؤمنين .
* العلم أصل كل عبادة وطلب العلم من أفضل القربات إلى الله تعالى .
* أدرك أئمتنا فضل طلب العلم فاجتهدوا في تعلم العلم وتعليمه وصبروا على ما أصابهم في ذلك حتى تبؤوا المكانة التي رفع الله بها ذكرهم وأعلى شأنهم فكانوا أئمة الدين وأولياء رب العالمين .
* المناهج المختلفة في التعلم تجتمع في أربعة أمور :
الإشراف العلمي / التدرج / النهمة في العلم / الوقت الكافي للتعلم .
* غالب مسائل الإعتقاد لاتخرج عن هذين البابين :
الباب الأول : الشهادتان ، شهادة أن لا إله إلا الله وشهادة أن محمداً رسول الله .
الباب الثاني : مراتب الدين المذكورة في حديث جبريل الطويل التي هي : الإسلام والإيمان والإحسان .
* مراحل تعلم العقيدة :
1- دراسة معنى الشهادتين ومعنى مراتب الدين دراسة جيدة مؤصلة .
2- دراسة مايتعلق بالإيمان بالله جل وعلا ويعرف معنى التوحيد بتفصيل مناسب .
3- دراسة نواقض الإسلام وأحكام التكفير .
* مراعاة التدرج ومتابعة الطلب مهمة جداً لطالب العلم فهي المنهجية الصحيحة في التعلم .
* مما يعين على فهم العقيدة فهماً حسناً قراءة تاريخ الدعوات الإصلاحية وسير المجددين من الأئمة .

(فريق أمل الأمة)

  #28  
قديم 26 جمادى الأولى 1432هـ/29-04-2011م, 03:53 PM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي

الدرس الأول : شرح المسائل الأربع


* لماذا تعتبر رسالة ثلاثة الأصول نافعة جليلة القدر ينبغي أن نفقهها حق الفقه ؟
لأنها تلخص للمسلم رسالته في الحياة والمبادئ العامة التي يسير عليها وهي العلم والعمل والدعوة والصبر .

* ماهي مراتب الجهاد التي ذكرها ابن القيم في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد ؟
1- جهاد النفس.
2- جهاد الشيطان.
3- جهاد الكفار.
4- جهاد المنافقين.

* اذكر مراتب جهاد النفس ..
1- أن يجاهدها على تعلم الهدى ودين الحق الذي لا فلاح لها ولا سعادة في معاشها ومعادها إلا به .
2- أن يجاهدها على العمل به بعد علمه .
3- أن يجاهدها على الدعوة إليه وتعليمه من لا يعلمه .
4- أن يجاهدها على الصبر على مشاق الدعوة إلى الله .

* مراتب جهاد الشيطان ، مرتبتان ..
إحداهما : جهاده على دفع ما يُلقى إلى العبد من الشبهات والشكوك القادحة في الإيمان .
الثانية : جهاده على دفع ما يلقى إليه من الإرادات الفاسدة والشهوات.

* جهاد الكفار والمنافقين ، أربع مراتب ...
بالقلب / واللسان / والمال / والنفس .

* جهاد أرباب الظلم ، والبدع ، والنكرات ، ثلاث مراتب ...
الأولى باليد إذا قدر / إن عجز انتقل إلى اللسان / وإن عجز جاهد بقلبه .

* ماهي صفات الجندية لله ؟
- الطاعة والتسليم والعمل بما يكلف به.
- استشعار مسؤولية العمل الذي استعمل عليه.

* ماهي أهم مميزات الجندية لله تعالى ؟
- أنها جندية شريفة / نبيلة / كريمة / رحيمة / بصيرة / منصورة مؤيدة بحفظ الله ورعايته .

* قال تعالى : {وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً من المجرمين وكفى بربك هادياً ونصيرا }
تقديم الهداية على النصر في الآية : من باب تقديم العلم على العمل ، لأن الهداية من ثمرات العلم ، والنصر من ثواب العمل .

يتبع . .

( فريق أمل الأمة )

  #29  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 01:41 PM
الصورة الرمزية ام نسيبة
ام نسيبة ام نسيبة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 41
افتراضي

السلام عليكم
لقد حاولت البارحة المذاكرة مع الاخوات لكن لم يكن هناك احد في الصفحة، كما اني قمت مسبقا بكتابة جزء مما حفظته غيبا ساضعه الان هنا في هذه الصفحة،و اود ان اقدم اعتذاري عن عدم تمكني من حضور درس اليوم لظرف طارئ.
وجزاكم الله عنا خيرا


فوائد من الدروس السابقة

الدرس التمهيدي:


1-حاجة الامة الى الهداية:

*حاجة الامة الى الهداية هي أعظم حاجة،اذ لا نجاة للعباد من الضلال والظلمات الا بها،قال تعالى في الحديث القدسي:((يا عبادي كلكم ضال الا من هديته فاستهدوني اهدكم))،وقال تعالى ((قلنا اهبطو منها جميعا فاما يأتينكم مني هدى فمن تبع هداي فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون))،وقد اشتملت هذه الاية على وصيتين وهما اول ما اوصى الله به الانسان عندما أنزل آدم وحواء الى الارض:
-وعد لا يخلفه الله
-ووعيد شديد لمن خالف أمره
*قال تعالى ((الله ولي اللذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الى النور)) وعد الله تعالى أوليائه باخراجهم من ظلمات الجهل والشرك والاهواء .
*أمة محمد صلى الله عليه وسلم هي أعظم الأمم هداية لأنها أنزل فيها أعظم الكتب وبعث فيها خير المرسلين.

2-عداوة الشيطان للانسان:
قال تعالى:((ولا تتبعوا خطوات الشيطان انه لكم عدو مبين)) الشيطان يقف بين الانسان وبين طريقه الى الهداية ويحرص على اضلال الناس كل الحرص لكن من سأل الله الهداية بحق كان له عونا على عدوه.

3-العلم أصل الهداية:
أصل الهداية العلم،وينبغي تعلم العلم النافع وترك العلم الغير النافع الذي لا يؤدي الا لترك هدي الكتاب والسنة.

4-فضل طلب العلم:
لطلب العلم فضائل عديدة،فقد وعد الله من اتصف بالعلم والايمان بالرفعة ((يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أتوا العلم درجات)) وقال تعالى: ((قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون)) والعلم ايضا يورث صاحبه خشية الله تعالى:((انما يخشى الله من عباده العلماء)) وقال صلى الله عليه وسلم" من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له طريقا الى الجنة".

5-المنهجية في طلب العلم:
-الاشراف:فلا بد للطالب من معلم يشرف عليه ويصحح له أخطاءه ويتابعه في مسيرته في الطلب.
-التدرج:يبدأ الطالب بتعلم اليسير ثم ينتقل الى ما هو أصعب وهكذا حتى يدرك ما قدر الله له من التمكن.
-النهم في الطلب:متابعة الطلب وعدم اليأس عند الفشل.
-المدة الكافية:لزوم الطلب المدة الكافية.

6-المنهج المقترح في علم العقيدة:
أغلب مسائل الاعتقاد لا تخرج عن بابين عظيمين:
*الباب الاول:دراسة الشهادتين ولوازمهما.
*دراسة مراتب الدين الثلاث(الاسلام- الايمان- الاحسان).




الدرس الاول:
1-تعريف برسالة ثلاثة الاصول:

هي رسالة جليلة القدر تهتم بدراسة العقيدة وخاصة المرحلة الاولى منها والتي تعتني بدراسة معنى الشهادتين ومعنى مراتب الدين الثلاث.

2-بعض نسخ الرسالة:
-رسالةالاصول الثلاثة
-رسالة أصول الدين الثلاث.
-رسالةالمصقول في التعقيب على مختصر الاصول.

3-سببب تدريس الرسالة:
درسها الشيخ للطلبة والعامة من أجل تصحيح فهمهم لمبادئ الاسلام و انتشار الشرك بسسب الجهل وعلماء السوء.

4-موضوع الرسالة:
دراسة المسائل الثلاث التي يسأل العبد عنها في قبره:( من ربك؟ مادينك؟ من نبيك؟)

5-الفائدة من دراسة الرسالة:
انها ترسم للانسان منهجه في الحياة وهو العلم والعمل والدعوة.

6-أنواع الجهاد:
-جهاد النفس:
*جهادها على العلم.
*جهادها على العمل به.
*جهادها على الدعوة اليه.
*جهادها على الصبر.
-جهاد الشيطان:
جهاده على دفع ما يلقي للعبد من شبهات وشكوك قادحة للايمان .
جهاده على دفع ما يلقي للعبد من شهوات وأهواء فاسدة.
جهاد الكفار والمنافقين:
بالقلب واللسان والمال والنفس،والكفار أخص باليد والمنافقون أخص باللسان.
جهاد ارباب الظلم والبدع والمنكرات:
يكون باليد ان قدر وان عجز فباللسان وان عجز يجاهد بقلبه.

7-الجندية لله:
ان يكون العبد جنديا لله ان يعمل بطاعة الله وينال رضاه ومحبته،ومن خصائص الجندية لله،الطاعة والتسليم والعمل بما كلف واستشعار مسؤولية العمل الذي كلف به.

مميزات الجنية لله:
*انها جندية شريفة.
*انها جنديةنبيلة.
*انها جنديةكريمة.
*انها جندية رحيمة .
*انها جندية بصيرة.
*انها جندية منصورة.




  #30  
قديم 27 جمادى الأولى 1432هـ/30-04-2011م, 04:50 PM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي

ما شاء الله تبارك الله
أختي ام نسيبة زادك الله من فضله
أتمنى في المرات القادمة أن تكتبي اسم فريقك بنهاية الصفحة .

  #31  
قديم 29 جمادى الأولى 1432هـ/2-05-2011م, 08:34 PM
سومي منيرة سومي منيرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 142
افتراضي

السلام عليكم تلخيص الدرس الثالث
المسالة الاولى وهي :{ ان الله خلقنا ورزقنا ولم يتركنا هملا بل ارسل الينا رسولا فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار }
هذه المسألة تضمنت توحيد الربوبية ان الله خلقنا ورزقنا

2.ان الله لم يتركنا هملا
3. ان الله ارسل الينا رسولا فمن فمن اطاعه دخل الجنة ومن عصاه دخل النار
والدليل
{انا ارسلنا اليكم رسولا شاهدا عليكم كما ارسلنا الى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فأخذناه اخذا وبيلا

المسالة الثانية
ان الله لا يرضى ان يشرك معه احد في عبادته لانبي مرسل ولاملك مقرب
ولا غيرهما
والدليل {وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا }
وهذا معنى شهادة لا اله الا الله
وهي تقتضي عل العبد ان لايعبد مع الله احد من خلقه مهما كان لانبي مرسل ولاملك مقرب

المسألة الثالثة
ان من اطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب
وهذه المسألة من واجبات تحقيق الشهادتين فمن اقر بالشهادتين وجب عليه ان يقر بالمسألة الثالثة وهي البراءة من الشرك واهله


سبب ترتيبها على هذا النحو
الشيخ رحمه الله قد كتب هذه الرسالة لأناس يعلم انهم يقرون بتوحيد الربوبية فبدا بالامر المتفق عليه
الا وهو ان الله خلقنا ورزقنا والامر الثاني ان الله لم يتركنا هملا
فبنى على هاذين الامرين الامر الثالث وهو تقرير ارسال الرسول عليه الصلاة والسلام
وهذه المقدمات هي مدخل مهم للاحتجاج بوجوب التوحيد الذي ذكره في المسألة الثالثة
فريق الامل

  #32  
قديم 1 جمادى الآخرة 1432هـ/4-05-2011م, 07:09 PM
سومي منيرة سومي منيرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 142
افتراضي

السلام عليكم
تلخيص للدرس الرابع
معنى البراءة من الشرك وأهله :
قال المؤلف رحمه الله :ان من أطاع الرسول ووحد الله لا يجوز له موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان اقرب قريب والدليل
{لاتجد قوما يؤمنون بالله واليوم الاخر يوادون من حاد الله ورسوله ولوكانوا آبائهم أوأبنائهم أواخوانهم أو عشيرتهم اولئك كتب في قلوبهم الايمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري فيها الانهار خالدين فيها رضي اله عنهم ورضوا عنه اولئك حزب الله الا ان حزب الله هم المفلحون }

.من لوازم تحقيق الشهادتين البراءة من الشرك واهله .
.1.التبرؤ منهم ومما يعبدون من دون الله .
2.الكفر بهم
3.ابداء العداوة والبغضاء واعلانها واظهارها .


اسباب البراءة من الشرك
1.اسباب متعلقة بالمتبرئين وهم المؤمنون
2.اسباب متعلقة بالمتبرا منهم وهم المشركون

الاسباب المتعلقة بالمؤمنين
1.موافقة الله تعالى فيما يحب وفيما يبغض
2.طاعة الله في امره
3.الغضب لله جل وعلا والحية له

4.اثبات تقديم محبة الله تعالى على محبة غيره

الاسباب المتعلقة بالمتبرأمنهم وهم الكفار :
1: عداوتهم لله تعالى ، وبغضهم لما يحبه الله ، ومحبتهم لما يبغضه الله، ومحادتهم لله ورسوله ، ومن كان هذا حاله فهو مستحق لأن يعادى ويتبرأ منه مهما كانت قرابته، قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء}

2: أنهم أعداء للمؤمنين يجتهدون في إعناتهم والمشقة عليهم وإفساد أمورهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً ، وإذا تمكنوا من المؤمنين ساموهم سوء العذاب من العذاب النفسي والحسي، وما تخفي صدورهم من البغضاء أكبر مما أبدوه قال الله تعالى: {إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون}
3: سعيهم للصد عن سبيل الله عز وجل بأقوالهم وأعمالهم، وقولهم على الله بلا علم وافترائهم الكذب على الله ليضلوا الناس بغير علم، وتمنيهم كفر المؤمنين كما قال الله تعالى عنهم: {وودوا لو تكفرون} وقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ (18) الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ (19)

4: حسدهم للمؤمنين وتمنيهم زوال الخير عنهم كما قال الله تعالى عنهم: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}
5: كفرهم بنعم الله جل وعلا ومقابلتها بالشرك والفسوق والعصيان {ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار . واتخذوا من دون الله أنداداً ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصركم إلى النار}

.مقاصد البراءة من الشرك وأهله :
1: رعاية حدود الله عز وجل
2: التنصل من موافقة المشركين على دينهم أو محبتهم لما يفعلونه من الشرك أو إقرارهم عليه
:3. إنكار المنكر العظيم الذي لا أعظم منه وهو الشرك بالله جل وعلا
4: رجاء أن يقلع المشرك عن شركه إذا وجد من المؤمنين بغضاً لما يفعله من الشرك
5: الاعتزاز بدين الله تعالى والاستغناء به جل وعلا،
6: النصيحة للمسلمين وبيان الحق لهم فإن موالاة الكفار قد تغر بعض المسلمين فتفتنَهم عن دينهم.
.الغاية التي تنتهي عندها هذه البراءة:
إيمان من أمرنا بالبراءة منه فإذا آمن فهو من إخواننا نحبه ونواليه كما قال الله تعالى: {قد كانت لكم أسوة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤ منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العدواة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده}
.مميزات البراءة من في الشرك في الاسلام:
1: أنها متصلة بالله جل وعلا
2: أنها عبادة ملازمة للمؤمن لا تخلو منها لحظة من لحظات حياته
3: أن هذه البراءة مبنية على الفقه والهدى وعلى تحقيق المصالح الشرعية ودرء المفاسد
فائدة :

.{البراء في الإسلام لا يخرج عن مقتضى العدل والإحسان، بل كل أحكام الشريعة لا تخرج عن مقتضى العدل والإحسان كما قال الله تعالى: {إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}}
.نهى الله عن الاعتداء حتى على المشركين كما قال تعالى : {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين}
.حكم موالاة الكفار:
.الموالاة تطلق على معنيين بينهما تناسب وتلازم وهما التحاب والتناصر .:
.
فالولاية تطلق على المحبة والنصرة في اللغة وعلى ما ينشأ منهما؛ فالحليف ولي، والكفيل ولي، والقيم على من تحته ولي كولي اليتيم وولي المرأة .
.فالولي هو الذي يقوم بما تقتضيه الولاية في كل موضع بحسبه من المحبة والموافقة والتأييد والسعي في تحقيق مصالح المولى .

النصرة في اللغة: النصرة معنى جامع ينتظم ما يحصل به تحقيق ما يحبه المولى وينفعه ودفع ما يضره ويكرهه.


معنى اتخاذ الكفار أولياء يشمل معنيين:
.المعنى الأول: أن ينصر المنافقُ الكافر على المؤمنين وعلى محاربة دين الله عز وجل ومحادة الله ورسوله.
والمعنى الثاني: أن يستنصر به على ذلك.
وهذا الأمر هو من صفات المنافقين اللازمة لهم .{بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) }
إلى أن قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا (144) إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا (145) إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ فَأُولَئِكَ مَعَ الْمُؤْمِنِينَ وَسَوْفَ يُؤْتِ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ أَجْرًا عَظِيمًا (146) مَا يَفْعَلُ اللَّهُ بِعَذَابِكُمْ إِنْ شَكَرْتُمْ وَآَمَنْتُمْ وَكَانَ اللَّهُ شَاكِرًا عَلِيمًا (147) }

بين الله تعالى في كتابه أن الكفار على ثلاث درجات
.
الدرجة الأولى: الأبوين الكافرين.
الدرجة الثانية: الذين لم يقاتلوا المؤمنين ولم يعينوا عليهم .
الدرجة الثالثة: المقاتلون والمعينون على قتال المؤمنين والعدوان عليهم.
وجعل لكل درجة حكماً
ما حكم موالاة الكفار؟
وهذا يشمل محبتهم لدينهم والرضى به ومناصرتهم على المسلمين وعلى محادة الله ومحاربة دينه فهذا ناقض من نواقض الإسلام.

فريق امل الامة

  #33  
قديم 1 جمادى الآخرة 1432هـ/4-05-2011م, 09:57 PM
سومي منيرة سومي منيرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 142
افتراضي

السلام عليكم
تلخيص الدرس الخامس :

1: بيان معنى الحنيفية، وأنها ملة إبراهيم عليه السلام التي أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباعها، وهي ملة التوحيد.
.قوله : (اعلم أرشدك الله لطاعته) الدعاء للمتلقي فيه تلطف له .
.الإرشاد هو الدلالة على طريق الرشد.
.الرشد هو إصابة الحق ، وهو ضد الغي .قال الله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ}.
.قوله (لطاعته) الطاعة هي امتثال الأمر واجتناب النهي.
قوله: (اعْلَمْ أَرْشَدَكَ اللهُ لِطَاعَتِهِ أَنَّ الحَنِيفِيَّةَ - مِلَّةَ إِبْراهِيمَ -: أَنْ تَعْبُدَ اللهَ وَحْدَهُ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ، وَبذَلكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ).

.إبراهيم عليه السلام لما رأى قومه على الشرك في عبادة الله عز وجل بين لهم الأدلة على التوحيد وقال لهم كما حكى الله تعالى عنه: { إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.
.الحنيف هو المستقيم على الطريقة،والملة الحنيفية هي الدين المستقيم، وهو دين التوحيد.
.
.فهذه الحنيفية التي مدحها الله عز وجل، وأثنى على أهلها، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بها، وأمر بها عباده هي : أن يكونوا مستقيمين على الدين القيم لا يشركون بالله شيئاً، مخلصين العبادة لله جل وعلا .
قوله: (وَبذَلكَ أَمَرَ اللهُ جَمِيعَ النَّاسِ).
كما قال الله تعالى:{وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَٰلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ}
قوله :(أن تعبد الله وحده مخلصاً له الدين) هذا هو معنى الحنيفية التي أمر الله بها.
والإخلاص في اللغة التصفية والتنقية
ومعناه تخليص الأعمال من الشرك بالله جل وعلا، وإفراد الله تعالى وحده بالعبادة لا شريك له.
.
قوله: (وَخَلَقَهُمْ لَهَا؛ كَمَا قَالَ تَعَالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات:56]، وَمَعْنَى يَعْبُدُونِ: يُوَحِّدُونِ).

.2: بيان أعظم ما أمر الله به.
قوله:(وَأَعْظَمُ مَا أَمَرَ اللهُ بهِ التَّوْحِيدُ، وَهُوَ: إِفْرَادُ اللهِ بالْعِبَادَةِ).
عرف التوحيد بأنه إفراد الله تعالى بالعبادة.
وهذا هو تعريف توحيد الألوهية .
.
بيانأن أعظم ما أمر الله به التوحيد:
1: أنه أول ما كان يدعو إليه النبي صلى الله عليه وسلم بل هو أول ما كان يدعو إليه الرسل كلهم كما قال الله تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ}
2: أن توحيد الله تعالى هو مفتاح الدخول في الإسلام .
3: أن ثواب فاعله أعظم الثواب وهو رضوان الله تعالى ومحبته والخلود في الجنة.

3: أعظم ما نهى الله عنه. ويعرف ذلك بأمور:
قوله:(وَأَعْظَمُ مَا نَهَى عَنْهُ الشِّرْكُ، وَهُوَ: دَعْوَةُ غَيْرهِ مَعَهُ؛ وَالدَّلِيلُ قَوْلُهُ تَعَالى: {وَاعْبُدُوا اللهَ وَلاَ تُشْرِكُوْا بهِ شَيْئاً} [النساء:36]).
1: أن أول دعوة الرسل هي إلى التوحيد وترك الشرك.

2: أن من لم ينته عن الشرك فهو كافر غير داخل في دين الإسلام.
3: أن عقاب الشرك أعظم العقاب، وأن الله لا يغفر لمن صدر منه الشرك مهما كان كما قال الله تعالى :{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا}
فريق امل الامة.

  #34  
قديم 1 جمادى الآخرة 1432هـ/4-05-2011م, 10:08 PM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي

ماشاء الله تبارك الله ، أختي سومي منيرة واصلي جهودك ، أسأل الله أن يزيدك علما ونورا .

  #35  
قديم 1 جمادى الآخرة 1432هـ/4-05-2011م, 11:52 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي تلخيص الدرس الرابع 1

- من أقر بالمسألة الأولى (طاعة الرسول) والثانية (توحيد الله) وهما مقتضيات الشهادتين ، من أقر بهما لزمه وجوبا الإقرار بالثالثة (عدم موالاة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب) ، لقول الله تعالى : {لاَ تَجدُ قَوماً يُؤْمِنُونَ باللهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَو كَانُوا آبَاءَهُمْ أَو أَبْنَآءَهُمْ أَو إِخْوَانَهُمْ أَو عَشِيرَتَهُمْ }.
- أما من لم يقر بالشهادتين يبين له وجوبهما وأن الإنسان لا يدخل في الإسلام حتى يشهد بهما .
-من لوازم تحقيق الشهادتين البراءة من الشرك وأهله ، لقوله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} .
-بين الإمام محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله التأسي المطلوب في الآية في ثلاثة أمور:
أولا: التبرؤ من أهل الشرك ومما يعبدون من دون الله.
ثانيا: الكفر بهم.
ثالثا: إبداء العداوة والبغضاء وإعلانها وإظهارها أبدا إلى الغاية المذكورة حتى يؤمنوا بالله وحده.

- البراءة من الشرك وأهله لها أسباب على قسمين:
* أسباب متعلقة بالمتبرئين وهم المؤمنون.
* وأسباب متعلقة بالْمُتبَرَّأ منهم وهم المشركون والكفار.


* أسباب البراءة من الشرك المتعلقة بالْمُتَبَرِّئين وهم المؤمنون هي:
1: موافقة الله تعالى فيما يحب ويبغض، وكلما كان المؤمن أشد حباً لله كان أكثر بغضاً لمن يبغضه الله، ولذلك قال الله تعالى: {لاَ تَجدُ قَوماً يُؤْمِنُونَ باللهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ..} ، وقال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ قَدْ يَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ كَمَا يَئِسَ الْكُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ}
2: طاعة الله تعالى في أمره بالبراءة من الشرك وأهله والتأسي بإبراهيم ومن معه في هذه البراءة التي مدحها الله عز وجل في القرآن ،كما قال الله تعالى: {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}
وقال الله تعالى على لسان الخليل: {إِنَّنِي بَرَاءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ * إِلَّا الَّذِي فَطَرَنِي فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ}.
3: الغضب لله جل وعلا والحميَّة له، فإن من امتلأ قلبه من محبة الله تعالى ثم وجد من يشرك بالله ويجتهد في إيذائه جل وعلا وجد في قلبه ضرورة بغض من يفعل هذه الأفعال غضباً لله جل وعلا ،،
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (( من أحب لله و أبغض لله و أعطى لله و منع لله فقد استكمل الإيمان )) .
4: إثبات أن محبة الله تعالى مقدمة على محبة غيره، وأن الله أحب إلى العبد مما سواه ، وأن محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إليه مما سواه من الخلق ، ومن كان هذا حاله وجد حلاوة الإيمان فعن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال: (( ثلاث من كُنّ فيه وجد بهنَّ حَلاوَة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار))

* وأما أسبابها المتعلقة بالْمُتَبَرَّأ منهم وهم المشركون والكفار فمنها:
1: عداوتهم لله تعالى ، وبغضهم لما يحبه الله ، ومحبتهم لما يبغضه الله، ومحادتهم لله ورسوله ، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ}.
2: أنهم أعداء للمؤمنين يجتهدون في إعناتهم والمشقة عليهم وإفساد أمورهم، قال الله تعالى: {إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ}
3: سعيهم للصد عن سبيل الله عز وجل بأقوالهم وأعمالهم، وقولهم على الله بلا علم وافترائهم الكذب على الله ليضلوا الناس بغير علم، وتمنيهم كفر المؤمنين كما قال الله تعالى عنهم: {وَوَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ} وقال تعالى: {الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالْآَخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ}
= من صد الناس عن سبيل الله ظالم معتدٍ مستحق للعذاب والبراءة منه ومن فعله.
4: حسدهم للمؤمنين وتمنيهم زوال الخير عنهم كما قال الله تعالى عنهم: {مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلَا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ ..}
5: كفرهم بنعم الله جل وعلا ومقابلتها بالشرك والفسوق والعصيان {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اللَّهِ كُفْرًا وَأَحَلُّوا قَوْمَهُمْ دَارَ الْبَوَارِ * جَهَنَّمَ يَصْلَوْنَهَا وَبِئْسَ الْقَرَارُ * وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا فَإِنَّ مَصِيرَكُمْ إِلَى النَّارِ}

-مقاصد البراءة من الشرك وأهله :
1: رعاية حدود الله عز وجل ، وأعظم الحدود ما جعله الله من الحد الفاصل بين الكفر والإيمان، وسمى الله المشركين محادين له ولرسوله، فالبراءة من الشرك وأهله هي من إقامة حدود الله ، وهي واجب من واجبات الإيمان ، وقد قال الله تعالى للمؤمنين : {كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ}.
2: إنكار المنكر العظيم الذي لا أعظم منه وهو الشرك بالله جل وعلا فهو أنكر المنكرات وأكبر الكبائر وإنكاره من أوجب الواجبات وأعظم الحقوق.
3: التنصل من موافقة المشركين على دينهم أو محبتهم لما يفعلونه من الشرك أو إقرارهم عليه ، توعد الله به أهل الشرك بالعذاب المهين والغضب الشديد والمقت الكبير والخلود في النار {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ} .
4: رجاء أن يقلع المشرك عن شركه إذا وجد من المؤمنين بغضاً لما يفعله من الشرك ومجانبة والامتناع عن بعض التعاملات معه فإن ذلك قد يحمله على الإسلام .
5: الاعتزاز بدين الله تعالى والاستغناء به جل وعلا، فإن الله أكمل لنا الدين، ومن إكماله أنه واف بما نحتاجه في جميع شؤننا. وما يقع فيه بعض المسلمين من موالاة الكفار هو من مظاهر ضعف اعتزازهم بدين الله عز وجل.
6: النصيحة للمسلمين وبيان الحق لهم فإن موالاة الكفار قد تغر بعض المسلمين فتفتنَهم عن دينهم.

- الغاية التي تنتهي عندها البراءة من الشرك:
هي إيمان من أمرنا بالبراءة منه فإذا آمن فهو من إخواننا نحبه ونواليه كما قال الله تعالى: {وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}
وقد قال الله تعالى عن المشركين: {فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}

- البراءة من الشرك في الإسلام لها ميزات منها:
1: أنها متصلة بالله جل وعلا ، فمدار الحب والبغض فيها على ما يحبه الله ويبغضه الله، ومن كان هذا حاله فقد أسلم قلبه لله.
2: أنها عبادة ملازمة للمؤمن وهذا البغض عبادة قلبية عظيمة.
3: أن هذه البراءة مبنية على الفقه والهدى وعلى تحقيق المصالح الشرعية ودرء المفاسد .

  #36  
قديم 1 جمادى الآخرة 1432هـ/4-05-2011م, 11:59 PM
الصورة الرمزية منى بكري
منى بكري منى بكري غير متواجد حالياً
أم صالح
 
تاريخ التسجيل: Sep 2010
المشاركات: 3,181
افتراضي تلخيص الدرس الرابع 2

- من جعل موالاته ومعاداته لله فقد استكمل الإيمان، ومن جعل موالاته ومعاداته على أمر جاهلي فهو امرؤ فيه جاهلية.
- الولاء والبراء أمر فطري جاء الإسلام بتهذيبه وتصحيح مساره، وتقويم منهجه، وبيان أحكامه.
- البراء في الإسلام لا يخرج عن مقتضى العدل والإحسان، قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} ، ونهى عن الاعتداء حتى على المشركين كما قال تعالى : {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} .
- المؤمنون وإن كانوا يبغضون الكفار بغضاً شديداً ويعادونهم في الله إلا أن ذلك لا يحمل على ظلمهم والاعتداء عليهم لقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ}
وقال الله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ}
= فالمنهي عنه أن نتولاهم فنناصرهم على المسلمين بأن ندلهم على عورة من عورات المسملين ، وأن نعينهم على المسلمين بأي نوع من أنواع الإعانة.
= أما الإحسان إلى من ليس من أهل الحرب والقتال بما لا يعين على المسلمين فليس بمنهي عنه بل هو من القسط الذي يحبه الله.
- مودة الكفار ومحبتهم محرمة في دين الإسلام ، بل إن بغضهم من لوازم الإيمان، فلأنهم أسخطوا الله تعالى وهو أعظم محبوب لنا استحقوا أن نبغضهم، كما قال تعالى: {لاَ تَجدُ قَوماً يُؤْمِنُونَ باللهِ وَاليَومِ الآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ}.
ونحن إنما نبغضهم لكفرهم وفسوقهم وعصيانهم لا نبغضهم لذواتهم وهيئاتهم وأنسابهم وأعراقهم وبلدانهم إنما نبغضهم لما أبغضهم الله عليه.
- التعامل مع الكفار يكون وفق أحكام الشريعة فنعاملهم بالحسنى، ويجب علينا أن نفي بالعهد بيننا وبينهم، وإذا ائتمننا أحد منهم أدينا له الأمانة، وندعوهم إلى الإسلام بالتي هي أحسن، ونبين لهم أخلاق أهل الإسلام ، ودعوةَ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى مكارم الأخلاق.
- أما الكفار المحاربون والمعتدون الظالمون من الكفار والمنافقين فقد أُمرنا بالغلظة عليهم بحيث لا تفضي بالمسلم إلى قول ما لا يجوز قوله ولا على العدوان والبغي، كما قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} .
- ونحن مع بُغضنا لهم بسبب أعمالهم وكرهنا ومقتنا لكفرهم وفسوقهم وعصيانهم نود لهم الهداية ونسأل الله أن يخرجهم من الظلمات إلى النور وندعوهم إلى الإسلام بالتي هي أحسن، رجاء أن يمن الله عليهم بالهداية فنواليهم بعد المعاداة ونحبهم بعد البغض كما قال الله تعالى: {عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}

-الموالاة :
-- الموالاة تطلق على معنيين بينهما تناسب وتلازم وهما التحاب والتناصر؛ فالحليف ولي، والكفيل ولي، والقيم على من تحته ولي.
-- النصرة : معنى جامع ينتظم ما يحصل به تحقيق ما يحبه المولى وينفعه ودفع ما يضره ويكرهه، ولذلك يكثر الاقتران بين الولاية والنصرة قال الله تعالى: {هُو نِعْمَ الموْلى ونِعْمَ النَّصِير}، وقال: {بَل اللهُ مَوْلاكُم وهُو خُيرُ النَّاصرين}
-- الولاية أصلها المحبة والموافقة، ومقتضاها النصرة والتأييد.
-- أولياء الله هم الذين ينصرون الله عز وجل فيقومون بما تقتضيه محبته جل وعلا من تحقيق ما يحبه الله ويرضاه واجتناب ودفع ما يكرهه ويبغضه .
-- ومن والى أعداء الله فنصرهم وأيدهم على محاربة دين الله فليس من أولياء الله، بل هو من أعداء الله ، لأن هذه الأعمال تنافي محبة الله ، ولا تحصل هذه الخصلة من المؤمنين وإنما تحصل من المنافقين النفاق الأكبر .

- معنى اتخاذ الكفار أولياء يشمل معنيين:
المعنى الأول: أن ينصر المنافقُ الكافر على المؤمنين وعلى محاربة دين الله عز وجل ومحادة الله ورسوله.
والمعنى الثاني: أن يستنصر به على ذلك.
فإذا نصره أو استنصر به على الإسلام والمسلمين فقد اتخذه ولياً ، وهذا من صفات المنافقين اللازمة لهم فقال الله تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}
وقال تعالى: {يأَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ}

= اتخاذ الكفار أولياء حد عظيم من حدود الله جل علا ، فهو فارق بين الكفر والإيمان ، وقد توعد الله من فعله وعيداً شديداً، وعدَّ من فعله عدواً له، وسماه مرتداً عن دين الإسلام وأوجب له الدرك الأسفل من النار، لما تضمنه هذا العمل من الخيانة العظمى ، والخديعة الكبرى، ومحاربة الله ورسوله وأوليائه.
وقد نزه الله تعالى عباده المؤمنين وبرأهم من هذه الخصلة الذميمة اللئيمة المبنية على الخداع والمكر والكيد للمؤمنين ومؤازرة الكافرين؛ فقال الله تعالى: {لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ} أي فقد برئت منه ذمة الله، ليس له من ولاية الله نصيب.
= وأما من والى الكفار اضطرارا لأنه يخشى من الكفار ضرراً فلا بأس أن يداريهم مداراة يدفع بها شرهم مع انطواء القلب على بغضهم وبغض ما يفعلون من الكفر والفسوق والعصيان.

- قوله تعالى : {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} فيه قولان مأثوران عن السلف رحمهم الله:
فالقول الأول: إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم فتظهروا لهم الولاية وتضمروا لهم العداوة ولا تشايعوهم على دينهم ولا تعينوهم على مسلم بشيء.
القول الثاني: {إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً} أي إلا أن يكون بينكم وبين بعض الكفار رحم فتتقون قطيعتها فتصلونها من غير أن تتولوهم في دينهم.
وهذا المعنى الثاني يدل عليه نص قول الله تعالى في الأبوين الكافرين: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}.

- بين الله تعالى في كتابه أن الكفار على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: الأبوين الكافرين > أمر الله بإحسان صحبتهما ، لقوله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا}
الدرجة الثانية: الذين لم يقاتلوا المؤمنين ولم يعينوا عليهم > نبرهم ونقسط إليهم ، لقوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ}
الدرجة الثالثة: المقاتلون والمعينون على قتال المؤمنين والعدوان عليهم > نهانا الله عن موالاتهم ، فقال سبحانه : {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}

- حكم موالاة الكفار :
موالاة الكفار بمعنى اتخاذهم أولياء من دون المؤمنين هي ناقض من نواقض الإسلام ، وهذا يشمل محبتهم لدينهم والرضى به ومناصرتهم على المسلمين وعلى محادة الله ومحاربة دينه .
= أما محبة بعض أهل الكفر على أمر دنيوي ومصاحبتهم ومعاشرتهم والتعامل معهم من غير اتخاذهم أولياء ، فهذه ليست موالاة .

- موالاة الكفار درجات ولها أحكام:
1- إذا كان الوالدان كافران : أمرنا الله تعالى أن نصاحبهما في الدنيا معروفا وقد قال الله تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا} >> حكمها : ليست هذه المصاحبة بالمعروف من الموالاة في شيء لكن نهى عن اتخاذهم أولياء فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الْإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}.
2- معاملة الكفار من مصاحبة بالمعروف ومعاشرة الرجل لزوجته الكتابية، والإحسان إلى من أذن الله بالإحسان إليهم من الكفار >> حكمها: ليس من موالاتهم في شيء.
3- الثناء على بعض الخصال الحسنة لدى بعض الكفار : كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم وقال لأشج عبد القيس : ((إن فيك خصلتين يحبهما الله الحلم والأناة)) >> حكمه : ليس من موالاتهم بل هو جائز لا بأس به .
= لكن ينبغي ألا يتخذ ذلك ذريعة لمحبة باطلهم أو الاغترار بما لدى بعضهم من خصال حسنة فيعتقد أنهم على الحق في دينهم.
4- اتخاذ الكفار بطانة : نهى الله تعالى عنه لأنه يفضي إلى موالاة الكفار ؛ لقوله تعالى: {يا أيُّها الذينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذوا بِطانَةً من دُونِكم لا يَألُونَكُم خَبالاً..} >> حكمها : محرم في دين الإسلام ، لكنها ليست من الموالاة .
5- الثناء على بعض الخصال المحرمة لدى بعض الكفار ومحبتها : كالثناء على غناء المغنين منهم أو التعاون معهم على بعض المعاصي كالغناء وغيره >> حكمه : أمر محرم لا يجوز، لقول الله تعالى: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
= لكن إذا أفضى هذا التعاون إلى اتخاذهم أولياء ومناصرتهم على المسلمين فهي ردة عن دين الإسلام.
= إذا كان قصد التعاون مع الكفار هو اتخاذهم أولياء ومحاربة دين الإسلام والمناصرة على المسلمين وإفساد أخلاقهم لأجل أن ينتصر عليهم الكفار فهذه ردة عن دين الإسلام.
وإن كان قصد أمراً من الأمور المحرمة كالاستمتاع المحرم ببعض المعاصي والكسب الحرام من غير أن يقصد مناوءة دين الله فهذا قد أتى كبيرة من الكبائر ومنكراً عظيماً وهو على خطر عظيم يخشى عليه منه، وتجب مناصحته وتحذيره من مغبة فعله.


- المسلمين في البراءة من الكفار على ثلاثة أقسام:
--- قسم غلوا في البراءة وتعدوا حدود الله في ذلك فارتكبوا من الظلم والعدوان والتنفير عن دين الله عز وجل ما لا يحل لهم .
--- وقسم فرطوا وتساهلوا في ذلك حتى حصلت منهم مودة ومحبة للكفار في بعض شؤون دنياهم من غير أن يتخذوهم أولياء ، ففعلوا ما لم يأذن الله به.
= أصحاب هذين القسمين مخالفون لهدى الله خاطؤون مذنبون =
--- وقسم وسط اتبعوا هدى الله وامتثلوا أحكامه فتبرؤوا من الكفر وأهله وعاملوهم بمقتضى شرع الله ورعوا فيهم حدود الله .
= هؤلاء هم الموَفَّقون الناجُون =

- حرَّم الله مُناكَحة المشركين الوثنيين وحرَّم ذبائحهم ، وأباح نكاح الكتابيات وأباح طعام أهل الكتاب، وحرم استعمال آنية الكفار ، وحرم التشبه بهم.


  #37  
قديم 2 جمادى الآخرة 1432هـ/5-05-2011م, 05:11 PM
سومي منيرة سومي منيرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 142
افتراضي

السلام عليكم
تلخيص الدرس السادس :
1.معنى العبادة:
.
العبودية عندَ جميع العرب أصلُها الذلّة، وأنها تسمي الطريقَ المذلَّلَ الذي قد وَطِئته الأقدام.
انواع العبادة :
.كونية وشرعية .
فأما العبادة الكونية فهذه عامة لجميع الخلق ، كما قال الله تعالى: {إن كل من في السموات والأرض إلا آتي الرحمن عبدا}
وأما العبادة الشرعية : فلها تعريفات ذكرها بعض أهل العلم، وقد سلكوا مسالك في التعريف : ومن أحسنها تعريف شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالة (العبودية)
قال رحمه الله تعالى: {العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة والظاهرة }.

فالعبادة لا تسمى عبادة حتى تجتمع فيها ثلاثة أمور:
الأمر الأول:
المحبة العظيمة، فالعبادة هي أعظم درجات المحبة، ولذلك لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغير الله فقد أشرك كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}.

. قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}

وهذه الآية يسميها العلماء آية الامتحان، فإن دعوى المحبة سهلة، ولكن صدقها يبين بهذا الامتحان وهو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم .
.محبة الله تورث في نفس المؤمن حلاوة وعزة ورفعة لا يجدها غيره أبداً، {الله وليُّ الذين آمنوا} .{والله ولي المؤمنين}.
الأمر الثاني: التعظيم والإجلال، فإن العابد معظِّمٌ لمعبوده أشد التعظيم، فالتعظيم من لوازم معنى العبادة.
{ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه} وقال: {ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}فتعظيم الشعائر والحرمات من آثار تعظيم المؤمن لربه جل وعلا، وإجلاله له.
. الأمر الثالث: الذل والخضوع والانقياد
فالعابد منقاد لمعبوده خاضع له.
وهذا الذل والخضوع والانقياد لا يجوز صرفه لغير الله عز وجل.
.وهذه الأمور الثلاثة (المحبة والتعظيم والانقياد) مبنية على التذلل لله جل وعلا ، وبها يتحقق معنى العبودية لله جل وعلا.
شروط قبول العبادة :
الشرط الأول: الإخلاص لله جل وعلا.والشرط الثاني : أن تكون هذه العبادة على ما شرع الله عز وجل بما أنزله في كتابه العظيم وبينه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}.
وبتحقيق هذين الشرطين : إخلاص العبادة لله عز وجل، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم، يكون العبد من المسلمين الموعودين بدخول الجنة، ومن نقض شرطاً منهما فليس من أهل الإسلام والعياذ بالله.
فالشرط الأول هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله.
والشرط الثاني هو معنى شهادة أن محمداً رسول الله.
ولا يصح إسلام عبد حتى يشهد هاتين الشهادتين.
فريق امل الامة



  #38  
قديم 2 جمادى الآخرة 1432هـ/5-05-2011م, 06:20 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 7,079
افتراضي

" سومي منيرة"
ماشاء الله لاقوة إلا بالله
شعلة نشاط, زادك الله من فضلة.
وباقي الأخوات , بارك الله فيكن
وزادكن حرصا.

  #39  
قديم 3 جمادى الآخرة 1432هـ/6-05-2011م, 04:16 AM
الصورة الرمزية ام نسيبة
ام نسيبة ام نسيبة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 41
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله

ملخص الدرس الرابع:

-البراءة من الشرك وأهله:

من لوازم تحقيق الشهادتين،البراءة من الشرك وأهله.

-أسباب البراءة من المشركين:
-اسباب متعلقة بالمتبرئين وهم المؤمنون:
*موافقة الله تعالى فيما يحب ويبغض
*امتثال أمر الله تعالى بالبراءة من الشرك وأهله
*الغضب لله جل وعلا
*تقديم محبة الله تعالى على غيره
-اسباب متعلقة بالمتبرأ منه وهم الكفار والمشركون:
*عداوتهم لله وبغضهم لما يحب وحبهم لما يبغض
*انهم أعداء للمؤمنين
*سعيهم للصد عن سبيل الله
*حسدهم للمؤمنين
*كفرهم بنعم الله جل وعلا

-مقاصد البراءة من الشرك واهله:
-رعاية حدود الله
-انكار المنكر العظيم الذي هو الشرك
-التنصل من موافقة المشركين على دينهم
-رجاء ان يقلع المشرك عن شركه
-الاعتزاز بدين الله تعالى
-النصيحة للمسلمين وبيان الحق لهم

-غاية البراءة من المشركين:
هذه الغاية هي ايمانهم وكفرهم بما يعبدون من دون الله

-مميزات البراءة في الاسلام:
-انها متصلة بالله جل وعلا ومدا الحب والبغض فيها على ما يحب الله ويبغض
-انها عبادة قلبية عظيمة ملازمة للمؤمن
-انها مبنية على الفقه والهدى وعلى تحقيق المصالح ودرء المفاسد

-الولاء والبراء أمر فطري:
وقد جاء الاسلام ليهذبه ويبين منهجه بلا غلو ولا تفريط

-البراءة في الاسلام لا تخرج عن مقتضى العدل والاحسان:
{ان الله يأمر بالعدل والاحسان}ونهى عن الاعتداء حتى على المشركين {وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا انه لا يحب المعتدين}

-الفرق بين حسن المعاملة والمحبة القلبية:
مودة الكفار ومحبتهم محرمة في دين الاسلام لأنهم أسخطوا الله تعالى وهو أعظم محبوب لنا

-التعامل مع الكفار يكون وفق أحكام الشريعة:
فقد أمرنا الله تعالى بالقول الحسن والمعاملة الحسنى وجادلة أهل الكتاب بالتي هي أحسن ولا يقتضي كل ذلك محبتهم القلبية وهم مقيمون على الكفر.
أما الكفار المعتدون المحاربون فقد امرنا الله تعالى بالغلظة عليهم {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم}

-الموالاة:
تطلق على معنيين بينهما تناسب وتلازم وهما التحاب والتناصر
-النصرة:
معنى جامع يحصل به تحقيق ما يحبه المولى وينفعه ودفع ما يضره ويكرهه
ولذلك يكثر الاقتران بين النصرة والموالاة في القرآن الكريم {نعم المولى ونعم النصير}،{بل الله مولاكم وهو خير الناصرين}
-الولاية:
اصلها المحبة والموافقة ومقتضاها النصرة والتأييد
*واتخاذ الكفار أولياء يشمل معنيين:
-ان ينصر المنافق الكافر على المؤمنين وعلى محاربة دين الله عز وجل
-ان يستنصر به على ذلك

*وللمؤمن مع الكفار حالان:
-حال اختياري:لا يتخذهم أولياء ومن صدر منه ذلك فقد تبرأ الله منه
-حال اضطراري:بأن يخشى من الكفار ضررا فلا بأس أن يداريهم مداراة يدفع بها شرهم مع انطواء قلبه على بغضهم

-درجات الكفار:
-الابوين الكافرين
-الذين لم يقاتلوا المؤمنين ولم يعينوا عليهم
-المقاتلون والمعينون على قتال المؤمنين والعدوان عليهم

-حكم موالاة الكفار:
ومولاة الكفار هي ناقض من نواقض الاسلام وذلك لاتخاذهم أولياء من دون المؤمنين ومحبتهم لدينهم ومحادة الله ومحاربة دينه

-أحكام معاشرة الكفار من غير موالاة:
-الابوان الكافران وجب حسن مصاحبتهم وهو ليس من الموالاة في شيء
-عدم اتخاذ الآباء والاخوان الكفار بطانة يفشون اليهم أسرار المؤمنين ويطلعونهم على عوراتهم
-الثناء على بعض الخصال الحسنة لديهم ليس من الموالاة مع عدم الاغترار بها حتى الاعتقاد انهم على حق في دينهم
-عدم الثناء على بعض الخصال المحرمة لدى الكفار

-أقسام المسلمين في البراءة من الكفار:
-قسم غلو في البراءة وتعدوا حدود الله فارتكبوا من الظلم والعدوان والتنفير عن دين الله عز وجل ما لا يحل لهم
-قسم فرطوا وتساهلوا حتى حصلت منهم محبة للكفار في بعض شؤون دنياهم من غير أن يتخذوهم أولياء
فأصحاب هذين القسمين مذنبو ن خاطؤون
-وقسم وسط ابتغوا هدى الله وامتثلوا أمره فتبرؤو من الشرك وأهله وعاملوهم بمقتضى شرع الله فهؤلاء هم المفلحون الناجون.

(فريق أمل الأمة)


  #40  
قديم 3 جمادى الآخرة 1432هـ/6-05-2011م, 03:02 PM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
(الدرس الرابع)

قال تعالى {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برؤاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العدواة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده}
* التأسي يكون في ثلاثة أمور :
1- التبرؤ منهم ومما يعبدون من دون الله .
2- الكفر بهم .
3- إبداء العداوة والبغضاء وإعلانها وإظهارها أبدا حتى يؤمنوا بالله وحده .


* أسباب البراءة من الشرك وأهله :

- الأسباب المتعلقة بالمتبرئين وهم المؤمنون :
1- موافقة الله تعالى فيما يحب ويبغض.
2- طاعة الله تعالى في أمره ، فإن الله تعالى أمر بالبراءة من الشرك وأهله ونهى عن توليهم.
3- الغضب لله جل وعلا والحمية له .
4- إثبات أن محبة الله تعالى مقدمة على محبة غيره.


- الأسباب المتعلقة بالمتبرأ منهم وهم المشركون والكفار:
1- عداوتهم لله تعالى ، وبغضهم لما يحبه الله ، ومحبتهم لما يبغضه الله.
2- أنهم أعداء للمؤمنين يجتهدون في إعناتهم والمشقة عليهم وإفساد أمورهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً .
3- سعيهم للصد عن سبيل الله عز وجل بأقوالهم وأعمالهم، وقولهم على الله بلا علم وافترائهم الكذب على الله ليضلوا الناس بغير علم،
4- حسدهم للمؤمنين وتمنيهم زوال الخير عنهم .
5- كفرهم بنعم الله جل وعلا ومقابلتها بالشرك والفسوق والعصيان .


*مقاصد البراءة من الشرك وأهله :
1- رعاية حدود الله عز وجل ، وأعظم الحدود ما جعله الله من الحد الفاصل بين الكفر والإيمان، وسمى الله المشركين محادين له ولرسوله، فهم في حد ، والمؤمنون في حد.
2- إنكار المنكر العظيم الذي لا أعظم منه وهو الشرك بالله جل وعلا فهو أنكر المنكرات وأكبر الكبائر وإنكاره من أوجب الواجبات وأعظم الحقوق.
3- التنصل من موافقة المشركين على دينهم أو محبتهم لما يفعلونه من الشرك أو إقرارهم عليه ، وقد علمنا ما توعد الله به أهل الشرك من العذاب المهين والغضب الشديد والمقت الكبير والخلود في النار .
4- رجاء أن يقلع المشرك عن شركه إذا وجد من المؤمنين بغضاً لما يفعله من الشرك ومجانبة والامتناع عن بعض التعاملات معه فلا تؤكل ذبيحته ولا يشرب في آنيته ولا يرث ولا يورث ولا يناكح ولا يوالى ولا يتشبه به في شيء مما يختص به إلى غير ذلك من الأحكام فإن ذلك قد يحمله على الإسلام.
5- الاعتزاز بدين الله تعالى والاستغناء به جل وعلا.
6- النصيحة للمسلمين وبيان الحق لهم فإن موالاة الكفار قد تغر بعض المسلمين فتفتنَهم عن دينهم.


(فريق أمل الأمة )

  #41  
قديم 4 جمادى الآخرة 1432هـ/7-05-2011م, 09:59 AM
سومي منيرة سومي منيرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 142
افتراضي

السلام عليكم
تابع لتلخيص الدرس السادس
بيان معنى وانواعها
2: العهد العظيم بين العبد وربه جل وعلا:
من شهد أن لا إله إلا الله فقد عاهد الله أن يخلص العبادة له وحده، وبهذا العهد يدخل في دين الإسلام ، وقد علمتَ معنى العبادة فيما سبق من الشرح والبيان.
فإذا شهدت أن لا إله إلا الله فاعلم أنك قد عاهدت الله أن تحبه المحبة الشديدة، وأن تعظمه، وأن تخضع له وتنقاد لأمره.
{ جزاء هذا العهد العظيم أن يدخل الله الجنة، ومن خان هذا العهد وغدر ونقضه أدخله الله النار}
قال الله تعالى: {أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آَدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60) وَأَنِ اعْبُدُونِي هَذَا صِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ (61) وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ (62) هَذِهِ جَهَنَّمُ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (63) اصْلَوْهَا الْيَوْمَ بِمَا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ (64)}

.ضمن الله تعالى لعباده المخلصين ألا يتسلط عليهم الشيطان ، وبين أن الشيطان لا يتسلط إلا على أتباعه الغاوين :


وتسلط الشيطان على الإنسان ومحاولة تسلطه على ثلاث درجات:

الدرجة الأولى: التسلط التام، وهذا إنما هو على المشركين والمنافقين،{اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}.
الدرجة الثانية: التسلط الناقص وهو باستزلال الشيطان للإنسان ، وهذا لايكون تاماً على المسلمين{إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}.
الدرجة الثالثة: النزغ ، وهذا ليس تسلطاً وإنما هو محاولة من الشيطان لاستجراء العبد ليتبع خطواته. {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202)} .والاستعاذة التامة تكون بالقلب والقول والعمل .

1.فالاستعاذة بالقلب تكون بصدق الالتجاء إلى الله تعالى من كيد الشيطان واليقين بأنه إن لم يعصمه الله من كيده ضل وخسر.
2.والاستعاذة بالقول تكون بذكر ما ورد من الاستعاذة من الشيطان الرجيم ، ويتأكد ذلك عند قراءة القرآن وعند خشية تسلط الشيطان بسبب غضب أو فزع أو غفلة . {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}.
3.والاستعاذة بالعمل تكون باتباع هدى الله عز وجل فيما وصى به من الأمور التي تعصم من كيد الشيطان .

فمن حقق العبودية لله تعالى لم يكن للشيطان عليه سلطان:{وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآَدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا (61) قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا (62) قَالَ اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ فَإِنَّ جَهَنَّمَ جَزَاؤُكُمْ جَزَاءً مَوْفُورًا (63) وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا (64) إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبَّكَ وَكِيلًا}.
.معنى لأحتنكن:أي لأستولين عليهم ولأقودنهم إلى المعاصي كما يقود الرجل دابته فيلقي على حنكها حبلاً يحتنكها به ويقودها به إلى حيث يشاء.
فريق امل الامة





  #42  
قديم 4 جمادى الآخرة 1432هـ/7-05-2011م, 12:43 PM
سومي منيرة سومي منيرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 142
افتراضي

السلام عليكم
تابع للدرس السادس
3: درجات تحقيق العبودية لله تعالى:
الدرجة الأولى: الإتيان بأصل العبودية لله تعالى، وهو ما يبقى به المرء مسلماً، فيعبد الله وحده لا شريك له ، ويجتنب عبادة غير الله جل وعلا، ويأتي من الفرائض ويجتنب من النواقض ما يبقى به إسلامه. فهذه درجة الإسلام.
الدرجة الثانية: تحقيق الكمال الواجب في العبادة ، وهذه مرتبة الإيمان.
الدرجة الثالثة : تحقيق الكمال المستحب في العبادة ، وهذه مرتبة الإحسان، وهو أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
وكل درجة من هذه الدرجات يتفاضل المسلمون فيها تفاضلاً كبيراً لا يحصيهم إلا من خلقهم.
1.أصحاب الدرجة الأولى :

.مسلمون موعودون بدخول الجنة وإن عذبوا قبل ذلك على بعض ما اقترفوه من الذنوب؛ فما معهم من التوحيد والإسلام مانع من الخلود في النار ،فهؤلاء لديهم أصل العبودية لله تعالى.
الدرجة الثانية: كمال العبادة الواجب: وأصحاب هذه الدرجة هم المتقون الذين يجتنبون المحرمات ويؤدون الفرائض؛ويجتنبون الشرك الأصغر من الرياء وتعلق القلب بغير الله تعالى كالتعلق بالمال والرياسة والأشخاص وغيرهم فهذا كله قادح في تحقيق القدر الواجب من العبودية لله تعالى . وإذا كان القلب أسيراً لشيء من هذه المحبوبات لم يكن خالصاً لله جل وعلا، ولم يأت صاحبه بالعبودية الواجبة.
بل يكون في قلبه ذلٌّ لها مصحوب بخوف ورجاء وهذا هو معنى العبادة التي يجب إخلاصها لله جل وعلا.

وهذا يختلف عن الذل الذي أمر الله به ومدحه كما في قوله تعالى في شأن الوالدين: {وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ} .
وقوله : {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ}.
فهذه ذلة مصحوبة بالرحمة وقصد الإحسان إلى المتذلل.

.الامور التي تصحب البلاء الذي يصحب المؤمن:
الأمر الأول:
.بيان الهدى في ما يحبه الله :العبد إذا ابتلي فهو معرض لفعل الصواب والخطأ فإن أصاب فهو مهتدٍ، وإن أخطأ فقد ضل وتختلف درجة الضلال بحسب درجة المخالفة، وقد قال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُمْ مَا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}.
قال الشافعي رحمه الله: (فليست تنزل في أحد من أهل دين الله نازلة إلا وفي كتاب الله الدليل على سبيل الهدى فيها).
الأمر الثاني: اللطف والتيسير: وقد قال الله تعالى:{فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} ، ولن يغلب عسر يسرين ، وأول التيسير أن يعلم أنه لا ينزل بعبد مؤمن بلاء إلا كان بعده فرج فهذا اليقين المعتمد على حسن الظن بالله جل وعلا .

فائدة:تأملوا قول الله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا} ولم يقل (علينا) وفي هذا دليل على أن كل ما يصيب المؤمن فهو له وليس عليه، وذلك إذا اتبع هدى الله.
الدرجة الثالثة :

.تحقيق الكمال المستحب في العبادة :أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
فمن كان يحب لأجل الله، ويبغض لأجل الله ، ويعطي ويمنع لأجل الله فهو مؤمن كامل الإيمان.
{وَمَنْ يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} .
معنى العروة الوثقى :عروة وثيقة أي شديدة متينة مأمونة.
فريق امل الامة

  #43  
قديم 4 جمادى الآخرة 1432هـ/7-05-2011م, 01:28 PM
سومي منيرة سومي منيرة غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Feb 2011
المشاركات: 142
افتراضي

تابع للدرس السادس :
4: العبادة الكونية والعبادة الشرعية :
1.العبادة الكونية :لا يخرج منها برٌّ ولا فاجر وهي: فهي عامة لجميع الخلق لا يخرج منهم أحد عنها كما قال الله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا.}وهي عبادة متعلقة بالربوبية.
2.العبادة الشرعية: فهي الفارقة بين المسلمين والكفار وأهل الجنة وأهل النار، وهي إخلاص العبادة لله جل وعلا وامتثال أمره واجتناب نهيه.
.درجات المخالفة في العبودية :

الدرجة الأولى: المشركون الذين لم يخلصوا العبادة لله تعالى، فلم يمتثلوا أمره في أعظم ما أمر به ، فهؤلاء مشركون كفار خارجون عن دين الإسلام.
الدرجة الثانية: المبتدعة الضلال الذين غلَّبوا جانب التعبد لله بالتفكر في أفعاله وخلقه حتى ضيعوا بعض الفرائض وارتكبوا بعض المحرمات ، وهذا يقع من بعض المتصوفة.
5: بيان وجوب إفراد الله تعالى بالعبادة:
ذكر الشيخ رحمه الله أصول العبادات وأهم أنواعها، وبين أن هذه العبادات يجب إفراد الله تعالى بها، وأن من صرف شيئاً منها لغير الله تعالى فهو مشرك كافر والعياذ بالله.
واستدل لذلك بقول الله تعالى
: {وَأَنَّ المَسَاجدَ لِلَّهِ فَلاَ تَدْعُوا مَعَ اللهِ أَحَداً} .

قوله: (وَأَنْوَاعُ العِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ اللهُ بهَا مِثْلُ الإسْلاَمِ، وَالإيمَانِ، وَالإحْسَانِ).
هذه مراتب الدين ، وقد بينها أن درجات تحقيق العبودية لله تعالى هي مرتبة على مراتب الدين من الإسلام والإيمان والإحسان.


قوله: (وَمِنْهُ: الدُّعَاءُ، وَالخَوْفُ، وَالرَّجَاءُ، وَالتَّوَكُّلُ، وَالرَّغْبَةُ، وَالرَّهْبَةُ، وَالخُشُوعُ، وَالخَشْيَةُ، وَالإنَابَةُ، والاسْتِعَانَةُ، والاسْتِعَاذَةُ، والاسْتِغَاثَةُ، وَالذَّبْحُ، وَالنَّذْرُ، وَغَيْرُ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ الْعِبَادَةِ الَّتِي أَمَرَ الله بهَا:كُلُّها لِلَّهِ تَعَالى).


.هذه العبادات يتفاضل المسلمون في تحقيقها على درجات العبودية لله تعالى فمسلم ومؤمن ومحسن.
.فمن أداها مخلصاً لله تعالى ولم يشرك مع الله فيها أحداً فهو مسلم.
.ومن أداها مخلصاً لله تعالى مكملاً فروضها الواجبة مجتنباً الشرك الأصغر فيها فهو مؤمن.

.ومن أداها على الكمال المستحب فهو محسن، نسأل الله من فضله. آآآآآآآآآآآآآآآآآمين يارب.
.معرفة كون عمل من الأعمال عبادة تكون بأمور:

الأمر الأول: أن يرد في النص تسميته عبادة .
الأمر الثاني: أن يدل الدليل على أن الله تعالى يحب عملاً من الأعمال ، فالأعمال التي يحبها الله ويرضاها هي عبادة.


الأمر الثالث: أن يدل الدليل على أن الله أمر به؛ فَأَمْرُ الله به دليل على أن الله يحبه فيكون عبادة.
فالعبادة هي اسم جامع لما يحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة.

والعبادة تكون بالقلب واللسان والجوارح:
فعبادة القلب بالاعتقاد وهو التصديق واليقين، وبعمل القلب من المحبة والخوف والرجاء والتوكل وغيرها.
وعبادة اللسان هي بقول ما يحبه الله ويأمر به.

وعبادة الجوارح هي ما تقوم به جوارح الإنسان من أعمال التعبد كالصلاة والزكاة والصيام والحج والذبح والنذر وغيرها.
فريق امل الامة

  #44  
قديم 4 جمادى الآخرة 1432هـ/7-05-2011م, 03:04 PM
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 3,529
افتراضي

تابع .. الدرس الرابع


* البراءة من الشرك في الإسلام لها ميزات منها:
1- أنها متصلة بالله جل وعلا ، فمدار الحب والبغض فيها على ما يحبه الله ويبغضه الله، ومن كان هذا حاله فقد أسلم قلبه لله.
2- أنها عبادة ملازمة للمؤمن لا تخلو منها لحظة من لحظات حياته فهو وإن لم يستشعرها فهو مستصحب لحكمها ، وهذا البغض عبادة قلبية عظيمة.
3- أن هذه البراءة مبنية على الفقه والهدى وعلى تحقيق المصالح الشرعية ودرء المفاسد فهي ليست بغضاً أهوج ، ولا عاطفة عمياء.


* ما الفرق بين حسن المعاملة والمحبة القلبية للكفار ؟
- مودة الكفار ومحبتهم محرمة في دين الإسلام ، بل إن بغضهم من لوازم الإيمان، فلأنهم أسخطوا الله تعالى وهو أعظم محبوب لنا استحقوا أن نبغضهم، فبغض أعداء الله من لوازم الإيمان بالله ولوازم محبته كما قال تعالى: {لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله} فالإيمان بالله ينفي وجود محبة الكفار، لأن محبة المؤمن لله تعالى تقتضي منه أن يبغض أعداء الله ، وأن يبغض من يبغضه الله.
- أما التعامل معهم فيكون وفق أحكام الشريعة وقد أمرنا الله تعالى بأن نقول للناس حسناً، وأن نعاملهم بالحسنى، وألا نجادل أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن، ويجب علينا أن نفي بالعهد بيننا وبينهم، وإذا ائتمننا أحد منهم أدينا له الأمانة، وندعوهم إلى الإسلام بالتي هي أحسن، ونبين لهم أخلاق أهل الإسلام ، ودعوةَ الله ورسوله صلى الله عليه وسلم إلى مكارم الأخلاق ، لأن تعامل المؤمن نابع من إيمانه وامتثاله لأحكام الشريعة السمحة وأخلاق القرآن العظيم.


* اتخاذ الكفار أولياء يشمل معنيين :
1- المعنى الأول: أن ينصر المنافقُ الكافر على المؤمنين وعلى محاربة دين الله عز وجل ومحادة الله ورسوله.
2- المعنى الثاني: أن يستنصر به على ذلك.


* بين الله تعالى في كتابه أن الكفار على ثلاثة درجات :
1- الدرجة الأولى: الأبوين الكافرين.
2- الدرجة الثانية: الذين لم يقاتلوا المؤمنين ولم يعينوا عليهم .
3- الدرجة الثالثة: المقاتلون والمعينون على قتال المؤمنين والعدوان عليهم.


* ما حكم موالاة الكفار ؟
أن موالاة الكفار هي بمعنى اتخاذهم أولياء من دون المؤمنين على ما وصف الله في الآيات التي سبق ذكرها وهي ناقض من نواقض الإسلام والعياذ بالله.
وهذا يشمل محبتهم لدينهم والرضى به ومناصرتهم على المسلمين وعلى محادة الله ومحاربة دينه فهذا ناقض من نواقض الإسلام.


* المسلمين في البراءة من الكفار على ثلاثة أقسام :
1- قسم: غلوا في البراءة وتعدوا حدود الله في ذلك فارتكبوا من الظلم والعدوان والتنفير عن دين الله عز وجل ما لا يحل لهم ، وهم مخطؤون في ذلك خطأ شنيعاً.
2- وقسم فرطوا وتساهلوا في ذلك حتى حصلت منهم مودة ومحبة للكفار في بعض شؤون دنياهم من غير أن يتخذوهم أولياء ، وإنما خالفوا هدى الله ففعلوا ما لم يأذن الله به.
فأصحاب هذين القسمين مخالفون لهدى الله خاطؤون مذنبون.
3- وقسم وسط اتبعوا هدى الله وامتثلوا أحكامه فتبرؤوا من الكفر وأهله وعاملوهم بمقتضى شرع الله فأحلوا ما أحله الله وحرموا ما حرمه الله ورعوا فيهم حدود الله .
فهؤلاء هم الموفقون الناجون .


(( فريق أمل الأمة ))

  #45  
قديم 4 جمادى الآخرة 1432هـ/7-05-2011م, 06:34 PM
شموخ أنثى شموخ أنثى غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 26
افتراضي

اول مرة الخص ......

أن أعظم ما أمر الله به التوحيد وفسره بأنه إفراد الله بالعبادة
وبين أن أعظم ما نهى الله عنه هو الشرك في عبادة الله جل وعلا،
يجب إفراد الله تعالى بالعبادة
من صرف شيئاً من أنواع العبادة لغير الله جل وعلا فهو مشرك كافر.

1: بيان معنى العبادة.
قال ابن جرير رحمه الله: (العبودية، عندَ جميع العرب أصلُها الذلّة، وأنها تسمي الطريقَ المذلَّلَ الذي قد وَطِئته الأقدام، وذلّلته السابلة (معبَّدًا)
والعبادة على نوعين:
1: عبادة كونية.
2: عبادة شرعية.

العبادة الكونية فهذه عامة لجميع الخلق ، كما قال الله تعالى: {إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَٰنِ عَبْدًا}

تعريف ابن تيمة في العبادة الشرعية
قال رحمه الله تعالى: (العبادة هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الباطنة الظاهرة ).

لا تكون العبادة إلا بتذلل وخضوع

الشرعية التي أمر الله بها أمور:
الأمر الأول: المحبة
الأمر الثاني: الانقياد.
الأمر الثالث: التعظيم.

هل يجوز صرف المحبة لغير الله عز وجل، و مايترتب على من صرفها لغير الله ؟
فالعبادة هي أعظم درجات المحبة، ولذلك لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل، ومن صرفها لغير الله فقد أشرك كما قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبَّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}
ماهي المرتبة من المحبة لا يستحقها أحد غير الله عز وجل؟؟
فالعابد مُحِبٌّ لمعبوده أشد المحبة؛ يقدِّم محبته على محبة النفس والأهل والولد والمال، لا يهنأ إلا بذكر محبوبه، ولا يأنس إلا بفعل ما يحبه، فذكره في قلبه ولسانه لا يكاد يكل ولا يمل من ذكره، بل يأنس بذكره في كل أحيانه، ويجتهد في كسب رضاه ومحبته، حتى لو بلغ الأمر به أن يضحي بنفسه في سبيله.

ماهو المقياس على محبة العبد لربه ؟؟
وإذا عظمت محبة الله في قلب العبد قادته إلى الاستقامة على طاعة الله عز وجل، وامتثال أوامره واجتناب نواهيه، فهو يطيعه محبة له ورغبة ورهبة.
كما قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}

آية الامتحان يمتحن بها العبد محبة الله واتباعه له ؟؟

{قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (31) قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ (32)}

ماهي مصداقية الامتحان ؟؟

وهو اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم.ومن اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فقد أثبت صدق محبته لله تعالى

يتبع ....




  #46  
قديم 4 جمادى الآخرة 1432هـ/7-05-2011م, 06:42 PM
شموخ أنثى شموخ أنثى غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 26
افتراضي

تابع الدرس السادس.....
فوصف الله محبة عباده المؤمنين له بأنها شديدة قوية متينة وهذا يقتضي أنهم لا يقدمون طاعة غير الله على طاعة الله

ومن قدم طاعة غير الله على طاعة الله ؟؟

فإنما هو لنقص في إيمانه

وما اثر اكتمال
محبة الله في قلب العبد ؟؟
كملت طاعته واستقامته، ومن كملت طاعته لم يعذبه الله أبداً، كما قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَىٰ نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ} فالمحبة تمنع العذاب.
ولذلك قال الحسن البصري: (والله لا يعذب الله حبيبه في النار).
وإنما يقع العبد في الذنوب والمعاصي إذا ضعف إيمانه وقل يقينه، وضعف حبه لله وحبه لثوابه، حتى يؤثر اللذة الفانية على ثواب الله الباقي، فيقع في التقصير ويستحق من العذاب بقدر ما يعمل من المعاصي.

  #47  
قديم 4 جمادى الآخرة 1432هـ/7-05-2011م, 09:34 PM
شموخ أنثى شموخ أنثى غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 26
افتراضي

ماهي الشروط للقبول هذه العبودية ؟
الشرط الأول: الإخلاص لله جل وعلا.
والشرط الثاني : أن تكون هذه العبادة على ما شرع الله عز وجل بما أنزله في كتابه العظيم وبينه رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ}.
وبتحقيق هذين الشرطين : إخلاص العبادة لله عز وجل، واتباع النبي صلى الله عليه وسلم، يكون العبد من المسلمين الموعودين بدخول الجنة، ومن نقض شرطاً منهما فليس من أهل الإسلام والعياذ بالله.


مامعنى الشرط الأول ؟؟
فالشرط الأول هو معنى شهادة أن لا إله إلا الله.

ما معنى الشرط الثاني ؟
والشرط الثاني هو معنى شهادة أن محمداً رسول الله.
ولا يصح إسلام عبد حتى يشهد هاتين الشهادتين.


تسلط الشيطان على الإنسان ومحاولة تسلطه على ثلاث درجات:
الدرجة الأولى: التسلط التام، وهذا إنما هو على المشركين والمنافقين، لأن اتباعهم للشيطان اتباع كامل فاستحقوا التسلط التام.
قال الله تعالى في المنافقين: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَٰئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ}
وقال تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ}
فهذا السلطان التام إنما هو على أوليائه الذين تولوه ودخلوا في حزبه وأشركوا به؛ فهم خارجون عن دين الإسلام وعن ولاية الله عز وجل وحزبه.
الدرجة الثانية: التسلط الناقص وهو باستزلال الشيطان للإنسان ، وهذا لايكون تاماً على المسلمين ، بل هو نوع تسلط يقوى ويضعف بحسب درجة اتباع العبد لخطوات الشيطان فكلما كان اتباعه أكثر كان تسلط الشيطان عليه أكبر، وقد يحرم العبد التوفيق لبعض الطاعات بسبب اتباعه لخطوات الشيطان كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَلَّوْا مِنْكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُوا وَلَقَدْ عَفَا اللَّهُ عَنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ حَلِيمٌ}
وقال: {إن الذين اتقوا إذا مسهم طائف من الشيطان تذكروا فإذا هم مبصرون وإخوانهم يمدونهم في الغي ثم لا يقصرون}

فالاستزلال سببه اتباع خطوات الشيطان، ومن اتبع خطوات الشيطان كان على خطر أن يزله الشيطان، وأصحاب هذه الدرجة من المسلمين لا يتمكن الشيطان منهم تمكناً تاماً فيستحوذ عليهم ولا يسلمون منه سلامة تامة بسبب اتباعه لخطواته فهم وإياه في جهاد، ومن تهاون منهم في اتباع خطواته كان على خطر أن يستزله الشيطان حتى يستحوذ عليه والعياذ بالله.

الدرجة الثالثة: النزغ ، وهذا ليس تسلطاً وإنما هو محاولة من الشيطان لاستجراء العبد ليتبع خطواته فإن اتبع خطواته استزله، وإن استعاذ العبد بالله عصم منه .
قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (200) إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ (201) وَإِخْوَانُهُمْ يَمُدُّونَهُمْ فِي الْغَيِّ ثُمَّ لَا يُقْصِرُونَ (202)}

والاستعاذة التامة تكون بالقلب والقول والعمل

فالاستعاذة بالقلب تكون بصدق الالتجاء إلى الله تعالى من كيد الشيطان واليقين بأنه إن لم يعصمه الله من كيده ضل وخسر.
والاستعاذة بالقول تكون بذكر ما ورد من الاستعاذة من الشيطان الرجيم ، ويتأكد ذلك عند قراءة القرآن وعند خشية تسلط الشيطان بسبب غضب أو فزع أو غفلة .
قال الله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ}
والاستعاذة بالعمل تكون باتباع هدى الله عز وجل فيما وصى به من الأمور التي تعصم من كيد الشيطان

  #48  
قديم 4 جمادى الآخرة 1432هـ/7-05-2011م, 09:49 PM
شموخ أنثى شموخ أنثى غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 26
افتراضي

ختم آيتي الاستعاذة من نزغ الشيطان باسمين من الأسماء الحسنى
دليل على إرادة مقتضاهما قال الله تعالى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} وقال في الآية الأخرى: {وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}

فختم الآية باسمين جليلين من الأسماء الحسنى وهما السميع العليم؛ فهو {السَّمِيعُ} لاستعاذتهم ودعائهم إياه، وهو {الْعَلِيمُ} بما قلوبهم من صدق الالتجاء إليه، والعليم بأعمالهم في اتباع هديه


  #49  
قديم 5 جمادى الآخرة 1432هـ/8-05-2011م, 07:26 PM
أم إسماعيل هاجر بنت محمد أم إسماعيل هاجر بنت محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المتابعة الذاتية
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 700
افتراضي

ملخص الدرس الرابع " المسألة الثالثة "

· هذه المسألة يخاطب بها من أقر بالشهادتين ، ومن لوازم الشهادتين البراءة من الشرك وأهله .
· البراءة من الشرك وأهله لها أسباب وهي على قسمين:
- أسباب متعلقة بالمتبرئين وهم المؤمنون.
- أسباب متعلقة بالمتبرأ منهم وهم المشركون والكفار.
· الأسباب المتعلقة بالمتبرئين وهم المؤمنون هي :
1- موافقة الله تعالى فيما يحب ويبغض ، فالمؤمن بالله يجد من ضرورات الإيمان أن يحب ما يحبه الله ويبغض ما يبغضه الله ويتبرأ مما تبرأ منه الله ، كما قال عز وجل " لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ".
2- طاعة الله تعالى في أمره فإن الله أمرنا بالبراءة من الشرك وأهله ونهى عن توليهم ومدح إبراهيم ومن معه على براءتهم من المشركين وأمرنا أن نأتسي بهم في هذه البراءة ، قال تعالى " قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين آمنوا معه إذ قالوا لقومهم إنا براءؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده ".
3- الغضب لله جل وعلا والحمية له فإن من صدق في محبة الله عز وجل ثم وجد من يشرك بالله سبحانه ويجتهد في إيذائه جل وعلا بالشرك وكفر النعم وادعاء الولد لله تعالى ، عن أبي أمامة الباهلي عن النبي أنه قال : " من أحب لله وأبغض لله وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان " .
4 – إثبات أن محبة الله تعالى مقدمة على محبة غيره وأن الله أحب إلى العبد مما سواه ، وأن محبة رسول الله أحب إليه مما سواه من الخلق ، ففي الصحيحين من حديث أنس عن النبي أنه قال : " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يرجع في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف فى النار " .
· الأسباب المتعلقة بالمتبرأ منهم وهم المشركون والكفار :
1- عداوتهم لله تعالى ومحادتهم لله ورسوله ومن كان هذا حاله فهو مستحق لأن يعادى ويتبرأ منه مهما كانت قرابته ، قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوى وعدوكم أولياء ".
2- أنهم أعداء للمؤمنين يجتهدون في إعناتهم وإفساد أمورهم ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا وإذا تمكنوا من المؤمنين ساموهم سوء العذاب ، قال تعالى " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا ودوا ما عنتم قد بدت البغضاء من أفواههم وما تخفى صدورهم أكبر قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ".
3- سعيهم للصد عن سبيل الله عز وجل بأقوالهم وأعمالهم وافترائهم الكذب على الله ليضلو الناس بغير علم وتمنيهم كفر المؤمنين ، كما قال تعالى " وودوا لو تكفرون " ، وقال تعالى " ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقا فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا قالوا نعم فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين الذين يصدون عن سبيل الله من آمن ويبغونها عوجا وهم بالآخرة هم كافرون ".
4- حسدهم للمؤمنين وتمنيهم زوال الخير عنهم كما قال الله تعالى ذكره " ما يود الذين كفروا من أهل الكتاب ولا المشركين أن ينزل عليكم من خير من ربكم والله يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم " .
5- كفرهم بنعم الله جل وعلا ومقابلتها بالشرك والفسوق والعصيان ، كما قال تعالى " ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار ".
· مقاصد البراءة من الشرك وأهله :
1- إقامة حدود الله ، وأعظم الحدود ما جعله الله من الحد الفاصل بين الكفر والإيمان وسمى الله المشركين محادين لله ورسوله فهم في حد والمؤمنون في حد ، وقد قال الله تعالى " يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين لله ".
2- إنكار المنكر العظيم الذي لا أعظم منه وهو الشرك بالله جل وعلا .
3- التنصل من موافقة المشركين على دينهم أو محبتهم لما يفعلونه من الشرك أو إقرارهم عليه فإن الله عز وجل قد توعدهم بعظيم المقت ، قال تعالى " إن الذين كفروا ينادون لمقت الله أكبر من مقتكم أنفسكم إذ تدعون إلى الإيمان فتكفرون " .
4- رجاء أن يقلع المشرك عن شركه إذا وجد من المؤمنين بغضا لما يفعله من الشرك ومجانبة فإن ذلك قد يحمله على الإسلام ، وقد أسلم لهذا السبب عدد من المشركين.
5- الاعتزاز بدين الله تعالى و الاستغناء به جل وعلا فإن الله قد أكمل الدين وأتمه وأعزنا به.
6- النصيحة للمسلمين وبيان الحق لهم فإن موالاة الكفار قد تغر بعض المسلمين فتفتنهم عن دينهم.
· الغاية التى تنتهى عندها هذه البراءة :
هي إيمان من أمرنا بالبراءة منه ، فإذا آمن فهو من إخواننا نحبه ونواليه ، كما قال الله تعالى " قد كانت لكم أسوة حسنة فى إبراهيم والذين آمنوا معه إذ قالوا لقومهم إنا برآؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده " فإذا آمنوا بالله وحده لا شريك له وكفروا بما يعبد من دونه فهم من المؤمنين نحبهم ونواليهم ، وقد قال الله تعالى عن المشركين " فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم فى الدين " .
· ميزات البراءة من الشرك فى الإسلام :
1- أنها متصلة بالله جل وعلا فمدار الحب والبغض فيها على ما يحبه الله وما يبغضه الله .
2- أنها عبادة ملازمة للمؤمن لا تخلو منها لحظة من لحظات حياته ، فهو وإن لم يستشعرها فهو مستصحب لحكمها ، هذا البغض عبادة قلبية عظيمة.
3- أنها مبنية على الفقه والهدى وتحقيق المصالح الشرعية ودرء المفاسد فهى ليست بغضا أهوج ولا عاطفة عمياء فهى تخلو من آثار البراءة الجاهلية العمياء .
· كيف ؟
ما من شخص إلا وهو يوالى ويعادى فمن جعل موالاته لله ومعاداته لله فقد استكمل الإيمان ومن جعل موالاته ومعاداته على أمر جاهلى فهو امرؤ فيه جاهلية ، فالولاء والبراء أمر فطرى وقد جاء الإسلام بتهذيبه .
- فالبراء فى الإسلام لا يخرج عن مقتضى العدل والإحسان ، كما قال تعالى " إن الله يأمر بالعدل والإحسان "
- وقال الله عز وجل " وقولوا للناس حسنا "
- ونهى عن الاعتداء حتى على المشركين ، فقال تعالى " وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين "
- ولو كان بيننا وبينهم عهد وخفنا منهم الخيانة وقامت قرائ وأمارات على ذلك ، لم يجز أن نبدأهم بالقتال حتى نعلمهم بذلك وننبذ إليهم عهدهم ، قال تعالى " وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين "
- وإن كنا نبغضهم بغضا شديدا ونعاديهم فى الله فإننا لا يحملنا ذلك على ظلمهم والاعتداء عليهم ، قال تعالى " ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى "
- والإحسان إلى من ليس من أهل الحرب والقتال بما لا يعين على المسلمين فليس منهى عنه بل هو من القسط الذي يحبه الله ، قال تعالى " لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين ولم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم وتقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين"
- ونحن إنما نبغضهم لكفرهم وفسوقهم وعصيانهم لا لذواتهم وهيئاتهم وأنسابهم وأعراقهم وبلدانهم ، إنما نبغضهم لما أبغضهم الله عليه ، ولذلك فإن تابوا وأسلموا أحببناهم لزوال مقتضى البغض والكراهية.
* كيفية التعامل مع الكفار والمشركين :
1- التعامل معهم يكون وفق الشريعة الإسلامية وقد أمرنا الله تعالى أن نقول للناس حسنا وأن نعاملهم بالحسنى وألا نجادل أهل الكتاب إلا بالتى هى أحسن ويجب علينا أن نفى بالعهد بيننا وبينهم وإذا ائتمننا أحد منهم أدينا له الأمانة وندعوهم إلى الإسلام بالتى هى أحسن ونبين لهم أخلاق الإسلام.
2- أما الكفار المحاربون والمعتدون الظالمون من الكفار والمنافقين فقد أمرنا بالغلظة عليهم ، كما قال تعالى
" يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم " وهذه الغلظة لها حدودها الشرعية فلا يجوز أن تفضى بالمسلم إلى قول ما لا يجوز قوله أو العدوان والبغي .
· ونحن مع بغضنا لهم بسبب أعمالهم ومقتنا لكفرهم وفسوقهم وعصيانهم ، نود لهم الهداية ونسأل الله أن يخرجهم من الظلمات إلى النور ، وندعوهم إلى الإسلام رجاء أن يمن الله عليهم بالهداية فنواليهم بعد المعاداة ونحبهم بعد البغض ، كما قال الله عز وجل " عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة والله قدير والله غفور رحيم ".
· تعريف الموالاة :
- الموالاة تطلق على معنيين بينهما تناسب وتلازم وهما التحاب والتناصر ، فالولاية تطلق على المحبة والنصرة في اللغة وعلى ما ينشأ منهما ، فالحليف ولي والكفيل ولي والقيم على من تحته ولي كولي اليتيم وولي المرأة.
- فالولي هو الذي يقوم بما تقتضيه الولاية في كل موضع بحسبه من المحبة والموافقة والتأييد والسعى في تحقيق مصالح المولى وحمايته مما يخافه عليه ونحو ذلك من الأعمال ، وهذه الأعمال كلها يجمعها معنى النصرة في اللغة.
- فالنصرة معنى جامع ينتظم ما يحصل به تحقيق ما يحبه المولى وينفعه ودفع ما يضره ويكرهه.
- ولذلك يكثر الاقتران بين الولاية والنصرة في القرآن الكريم ، قال الله تعالى عن نفسه المقدسة " نعم المولى ونعم النصير " وقال عز وجل " بل الله مولاكم وهو خير الناصرين "
- فدلت الآيات على أن النصرة من مقتضيات الولاية وأنها هى مقصودها وبدونها لا تصح الولاية .
- فالولاية أصلها : المحبة والموافقة ، ومقتضاها : النصرة والتأييد.
- فمن شأن الولي أنه ينصر مولاه ، ولذلك فإن أولياء الله هم الذين ينصرون الله عز وجل فيقومون بما تقتضيه محبته جل وعلا من تحقيق ما يحبه الله ويرضاه واجتناب ودفع ما يكرهه ويبغضه.
- ومعنى اتخاذ الكفار أولياء يشمل معنيين :
1- أن ينصر المؤمن الكافر على المؤمنين وعلى محاربة دين الله عز وجل ومحادة الله ورسوله.
2- أن يستنصر به على ذلك.
فإذا حصل هذا أو هذا فقد اتخذه وليا وكلاهما ولي للآخر بينهما رابطة الولاية.
- وهذا الأمر هو من صفات المنافقين اللازمة لهم ، ولذلك جعل الله هذا الأمر أول ما يصف به المنافقين وأعظم ما يمقتهم عليه وتوعدهم الوعيد الشديد بسببه ، كما قال الله عز وجل " بشر المنافقين بأن لهم عذابا أليما الذين يتخذون الكافرين أولياء من دون المؤمنين أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعا "
* قال الله تبارك اسمه " لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليس من الله فى شئ إلا أن تتقوا منهم تقاة ويحذركم الله نفسه وإلى الله المصير " فبين أن للمسلم حالان :
- حال الاختيار :
ففى حال الاختيار لا يتخذ المؤمن الكفار أولياء ، ومن صدر منه هذا الاتخاذ فليس بمؤمن وقد تبرأ الله منه ومن تبرأ الله منه فليس له من ولاية الله نصيب وهو من الخاسرين.
- حال الاضطرار :
وفى حال الاضطرار بأن يخشى من الكفار ضررا فلا بأس أن يداريهم مداراة يدفع بها شرهم مع انطواء القلب على بغضهم وبغض ما يفعلون من الكفر والفسوق والعصيان.
· وقوله تعالى " إلا أن تتقوا منهم تقاة " فيه قولان :
القول الأول : إلا أن تكونوا في سلطانهم فتخافوهم على أنفسكم فتظهروا لهم الولاية وتضمروا لهم المعاداة ولا تشايعوهم على دينهم ولا تعينوهم على مسلم بشئ.
القول الثانى : إلا أن يكون بينكم وبين بعض الكفار رحم فتتقون قطيعتها فتصلونها من غير أن تتولوهم في دينهم
( وابن جرير رحمه الله صحح هذا القول من جهة المعنى لكنه بين أن لفظ الآية لا يدل عليه ).
· بين الله في كتابه أن الكفار على ثلاث درجات :
الدرجة الأولى : الأبوان الكافران والأرحام الذين ليسوا من الدرجة الثالثة . حكمها : إحسان الصحبة .
الدرجة الثانية : الكفار الذين لم يقاتلوا المؤمنين ولم يعينوا عليهم. حكمها : البر والقسط.
الدرجة الثالثة : الكفار المقاتلون والمعينون على قتال المؤمنين والعدوان عليهم. حكمها : حرمة موالاتهم .
· موالاة الكفار : هي التوافق والتناصر على الإسلام والمسلمين ، وهي : ناقض من نواقض الإسلام ، ولا يجوز لمسلم أن يتولى الكفار ولو كان من تولاه أحد أبويه أو من عشيرته ، فاتخاذهم أولياء وإعانتهم على دعوة الإسلام والمسلمين كفر وردة عن دين الله عز وجل والعياذ بالله .
· المصاحبة بالمعروف : وهي واجبة على المسلم الذى له أبوان كافران ، قال الله تعالى " وإن جاهداك على أن تشرك بى ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما فى الدنيا معروفا " ونهى الله تعالى عن اتخاذهم أولياء ، كما قال عز وجل " يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منكم فأولائك هم الظالمون" .
· والمصاحبة بالمعروف لا تعنى اتخاذهم بطانة وأصدقاء ولا أن نفشي إليهم الأسرار ونطلعهم على عورة الإسلام وأهله ونؤثر المكث بين أظهرهم على الهجرة إلى دار الإسلام ، فالمصاحبة بالمعروف وكذلك معاشرة الرجل لزوجته الكتابية والإحسان إلى من أذن الله بالإحسان إليهم من الكفار ليست من الموالاة في شئ .
· الثناء على بعض الخصال الحسنة لدى بعض الكفار : جائز لا بأس به .
وقد مدح النبي بعض الخصال الحسنة لدى بعض الكفار ، وقال لأشج عبد القيس : " إن فيك خصلتين يحبهما الله : الحلم والأناة " ، ولكن لا ينبغى أن يتخذ ذلك ذريعة لمحبة باطلهم أو الاغترار بما لدى بعضهم من خصال حسنة فيعتقد أنهم على الحق فى دينهم.
· اتخاذ المشركين بطانة : محرم لا يجوز ، لكنها ليست من الموالاة.
قال الله تعالى" يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم " ، أي : لا تتخذوا أولياء وأصدقاء لأنفسكم من غير أهل دينكم وملتكم يعنى : من غير المؤمنين .
وإنما جعل البطانة مثلا لخليل الرجل فشبهه بما ولى بطنه من ثيابه ، لحلوله منه – فى اطلاعه على أسراره وما يطويه عن أباعده وكثير من أقاربه – محل ما ولى جسده من ثيابه .
· الثناء على بعض الخصال المحرمة لدى بعض الكفار ومحبتها : محرم لا يجوز .
لقول الله تعالى " ولا تتعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب " لكن إذا أفضى إلى اتخاذهم أولياء ومناصرتهم على المسلمين فهى ردة عن الإسلام.
· أقسام المسلمين فى البراءة من الكفار :
القسم الأول : غلوا في البراءة وتعدوا حدود الله فى ذلك وارتكبوا من الظلم والعدوان والتنفير عن دين الله عز وجل ما لا يجوز لهم .
القسم الثانى : فرطوا وتساهلوا في ذلك حتى حصل منهم مودة ومحبة للكفار في بعض شؤون دنياهم من غير أن يتخذوهم أولياء.
وأصحاب هذين القسمين مخالفون لهدى الله مخطئون مذنبون.
والقسم الوسط : اتبعوا هدي الله وامتثلوا أحكامه فتبرؤوا من الكفر وأهله وعاملوهم بمقتضى شرع الله ، وهؤلاء هم الموفقون الناجون بإذن الله .

  #50  
قديم 7 جمادى الآخرة 1432هـ/10-05-2011م, 06:16 PM
أم الهندين بوعلي أم الهندين بوعلي غير متواجد حالياً
طالبة علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 199
Lightbulb

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته




إن أخطأت ففي استماع ملاحظاتكن

هدانا الله و إياكم لسبله

قاعدة عامة فيما جاز صرفه لغير الله من معاني العبادات :



- إذا حمل توجهه لغير الله بهذا العمل معاني التعبد من الرغب و الرهب و التذلل و الخضوع == شرك أكبر



- إذا كان توجهه لغير الله بهذا العمل من باب التسبّب مع تعلق القلب بغير الله == شرك أصغر


- إذا توجه لغير الله بهذا العمل من باب التسبب مع تعلق القلب بالله وحده على أنه هو المتصرف لا شريك له == ليس شركا

تعليق هام :
http://www.afaqattaiseer.com/vb/show...1&postcount=66


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
هنا, نتذاكر


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 08:48 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir