تلخيص تفسير سورة التغابن [ من الآية (14) إلى الآية (18) ]
أولًا: قائمة المسائل :
المسائل التفسيرية:
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْوَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُواوَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ).
سبب نزول الآية. ك ش
مقصد الآية. س
المراد بحرف الجرِّ "من". ك س
المراد بالعدو. س
جهة العداوة في علاقة المؤمن بزوجه و أبنائه. ك س ش
مرجع الضمير في قوله تعالى:"فاحذروهم". ك س ش
متعلَّق قوله تعالى:"فاحذروهم". ك
المقتضى في قوله تعالى:"فاحذروهم". س ش
ما يراد بالعفو و الصفح و المغفرة عند اجتماعهم. ش
متعلَّق "تعفوا". ك ش
علةُ الأمرِ بالعفو و الصفح و المغفرة. س
ثمرةُ العفوِ و الصفحِ و المغفرةِ. س
مَن تجبُ لهم مغفرة الله و رحمته. ش
قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)
المراد بالآية إجمالًا. ك
المراد بقوله تعالى:"فتنة". ك ش
وجه كون الأبناء فتنة. ك
المراد ب"عنده". ك
ما أعدَّه الله لمن نجا من فتنة الأموال و الأولاد. س ش
قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون)
سبب نزول الآية. ك
المراد بالتقوى. س
المراد بقوله تعالى:"ما استطعتم". ك
فائدة التقييد بالاستطاعة و القدرة. س
المراد بالأمر بالسمع و الطاعة. ك س
متعلق الأمر بالسمع و الطاعة. س ش
المراد ب"أنفقوا". ك س ش
متعلق الأمر بالإنفاق. س
المراد بقوله تعالى:"خيرا". ك س ش
مفهوم قوله تعالى:"خيرا لأنفسكم". ك س
المراد بالشح. س ش
المراد بقوله تعالى:"و من يوق شح نفسه". س
العلة في فلاح من وقاه الله شح نفسه. س
ثمرة الوقاية من داء الشح. س ش
قوله تعالى: (إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ)
المراد بالآية إجمالا. ك
المراد بالقرض. ك س ش
متعلق:"تقرضوا". س ش
المراد بقوله تعالى:"حسنا". س ش
المراد بقوله:"يضاعفه لكم". س ش
المراد بقوله:"يغفر لكم". ك
متعلق قوله:يغفر لكم. ك ش
سبب المغفرة. س
ما يوجب تكفير الذنوب. س
المراد بقوله تعالى:" شكور". ك س ش
المراد بقوله تعالى:"حليم". ك س ش
قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
المراد بالغيب. س
المراد بالشهادة. س
المراد ب"العزيز". س
المراد ب"الحكيم". س
ثانيًا: خلاصة أقوال المفسرين في كل مسألة :
المسائل التفسيرية:
قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْوَأَوْلَادِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُواوَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ).
سبب نزول الآية:
ذكر ابنُ كثير رواية ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال حين سئل عن هذه الآية: فهؤلاء رجالٌ أسلموا من مكّة، فأرادوا أن يأتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم؛ فأبى أزواجهم وأولادهم أن يدَعوهم، فلمّا أتوا رسول اللّه صلّى اللّه عليهوسلّم رأوا الناس قد فقهوا في الدّين، فهَمُّوا أن يعاقبوهم، فأنزل اللّه هذه الآية:"وإن تعفوا وتصفحوا وتغفروا فإنّ اللّه غفورٌرحيمٌ"،و قد ذكر الأشقر سببَ النزول نفسَه.
مقصد الآية:
تحذير الله للمؤمنين أن يغترُّوا بالأزواج و الأولاد.
المراد بحرف الجرِّ "من":
التبعيض؛ حيث إن بعضَ أزواج المؤمنين و أبنائهم يكونون أعداءً لهم في حقيقة الأمر.صرَّح به السعدي و يفهم من كلام ابن كثير.
المراد بالعدو:
هو الذي يريد بالإنسان الشرَّ. ذكره السعدي.
جهة العداوة في علاقة المؤمن بزوجه و أبنائه:
أن الأرزواج و الأبناء يكونون أعداء من حيث إنهم قد يكون منهم إلهاءٌ للعبد عما افترضه الله عليه،و صرفٌ له عن وجوه الطاعات،و إقحامٌ له في مزالقِ المحرمات، يحمله على ذلك حبُّه الشديدُ لهم، و حرصُه على نفعهم.ذكره ابن كثير و أورد فيه أثرا عن مجاهد فيه المعنى ذاته، و حول نفس المعنى دارت عبارات السعدي و الأشقر.
مرجع الضمير في قوله تعالى:"فاحذروهم":
بعض الأزواج و الأولاد.يفهم من كلام ابن كثير و السعدي و الأشقر.
متعلَّق قوله تعالى:"فاحذروهم":
على دينكم. أورده ابن كثير عن ابن زيد.
المقتضى في قوله تعالى:"فاحذروهم":( يمكن أن يدخل في متعلَّق الحذر)
لكي يصح الكلام عقلًا و شرعًا لا بد من تقدير ما يتعلق به الحذر؛ إذ لا يمكن أن يكون الحذر من الأزواج و الأولاد عاما، فالحذر يتعلق بما يطلبونه أو يحتاجونه من رزق مما يحتوي على محذور شرعي إما أن يكون على جهة تفويت الواجبات أو فعل المحرمات. ذكره السعدي و الأشقر.
ما يراد بالعفو و الصفح و المغفرة عند اجتماعهم:
العفو عن الذنوب التي ارتكبها أولئك الأزواج و الأولاد، و ترك التثريب عليه، و سترها. ذكره الأشقر.
متعلَّق "تعفوا":
ما يصرفون به الزوج أو الأب عن طاعة الله. يفهم من سبب النزول الذي أورده ابن كثير و الأشقر، و كذلك الذنوب التي ارتكبوها.ذكره الأشقر.
علةُ الأمرِ بالعفو و الصفح و المغفرة:
حتى لا يتوهم المسلم أنه مأمور بالغلظة و الشدة على زوجه و أولاده طلبا لمرضاة الله تعالى الذي حذر منهم؛ فأزال الله ما قد يوجب اللبس في الأفهام. ذكره السعدي.
ثمرةُ العفوِ و الصفحِ و المغفرةِ:
لأنَّ الجزاءَ مِن جِنْسِ العمَلِ، فمَن عَفَا عفَا اللَّهُ عنه، ومَن صَفَحَصَفَحَ اللَّهُ عنه، ومَن عامَلَ اللَّهَ تعالى فيما يُحِبُّ وعامَلَ عِبادَه بمايُحِبُّونَ ويَنْفَعُهم، نالَ مَحَبَّةَ اللَّهِ ومَحَبَّةَ عِباده. ذكره السعدي.
مَن تجبُ لهم مغفرة الله و رحمته:
المؤمنون مع أزواجهم و أولادهم. ذكره الأشقر.
قوله تعالى: (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ)
المراد بالآية إجمالًا:
يقول تعالى: إنّما الأموال والأولاد فتنةٌ، أي: اختبارٌ وابتلاءٌ من اللّه لخلق؛ ليعلم من يطيعه ممّن يعصيه، و الله عنده أجر عظيم. ذكره ابن كثير.
المراد بقوله تعالى:"فتنة":
ابتلاء و اختبار من الله لخلقه. ذكره ابن كثير و الأشقر.
وجه كون الأبناء فتنة:
ما أورده ابن كثير عن الإمام أحمد من حديث بريدة مرفوعًا:"كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يخطب، فجاء الحسن والحسين، رضي اللّه عنهما،عليهما قميصان أحمران يمشيان ويعثران، فنزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم منالمنبر فحملهما فوضعهما بين يديه، ثمّ قال: "صدق اللّه ورسوله، إنّما أموالكموأولادكم فتنةٌ، نظرت إلى هذين الصّبيّين يمشيان ويعثران فلم أصبر حتّى قطعت حديثيورفعتهما"، و ما رواه أيضا عن الإمام أحمد من حديث الأشعث بن قيسٍ قال: قدمت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّمفي وفد كندة، فقال لي: "هل لك من ولدٍ؟ " قلت: غلامٌ ولد لي في مخرجي إليك من ابنةجمدٍ، ولوددت أنّ بمكانه: شبع القوم. قال: "لا تقولنّ ذلك، فإنّ فيهم قرّة عينٍ،وأجرًا إذا قبضوا"، ثمّ قال: "ولئن قلت ذاك: إنّهم لمجبنةٌ محزنة"،وما ذكره ابن كثير عن البزّار من حديث أبي سعيدٍ مرفوعا: "الولد ثمرة القلوب، وإنّهم مجبنة مبخلة محزنةٌ" و ما ذكره عن الطّبرانيّمن حديث أبي مالكٍ الأشعريّ؛ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ليسعدوّك الّذي إن قتلته كان فوزًا لك، وإن قتلك دخلت الجنّة، ولكنّ الّذي لعلّه عدوٌّلك ولدك الّذي خرج من صلبك، ثمّ أعدى عدوٍّ لك مالك الّذي ملكتيمينك".
المراد ب"عنده":
أي يوم القيامة. ذكره ابن كثير.
ما أعدَّه الله لمن نجا من فتنة الأموال و الأولاد:
نيل ما عند الله من الأجر العظيم المشتملِ على الْمَطالِبِ العاليةِ والْمَحَابِّ الغاليةِ.ذكره السعدي.
قوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا وَأَنْفِقُوا خَيْرًا لِأَنْفُسِكُمْ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُون)
سبب نزول الآية:
ذكر ابن كثير عن ابن أبي حاتمٍ عن سعيد بن جبيرٍ في قوله:"اتّقوا اللّه حقّ تقاته ولا تموتنّ إلا وأنتم مسلمون"قال: لمّا نزلت الآية اشتدّ على القوم العمل، فقاموا حتّى ورمتعراقيبهم وتقرّحت جباههم، فأنزل اللّه تخفيفًا على المسلمين:"فاتّقوا اللّه ما استطعتم"؛فنسخت الآيةالأولى. قال ابن كثير:وروي عن أبي العالية، وزيد بن أسلم، وقتادة، والرّبيع بن أنسٍ،والسّدّيّ، ومقاتل بن حيّان، نحو ذلك.
المراد بالتقوى:
هي امتثال أوامر الله تعالى و اجتناب نواهيه. ذكره السعدي.
المراد بقوله تعالى:"ما استطعتم":
أي: جهدكم و طاقتكم. ذكره ابن كثير.
فائدة التقييد بالاستطاعة و القدرة:
أنَّ كُلَّ واجبٍ عَجَزَ عنه العَبْدُ يَسقُطُ عنه، وأنَّه إذا قَدَرَ على بعضِالمأمورِ وعَجَزَ عن بعضِه، فإِنَّه يَأتِي بما يَقْدِرُ عليهِ ويَسْقُطُ عنه مايَعْجِزُ عنه؛ كما قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ:" إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ، فَأْتُوا مِنْهُ مَااسْتَطَعْتُمْ".ويَدخُلُتحتَ هذهِ القاعدةِ الشرعيَّةِ مِن الفُروعِ ما لا يَدْخُلُ تحتَالْحَصْرِ. ذكره السعدي.
المراد بالأمر بالسمع و الطاعة:
الانقياد التام لأوامر الله تعالى الشرعية. ذكره ابن كثير و السعدي.
متعلق الأمر بالسمع و الطاعة:
أوامر الله و رسوله. ذكره السعدي و الأشقر.
المراد ب"أنفقوا":
ابذلوا مما رزقكم الله تعالى. ذكره ابن كثير و بنحوه عن السعدي و الأشقر.
متعلق الأمر بالإنفاق:
النفقات الشرعية الواجبة و المستحبة. ذكره السعدي.
المراد بقوله تعالى:"خيرا":
إما أن يكون المراد:أنفقوا في وجوه الخير يكن خيرا لكم. ذكره ابن كثير و السعدي،و إما أنفقوا في وجوه الخير و قدموا خيرا لأنفسكم. ذكره الأشقر.
مفهوم قوله تعالى:"خيرا لأنفسكم":
إن لم تفعلوا ما تؤمرون به = يكن شرا لكم في الدنيا و الآخرة. ذكره ابن كثير و السعدي.
المراد بالشح:
حب وجود المال في اليد و كراهية خروجه منها ذكره السعدي،و قال الأشقر إنه البخل.
المراد بقوله تعالى:"و من يوق شح نفسه":
من سمحت نفسه بالإنفاق النافع لها. ذكره السعدي
العلة في فلاح من وقاه الله شح نفسه:
لأنهم أدركوا المطلوب و نجو من المرهوب.ذكره السعدي.
ثمرة الوقاية من داء الشح:
الفلاح و النجاح و الفوز بكل خير في الدنيا و الآخرة. ذكره السعدي و الأشقر.
قوله تعالى: (إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ)
المراد بالآية إجمالا:
أي: مهما أنفقتم من شيءٍ فهو يخلفه، ومهما تصدّقتم من شيءٍ فعليه جزاؤه. ذكره ابن كثير.
المراد بالقرض:
كل نفقة ينفقها العبد في سبيل الله.ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر.
متعلق:"تقرضوا":
موضع النفقة الصحيح ،و وجوه الخير المختلفة. ذكره السعدس و الأشقر.
المراد بقوله تعالى:"حسنا":
من مال حلال و يقصد به وجه الله.ذكره السعدي و الأشقر.
المراد بقوله:"يضاعفه لكم":
يجعل الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمئة ضعف.ذكره السعدي و الأشقر.
المراد بقوله:"يغفر لكم":
يتجاوز عن الذنوب و الزلات و الخطايا. ذكره ابن كثير.
متعلق قوله:يغفر لكم:
الذنوب و الزلات و الخطايا.ابن كثير و الأشقر.
سبب المغفرة:
الإنفاق و الصدقة. ذكره السعدي.
ما يوجب تكفير الذنوب:
الحسنات.ذكره السعدي.
المراد بقوله تعالى:" شكور":
يثيب من أطاعه بالأضعاف المضاعفة.ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر.
المراد بقوله تعالى:"حليم":
لا يعاجل من عصاه بالعقوبة. ذكره ابن كثير و السعدي و الأشقر.
قوله تعالى: (عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)
المراد بالغيب:
ما يغيب عن العباد من الجنود التي لا يعلمها إلا الله. ذكره السعدي.
المراد بالشهادة:
ما يشاهده العباد من المخلوقات. ذكره السعدي.
المراد ب"العزيز":
الذي لا يُغالَبُ ولا يُمَانَعُ، الذي قَهَرَ جميعَ الأشياءِ. ذكره السعدي.
المراد ب"الحكيم":
الْحَكِيمُ في خَلْقِه وأَمْرِه، الذي يَضَعُ الأشياءَ مَواضِعَها. ذكره السعدي.
و الحمد لله رب العالمين