(المجموعة الأولى)
السؤال الأول: أجب عما يلي:
- اذكر أهمية الشهادتين في دين الإسلام، واذكر الدليل على ما تقول.
الشهادتان هما أصل الإسلام, وهما الركن الأول من اركان الإسلام, يدخل العبد بهما الإسلام, ومن لم يفعل فليس بمسلم وإن فعل جميع أعماله.
ودليل ذلك ما جاء في الصحيحين من قوله عليه الصلاة والسلام:"بُنِي الإسلامُ على خَمْسٍ: شهادةِ أن لا إله إلا اللهُ وأن مُحمَّدًا رسولُ اللهِ، وإقامِ الصلاةِ، وإيتاءِ الزكاةِ، وحَجِّ البيتِ، وصومِ رمضانَ", فهي الركن الأول في الإسلام الذي ينبني عليه ما جاء بعده من أركان, وبدونها لا يقبل الله عمل عامل مهما عمل.
وكان عليه الصلاة والسلام يوصي رسله إلى القبائل أن يبدؤوا بدعوة الناس إلى الشهادتين أولا, كما قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه مسلم لمعاذ بن جبل عندما بعثه إلى اليمن:" (إنَّك تأتي قوماً من أهلِ الكتابِ فَادْعُهم إلى شهادةِ أنْ لا إلهَ إِلا الله وَأني رسولُ اللهِ؛ فإِنْ هُمْ أطاعوا لِذلكَ فأَعْلِمْهم أنَّ اللهَ افْتَرضَ عليهم خمسَ صَلَوَاتٍ في كلِّ يومٍ وَليلةٍ.... الحديث", فدل هذا على وجوب الإبتداء بتعلم الشهادتين ومعرفة معناها, وجاء هذا الحث واضحا في حديث جبريل الطويل الذي بين أركان الإسلام والإيمان والإحسان, وقد قال عليه الصلاة والسلام في آخره:"هذا جِبْريلُ أتاكم يُعلِّمُكم دِينَكُم", فأول مرتبة من مراتب الدين الإسلام, وأول ركن في مرتبة الإسلام الشهادتين.
- اذكر أربعًا من فضائل التوحيد، وأربعًا من عقوبات الشرك.
من فضائل التوحيد:
1- التوحيد اصل الإيمان ولا يصح اسلام المرء إلا به, وأعظم ثمرة لهذا رضوان الله على العبد ونجاته من النار في الآخرة ودخوله الجنة إن هو مات على التوحيد, كما قال عليه الصلاة والسلام:"ما مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلا اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلاَّ حَرَّمَهُ اللهُ عَلى النَّارِ".
وهذه البشارة تشمل عصاة لموحدين, فهم وإن استحقوا العقوبة على ما فعلوه من معاصي وترك ما امر الله به, إلا إن ما معهم من اصل التوحيد, يكون مانعا لهم من الخلود في النار, فقد ينالوا العقوبة في الدنيا او في القبر أو في الآخرة, لكن حتى وإن عذبوا بنار الآخرة فإنهم لا بد خارجين منها كما وعد الله بذلك كل موحد.
2- التوحيد شرط أساسي لقبول الأعمال الصالحة من الإنسان, فالموحد يقبل الله منه العمل ولو كان قليلا ويضاعفه له أضعافا كثيرة, لو حقق شرطي قبول العمل.
كما قال سبحانه:"وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْه", وقال سبحانه"وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ".
3- الموحد تملأ قلبه الطمأنينة والسكينة, فهو واحد لواحد في واحد, فتراه قد سكن قلبه لربه توكلا عليه ويقينا بعلمه وحكمته ورحمته, غنيا بربه, عزيزا به, آمن بجميع صفاته وأفعاله الكاملة, فذهب عنه الهلع والجزع, وبقدر ما معه من التوحيد, بقدر ما تكون سكينة القلب وطمأنينته.
كمت قال تعالى:"الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ".
4- التوحيد من أعظم الأسباب لنيل حب الله سبحانه وتعالى, وهذا كا لنزول البركات على الموحد كما وعد الرب سبحانه, منها مَغْفرةُ الذنوبِ، وتَفْريجُ الكُروبِ، ومُضاعفةُ الحسناتِ، ورِفْعةُ الدَّرجاتِ، والحِفْظُ من الشُّرورِ والآفاتِ، ورَدُّ كَيْدِ الأعداءِ، وزَوالُ الهُمومِ والغُمومِ، وحُصولُ النِّعَمِ والبركاتِ، واندفاعُ النِّقَمِ والعُقوباتِ، والتَّحَرُّرُ من رِقِّ النفسِ والشَّيْطانِ والعُبوديَّةِ للخَلْقِ، وذَوْقُ حلاوةِ الإيمان ولَذَّةِ الإخلاصِ، والشوقُ إلى لقاءِ اللهِ, وغيره الكثير.
من عقوبات الشرك:
1- المشرك محروم أبدا من الجنة, خالدا أبدا في النار, كما قال تعالى:"إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ".
2- المشرك مهما عمل من أعمال في الدنيا, فالشرك يحبط عمله, مردود عليه لا يقبل الله منه الكثير ولا القليل, يأتي يوم القيامة يجد ما عمل وقدم سرابا أو هباء منثورا, كما قال تعالى:"وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا".
3- المشرك حائرة نفسه, مبعثر قلبه ومشتت, فقير القلب والنفس, يجزع عند أقل بلاء, وذلك لأنه اتجه بالدعاء والعبادة لمخلوق مثله, لا ينفع ولا يضر نفسه, فكيف ينفع ويضر غيره!
ما وصفهم الله تعالى مع ما يعبدون:"ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ".
4- من اعظم عقوبات الشرك؛ بغض الله للمشرك, فتسلب من حياته البركة ويحرم من الحياة الطيبة التي وعد الله بها عباده المؤمنين في الدنيا, فلا يجد حلاوة الإيمان ولا طمأنينة القلب, فيعيش حياته عبدا لغير الله, ضائق صدره ولو كان عنده ما عنده من ملذات الدنيا, لكنه فاقد لنعيم الدنيا الحقيقي, وهو لذة الإخلاص والإيمان والشوق إلى لقاء الله سبحنه وتعالى, فهو في عذاب قبل العذاب الأكبر الذي ينتظره في الآخرة.
السؤال الثاني: أكمل بعبارة صحيحة:
- كل عمل ليس على السنة فحكمه: ..البطلان والرد ، الدليل: . . مَن عَمِلَ عَمَلاً ليسَ عليه أَمْرُنا فهو رَدٌّ.
السؤال الثالث: دللّ لما يأتي:
- الدين يسر، ولم يكلّفنا الله تعالى إلّا ما نستطيع.
قوله تعالى:"لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا"البقرة: ٢٨٦
وقوله تعالى:"فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ" التغابن: ١٦
- المؤمن الذي يفعل المعاصي من غير نواقض الإسلام فهذا من عصاة المسلمين ولا نكفّره بسبب معصيته وإن كانت من الكبائر.
,:"مَنْ شَهِدَ أن لا إلهَ إلا اللهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وَأنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ ورَسُولُهُ، وَأنَّ عِيسى عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ وَكَلِمَتُهُ ألْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ ورُوحٌ مِنْهُ، وَأنَّ الجَنَّةَ حَقٌّ، وَالنارَ حَقٌّ، أدْخَلَهُ الله الجَنَّةَ عَلَى مَا كَانَ مِنَ العَمَلِ"متفق عليه.
السؤال الرابع : ضع صح أما العبارة الصحيحة وخطأ للعبارة الخاطئة، مع تصحيح الخطأ إن وجد:
- من الأمور ما لا تتحقق فيه المصلحة ودفع المفسدة إلا بمخالفة الكتاب والسنة. (جطأ, فقد قال تعالى: "إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ"، فلا يُمْكِنُ أن ينالَ العبدُ أمْرًا أفضلَ له بمعصيةِ الله عز وجل ومخالفةِ كتابِه, وقال عليه الصلاة والسلام:"وإنَّ أحْسَنَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحمَّدٍ", فلا هدي أفضل من هديه عليه الصلاة والسلام, بل كمالُ العبدِ ونجاتُه وسعادتُه ومَبْلَغُ هدايتِه على قَدْرِ اتباعِه للكتاب والسنة. )
- حقيقة دين الإسلام هو التعبد لله تعالى وحده بفعل ما أمر به واجتناب ما نهى عنه ( صح)
السؤال الخامس:
- اشرح معنى قول العبد (أشهد أن لا إله إلا الله) موضّحًا قولك بالأدلة.
قول العبد:(لا إله إلا الله), هذه شهادة منه أن لا معبود بحق إلا الله.
لا هذه نافية للجنس, والإله هو المعبود الذي تألهه القلوب محبة وتعظيما, فالعبد يقر أن لا أحد يستحق أن يتوجه له بالعبادة إلا الله سبحانه وتعالى, لا ملك مقرب ولا نبي مرسل, ومن باب أولى باقي المخلوقات, فكل من عبد غير الله , فهو كافر, كما قال تعالى:"وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ".
وكل من أشرك مع الله غيره بالعبادة, فهو مشرك كافر, فالله هو المستحق وحده للعبادة, ولذلك خلق العباد, كما قال سبحانه:"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"و وهذا هو التوحيد الذي أمرنا الله به,
وكلمة التوحيد بشقيها تضمنت اثبات الألوهية الحقة لله عز وجل ونفيها عمن سواه,فلا يتم التوحيد إلا بتوحيد العبادة لله سبحانه والبراءة الكاملة من الشرك وأهله, وهذا الذي فهمه كفار قريش لما سمعوا كلمة التوحيد, وهذا هو التوحيد الخالص, كما قال تعالى:"قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ".
وهذا هو التوحيد الذي دعت إليه جميع الرسل وبعثت به, كما قال سبحانه:"وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ", وبين لنا سبحانه وتعالى قصص الرسل مع أقوامهم, وكيف حلت عقوبته بمن كفر ورد دعوة الرسل له بالتوحيد, كما أخبر عن نوح عليه السلام وقومه :"ــ قال اللهُ تعالى:"لَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ فَقَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ", وهود عليه السلام وقومه:"وَإِلَى عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ أَفَلَا تَتَّقُونَ", فكلمةُ التوحيدِ هي كلمةُ الحقِّ التي دعا إليها المرسلون قبلَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وهي دَعوةُ رسولنِا صلى الله عليه وسلم.