دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > علوم اللغة > متون علوم اللغة العربية > النحو والصرف > ألفية ابن مالك

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 ذو الحجة 1429هـ/6-12-2008م, 10:11 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي الكلام وما يتألف منه

الكلامُ وما يَتَأَلَّفُ منْهُ
كلامُنا لفظٌ مُفيدٌ كاسْتَقِمْ = واسمٌ وفعلٌ ثمَّ حَرْفُ الكَلِمْ
واحدُهُ كَلِمَةٌ والقولُ عَمْ = وكِلْمَةٌ بها كلامٌ قدْ يُؤَمْ


  #2  
قديم 8 ذو الحجة 1429هـ/6-12-2008م, 10:39 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي شرح ابن عقيل (ومعه منحة الجليل للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)

الكلامُ وما يَتَأَلَّفُ مِنه(1)

كَلاَمُنَا لَفْظٌ مُفِيدٌ كَاسْتَقِمْ = وَاسْمٌ وَفِعْلٌ ثُمَّ حَرْفٌ الْكَلِمْ(2)
وَاحِدُهُ كَلِمَةٌ والقَوْلُ عَمْ = وكِلْمَةٌ بهَا كَلامٌ قدْ يُؤَمْ(3)
الكلامُ المُصْطَلَحُ عليه عندَ النُّحاةِ عِبارةٌ عن (اللفظِ المُفيدِ فائدةً يَحْسُنُ السكوتُ عليها"، فاللفظُ جنسٌ يَشْمَلُ الكلامَ والكَلِمَةَ والكَلِمَ، ويَشْمَلُ المُهْمَلَ كـ "دَيْزٍ" والمُسْتَعْمَلَ كـ"عَمْرٍو".
ومُفِيدٌ أَخْرَجَ المُهْمَلَ، و(فائدةً يَحْسُنُ السكوتُ عليها" أَخْرَجَ الكَلِمَةَ وبعضَ الكَلِمِ - وهو ما تَرَكَّبَ مِن ثلاثِ كَلِمَاتٍ فأَكْثَرَ، ولم يَحْسُنِ السكوتُ عليه - نحوُ: "إنْ قامَ زيدٌ".
ولا يَتَرَكَّبُ الكلامُ إلاَّ مِن اسميْنِ؛ نحوُ: "زَيدٌ قائمٌ" أو مِن فعلٍ واسمٍ كـ"قامَ زيدٌ"، وكقولِ المصنِّفِ: (اسْتَقِمْ) فإنَّه كلامٌ مركَّبٌ من فعلِ أمرٍ وفاعلٍ مُسْتَتِرٍ، والتقديرُ: اسْتَقِمْ أنتَ، فاسْتَغْنَى بالمثالِ عن أنْ يقولَ: (فائدةً يَحْسُنُ السكوتُ عليها) فكأنه قالَ: (الكلامُ هو اللفظُ المفيدُ فائدةً كفائدةِ اسْتَقِمْ) وإنما قالَ المصنِّفُ: (كلامُنا) لِيُعْلَمَ أنَّ التعريفَ إنما هو للكلامِ في اصطلاحِ النَّحْوِيِّينَ، لا في اصطلاحِ اللُّغَوِيِّينَ، وهو في اللغةِ اسمٌ لكلِّ ما يُتَكَلَّمُ به مفيداً كانَ أو غيرَ مفيدٍ.
والكَلِمُ اسمُ جِنْسٍ (4)، واحدُه كَلِمَةٌ، وهي إما اسمٌ وإما فِعْلٌ وإما حرفٌ؛ لأنَّها إنْ دَلَّتْ على معنًى في نفسِها غيرَ مقترِنةٍ بزمانٍ فهي الاسمُ، وإنِ اقْتَرَنَتْ بزمانٍ فهي الفعلُ، وإنْ لم تَدُلَّ على معنًى في نفسِها، بل في غيرِها، فهي الحرفُ.
والكَلِمُ ما تَرَكَّبَ مِن ثلاثِ كَلِماتٍ فأكثرَ، كقولِكَ: إنْ قامَ زيدٌ، والكَلِمَةُ هي اللفظُ الموضوعُ لمعنًى مفردٍ. فقولُنا: (الموضوعُ لمعنًى) أَخْرَجَ المهمَلَ كدَيْزٍ، وقولُنا: (مُفْردٍ) أَخْرَجَ الكلامَ؛ فإنَّه موضوعٌ لمعنًى غيرِ مفردٍ.
ثم ذَكَرَ المُصَنِّفُ رَحِمَه اللهُ تعالى أنَّ القولَ يَعُمُّ الجميعَ، والمرادُ أنه يَقَعُ على الكلامِ أنه قولٌ، ويَقَعُ أيضاً على الكَلِمِ والكَلِمَةِ أنه قولٌ، وزَعَمَ بعضُهم أنَّ الأصلَ استعمالُه في المُفرَدِ.
ثم ذكَرَ المصنِّفُ أنَّ الكَلِمَةَ قد يُقْصَدُ بها الكلامُ؛ كقولِهم في (لا إلهَ إلاَّ اللهُ: كَلِمَةُ الإخلاصِ).
وقد يَجْتَمِعُ الكلامُ والكَلِمُ في الصدقِ، وقد يَنْفَرِدُ أحدُهما.
فمثالُ اجتماعِهِمَا: (قد قامَ زيدٌ) فإنَّه كلامٌ؛ لإفادتِه معنًى يَحْسُنُ السكوتُ عليه، وكَلِمٌ؛ لأنَّه مركَّبٌ مِن ثلاثِ كَلِماتٍ.
ومثالُ انفرادِ الكَلِمِ(إنْ قامَ زيدٌ) (5).
ومثالُ انفرادِ الكلامِ: زيدٌ قائمٌ (6).


([1]) لكلامُ) خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ على تقديرِ مضافيْنِ، وأصلُ نَظْمِ الكلامِ (هذا بابُ شرحِ الكلامِ وشرحِ ما يَتَأَلَّفُ الكلامُ منه) فحَذَفَ المبتدأَ ـ وهو اسمُ الإشارةِ ـ ثمَّ حَذَفَ الخبرَ ـ وهو البابُ ـ فأُقِيمَ (شَرْحُ) مُقامَه، فارْتَفَعَ ارتفاعَه، ثمَّ حُذِفَ (شرحُ) أيضاًً وأُقِيمَ (الكلامُ) مُقَامَه، فارْتَفَعَ كما كانَ الذي قبلَه.
(وما) الواوُ عاطفةٌ، و(ما) اسمٌ موصولٌ معطوفٌ على الكلامِ بتقديرِ مضافٍ؛ أي: شرحُ ما يَتَأَلَّفُ، و(يَتَأَلَّفُ) فعلٌ مضارعٌ، وفاعلُه ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه جوازاً تقديرُه هو، يَعُودُ إلى الكلامِ، و(مِنْهُ) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بيِتَأَلَّفُ، والجملةُ من الفعلِ الذي هو يَتَأَلَّفُ والفاعلِ لا مَحَلَّ لها من الإعرابِ؛ صِلَةُ الموصولِ.
([2]) (كَلاَمُنَا) كلامُ: مبتدأٌ، وهو مضافٌ، ونا مضافٌ إليه، مبنيٌّ على السكونِ في محلِّ جرٍّ، (لَفْظٌ) خبرُ المبتدأِ، (مُفِيدٌ) نعتٌ للفظٍ، وليسَ خبراً ثانياً، (كَاسْتَقِمْ) إنْ كانَ مثالاً فهو جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ، والتقديرُ: وذلك كاسْتَقِمْ، وإنْ كانَ مِن تمامِ تعريفِ الكلامِ فهو جارٌّ ومجرورٌ أيضاًً مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ نعتٌ لمُفِيدٍ، (واسمٌ) خبرٌ مُقَدَّمٌ، (وفِعْلٌ ثمَّ حرفٌ) معطوفانِ عليه؛ الأوَّلُ بالواوِ والثاني بثُمَّ.
(الكَلِمْ) مبتدأٌ مؤخَّرٌ، وكأنه قالَ: كلامُ النُّحاةِ هو اللفظُ الموصوفُ بوصفيْنِ: أحدُهما: الإفادةُ، والثاني: التركيبُ المماثِلُ لتركيبِ اسْتَقِمْ، والكَلِمُ ثلاثةُ أنواعٍ: أحدُها: الاسمُ، وثانيها: الفعلُ، وثالثُها: الحرفُ، وإنما عَطَفَ الفعلَ على الاسمِ بالواوِ؛ لقُرْبِ مَنْزِلَتِه مِنه؛ حيثُ يَدُلُّ كلٌّ مِنهما على معنًى في نفسِه، وعطَفَ الحرفَ بثُمَّ لبُعْدِ رُتْبَتِه.
([3]) (وَاحِدُهُ كَلِمَةٌ) مبتدأٌ وخبرٌ، والجملةُ مُستأنَفةٌ لا مَحَلَّ لها من الإعرابِ، (وَالْقَوْلُ) مبتدأٌ، (عَمْ) يَجُوزُ أنْ يكونَ فعلاً ماضِياً، وعلى هذا يكونُ فاعلُه ضميراً مُسْتَتِراً فيه جوازاً، تقديرُه هو، يَعودُ إلى القولِ، والجملةُ من الفعلِ والفاعلِ في مَحَلِّ رفعِ خبرِ المبتدأِ، ويَجُوزُ أنْ يكونَ (عَمْ) اسمَ تفضيلٍ ـ وأصلُه أَعَمُّ ـ حُذِفَتْ همزتُه كما حُذِفَتْ مِن خيرٍ وشرٍّ؛ لكثرةِ استعمالِهِمَا، وأصلُهما أَخْيَرُ وأَشَرُّ، بدليلِ مَجِيئِهِما على الأصلِ أحياناً، كما في قوْلِ الراجزِ:
* بِلاَلُ خَيْرُ الناسِ وابنُ الأَخْيَرِ *
وقد قُرِئَ: (سَيَعْلَمُونَ غَداً مَنِ الْكَذَّابُ الأَشَرُّ) بفتحِ الشينِ وتشديدِ الراءِ، وعلى هذا يكونُ أصلُ (عَمْ) (أَعَمُّ) كما قُلنا، وهو على هذا الوجهِ خبرٌ للمبتدأِ، (وَكِلْمَةٌ) مبتدأٌ أوَّلٌ، (بِها) جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بيُؤَم الآتِي، (كَلامٌ) مبتدأٌ ثانٍ، (قدْ) حرفُ تقليلٍ.
(يُؤَمْ) فعلٌ مضارِعٌ مبنيٌّ للمجهولِ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيه جوازاً، تقديرُه هو، يَعُودُ على (كلامٌ)، والجملةُ من الفعلِ ونائبِ الفاعلِ في مَحَلِّ رفعِ خبرِ المبتدأِ الثانِي، وجملةُ المبتدأِ الثاني وخبرِه في محلِّ رفعِ خبرِ المبتدأِ الأوَّلِ، ومعنى (يُؤَمْ) يُقْصَدُ، وتقديرُ البيتِ: ولفظُ كِلْمَةٍ معنى الكلامِ قد يُقْصَدُ بها، يعني: أنَّ لفظَ الكلِمَةِ قد يُطْلَقُ ويُقْصَدُ بها المعنى الذي يَدُلُّ عليه لفظُ الكلامِ.
ومثالُ ذلكَ ما ذَكَرَ الشارِحُ من أنهم قالُوا: (كَلِمَةُ الإخلاصِ) وقالوا: (كَلِمَةُ التوحيدِ) وأرادُوا بهذيْن قَوْلَنَا: (لاَ إلهَ إلاَّ اللهُ) وكذلك قالَ عليه الصلاةُ والسلامُ: ((أَفْضَلُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ كَلِمَةُ لَبِيدٍ)). وهو يُرِيدُ قصيدةَ لَبِيدِ بنِ رَبِيعَةَ العَامِرِيِّ التي أَوَّلُها:
أَلاَ كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلاَ اللهَ بَاطِلُ = وكُلُّ نَعِيمٍ لاَ مَحَالَةَ زَائِلُ
([4]) اسمُ الجنسِ على نوعيْنِ: أحدُهما يُقالُ له: اسمُ جنسٍ جَمْعِيٌّ، والثاني يُقالُ له: اسمُ جنسٍ إفراديٌّ، فأمَّا اسمُ الجنسِ الجمعيُّ فهو (ما يَدُلُّ على أكثرَ مِن اثنيْنِ، ويُفَرَّقُ بينَه وبينَ واحدِه بالتاءِ)، والتاءُ غالباً تكونُ في المفرَدِ؛ كبقرةٍ وبَقَرٍ، وشجرةٍ وشَجَرٍ، ومنه كَلِمٌ وكَلِمَةٌ، ورُبَّمَا كانَتْ زيادةُ التاءِ في الدالِّ على الجمعِ مِثلِ كَمْءٍ للواحدِ وكَمْأَةٍ للكثيرِ، وهو نادرٌ، وقد يكونُ الفرقُ بينَ الواحدِ والكثيرِ بالياءِ، كزِنْجٍ وزِنْجِيٍّ، ورُومٍ ورُومِيٍّ، فأمَّا اسمُ الجنسِ الإفراديُّ فهو (ما يَصْدُقُ على الكثيرِ والقليلِ واللفظُ واحدٌ) كماءٍ وذَهَبٍ وخَلٍّ وزَيْتٍ.
فإنْ قُلْتَ: فإني أَجِدُ كثيراً مِن جُمُوعِ التكسيرِ يُفَرَّقُ بينَها وبينَ مُفْرَدِها بالتاءِ كما يُفَرَّقُ بينَ اسمِ الجنسِ الجمعيِّ وواحدِه، نحوَ: قُرًى وواحِدُه قَرْيَةٌ، ومُدًى وواحِدُه مُدْيَةٌ، فبماذا أُفَرِّقُ بينَ اسمِ الجنسِ الجمعيِّ وما كانَ على هذا الوجهِ مِن الجُمُوعِ؟
فالجوابُ على ذلكَ: أنْ تَعْلَمَ أنَّ بينَ النوعيْنِ اختلافاً من وجهيْنِ:
الوجهُ الأوَّلُ: أنَّ الجمعَ لا بُدَّ أنْ يكونَ على زِنَةٍ مُعَيَّنَةٍ مِن زِنَاتِ الجموعِ المحفوظةِ المعروفةِ، فأمَّا اسمُ الجِنْسِ الجَمْعِيُّ فلا يَلْزَمُ فيه ذلكَ، أفلا تَرَى أنَّ بَقَراً وشَجَراً وثَمَراً لا يُوَافِقُ زِنَةً مِن زِناتِ الجمعِ؟!
والوجهُ الثاني: أنَّ الاستعمالَ العربيَّ جَرَى على أنَّ الضميرَ وما أَشْبَهَهُ يَرْجِعُ إلى اسمِ الجنسِ الجمعيِّ مُذَكَّراً؛ كقولِ اللهِ تعالى: {إِنَّ الْبَقَرَ تَشَابَهَ عَلَيْنَا}، وقولِه جَلَّ شَأْنُه: {إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ}، فأمَّا الجمعُ فإنَّ الاستعمالَ العربيَّ جرَى على أنْ يَعُودَ الضميرُ إليه مؤنَّثاً، كما تَجِدُ في قَوْلِهِ تعالى: {لَهُمْ غُرَفٌ مِنْ فَوْقِهَا غُرَفٌ مَبْنِيَّةٌ}. وقولِه سُبْحَانَهُ: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُبَوِّئَنَّهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ غُرَفاً تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ}. وكقولِ الشاعرِ:
في غُرَفِ الجَنَّةِ العُلْيَا التِي وَجَبَتْ = لَهُمْ هُناكَ بِسَعْيٍ، كانَ، مَشْكُورِ

([5])لم يَكُنْ هذا المثالُ ونحوُه كلاماً؛ لأنَّه لا يُفِيدُ معنًى يَحْسُنُ السُّكُوتُ عليه.
([6])لم يَكُنْ هذا المثالُ ونحوُه كَلِماً؛ لأنَّه ليسَ مُؤَلَّفاً مِن ثلاثِ كَلِماتٍ.


  #3  
قديم 8 ذو الحجة 1429هـ/6-12-2008م, 10:48 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي أوضح المسالك لجمال الدين ابن هشام الأنصاري (ومعه هدي السالك للأستاذ: محمد محيي الدين عبد الحميد)


هذا بَابُ شرحِ الْكَلامِ، وشرحِ مَا يَتَأَلَّفُ الْكَلامُ مِنْهُ
الْكَلامُ فِي اصطلاحِ النَّحْوِيِّينَ عِبَارَةٌ عَمَّا اجْتَمَعَ فِيهِ أَمْرَانِ: اللَّفْظُ، وَالإفادةُ.
وَالْمُرَادُ باللفظِ: الصَّوْتُ المُشْتَمِلُ عَلَى بَعْضِ الْحُرُوفِ، تَحْقِيقاً أَوْ تَقْدِيراً.
وَالْمُرَادُ بالمفيدِ: مَا دَلَّ عَلَى مَعْنًى يَحْسُنُ السكوتُ عَلَيْهِ.
وَأَقَلُّ مَا يَتَأَلَّفُ الْكَلامُ من اسْمَيْنِ: كـ (زَيْدٌ قَائِمٌ)، وَمِنْ فِعْلٍ وَاسْمٍ، كـ (قَامَ زَيْدٌ)، وَمِنْهُ (اسْتَقِمْ): فَإِنَّهُ مِنْ فِعْلِ الأَمْرِ المَنْطُوقِ بِهِ، وَمِنْ ضَمِيرِ المُخَاطَبِ الْمُقَدَّرِ بـ (ِأَنْتَ) (1)
وَالْكَلِمُ اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِيٍّ، وَاحِدُهُ: كَلِمَةٌ (2)، وَهِيَ الاسْمُ، والفعلُ، والحرفُ، وَمَعْنَى كَوْنِهِ اسْمَ جنسٍ جَمْعِيٍّ: أَنَّهُ يَدُلُّ عَلَى جَمَاعَةٍ، وَإِذَا زِيدَ عَلَى لَفْظِهِ تَاءُ التأنيثِ، فَقِيلَ: (كَلِمَةٌ) نَقَصَ مَعْنَاهُ، وَصَارَ دَالاًّ عَلَى الْوَاحِدِ، وَنَظِيرُهُ: لَبِنٌ وَلَبِنَةٌ، وَنَبْقٌ وَنَبْقَةٌ. وَقَدْ تَبَيَّنَ بِمَا ذَكَرْنَاهُ فِي تَفْسِيرِ الْكَلامِ منْ أَنَّ شَرْطَهُ الإفادةُ، وَأَنَّهُ مِنْ كَلِمَتَيْنِ، وَبِمَا هُوَ مَشْهُورٌ منْ أَنَّ أَقَلَّ الْجَمْعِ ثَلاثَةٌ، أَنَّ بَيْنَ الْكَلامِ والكَلِمِ عُمُوماً وَخُصُوصاً مِنْ وَجْهٍ (3).
فَالكَلِمُ أَعَمُّ منْ جِهَةِ الْمَعْنَى؛ لانطلاقِهِ عَلَى المفيدِ وَغَيْرِهِ، وَأَخَصُّ منْ جِهَةِ اللَّفْظِ؛ لِكَوْنِهِ لا يَنْطَلِقُ عَلَى المُرَكَّبِ منْ كَلِمَتَيْنِ، فَنَحْوُ: (زَيْدٌ قَامَ أَبُوهُ) كَلامٌ؛ لِوُجُودِ الفائدةِ، وَكَلِمٌ؛ لوجودِ الثلاثةِ، بَلِ الأربعةِ، وَ (قَامَ زَيْدٌ) كَلامٌ لا كَلِمٌ، وَ (إِنْ قَامَ زَيْدٌ) بالعَكْسِ.
وَالْقَوْلُ عِبَارَةٌ عَنْ (اللَّفْظِ الدَّالِ عَلَى مَعْنًى )؛ فَهُوَ أَعَمُّ من الْكَلامِ، وَالكَلِمِ، والكلمةِ، عُمُوماً مُطْلَقاً لا عُمُوماً مِنْ وَجْهٍ (4).
وَتُطْلَقُ الْكَلِمَةُ لُغَةً وَيُرَادُ بِهَا الْكَلامُ، نَحْو: {كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا} (5)، وَذَلِكَ كَثِيرٌ لا قَلِيلٌ.


([1]) يَنْبَغِي لَكَ أَنْ تَعْلَمَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ أَنَّ مرادَ النَّحْوِيِّينَ مِنْ قَوْلِهِمْ: (أَقَلُّ مَا يَتَأَلَّفُ مِنْهُ الْكَلامُ اسْمَانِ، أَوْ فِعْلٌ وَاسْمٌ ) - أَنَّ هَاتَيْنِ الصورتَيْنِ أقلُّ الصُّوَرِ الَّتِي يَتَأَلَّفُ مِنْهَا الْكَلامُ المفيدُ أجزاءً، وَلَيْسَ مَعْنَاهُ أَنَّ الْكَلامَ لا يَتَأَلَّفُ إِلاَّ مِنَ اسْمَيْنِ، أَوْ فِعْلٍ وَاسْمٍ، فَقَدْ تَتَبَّعَ النحاةُ كَلامَ الْعَرَبِ، فَوَجَدُوهُ يَرِدُ عَلَى سِتِّ صُوَرٍ إِجْمَالاً، وَهِيَ إِحْدَى عشرةَ صُورَةً تَفْصِيلاً؛ وَذَلِكَ لأَنَّهُ إمَّا أَنْ يَتَأَلَّفَ مِنِ اسْمَيْنِ، وَإِمَّا مِنْ فِعْلٍ وَاسْمٍ، وَإِمَّا مِنْ جُمْلَتَيْنِ، وَإِمَّا مِنْ فِعْلٍ وَاسْمَيْنِ، وَإِمَّا مِنْ فِعْلٍ وثلاثةِ أَسْمَاءٍ، وَإِمَّا مِنْ فِعْلٍ وَأَرْبَعَةِ أَسْمَاءٍ، فَهَذِهِ سِتُّ صُوَرٍ عَلَى وَجْهِ الإجمالِ.
أَمَّا عَلَى وَجْهِ التَّفصيلِ، فَالمُؤَلَّفُ مِنِ اسْمَيْنِ لَهُ أَرْبَعُ صُوَرٍ؛ لأَنَّ الاسمَيْنِ إِمَّا مُبْتَدَأٌ وَخَبَرٌ، نَحْوَ:( زَيْدٌ قَائِمٌ )، وَإِمَّا مبتدأٌ وفاعلٌ سَدَّ مَسَدَّ الخبرِ، نَحْوَ: ( أَقَائِمٌ الزَّيْدَانِ )، وَإِمَّا مبتدأٌ ونائبُ فاعلٍ سَدَّ مَسَدَّ الخبرِ، نَحْوَ: ( أَمَضْرُوبٌ زَيْدٌ )، وَإِمَّا اسْمُ فِعْلٍ وَفَاعِلُهُ، نَحْوَ: ( هَيْهَاتُ العَقِيقُ ).
وَالمُؤَلَّفُ مِنْ فِعْلٍ وَاسْمٍ لَهُ صُورَتَانِ؛ لأَنَّهُ إِمَّا مِنْ فِعْلٍ وَفَاعِلٍ، نَحْوَ: ( قَامَ زَيْدٌ )، وَإِمَّا مِنْ فِعْلٍ وَنَائِبِ فاعلٍ، نَحْوَ: ( قُطِعَ الغُصْنُ ).
والمُؤَلَّفُ مِنْ جُمْلَتَيْنِ لَهُ صُورَتَانِ؛ لأَنَّ الجُمْلَتَيْنِ إِمَّا جُمْلَتَا الْقَسَمِ وَجَوَابِهِ، نَحْوَ: ( أُقْسِمُ بِاللَّهِ لأُكْرِمَنَّكَ )، وَإِمَّا جُمْلَتَا الشرطِ وَجَوَابِهِ، نَحْوَ: ( إِنْ تَجْتَهِدْ تَنْجَحْ ).
وَالمُؤَلَّفُ مِنْ فِعْلٍ وَاسْمَيْنِ لَهُ صُورَةٌ وَاحِدَةٌ، وَهِيَ: ( كَانَ ) أَوْ إِحْدَى أَخَوَاتِهَا مَعَ اسْمِهَا وَخَبَرِهَا، نَحْوَ قَوْلِكَ: ( كَانَ الْجَوُّ حَارًّا )، وَ ( أَصْبَحَ الْجَوُّ بَارِداً ).
والمُؤَلَّفُ مِنْ فِعْلٍ وَثَلاثةِ أَسْمَاءٍ لَهُ صُورَةٌ وَاحِدَةٌ أَيْضاً، وَهِيَ: ( ظَنَّ ) أَوْ إِحْدَى أَخَوَاتِهَا مَعَ فَاعِلِهَا وَمَفْعُولَيْهَا، نَحْوَ: ( ظَنَنْتُ الْوَقْتَ مُتَّسِعاً ).
والمُؤَلَّفُ مِنْ فِعْلٍ وَأَرْبَعَةِ أَسْمَاءٍ لَهُ صُورَةٌ وَاحِدَةٌ أَيْضاً، وَهِيَ: ( أَعْلَمَ ) أَوْ إِحْدَى أَخَوَاتِهَا مع فَاعِلِهَا وَمَفْعُولاتِهَا، نَحْوَ: ( أَعْلَمْتُ زَيْداً عَمْراً مُخْلِصاً ).
([2]) اخْتَلَفُوا فِي لفظِ ( كَلِمٍفَقِيلَ: هُوَ جَمْعٌ مُفْرَدُهُ: كَلِمَةٌ، وَقِيلَ: هُوَ اسْمُ جَمْعٍ؛ لأَنَّهُ لَيْسَ عَلَى زِنَةٍ مِنْ أوزانِ الجموعِ المحصورةِ المشهورةِ.
والصحيحُ: أَنَّهُ اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِيٍّ كَمَا قَالَ المُؤَلِّفُ، وَاسْمُ الجنسِ عَلَى نَوْعَيْنِ، الأوَّلُ: اسْمُ جِنْسٍ إِفْرَادِيٍّ، وَهُوَ ( مَا دَلَّ عَلَى القَلِيلِ وَالْكَثِيرِ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ بِلَفْظٍ وَاحِدٍ )، وَذَلِكَ: كَمَاءٍ، وَتُرَابٍ، وَزَيْتٍ، وَخَلٍّ، وَمِنْهُ الْمَصْدَرُ: كَضَرْبٍ، وَشُرْبٍ، وَقِيَامٍ، وجلوسٍ.
والثاني: اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِيٍّ، وَهُوَ: (مَا يُفَرَّقُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاحِدِهِ بالتاءِ غَالِباً )، وَذَلِكَ بأنْ يَكُونَ الْوَاحِدُ بالتاءِ واللفظُ الدَّالُّ عَلَى الْجَمْعِ بِغَيْرِ تاءٍ، وَذَلِكَ مثلُ: كَلِمٌ وَكَلِمَةٌ، وَبَقَرٌ وَبَقَرَةٌ، وَشَجَرٌ وَشَجَرَةٌ، وَلَبِنٌ وَلَبِنَةٌ، وَنَبْقٌ وَنَبْقَةٌ، وَقَوْلُنَا: ( غَالِباً ) للإشارةِ إِلَى شَيْئَيْنِ، أَوَّلُهُمَا: أَنَّهُ قَدْ يُفَرَّقُ بَيْنَ الْوَاحِدِ واللفظِ الدَّالِّ عَلَى الْجَمْعِ بالياءِ المُشَدَّدَةِ، نَحْوَ: رُومٌ وَرُومِيٌّ، وَزَنْجٌ وزَنْجِيٌّ، وَتُرْكٌ وَتُرْكِيٌّ، وَثَانِيهِمَا: أَنَّهُ قَدْ يَكُونُ اللفظُ الدَّالُّ عَلَى الْجَمْعِ مُقْتَرِناً بالتاءِ، والمفردُ خَالِياً مِنْهَا، عَكْسُ الغالبِ، نَحْوَ: كَمْءٌ وَكَمْأَةٌ، وَذَلِكَ النوعُ فِي الْعَرَبِيَّةِ قليلٌ جِدًّا.
([3]) ضَابِطُ العمومِ والخصوصِ الوَجْهِيِّ: أَنْ يَجْتَمِعَ اللفظانِ فِي الصدقِ عَلَى شَيْءٍ كاجتماعِ الْكَلامِ هُنَا فِي الصِّدْقِ عَلَى ( زَيْدٌ قَامَ أَبُوهُ )؛ لأَنَّهُ مُفِيدٌ، وَقَدْ تَرَكَّبَ مِنْ أربعِ كلماتٍ، وَيَنْفَرِدَ كُلٌّ مِنْهُمَا بالصدقِ عَلَى شَيْءٍ، كانفرادِ الْكَلامِ بالصدقِ عَلَى ( قَامَ زَيْدٌ )؛ لأَنَّهُ مُفِيدٌ، وَلَيْسَ مُرَكَّباً مِنْ ثلاثةِ ألفاظٍ، وَانْفِرَادِ الكَلِمِ بالصدقِ عَلَى( إِنْ قَامَ زَيْدٌ )؛ لأَنَّهُ مُرَكَّبٌ مِنْ ثلاثةِ ألفاظٍ وَلَيْسَ مُفِيداً، فَتَدَبَّرْ ذَلِكَ.
([4]) ضَابِطُ العمومِ المُطْلَقِ: أَنْ يَجْتَمِعَ اللفظانِ فِي الصدقِ عَلَى شَيْءٍ، وَيَنْفَرِدَ وَاحِدٌ مِنْهُمَا ـ وَهُوَ الأعمُّ ـ بالصِّدقِ عَلَى شَيْءٍ لا يَصْدُقُ عَلَيْهِ الآخرُ.
([5]) الضميرُ فِي ( إِنَّهَا ) وَفِي ( قَائِلُهَا ) مِن الآيَةِ الكريمةِ إشارةٌ إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى حكايةً عَن الإِنْسَانِ: {رَبِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ} مِنَ الآيَتَيْنِ [99 و100] مِنْ سُورَةِ الْمُؤْمِنِينَ، وَمِثْلُ الآيَةِ الكريمةِ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصلاةُ والسلامُ: ((أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا شَاعِرٌ كَلِمَةُ لَبِيدِ بْنِ رَبِيعَةَ: أَلا كُلُّ شَيْءٍ مَا خَلا اللَّهَ بَاطِلُ))
وَتَقُولُ: حَفِظْتُ كلمةَ زُهَيْرٍ، تُرِيدُ قَصِيدَةً لَهُ بِطُولِهَا.


  #4  
قديم 8 ذو الحجة 1429هـ/6-12-2008م, 10:54 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي شرح ألفية ابن مالك للشيخ: علي بن محمد الأشموني

الكلَّامُ وما يتأَّلفُ منُه
الأصلُ "هذا بابُ شرحِ الكلَّامِ وشرحُ ما يتأَّلفُ الكلَّامُ مِنْهُ" اخْتُصِرْ للوضوحِ.
8- كلَامُنَا لفظٌ مفيدٌ: كاسْتَقِمْ وَاسْمٌ = وفِعْلٌ، ثُمَّ حَرْفٌ الكَلِمْ
9- واحِدُه كَلِمَةٌ، والقولُ عــمَّ = وكلِمةٌ بِها كلَامٌ قَدْ يـُـؤَمُّ
(كلَامُنَا) أيها النُحاةُ (لفظٌ) أي: صوتٌ مشتملٌ على بعضِ الحروفِ : تحقيقًا كزيدٍ، أو تقديرًا كالضميرِ المستترِ (مفيدٌ) فائدةً يحسُنُ السكوتُ عليها (كاسْتَقِمْ) فَإِنَّهُ لفظٌ مفيدٌ بالوضعِ. فخرجَ باللفظِ غيرُه من الدوالِّ مما يُطلَقُ عليه في اللغةِ كلاَم: كالخطِّ، والرمزِ، والإشارةِ، وبالمفيدِ المفردِ، نحو: زيدٌ، والمركَّبُ الإضافيُّ، نحوُ: غلامُ زيدٍ، والمركَّبُ الإسناديُّ المعلومُ مدلولُه ضرورةً: كالنارِ حارَّةٌ، وغيرُ المستقلِّ كجملةِ الشرطِ، نحوُ: إِنْ قامَ زيدٌ، وغيرُ المقصودِ، كالصادرِ مِنَ الساهي والنائمِ.
تنبيهاتٌ: الأَوَّلُ: اللفظُ مصدرٌ أُرِيدَ به اسمُ المفعولِ ،أي: الملفوظُ به، كالخَلْقِ بمعنى المخلُوق.
الثاني: يجُوزُ في قولِه "كاسْتَقِمْ" أنْ يكونَ تمثيلاً وهو الظاهرُ، فإنَّهاقتصَرَ في (شرحِ الكافيةِ) على ذلك في حدِّ الكلاَمِ، ولم يذكُرْ التركيبَ والقصدَ نظرًا إلى أنَّ الإفادةَ تستلزِمُهما، لكنَّه في (التسهيلِ) صرَّحَ بهما وزادَ فقال: الكلاَمُ ما تضمَّنَ مِنَ الكلِمِ إسنادًا مفيدًا مقصودًا لذاتِه، فزادَ "لذاتِه" قال : لإخراجِ نحوِ: "قامَ أبوهُ" مِنْ قولِك "جَاءَنِي الذي قامَ أبُوه" وهذا الصنيعُ أَوْلَى؛ لأنَّ الحدودَ لا تتمُّ بدلالةِ الالتزامِ، ومِنْ ثمَّ جعَلَ الشارحُ قولَهُ:"كاسْتَقِمْ" تتميمًا للحَدِّ.
الثالثُ : إِنَّمَا بَدَأَ بتعريفِ الكلاَمِ لأنَّهَا المقصودُ بالذاتِ ؛ إذ به يقَعُ التفاهُمُ.
الرابعُ : إنما قال: "وَما يَتَأَلَّفُ مِنْهُ" ولم يَقُلْ "وما يتركَّبُ" لأنَّ التأليفَ كما قيلَ أخصُّ؛ إذ هو تركيبٌ وزيادةٌ، وهي وقوعُ الأُلْفَةِ بينَ الجُزْأَيْنِ.
(واسْمٌ وفِعْلٌ ثُمَّ حَرْفٌ الكَلِمْ) الكَلِمُ: مبتدأٌ خبرُه ما قبلَه، أي: الكَلِمُ الذي يَتَأَلّفُ منه الكلاَمُ ينقسِمُ باعتبارِ واحدِه إلى ثلاثةِ أنواعٍ : نوعِ الاسمِ، ونوعِ الفعلِ، ونوعِ الحرفِ، فهو من تقسيمِ الكلِّيِّ إلى جزئيَّاتِهِ ؛لأن المُقَسَّمُ- وهو الكلمةُ- صادقٌ على كلِّ واحدٍ مِنَ الأقسامِ الثلاثةِ، أعني الاسمَ والفعلَ والحرفَ، وليسَ الكَلِمُ منقسِمًا إليَها باعتبارِ ذاتِه، لأنَّهُ لا جَائِزَ حينئذٍ أنْ يكونَ مِنْ تقسيمِ الكلِّ إلى أجزائِه، لأن الكلِمَ ليس مخصوصًا بهذه الثلاثةِ، بل هو مقولٌ على ثلاثِ كلماتٍ فصاعدًا، ولا مِنْ تقسيمِ الكلِّيِّ إلى جزئيَّاتِه، وهو ظاهرٌ.
ودليلُ انحصارِ الكلمةِ في الثلاثةِ: أنَّ الكلمةَ إما أن تصلُحَ ركنًا للإسنادِ أو لا، الثاني الحرفُ، والأَوَّلُ إِمَّا أن يقبَلَ الإسنادَ بطَرَفَيْهِ أو بطَرَفِ، الأَوَّلِ الاسمُ، والثاني الفعلُ، والنحويون مُجْمِعُونَ على هذا، إلا مَنْ لا يعتدُّ بخلافِه. وقد أَرْشَدَ بتعريفِه إلى كيفيَّةِ تَأَلُّفِ الكلاَمِ مِنَ الكلِمِ بأنَّهُ ضَمُّ كلمةٍ إلى كلمةٍ فأكثرَ على وجهٍ تحصلُ معه الفائدةُ المذكورةُ، لا مطلقَ الضمِّ، وأقلُّ ما يكونُ منه ذلك اسمانِ، نحوُ: "ذا زيدٍ" و"هيهاتَ نجدُ" أو فِعْلٌ واسمٌ، نحوُ: "اسْتَقِمْ"، و"قام زيدٌ" بشهادةِ الاستقراءِ، ولا نقضَ بالنداءِ؛ فإِنَّهُ من الثاني.
تنبيهٌ : ثم في قولِه: "ثُمَّ حرفٌ" بمعنى الواوِ، إِذْ لا معنى للتراخي بينَ الأقسامِ، ويكفِي في الإشعارِ بانحطاطِ درجةِ الحرفِ عن قَسِيمَيْهِ ترتيبُ الناظمِ لها في الذِّكْرِ على حسبِ ترتيبِها في الشرَفِ ووقوعِه طرفًا.
واعلَمْ أنَّ الكَلِمَ اسمُ جنسٍ على المختارِ، وقيلَ: جمعٌ، وقيلَ: اسمُ جمعٍ، وعلى الأوَّلِ فالمختارُ أنَّهَاسمُ جنسٍ جمعيٍّ؛ لأنَّهُ لا يقالُ إلا على ثلاثِ كلماتٍ فأكثرَ، سواءٌ اتَّحَدَ نوعُها أو لم يتَّحِدْ، أفَادَتْ أمْ لَمْ تَفِدْ، وقيلَ: لا يقالُ إلا على ما فوقَ العشرةِ، وقيلَ: إفراديٌّ، أي: يقالُ على الكثيِر والقليلُ كماءٍ وترابٍ، وعلى الثاني فقيلَ: جمعُ كثرةٍ، وقيل: جمعُ قِلَّةٍ، ويجرِي هذا الخلافُ في كلِّ ما يفرِّقُ بينَه وبينَ واحدِه بالتاءِ، وعلى المختارِ يجُوزُ في ضميرِه التأنيثُ ملاحظةً للجمعيةِ، والتذكيرِ على الأصلِ، وهو الأكثرُ، نحوُ:{ إِلَيْهِ يَصْعَدُ الكَلِمُ الطَّيِّبُ}، { يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعَهُ} وقد أنَّثَهُ ابنُ معطٍ في ألفيَّتِهِ فقالَ: "واحدُها كلمةٌ" وذكَرُه الناظمُ فقالَ: (واحدُه كلِمَةٌ) ونظيرُ كَلِمَ وكَلِمَةٌ مِنَ المصنوعاتِ: لَبِنْ ولَبِنَةٌ، ومِنَ المخلوقاتِ : نَبِقْ ونَبِقَةٌ، فاسمُ الجنسِ الجمعيِّ هو الذي يفرَّقُ بينَه وبينَ واحدِهِ بالتاءِ غالبًا، بأنْ يكونَ واحدُه بالتاءِ غالبًا، والاحترازُ بـ "غالبًا" عما جاءَ منه على العكسِ من ذلك، أي: يكونُ بالتاءِ دالاً على الجمعيةِ وإذا تجرَّدَ منها يكونُ للواحدِ، نحوُ: كَمْ وكَمْأَةَ، وقد يفرَّقُ بينَه وبينَ واحدِه بالياءِ، نحوُ: رُومٌ ورُومِيٌّ، وزِنْجٌ وزِنْجِيُّ.
وحدُّ الكلمةِ: قولٌ مفردٌ، وتُطْلَقُ في الاصطلاحِ مجازًا على أحدِ جُزْأَيِ العَلَمِ المُرَكَّبِ، نحوُ: " امريء القيس" فمجموعُهما كلمةٌ حقيقيةٌ، وكلُّ منهما كلمةٌ مجازًا، وفيها ثلاثُ لغاتٍ: كَلِمَة على وزنِ نَبِقَةٌ، وتُجْمَعُ على كَلِم كنَبِق، وكِلْمَةٌ على وزنِ سِدْرةٍ، وتُجمعُ على كِلْم كسِدْر، وكلمةٌ على وزنِ تَمْرَةٍ، وتُجمعُ على كَلْم كتَمْرِ، وهذه اللغاتُ في كلِّ ما كانَ على وزنِ فَعِل ككَبِد وكَتِفْ، فإنْ كانَ وسطُه حرفَ حلقٍ جازَ فيه لغةٌ رابعةٌ، وهي إتباعُ فائِه لعينِه في الكسرِ، اسمًا كان، نحوُ: فِخِذْ، أو فِعْلاً، نحو: شِهِد.
(والقولُ) وهو – على الصحيحِ- لفظٌ دالٌّ على معنى (عمَّ) الكلاَمَ والكَلِمَ والكَلِمَةَ، عمومًا مطلقًا؛ فكلُّ كلاَمٍ أو كَلِمٍ أو كَلِمَةٍ قولٌ، ولا عكسَ: أما كونُه أعمَّ مِنَ الكلاَمِ فلانطلاقِه على المفيدِ وغيرِه، والكلاَمُ مختصٌّ بالمفيدِ، وأمَّا كونُه أعمَّ مِنَ الكلِمِ فلانطلاقِه على المفردِ، وعلى المركَّبِ مِنْ كلمتينِ، وعلى المركَّبِ مِنْ أكثرَ، والكَلِمُ مختصٌّ بهذا الثالثِ، وأما كونُهُ أعمَّ مِنَ الكلمةِ فلِانْطِلاقِه على المركّبِ والمفردِ، وهي مختصَّةٌ بالمفردِ؛ وقيلَ: القولُ عبارةٌ عن اللفظِ المركَّبِ المفيدِ، فيكونُ مرادفًا للكلاَمِ، وقيلَ: هو عبارةٌ عن المركَّبِ خاصَّةً: مفيداً كانَ أو غيرَ مفيدٍ، فيكونُ أعمَّ مطلقًا مِنَ الكلاَمِ والكلِمِ، ومباينًا للكلمةِ. وقد بانَ لكَ أنَّ الكلاَمَ والكلِمَ بينهما عمومٌ وخصوصٌ مِنْ وجهٍ: فالكلاَمُ أعمُّ من جهةِ التركيبِ وأخصُّ مِنْ جهةِ الإفادةِ، والكلِمِ بالعكسِ، فيجتمعانِ في الصِّدْقِ في نحوِ: "زيدٌ أبوه قائمٌ" وينفرِدُ الكلاَمُ في نحوِ: "قامَ زيدٌ"، وينفرِدُ الكلِمُ في نحوِ: "إِنْ قامَ زيدٌ".
تنبيهٌ : قد عرَفْتَ أنَّ القولَ على الصحيحِ أخصُّ مِنَ اللفظِ مطلقًا، فكانَ مِنْ حقِّه أن يأخذَه جنسًا في تعريفِ الكلاَمِ كما فَعَلَ في (الكافيةِ) ؛ لأنَّهُ أقربُ مِنَ اللفظِ ، ولعلَّهُ إنما عدلَ عنه لما شاعَ مِنَ استعمالِه في الرأيِ والاعتقادِ حتى صارَ كأنَّهُ حقيقةً عُرْفِيَّةً، واللفظُ ليس كذلكَ.
(وكَلِمَةٌ بِهَا كَلاَمٌ قَدْ يُؤَمُّ) أي: يُقْصَدُ. كلمةٌ : مبتدأٌ خبرُه الجملةُ بعده، قالَ المكوديُّ : "وجازَ الابتداءُ بكلمةٍ للتنويعِ ؛ لأنَّهُ نوعَّها إلى كونِها إحدى الكَلِمِ، وإلى كونِها يُقْصَدُ بها الكلاَمُ" انتهى.
ولا حاجةَ إلى ذلك؛ فإنَّ المقصودَ اللفظُ وهو معرفةٌ، أي: هذا اللفظ – وهو لفظ كلمةٍ- يُطْلَقُ لغةً على الجُمَلِ المفيدةِ. قال تعالى:{ كَلاَّ إنَّها كلمةٌ هو قائلُها} إشارةً إلى: { ربِّ ارْجِعُونِ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ}، وقالُ عليه الصلاةُ والسلامُ: " أَصْدَقُ كَلِمَةٌ قَالَها الشَّاعُرُ كَلِمَةُ لَبِيدٍ" [من الطويل]:
3- أَلاَ كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلا اللَّهَ بَاطِلُ = وكلُّ نَعِيمٍ لاَ مَحَالَةَ زَائِلُ
وَهُوَ مِنْ بَابِ تَسْمِيَةِ الشيءِ بِاسمِ بعضِهِ، كتَسْمِيَتِهِمْ رَبِيئَةَ القومِ عينًا، والبيتَ مِنَ الشِّعْرِ قافيةً، وقد يُسَمُّونَ القصيدةَ قافيةً لاشتمالِها عليها، وهو مجازٌ مُهْمَلٌ في عُرْفِ النحاةِ.
تنبيهٌ : "قد" في قولِه:"قد يُؤَمُّ" للتقليلِ، ومرادُه التقليلُ النسبيُّ ، أي: استعمالُ الكلمةِ في الجملِ قليلٌ بالنسبةِ إلى استعمالِها في المفردِ، لا قليلٌ في نفسِه؛ فَإِنَّهُ كثيرٌ.


  #5  
قديم 8 ذو الحجة 1429هـ/6-12-2008م, 10:55 AM
عبد العزيز الداخل عبد العزيز الداخل غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 13,456
افتراضي دليل السالك للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان

الكلامُ وما يَتَأَلَّفُ منه
تعريفُ الكلامِ والكَلِمِ

8- كلامُنا لفظٌ مُفيدٌ كاسْتَقِمْ = واسمٌ وفِعلٌ ثُمَّ حَرْفٌ الكَلِمْ
9- واحدُهُ كَلِمَةٌ والقولُ عَمْ = وكِلْمَةٌ بها كلامٌ قد يُؤَمْ

الكلامُ لغةً: اللفْظُ الموضوعُ لمعنًى: مُفيداً أو غيرَ مُفيدٍ.
واصْطِلاَحاً: اللفْظُ المفيدُ فائدةً يَحْسُنُ السكوتُ عليها، بحيثُ لا يَبْقَى السامعُ مُنْتَظِراً لشيءٍ آخَرَ.
مِثالُه: اللَّهُ رَبُّنَا, ومُحَمَّدٌ -صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ- نَبِيُّنَا.
ولا بُدَّ في الكلامِ مِن أمْرَيْنِ معاً: التركيبِ مِن كَلِمَتَيْنِ أو أكْثَرَ، والإفادةِ الْمُسْتَقِلَّةِ.
وقولُنا: اللفْظُ: أي: الصوتُ، وهو جِنْسٌ يَشْمَلُ ما يُرادُ تعريفُه، وهو الكلامُ ويَشْمَلُ غيرَه.
وقولُنا: الْمُفِيدُ: هذا قَيْدٌ أوَّلُ يُخْرِجُ الْمُهْمَلَ، وهو الذي لا مَعْنَى له؛ كمقلوبِ زَيْدٍ.
وقولُنا: فائدةً يَحْسُنُ السكوتُ عليها: قَيْدٌ ثانٍ أخْرَجَ الكلمةَ، مِثلَ: كتابٍ، وأخْرَجَ بعضَ الكَلِمِ وهو: ما لم يُفِدْ، نحوُ: إنْ صَلَّيْتَ.
وأقَلُّ ما يَتَأَلَّفُ منه الكلامُ: اسْمَانِ، مِثلُ: الغِيبَةُ مُحَرَّمَةٌ، أو: فِعْلٌ واسمٌ، مِثلُ: جاءَ الْحَقُّ.
أمَّا الكَلِمُ فهو: ما تَرَكَّبَ مِن ثلاثِ كَلِماتٍ فأَكثَرَ، سَواءٌ أفادَ، نحوُ: العَدْلُ أساسُ الْمُلْكِ, أو لم يُفِدْ، نحوُ: إنْ حَضَرَ ضَيْفٌ.
والكَلِمُ: اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِيٍّ يُفَرَّقُ بينَه وبينَ مُفْرَدِه بالتاءِ، فيُقالُ: كَلِمَةٌ، والكَلِمَةُ هي: اللفْظُ الموضوعُ لِمَعْنًى مُفْرَدٍ.
وللكَلِمَةِ ثلاثةُ أقسامٍ: اسْمٌ وفِعْلٌ وحَرْفٌ.
فالاسْمُ: ما دَلَّ على مَعْنًى في نفْسِه مِن غيرِ إشعارٍ بزَمَنٍ، مِثْلُ: كتابٍ.
والفِعْلُ: ما دَلَّ على معنًى في نفْسِه وأَشْعَرَ بهيئتِه بأَحَدِ الأزمِنَةِ الثلاثةِ، مِثلُ: كَتَبَ، يَكْتُبُ، اكْتُبْ.
والحرْفُ: ما دَلَّ على معنًى في غيرِه، مِثلُ (الواوِ) لا تَدُلُّ على معنًى في نفْسِها، بل في غَيْرِها، مِثلُ:وَاللَّهِ إنَّ الْحَقَّ مُنْتَصِرٌ.
وبَيْنَ الكلامِ والكَلِمِ عُمومٌ وخصوصٌ مِن وَجْهٍ، يَجْتَمِعَانِ فيما أفادَ ويَتَأَلَّفُ مِن ثلاثِ كَلِمَاتٍ فأَكْثَرَ، نحوُ:قد قامَتِ الصلاةُ، ويَنْفَرِدُ الكَلِمُ فيما لم يُفِدْ، نحوُ: إذا جاءَ أخوكَ، ويَنْفَرِدُ الكلامُ فيما أفادَ ولم يَتَأَلَّفْ مِن ثلاثِ كَلِماتٍ، نحوُ: الصدْقُ فَضيلةٌ.
والقولُ: هو كلُّ لفْظٍ نَطَقَ به الإنسانُ، مُفْرَداً كانَ أو مُرَكَّباً، مُفيداً كانَ أو غيرَ مُفيدٍ، فهو يَنْطَبِقُ على الكلامِ وعلى الكَلِمِ وعلى الكَلِمَةِ، فهو يَعُمُّ الجميعَ عُموماً مُطْلَقاً، ويَنْفَرِدُ الأَعَمُّ وهو القولُ بنَحْوِ: كتابُ عَلِيٍّ، فلَيْسَ هذا بكلامٍ ولا كَلِمٍ ولا كَلِمَةٍ لِمَا تَقَدَّمَ.
وتُطْلَقُ الكَلِمَةُ أحياناً ويُرادُ بها الكلامُ، نحوُ: أَلْقَى إمامُ المسجِدِ كَلِمَةً، وهذا مِن بابِ تَسميةِ الشيءِ باسمِ بعضِه، ومِن ذلك قولُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ: ((أَصْدَقُ كَلِمَةٍ قَالَهَا لَبِيدٌ: أَلاَ كَلُّ شَيْءٍ مَا خَلاَ اللَّهَ بَاطِلُ)) مُتَّفَقٌ عليه، وقولُه صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ: ((الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ)) رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومسلِمٌ.
وهذا المعنى قولُ ابنِ مالِكٍ: (كلامُنا...) إلخ؛ أي: الكلامُ عندَنا مَعْشَرَ النَّحْوِيِّينَ هو اللفْظُ المفيدُ (ولا يكونُ مُفيداً إلاَّ إذا كان مُرَكَّباً)، ثم مَثَّلَ بقولِه: اسْتَقِمْ. وهو مُرَكَّبٌ مِن فِعْلِ أمْرٍ وفاعِلٍ مُسْتَتِرٍ، وقد اسْتَغْنَى بالْمِثالِ عن أنْ يقولَ: فائدةٌ يَحْسُنُ السكوتُ عليها.
ثم ذكَرَ أنَّ الكَلِمَ ثلاثةُ أقسامٍ، وواحِدُه كَلِمَةٌ، والقولُ يَشمَلُ بمعناه كلَّ الأقسامِ: (الكلامَ والكَلِمَ والكَلِمَةَ).
وقولُه: (وكِلْمَةٌ بها كلامٌ قدْ يُؤَمْ)؛ أيْ: تُطْلَقُ الكَلِمَةُ ويُقْصَدُ بها الكلامُ، والتقليلُ في قولِه: (قَدْ يُؤَمْ) مُرادٌ به التقليلُ النِّسْبِيُّ؛ أي: استعمالُ (الكَلِمَةِ) في الْجُمَلِ قليلٌ بالنِّسبةِ إلى استعمالِها في الْمُفْرَدِ، لا قليلٌ في نفْسِه، فإنه كثيرٌ.
وقولُه: (وكِلْمَةٌ) بكسْرِ الكافِ هي إحدى اللُّغاتِ الثلاثِ فيها.
وقولُه: (ثم حَرْفٌ..) (ثم) بمعنى واوِ العَطْفِ؛ إذ لا مَعْنَى للتراخِي بينَ أقسامِ الكَلِمَةِ، ويَكْفِي بانحطاطِ درجةِ الحرْفِ عن قَسِيمَيْهِ تأخيرُه عنهما.


موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الكلام, ولا

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:34 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir