قولُهُ:
فالكلامُ في بابِ (التوحيدِ والصفاتِ) هو مِن بابِ الخبرِ الدائرِ بينَ النَّفْيِ والإثباتِ، (والكلامُ في الشرْعِ والقَدَرِ) هو من بابِ الطلبِ والإرادةِ، الدائرِ بينَ الإرادةِ والمَحَبَّةِ، وبينَ الكَرَاهَةِ والبُغْضِ نَفْياً وإثباتاً، والإنسانُ يَجِدُ في نفسِهِ الفَرْقَ بينَ النفيِ والإثباتِ، والتصديقِ والتكذيبِ، وبينَ الحُبِّ والبُغْضِ، والحَضِّ والمَنْعِ، حتى إنَّ الفَرْقَ بينَ هذا النوعِ وبينَ النوعِ الآخَرِ معروفٌ عندَ العامَّةِ والخاصَّةِ، وعندَ أصنافِ المتكلمينَ في العلمِ، كما ذَكَرَ ذلك الفقهاءُ في كتابِ الأيمانِ، وكما ذَكَرَهِ المُقسِّمونَ للكلامِ، مِن أهلِ النَّظَرِ، والنحْوِ، والبيانِ، فذكَروا أنَّ الكلامَ نوعانِ: خبرٌ وإنشاءٌ، والخبرُ دائرٌ بينَ النَّفْيِ والإثباتِ، والإنشاءُ أَمْرٌ، أو نَهْيٌ، أو إِبَاحَةٌ.
الشرحُ:
(الخبرُ) معناهُ: الكلامُ المُخْبَرُ بهِ كَمَا في قولِهم: الخبرُ هو الكلامُ المُحْتَمِلُ للصدقِ والكذبِ، فالخبرُ هو ما يَحْتَمِلُ الصدقَ والكذبَ لذاتِهِ، ويجوزُ أنْ يُثْبَتَ, كما يَجُوزُ عليه أن يُنْفَى مع قَطْعِ النَّظَرِ عن قائلِهِ، وذَكَرَ المؤلِّفُ أنَّ التوحيدَ الطلبيَّ الإراديَّ مُنْقَسِمٌ إلى مطلوبٍ مُرَادٍ، وإلى ممنوعٍ مُبْغَضٍ.
وقولُهُ في الأولِ: (نَفْيًا وإثباتاً) معناهُ: أنَّ منهُ ما يَثْبُتُ كإثباتِ أنَّ اللهَ الخالقُ الرازقُ الموصوفُ بصفاتِ الكمالِ، ومنهُ ما يُنْفَى كَنَفْيِ الشريكِ لهُ والمِثْلِ والكُفْؤِ.
وقولُهُ: (كما ذَكَرَهُ الفقهاءُ في كتابِ الأيمانِ) يعني: عندَ ذِكْرِهِمْ أنَّ اليمينَ لاَ بُدَّ أنْ تكونَ على مُسْتَقْبَلٍ مُمْكِنٍ, فلا تَنْعَقِدُ على مَاضٍ كاذِباً عالِماً بهِ، وهي الغَمُوسُ، أو ظَانًّا صِدْقَ نَفْسِهِ، فَيَتَبَيَّنُ بخلافِهِ، ومعناهُ في الثاني أنَّ منهُ ما هو مُثْبَتٌ كالأوامرِ، فهي مرادٌ مطلوبٌ فِعْلُهَا، ومَنْفِيٌّ كالنواهِي، فَفِعْلُهَا مَكْرُوهٌ مُبْغَضٌ مَمْنُوعٌ.
وَذَكَرَ أنَّ الفرقَ بين الإثباتِ والنفيِ، والتصديقِ والتكذيبِ، وبينَ المَحْبُوبِ المرادِ، وبينَ المكروهِ المُبْغَضِ، معروفٌ لدَى كلِّ أحدٍ، مُسْتَقِرٌّ في الفِطَرِ، وقد نَصَّ على ذلكَ الفقهاءُ، والأصوليونَ، والباحثونَ في قواعدِ اللغةِ العربيَّةِ والبلاغةِ؛ فإنَّ صِحَّةَ هذا التقسيمِ اللفظيِّ تابعٌ لصِحَّةِ انقسامِ المَدْلُولِ المَعْنَوِيِّ؛ فإنَّ هذه حقائقُ ثابتةٌ في نفسِهَا؛ مَعْقُولَةٌ مُتَمَيِّزَةٌ، يُمَيِّزُ العقلُ بينها، ويحكُمُ بِصِحَّةِ أقسامِهَا.
فالمقصودُ أنَّ معانيَ الكلامِ: إمَّا طَلَبٌ، والطلبُ أَمْرٌ ونَهْيٌ, وهو الإنشاءُ,وَإِمَّا خَبَرٌ وهو ما يَصِحُّ إثباتُهُ كما يَصِحُّ نفيُهُ لذاتِهِ، فَمِن الطلبيِّ الإراديِّ توحيدُ (الشرْعِ والقَدَرِ)، فمنهُ ما هو مطلوبٌ مرادٌ محبوبٌ كالتوحيدِ وسائرِ الطاعاتِ، ومنهُ ما هو مُبْغَضٌ ممنوعٌ كالشِّرْكِ والمَعَاصِي. ومِن الخَبَرِيِّ (توحيدُ الرُّبُوبِيَّةِ والأسماءِ والصفاتِ)، فمنهُ ما يُثْبَتُ, كأوصافِ الكَمَالِ ونُعُوتِ الجلالِ، ومنهُ ما يُنْفَى كنَفْيِ النَّقْصِ والعيوبِ والشريكِ والمَثِيلِ.
قولُهُ:
وإذا كانَ كذلكَ، فلاَ بُدَّ للعبدِ أنْ يُثْبِتَ للهِ ما يَجِبُ إثباتُهُ لهُ من صفاتِ الكمالِ، ويَنْفِيَ عنهُ ما يَجِبُ نَفْيُهُ عندَ ما يُضَادُّ هذه الحالَ، ولاَ بُدَّ لهُ في أحكامِهِ مِن أنْ يُثْبِتَ خَلْقَهُ وأمْرَهُ، فَيُؤْمِنَ بِخَلْقِهِ المُتَضَمِّنِ كَمَالَ قُدْرَتِهِ، وعُمُومَ مَشِيئَتِهِ، وَيُثْبِتَ أمْرَهُ المُتَضَمِّنَ بيانَ ما يُحِبُّهُ ويَرْضَاهُ، مِن القولِ والعملِ، ويُؤْمِنَ بشرعِهِ وقَدَرِهِ إيماناً خالِياً من الزَّلَلِ.
الشرْحُ
يقولُ المؤلِّفُ: وإذا كانَ الخبرُ مُنْقَسِماً إلى مَنْفِيٍّ ومُثْبَتٍ، والطلبُ إلى محبوبٍ مُرَادٍ ومُبْغَضٍ ممنوعٍ، فَيَجِبُ في بابِ الصفاتِ أنْ يُثْبِتَ للهِ مِن الأسماءِ الحُسْنَى، والصفاتِ الكاملةِ العُلْيَا، ما وَصَفَ بهِ نَفْسَهُ، وما وَصَفَهُ بهِ رسولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كَمَا أنَّهُ يَجِبُ نَفْيُ النَّقَائِصِ والعيوبِ عن اللهِ سبحانَهُ.
وسيأتي شَرْحُ هذه الجملةِ إنْ شاءَ اللهُ تعالى؛ إذِ الكلامُ على هذا الأصلِ هو جُلُّ موضوعِ هذه الرسالةِ.
وأمَّا الأصلُ الثاني: وهو (توحيدُ الشَّرْعِ والقَدَرِ) فَيَجِبُ أنْ يُثْبِتَ للهِ, ويُسَلِّمَ لهُ ما شَرَعَهُ من أحكامٍ، وَيُؤْمِنَ بِقَدَرِهِ السابقِ؛ فإنَّ الإيمانَ بالقَدَرِ مُرْتَبِطٌ بامتثالِ الشرْعِ، وامتثالَ الشَّرْعِ مُرْتَبِطٌ بالإيمانِ بالقَدَرِ، وانْفِكَاكَ أحَدِهِمَا مِن الآخرِ مُحَالٌ؛ فإنَّ الإقرارَ بالقدَرِ مع الاحتجاجِ بهِ على الشرْعِ ومحاربتِهِ بهِ مُخَاصَمَةٌ للهِ تعالى في أمْرِهِ وشرْعِهِ، وَوَعْدِهِ وَوَعِيدِهِ، وثوابِهِ وعقابِهِ، وطَعْنٌ في حِكْمَتِهِ وعَدْلِهِ، وانْتِقَادٌ عليهِ في إرسالِ الرُّسُلِ، وإنزالِ الكُتُبِ،ونسبةُ أحْكَمِ الحاكمينَ وأَعْدَلِ العادلينَ إلى العَبَثِ والظُّلْمِ في ذلكَ كلِّهِ، وكذلكَ الانقيادُ للشرعِ مع نَفْيِ القَدَرِ وإخراجِ أفعالِ العبادِ عن قدرةِ البَارِي، وَجَعْلِهِمْ مُسْتَقِلِّينَ مُسْتَغْنِينَ عنهُ؛ طَعْنٌ في رُبُوبِيَّةِ المَعْبُودِ وَمَلَكُوتِهِ، ونسبَتُهُ إلى العَجْزِ، فالإيمانُ بالقَدَرِ خيرِهِ وشرِّهِ هو نظامُ التوحيدِ، كما أنَّ الإتيانَ بالأسبابِ التي تُوَصِّلُ إلى خيرِهِ، وتَحْجِزُ عن شَرِّهِ، واستعانةَ اللهِ عليهما (هو نظامُ الشَّرْعِ), ولا يَنْتَظِمُ أمْرُ الدينِ, ولاَ يَسْتَقِيمُ إلاَّ لِمَنْ آمَنَ بالقدرِ, وامْتَثَلَ الشرعَ، كما قَرَّرَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الإيمانَ بالقدرِ، ثم قالَ لَمَّا قِيلَ لَهُ: أَفَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى كِتَابِنَا, وَنَدَعُ العَمَلَ؟ قَالَ: ( لاَ، اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَهُ).
فمن نَفَى القدرَ, وزَعَمَ مُنَافَاتَهُ للشرعِ فقدْ عَطَّلَ اللهَ عن علمِهِ وقدرتِهِ ومعانِي رُبُوبِيَّتِهِ، وجَعَلَ العبدَ مُسْتَقِلاّ بأفعالِهِ، خالِقًا لَهَا، فَأَثْبَتَ خَالِقًا آخَرَ مع اللهِ تعالى، بلْ أَثْبَتَ أنَّ جميعَ المخلوقينَ خالقونَ، ومَن أَثْبَتَهُ مُحْتَجًّا بهِ على الشرعِ مُحَارِباً لهُ بهِ، نافِياً عن العبدِ قدرتَهَ التي مَنَحَهُ اللهُ تعالى إيَّاهَا وأَمَرَهُ ونَهَاهُ، فقدْ نَسَبَ اللهَ تعالى إلى الظُّلْمِ، وإلى العَبَثِ، إلى مَا لاَ يَلِيقُ بهِ، فالمؤمنونَ حَقًّا يؤمنونَ (بالقدرِ خيرِهِ وشرِّهِ) وأنَّ اللهَ تعالى خَالِقٌ ذلكَ كُلَّهُ، لا خَالقَ غيرُهُ، ولا رَبَّ سِوَاهٌ، ويَنْقَادُونَ للشرعِ أمْرِهِ وَنَهْيِهِ، ويُصَدِّقُونَ خَبَرَ الكتابِ والرسولِ, ويُحَكِّمُونَهُ في أَنْفُسِهِمْ سِرًّا وَجَهْراً, وَهَذا هو الإيمانُ الخالِي مِن الزَّلَلِ.
قولُهُ:
وهذا يَتَضَمَّنُ (التوحيدَ في عبادتِهِ) وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ، وهو التوحيدُ في القَصْدِ والإرادةِ والعَمَلِ، والأوَّلُ يَتَضَمَّنُ (التوحيدَ في العلمِ والقولِ), كما دَلَّ على ذلكَ سُورَةُ {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} وَدَلَّ على الآخَرِ سورةُ {قُلْ يا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} وَهُمَا سُورَتَا الإخلاصِ، وبِهِمَا كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ بعدَ الفاتحةِ في رَكْعَتَي الفَجْرِ، ورَكَعْتَيِ الطَّوَافِ،وغيرِ ذلكَ.
الشرْحُ:
الإشارةُ في قولِهِ: (وهذا) راجعةٌ إلى توحيدِ الشرْعِ والقَدَرِ، وكما يُسَمَّى ذلكَ يُسَمَّى أيضاً التوحيدَ الطَّلَبيَّ والإراديَّ، وتوحيدَ العبادةِ، وتوحيدَ الأُلوهيَّةِ، والتوحيدَ الفعليَّ نسبةً إلى أفعالِ العبادِ، وتوحيدَ القصدِ والعملِ، فهذه كُلُّهَا ألقابٌ لهذا النوعِ، وقولُهُ: (والأوَّلُ) يعني (توحيدَ الرُبُوبِيَّةِ والأسماءِ والصفاتِ) السابقَ ذِكْرُهُ في كلامِهِ رَحِمَهُ اللهُ، ويُسَمَّى هذا النوعُ التوحيدَ العِلْمِيَّ القَوْلِيَّ، والعِلْمِيَّ الخَبَرِيَّ، وتوحيدَ الرُّبُوبِيَّةِ، والأسماءِ والصفاتِ، وتوحيدَ المعرفةِ والإثباتِ.
والإشارةُ في قولِهِ: (كما دَلَّ على ذلِكَ) رَاجِعَةٌ إلى (تَوَحُّدِ الرُّبُوبِيَّةِ، والأسماءِ والصفاتِ).
وقولُهُ: (وَدَلَّ على الآخَرِ) يَعْنِي (وهو توحيدُ العبادَةِ).
وقولُهُ: (وَهُمَا سُورَتَا الإخلاصِ) الضميرُ راجِعٌ إلى سورةِ:{قُلْ هوَ اللهُ أَحَدٌ} وسورةِ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وَسُمِّيَتَا سُورَتَيِ الإخلاصِ؛ لأنَّ في سورةِ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وَصْفَ اللهِ سبحانَهُ بالوحدانيَّةِ، والصَّمَدِيَّةِ، ونَفْيَ الْكُفْؤِ عَنْهُ وَالمِثْلِ، فاسْمُهُ الأحدُ دَلَّ على أنَّهُ مُسْتَحِقٌّ لجميعِ صفاتِ الكمالِ وَحْدَهُ، وسورةُ{قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} فيها إيجابُ عبادتِهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لهُ، والتَّبَرِّي من عبادةِ كلِّ ما سِوَاهُ، وأمَّا مِن حيثُ الدلالةُ (فَقُلْ يا أَيُّهَا الكَافِرُونَ) مُتَضَمِّنَةٌ للتوحيدِ العَمَلِيِّ الإراديِّ، وهو (إخلاصُ الدينِ للهِ بالقَصْدِ والإرادَةِ) وأمَّا سورةُ {قُلْ هوَ اللهُ أَحَدٌ} فَمُتَضَمِّنَةٌ لِلتَّوْحِيدِ القوليِّ العِلْمِيِّ, كما ثَبَتَ في الصحيحينِ, عن عائشةَ (رَضِيَ اللهُ عنها), أنَّ رجلاً كانَ يَقْرَأُ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} في صلاتِهِ، فقالَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( سَلُوهُ لِمَ يَفْعَلُ ذَلِكَ؟ ) فقالَ: لأنَّهَا صِفَةُ الرحْمَنِ، فَأَنَا أُحِبُّ أَنْ أَقْرَأَ بِهَا. فَقالَ: ( أَخْبِرُوهُ أنَّ اللهَ يُحِبُّهُ ).
فـ(قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ) اشْتَمَلَتْ على التوحيدِ العَمَليِّ نَصًّا؛ وهي دالةٌ على العمليِّ لُزُومًا و {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} اشْتَمَلَتْ على التوحيدِ القوليِّ نَصًّا، وهي دالةٌ علىالتوحيدِ العَمَليِّ لُزُوماً.
ولا يَتِمُّ أَحَدُ التوحيدَيْنِ إلا بالآخَرِ، والظاهرُ أنَّ السِّرَّ في قراءتِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سورةَ {قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ} وسورةَ {قُلْ يَا أَيُّهَا الكَافِرُونَ} في رَكْعَتَيِ الطوافِ؛ أنَّهُ لِاسْتِحْضَارِ عَظَمَةِ اللهِ، وإشعارِ القلبِ أنَّ الطوافَ بالكعبةِ ليسَ عبادةً لها، وإنَّمَا هو عبادةٌ للهِ الأحَدِ الصَّمَدِ الذي لا يَسْتَحِقُّ العبادةَ سواهُ، وإنَّمَا الطوافُ كسائرِ العباداتِ امْتِثَالاً لأمرِ اللهِ وشرعِهِ، على حَدِّ قَوْلِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، لَمَّا قَبَّلَ الحَجَرَ الأسودَ: (واللهِ إِنِّي أَعْلَمُ أَنَّكَ حَجَرٌ لا تَضُرُّ ولاَ تَنْفَعُ، وَلَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ رسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُكَ مَا قَبَّلْتُكَ).
وقولُهُ: (وغيرِ ذلكَ) يَعْنِي: كالمغربِ والوِتْرِ؛ فإنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يقرأُ بهما في ذلكَ؛ لأنَّ المغربَ خاتمةُ النهارِ، والوترَ خاتمةُ عَمَلِهِ بالليلِ، كما كانَ يقرأُ بهما فى الفَجْرِ؛ ليكونَ أوَّلُ نَهَارِهِ توحيداً.