باب قول الله {رضي الله عنهم ورضوا عنه} قول الله عز وجل: {رضي الله عنهم ورضوا}.
وقوله: {ترى كثيرا منهم يتولون الذين كفروا لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله عليهم وفي العذاب هم خالدون}.
1054- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، أخبرني أبو محمّدٍ الحسن بن محمّد بن حليمٍ، أخبرنا أبو الموجّه، أخبرنا عبدان بن عثمان، أخبرنا عبد الله بن المبارك، أخبرنا مالك بن أنسٍ، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسارٍ، عن أبي سعيدٍ الخدريّ، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: إنّ اللّه تبارك وتعالى يقول لأهل الجنّة: يا أهل الجنّة، فيقولون: لبّيك ربّنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحدًا من خلقك، فيقول عزّ وجلّ: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا ربّ، وأيّ شيءٍ أفضل من ذلك، قال: أحلّ عليكم رضواني فلا أسخط عليكم بعده أبدًا.
رواه البخاريّ في "الصّحيح"، عن معاذ بن أسدٍ.
ورواه مسلمٌ، عن محمّد بن عبد الرّحمن بن سهمٍ، كلاهما عن ابن المبارك
[الأسماء والصفات: 2/471]
1055- أخبرنا محمد بن عبد الله الحافظ، أخبرنا أبو الحسن بن عبدوس، حدّثنا عثمان بن سعيد، حدّثنا موسى بن إسماعيل، حدّثنا همام، عن إسحاق بن عبد الله، قال: حدثني أنس بن مالك، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث خاله، وكان اسمه حراما أخا أم سليم ـ في سبعين رجلا، فقتلوا يوم بئر معونة، قال إسحاق: فحدثني أنس بن مالك قال: أنزل علينا ثم كان من المنسوخ، إنا قد لقينا ربنا فرضي عنا وأرضانا. وذكر الحديث. رواه البخاري في الصحيح عن موسى بن إسماعيل، وأخرجاه من حديث مالك عن إسحاق
1056- أخبرنا أبو الحسين بن الفضل القطّان، ببغداد، أخبرنا عبد الله بن جعفر بن درستويه، حدّثنا يعقوب بن سفيان، حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا وكيع بن الجرّاح، عن أبيه.
[الأسماء والصفات: 2/472]
عن شيخٍ، يقال له طارقٌ، عن عمرو بن مالكٍ الرّواسيّ، قال: أتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فقلت: يا رسول الله، ارض عنّي فأعرض عنّي ثلاثًا، قال: قلت يا رسول الله: إنّ الرّبّ ليترضّى فيرضى، فارض عنّي، فرضي عنّي
1057- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن إسحاق، حدّثنا عبد الله بن يوسف، أخبرنا مالكٌ، عن ابن أبي صالحٍ، عن أبيه، عن أبي هريرة، أنّ رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم، قال: إنّ اللّه عزّ وجلّ يرضى لكم ثلاثًا ويسخط لكم ثلاثًا، يرضى أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئًا، وأن تعتصموا بحبل الله جميعًا، وأن تناصحوا من وليّ أمركم، ويسخط لكم ثلاثًا: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة
[الأسماء والصفات: 2/473]
السّؤال.
أخرجه مسلمٌ في "الصّحيح" من حديث جريرٍ، عن أبي صالحٍ إلاّ أنّه قال: ويكره لكم ثلاثًا
1058- أخبرناه أبو طاهرٍ الفقيه، أخبرنا حاجب بن أحمد، حدّثنا عبد الرّحيم بن منيبٍ، حدّثنا جرير بن عبد الحميد، أخبرنا سهيلٌ، فذكره
1059- أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو العبّاس محمّد بن يعقوب، حدّثنا محمّد بن إسحاق، أخبرنا عثمان بن عمر، أخبرنا شعبة، عن واقدٍ، عن ابن أبي مليكة، عن القاسم، عن عائشة، رضي اللّه عنها، قالت: من أرضى اللّه بسخط النّاس كفاه اللّه النّاس، ومن أسخط اللّه برضا النّاس وكله اللّه إلى النّاس هذا موقوفٌ.
[الأسماء والصفات: 2/474]
1060- وقد أخبرنا أبو عبد الله الحافظ، حدّثنا أبو بكرٍ أحمد بن سلمان الفقيه، حدّثنا الحسن بن مكرمٍ، حدّثنا عثمان بن عمر، فذكره بإسناده قال الحسن بن مكرمٍ: في كتابي هذا في موضعين: موضعٍ موقوفٍ، وموضعٍ مرفوعٍ، إنّ النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال.
قال الشّيخ: الرّضا والسّخط عند بعض أصحابنا من صفات الفعل، وهما
[الأسماء والصفات: 2/477]
عند أبي الحسن يرجعان إلى الإرادة، فالرّضا: إرادته إكرام المؤمنين وإثابتهم على التّأبيد، والسّخط إرادته تعذيب الكفّار وعقوبتهم على التّأبيد، وإرادته تعذيب فسّاق المسلمين إلى ما شاء
[الأسماء والصفات: 2/478]