دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 19 ربيع الأول 1445هـ/3-10-2023م, 10:23 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة النساء

مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة النساء
(من الآية 131 إلى الآية 143)


أجب عن مجموعة واحدة مما يلي:

المجموعة الأولى
س1. حرّر معنى الأمر في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ آمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِيَ أَنزَلَ مِن قَبْلُ وَمَن يَكْفُرْ بِاللّهِ وَمَلاَئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا}
س2. من خلال دراستك لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا، أجب عما يلي:
أ. دلالة الصيغة الصرفية لكلمة (قوّامين).
ب. متعلق الجار والمجرور {على أنفسكم}
ج. معنى قول الله تعالى: {فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا}
س3. بين معنى الشرط والمسائل المتعلقة به في قوله تعالى: {مَّن كَانَ يُرِيدُ ثَوَابَ الدُّنْيَا فَعِندَ اللّهِ ثَوَابُ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَكَانَ اللّهُ سَمِيعًا بَصِيرًا}
س4. بين صفات المنافقين من خلال دراستك لتفسير آيات سورة النساء، بدءًا من الآية رقم (138) إلى الآية رقم (143).



المجموعة الثانية:
س1. حرّر الخلاف في المقصودين بقول الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا}
س2. من خلال دراستك لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا، أجب عما يلي:
أ. معنى الشرط والمسائل المتعلقة به في قوله تعالى: {إن يكن غنيًا أو فقيرًا فالله أولى بهما}
ب. القراءات في قوله تعالى: {وإن تلووا أو تُعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرًا} مع بيان توجيهها.
س3. بيّن وجه تكرار قوله تعالى: {ولله ما في السماوات والأرض} في سياق الآيات محل الدراسة.
س4. بين صفات المنافقين من خلال دراستك لتفسير آيات سورة النساء، بدءًا من الآية رقم (138) إلى الآية رقم (143).


تنبيهات:
- دراسة تفسير سورة النساء ستكون من خلال مجالس المذاكرة، وليست مقررة للاختبار.
- مجالس المذاكرة تهدف إلى تطبيق المهارات التي تعلمها الطالب سابقا؛ المهارات المتقدمة في التفسير، أصول التفسير البياني، أصول تدبر القرآن.
- لا يقتصر بحث المسائل على التفاسير الثلاثة الموجودة في الدروس.
- يوصى بالاستفادة من التفاسير الموجودة في جمهرة العلوم، وللطالب أن يستزيد من غيرها من التفاسير التي يحتاجها.


وفقكم الله

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 10 ربيع الثاني 1445هـ/24-10-2023م, 09:32 PM
صلاح الدين محمد صلاح الدين محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 1,868
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة النساء (من الآية 131 إلى الآية 143)
المجموعة الثانية:
س1. حرّر الخلاف في المقصودين بقول الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا}
اختلف أهل العلم في المقصودين في الآية إلى أقوال:
الأول: اليهود والنصارى الذين آمنوا بموسى ثم كفروا, وآمنوا بعيسى ثم كفروا, ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم. وهو قول قتادة. وذكره الفراء, والزجاج, وابن عطية.
- قول قتادة أخرجه عبد الرزاق في تفسيره, وابن جرير في تفسيره, وابن أبي حاتم في تفسيره, وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد, من طرق عن قتادة، في قوله: {إنّ الّذين آمنوا ثمّ كفروا} قال: هؤلاء اليهود آمنوا بالتّوراة، ثمّ كفروا. ثمّ ذكر النّصارى، ثمّ قال: {ثمّ آمنوا ثمّ كفروا ثمّ ازدادوا كفرًا} يقول: آمنوا بالإنجيل ثمّ كفروا به ثمّ ازدادوا كفرًا بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
الثاني: هم المنافقون آمنوا ثمّ ارتدّوا، ثمّ آمنوا ثمّ ارتدّوا، ثمّ ازدادوا كفرًا بموتهم على كفرهم. وهو قول مجاهد, وابن زيد. وذكره الزجاج, والنحاس, وابن عطية.
- قول مجاهد أخرجه ابن جرير في تفسيره, عزاه السيوطي إلى ابن المنذر, عن مجاهدٍ، قوله: {إنّ الّذين آمنوا ثمّ كفروا ثمّ آمنوا ثمّ كفروا ثمّ ازدادوا كفرًا} قال: كنّا نحسبهم المنافقين ويدخل في ذلك من كان مثلهم {ثمّ ازدادوا كفرًا} قال: تمّوا على كفرهم حتّى ماتوا.
- قول ابن زيد أخرجه ابن جرير في تفسيره عن ابن زيدٍ في قوله: {إنّ الّذين آمنوا ثمّ كفروا} الآية، قال: هؤلاء المنافقون آمنوا مرّتين، وكفروا مرّتين، ثمّ ازدادوا كفرًا بعد ذلك.
الثالث: هم أهل الكتابين: التّوراة والإنجيل، أتوا ذنوبًا في كفرهم فتابوا، فلم تقبل منهم التّوبة منها مع إقامتهم على كفرهم. وهو قول أبو العالية. وذكره النحاس, وابن عطية.
- قول أبو العالية أخرجه ابن جرير في تفسيره, وابن أبي حاتم في تفسيره عن أبي العالية: {إنّ الّذين آمنوا ثمّ كفروا ثمّ آمنوا ثمّ كفروا ثمّ ازدادوا كفرًا} قال: هم اليهود والنّصارى أذنبوا في شركهم، ثمّ تابوا فلم تقبل توبتهم، ولو تابوا من الشّرك لقبل منهم.
الدراسة:
- رجح ابن جرير القول الأول فقال: وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية قول من قال: عني بذلك أهل الكتاب الّذين أقرّوا بحكم التّوراة، ثمّ كذّبوا بخلافهم إيّاه، ثمّ أقرّ من أقرّ منهم بعيسى والإنجيل، ثمّ كذّب به بخلافه إيّاه، ثمّ كذّب بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم والفرقان، فازداد بتكذيبه به كفرًا على كفره.
ورجح هذا القول مستندا إلى سياق الآيات قبلها فقال: وإنّما قلنا: ذلك أولى بالصّواب في تأويل هذه الآية، لأنّ الآية قبلها في قصص أهل الكتابين، أعني قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا آمنوا باللّه ورسوله} ولا دلالة تدلّ على أنّ قوله: {إنّ الّذين آمنوا ثمّ كفروا} منقطعٌ معناه من معنى ما قبله، فإلحاقه بما قبله أولى حتّى تأتي دلالةٌ دالّةٌ على انقطاعه منه.
- أما ابن عطية فرجح القول الثاني في أن المقصود بالآية هم المنافقين فقال بعد أن ذكر قول مجاهد وابن زيد: وهذا هو القول المترجح.
وضعف ابن عطية قول ابن جرير مستندا إلى ألفاظ الآية, وأن ذلك القول ليس مقصود الآية, فقال: وقول قتادة وأبي العالية وهو الذي رجح الطبري قول ضعيف، تدفعه ألفاظ الآية، وذلك أن الآية إنما هي في طائفة يتصف كل واحد منها بهذه الصفة من التردد بين الكفر والإيمان، ثم يزداد كفرا بالموافاة، واليهود والنصارى لم يترتب في واحد منهم إلا إيمان واحد وكفر واحد، وإنما يتخيل فيهم الإيمان والكفر مع تلفيق الطوائف التي لم تتلاحق في زمان واحد، وليس هذا مقصد الآية، وإنما توجد هذه الصفة في شخص من المنافقين، لأن الرجل الواحد منهم يؤمن ثم يكفر، ثم يوافي على الكفر وتأمل قوله تعالى: لم يكن اللّه ليغفر لهم فإنها عبارة تقتضي أن هؤلاء محتوم عليهم من أول أمرهم، ولذلك ترددوا وليست هذه العبارة مثل أن يقول: لا يغفر الله لهم، بل هي أشد، وهي مشيرة إلى استدراج من هذه حاله وإهلاكه، وهي عبارة تقتضي لسامعها أن ينتبه ويراجع قبل نفوذ الحتم عليه، وأن يكون من هؤلاء، وكل من كفر كفرا واحدا ووافى عليه فقد قال الله تعالى: إنه لا يغفر له، ولم يقل «لم يكن الله ليغفر له» فتأمل الفرق بين العبارتين فإنه من دقيق غرائب الفصاحة التي في كتاب الله تعالى، كأن قوله لم يكن اللّه حكم قد تقرر عليهم في الدنيا وهم أحياء.
- وذكر ابن عطية قولا عن الحسن بن أبي الحسن في أن المقصودين بالآية هم أهل الكتاب الذين قالوا: (آمنوا بالّذي أنزل على الّذين آمنوا وجه النّهار واكفروا آخره), وقال عنه: "جيد محتمل".
س2. من خلال دراستك لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا، أجب عما يلي:
أ. معنى الشرط والمسائل المتعلقة به في قوله تعالى: {إن يكن غنيًا أو فقيرًا فالله أولى بهما}
جملة الشرط اسمية, وجواب الشرط محذوف دل عليه قوله تعالى: (فالله أولى بهما), وذلك لأن العطف هو بـ (أو)، ولا يثنى الضمير إذا عطف بها، بل يفرد‌‌‌‌.
قال ابن جزي: جواب إن محذوف على الأظهر أي إن يكن المشهود عليه غنياً، فلا تمتنع من الشهادة تعظيماً له، وإن كان فقيراً فلا تمتنع من الشهادة عليه اتفاقاً فإنّ الله أولى بالغني والفقير، أي بالنظر إليهما.
قال ابن عاشور: قَوْلُهُ ﴿فاللَّهُ أوْلى بِهِما﴾ لَيْسَ هو الجَوابُ، ولَكِنَّهُ دَلِيلُهُ وعِلَّتُهُ، والتَّقْدِيرُ: فَلا يُهِمُّكم أمْرُهُما عِنْدَ التَّقاضِي، فاللَّهُ أوْلى بِالنَّظَرِ في شَأْنِهِما، وإنَّما عَلَيْكُمُ النَّظَرُ في الحَقِّ.
قال أبو حيان: وذهب الأخفش وقوم إلى أن (أو) في معنى الواو؛ فعلى قولهم يكون الجواب: فالله أولى بهما؛ أي حيث شرع الشهادة عليهما، وهو أنظر لهما منكم.
ب. القراءات في قوله تعالى: {وإن تلووا أو تُعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرًا} مع بيان توجيهها.
ذكر في قوله تعالى: (تلووا) قراءات:
1 - قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (تلووا) بواوين، أي: إن تلووا ألسنتكم عن شهادة الحق …
قال أبو علي: حجة من قال: تلووا أنّه قيل: إنّ ابن عباس فسّره بأنّه: القاضي يكون ليّه وإعراضه لأحد الخصمين على الآخر.
ومن حجة من قال: تلووا بواوين من لوى أن يقول: ما ذكرتم أنّ الدلالة وقعت عليه في قراءتكم تلوا بواو واحدة وقد فهم بما تقدم من قوله: فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا فيستغنى به، ولا ينكر أن يتكرر اللفظان لمعنى واحد نحو قوله: (فسجد الملائكة كلهم أجمعون), ونحو قوله: وهند أتى من دونها النّأي والبعد, وقوله: وألفى قولها كذبا ومينا وقد قيل: إن تلوا يجوز أن يكون تلووا، وأن الواو التي هي عين همزت لانضمامها كما همزت في أدؤر، وألقيت حركة الهمزة على اللام التي هي فاء.
2 - وقرأ ابن عامر وحمزة والأعمش وابن وثاب وابن عباس (تلوا) بضم اللام، وبواو واحدة، ولحن بعض النحويين قارئ هذه القراءة، قال: لا معنى للولاية هنا. وعقب أبو حيان بقوله: (وهذا لا يجوز لأنها قراءة متواترة في السبع، ولها معنى صحيح وتخريج حسن ...
فقيل: هي من الولاية، أي إن وليتم إقامة الشهادة أو أعرضتم عن إقامتها، والولاية على الشيء هو الإقبال عليه، وقيل هو من اللي، وأصله تلووا، وأبدلت الواو المضمومة همزة، ثم نقلت حركتها إلى اللام وحذف، قاله الفراء والزجاج وأبو علي والنحاس.
ونقل عن النحاس أيضًا أنه استثقلت الحركة على الواو، فألقيت على اللام، وحذفت إحدى الواوين لالتقاء الساكنين.
قال أبو علي: وحجة من قال: تلوا بواو واحدة أن يقول: إن تلوا في هذا الموضع حسن، لأنّ ولاية الشيء؛ إقبال عليه، وخلاف الإعراض عنه، فالمعنى: إن تقبلوا أو تعرضوا، فلا تلوا، فإن الله كان بما تعملون خبيرا، فيجازي المحسن المقبل بإحسانه، والمسيء المعرض بإعراضه وتركه الإقبال على ما يلزمه أن يقبل عليه، ويقول: لو قرأت: وإن تلووا أو تعرضوا؛ لكان كالتكرير، لأنّ اللّيّ مثل الإعراض، ألا ترى أنّ قوله: (لووا رؤسهم ورأيتهم يصدون) إنّما هو إعراض منهم وترك انقياد للحق، وكذلك (ليا بألسنتهم) إنّما هو انحراف وأخذ فيما لا ينبغي أن يأخذوا فيه، فإذا كان كذلك كان كالتكرير، وإذا قلنا: تلوا فقد ذكرنا الإعراض وخلافه.
3 - وقرأ بعض القراء (تلؤوا) بالهمز؛ وذلك لانضمام الواو.
س3. بيّن وجه تكرار قوله تعالى: {ولله ما في السماوات والأرض} في سياق الآيات محل الدراسة.
وجه التكرار في الآية: إخبار الله تعالى عن عموم ملكه العظيم الواسع المستلزم تدبيره بجميع أنواع التدبير، وتصرفه بأنواع التصريف قدرا وشرعا, وهو أيضا مقدمة للوعيد الذي سيأتي بعد ذلك.
قال السعدي: ثم كرر إحاطة ملكه لما في السماوات وما في الأرض، وأنه على كل شيء وكيل، أي: عالم قائم بتدبير الأشياء على وجه الحكمة، فإن ذلك من تمام الوكالة، فإن الوكالة تستلزم العلم بما هو وكيل عليه، والقوة والقدرة على تنفيذه وتدبيره، وكون ذلك التدبير على وجه الحكمة والمصلحة، فما نقص من ذلك فهو لنقص بالوكيل، والله تعالى منزه عن كل نقص.
قال ابن عطية: ثم جاء بعد ذلك قوله وللّه ما في السّماوات وما في الأرض، وكفى باللّه وكيلًا مقدمة للوعيد، فهذه وجوه تكرار هذا الخبر الواحد ثلاث مرات متقاربة.
قال ابن عاشور: فَقَدْ تَكَرَّرَتْ جُمْلَةُ ﴿ولِلَّهِ ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ﴾ هُنا ثَلاثَ مَرّاتٍ مُتَتالِياتٍ مُتَّحِدَةً لَفْظًا ومَعْنًى أصْلِيًّا، ومُخْتَلِفَةَ الأغْراضِ الكِنائِيَّةِ المَقْصُودَةِ مِنها، وسَبَقَتْها جُمْلَةٌ نَظِيرَتُهُنَّ: وهي ما تَقَدَّمَ مِن قَوْلِهِ ﴿ولِلَّهِ ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ وكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا﴾ [النساء: ١٢٦]، فَحَصَلَ تَكْرارُها أرْبَعَ مَرّاتٍ في كَلامٍ مُتَناسِقٍ.
فَأمّا الأُولى السّابِقَةُ فَهي واقِعَةٌ مَوْقِعَ التَّعْلِيلِ لِجُمْلَةِ ﴿إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ ويَغْفِرُ ما دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشاءُ﴾ ، ولِقَوْلِهِ ﴿ومَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا﴾ ، والتَّذْيِيلِ لَهُما، والِاحْتِراسِ لِجُمْلَةِ ﴿واتَّخَذَ اللَّهُ إبْراهِيمَ خَلِيلًا﴾، كَما ذَكَرْناهُ آنِفًا.
وأمّا الثّانِيَةُ الَّتِي بَعْدَها فَواقِعَةٌ مَوْقِعَ التَّعْلِيلِ لِجُمْلَةِ ﴿يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِن سَعَتِهِ﴾ [النساء: ١٣٠] .
وأمّا الثّالِثَةُ الَّتِي تَلِيها فَهي عِلَّةٌ لِلْجَوابِ المَحْذُوفِ، وهو جَوابُ قَوْلِهِ ﴿وإنْ تَكْفُرُوا﴾؛ فالتَّقْدِيرُ: وإنْ تَكْفُرُوا فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ تَقْواكم وإيمانِكم فَإنَّ لَهُ ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ، وكانَ ولا يَزالُ غَنِيًّا حَمِيدًا.
وأمّا الرّابِعَةُ الَّتِي تَلِيها فَعاطِفَةٌ عَلى مُقَدَّرٍ مَعْطُوفٍ عَلى جَوابِ الشَّرْطِ تَقْدِيرُهُ: وإنْ تَكْفُرُوا بِاللَّهِ وبِرَسُولِهِ فَإنَّ اللَّهَ وكَيْلٌ عَلَيْكم ووَكِيلٌ عَنْ رَسُولِهِ وكَفى بِاللَّهِ وكِيلًا.
س4. بين صفات المنافقين من خلال دراستك لتفسير آيات سورة النساء، بدءًا من الآية رقم (138) إلى الآية رقم (143).
من صفات المنافقين التي ذكرت في الآيات:
1 - موالاة الكافرين وترك موالاة المؤمنين.
2 - مجادلتهم لإبطال الحق من آيات الله تعالى ونصر كفرهم ونفاقهم.
3 - ينتظرون الحالة التي يصير عليها المؤمنون، والحال التي ينتهون إليها من خير أو شر، قد أعدوا لكل حالة جوابا بحسب نفاقهم.
4 - أن طريقتهم مخادعة الله تعالى، أي: بما أظهروه من الإيمان وأبطنوه من الكفران، ظنوا أنه يروج على الله ولا يعلمه ولا يبديه لعباده، والحال أن الله خادعهم، فمجرد وجود هذه الحال منهم ومشيهم عليها، خداع لأنفسهم.
5 - أنهم مترددين بين أهل الإيمان وأهل الكفر, ليسوا من أهل الإيمان ظاهرا وباطنا, ولا من أهل الكفر ظاهرا وباطنا؛ فهم ظاهرا مع المؤمنين, وباطنا مع الكافرين, وهذا من أعظم الضلال, وأكبر الخسران.
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 12 شوال 1445هـ/20-04-2024م, 02:48 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,071
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الدين محمد مشاهدة المشاركة
مجلس مذاكرة القسم الحادي عشر من تفسير سورة النساء (من الآية 131 إلى الآية 143)
المجموعة الثانية:
س1. حرّر الخلاف في المقصودين بقول الله تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ آمَنُواْ ثُمَّ كَفَرُواْ ثُمَّ ازْدَادُواْ كُفْرًا لَّمْ يَكُنِ اللّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا}
اختلف أهل العلم في المقصودين في الآية إلى أقوال:
الأول: اليهود والنصارى الذين آمنوا بموسى ثم كفروا, وآمنوا بعيسى ثم كفروا, ثم ازدادوا كفرا بمحمد صلى الله عليه وسلم. وهو قول قتادة. وذكره الفراء, والزجاج, وابن عطية.
- قول قتادة أخرجه عبد الرزاق في تفسيره, وابن جرير في تفسيره, وابن أبي حاتم في تفسيره, وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد, من طرق عن قتادة، في قوله: {إنّ الّذين آمنوا ثمّ كفروا} قال: هؤلاء اليهود آمنوا بالتّوراة، ثمّ كفروا. ثمّ ذكر النّصارى، ثمّ قال: {ثمّ آمنوا ثمّ كفروا ثمّ ازدادوا كفرًا} يقول: آمنوا بالإنجيل ثمّ كفروا به ثمّ ازدادوا كفرًا بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.
الثاني: هم المنافقون آمنوا ثمّ ارتدّوا، ثمّ آمنوا ثمّ ارتدّوا، ثمّ ازدادوا كفرًا بموتهم على كفرهم. وهو قول مجاهد, وابن زيد. وذكره الزجاج, والنحاس, وابن عطية.
- قول مجاهد أخرجه ابن جرير في تفسيره, عزاه السيوطي إلى ابن المنذر, عن مجاهدٍ، قوله: {إنّ الّذين آمنوا ثمّ كفروا ثمّ آمنوا ثمّ كفروا ثمّ ازدادوا كفرًا} قال: كنّا نحسبهم المنافقين ويدخل في ذلك من كان مثلهم {ثمّ ازدادوا كفرًا} قال: تمّوا على كفرهم حتّى ماتوا.
- قول ابن زيد أخرجه ابن جرير في تفسيره عن ابن زيدٍ في قوله: {إنّ الّذين آمنوا ثمّ كفروا} الآية، قال: هؤلاء المنافقون آمنوا مرّتين، وكفروا مرّتين، ثمّ ازدادوا كفرًا بعد ذلك.
الثالث: هم أهل الكتابين: التّوراة والإنجيل، أتوا ذنوبًا في كفرهم فتابوا، فلم تقبل منهم التّوبة منها مع إقامتهم على كفرهم. وهو قول أبو العالية. وذكره النحاس, وابن عطية.
- قول أبو العالية أخرجه ابن جرير في تفسيره, وابن أبي حاتم في تفسيره عن أبي العالية: {إنّ الّذين آمنوا ثمّ كفروا ثمّ آمنوا ثمّ كفروا ثمّ ازدادوا كفرًا} قال: هم اليهود والنّصارى أذنبوا في شركهم، ثمّ تابوا فلم تقبل توبتهم، ولو تابوا من الشّرك لقبل منهم.
الدراسة:
- رجح ابن جرير القول الأول فقال: وأولى هذه الأقوال بتأويل الآية قول من قال: عني بذلك أهل الكتاب الّذين أقرّوا بحكم التّوراة، ثمّ كذّبوا بخلافهم إيّاه، ثمّ أقرّ من أقرّ منهم بعيسى والإنجيل، ثمّ كذّب به بخلافه إيّاه، ثمّ كذّب بمحمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم والفرقان، فازداد بتكذيبه به كفرًا على كفره.
ورجح هذا القول مستندا إلى سياق الآيات قبلها فقال: وإنّما قلنا: ذلك أولى بالصّواب في تأويل هذه الآية، لأنّ الآية قبلها في قصص أهل الكتابين، أعني قوله: {يا أيّها الّذين آمنوا آمنوا باللّه ورسوله} ولا دلالة تدلّ على أنّ قوله: {إنّ الّذين آمنوا ثمّ كفروا} منقطعٌ معناه من معنى ما قبله، فإلحاقه بما قبله أولى حتّى تأتي دلالةٌ دالّةٌ على انقطاعه منه.
- أما ابن عطية فرجح القول الثاني في أن المقصود بالآية هم المنافقين فقال بعد أن ذكر قول مجاهد وابن زيد: وهذا هو القول المترجح.
وضعف ابن عطية قول ابن جرير مستندا إلى ألفاظ الآية, وأن ذلك القول ليس مقصود الآية, فقال: وقول قتادة وأبي العالية وهو الذي رجح الطبري قول ضعيف، تدفعه ألفاظ الآية، وذلك أن الآية إنما هي في طائفة يتصف كل واحد منها بهذه الصفة من التردد بين الكفر والإيمان، ثم يزداد كفرا بالموافاة، واليهود والنصارى لم يترتب في واحد منهم إلا إيمان واحد وكفر واحد، وإنما يتخيل فيهم الإيمان والكفر مع تلفيق الطوائف التي لم تتلاحق في زمان واحد، وليس هذا مقصد الآية، وإنما توجد هذه الصفة في شخص من المنافقين، لأن الرجل الواحد منهم يؤمن ثم يكفر، ثم يوافي على الكفر وتأمل قوله تعالى: لم يكن اللّه ليغفر لهم فإنها عبارة تقتضي أن هؤلاء محتوم عليهم من أول أمرهم، ولذلك ترددوا وليست هذه العبارة مثل أن يقول: لا يغفر الله لهم، بل هي أشد، وهي مشيرة إلى استدراج من هذه حاله وإهلاكه، وهي عبارة تقتضي لسامعها أن ينتبه ويراجع قبل نفوذ الحتم عليه، وأن يكون من هؤلاء، وكل من كفر كفرا واحدا ووافى عليه فقد قال الله تعالى: إنه لا يغفر له، ولم يقل «لم يكن الله ليغفر له» فتأمل الفرق بين العبارتين فإنه من دقيق غرائب الفصاحة التي في كتاب الله تعالى، كأن قوله لم يكن اللّه حكم قد تقرر عليهم في الدنيا وهم أحياء.
- وذكر ابن عطية قولا عن الحسن بن أبي الحسن في أن المقصودين بالآية هم أهل الكتاب الذين قالوا: (آمنوا بالّذي أنزل على الّذين آمنوا وجه النّهار واكفروا آخره), وقال عنه: "جيد محتمل".
س2. من خلال دراستك لقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاء لِلّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقَيرًا فَاللّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ وَإِن تَلْوُواْ أَوْ تُعْرِضُواْ فَإِنَّ اللّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا، أجب عما يلي:
أ. معنى الشرط والمسائل المتعلقة به في قوله تعالى: {إن يكن غنيًا أو فقيرًا فالله أولى بهما}
جملة الشرط اسمية, وجواب الشرط محذوف دل عليه قوله تعالى: (فالله أولى بهما), وذلك لأن العطف هو بـ (أو)، ولا يثنى الضمير إذا عطف بها، بل يفرد‌‌‌‌.
قال ابن جزي: جواب إن محذوف على الأظهر أي إن يكن المشهود عليه غنياً، فلا تمتنع من الشهادة تعظيماً له، وإن كان فقيراً فلا تمتنع من الشهادة عليه اتفاقاً فإنّ الله أولى بالغني والفقير، أي بالنظر إليهما.
قال ابن عاشور: قَوْلُهُ ﴿فاللَّهُ أوْلى بِهِما﴾ لَيْسَ هو الجَوابُ، ولَكِنَّهُ دَلِيلُهُ وعِلَّتُهُ، والتَّقْدِيرُ: فَلا يُهِمُّكم أمْرُهُما عِنْدَ التَّقاضِي، فاللَّهُ أوْلى بِالنَّظَرِ في شَأْنِهِما، وإنَّما عَلَيْكُمُ النَّظَرُ في الحَقِّ.
قال أبو حيان: وذهب الأخفش وقوم إلى أن (أو) في معنى الواو؛ فعلى قولهم يكون الجواب: فالله أولى بهما؛ أي حيث شرع الشهادة عليهما، وهو أنظر لهما منكم.
ب. القراءات في قوله تعالى: {وإن تلووا أو تُعرضوا فإن الله كان بما تعملون خبيرًا} مع بيان توجيهها.
ذكر في قوله تعالى: (تلووا) قراءات:
1 - قرأ ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم والكسائي وأبو جعفر ويعقوب (تلووا) بواوين، أي: إن تلووا ألسنتكم عن شهادة الحق …
قال أبو علي: حجة من قال: تلووا أنّه قيل: إنّ ابن عباس فسّره بأنّه: القاضي يكون ليّه وإعراضه لأحد الخصمين على الآخر.
ومن حجة من قال: تلووا بواوين من لوى أن يقول: ما ذكرتم أنّ الدلالة وقعت عليه في قراءتكم تلوا بواو واحدة وقد فهم بما تقدم من قوله: فلا تتبعوا الهوى أن تعدلوا فيستغنى به، ولا ينكر أن يتكرر اللفظان لمعنى واحد نحو قوله: (فسجد الملائكة كلهم أجمعون), ونحو قوله: وهند أتى من دونها النّأي والبعد, وقوله: وألفى قولها كذبا ومينا وقد قيل: إن تلوا يجوز أن يكون تلووا، وأن الواو التي هي عين همزت لانضمامها كما همزت في أدؤر، وألقيت حركة الهمزة على اللام التي هي فاء.
2 - وقرأ ابن عامر وحمزة والأعمش وابن وثاب وابن عباس (تلوا) بضم اللام، وبواو واحدة، ولحن بعض النحويين قارئ هذه القراءة، قال: لا معنى للولاية هنا. وعقب أبو حيان بقوله: (وهذا لا يجوز لأنها قراءة متواترة في السبع، ولها معنى صحيح وتخريج حسن ...
فقيل: هي من الولاية، أي إن وليتم إقامة الشهادة أو أعرضتم عن إقامتها، والولاية على الشيء هو الإقبال عليه، وقيل هو من اللي، وأصله تلووا، وأبدلت الواو المضمومة همزة، ثم نقلت حركتها إلى اللام وحذف، قاله الفراء والزجاج وأبو علي والنحاس.
ونقل عن النحاس أيضًا أنه استثقلت الحركة على الواو، فألقيت على اللام، وحذفت إحدى الواوين لالتقاء الساكنين.
قال أبو علي: وحجة من قال: تلوا بواو واحدة أن يقول: إن تلوا في هذا الموضع حسن، لأنّ ولاية الشيء؛ إقبال عليه، وخلاف الإعراض عنه، فالمعنى: إن تقبلوا أو تعرضوا، فلا تلوا، فإن الله كان بما تعملون خبيرا، فيجازي المحسن المقبل بإحسانه، والمسيء المعرض بإعراضه وتركه الإقبال على ما يلزمه أن يقبل عليه، ويقول: لو قرأت: وإن تلووا أو تعرضوا؛ لكان كالتكرير، لأنّ اللّيّ مثل الإعراض، ألا ترى أنّ قوله: (لووا رؤسهم ورأيتهم يصدون) إنّما هو إعراض منهم وترك انقياد للحق، وكذلك (ليا بألسنتهم) إنّما هو انحراف وأخذ فيما لا ينبغي أن يأخذوا فيه، فإذا كان كذلك كان كالتكرير، وإذا قلنا: تلوا فقد ذكرنا الإعراض وخلافه.
3 - وقرأ بعض القراء (تلؤوا) بالهمز؛ وذلك لانضمام الواو.
س3. بيّن وجه تكرار قوله تعالى: {ولله ما في السماوات والأرض} في سياق الآيات محل الدراسة.
وجه التكرار في الآية: إخبار الله تعالى عن عموم ملكه العظيم الواسع المستلزم تدبيره بجميع أنواع التدبير، وتصرفه بأنواع التصريف قدرا وشرعا, وهو أيضا مقدمة للوعيد الذي سيأتي بعد ذلك.
قال السعدي: ثم كرر إحاطة ملكه لما في السماوات وما في الأرض، وأنه على كل شيء وكيل، أي: عالم قائم بتدبير الأشياء على وجه الحكمة، فإن ذلك من تمام الوكالة، فإن الوكالة تستلزم العلم بما هو وكيل عليه، والقوة والقدرة على تنفيذه وتدبيره، وكون ذلك التدبير على وجه الحكمة والمصلحة، فما نقص من ذلك فهو لنقص بالوكيل، والله تعالى منزه عن كل نقص.
قال ابن عطية: ثم جاء بعد ذلك قوله وللّه ما في السّماوات وما في الأرض، وكفى باللّه وكيلًا مقدمة للوعيد، فهذه وجوه تكرار هذا الخبر الواحد ثلاث مرات متقاربة.
قال ابن عاشور: فَقَدْ تَكَرَّرَتْ جُمْلَةُ ﴿ولِلَّهِ ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ﴾ هُنا ثَلاثَ مَرّاتٍ مُتَتالِياتٍ مُتَّحِدَةً لَفْظًا ومَعْنًى أصْلِيًّا، ومُخْتَلِفَةَ الأغْراضِ الكِنائِيَّةِ المَقْصُودَةِ مِنها، وسَبَقَتْها جُمْلَةٌ نَظِيرَتُهُنَّ: وهي ما تَقَدَّمَ مِن قَوْلِهِ ﴿ولِلَّهِ ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ وكانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ مُحِيطًا﴾ [النساء: 126]، فَحَصَلَ تَكْرارُها أرْبَعَ مَرّاتٍ في كَلامٍ مُتَناسِقٍ.
فَأمّا الأُولى السّابِقَةُ فَهي واقِعَةٌ مَوْقِعَ التَّعْلِيلِ لِجُمْلَةِ ﴿إنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أنْ يُشْرَكَ بِهِ ويَغْفِرُ ما دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشاءُ﴾ ، ولِقَوْلِهِ ﴿ومَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالًا بَعِيدًا﴾ ، والتَّذْيِيلِ لَهُما، والِاحْتِراسِ لِجُمْلَةِ ﴿واتَّخَذَ اللَّهُ إبْراهِيمَ خَلِيلًا﴾، كَما ذَكَرْناهُ آنِفًا.
وأمّا الثّانِيَةُ الَّتِي بَعْدَها فَواقِعَةٌ مَوْقِعَ التَّعْلِيلِ لِجُمْلَةِ ﴿يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِن سَعَتِهِ﴾ [النساء: 130] .
وأمّا الثّالِثَةُ الَّتِي تَلِيها فَهي عِلَّةٌ لِلْجَوابِ المَحْذُوفِ، وهو جَوابُ قَوْلِهِ ﴿وإنْ تَكْفُرُوا﴾؛ فالتَّقْدِيرُ: وإنْ تَكْفُرُوا فَإنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ تَقْواكم وإيمانِكم فَإنَّ لَهُ ما في السَّماواتِ وما في الأرْضِ، وكانَ ولا يَزالُ غَنِيًّا حَمِيدًا.
وأمّا الرّابِعَةُ الَّتِي تَلِيها فَعاطِفَةٌ عَلى مُقَدَّرٍ مَعْطُوفٍ عَلى جَوابِ الشَّرْطِ تَقْدِيرُهُ: وإنْ تَكْفُرُوا بِاللَّهِ وبِرَسُولِهِ فَإنَّ اللَّهَ وكَيْلٌ عَلَيْكم ووَكِيلٌ عَنْ رَسُولِهِ وكَفى بِاللَّهِ وكِيلًا.
[لو اعتمدت بشكل أكبر على صياغة الكلام بأسلوبك الخاص]
س4. بين صفات المنافقين من خلال دراستك لتفسير آيات سورة النساء، بدءًا من الآية رقم (138) إلى الآية رقم (143).
من صفات المنافقين التي ذكرت في الآيات:
1 - موالاة الكافرين وترك موالاة المؤمنين.
2 - مجادلتهم لإبطال الحق من آيات الله تعالى ونصر كفرهم ونفاقهم.
3 - ينتظرون الحالة التي يصير عليها المؤمنون، والحال التي ينتهون إليها من خير أو شر، قد أعدوا لكل حالة جوابا بحسب نفاقهم.
4 - أن طريقتهم مخادعة الله تعالى، أي: بما أظهروه من الإيمان وأبطنوه من الكفران، ظنوا أنه يروج على الله ولا يعلمه ولا يبديه لعباده، والحال أن الله خادعهم، فمجرد وجود هذه الحال منهم ومشيهم عليها، خداع لأنفسهم.
5 - أنهم مترددين بين أهل الإيمان وأهل الكفر, ليسوا من أهل الإيمان ظاهرا وباطنا, ولا من أهل الكفر ظاهرا وباطنا؛ فهم ظاهرا مع المؤمنين, وباطنا مع الكافرين, وهذا من أعظم الضلال, وأكبر الخسران.
والله أعلم
أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:45 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir