دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > إدارة برنامج إعداد المفسر > الدعوة بالقرآن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 ذو الحجة 1443هـ/19-07-2022م, 02:15 AM
ضحى الحقيل ضحى الحقيل غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2015
المشاركات: 666
افتراضي أو أشد قسوة!

معهد آفاق التيسير
برنامج إعداد مفسر
بحث تخرج المستوى الرابع


رسالة في قوله تعالى:

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [ البقرة:74]


الطالبة: ضحى بنت عثمان الحقيل
19/ 12/ 1438


مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الحمد لله الذي خلق فسوى، الحمد لله الذي قدر فهدى، الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجا، الحمد لله الذي جعل القرآن موعظة، وشفاء، وهدى، ورحمة للمؤمنين، الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه.

أما بعد
فقد طُلب منا - طلاب المستوى الرابع- إعداد رسالة في آية من آيات الجزء الأول من القرآن الكريم، وقد اخترت آية ذكرت فيها قسوة القلوب، لعل مطالعة أقوال أهل العلم في هذا الموضوع تلين بها قلوبا قاسية، وتقبل بها أنفسا معرضة، وتصحو بها عقولا غافلة، وهي قوله تعالى:

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}
[ البقرة:74]


قال قتادة: "عذر الله تعالى الحجارة ولم يعذر شقيّ بني آدم" ذكره ابن عطية 1
الله أكبر
تلك المضغة النابضة الحية .. يعقد بينها وبين الحجارة مقارنة!
وأي شيء أقسى من الحجر حتى يضرب به المثل؟؟ يلين الحديد لحرارة النار ولا يتأثر الحجر!.
يا أيها القلب القاسي انظر واعتبر..
ربك سبحانه يذكرك بما يرد على الحجارة من لين واستجابة ..
فتتفجر منها الأنهار، وتتشقق فيخرج منها الماء، وتهبط من خشية الله..
وأنت لا تسمع ولا تجيب !!


التفسير
تتابعت آيات سورة البقرة بدءا من الآية رقم (40) في وصف حال بني إسرائيل وذكر طرف من أخبارهم، فابتدأت بتذكيرهم على العموم بنعمة الله عليهم، وما كان يجب عليهم تجاه هذه النعمة من شكر وإيمان، ثم شرعت بتعداد نعمته عليهم بدءا من نجاتهم من فرعون، ثم عفوه عنهم بعد اتخاذهم العجل، وبعثه لهم بعد الصعق وما أظلهم به من نعمة في التيه، وكيف فجر لهم الماء من الحجر، وفي معرض ذلك يذكر ما دأبوا عليه من مقابلة النعمة بالكفر والجحود والتعنت، ثم ذكر قصة البقرة والآية العجيبة التي أحيا سبحانه لهم فيها المقتول ليخبرهم بقاتله، فما الذي حصل بعد ذلك منهم؟

قست قلوبهم و يا للعجب!!

كيف يقسو قلب من شاهد الآية عيانا، وعاش الواقعة بنفسه؟!

قال الزجاج:
"وهذه آية عظيمة كان يجب على من يشاهدها -فشاهد بمشاهدتها من قدرة الله عزّ وجلّ ما يزيل كل شك- أن يلين قلبه ويخضع" 2.
يقول تعالى توبيخا لبني إسرائيل وتقريعا لهم:

{ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ }

{ثُمَّ } الأصل في (ثم) أنها تأتي للترتيب مع التراخي.
وتأتي أحيانا للاستبعاد،
ومن ذلك:
- قوله تعالى: {الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَجَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَالنُّورَ ثُمَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ} [الأنعام: 1]، فمَنْ خلق السماوات والأرض، وجعل الظلمات والنور يُستبعَد جدًّا أنْ يُجعَل له عديلٌ ونظير.
- وقولُ الشاعر:ولا يكشفُ الغمَّاءَ إلا ابنُ حُرَّةٍ ... يرى غمراتِ الموتِ ثم يَزُورها
لأنَّ مَنْ رأى غمرات الموت تُستبعد منه زيارتها.

قال الشنقيطي: "قال بعض العلماء: {ثُمَّ} في قوله: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} للاستبعاد؛ لأنَّ هذا الذي نظروه من آيات الله وعبره، وإحيائه للقتيل سببٌ عظيمٌ لإحياء القلوب، فقسوة القلوب بعد المشاهدة من الأمر المستبعَد3 ، كما ذكر ابن عاشور في تفسيره قريبا من هذا المعنى4 .
أما صاحب تفسير المنار فقد ذكر ل(ثم) معنًا موافقا لأصلها الذي يفيد الترتيب مع التراخي فقال: "أَنَّ الْأَوَّلِينَ مِنْهُمْ قَدْ خَشَعَتْ قُلُوبُهُمْ لِمَا رَأَوْا فِي زَمَنِ مُوسَى - عَلَيْهِ السَّلَامُ - مَا رَأَوْا، ثُمَّ خَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ كَانَ أَمْرُ قَسْوَتِهَا مَا وَصَفَهُ - عَزَّ وَجَلَّ.5"
{قَسَتْ} في اللغة: غلظت ويبست وصلبت6 وجفت7 .
فقلوبهم قد ذهب منها اللين والرحمة والخضوع والخشوع8 ، وخلت من الإنابة والإذعان لآيات الله تعالى9 ، فلم تؤثر فيها الموعظة 10.
والتعبير بالقسوة يدل على الشدة والصلابة فلا يدخلها الخير، لأن الشيء القاسي ليس بقابل لدخول شيء فيه 11.

{ قلوبكم} قال ابن عباس: "المراد قلوب ورثة القتيل، لأنهم حين حيي قال: إنهم قتلوه وعاد إلى حال موته أنكروا قتله 12" ، وقال أبو العالية وقتادة وغيرهما: "إنما أراد الله قلوب بني إسرائيل جميعا في معاصيهم وما ركبوه بعد ذلك 13"
فالضمير هنا إما أن يعود على ورثة القتيل خاصة وقد قيل أنهم بنو أخيه، كما قاله ابن عباس وذكره ابن عطية والماوردي وابن كثير ، أو يشمل كفار بني إسرائيل عامة كما جاء في قول أبي العالية وقتادة ورواية عن ابن عباس وذكره ابن أبي حاتم، وابن عطية، والماوردي.
ومعنى الآية ينطبق على الجميع والله أعلم.

{من بعد ذلك} يحتمل أن يعود اسم الإشارة ذلك على إحياء الميت بعضو من أعضاء البقرة، كما ذكره الزجاج والطبري، وابن عطية، والشنقيطي، ويحتمل أن يعود على الآيات العظيمة التي مرت بهم، نحو مسخ القردة والخنازير، ورفع الجبل فوقهم، وانبجاس الماء من حجر يحملونه، كما ذكره الزجاج، والماوردي، والشوكاني وابن عاشور، "
والحديث متصل فمن عد الضمير في قوله قلوبكم خاصا بورثة القتيل أرجع اسم الإشارة هنا لآية إحياء القتيل، ومن عمم قوله قلوبكم على قلوب بني إسرائيل عد اسم الإشارة هنا عاما لجميع الآيات التي مرت بموسى عليه السلام كما أشار لذلك الماوردي14.
والمعنى يشمل الجميع كما ذكر سابقا والله أعلم.

"ولَمْ يُبَيِّنْ هُنَا سَبَبَ قَسْوَةِ قُلُوبِهِمْ، وَلَكِنَّهُ أَشَارَ إِلَى ذَلِكَ فِي مَوَاضِعَ أُخَرَ كَقَوْلِهِ: (فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً) [المائدة: 13] ، وَقَوْلِهِ: (فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ) الْآيَةَ [الحديد: 16] 15" .

{فهي كالحجارة }

ابتدأ بوصف قلوبهم بالقسوة: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ }، ثم ضرب لهم مثلا بشيء قساوته عندهم محسوسة معروفة، "فقلوبهم كالحجارة في شدَّة القسوة والصلابة، فكما أنك لو أردت أن تدخل ماءً أو دهنًا في جوف حجر صلب أصم لا يمكن لك ذلك، فلا يمكن أنْ تدخل في قلوبهم خيرًا، ولا موعظة، ولا شيئًا ينفعهم لقساوتها عياذًا بالله.16"


{أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً}

لم يكتف التعبير القرآني بوصف قلوبهم بالحجارة، بل تعدى ذلك إلى وصفها بأنها أشد قسوة، وأي شيء أشد قسوة من الحجارة يا ابن آدم حتى يضرب لك به المثل؟!
ومع اشتراك القلوب والحجارة في جنس القساوة، إلا أن الحجارة فضلت عليها ووجه تفضيلها راجع إلى معنى عدم قبول التحول، لأن الحجارة على صلابتها وشدتها قد يعتريها التحول بالتفرق والتشقق، وهذه القلوب لا تجدي فيها المحاولة 17
ولبلوغ قلوبهم في القسوة درجة عظيمه عدل القرآن عن الإتيان بأفعل التفضيل من الفعل نفسه: فلم يقل: "أقسى " بل: (أشَدُّ قَسْوَةً)، لأن هذا التعبير أوضح في دلالته على المراد هنا ".

والعرف في أو أنها للشك18 ، والشك كما يعرّفه الأصوليون: تجويز أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر19 ، بمعنى أن الإنسان لا يستطيع القطع بأحدهما لجهله أيهما الواقع، والله سبحانه وتعالى علام الغيوب لا تخفى عليه خافية، عالم بحالهم وحال قلوبهم، فما معنى أو هنا إذاً؟

قال ابن كثير: "اختلف علماء العربيّة في معنى قوله تعالى: {فهي كالحجارة أو أشدّ قسوةً} بعد الإجماع على استحالة كونها للشّكّ 20".
وباستعراض ما قاله المفسرون في معنى {أو} هنا ومنهم الزجاج، والطبري، وابن عطية، والقرطبي، وابن كثير، والشنقيطي، وابن عاشور، وغيرهم، نخلص للأقوال التالية:

القول الأول: أنها بمعنى الواو، ومن ذلك قوله تعالى: {آثماً أو كفوراً} [الإنسان: 24] أي وكفورا، وقول الشاعر:
نال الخلافة أو كانت له قدرا ....... كما أتى ربّه موسى على قدر
أي: وكانت له
وقد نفى الزجاج أن تكون{أو} هنا بمعنى الواو
القول الثاني: أنها بمعنى بل، فالتقدير: فهي كالحجارة بل أشدّ قسوةً، ومن ذلك قوله تعالى: {إلى مائة ألفٍ أو يزيدون} [الصافات: 147] أي: بل يزيدون، وقوله: {إذا فريقٌ منهم يخشون النّاس كخشية اللّه أو أشدّ خشيةً} [النّساء: 77]، وقوله {فكان قاب قوسين أو أدنى} [النّجم]:
القول الثالث: أن معناها التخيير، والإباحة أي: إن شبهتموها بالحجارة تصيبوا، أو بأشد من الحجارة تصيبوا، مثل قولك: جالس الحسن أو ابن سيرين. ,ولم يذكر الزجاج غير هذا القول.
القول الرابع: هي على بابها في الشك. ومعناه: عندكم أيها المخاطبون وفي نظركم، أي لو شاهدتم قسوتها لشككتم أهي كالحجارة أو أشد من الحجارة.
القول الخامس: هي على جهة الإبهام على المخاطب، كقول القائل: أكلت خبزًا أو تمرًا وهو يعلم أيّهما أكل
ومنه قول أبي الأسود الدؤلي:
أحب محمّدا حبا شديدا ... وعباسا وحمزة أو عليّا
ولم يشك أبو الأسود، وإنما قصد الإبهام على السامع 21
القول السادس: إنما أراد الله تعالى أن فيهم من قلبه كالحجر، وفيهم من قلبه أشد من الحجر، فالمعنى فهي فرقتان كالحجارة أو أشد، ومثل هذا قولك: ما أطعمتك إلا الحلو أو الحامض، تريد أنه لم يخرج ما أطعمته عن هذين، وهذا شبيه بالمثل الذي ضربه سبحانه للمنافقين في أول السورة في قوله:{ مثلهم كمثل الّذي استوقد نارًا } [ لبقرة: 17] مع قوله { أو كصيّبٍ من السّماء}[ البقرة: 19]، وبالمثل الذي ضربه للكفار في سورة النور في قوله: { والّذين كفروا أعمالهم كسرابٍ بقيعة } [النّور: 39] مع قوله: { أو كظلماتٍ في بحرٍ لجّيٍّ}[ النّور: 40]، أي أن منهم من هو هكذا ومنهم من هو هكذا.
القول السابع: إنما أراد عز وجل أنها كانت كالحجارة يترجى لها الرجوع والإنابة، كما تتفجر الأنهار ويخرج الماء من الحجارة، ثم زادت قلوبهم بعد ذلك قسوة بأن صارت في حد من لا ترجى إنابته، فصارت أشد من الحجارة، فلم تخل أن كانت كالحجارة طورا أو أشد طورا.
القول الثامن: هُوَ كَالتَّنْصِيصِ عَلَى أَنَّ الْمُرَادَ بِالْأَوَّلِ الْحَقِيقَةُ لَا الْمُبَالَغَةُ، فَإِنَّهَا إِنْ لَمْ تَزِدْ قَسْوَتُهَا عَلَى الْحِجَارَةِ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ فِي الْقَسْوَةِ لَا دُونَهَا22 ، ذكر هذا القول ابن القيم وقال عنه: "وَهَذَا الْمَعْنَى أَحْسَنُ وَأَلْطَفُ وَأَدَقُّ مِنْ قَوْلِ مَنْ جَعَلَ " أَوْ " فِي هَذَا الْمَوْضِعِ بِمَعْنَى بَلْ، وَمِنْ قَوْلِ مَنْ جَعَلَهَا لِلشَّكِّ بِالنِّسْبَةِ إِلَى الرَّائِي، وَمِنْ قَوْلِ مَنْ جَعَلَهَا بِمَعْنَى الْوَاوِ فَتَأَمَّلْهُ23 "

قال الطبري: "ولكل مما قيل من هذه الأقوال وجه ومخرج في كلام العرب".
ثم ذكر أن أعجب الأقوال إليه القول الرابع: أن الشك إنما هو عند المخاطبين، أو القول السادس: أنها أوجه في القسوة ففيهم من قلبه كالحجارة وفيهم من هو أشد.
وقد برر هذا الترجيح بأن "أو" وإن استعملت فيما سبق إلا أن أصلها أن تأتي بمعنى أحد الاثنين وقال: أن" توجيهها إلى أصلها - ما وجدنا إلى ذلك سبيلا - أعجب إليَّ من إخراجها عن أصلها"
كما رجح ابن كثير، والشنقيطي القول السادس أنها أوجه للقسوة، والله أعلم

{وإنّ من الحجارة لما يتفجّر منه الأنهار، وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ}
يعلل 24 سبحانه وتعالى سبب تفضيل الحجارة على قلوبهم، إذ من شأنه أن يستغرب، فمن الحجارة ما قد يتفجر منه الأنهار، والنهر" هو ما كثر ماؤه جريا من الأخاديد 25"
ومنها ما يشّقّق فيخرج منه الماء، والمقصود ما تفجر منها العيون التي لا تبلغ حد الأنهار، أو تشقق وإن لم يجر ماء منسفح26 " وقلوبهم لا تلين ولا ينفجر منها خير لا قليل ولا كثير27

{وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ}
قال مجاهد: "كُلُّ حَجَرٍ يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْمَاءُ، أَوْ يَتَشَقَّقُ عَنْ مَاءٍ، أَوْ يَتَرَدَّى مِنْ رَأْسِ جَبَلٍ، لَمِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ، نَزَلَ بِذَلِكَ الْقُرْآنُ."
والخشية: خوف مقرون بمعرفة قال تعالى {إنما يخشى الله من عباده العلماء} [فاطر: 28] فهي أخص من الخوف 28، وتعني خوفهم من الله مع العلم بعظمته سبحانه29.

خشية الله، تجعل الحجارة التي هي مضرب المثل في القسوة تتردى من أعالي الجبال، وليس ذلك بمستغرب على عظيم صنع الله سبحانه.
"قَالَ تعالى: {تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا} [الْإِسْرَاءِ: 44]، وقال: {إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا}، [ الأحزاب: 72]، وَقَالَ: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ}، [ الرحمن: 6]، وقال: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ}، [ النحل: 48]، وقال:{قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ}[ فصلت: 11]، وقال: {لَوْ أَنزلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ}، [ الحشر: 21]، وقال: {وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ}، [ فصلت: 21]، وَفِي الصَّحِيحِ: "هَذَا جَبَلٌ يُحِبُّنَا وَنُحِبُّهُ"، وَكَحَنِينِ الْجِذْعِ الْمُتَوَاتِرِ خَبَرُهُ، وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ: "إِنِّي لَأَعْرِفُ حَجَرًا بِمَكَّةَ كَانَ يُسَلِّمُ عَلِيَّ قَبْلَ أَنْ أُبْعَثَ إِنِّي لَأَعْرِفُهُ الْآنَ" وَفِي صِفَةِ الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ أَنَّهُ يَشْهَدُ لِمَنِ اسْتَلَمَهُ بِحَقٍّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، والأدلة على هذا المعنى كثيرة.30"

وقد ذكر بعض من فسر الآية معاني تخرج المعنى من الخشوع إلى معاني أخرى كقولهم أن ذلك خاص بالجبل الذي جعله الله دكا، أو يكون المعنى أن رؤية الحجارة تدعو للخشوع، أو يكون ذلك استعارة من قبيل قوله تعالى {جدارا يريد أن ينقض}، أو أن هبوطها تفيؤ ظلالها من باب قوله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ}، وغير ذلك.

قال ابن جرير الطبري بعد ذكر الأقوال: "وهذه الأقوال، وإن كانت غير بعيدات المعنى مما تحتمله الآية من التأويل، فإن تأويل أهل التأويل من علماء سلف الأمة بخلافها، فلذلك لم نستجز صرف تأويل الآية إلى معنى منها".
وقال ابن عطية: "وهذا قول ضعيف: لأن براعة معنى الآية تختل به، بل القوي أن الله تعالى يخلق للحجارة قدرا ما من الإدراك تقع به الخشية والحركة"
وقد شدد الشيخ ابن عثيمين على المثبتين للمجاز في القرآن، والذين نفوا أن يكون للحجارة تمييز تهبط به من خشية الله، وحث على التسليم لقدرة الله سبحانه وتعالى على كل شيء31.
وقالَ البَغَوِيُّ: «فإنْ قيلَ: الحجرُ جمادٌ لا يفهمُ، فكيفَ يَخشى؟
قيلَ: الله يُفْهِمُه ويُلهِمُهُ فيخشى بإلهامِهِ، ومذهبُ أهلِ السُّنَّةِ والجماعةِ أنَّ لله تعالى عِلْماً في الجماداتِ وسائرِ الحيواناتِ، سوى العقلاء، لا يقفُ عليه غيرُ اللهِ، فلها صلاةٌ وتسبيحٌ وخشيةٌ 32.

************************
قال ابن عاشور وهو يصف جمال سبك هذه الآية:
"وَمِنْ بَدِيعِ التَّخَلُّصِ تَأَخُّرُ قَوْلِهِ تَعَالَى: وَإِنَّ مِنْها لَما يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ 33"
ثم علل ذلك بقوله: "لِيَتِمَّ ظُهُورُ تَفْضِيلِ الْحِجَارَةِ عَلَى قُلُوبِهِمْ فِي أَحْوَالِهَا الَّتِي نِهَايَتُهَا الِامْتِثَالُ لِلْأَمْرِ التكليفي مَعَ تَعَاصِي قُلُوبِهِمْ عَنِ الِامْتِثَالِ لِلْأَمْرِ التَّكْلِيفِيِّ لِيَتَأَتَّى الِانْتِقَالُ إِلَى قَوْلِهِ: وَمَا اللَّهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ 34"

{وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}
الغفلة" عن الشيء، تركه على وجه السهو عنه، والنسيان له 35
والآية فيها وعيد شديد وتهديد 36 للمكذبين بآياته، والجاحدين بنبوة رسوله، والمتقولين عليه الأباطيل من بني إسرائيل وأحبار اليهود، وغيرهم بأنه غير غافل عن أفعالهم الخبيثة، ولا ساه عنها، بل هو لها محص وحافظ.
فهو سبحانه لَا يُغَادِرَ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أحصاها، قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ. وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة: 7، 8] ثم يجازيهم عليها في الآخرة أو يعاقبهم عليها في الدنيا 37.

قرأه الجمهور بالتاء {تعملون} فيكون الخطاب لبني اسرائيل.
وقرأ ابن كثير ويعقوب وخلف {يعملون} بالياء، وهو انتقال من خطابهم إلى خطاب النبي صلى الله عليه وسلم كما ذكره ابن عطية أو المسلمين كما ذكره ابن عاشور ولا تعارض.



الفوائد:
1. اهتمت النصوص الشرعية بأعمال القلوب، وبينت أنواع أمراض القلب، وأسبابها وآثارها، وعواقبها.
2. أمراض القلوب نوعان: مرض الشهوة ومرض الشبهة، ومرض الشبهة أشد، وهو الذي يصد القلب عن الحق، ومتى صد القلب عن الحق ابتلي بالباطل 38.
3. من أنواع أمراض القلوب التي ذكرت في القرآن، الطبع، والختم، والزيغ، والران، والإقفال، وذكر في هذه الآية وغيرها القسوة، التي هي قسوة معنوية، بحيث إن القلب لا يصل إليه الخير ولا يلين لموعظة ولا يتأثر بتذكير 39.
4. قسوة القلب من أسباب الشقاء روى البزّار عن أنسٍ مرفوعًا: "أربعٌ من الشّقاء: جمود العين، وقسيّ القلب، وطول الأمل، والحرص على الدنيا"، ذكره ابن كثير.
5. من أسباب قسوة القلب: نقض العهد، وكثرة الكلام بغير ذكر الله، وكثرة الضحك، وكثرة الذنوب، والانشغال بالدنيا، والتوسع المذموم في المباحات، قال تعالى: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}، [المائدة، الآية: 13]، وقال صلّى اللّه عليه وسلّم: ((لا تكثروا الكلام بغير ذكر اللّه، فإنّ كثرة الكلام بغير ذكر اللّه قسوة القلب، وإنّ أبعد النّاس من اللّه القلب القاسي)) رواه التّرمذيّ.
6. من أسباب قسوة القلب، التعصب للرأي وكثرة الجدال، قال الشافعي: (المراء في العلم يقسي القلوب ويورث الضغائن).
7. وصف سبحانه أهل الكتاب بالقسوة، ونهانا عن التشبه بهم، قال بعضُ السلف: لا يكون أشدّ قسوة من صاحب الكتاب إذا قسا40 ، وعن أبي الأسود قال: " بعث أبو موسى إلى قراء البصرة، فدخل عليه ثلاثمائة رجل قد قرءوا القرآن، فقال: أنتم خيار أهل البصرة وقراؤهم، فاتلوه، ولا يطولن عليكم الأمد، فتقسو قلوبكم، كما قست قلوب من كان قبلكم، رواه البخاري
8. أنفذ الأدوية وأسرعها في معالجة قسوة القلب هو تلاوة وتدبر كلام الله سبحانه وتعالى قال تعالى: {اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}، [الزمر، الآية 23] 41.
9. من مزيلات قسوة القلب: كثرة ذكر الله بتواطؤ القلب مع اللسان42 ، شكا رجل للحسن قسوة قلبه فقال: أدنه من الذكر، وقال: إن القلوب تموت وتحيا، فإذا ماتت فاحملوها على الفرائض، فإذا هي أحييت فأتبعوه بالتطوع 43.
10. " قوة القلب المحمودة غير قسوته المذمومة فإنه ينبغي أن يكون قويا من غير عنف ولينا من غير ضعف. وفي الأثر: {القلوب آنية الله في أرضه فأحبها إلى الله أصلبها وأرقها وأصفاها}. وهذا كاليد فإنها قوية لينة بخلاف ما يقسو من العقب فإنه يابس لا لين فيه وإن كان فيه قوة" 44.
11. هذه الآية من الآيات التي تثبت مذهب أهل السنة والجماعة في دخول أعمال القلب في الإيمان، خلافا للمرجئة 45
12. {وما الله بغافل}، هذه الصفة من صفات الله سبحانه وتعالى السلبية؛ والصفات السلبية هي التي ينفيها الله سبحانه وتعالى عن نفسه. وتتضمن أمرين هما: نفي هذه الصفة؛ وإثبات كمال ضدها 46.
13. لا يرث القاتل من المقتول 47، حكى مالك رحمه الله في الموطأ، أن قصة أحيحة بن الجلاح في عمه هي التي كانت سببا ألا يرث قاتل، ثم ثبت ذلك الإسلام، كما ثبت كثيرا من نوازل الجاهلية 48.
14. مما يضرب كمثال على علم الاشتقاق، ما ذكره ابن فارس في معجم مقاييس اللغة: أن القاف والسين والنون، والقاف والسين والياء، والقاف والسين والباء، والقاف والسين والراء، كلها تدل على الشدة والصلابة على اختلاف معاني الكلمات المكونة منها 49.
15. من خصائص التشبيه في القرآن أنه يستمد عناصره من الطبيعة، فيكتسب بذلك البقاء على مر الزمان، وسهولة الفهم لعموم الناس 50، وقوة التأثير بسبب قرب المشبه به وسهولته. ووضوحه.
16. من بلاغة القرآن تشبيه المعقول بالمحسوس حتى يتبين، لأن الحجارة أمر محسوس؛ والقلب قسوته أمر معقول 51.
17. ومن أنواع البيان في القرآن أن يذكر أمر في موضع، ثم يذكر في موضع آخر شيء يتعلق بذلك الأمر، كأن يذكر له سبب أو مفعول أو ظرف مكان أو ظرف زمان أو متعلق فمثال ذكر سببه قوله تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} لم يبين هنا سبب قسوة قلوبهم؛ ولكنه أشار إلى ذلك في موضع آخر كقوله: {فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً}، وقوله: {فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ} 52.
18. يمكن استخلاص فوائد لها علاقة بالإعجاز العلمي في القرآن من هذه الآية الكريمة، فعلم الجغرافيا والجولوجيا وغيرهما يبحثان في طبيعة الصخور، ومنابع الأنهار والعيون، ولن يتعارض قانون ثابت علميا مع هذه الآية التي نزلت في عصر النبوة، ولكن علينا الحذر من مزالق القول على الله بغير علم، والاستعجال في اثبات مالم يثبت، ولنستحضر قول مسروق: «اتقوا التفسير، فإنما هو الرواية عن الله»
19. مما ذكر في هذه الآية مما له علاقة بموضوع اثبات دلائل النبوة أو ما يسمى بالإعجاز العلمي: ذكر الماء الذي له تأثير كبير على تغيير قسوة الحجارة، حيث يذكر علماء الجيولوجيا أن الحجارة تحتوي على نسبة ضئيلة من الماء، و كلما زاد ضغط الماء داخل الحجارة فإنها تكون أضعف وأكثر قابلية للتكسر، وكذلك دقة التعبير القرآني في التفريق بين التفجر والتشقق، والوصف الدقيق لأنواع الحجارة، وقدرة الماء على شق الحجر، وأيضا ذكر بأن هبوط الحجر المذكور بالقرآن يمكن أن يفسر بحقيقة علمية هي أن المذنبات التي تقصف الأرض باستمرار تحتوي على 80% من الماء، والله أعلم بالصواب 53
20. احتواء الحجر على نسبة من الماء ولو ضئيلة يجعله قابلا لأن يتحول إلى عجين في درجات الحرارة العالية جدا، كما يحصل في باطن الأرض، بينما قلوب هؤلاء لا تلين لذكر الله وما نزل من الحق، فتأمل: {أو أشد قسوة}54.
21. الوصول إلى ما قرَّره القرآن بعبارة موجزة سهلة من أمر هذه الحقائق استغرق أبحاثاً حتى وصلوا إليها55
22. من اللطائف أن بعض من ذكر شرف النبي صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء أجرى مقارنة بين معجزة داود عليه السلام حيث ألان له الحديد سبحانه، وبين معجزة محمد صلى الله عليه وسلم في غزوة الخندق حيث ضرب الصخرة وهو يربط الحجر على بطنه من الجوع ثلاث ضربات فعادت كثيبا أهيل، والحجر مضرب المثل في القسوة دون الحديد 56.

خاتمة
وبعد فإن هذه الآية الكريمة على قصر مبناها، ووجازة حروفها، قد أعيت من تفكر فيها وأراد أن يتدبر بعض هداياتها، فقد ورد فيها من مسائل العقيدة، عدم جواز الشك على الله سبحانه، واثبات أعمال القلوب، وأن الله يخلق للجمادات تمييزا، واثبات علم الله سبحانه، وتعرض لها من تكلم في مسألة المجاز في القرآن الكريم، واستدل بها أهل الفقه على عدم توريث القاتل، وتكلم فيها أصحاب البيان والبلاغة وتعجبوا من بديع سبكها، وتكلم فيها من له اهتمام بالإعجاز العلمي، وتكلم فيها أهل التفسير والإعراب واللغة، والمهتمين بعلم السلوك، ومع أني كنت أطمح للوصول إلى ملخص جامع نافع، إلا أنني أدركت أن ذلك بعيد المنال صعب إلا على من يسره الله له، وحسبي أني بذلت ما أستطيع، فجزى الله خيرا من كان سببا في اطلاعي على أقوال العلماء في هذه الآية الكريمة، والتفكر والتدبر فيها ومعرفة بعض معانيها وهداياتها، وأسأل الله لي ولهم أن يثبت قلوبنا على دينه، ويطهرها من كل رجس، ويشفيها من كل مرض، وأن يتقبل مني ومنهم، وأعتذر عن التقصير.


الهوامش
1- المحرر الوجيز، ابن عطية،ص167، تفسير القرآن العظيم، ابن أبي حاتم، الجزء 1 ص 147، جمهرة العلوم
2- معاني القرآن، الزجاج، ص 155
3- العذب النمير، الشنقيطي، ص 153.
4- التحرير والتنوير، ابن عاشورص 562
5- تفسير المنار، محمد رشيد بن علي رضا، الجزء (1) ص 291
6- معاني القرآن، الزجاج، ص 155
7- المحرر الوجيز، ابن عطية، ص 166
8- معاني القرآن، الزجاج، ص 155
9- المحرر الوجيز، ابن عطية، ص 166
10-تيسير الكريم الرحمن، السعدي، ص55
11-العذب النمير، الشنقيطي، ص 153.
12- الجامع لأحكام القرآن، القرطبي، ص463
13-المحرر الوجيز، ابن عطية، ص 166، وتفسير القرآن، ابن أبي حاتم ص146 جمهرة العلوم

14- النكت والعيون، الماوردي، الجزء1 ص144
15-أضواء البيان، الشنقيطي، ص 39
16- العذب النمير، الشنقيطي، ص 154.

17- التحرير والتنوير، ابن عاشور، ص564
18-المحرر الوجيز، ابن عطية ص166
19-مجلة البحوث الإسلامية، الجزء رقم: 57، الصفحة رقم 247
20تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ص305
21-المحرر الوجيز، ابن عطية، ص166
22-مدارج السالكين، ابن القيم، الجزء 1 ص 326
23-لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية، شمس الدين، أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي.
24-التحرير والتنوير، ابن عاشور ص564
25-المحرر الوجيز، ابن عطية ص167
26-المحرر الوجيز، ابن عطية ص167
27-العذب النمير، الشنقيطي، ص 153.
28-مدارج السالكين، ابن القيم.
29-تفسير الفاتحة والبقرة، ابن عثيمين،ص247
30-تفسير القرآن العظيم، ابن كثير، ص305
31-شرح العقيدة الواسطية، محمد بن صالح بن محمد العثيمين.ص 438- 440
32-معالم التنزيل، البغوي، ص111، التفسير اللغوي للقرآن الكريم، د مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار544.
33-التحرير والتنوير، ابن عاشور ص.565
34-التحرير والتنوير، ابن عاشور. ص.565
35-جامع البيان، الطبري، ص244
36-تيسير الكريم المنان، السعدي، ص55
37-باختصار وتصرف من تفسير الطبري، وتفسير القرطبي، وتفسير المنار
38-شرح العقيدة الطحاوية، عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين.
39-المرجع السابق.
40-مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي، ابن رجب.
41-رقائق القرآن، المؤلف: أبو عمر إبراهيم بن عمر السكران المشرف.
42-مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي، ابن رجب.
43- الدولَة الأمويَّة عَواملُ الازدهارِ وَتَداعيات الانهيار، عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي
44-مجموع الفتاوى، ابن تيمية.
45-ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي، سفر بن عبد الرحمن الحوالي ص371
46-تفسير الفاتحة والبقرة، ابن عثيمين، ص ص248
47-فتاوى نور عل الدرب،
48-المحرر الوجيز، ابن عطية ص 166
49-معجم مقاييس اللغة، أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، جزء5، ص87
50-باختصار وتصرف من : مجلة الرسالة، أحمد حسن الزيات باشا.
51-فسير الفاتحة والبقرة، ابن عثيمين، ص248
52-اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، أ. د. فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي، جزء 2 ص 528
53-ملتقى أهل التفسير، الإسلام والجيولوجيا.
54-المرجع السابق.
55- الإعجاز العلمي إلى أين؟ مقالات تقويمية للإعجاز العلمي، د مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار
56-شرف المصطفى، عبد الملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الخركوشي، وقد ذكر أنه نقل ذلك عن الحافظ ابن نعيم في الدلائل، كما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية..







المراجع
1. الكتاب: معاني القرآن، المؤلف: أبو زكريا يحيى بن زياد بن عبد الله بن منظور الديلمي الفراء (المتوفى: 207هـ)
2. الكتاب: جامع البيان في تأويل القرآن، المؤلف: محمد بن جرير بن يزيد بن كثير بن غالب الآملي، أبو جعفر الطبري (المتوفى: 310هـ)
3. الكتاب: تفسير القرآن العظيم، المؤلف: ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ).
4. الكتاب: معجم مقاييس اللغة، المؤلف: أحمد بن فارس بن زكرياء القزويني الرازي، أبو الحسين (المتوفى: 395هـ)
1. الكتاب: شرف المصطفى، المؤلف: عبد الملك بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الخركوشي، أبو سعد (المتوفى: 407هـ)
2. الكتاب: النكت والعيون، المؤلف: أبو الحسن علي بن محمد بن محمد بن حبيب البصري البغدادي، الشهير بالماوردي (المتوفى: 450هـ)
3. الكتاب: المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز، المؤلف: أبو محمد عبد الحق بن غالب بن عبد الرحمن بن تمام بن عطية الأندلسي المحاربي (المتوفى: 542هـ)
4. الكتاب : مجموعة الرسائل والمسائل، المؤلف : تقي الدين أبو العباس أحمد بن عبد الحليم بن تيمية الحراني (المتوفى : 728هـ)
5. الكتاب: مدارج السالكين بين منازل إياك نعبد وإياك نستعين، المؤلف: محمد بن أبي بكر بن أيوب بن سعد شمس الدين ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ)
6. الكتاب: تفسير القرآن العظيم، المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)
7. الكتاب: البداية والنهاية، المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ)
8. الكتاب: مجموع رسائل الحافظ ابن رجب الحنبلي، المؤلف: زين الدين عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن الحسن، السَلامي، البغدادي، ثم الدمشقي، الحنبلي (المتوفى: 795هـ)
9. الكتاب: لوامع الأنوار البهية وسواطع الأسرار الأثرية لشرح الدرة المضية في عقد الفرقة المرضية، المؤلف: شمس الدين، أبو العون محمد بن أحمد بن سالم السفاريني الحنبلي (المتوفى: 1188هـ)
10. الكتاب: تفسير القرآن الحكيم (تفسير المنار)، المؤلف: محمد رشيد بن علي رضا بن محمد شمس الدين بن محمد بهاء الدين بن منلا علي خليفة القلموني الحسيني (المتوفى: 1354هـ)
11. الكتاب: تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، المؤلف: عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي (المتوفى: 1376هـ)
12. الكتاب: العَذْبُ النَّمِيرُ مِنْ مَجَالِسِ الشَّنْقِيطِيِّ فِي التَّفْسِيرِ، المؤلف: محمد الأمين بن محمد المختار بن عبد القادر الجكني الشنقيطي (المتوفى: 1393هـ)
13. الكتاب :التحرير والتنوير «تحرير المعنى السديد وتنوير العقل الجديد من تفسير الكتاب المجيد»، المؤلف : محمد الطاهر بن محمد بن محمد الطاهر بن عاشور التونسي (المتوفى : 1393هـ)
14. الكتاب: شرح العقيدة الواسطية، المؤلف: محمد بن صالح بن محمد العثيمين (المتوفى: 1421 هـ)
15. الكتاب: التفسير اللغوي للقرآن الكريم، المؤلف: د مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار.
16. الكتاب: الدولَة الأمويَّة عَواملُ الازدهارِ وَتَداعيات الانهيار، المؤلف: عَلي محمد محمد الصَّلاَّبي.
17. الكتاب: خصائص التعبير القرآني وسماته البلاغية، المؤلف: عبد العظيم إبراهيم محمد المطعني (المتوفى: 1429هـ).
18. الكتاب: شرح العقيدة الطحاوية، المؤلف: عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين توفي عام 1430.
19. الكتاب : ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي، المؤلف : سفر بن عبد الرحمن الحوالي.
20. الكتاب: رقائق القرآن، المؤلف: أبو عمر إبراهيم بن عمر السكران المشرف الوهبي
21. الكتاب: الإعجاز العلمي إلى أين؟ مقالات تقويمية للإعجاز العلمي، المؤلف: د مساعد بن سليمان بن ناصر الطيار.
22. الكتاب: اتجاهات التفسير في القرن الرابع عشر، المؤلف: أ. د. فهد بن عبد الرحمن بن سليمان الرومي
23. مجلة الرسالة، أحمد حسن الزيات باشا. البلاغة العربية، عبد الرحمن بن حسن حَبَنَّكَة الميداني الدمشقي.
24. ملتقى أهل التفسير، الإسلام والجيولوجيا.
25. مجلة البحوث الإسلامية.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أصح, من


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:54 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir