دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة البناء في التفسير > منتدى المسار الثاني

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 20 شعبان 1443هـ/23-03-2022م, 03:55 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي مجلس مذاكرة القسم الثالث من كتاب خلاصة تفسير القرآن

مجلس مذاكرة القسم الثالث من "خلاصة تفسير القرآن"

اختر مجموعة من المجموعتين التاليتين وأجب على أسئلتها إجابة وافية:

المجموعة الأولى:
السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.
السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة
2. العلم واليقين
3. الخوف والخشية
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.
ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.
2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}

المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
2. الفرح المحمود والفرح المذموم
3. التوبة والاستغفار
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 2 شوال 1443هـ/3-05-2022م, 07:20 PM
شيرين العديلي شيرين العديلي غير متواجد حالياً
عضوة
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 163
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الثالث من "خلاصة تفسير القرآن


المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
فأما أنواع القلوب المذكورة في القرآن فهي:
1. القلب الصحيح: وهو القلب السليم المعافى من جميع الآفات، وهو القلب الذي صحت وقويت قوته العلمية، وقوته العملية الإرادية، فعرف الحق فاتبعه، وعرف الباطل فاجتنبه، وصاحبه من أولي الألباب وأولي الأبصار، ويقابله القلب المريض الآتي ذكره.
2. القلب المريض هو الذي انحرفت إحدى قوتيه العلمية أو العملية أو كليهما.
3. القلب القاسي هو الذي لا يلين لمعرفة الحق، ولا للانقياد له، ولا يتأثر بأي موعظة، إما لقسوته الأصلية أو لعقائد منحرفة اعتقدها ورسخ قلبه عليها، أو كلاهما. ويقابله القلب اللين.
4. القلب اللين وهو الذي عرف الحق وانقاد له وترسخت فيه العقيدة السليمة وعرف الله حق معرفته، فلان وصلح.
أمراض القلوب:
1. مرض الشبهات والشكوك: هو مرض المنافقين لما اختل علمهم وبقيت قلوبهم في شكوك واضطراب، ولم تتوجه إلى الخير، كان مرضها مهلكا.
2. مرض الشهوات: هو ميل القلب إلى المعاصي ومخل بقوة القلب العملية، وهو سريع الافتتان عند وجود أسباب الفتنة، كما قال تعالى:{فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: 32]
وأما الآثار التي تنتج عن أمراض القلوب وأنواعها:
فهي الران والأكنة والأغطية التي تنتج من آثار كسب العبد وجرائمه، فإذا أعرض عن الحق وعارضه وأغلق أبواب الرشد، عاقبه الله بسد باب الهداية عنه، فإن فتكبر وازداد اعراضا وعنادا، يطبع على قلبه ويختم عليه، وتحيط به الجرائم وترنو عليه الذنوب وتغط على قلبه، وتجعل بينه وبين الحق حجابا، فتقفل قلبه.
فإن أراد الإنسان صحة قلبه فعليه باتباع ما أمره الله به والانقياد للطاعة والتوحيد الخالص والعقيدة السليمة الخالية من الشبهات، وتزكية النفوس وتربيتها (قد أفلح من زكاها).

**************************************

السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
القسم الأول: المنقادون الملتزمون الراغبون في الخير: فهؤلاء عندهم الاستعداد لفعل المأمورات وترك المنهيات،
ويتم التعامل معهم بــــ: يكتفى ببيان الأمور الدينية لهم والتعليم المحض.
والقسم الثاني: الذين عندهم غفلة وإعراض واشتغال بأمور صادَّة عن الحق:
ويتم التعامل معهم بـــ: يتم دعوتهم بالموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب؛ لأن النفوس لا لا تستجيب إلا مع البيان لها أن ترغب وترهب بذكر ما يترتب على الحق من المنافع وعلى الباطل من المضار، والموازنة بين الأمور النافعة والضارة.
والقسم الثالث: المعارضون أو المعاندون المكابرون.
ويتم التعامل معهم بـــ: المجادلة بالتي هي أحسن بحسب ما يليق بالمجادِل والمجادَل وبتلك المقالة وما يقترن بها.

**********************************

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان

الإسلام: استسلام القلب لله وإنابته، والقيام بالشرائع الظاهرة والباطنة.
الإيمان: هو التصديق التام والاعتراف بأصوله التي أمر الله بالإيمان بها، ولا يتم ذلك إلا بالقيام بأعمال القلوب وأعمال الجوارح.


2. الفرح المحمود والفرح المذموم
الفرح المحمود: هو فرح بالعلم والعمل بالقرآن والإسلام والثواب، قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]
الفرح المذموم: الفرح بالباطل وبالرياسات والدنيا المشغلة عن الدين في مثل قوله تعالى: {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} [هود: 10]، وقوله عن قارون: {قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76]

3. التوبة والاستغفار
التوبة: هي الرجوع إلى الله مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا؛ ندما على ما مضى، وتركا في الحال، وعزما على أن لا يعود.
الاستغفار: طلب المغفرة من الله سواء رافقها توبة أو لا، فإن اقترن به توبة فهو الاستغفار الكامل الذي رتبت عليه المغفرة، وإن لم تقترن به التوبة فهو دعاء من العبد لربه أن يغفر له، فقد يجاب دعاؤه وقد لا يجاب، وهو بنفسه عبادة من العبادات، فهو دعاء عبادة ودعاء مسألة.

********************************

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.

الهداية نوعان:
1. هداية العلم والإرشاد والتعليم:
2. هداية التوفيق وجعل الهدى في القلب.
ويطلبان من الله تعالى إما على وجه الإطلاق؛ كقول العبد: اللهم اهدني، أو اللهم إني أسألك الهدى.
وإما على وجه التقييد بطريقها النافع كقول المصلِّي: اهدنا الصراط المستقيم، ومن حصلت له الهداية سمي مهتديا، وأعظم ما تحصل به الهداية القرآن، ولهذا سماه الله هدى مطلقا، وقال: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2]
وقال: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]
ويشمل جميع الأمور الدينية والدنيوية النافعة.

هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
في مقامات المدح كل نفي في القرآن يفيد فائدتين:
1. نفي ذلك النقص المصرح به.
2. إثبات ضده ونقيضه.
ومثاله:
أ‌. نفي الشريك في مواضع متعددة فيقتضي توحُّده بالكمال المطلق، وأنه لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته.
ب‌. سبح نفسه في مواضع، وأخبر في مواضع عن تسبيح المخلوقات، والتسبيح تنزيه الله عن كل نقص، وعن أن يماثله أحد، وذلك يدل على كماله.
ت‌. نفى عن نفسه الصاحبة والولد، ومكافأة أحد ومماثلته، وذلك يدل على كماله المطلق وتفرُّده بالوحدانية والغنى المطلق والملك المطلق.
ث‌. نفى عن نفسه السِّنَةَ والنوم والموت؛ لكمال حياته وقيوميته، ونفى كذلك الظلم في مواضع كثيرة، وذلك يدل على كمال عدله وسعة فضله.
السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
أن الله يذكر من أسمائه الحسنى ما إذا علم ذلك الاسم و علمت آثاره ، علم أن ذلك الحكم من آثار ذلك الاسم ، و الحكمة منه:-
إنهاض من الله لعبادة أن يعرفوا أسماءه حق المعرفة ، وأن يعلموا أنها الأصل في الخلق و الأمر ، وأن الخلق و الأمر من آثار أسمائه الحسنى ،مثل :-
"إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم " ،
أي : فإنكم إذا عملتم ذلك رفعتم عنه العقوبة المتعلقة بحق الله ،
وقال تعالى " فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم .وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم "
فيستفاد أن الفيئة يحبها الله ،وأنه يغفر لمن فاء و يرحمه ، وأن الطلاق كريه إلى الله ، وأما المؤلى إذا طلق فإن الله تعالى سيجازيه على مافعل من السبب ،وهو الإيلاء و المسبب وهو ما يترتب عليه..

*****************************

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.

يستخدم الأسلوب المناسب في المقام المناسب فلكل مقام مقال؛ فإن كان المقام دعوة للكافرين فإننا نستخدم أسلوب " فقولا له قولا لينا" ، حيث تترتب مصالح على ذلك،
وأما إن كان المقام قتال، فإننا نستخدم الغلظة والشدة، قال تعالى " يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين واغلظ عليهم"


2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
وذلك في وجهان؛ الأول أن الأمر كله يتبع مشيئة الله في ذلك وإذنه لهم، فإن أذن لهم بالكلام تكلموا، وإلا فلا يتكلمون، قال تعالى: {لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: 38]
الوجه الثاني: ما قاله كثير من المفسرين: إن القيامة لها أحوال ومقامات، ففي بعض الأحوال والمقامات يتكلمون، وفي بعضها لا يتكلمون، وهذا الوجه لا ينافي الأول، فيقال: هذه الأحوال والمقامات تبع لإذن الله لهم أو عدمه.
لأنه في القيامة يكون الوضع على وجه إظهار العدل والتوبيخ والتقريع لهم والفضيحة، مثل:
{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 39]

****************************

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
جمع الله فيها الحقوق الثلاثة: الحق المختص بالله الذي لا يصلح لغيره، وهو العبادة في قوله: {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: 9] والحق المختص بالرسول، وهو التوقير والتعزير، والحق المشترك، وهو الإيمان بالله ورسوله.

والله الموفق؛؛؛

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 شوال 1443هـ/4-05-2022م, 01:33 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
إن حال القلوب هو كحال الأبدان، فكما الأبدان تعمى وتمرض وتقسو وتموت وتحير، فكذلك القلوب، وذلك بما يعتريها من الران والأكنة والحجاب وغيرها.
وإن للقلوب المذكورة في القرآن أنواعا منها:
• النوع الأول: القلب الصحيح، وهو الحي السليم من جميع الآفات، الذي صحت وقويت قوته العلمية، وقوته العملية الإرادية.
فهو الذي عرف الحق فاتبعه دونما تردد، وعرف الباطل فاجتنبه بلا توقف، فصار صاحبه من أولي النهى والحجا والألباب والأبصار
• النوع الثاني: القلب المريض، وهو الذي انحرفت إحدى قوتيه العلمية أو العملية أو كليهما.
ويكون المرض مهلكا إذا استولت عليه أمراض:
- الشبهات والشكوك، كما هو حال قلوب المنافقين، لما اختل علمهم وبقيت قلوبهم في شكوك واضطراب.
- الشهوات، والتي هي ميل القلب إلى المعاصي. فهي تخل بقوة القلب العملية، فترى صاحبها سريع الافتتان عند وجود أسباب الفتنة، قال تعالى: "فيطمع الذي في قلبه مرض".
• النوع الثالث: القلب القاسي، وهو الذي لا يلين لمعرفة الحق، وإن عرفه لا يلين للانقياد له. فترى صاحبه يستمع للمواعظ المؤثرة دونما تأثر، وذلك لسببين، هما:
- إما لقسوته الأصلية.
- أو لعقائد منحرفة اعتقدها فرسخت في قلبه.
وقد يجتمع الأمران.
وما الران والأكنة والأغطية التي تعتري القلوب إلا آثارا لكسب العبد وجرائمه، فإذا أغلق العبد صاحب هذا القلب على نفسه أوجه الحق وعارضها وردّها، عاقبه الله بهذا العمل بأن سدَّ عنه طرق الهداية التي كانت مفتوحة له ومتيسرة، فيختم على قلبه ويطبع عليه جزاء وفاقا.
فمما سبق نعلم أن صحة القلب تكون: بالعلم الصحيح، والامتثال والانقياد دونما تردد، والتسليم للنصوص دونما شك، وعدم تعريض القلب للشهوات والشبهات، فيحرص على سلامته من كل ما من شأنه أن يمرضه أ, يعرضه للقسوة أو الموت.

السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
ينقسم الناس حيال الدعوة إلى ثلاثة أقسام، هي:
القسم الأول: المقبلون المنقادون، الراغبون في الخير، الراهبون من الشر. فهؤلاء يكتفى معهم ببيان الأمور الدينية لهم والتعليم المحض، وذلك لما عندهم من الاستعداد لفعل المأمورات وترك المنهيات، والاشتياق للاعتقاد الصحيح.
القسم الثاني: الغافلون المعرضون، المشتغلون بأمور تصد عن الحق. فهؤلاء يدعون بالإضافة للتعليم، فإنهم يدعون بالموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب، وذلك لأن النفوس لا تلتفت إلى منافعها، ولا تترك ما يصدها عن الحق علما وعملا إلا مع البيان لها، فتُرغّب بالمنافع المترتبة على اتباع الحق، وتُرهّب بالمضار المترتبة على اتباع الباطل.
القسم الثالث: المعارضون المكابرون، المقاومون للحق الناصرون للباطل. فهؤلاء يجادَلون بالتي هي أحسن بحسب ما يليق بالمجادِل، وبالمجادَل، وبتلك الدعوة وما يقترن بها.
وقد فهم الأنبياء تلك الأقسام فتعاملوا مع كل قسم بما يناسبه، وتنوعت أساليبهم بحسب حال المدعو، وتزخر سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بتلك النماذج وبأنسب السبل التي تعامل بها النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا سبب الأثر الكبير الذي تركه النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب المدعويين.
مثاله:
- قال تعالى: "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا".
فقد جعل الله السبب لفصل الخصام الذي يرضي الأطراف المتشاجرة هو التحاكم إلى الكتاب والسنة.
- قال تعالى: "وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ". إلى الآية "جنات عدن يدخلونها".
فقد رغبهم سبحانه بالبر وبالصلة بمكافأتهم بالجنات العالية، بالإضافة إلى أنهم سيتحلون بمكارم الأخلاق.
- قال تعالى: "فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ - لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ".
فقد جعل تعالى السوابق الحميدة سببا لتفرج الهموم والكرب، فمن تعرف إلى الله في الرخاء، عرفه بالشدة.
- قال تعالى: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".
فقد جعل تعالى اليقين والإيمان والإكثار من ذكر الله أسبابا لشرح الصدر ونعيمه.
- قال تعالى: " كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا". وقال أيضا: "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة.." الآية.
فقد جعل تعالى ضرب الأمثال في كتابه مسلكا عظيما من طرق التعليم، كما في الآية أعلاه، حيث شبه تعالى كلمة التوحيد بالشجرة الطيبة، وأما كفر الكافر فشبهه بالشجرة الخبيثة.

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
يعرّف الإسلام بأنه استسلام القلب لله وإنابته، والقيام بالشرائع الظاهرة والباطنة.
ويعرّف الإيمان: بأنه التصديق التام والاعتراف بأصوله التي أمر تعالى الإيمان بها، ولا يتم ذلك إلا بالقيام بأعمال القلوب وأعمال الجوارح، ولهذا سمى الله كثيرا من الشرائع الظاهرة والباطنة إيمانا.
لذلك: فعندما يطلق لفظ الإيمان فإن الإسلام يدخل فيه، والعكس كذلك، أما إذا جمع بين الإيمان والإسلام فإن الإيمان يفسر بما في القلب من التصديق والاعتراف وما يتبع ذلك، ويفسر الإسلام بالقيام بعبودية الله كلها الظاهرة والباطنة.

2. الفرح المحمود والفرح المذموم
ورد الفرح في القرآن على نوعين وذلك على حسب ما تعلق به، وهما:
• الفرح المحمود: وهو الذي يفرح صاحبه بالعلم وبالعمل وبالقرآن وبالإسلام وبثواب الله. وهو الممدوح.
مثاله:
- قوله تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ".
- قوله تعالى: "فرحين بما آتاهم الله من فضله".

• الفرح المذموم: وهو أ، يفرح صاحبه بالباطل أو بالرياسات أو بالدنيا المشغلة عن الدين.
مثاله:
- قوله تعالى: "إنه لفرح فخور.
- قوله تعالى: "قال له قومه لا تفرح إنه لا يحب الفرحين".

3. التوبة والاستغفار
تعرّف التوبة: بأنها الرجوع إلى الله مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا، ندما على ما مضى، وتركا في الحال، وعزما على أن لا يعود.
ويعرف الاستغفار: بأنه طلب المغفرة من الله.
فإن اقترن بالاستغفار التوبة، فهو الاستغفار الكامل الذي رتبت عليه المغفرة، وإن لم تقترن به التوبة: فهو دعاء من العبد لربه أن يغفر له، وقد يجيب الله دعاءه هذا وقد لا يجيبه، مع كونه بنفسه عبادة من العبادات، فهو دعاء مسألة ودعاء عبادة.

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
قسّم أهل العلم الهداية إلى نوعين هما:
النوع الأول: هداية التوفيق: وهي وضع الإيمان في القلوب، والقلوب لا يملكها إلا لله، فهي مختصة بالله تعالى. فكما أنه لا رازق إلا الله، ولا محيي ولا مميت إلا الله، فكذلك لا هادي إلا الله.
دليله: قوله تعالى: "إنك لا تهدي من أحببت".
النوع الثاني: هداية البيان والإرشاد والتعليم: وهي لكل من له تعليم وإرشاد للخلق، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم.
دليله: قول الله لنبيه: "وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم".
وقال تعالى: "ولكل قوم هاد".

ب ـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
إن للنفي في مقام المدح في القرآن فائدتان، هما:
الفائدة الأولى: نفي النقص المصرح به.
الفائدة الثانية: إثبات ضده ونقيضه.
فنلحظ مما سبق أن النفي المحض لا يكون كمالا إلا بإثبات الضد.
مثاله:
- كما هو حال "لا إله إلا الله"، فنفي الشريك يقتضي إثبات وحدانيته سبحانه بالكمال المطلق في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.
- تسبيح الله في القرآن جاء في مواطن سبح الله فيها نفسه، وتسبحه مخلوقاته، وهو التنزيه عن كل نقص وعن المماثلة والمشاركة، وهذا يقتضي إثبات كماله.
- نفى سبحانه عن نفسه الولد والصاحبة وعن يماثل المخلوقين في هذا، وهذا يقتضي إثبات كماله المطلق وتفرده بالوحدانية، فغناه مطلق، وملكه مطلق.
- نفى سبحانه عن نفسه السنة والنوم والموت، وهذا يقتضي إثبات كمال حياته وقيوميته.
- نفى عن نفسه الظلم في مواضع كثيرة، وهذا يقتضي إثبات كمال عدله وسعة فضله.
- نفى سبحانه عن نفسه أن يخفى عليه شيء في الأرض أو في السماء أو أن يعجزه شيء، وهذا يقتضي إثبات إحاطة علمه وكمال قدرته.
- نفى العبث في مخلوقاته وفي شرعه، وهذا يقتضي كمال حكمته.
- نفى عن كتابه القرآن الريب والعوج والشك ونحوها، وهذا يقتضي إثبات أنه الحق في أخباره وأحكامه، فأخباره أصدق الأخبار وأحكمها وأنفعها للعباد، وأحكامه في كمال العدل والحسن والاستقامة على الصراط المستقيم.
- نفى عن النبي صلى الله عليه وسلم الضلال والغي، فقال عز من قال: "ما ضل صاحبكم وما غوى"، والضلال هنا هو عدم العلم أو قلته أو نقصه أو عدم جودته، والغي هو سوء القصد. وهذا يقتضي إثبات أنه أعلم الخلق على الإطلاق، وأهداهم وأعظمهم علما ويقينا وإيمانا، وأنه أنصح الخلق للخلق، وأعظمهم إخلاصا لله وطمعا فيما عنده، وأبعدهم عن الأغراض الرديئة.
- نفى عن النبي صلى الله عليه وسلم كل نقص وصفه به أعداءه، وهذا يقتضي إثبات كمال ما يضاد النقص.
- نفى عن أهل الجنة الحزن والكدر والنصب واللغوب والموت وغيرها من الآفات، وهذا يقتضي إثبات كمال فرحهم وسرورهم واتصال نعيمهم وكماله، وكمال حياتهم وقوة شبابهم وكمال صحتهم ونعيمهم الروحي والقلبي والبدني من كل وجه.
وعكسه: ما نفى القرآن كماله، فهذا يقتضي إثبات نقصه، كما حصل في نفي جميع كمالات آلهة المشركين القولية والفعلية والذاتية، مما يقتضي إثبات نقصها من كل وجه، وعدم استحقاقها للعبادة مثقال ذرة.

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
إن من أكثر ما يلحظه القارئ للقرآن هو ختام الآيات التي يكثر فيها ذكر أسماء الله وصفاته مما له أشد الارتباط بسياق معنى الآية، مما يثري الفهم ويزيد في الامتثال. ومن الملاحظ أيضا في عدة آيات من القرآن أن الله تعالى قد يذكر الحكم، ثم يختم الآية باسم من أسمائه أو أكثر دون أن ينص على نفس الحكم عليه، مما يدل على أن هذا الحكم هو من آثار هذا الاسم أو الأسماء التي ختمت بها آية الحكم.
مثاله: قوله تعالى: "فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".
يفهم من ختم الآية أن الله يحب الفيئة، وأنه يغفر لمن فاء ويرحمه، أما في الطلاق، فإن الله يبغضه، ومن آلى إذا طلق فإن الله سيجازيه على ما فعل من الإيلاء وعلى المسبب الذي ترتب عليه.
مثال آخر: قوله تعالى: " إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ".
والمعنى: أنكم إذا علمتم ذلك، رفعتم عنه العقوبة المتعلقة بحق الله.
وفي هذا إنهاض من الله لعباده أن يعرفوا أسماءه حق المعرفة، وأن يعلموا أنها الأصل في الخلق والأمر، وأن الخلق والأمر من آثار أسمائه الحسنى.

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
إن من صُلب عقيدتنا في القرآن أنه لا يوجد تعارض بين آياته، وسنأخذ مثالا عليه:
جاءت في بعض الآيات دعوة الكافرين باللين والرفق، فقد قال تعالى لموسى وهارون حين أمرهم أن يدعوا فرعون: "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى". كما ذكر تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم المصلحة المتحققة من أسلوب اللين في الدعوة، فقال تعالى: "فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك".
كما نلحظ أن هناك آيات أمرت باستعمال الغلظة مع مستحقيها من المنافقين والكافرين، فقال تعالى: "يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم".
فيكون الجمع بينهما بأن نقول: لكل مقام مقال، ففي مقام الدعوة ومظنة قبول المدعويين للحق، يستخدم اللين والرفق معهم، أما في المقام الذي لا تفيد فيه الدعوةـ عندها يتعين القتال، والغلظة من تمام القتال.
وقد امتدح الله خواص هذه الأمة بجمعهم بين هاتين الخلتين: "أشداء على الكفار رحماء بينهم".

2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
وعلى نفس قاعدة أنه لا تعارض بين آيات الكتاب، يمكننا الجمع بين المواضع التي ورد فيها أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، والمواضع التي ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض، وذلك من وجهين:
الوجه الأول: من قوله تعالى: "لا يتكلمون إلا من أذن الله الرحمن وقال صوابا". يفهم منه أن كلام الخلق يوم القيامة هو تبع لإذن الله لهم بذلك، فلا يتكلمون إلا بإذن الله، فإن لم يأذن لهم لا يتكلمون ولا يتساءلون.
الوجه الثاني: كما فسره بعض أهل العلم، هو أن للقيامة أحوال ومقامات، فيتكلمون في بعض المقامات، ويمنعون من الكلام في مقامات أخرى.
ويمكننا الجمع بين القولين: أن كلام الخلق في كل مقام وحال يوم القيامة هو تبه لإذن الله لهم بذلك.


السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
ذكر تعالى في الآية الكريمة:
• حقا مشتركا لله ولرسوله: وهو الإيمان بالله والإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم.
• وحقوقا ثلاثة:
- إحداها مختصة بالله تعالى وحده ولا تصلح أن يشاركه معه أحد، وهي قوله تعالى: "وتسبحوه بكرة واصيلا".
- واثنان هي من الحق المختص بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهما: التوقير والتعزير. وهي في قوله تعالى: "وتعزروه وتوقروه".

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 20 شوال 1443هـ/21-05-2022م, 04:23 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيرين العديلي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الثالث من "خلاصة تفسير القرآن


المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
فأما أنواع القلوب المذكورة في القرآن فهي:
1. القلب الصحيح: وهو القلب السليم المعافى من جميع الآفات، وهو القلب الذي صحت وقويت قوته العلمية، وقوته العملية الإرادية، فعرف الحق فاتبعه، وعرف الباطل فاجتنبه، وصاحبه من أولي الألباب وأولي الأبصار، ويقابله القلب المريض الآتي ذكره.
2. القلب المريض هو الذي انحرفت إحدى قوتيه العلمية أو العملية أو كليهما.
3. القلب القاسي هو الذي لا يلين لمعرفة الحق، ولا للانقياد له، ولا يتأثر بأي موعظة، إما لقسوته الأصلية أو لعقائد منحرفة اعتقدها ورسخ قلبه عليها، أو كلاهما. ويقابله القلب اللين.
4. القلب اللين وهو الذي عرف الحق وانقاد له وترسخت فيه العقيدة السليمة وعرف الله حق معرفته، فلان وصلح.
[القلب اللين يرجع إلى القلب السليم, والقاسي يعود إلى القلب المريض, فهو من أمراض القلوب]
أمراض القلوب:
1. مرض الشبهات والشكوك: هو مرض المنافقين لما اختل علمهم وبقيت قلوبهم في شكوك واضطراب، ولم تتوجه إلى الخير، كان مرضها مهلكا.
2. مرض الشهوات: هو ميل القلب إلى المعاصي ومخل بقوة القلب العملية، وهو سريع الافتتان عند وجود أسباب الفتنة، كما قال تعالى:{فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ} [الأحزاب: 32]
وأما الآثار التي تنتج عن أمراض القلوب وأنواعها:
فهي الران والأكنة والأغطية التي تنتج من آثار كسب العبد وجرائمه، فإذا أعرض عن الحق وعارضه وأغلق أبواب الرشد، عاقبه الله بسد باب الهداية عنه، فإن فتكبر وازداد اعراضا وعنادا، يطبع على قلبه ويختم عليه، وتحيط به الجرائم وترنو عليه الذنوب وتغط على قلبه، وتجعل بينه وبين الحق حجابا، فتقفل قلبه.
فإن أراد الإنسان صحة قلبه فعليه باتباع ما أمره الله به والانقياد للطاعة والتوحيد الخالص والعقيدة السليمة الخالية من الشبهات، وتزكية النفوس وتربيتها (قد أفلح من زكاها).

**************************************

السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
القسم الأول: المنقادون الملتزمون الراغبون في الخير: فهؤلاء عندهم الاستعداد لفعل المأمورات وترك المنهيات،
ويتم التعامل معهم بــــ: يكتفى ببيان الأمور الدينية لهم والتعليم المحض.
والقسم الثاني: الذين عندهم غفلة وإعراض واشتغال بأمور صادَّة عن الحق:
ويتم التعامل معهم بـــ: يتم دعوتهم بالموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب؛ لأن النفوس لا لا تستجيب إلا مع البيان لها أن ترغب وترهب بذكر ما يترتب على الحق من المنافع وعلى الباطل من المضار، والموازنة بين الأمور النافعة والضارة.
والقسم الثالث: المعارضون أو المعاندون المكابرون.
ويتم التعامل معهم بـــ: المجادلة بالتي هي أحسن بحسب ما يليق بالمجادِل والمجادَل وبتلك المقالة وما يقترن بها.

**********************************

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان

الإسلام: استسلام القلب لله وإنابته، والقيام بالشرائع الظاهرة والباطنة.
الإيمان: هو التصديق التام والاعتراف بأصوله التي أمر الله بالإيمان بها، ولا يتم ذلك إلا بالقيام بأعمال القلوب وأعمال الجوارح.
[ وهذا في حال الجمع بينهما، أما في حال الانفراد فيدخل كل منها في الآخر.]

2. الفرح المحمود والفرح المذموم
الفرح المحمود: هو فرح بالعلم والعمل بالقرآن والإسلام والثواب، قال تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]
الفرح المذموم: الفرح بالباطل وبالرياسات والدنيا المشغلة عن الدين في مثل قوله تعالى: {إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ} [هود: 10]، وقوله عن قارون: {قَالَ لَهُ قَوْمُهُ لَا تَفْرَحْ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ} [القصص: 76]
3. التوبة والاستغفار
التوبة: هي الرجوع إلى الله مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا؛ ندما على ما مضى، وتركا في الحال، وعزما على أن لا يعود.
الاستغفار: طلب المغفرة من الله سواء رافقها توبة أو لا، فإن اقترن به توبة فهو الاستغفار الكامل الذي رتبت عليه المغفرة، وإن لم تقترن به التوبة فهو دعاء من العبد لربه أن يغفر له، فقد يجاب دعاؤه وقد لا يجاب، وهو بنفسه عبادة من العبادات، فهو دعاء عبادة ودعاء مسألة.

********************************

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.

الهداية نوعان:
1. هداية العلم والإرشاد والتعليم:
كما في قوله تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ}.
2. هداية التوفيق وجعل الهدى في القلب.
هي المذكورة في قوله تعالى: {إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ}.
ويطلبان من الله تعالى إما على وجه الإطلاق؛ كقول العبد: اللهم اهدني، أو اللهم إني أسألك الهدى.
وإما على وجه التقييد بطريقها النافع كقول المصلِّي: اهدنا الصراط المستقيم، ومن حصلت له الهداية سمي مهتديا، وأعظم ما تحصل به الهداية القرآن، ولهذا سماه الله هدى مطلقا، وقال: {هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} [البقرة: 2]
وقال: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]
ويشمل جميع الأمور الدينية والدنيوية النافعة.

هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
في مقامات المدح كل نفي في القرآن يفيد فائدتين:
1. نفي ذلك النقص المصرح به.
2. إثبات ضده ونقيضه.
ومثاله:
أ‌. نفي الشريك في مواضع متعددة فيقتضي توحُّده بالكمال المطلق، وأنه لا شريك له في ربوبيته وإلهيته وأسمائه وصفاته.
ب‌. سبح نفسه في مواضع، وأخبر في مواضع عن تسبيح المخلوقات، والتسبيح تنزيه الله عن كل نقص، وعن أن يماثله أحد، وذلك يدل على كماله.
ت‌. نفى عن نفسه الصاحبة والولد، ومكافأة أحد ومماثلته، وذلك يدل على كماله المطلق وتفرُّده بالوحدانية والغنى المطلق والملك المطلق.
ث‌. نفى عن نفسه السِّنَةَ والنوم والموت؛ لكمال حياته وقيوميته، ونفى كذلك الظلم في مواضع كثيرة، وذلك يدل على كمال عدله وسعة فضله.

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
أن الله يذكر من أسمائه الحسنى ما إذا علم ذلك الاسم و علمت آثاره ، علم أن ذلك الحكم من آثار ذلك الاسم ، و الحكمة منه:-
إنهاض من الله لعبادة أن يعرفوا أسماءه حق المعرفة ، وأن يعلموا أنها الأصل في الخلق و الأمر ، وأن الخلق و الأمر من آثار أسمائه الحسنى ،مثل :-
"إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم " ،
أي : فإنكم إذا عملتم ذلك رفعتم عنه العقوبة المتعلقة بحق الله ،
وقال تعالى " فإن فاءوا فإن الله غفور رحيم .وإن عزموا الطلاق فإن الله سميع عليم "
فيستفاد أن الفيئة يحبها الله ،وأنه يغفر لمن فاء و يرحمه ، وأن الطلاق كريه إلى الله ، وأما المؤلى إذا طلق فإن الله تعالى سيجازيه على مافعل من السبب ،وهو الإيلاء و المسبب وهو ما يترتب عليه..

*****************************

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.

يستخدم الأسلوب المناسب في المقام المناسب فلكل مقام مقال؛ فإن كان المقام دعوة للكافرين فإننا نستخدم أسلوب " فقولا له قولا لينا" ، حيث تترتب مصالح على ذلك،
وأما إن كان المقام قتال، فإننا نستخدم الغلظة والشدة، قال تعالى " يا أيها النبي جاهد الكفار و المنافقين واغلظ عليهم"

2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
وذلك في وجهان؛ الأول أن الأمر كله يتبع مشيئة الله في ذلك وإذنه لهم، فإن أذن لهم بالكلام تكلموا، وإلا فلا يتكلمون، قال تعالى: {لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} [النبأ: 38]
الوجه الثاني: ما قاله كثير من المفسرين: إن القيامة لها أحوال ومقامات، ففي بعض الأحوال والمقامات يتكلمون، وفي بعضها لا يتكلمون، وهذا الوجه لا ينافي الأول، فيقال: هذه الأحوال والمقامات تبع لإذن الله لهم أو عدمه.
لأنه في القيامة يكون الوضع على وجه إظهار العدل والتوبيخ والتقريع لهم والفضيحة، مثل:
{فَيَوْمَئِذٍ لَا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلَا جَانٌّ} [الرحمن: 39]

****************************

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
جمع الله فيها الحقوق الثلاثة: الحق المختص بالله الذي لا يصلح لغيره، وهو العبادة في قوله: {وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الفتح: 9] والحق المختص بالرسول، وهو التوقير والتعزير، والحق المشترك، وهو الإيمان بالله ورسوله.
[اختصرت]
والله الموفق؛؛؛
أحسنت نفع الله بك
ب+

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 20 شوال 1443هـ/21-05-2022م, 04:29 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان جلال مشاهدة المشاركة
المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
إن حال القلوب هو كحال الأبدان، فكما الأبدان تعمى وتمرض وتقسو وتموت وتحير، فكذلك القلوب، وذلك بما يعتريها من الران والأكنة والحجاب وغيرها.
وإن للقلوب المذكورة في القرآن أنواعا منها:
• النوع الأول: القلب الصحيح، وهو الحي السليم من جميع الآفات، الذي صحت وقويت قوته العلمية، وقوته العملية الإرادية.
فهو الذي عرف الحق فاتبعه دونما تردد، وعرف الباطل فاجتنبه بلا توقف، فصار صاحبه من أولي النهى والحجا والألباب والأبصار
[وذكر القلب اللين]
• النوع الثاني: القلب المريض، وهو الذي انحرفت إحدى قوتيه العلمية أو العملية أو كليهما.
ويكون المرض مهلكا إذا استولت عليه أمراض:
- الشبهات والشكوك، كما هو حال قلوب المنافقين، لما اختل علمهم وبقيت قلوبهم في شكوك واضطراب.
- الشهوات، والتي هي ميل القلب إلى المعاصي. فهي تخل بقوة القلب العملية، فترى صاحبها سريع الافتتان عند وجود أسباب الفتنة، قال تعالى: "فيطمع الذي في قلبه مرض".
• النوع الثالث: القلب القاسي، وهو الذي لا يلين لمعرفة الحق، وإن عرفه لا يلين للانقياد له. فترى صاحبه يستمع للمواعظ المؤثرة دونما تأثر، وذلك لسببين، هما:
- إما لقسوته الأصلية.
- أو لعقائد منحرفة اعتقدها فرسخت في قلبه.
وقد يجتمع الأمران.
وما الران والأكنة والأغطية التي تعتري القلوب إلا آثارا لكسب العبد وجرائمه، فإذا أغلق العبد صاحب هذا القلب على نفسه أوجه الحق وعارضها وردّها، عاقبه الله بهذا العمل بأن سدَّ عنه طرق الهداية التي كانت مفتوحة له ومتيسرة، فيختم على قلبه ويطبع عليه جزاء وفاقا.
فمما سبق نعلم أن صحة القلب تكون: بالعلم الصحيح، والامتثال والانقياد دونما تردد، والتسليم للنصوص دونما شك، وعدم تعريض القلب للشهوات والشبهات، فيحرص على سلامته من كل ما من شأنه أن يمرضه أ, يعرضه للقسوة أو الموت.

السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
ينقسم الناس حيال الدعوة إلى ثلاثة أقسام، هي:
القسم الأول: المقبلون المنقادون، الراغبون في الخير، الراهبون من الشر. فهؤلاء يكتفى معهم ببيان الأمور الدينية لهم والتعليم المحض، وذلك لما عندهم من الاستعداد لفعل المأمورات وترك المنهيات، والاشتياق للاعتقاد الصحيح.
القسم الثاني: الغافلون المعرضون، المشتغلون بأمور تصد عن الحق. فهؤلاء يدعون بالإضافة للتعليم، فإنهم يدعون بالموعظة الحسنة بالترغيب والترهيب، وذلك لأن النفوس لا تلتفت إلى منافعها، ولا تترك ما يصدها عن الحق علما وعملا إلا مع البيان لها، فتُرغّب بالمنافع المترتبة على اتباع الحق، وتُرهّب بالمضار المترتبة على اتباع الباطل.
القسم الثالث: المعارضون المكابرون، المقاومون للحق الناصرون للباطل. فهؤلاء يجادَلون بالتي هي أحسن بحسب ما يليق بالمجادِل، وبالمجادَل، وبتلك الدعوة وما يقترن بها.
وقد فهم الأنبياء تلك الأقسام فتعاملوا مع كل قسم بما يناسبه، وتنوعت أساليبهم بحسب حال المدعو، وتزخر سيرة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم بتلك النماذج وبأنسب السبل التي تعامل بها النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا سبب الأثر الكبير الذي تركه النبي صلى الله عليه وسلم في قلوب المدعويين.
مثاله:
- قال تعالى: "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا".
فقد جعل الله السبب لفصل الخصام الذي يرضي الأطراف المتشاجرة هو التحاكم إلى الكتاب والسنة.
- قال تعالى: "وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ". إلى الآية "جنات عدن يدخلونها".
فقد رغبهم سبحانه بالبر وبالصلة بمكافأتهم بالجنات العالية، بالإضافة إلى أنهم سيتحلون بمكارم الأخلاق.
- قال تعالى: "فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ - لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ".
فقد جعل تعالى السوابق الحميدة سببا لتفرج الهموم والكرب، فمن تعرف إلى الله في الرخاء، عرفه بالشدة.
- قال تعالى: "الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ".
فقد جعل تعالى اليقين والإيمان والإكثار من ذكر الله أسبابا لشرح الصدر ونعيمه.
- قال تعالى: " كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا". وقال أيضا: "ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة.." الآية.
فقد جعل تعالى ضرب الأمثال في كتابه مسلكا عظيما من طرق التعليم، كما في الآية أعلاه، حيث شبه تعالى كلمة التوحيد بالشجرة الطيبة، وأما كفر الكافر فشبهه بالشجرة الخبيثة.

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
يعرّف الإسلام بأنه استسلام القلب لله وإنابته، والقيام بالشرائع الظاهرة والباطنة.
ويعرّف الإيمان: بأنه التصديق التام والاعتراف بأصوله التي أمر تعالى الإيمان بها، ولا يتم ذلك إلا بالقيام بأعمال القلوب وأعمال الجوارح، ولهذا سمى الله كثيرا من الشرائع الظاهرة والباطنة إيمانا.
لذلك: فعندما يطلق لفظ الإيمان فإن الإسلام يدخل فيه، والعكس كذلك، أما إذا جمع بين الإيمان والإسلام فإن الإيمان يفسر بما في القلب من التصديق والاعتراف وما يتبع ذلك، ويفسر الإسلام بالقيام بعبودية الله كلها الظاهرة والباطنة.

2. الفرح المحمود والفرح المذموم
ورد الفرح في القرآن على نوعين وذلك على حسب ما تعلق به، وهما:
• الفرح المحمود: وهو الذي يفرح صاحبه بالعلم وبالعمل وبالقرآن وبالإسلام وبثواب الله. وهو الممدوح.
مثاله:
- قوله تعالى: "قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ".
- قوله تعالى: "فرحين بما آتاهم الله من فضله".

• الفرح المذموم: وهو أ، يفرح صاحبه بالباطل أو بالرياسات أو بالدنيا المشغلة عن الدين.
مثاله:
- قوله تعالى: "إنه لفرح فخور.
- قوله تعالى: "قال له قومه لا تفرح إنه لا يحب الفرحين".

3. التوبة والاستغفار
تعرّف التوبة: بأنها الرجوع إلى الله مما يكرهه الله ظاهرا وباطنا إلى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا، ندما على ما مضى، وتركا في الحال، وعزما على أن لا يعود.
ويعرف الاستغفار: بأنه طلب المغفرة من الله.
فإن اقترن بالاستغفار التوبة، فهو الاستغفار الكامل الذي رتبت عليه المغفرة، وإن لم تقترن به التوبة: فهو دعاء من العبد لربه أن يغفر له، وقد يجيب الله دعاءه هذا وقد لا يجيبه، مع كونه بنفسه عبادة من العبادات، فهو دعاء مسألة ودعاء عبادة.

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
قسّم أهل العلم الهداية إلى نوعين هما:
النوع الأول: هداية التوفيق: وهي وضع الإيمان في القلوب، والقلوب لا يملكها إلا لله، فهي مختصة بالله تعالى. فكما أنه لا رازق إلا الله، ولا محيي ولا مميت إلا الله، فكذلك لا هادي إلا الله.
دليله: قوله تعالى: "إنك لا تهدي من أحببت".
النوع الثاني: هداية البيان والإرشاد والتعليم: وهي لكل من له تعليم وإرشاد للخلق، وعلى رأسهم النبي صلى الله عليه وسلم.
دليله: قول الله لنبيه: "وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم".
وقال تعالى: "ولكل قوم هاد".

ب ـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
إن للنفي في مقام المدح في القرآن فائدتان، هما:
الفائدة الأولى: نفي النقص المصرح به.
الفائدة الثانية: إثبات ضده ونقيضه.
فنلحظ مما سبق أن النفي المحض لا يكون كمالا إلا بإثبات الضد.
مثاله:
- كما هو حال "لا إله إلا الله"، فنفي الشريك يقتضي إثبات وحدانيته سبحانه بالكمال المطلق في ألوهيته وربوبيته وأسمائه وصفاته.
- تسبيح الله في القرآن جاء في مواطن سبح الله فيها نفسه، وتسبحه مخلوقاته، وهو التنزيه عن كل نقص وعن المماثلة والمشاركة، وهذا يقتضي إثبات كماله.
- نفى سبحانه عن نفسه الولد والصاحبة وعن يماثل المخلوقين في هذا، وهذا يقتضي إثبات كماله المطلق وتفرده بالوحدانية، فغناه مطلق، وملكه مطلق.
- نفى سبحانه عن نفسه السنة والنوم والموت، وهذا يقتضي إثبات كمال حياته وقيوميته.
- نفى عن نفسه الظلم في مواضع كثيرة، وهذا يقتضي إثبات كمال عدله وسعة فضله.
- نفى سبحانه عن نفسه أن يخفى عليه شيء في الأرض أو في السماء أو أن يعجزه شيء، وهذا يقتضي إثبات إحاطة علمه وكمال قدرته.
- نفى العبث في مخلوقاته وفي شرعه، وهذا يقتضي كمال حكمته.
- نفى عن كتابه القرآن الريب والعوج والشك ونحوها، وهذا يقتضي إثبات أنه الحق في أخباره وأحكامه، فأخباره أصدق الأخبار وأحكمها وأنفعها للعباد، وأحكامه في كمال العدل والحسن والاستقامة على الصراط المستقيم.
- نفى عن النبي صلى الله عليه وسلم الضلال والغي، فقال عز من قال: "ما ضل صاحبكم وما غوى"، والضلال هنا هو عدم العلم أو قلته أو نقصه أو عدم جودته، والغي هو سوء القصد. وهذا يقتضي إثبات أنه أعلم الخلق على الإطلاق، وأهداهم وأعظمهم علما ويقينا وإيمانا، وأنه أنصح الخلق للخلق، وأعظمهم إخلاصا لله وطمعا فيما عنده، وأبعدهم عن الأغراض الرديئة.
- نفى عن النبي صلى الله عليه وسلم كل نقص وصفه به أعداءه، وهذا يقتضي إثبات كمال ما يضاد النقص.
- نفى عن أهل الجنة الحزن والكدر والنصب واللغوب والموت وغيرها من الآفات، وهذا يقتضي إثبات كمال فرحهم وسرورهم واتصال نعيمهم وكماله، وكمال حياتهم وقوة شبابهم وكمال صحتهم ونعيمهم الروحي والقلبي والبدني من كل وجه.
وعكسه: ما نفى القرآن كماله، فهذا يقتضي إثبات نقصه، كما حصل في نفي جميع كمالات آلهة المشركين القولية والفعلية والذاتية، مما يقتضي إثبات نقصها من كل وجه، وعدم استحقاقها للعبادة مثقال ذرة.

السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
إن من أكثر ما يلحظه القارئ للقرآن هو ختام الآيات التي يكثر فيها ذكر أسماء الله وصفاته مما له أشد الارتباط بسياق معنى الآية، مما يثري الفهم ويزيد في الامتثال. ومن الملاحظ أيضا في عدة آيات من القرآن أن الله تعالى قد يذكر الحكم، ثم يختم الآية باسم من أسمائه أو أكثر دون أن ينص على نفس الحكم عليه، مما يدل على أن هذا الحكم هو من آثار هذا الاسم أو الأسماء التي ختمت بها آية الحكم.
مثاله: قوله تعالى: "فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".
يفهم من ختم الآية أن الله يحب الفيئة، وأنه يغفر لمن فاء ويرحمه، أما في الطلاق، فإن الله يبغضه، ومن آلى إذا طلق فإن الله سيجازيه على ما فعل من الإيلاء وعلى المسبب الذي ترتب عليه.
مثال آخر: قوله تعالى: " إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ".
والمعنى: أنكم إذا علمتم ذلك، رفعتم عنه العقوبة المتعلقة بحق الله.
وفي هذا إنهاض من الله لعباده أن يعرفوا أسماءه حق المعرفة، وأن يعلموا أنها الأصل في الخلق والأمر، وأن الخلق والأمر من آثار أسمائه الحسنى.

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
إن من صُلب عقيدتنا في القرآن أنه لا يوجد تعارض بين آياته، وسنأخذ مثالا عليه:
جاءت في بعض الآيات دعوة الكافرين باللين والرفق، فقد قال تعالى لموسى وهارون حين أمرهم أن يدعوا فرعون: "فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى". كما ذكر تعالى للنبي صلى الله عليه وسلم المصلحة المتحققة من أسلوب اللين في الدعوة، فقال تعالى: "فبما رحمة من الله لنت لهم، ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك".
كما نلحظ أن هناك آيات أمرت باستعمال الغلظة مع مستحقيها من المنافقين والكافرين، فقال تعالى: "يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم".
فيكون الجمع بينهما بأن نقول: لكل مقام مقال، ففي مقام الدعوة ومظنة قبول المدعويين للحق، يستخدم اللين والرفق معهم، أما في المقام الذي لا تفيد فيه الدعوةـ عندها يتعين القتال، والغلظة من تمام القتال.
وقد امتدح الله خواص هذه الأمة بجمعهم بين هاتين الخلتين: "أشداء على الكفار رحماء بينهم".

2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
وعلى نفس قاعدة أنه لا تعارض بين آيات الكتاب، يمكننا الجمع بين المواضع التي ورد فيها أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، والمواضع التي ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض، وذلك من وجهين:
الوجه الأول: من قوله تعالى: "لا يتكلمون إلا من أذن الله الرحمن وقال صوابا". يفهم منه أن كلام الخلق يوم القيامة هو تبع لإذن الله لهم بذلك، فلا يتكلمون إلا بإذن الله، فإن لم يأذن لهم لا يتكلمون ولا يتساءلون.
الوجه الثاني: كما فسره بعض أهل العلم، هو أن للقيامة أحوال ومقامات، فيتكلمون في بعض المقامات، ويمنعون من الكلام في مقامات أخرى.
ويمكننا الجمع بين القولين: أن كلام الخلق في كل مقام وحال يوم القيامة هو تبه لإذن الله لهم بذلك.


السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
ذكر تعالى في الآية الكريمة:
• حقا مشتركا لله ولرسوله: وهو الإيمان بالله والإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم.
• وحقوقا ثلاثة:
- إحداها مختصة بالله تعالى وحده ولا تصلح أن يشاركه معه أحد، وهي قوله تعالى: "وتسبحوه بكرة واصيلا".
- واثنان هي من الحق المختص بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهما: التوقير والتعزير. وهي في قوله تعالى: "وتعزروه وتوقروه".
[المطلوب تفسير الآية؛ فنقدم بمقدمة قبل ذكر ما اشتملت عليه من الحقوق]
أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 23 شوال 1443هـ/24-05-2022م, 12:18 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.
بين الله تعالى ان هذا القرآن تبيان لكل شيء فلم يبق علم إلا بينه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)
ولا يمكن أن يأتي علم صحيح ينتقض شيئا من القران (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).
وقد جمع القران بين نوعي العلوم -علوم وسائل وعلوم مقاصد- فهو الحق الذي جاء على لسان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وفيه الهداية إلى كل علم وعمل.
ألفاظ القرآن أفصح الألفاظ وأحسنها تفسيرا للحقائق (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا) ومعانيه كلها حق فأخباره وأحكامه صدق وعدل (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا).
السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
من حكمة الله تعالى أن الأمور لا تحصل الا بالسعي بأسبابها :
- جعل الإيمان والعمل الصالح سببا لنيل خيري الدنيا والآخرة حيث أن القيام بعبودية الله والتوكل عليه سببا لكفاية العبد جميع مطالبه (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) وجعل التوكل مع الاكثار من الذكر مانعا لتسلط الشياطين على العبد (إنه ليس له سلطان على الذين ءامنوا وعلى ربهم يتوكلون)
- جعل التقوى والسعي سببا للرزق (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يجتسب)
- جعل التقوى وتكرار دعوة ذي النون سببا لتفريج الكروب (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجبنا له فنجيناه من الغم)
- جعل الدعاء سبب لحصول المطالب(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)
- جعل الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى الخلق سببا لادراك فضل الله (إن رحمة الله قريب من المحسنين).
- وجعل التوبة والاستغفار والحسنات سببا لمحو الذنوب (إن الحسنات يذهبن السيئات).
- جعل الصبر سببا لإدراك الخيرات( واستعينوا بالصبر والصلاة )
وجعل الصبر مع اليقين سببا لنيل الإمامة في الدين (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) وجعل العلم سببا للرفعة في الدارين (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)
وجعل التقوى وحسن المقصد سببا للعلم (إن تتقوا الله يجعل لكمةفرقانا ) وجعل حسن السؤال أيضا سببا للعلم (فاسألوا أهل الذكر ٱن كنتم لا تعلمون)
- جعل الله الاستعداد بالقوة سببا للنصر (وأعدوا لهم ما استطعتم من القوة) وأمر بالحذر منهم (خذوا حذركم) وجعل أيضا الجهاد من أسبابرالنصر (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم)
- جعل الشكر سببا لزيادة النعم والكفران سببا لزوالها (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) وجعل الإنفاق في محله سببا للخلف العاجل والثواب (وما أنقتم من شيء فهو يخلفه )
- جعل متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم سببا لنيل محبته (فاتبعوني يحببكم الله)
جعل النظر إلى النعم وغض النظر عن عما لم يعطه سببا للقناعة (فخذ ما ءاتيتك وكن من الشاكرين)
جعل العدل سبب لصلاح الأمور وبضده يحصل الفساد (والسماء رفعها ووضع الميزان)
جعل الله لزيادة اليقين أسبابا منها : التفكر في آيات الله المتلوة والكونية (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته)
وجعل الدعوة لكل أحد بسبب ما يليق بحاله سبب لنيل ثمرات الدعوة (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)



السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة
التبصرة هي العلم بالشيء والتبصر به ، والتذكرة هي بالعمل بالعلم اعتقادا وعملا
2. العلم واليقين
العلم تصور المعلومات على ما هي عليه فالعلم ما قام عليه الدليل.
أما اليقين فيختص عن العلم أنه علم راسخ قوي لا شك فيه فهو إما يحصل بالخبر الصادق فيكون علم يقين أو بالبصر فيكون عين يقين او بتذوق العبد له فيكون حق اليقين
ومن جهة أخرى فإن القين يجمل صاحبه على الطمأنينة والصبر والشجاعة.
3. الخوف والخشية
الخوف: هو ما يمنع العبد من محارم الله وأما الخشية فهي خوف مقرون بمعرفة الله..
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.
المعية العامة: وتقتضى أن يكون الله مع خلقه جميعهم بالعلم والإحاطة (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم )
المعية الخاصة وهي لخواص خلقه الذين يعملون ما يحبه الله فينالون عنايته ونصره وتأييده وتسديده (أن الله مع المتقين ) ومع المحسنين والصابرين

ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
من أسباب الطغيان الرئاسة والمال وحصول الملك فيؤدي به إلى الاستغناء (كلا إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغنى) وهذا يحمل صاحبه على الكفر والبطر والبغي على الحق وعلى الخلق
السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
(اتل ما أوحي إليك من الكتاب) أي اتبعه ويدخل فيه كل الشرائع ثم قال (وأقم الصلاة) مع أنها من ضمن الشرائع وهذا للتأكيد على شرفها وآكديتها وما يترتب عليها من الثمرات الطيبة.
السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.
أن من حقت عليه كلمة العذاب فهو لعنادهم ولعلمه إنهم لا يصلون إلى الهداية ويعلم ذلك من ظاهر أحوالهم وعنادهم فهؤلاء يطبع على قلوبهم فلا يدخلها خير أبدا وهو ما جاء في قوله تعالى (إن الذين حقت عليهم كلمة العذاب لا يؤمنون ، ولو جئتهم بكل آية.)
2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
أنه لا يخلد في النار إلا الكفار وأن جميع المؤمنين وإن دخلوها فلا بد أن يخرجوا منها وذكر الخلود في النار على بعض الذنوب التي دون الشرك فهي من باب ذكر السبب وأنها سبب للخلود في النار لشناعتها الا إن وجد مانع لهذا الخلود وموانع الخلود الإيمان او الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم او مشيئة الله ابتداء الا يدخل النار والله أعلم
السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}
هذه الآية جامعة لكثير من الفوائد والحكم الجليلة:
الله تعالى يأمر بالأكل والشرب فلا يحل للعبد ترك ذلك شرعا بل ان امتثال الأمر مع النية يعتبر عبادة وللعبد أن يتخير ما ينفعه ويناسبه حيث أن الأصل في جميع المأكولات والمشروبات الإباحة إلا ما نص النص على تحريمه ..ومن المعلوم ان تناول الطعام والشراب دونماىإسراف أو تبذير يحقق النفع وهو أص صحة البدن ..
وفي النهي عن الاسراف هو حض على الاقتصاد في الغذاء والشراب وحماية للعبد من كثير من المضار فالاسراف له ضرر ديني بارتكاب ما نهى الله عنه، وضرر عقلي بأن الاسرافرهو ضد العقل فالعقل يحمل صاحبه على التوسط وحسن التدبير في المعاش.
وضرر بدني حيث ان الاسراف في المأكولات والمشروبات يسبب الأمراض والعلل
والضرر المالي لان الاسراف يستدعي كثرة الإنفاق ..
ثم يختم الله الآية بأنه لا يحب المسرفين حضا على عدم التخلق بهذه الصفة وبيانا أنه يحب المقتصدين وفيرهذا إثبات لصفة المحبة لله..

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 23 شوال 1443هـ/24-05-2022م, 01:57 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

المجموعة الأولى:
السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.

لما كان محمد صلى الله عليه و سلم خاتم النبيين و المرسلين كانت رسالته آخر الرسالات و من لازم ذلك كمالها، فجاء القرآن كتاب الله للعباد كاملًأ من كل جانب:
1- كمال علومه: قال تعالى(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (89)
نقل ابن كثير قول ابن مسعود في تفسير هذه الآية: قال ابن كثير أن قول ابن مسعود أعم وأشمل ; فإن القرآن اشتمل على كل علم نافع من خبر ما سبق ، وعلم ما سيأتي ، وحكم كل حلال وحرام ، وما الناس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم ، ومعاشهم ومعادهم .
جمع علوم الأصول و الفروع وعلوم الأخلاق و الآداب و علوم الكون، و فيه بيان لكل ما يحتاجه العباد ليوم القيامة.
فيه تبيان لكل شيء و أصله، و لا ينقض علومه علم صحيح قديم أو حديث،قال تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42]
2- دلائل كمال أحكامه
و قال عز من قائل: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]
أحكام الله لا أحسن منها حكمًا، فلا قوانين وضعية تحمل عدل الله ، فأحكامه وفق حكمته و علمه، اللذان وسعا كل شيء، و أحكام الله شرعية و كونية ، جاءت بأنفع ما يكون للعباد في الدنيا و الآخرة.
3- كمال و حسن الألفاظ و المعاني:
قال تعالى :﴿ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود: 1]،قال ابن جرير في تفسير هذه الأية: أحكم الله آياته من الدَّخَل والخَلَل والباطل، ثم فصَّلها بالأمر والنهي.
وذلك أن " إحكام الشيء " إصلاحه وإتقانه ، و " إحكام آيات القرآن " إحكامها من خلل يكون فيها ، أو باطل يقدر ذو زيغ أن يطعن فيها من قِبَله، وأما " تفصيل آياته " فإنه تمييز بعضها من بعض، بالبيان عما فيها من حلال وحرام ، وأمرٍ ونهي.
لا يعارض بعضه بعضًا، قال تعالى :{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]
من كمال معانيه، أنه يهدي لأقوم السبل قال تعال({إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]
أنه الحق ، ال الاستغراق، فكلام الله في كتابه هو الحق من كل نوع و جانب و غيره الباطل {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} [الأحزاب: 4]
من كماله أنه حتى تفسيره هو أحسن تفسير ،و يقول تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 33]
من كمال ألفاظه؛ أن ألفاظه أبلغ الألفاظ و أقومها، و لا أحسن منها في بيان مراد الله عز و جل، كل لفظ وضع لمعنى بعينه، و إن كان اللفظ واحد قد يحمل معنًا مختلف حسب سياق الكلام، و لا يقوم مقامها أي لفظ،
من كمال ألفاظه و إحكام معانيه أنه مثاني، و لا يعرف الأمر إلا بضده، فجاءت المتقابلات العامة و الخاصة لتكون نورًا و هدى لمن يريد النور و الهداية.
قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2]
البر يقابله التقوى؛ فالبر اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد والأخلاق والأعمال، ويقابله التقوى و هو اسم جامع لما يجب أن يُتقى من جميع ما يأثم عليه العبد و يضره في الدنيا و الآخرة.
و يقابل البر و التقوى، الإثم و العدوان؛ قال تعالى : {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]
الإثم ما كان في حق الله، و العدوان ما كان في حق الله و كلاهما يتقى بأعمال البر و التقوى.
و من حسن أسلوبه ،حذف معمول الفعل ليفيد العموم ، قال تعالى:
{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]
فالزاد هنا لم يختص بشئ، فجاز أن يجمع بين زاد سفر الدنيا، وزاد سفر الآخرة بالتقوى.
و من المثاني، و المتقابلات، مقابلة أمور ظاهرة حسية بأمور باطنة
مثال ذلك مقابلة اللباس الجسدي و لباس القلوب، فذاك حسي يحفظ العورات و التقوى تحفظ القلوب، قال تعالى: {يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا} [الأعراف: 26]
وكذلك قوله في صفة نساء الجنة: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} [الرحمن: 70]
فوصفهن بجمال الباطن بحسن الخلق الكامل، وجمال الظاهر بأنهن حسان الوجوه وجميع الظاهر.
وكذلك قوله: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى - الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [الليل: 15 - 16]
كذب الخبر بقلبه وتولى عن الطاعة بجسده و قلبه.
وكذلك قوله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 89]
فالروح اسم جامع لنعيم القلب، والريحان اسم جامع لنعيم الأبدان، وجنة نعيم تجمع الأمرين.
و الجمع بين حق الله و عمل العبد، قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]
فحق الله على العباد توحيد عبادته، و العبد يستعين بالله في هذه العبادة.
من حسن معانيه بيان أن أحسن الدعاء الذي يجمع بين خيري الدنيا و الآخرة، قال تعالى {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً} [البقرة: 201]
وكذلك قوله: {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 277]
من حسن معانيه و إحكامها نفي كل ما يضر العبد من حزن على مكروه ماضي أصابه و من خوف يستقبله.
و قوة تأثير القرآن بسبب كمال ألفاظه و كمال معانيه،تظهر في حدوث التذكرة لمن يؤمن باليوم الآخر، قال تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45].
و تحدث التذكرة لمن كان قلبه حيًا ، قال الله سبحانه وتعالى: { إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيّاً }[34]
من قوة تأثيره هدايته للرشد ، قال تعالى: (قل أوحي إليّ أنّه استمع نفر من الجنّ فقالوا إنّا سمعنا قرآناً عجباً، يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً }[37] [38]
من قوة تأثيره ما يصيب المؤمنون حقًا حين يسمعونه، من وجل للقلب و زيادة الإيمان، قال الله تعالى: { إنّما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربّهم يتوكّلون }[62].
و ما يصيبهم من اطمئنان ، قال تعالى: { الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب }[66]
و ما يصيب القلوب من وجل يظهر على الجلود قشعريرة حين يستمعون آيات العذاب، فلما تثنى بآيات الجنة و الثواب المقيم، تمتلئ قلوبهم بمحبة الله و رجاء هذا الثواب، فتلين القلوب و الجلود، قال تعالى: { الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الّذين يخشون ربّهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد }[78]

السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
أصل الأسباب كلها الإيمان والعمل الصالح،و يندرج تحت هذين السببين أمور كثيرة منها:
1- من أسباب تحصيل كفاية الله للعبد :
-تحقيق العبودية الحقة ظاهرًا و باطنًا، قال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: 36]
- التوكل على الله أحسن التوكل: قال تعالى :{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]
2- أسباب الرزق؛
- التقوى قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3]
- الحركة و السعى وقوله: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [الملك: 15]
3- من أسباب الخروج من كل كرب وضيق وشدة؛
- التقوى قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا
- ، وكذلك قوله:{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ - فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87 - 88]
4- أسباب الحصول على جميع المطالب، من فضل الله و إحسانه؛ من جلب المنافع و الخيرات في الدنيا و الآخرة، و دفع المكرهات:
- الدعاء؛ دليله قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]،
- الدعاء الصادر من قلب مفتقر لله، قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل: 62]
- الدعاء و الإحسان كما في قوله تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 5
- الإحسان( مع الله في عبادته، و مع الخلق ) قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] وقوله:
{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60]
- {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]
- الإنفاق‘ قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]
- الصبر و الصلاة، قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 4
5- أسباب غفران الذنوب والخطايا:
- التوبة و الإيمان و العمل الصالح: قال تعالى:
• {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]
- عمل الحسنات: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]
- التقوى و الصبر، قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90]
6- من أسباب الفوز بالجنة:
- الصبر،على أقدار الله و على الطاعة و عن المعصية، قال تعالى {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ} [الرعد: 24]، و قال تعالى{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} [الفرقان: 75]
- وجعل الله كون العبد طيبا في عقيدته وخلقه وعمله سببا لدخول الجنة، وللبشارة عند الموت، شاهده قوله تعالى: {طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73]
- وقوله: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} [النحل: 32]
7- أسباب نيل الإمامة في الدين، و نيل المقامات العالية:
- الصبر و اليقين ،قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]
- العلم النافع قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]
8- مفاتيح العلم و الهداية:
- حسن السؤال ، قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]
- حسن القصد و الاستماع، قال تعالى {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ} [المائدة: 101]
- التقوى، قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29]
- الاتباع قال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: 16]
- الجهاد( للنفس و الأعداء) ، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]
9- من أسباب النصر و الفوز على الأعداء؛
- الأخذ بالأسباب و إعداد العدة و أخذ بأسباب القوة، قال تعالى : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]
- الجهاد: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 14]
{فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 84]
10- من أسباب دوام النعم و زيادتها، شكرها، قال تعالى:{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]
11- من أسباب كل عاقبة حميدة و منزلة رفيعة؛
- التقوى، قال تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128]
- الصبر و التقوى و الإحسان، قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90]
12- من أساب نيل محبة الله ؛
- متابعة الرسول صلى الله عليه و سلم، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]
- الصبر، قال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146]
- الإحسان مع الله و العباد، قال تعالى: {يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134]
- التقوى، قال تعالى: {يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76]
- القتال في سبيله، قال تعالى: {يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4]
13- من أسباب السعادة؛ القناعة ، التي من أسبابها نظر نعم الله على العبد و عدم النظر لما في يد الغير، قال تعالى:{قَالَ يا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 144]
14- من أسباب صلاح الأحوال؛ العدل، قال تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ - أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ - وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} [الرحمن: 7 - 9]
15- من أسباب عصمة العبد من المعاصي و الفتن؛
- ما قام في قلب العبد من إخلاص، قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24]
- التحرز والبعد عن الموبقات المهلكة والحذر من وسائلها طريقا سهلا هينا لتركها، شاهده قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} [البقرة: 187] [أي محارمه] {فَلَا تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187]
16- من أسباب العصمة من الشيطان؛
- الإيمان و التوكل على الله، قال تعالى:{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل: 99]
- الاستعاذة بالله، قال تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم). وقال تعالى: (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون).
17- وجعل الله مفتاح الإيمان واليقين التفكر في آيات الله المتلوة، وآياته المشهودة، والمقابلة بين الحق والباطل بحسن فهم وقوة بصيرة.
18- من أسباب تيسير عمل العبد بما أمره الله به،العطاء و الكرم و التقوى، و التصديق ، قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } [الليل: 5 - 10]
19- من أسباب تأليف القلوب؛
- مقابلة المسيء بالإحسان، وحسن الخلق قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]
- الرفق و الرحمة في المعاملة، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]
20- أسباب جني ثمار الدعوة، أن تكون كما جاء في الآية: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة
والفرق بين التبصرة والتذكرة في مثل قوله: {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} [ق: 8]
التبصرة سبب و التذكرة نتيجة، فالتبصرة العلم عن فهم و إدراك و تفكر، ينتج عنه عمل قلبي و عمل بالجوارح، عمل قلبي؛ تصديق و اعتقاد ، يتبعه تسليم و إقرار و اعتراف و عمل بالجوارح، و هذه هي التذكرة.
و التبصرة تحدث للعبد بقدر ما معه من العلوم و الفهم و الذكاء، و بقدرها تكون التذكرة و اليقين في القلب
2. العلم واليقين
العلم: هو الحقيقة التي عليها العلم، و هي ما قام عليها الدليل، و العلوم علمان نافع و غير نافع، النافع الذي نريده هو ما كان فيه زيادة للإيمان مأخوذًا عن نبي الله صلى الله عليه و سلم.
اليقين: هو أخص من العلم، و ذلك من وجوه:
21- وصفه؛ أنه العلم الراسخ الذي لا يدخله ريب و لا شك، و هو درجات:
- علم اليقين: العلم الثابت بالأدلة ( الخبر)
- عين اليقين: العلم الذي يتيقن بالمشاهدة؛ بالعين و البصر.
- حق اليقين:إذا ذاق العبد حقيقة العلم.
2- أثر العلم، اليقين العلم الذي يورث الطمأنينة و السكينة في قلب العبد؛ بالخبر، بذكر الله، بحكم الله و حكمته و سعة علمه، فيصبر و يرضى و يسكن قلبه.

2-الفرق بين الخوف و الخشية: "
الخوف: ما يمنع العبد أن يأتي ما حرم الله.
الخشية: خوف مقرون بمعرفة الله.
و تورث الخشية في القلب الخضوع و الذل لله و المحبة، فيورث ذلك الجوارح الاستسلام .
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع
. معية الله للعباد على نوعين:
1- المعية العامة، بعلم الله و إحاطته، قال عز و جل:{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [المجادلة: 7] .
يقتضي ذلك كمال علم الله و سعته، فهو السميع العليم، و إذا ما علم العبد ذلك راقب الله في أفعاله و أقواله، أن تكون على ما يحب الله و يرضاه، و سكن و اطمأن أنه لا يغيب عنه شئ، فيتوكل عليه أحسن التوكل.
2- المعية الخاصة،معية خاصة لعباد الله المؤمنين، و هذه المعية كثر ذكرها عن المعية العامة،و جاء ذكرها مقرونة بصفات خاصة يحبها الله:
- التقوى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194]
- أهل الإحسان،( مع المحسنين)
- أهل الصبر،(مع الصابرين.)
- و من ذلك معيته للنبي صلى الله عليه و سلم و صاحبه الصديق ، قال تعالى: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]
- و معيته لموسى عليه السلام و هارون أخوه، قال تعالى: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46]
و معية الله لأوليائه معية تقتضي النصرة و المعونة و التوفيق و السداد في الأمر، و إذا قيد أمر بصفة كان الأمر بقدر ما كان للعبد من اتصاف بالصفة، كلما حقق منها كلما كانت النصرة و التأييد.
ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
الطغيان هو تجاوز الحد و في حق الله هو تجاوز الحد في المعصية و مبارزة الله بها، و في حق العباد ظلمهم بجميع الطرق.
و سبب الطغيان جحود نعم الله و جهل بالله عز و جل، و من صوره ؛ طغيان الملك و السلطة و المال و الأولاد و النسب و العلم.
1- من أمثلة من بغى بملكه ؛لملك الذي حاجه إبراهيم؛قال تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ} [البقرة: 258]
و كذلك فرعون حيث قال : {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} [الزخرف/51]، ثم جاوز الحد في الطغيان حتى قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات/24].
2- من أمثلة من كانت القوة سبب لطغيانهم؛ عاد قوم هود حيث قالوا: {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} [فصلت/15].
3- ومن أمثلة من تطغيهم أموالهم وسلفهم قارون الذي قال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص/78]، ثم لم يلبث أن اختال بما أوتيه من مال {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} [القصص/79].
من أسباب طغيان العبد المؤمن؛ضعف الإيمان في قلبه والتقوى و ضعف شعوره بفقره وحاجته إلى الله. يقول - تعالى -: (كَلاَّ إنَّ الإنسَانَ لَيَطْغَى 6أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى)، فيرى في ما أنعم الله عليه كفايته عن ربه، اغترارًا و جهلًا، فيستغنى عن ربه، فيطغى بما أنعم الله عليه، من مال أو ولد، أو علم.
و صورة طغيان العلم ما قاله وهب بن منبه: إن للعلم طغياناً كطغيان المال، وهذا إن ترفع به صاحبه على من دونه ولم يزكه بالعمل به، أو إن دفعه علمه للتحايل على شرع الله وتتبع الرخص.
أما الطغيان في العبادة فمن العُبَّاد من يرى لنفسه فضلاً على من هم دونه فيها ولا يراهم إلا مقصرين وكسالى ،ومن العُبَّاد من يحسب أنه هو الناجي وحده وكل الناس هلكى، وفي الحديث "إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم.
وأما الطغيان بالنسب فالتطاول به على الناس من أمور الجاهلية التي وأخبرعنها عليه الصلاة والسلام فقال: "يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبيةالجاهلية وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان؛ بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}".
جزاء الطغيان:
1- لما كان الطغيان لهم ديدن كان العقاب لهم أن يمدهم فيه، وذلك كما في قوله - تعالى -: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة: 51].
2- الجزاء من جنس العمل؛ فلما كان الطغيان علواً في الأرض بغير الحق كانت عاقبته الذلة والهوان:
- فرعون الذي غره ملكه وادعى أنه الرب الأعلى فقد سلبه الله ملكه وغرق في الماء الذي كان يفتخر به يجري من تحت قصره.
- عاد الذين غرتهم قوتهم فقد أرسل عليهم جنداً من جنده، قال الله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ} [فصلت/16].
- قارون الذي اختال على الناس بكنوزه وأمواله وعلا بها عليهم فقد جعله الله عز وجل أسفل سافلين، قال الله: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص/81] هذا في الدنيا.
3- أما في الآخرة :
- فقد قال الله سبحانه وتعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات/37-39].
- قال - سبحانه -: {هَذَا وَإنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ} [ص: 55].
السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
ورد في القرآن آيات عامة عطف عليه بعض أفرادها الداخلة فيها، مثال ذلك:
{مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98]
هنا ذكر الملائكة و الرسل ثم خص منهم جبيرل و ميكائيل
{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر: 4] .
ذكر الملائكة ثم خص منهم جبريل بالذكر
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238]
ذكر الصلاوات كلهاثم خص الصلاة الوسطى بالذكر.
{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ} [الأعراف: 170] دخل فيه الدين كله ثم قال: {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} [الأعراف: 170]
ذكر ما يقوم به الدين كله ثم خص القيام بالصلاة .
و هذا العطف بمخصوص يدخل في العام يدل على فضيلة المذكور و شرفه، و أن له مكانة أعلى من باقي ما يدخل في العام.

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.
يبين ما تشابه هنا قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ - وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 96 - 97]
هذه الآية تبين أن من حق عليه العذاب و تأكد هو من كان معاندًا للحق لا يقبل الهداية، طبع على قلوبهم بكفرهم و إعراضهم عن الحق فلا يجد الهدى سبيلًا لقلوبهم، صار الضلال و الظلم و الكفر و الطغيان و الفسق ملازم لهم ، و السبب أنهم أعرضوا أولًا و عاندوا، رأوا سبيل الهدى فحادوا عنه إلى سبيل الضلال، استحبوا الضلال على الهدى، راغبين في الدنيا عن الآخرة..
2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
مثال ذلك قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93]
{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 14]
{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 81]
1- يرد المتشابه إلى المحكم، و هو أنه من قام في قلبه إيمان فهو لا يخلد في النار و هو من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، فتكون هذه أسباب للخلود في النار بذاتها، مالم يقم مانع لذلك و هو الإيمان في القلب
2- أن الخطيئة المراد بها الكفر؛ لأن قوله: {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: 81] دليل على ذلك؛ لأن المعاصي التي دون الكفر لا تحيط بصاحبها، بل لا بد أن يكون معه إيمان يمنع من إحاطتها.
3- المعاصي يدخل فيها الكفر في قوله تعالى :{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 14]
السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]
هذه الآيات من الآيات الجامعة ففيها أمر بما ينفع الدين و العقل و البدن و نهي عن ضده بألفاظ بسيطة، بليغة، فأمر بما هو فيه صالح الإنسان من أكل و شرب ،و الأمر هنا للوجوب فلا يحل شرعًا ترك الأكل و الشرب، و لا عقًلا لأن بهما تقوم حياة الإنسان، و الأصل في الأكل و الشرب الحل إلا ما خصه الله بالحرمة مما لا ينفع الإنسان، و استحضار أن الأكل ليس عادة بل هو طاعة لأمر لله مما يجلب الحسنات للعبد، فبذلك تكون عبادة و ليس عادة.
و الأكل و الشرب لم يحدد نوعه و لا وصفه، و يتبين ذلك من نهيه عن الإسراف و تجاوز الحد، فتضمن هذا النهي أمران، نهي عن تجاوز الحد و تضييع الأموال في المأكل و المشرب، و هذا مما بينه ما روي عن أَبي كَريمَةَ المِقْدامِ بن مَعْدِيكَرِب قالَ: سمِعتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يقولُ: مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطنٍ، بِحَسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ
و يتضمن أيضًا أن لا يكلف الإنسان نفسه فق طاقته ليجلب خير ما وجد من مأكل و مشرب، و لكن يكون بحسب ما يتيسر للعبد حسب قدرته؛ غناه و فقره،
و في الإسراف في المأكل و المشرب سوء يصيب العبد، أوله ؛ أنه يعصي الله و رسوله ، لذا يلزم منه توبة عن ذلك عن فعل.
و من السوء أن الإسراف فيه دلالة على سفه العقل، و سوء التدبير، و فيه تضييع أمانة المال التي أمنها الله عليها.
و فضول المأكل و المشرب مما يملأ البطن و يثقل النفس و القلب عن الطاعات، فيكسل العبد عن الصلاة و عن ذكر الله، و يكثر نومه، و يكون صيدًا لنفسه الأمارة بالسوء محبة الكسل، و للشيطان الذي يجره بعد ترك الواجب لعمل المعاصي.
و الإسراف في أي شيء مظنة الإفلاس، فمن كان صرفه في وجه لا يحتاجه، كان ذلك نوع من عدم شكر النعمة ، فيحرمها، و يكون ذلك سببًا لفقر ماله بعد فقر نفسه، قال تعالى: {وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29]
و تذييل الآية بالنهي عن الإسراف بأن الله لا يحبه، اثبات لصفة المحبة لله، و مزيد حث للتعرض لمحبة الله بترك الإسراف ، و عمل ما يحبه الله من القصد و التوسط في كل الأمور و يدخل فيها دخولًا أوليًا الأكل و الشرب.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 25 شوال 1443هـ/26-05-2022م, 03:30 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هنادي الفحماوي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.
بين الله تعالى ان هذا القرآن تبيان لكل شيء فلم يبق علم إلا بينه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا)
ولا يمكن أن يأتي علم صحيح ينتقض شيئا من القران (لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه).
وقد جمع القران بين نوعي العلوم -علوم وسائل وعلوم مقاصد- فهو الحق الذي جاء على لسان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وفيه الهداية إلى كل علم وعمل.
ألفاظ القرآن أفصح الألفاظ وأحسنها تفسيرا للحقائق (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا) ومعانيه كلها حق فأخباره وأحكامه صدق وعدل (وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا).
السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
من حكمة الله تعالى أن الأمور لا تحصل الا بالسعي بأسبابها :
- جعل الإيمان والعمل الصالح سببا لنيل خيري الدنيا والآخرة حيث أن القيام بعبودية الله والتوكل عليه سببا لكفاية العبد جميع مطالبه (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) وجعل التوكل مع الاكثار من الذكر مانعا لتسلط الشياطين على العبد (إنه ليس له سلطان على الذين ءامنوا وعلى ربهم يتوكلون)
- جعل التقوى والسعي سببا للرزق (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يجتسب)
- جعل التقوى وتكرار دعوة ذي النون سببا لتفريج الكروب (فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، فاستجبنا له فنجيناه من الغم)
- جعل الدعاء سبب لحصول المطالب(وقال ربكم ادعوني أستجب لكم)
- جعل الإحسان في عبادة الله والإحسان إلى الخلق سببا لادراك فضل الله (إن رحمة الله قريب من المحسنين).
- وجعل التوبة والاستغفار والحسنات سببا لمحو الذنوب (إن الحسنات يذهبن السيئات).
- جعل الصبر سببا لإدراك الخيرات( واستعينوا بالصبر والصلاة )
وجعل الصبر مع اليقين سببا لنيل الإمامة في الدين (وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون) وجعل العلم سببا للرفعة في الدارين (يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات)
وجعل التقوى وحسن المقصد سببا للعلم (إن تتقوا الله يجعل لكمةفرقانا ) وجعل حسن السؤال أيضا سببا للعلم (فاسألوا أهل الذكر ٱن كنتم لا تعلمون)
- جعل الله الاستعداد بالقوة سببا للنصر (وأعدوا لهم ما استطعتم من القوة) وأمر بالحذر منهم (خذوا حذركم) وجعل أيضا الجهاد من أسبابرالنصر (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم)
- جعل الشكر سببا لزيادة النعم والكفران سببا لزوالها (لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد) وجعل الإنفاق في محله سببا للخلف العاجل والثواب (وما أنقتم من شيء فهو يخلفه )
- جعل متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم سببا لنيل محبته (فاتبعوني يحببكم الله)
جعل النظر إلى النعم وغض النظر عن عما لم يعطه سببا للقناعة (فخذ ما ءاتيتك وكن من الشاكرين)
جعل العدل سبب لصلاح الأمور وبضده يحصل الفساد (والسماء رفعها ووضع الميزان)
جعل الله لزيادة اليقين أسبابا منها : التفكر في آيات الله المتلوة والكونية (كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته)
وجعل الدعوة لكل أحد بسبب ما يليق بحاله سبب لنيل ثمرات الدعوة (ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن)



السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة
التبصرة هي العلم بالشيء والتبصر به ، والتذكرة هي بالعمل بالعلم اعتقادا وعملا
2. العلم واليقين
العلم تصور المعلومات على ما هي عليه فالعلم ما قام عليه الدليل.
أما اليقين فيختص عن العلم أنه علم راسخ قوي لا شك فيه فهو إما يحصل بالخبر الصادق فيكون علم يقين أو بالبصر فيكون عين يقين او بتذوق العبد له فيكون حق اليقين
ومن جهة أخرى فإن القين يجمل صاحبه على الطمأنينة والصبر والشجاعة.
3. الخوف والخشية
الخوف: هو ما يمنع العبد من محارم الله وأما الخشية فهي خوف مقرون بمعرفة الله..
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.
المعية العامة: وتقتضى أن يكون الله مع خلقه جميعهم بالعلم والإحاطة (ما يكون من نجوى ثلاثة إلا هو رابعهم ولا خمسة إلا هو سادسهم ولا أدنى من ذلك ولا أكثر إلا هو معهم )
المعية الخاصة وهي لخواص خلقه الذين يعملون ما يحبه الله فينالون عنايته ونصره وتأييده وتسديده (أن الله مع المتقين ) ومع المحسنين والصابرين

ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
من أسباب الطغيان الرئاسة والمال وحصول [ورؤية النفس, والاستغناء] وهو يؤدي إلى الكبر والبغي على الخلق وبطر الحق, وقد يؤدي بصاحبه إلى الكفر. الملك فيؤدي به إلى الاستغناء (كلا إن الإنسان ليطغى أن رءاه استغنى) وهذا يحمل صاحبه على الكفر والبطر والبغي على الحق وعلى الخلق
السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
(اتل ما أوحي إليك من الكتاب) أي اتبعه ويدخل فيه كل الشرائع ثم قال (وأقم الصلاة) مع أنها من ضمن الشرائع وهذا للتأكيد على شرفها وآكديتها وما يترتب عليها من الثمرات الطيبة.
السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.
أن من حقت عليه كلمة العذاب فهو لعنادهم ولعلمه إنهم لا يصلون إلى الهداية ويعلم ذلك من ظاهر أحوالهم وعنادهم فهؤلاء يطبع على قلوبهم[عقابا لهم ؛جزاء وفاقا] فلا يدخلها خير أبدا وهو ما جاء في قوله تعالى (إن الذين حقت عليهم كلمة العذاب لا يؤمنون ، ولو جئتهم بكل آية.)
2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
أنه لا يخلد في النار إلا الكفار وأن جميع المؤمنين وإن دخلوها فلا بد أن يخرجوا منها وذكر الخلود في النار على بعض الذنوب التي دون الشرك فهي من باب ذكر السبب وأنها سبب للخلود في النار لشناعتها الا إن وجد مانع لهذا الخلود وموانع الخلود الإيمان او الشفاعة من النبي صلى الله عليه وسلم او مشيئة الله ابتداء الا يدخل النار والله أعلم
[وهذا بالإجماع]
السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}
هذه الآية جامعة لكثير من الفوائد والحكم الجليلة:
الله تعالى يأمر بالأكل والشرب فلا يحل للعبد ترك ذلك شرعا بل ان امتثال الأمر مع النية يعتبر عبادة وللعبد أن يتخير ما ينفعه ويناسبه حيث أن الأصل في جميع المأكولات والمشروبات الإباحة إلا ما نص النص على تحريمه ..ومن المعلوم ان تناول الطعام والشراب دونماىإسراف أو تبذير يحقق النفع وهو أص صحة البدن ..
وفي النهي عن الاسراف هو حض على الاقتصاد في الغذاء والشراب وحماية للعبد من كثير من المضار فالاسراف له ضرر ديني بارتكاب ما نهى الله عنه، وضرر عقلي بأن الاسرافرهو ضد العقل فالعقل يحمل صاحبه على التوسط وحسن التدبير في المعاش.
وضرر بدني حيث ان الاسراف في المأكولات والمشروبات يسبب الأمراض والعلل
والضرر المالي لان الاسراف يستدعي كثرة الإنفاق ..
ثم يختم الله الآية بأنه لا يحب المسرفين حضا على عدم التخلق بهذه الصفة وبيانا أنه يحب المقتصدين وفيرهذا إثبات لصفة المحبة لله..
أحسنت نفع الله بك
ب+

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 25 شوال 1443هـ/26-05-2022م, 03:33 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا بدوي مشاهدة المشاركة
المجموعة الأولى:
السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.

لما كان محمد صلى الله عليه و سلم خاتم النبيين و المرسلين كانت رسالته آخر الرسالات و من لازم ذلك كمالها، فجاء القرآن كتاب الله للعباد كاملًأ من كل جانب:
1- كمال علومه: قال تعالى(وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَىٰ لِلْمُسْلِمِينَ (89)
نقل ابن كثير قول ابن مسعود في تفسير هذه الآية: قال ابن كثير أن قول ابن مسعود أعم وأشمل ; فإن القرآن اشتمل على كل علم نافع من خبر ما سبق ، وعلم ما سيأتي ، وحكم كل حلال وحرام ، وما الناس إليه محتاجون في أمر دنياهم ودينهم ، ومعاشهم ومعادهم .
جمع علوم الأصول و الفروع وعلوم الأخلاق و الآداب و علوم الكون، و فيه بيان لكل ما يحتاجه العباد ليوم القيامة.
فيه تبيان لكل شيء و أصله، و لا ينقض علومه علم صحيح قديم أو حديث،قال تعالى: {تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ} [فصلت: 42]
2- دلائل كمال أحكامه
و قال عز من قائل: {وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50]
أحكام الله لا أحسن منها حكمًا، فلا قوانين وضعية تحمل عدل الله ، فأحكامه وفق حكمته و علمه، اللذان وسعا كل شيء، و أحكام الله شرعية و كونية ، جاءت بأنفع ما يكون للعباد في الدنيا و الآخرة.
3- كمال و حسن الألفاظ و المعاني:
قال تعالى :﴿ الر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴾ [هود: 1]،قال ابن جرير في تفسير هذه الأية: أحكم الله آياته من الدَّخَل والخَلَل والباطل، ثم فصَّلها بالأمر والنهي.
وذلك أن " إحكام الشيء " إصلاحه وإتقانه ، و " إحكام آيات القرآن " إحكامها من خلل يكون فيها ، أو باطل يقدر ذو زيغ أن يطعن فيها من قِبَله، وأما " تفصيل آياته " فإنه تمييز بعضها من بعض، بالبيان عما فيها من حلال وحرام ، وأمرٍ ونهي.
لا يعارض بعضه بعضًا، قال تعالى :{أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]
من كمال معانيه، أنه يهدي لأقوم السبل قال تعال({إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: 9]
أنه الحق ، ال الاستغراق، فكلام الله في كتابه هو الحق من كل نوع و جانب و غيره الباطل {وَاللَّهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ} [الأحزاب: 4]
من كماله أنه حتى تفسيره هو أحسن تفسير ،و يقول تعالى: {وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} [الفرقان: 33]
من كمال ألفاظه؛ أن ألفاظه أبلغ الألفاظ و أقومها، و لا أحسن منها في بيان مراد الله عز و جل، كل لفظ وضع لمعنى بعينه، و إن كان اللفظ واحد قد يحمل معنًا مختلف حسب سياق الكلام، و لا يقوم مقامها أي لفظ،
من كمال ألفاظه و إحكام معانيه أنه مثاني، و لا يعرف الأمر إلا بضده، فجاءت المتقابلات العامة و الخاصة لتكون نورًا و هدى لمن يريد النور و الهداية.
قال تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى} [المائدة: 2]
البر يقابله التقوى؛ فالبر اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد والأخلاق والأعمال، ويقابله التقوى و هو اسم جامع لما يجب أن يُتقى من جميع ما يأثم عليه العبد و يضره في الدنيا و الآخرة.
و يقابل البر و التقوى، الإثم و العدوان؛ قال تعالى : {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} [المائدة: 2]
الإثم ما كان في حق الله، و العدوان ما كان في حق الله و كلاهما يتقى بأعمال البر و التقوى.
و من حسن أسلوبه ،حذف معمول الفعل ليفيد العموم ، قال تعالى:
{وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى} [البقرة: 197]
فالزاد هنا لم يختص بشئ، فجاز أن يجمع بين زاد سفر الدنيا، وزاد سفر الآخرة بالتقوى.
و من المثاني، و المتقابلات، مقابلة أمور ظاهرة حسية بأمور باطنة
مثال ذلك مقابلة اللباس الجسدي و لباس القلوب، فذاك حسي يحفظ العورات و التقوى تحفظ القلوب، قال تعالى: {يا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْآتِكُمْ وَرِيشًا} [الأعراف: 26]
وكذلك قوله في صفة نساء الجنة: {فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ} [الرحمن: 70]
فوصفهن بجمال الباطن بحسن الخلق الكامل، وجمال الظاهر بأنهن حسان الوجوه وجميع الظاهر.
وكذلك قوله: {لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى - الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى} [الليل: 15 - 16]
كذب الخبر بقلبه وتولى عن الطاعة بجسده و قلبه.
وكذلك قوله تعالى: {فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ} [الواقعة: 89]
فالروح اسم جامع لنعيم القلب، والريحان اسم جامع لنعيم الأبدان، وجنة نعيم تجمع الأمرين.
و الجمع بين حق الله و عمل العبد، قال تعالى: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} [الفاتحة: 5]
فحق الله على العباد توحيد عبادته، و العبد يستعين بالله في هذه العبادة.
من حسن معانيه بيان أن أحسن الدعاء الذي يجمع بين خيري الدنيا و الآخرة، قال تعالى {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً} [البقرة: 201]
وكذلك قوله: {وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} [البقرة: 277]
من حسن معانيه و إحكامها نفي كل ما يضر العبد من حزن على مكروه ماضي أصابه و من خوف يستقبله.
و قوة تأثير القرآن بسبب كمال ألفاظه و كمال معانيه،تظهر في حدوث التذكرة لمن يؤمن باليوم الآخر، قال تعالى: {فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ} [ق: 45].
و تحدث التذكرة لمن كان قلبه حيًا ، قال الله سبحانه وتعالى: { إن هو إلا ذكر وقرآن مبين لينذر من كان حيّاً }[34]
من قوة تأثيره هدايته للرشد ، قال تعالى: (قل أوحي إليّ أنّه استمع نفر من الجنّ فقالوا إنّا سمعنا قرآناً عجباً، يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحداً }[37] [38]
من قوة تأثيره ما يصيب المؤمنون حقًا حين يسمعونه، من وجل للقلب و زيادة الإيمان، قال الله تعالى: { إنّما المؤمنون الذين إذا ذكر الله وجلت قلوبهم وإذا تليت عليهم آياته زادتهم إيماناً وعلى ربّهم يتوكّلون }[62].
و ما يصيبهم من اطمئنان ، قال تعالى: { الذين آمنوا وتطمئنّ قلوبهم بذكر الله، ألا بذكر الله تطمئنّ القلوب }[66]
و ما يصيب القلوب من وجل يظهر على الجلود قشعريرة حين يستمعون آيات العذاب، فلما تثنى بآيات الجنة و الثواب المقيم، تمتلئ قلوبهم بمحبة الله و رجاء هذا الثواب، فتلين القلوب و الجلود، قال تعالى: { الله نزّل أحسن الحديث كتاباً متشابهاً مثاني تقشعر منه جلود الّذين يخشون ربّهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله، ذلك هدى الله يهدي به من يشاء، ومن يضلل الله فما له من هاد }[78]

السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
أصل الأسباب كلها الإيمان والعمل الصالح،و يندرج تحت هذين السببين أمور كثيرة منها:
1- من أسباب تحصيل كفاية الله للعبد :
-تحقيق العبودية الحقة ظاهرًا و باطنًا، قال تعالى: {أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ} [الزمر: 36]
- التوكل على الله أحسن التوكل: قال تعالى :{وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق: 3]
2- أسباب الرزق؛
- التقوى قال تعالى: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2 - 3]
- الحركة و السعى وقوله: {فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ} [الملك: 15]
3- من أسباب الخروج من كل كرب وضيق وشدة؛
- التقوى قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا
- ، وكذلك قوله:{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ - فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ} [الأنبياء: 87 - 88]
4- أسباب الحصول على جميع المطالب، من فضل الله و إحسانه؛ من جلب المنافع و الخيرات في الدنيا و الآخرة، و دفع المكرهات:
- الدعاء؛ دليله قوله تعالى: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]،
- الدعاء الصادر من قلب مفتقر لله، قال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ} [النمل: 62]
- الدعاء و الإحسان كما في قوله تعالى: {وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 5
- الإحسان( مع الله في عبادته، و مع الخلق ) قال تعالى: {إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ} [الأعراف: 56] وقوله:
{هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ} [الرحمن: 60]
- {وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [البقرة: 195]
- الإنفاق‘ قوله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39]
- الصبر و الصلاة، قال تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ} [البقرة: 4
5- أسباب غفران الذنوب والخطايا:
- التوبة و الإيمان و العمل الصالح: قال تعالى:
• {وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى} [طه: 82]
- عمل الحسنات: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ} [هود: 114]
- التقوى و الصبر، قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90]
6- من أسباب الفوز بالجنة:
- الصبر،على أقدار الله و على الطاعة و عن المعصية، قال تعالى {سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ} [الرعد: 24]، و قال تعالى{أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا} [الفرقان: 75]
- وجعل الله كون العبد طيبا في عقيدته وخلقه وعمله سببا لدخول الجنة، وللبشارة عند الموت، شاهده قوله تعالى: {طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ} [الزمر: 73]
- وقوله: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ} [النحل: 32]
7- أسباب نيل الإمامة في الدين، و نيل المقامات العالية:
- الصبر و اليقين ،قال تعالى: {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ} [السجدة: 24]
- العلم النافع قال تعالى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} [المجادلة: 11]
8- مفاتيح العلم و الهداية:
- حسن السؤال ، قال تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل: 43]
- حسن القصد و الاستماع، قال تعالى {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ وَإِنْ تَسْأَلُوا عَنْهَا حِينَ يُنَزَّلُ الْقُرْآنُ تُبْدَ لَكُمْ} [المائدة: 101]
- التقوى، قال تعالى: {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا} [الأنفال: 29]
- الاتباع قال تعالى: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ} [المائدة: 16]
- الجهاد( للنفس و الأعداء) ، قال تعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت: 69]
9- من أسباب النصر و الفوز على الأعداء؛
- الأخذ بالأسباب و إعداد العدة و أخذ بأسباب القوة، قال تعالى : {وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ} [الأنفال: 60]
- الجهاد: قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ} [التوبة: 14]
{فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا} [النساء: 84]
10- من أسباب دوام النعم و زيادتها، شكرها، قال تعالى:{لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ} [إبراهيم: 7]
11- من أسباب كل عاقبة حميدة و منزلة رفيعة؛
- التقوى، قال تعالى: {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128]
- الصبر و التقوى و الإحسان، قال تعالى: {إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [يوسف: 90]
12- من أساب نيل محبة الله ؛
- متابعة الرسول صلى الله عليه و سلم، قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ} [آل عمران: 31]
- الصبر، قال تعالى: {وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ} [آل عمران: 146]
- الإحسان مع الله و العباد، قال تعالى: {يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ} [آل عمران: 134]
- التقوى، قال تعالى: {يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 76]
- القتال في سبيله، قال تعالى: {يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيَانٌ مَرْصُوصٌ} [الصف: 4]
13- من أسباب السعادة؛ القناعة ، التي من أسبابها نظر نعم الله على العبد و عدم النظر لما في يد الغير، قال تعالى:{قَالَ يا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الأعراف: 144]
14- من أسباب صلاح الأحوال؛ العدل، قال تعالى: {وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ - أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ - وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ} [الرحمن: 7 - 9]
15- من أسباب عصمة العبد من المعاصي و الفتن؛
- ما قام في قلب العبد من إخلاص، قال تعالى: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ} [يوسف: 24]
- التحرز والبعد عن الموبقات المهلكة والحذر من وسائلها طريقا سهلا هينا لتركها، شاهده قوله تعالى: {تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ} [البقرة: 187] [أي محارمه] {فَلَا تَقْرَبُوهَا} [البقرة: 187]
16- من أسباب العصمة من الشيطان؛
- الإيمان و التوكل على الله، قال تعالى:{إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ} [النحل: 99]
- الاستعاذة بالله، قال تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم). وقال تعالى: (وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين وأعوذ بك رب أن يحضرون).
17- وجعل الله مفتاح الإيمان واليقين التفكر في آيات الله المتلوة، وآياته المشهودة، والمقابلة بين الحق والباطل بحسن فهم وقوة بصيرة.
18- من أسباب تيسير عمل العبد بما أمره الله به،العطاء و الكرم و التقوى، و التصديق ، قال تعالى: {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى، وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ، فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى } [الليل: 5 - 10]
19- من أسباب تأليف القلوب؛
- مقابلة المسيء بالإحسان، وحسن الخلق قال تعالى: {وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ} [فصلت: 34]
- الرفق و الرحمة في المعاملة، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]
20- أسباب جني ثمار الدعوة، أن تكون كما جاء في الآية: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} [النحل: 125]

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. التبصرة والتذكرة
والفرق بين التبصرة والتذكرة في مثل قوله: {تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ} [ق: 8]
التبصرة سبب و التذكرة نتيجة، فالتبصرة العلم عن فهم و إدراك و تفكر، ينتج عنه عمل قلبي و عمل بالجوارح، عمل قلبي؛ تصديق و اعتقاد ، يتبعه تسليم و إقرار و اعتراف و عمل بالجوارح، و هذه هي التذكرة.
و التبصرة تحدث للعبد بقدر ما معه من العلوم و الفهم و الذكاء، و بقدرها تكون التذكرة و اليقين في القلب
2. العلم واليقين
العلم: هو الحقيقة التي عليها العلم، و هي ما قام عليها الدليل، و العلوم علمان نافع و غير نافع، النافع الذي نريده هو ما كان فيه زيادة للإيمان مأخوذًا عن نبي الله صلى الله عليه و سلم.
اليقين: هو أخص من العلم، و ذلك من وجوه:
21- وصفه؛ أنه العلم الراسخ الذي لا يدخله ريب و لا شك، و هو درجات:
- علم اليقين: العلم الثابت بالأدلة ( الخبر)
- عين اليقين: العلم الذي يتيقن بالمشاهدة؛ بالعين و البصر.
- حق اليقين:إذا ذاق العبد حقيقة العلم.
2- أثر العلم، اليقين العلم الذي يورث الطمأنينة و السكينة في قلب العبد؛ بالخبر، بذكر الله، بحكم الله و حكمته و سعة علمه، فيصبر و يرضى و يسكن قلبه.

2-الفرق بين الخوف و الخشية: "
الخوف: ما يمنع العبد أن يأتي ما حرم الله.
الخشية: خوف مقرون بمعرفة الله.
و تورث الخشية في القلب الخضوع و الذل لله و المحبة، فيورث ذلك الجوارح الاستسلام .
السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع
. معية الله للعباد على نوعين:
1- المعية العامة، بعلم الله و إحاطته، قال عز و جل:{مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ} [المجادلة: 7] .
يقتضي ذلك كمال علم الله و سعته، فهو السميع العليم، و إذا ما علم العبد ذلك راقب الله في أفعاله و أقواله، أن تكون على ما يحب الله و يرضاه، و سكن و اطمأن أنه لا يغيب عنه شئ، فيتوكل عليه أحسن التوكل.
2- المعية الخاصة،معية خاصة لعباد الله المؤمنين، و هذه المعية كثر ذكرها عن المعية العامة،و جاء ذكرها مقرونة بصفات خاصة يحبها الله:
- التقوى: {وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} [البقرة: 194]
- أهل الإحسان،( مع المحسنين)
- أهل الصبر،(مع الصابرين.)
- و من ذلك معيته للنبي صلى الله عليه و سلم و صاحبه الصديق ، قال تعالى: {لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا} [التوبة: 40]
- و معيته لموسى عليه السلام و هارون أخوه، قال تعالى: {قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى} [طه: 46]
و معية الله لأوليائه معية تقتضي النصرة و المعونة و التوفيق و السداد في الأمر، و إذا قيد أمر بصفة كان الأمر بقدر ما كان للعبد من اتصاف بالصفة، كلما حقق منها كلما كانت النصرة و التأييد.
ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
الطغيان هو تجاوز الحد و في حق الله هو تجاوز الحد في المعصية و مبارزة الله بها، و في حق العباد ظلمهم بجميع الطرق.
و سبب الطغيان جحود نعم الله و جهل بالله عز و جل، و من صوره ؛ طغيان الملك و السلطة و المال و الأولاد و النسب و العلم.
1- من أمثلة من بغى بملكه ؛لملك الذي حاجه إبراهيم؛قال تعالى:{أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ} [البقرة: 258]
و كذلك فرعون حيث قال : {أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ} [الزخرف/51]، ثم جاوز الحد في الطغيان حتى قال: {أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى} [النازعات/24].
2- من أمثلة من كانت القوة سبب لطغيانهم؛ عاد قوم هود حيث قالوا: {مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً} [فصلت/15].
3- ومن أمثلة من تطغيهم أموالهم وسلفهم قارون الذي قال: {إِنَّمَا أُوتِيتُهُ عَلَى عِلْمٍ عِنْدِي} [القصص/78]، ثم لم يلبث أن اختال بما أوتيه من مال {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ} [القصص/79].
من أسباب طغيان العبد المؤمن؛ضعف الإيمان في قلبه والتقوى و ضعف شعوره بفقره وحاجته إلى الله. يقول - تعالى -: (كَلاَّ إنَّ الإنسَانَ لَيَطْغَى 6أَن رَّآهُ اسْتَغْنَى)، فيرى في ما أنعم الله عليه كفايته عن ربه، اغترارًا و جهلًا، فيستغنى عن ربه، فيطغى بما أنعم الله عليه، من مال أو ولد، أو علم.
و صورة طغيان العلم ما قاله وهب بن منبه: إن للعلم طغياناً كطغيان المال، وهذا إن ترفع به صاحبه على من دونه ولم يزكه بالعمل به، أو إن دفعه علمه للتحايل على شرع الله وتتبع الرخص.
أما الطغيان في العبادة فمن العُبَّاد من يرى لنفسه فضلاً على من هم دونه فيها ولا يراهم إلا مقصرين وكسالى ،ومن العُبَّاد من يحسب أنه هو الناجي وحده وكل الناس هلكى، وفي الحديث "إذا قال الرجل هلك الناس فهو أهلكهم.
وأما الطغيان بالنسب فالتطاول به على الناس من أمور الجاهلية التي وأخبرعنها عليه الصلاة والسلام فقال: "يا أيها الناس إن الله قد أذهب عنكم عبيةالجاهلية وتعاظمها بآبائها، فالناس رجلان؛ بر تقي كريم على الله، وفاجر شقي هين على الله، والناس بنو آدم وخلق الله آدم من تراب قال الله {يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم إن الله عليم خبير}".
جزاء الطغيان:
1- لما كان الطغيان لهم ديدن كان العقاب لهم أن يمدهم فيه، وذلك كما في قوله - تعالى -: {وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} [البقرة: 51].
2- الجزاء من جنس العمل؛ فلما كان الطغيان علواً في الأرض بغير الحق كانت عاقبته الذلة والهوان:
- فرعون الذي غره ملكه وادعى أنه الرب الأعلى فقد سلبه الله ملكه وغرق في الماء الذي كان يفتخر به يجري من تحت قصره.
- عاد الذين غرتهم قوتهم فقد أرسل عليهم جنداً من جنده، قال الله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ لِنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الْآَخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لَا يُنْصَرُونَ} [فصلت/16].
- قارون الذي اختال على الناس بكنوزه وأمواله وعلا بها عليهم فقد جعله الله عز وجل أسفل سافلين، قال الله: {فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الْأَرْضَ} [القصص/81] هذا في الدنيا.
3- أما في الآخرة :
- فقد قال الله سبحانه وتعالى: {فَأَمَّا مَنْ طَغَى (37) وَآَثَرَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا (38) فَإِنَّ الْجَحِيمَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات/37-39].
- قال - سبحانه -: {هَذَا وَإنَّ لِلطَّاغِينَ لَشَرَّ مَآبٍ} [ص: 55].
السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
ورد في القرآن آيات عامة عطف عليه بعض أفرادها الداخلة فيها، مثال ذلك:
{مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة: 98]
هنا ذكر الملائكة و الرسل ثم خص منهم جبيرل و ميكائيل
{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا} [القدر: 4] .
ذكر الملائكة ثم خص منهم جبريل بالذكر
{حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى} [البقرة: 238]
ذكر الصلاوات كلهاثم خص الصلاة الوسطى بالذكر.
{وَالَّذِينَ يُمَسِّكُونَ بِالْكِتَابِ} [الأعراف: 170] دخل فيه الدين كله ثم قال: {وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ} [الأعراف: 170]
ذكر ما يقوم به الدين كله ثم خص القيام بالصلاة .
و هذا العطف بمخصوص يدخل في العام يدل على فضيلة المذكور و شرفه، و أن له مكانة أعلى من باقي ما يدخل في العام.

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.
يبين ما تشابه هنا قوله تعالى:
{إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ - وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ} [يونس: 96 - 97]
هذه الآية تبين أن من حق عليه العذاب و تأكد هو من كان معاندًا للحق لا يقبل الهداية، طبع على قلوبهم بكفرهم و إعراضهم عن الحق فلا يجد الهدى سبيلًا لقلوبهم، صار الضلال و الظلم و الكفر و الطغيان و الفسق ملازم لهم ، و السبب أنهم أعرضوا أولًا و عاندوا، رأوا سبيل الهدى فحادوا عنه إلى سبيل الضلال، استحبوا الضلال على الهدى، راغبين في الدنيا عن الآخرة..
2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
مثال ذلك قوله: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا} [النساء: 93]
{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ} [النساء: 14]
{بَلَى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 81]
1- يرد المتشابه إلى المحكم، و هو أنه من قام في قلبه إيمان فهو لا يخلد في النار و هو من المعلوم بالضرورة من دين الإسلام، فتكون هذه أسباب للخلود في النار بذاتها، مالم يقم مانع لذلك و هو الإيمان في القلب
2- أن الخطيئة المراد بها الكفر؛ لأن قوله: {وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ} [البقرة: 81] دليل على ذلك؛ لأن المعاصي التي دون الكفر لا تحيط بصاحبها، بل لا بد أن يكون معه إيمان يمنع من إحاطتها.
3- المعاصي يدخل فيها الكفر في قوله تعالى :{وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا} [النساء: 14]
السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}
{وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ} [الأعراف: 31]
هذه الآيات من الآيات الجامعة ففيها أمر بما ينفع الدين و العقل و البدن و نهي عن ضده بألفاظ بسيطة، بليغة، فأمر بما هو فيه صالح الإنسان من أكل و شرب ،و الأمر هنا للوجوب فلا يحل شرعًا ترك الأكل و الشرب، و لا عقًلا لأن بهما تقوم حياة الإنسان، و الأصل في الأكل و الشرب الحل إلا ما خصه الله بالحرمة مما لا ينفع الإنسان، و استحضار أن الأكل ليس عادة بل هو طاعة لأمر لله مما يجلب الحسنات للعبد، فبذلك تكون عبادة و ليس عادة.
و الأكل و الشرب لم يحدد نوعه و لا وصفه، و يتبين ذلك من نهيه عن الإسراف و تجاوز الحد، فتضمن هذا النهي أمران، نهي عن تجاوز الحد و تضييع الأموال في المأكل و المشرب، و هذا مما بينه ما روي عن أَبي كَريمَةَ المِقْدامِ بن مَعْدِيكَرِب قالَ: سمِعتُ رَسُولَ اللَّه ﷺ يقولُ: مَا ملأَ آدمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطنٍ، بِحَسْبِ ابنِ آدمَ أُكُلاتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فإِنْ كَانَ لا مَحالَةَ فَثلُثٌ لطَعَامِهِ، وثُلُثٌ لِشرابِهِ، وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ
و يتضمن أيضًا أن لا يكلف الإنسان نفسه فق طاقته ليجلب خير ما وجد من مأكل و مشرب، و لكن يكون بحسب ما يتيسر للعبد حسب قدرته؛ غناه و فقره،
و في الإسراف في المأكل و المشرب سوء يصيب العبد، أوله ؛ أنه يعصي الله و رسوله ، لذا يلزم منه توبة عن ذلك عن فعل.
و من السوء أن الإسراف فيه دلالة على سفه العقل، و سوء التدبير، و فيه تضييع أمانة المال التي أمنها الله عليها.
و فضول المأكل و المشرب مما يملأ البطن و يثقل النفس و القلب عن الطاعات، فيكسل العبد عن الصلاة و عن ذكر الله، و يكثر نومه، و يكون صيدًا لنفسه الأمارة بالسوء محبة الكسل، و للشيطان الذي يجره بعد ترك الواجب لعمل المعاصي.
و الإسراف في أي شيء مظنة الإفلاس، فمن كان صرفه في وجه لا يحتاجه، كان ذلك نوع من عدم شكر النعمة ، فيحرمها، و يكون ذلك سببًا لفقر ماله بعد فقر نفسه، قال تعالى: {وَلَا تَبْسُطْهَا كُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُومًا مَحْسُورًا} [الإسراء: 29]
و تذييل الآية بالنهي عن الإسراف بأن الله لا يحبه، اثبات لصفة المحبة لله، و مزيد حث للتعرض لمحبة الله بترك الإسراف ، و عمل ما يحبه الله من القصد و التوسط في كل الأمور و يدخل فيها دخولًا أوليًا الأكل و الشرب.
أحسنت نفع الله بك
أ+

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 19 ذو القعدة 1443هـ/18-06-2022م, 06:42 PM
منى حامد منى حامد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 705
افتراضي

الإجابة:
المجموعة الأولى:
السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.
الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره،
كمال القرآن في علومه:
قال تعالى:" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا "، فأخبر الله عز وجل أنه أكمل الدين وبين في القرآن علوم الأصول وعلوم الفروع والأحكام، وعلوم الأخلاق والآداب، وعلوم الكون، فكل ما يحتاجه الخلق من وسائل ومقاصد إلى قيام الساعة مبين في القرآن الكريم، وقال تعالى:" إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ “، فالقرآن هو الطريق إلى الهداية إلى الصراط المستقيم والفوز المبين.
كمال القرآن في ألفاظه ومعانيه:
القرآن بلغ غاية الحسن في ألفاظه ومعانيه،فألفاظه أوضح الألفاظ وأبلغها وأحسنها تفسيرا لكل ما تفسره من الحقائق، بوضوحها وأحكامها وقوامها، ومعانيه كلها حق.
كمال القرآن في أحكامه:
قال تعالى:" وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ "، فأحكامه كلها عدل، وأوامره ونواهيه هي أحسن الأحكام وأنفعها للعباد على الإطلاق، وذلك أنها منزلة من عند الله العليم الحكيم،الذي أحسن كل شيء خلقه.
كمال القرآن في أساليبه البلاغية:
بلغت بلاغة القرآن أكمل ما يكون في البيان والجمال، ومنها:
جمعه بين المتقابلات العامة، مثل البر والتقوى والإثم والعدوان، قال تعالى:" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىَ ولَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ “، فإن البر اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد والأخلاق والأعمال، والتقوى اسم جامع لما يجب اتقاؤه من جميع المآثم والمضار، والإثم المعاصي المتعلقة بحقوق الله، والعدوان البغي على الخلق في الدماء والأموال والأعراض والحقوق.
ومنها قوله تعالى: " وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ "، حيث ذكر الله عز وجل السير الحسي ذكر السير المعنوي.
ومنها قوله تعالى: " لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى - الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى "، أي كذب الخبر وتولى عن الطاعة والتكذيب يكون لانحراف الباطن، والتولي يكون لانحراف الظاهر، ونظيره قوله تعالى: " إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ".
ومنها قوله تعالى: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "، فجمع للمؤمن العامل للصالحات بين طيب الحياة في الدنيا والآخرة، ونظيره قوله تعالى: " رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ".
ومنها ضرب الأمثال قال الله تعالى:" كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا "، فضرب الأمثال في القرآن طريقا عظيما من طرق التعليم الذي تتبين وتتوضح به المطالب العالية والعقائد الصحيحة والفاسدة، كما مثل كلمة التوحيد والعقيدة الحقة الصحيحة.
ففي أساليب القرآن من ذكر الشيء وضده والأشياء بالضد تعرف، وفي ذكر المعنى بأساليب مختلفة ولما لها من نظائر وضرب الأمثال من قوة في التأثير والبيان والإيضاح.
والله أعلم

السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية أصلها كلها الإيمان والعمل الصالح، ومنها:
- حسن التوكل على الله، والقيام بالعبودية لله تعالى وحده، قال تعالى:" وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ "، " أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ".
- التقوى سبب لكل خير في الدنيا والآخرة، قال تعالى:" وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ".
- ذكر الله في الرخاء سبب للنجاة في الضيق، كما جاء في قصة يونس عليه السلام، قال تعالى:" وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ - فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ".
- الدعاء والطمع في فضل الله تعالى سبب لحصول المطلوب ودفع المرهوب، قال تعالى:" وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ".
- الإحسان في عبادة الخالق والإحسان لمخلوقين، قال تعالى:" وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ".
- التوبة والاستغفار، قال تعالى:" وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ".
- الاستعانة بالصبر والصلاة على جلب المنافع ودفع المضار، قال تعالى:" إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ "،" وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ".
- الصبر واليقين تنال بهما أعلى المقامات، وهي الإمامة في الدين، قال تعالى:"وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ".
- العلم النافع والسؤال، قال تعالى:" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ".
- الاستعداد للأعداء بكل مستطاع من القوة، وأخذ الحَذر منهم سببا لحصول النصر والسلامة من شرورهم، قال تعالى: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ"، "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ".
- الشكر واستشعار النعم سببا لزيادتها، قال تعالى:" لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ".
- متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم سببا لمحبة الله عز وجل للعبد، قال تعالى:" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ".
- العدل في الأمور كلها سببا لصلاح الأحوال، وضده سببا لفسادها واختلافها، قال تعالى:" وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ".
- الإخلاص لله تعالى سبب لصرف السوء والشرور، قال تعالى:" كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ".
- التوكل على الله مع الإيمان حماية للإنسان من مكايد الشيطان، قال تعالى:" إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ".
- التفكر في آيات الله عز وجل الطريق للإيمان واليقين وأن يكون من أولي الألباب، قال تعالى:" كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ".
- القيام بأمور الدين سببا لتيسير الأمور، وعدم القيام بها سببا للتعسير، قال تعالى:"فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى - وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى - وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى - وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى".
- العلم النافع للرفعة في الدنيا والآخرة، قال تعالى:"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ".
- العبد الطيب عقيدة وخلقا وعملا سبب للبشارة عند الموت، قال تعالى:" طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ "، " الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ".
- العفو والمسامحة من عزائم الأمور، قال تعالى:" وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ".
- الإنفاق في سبيل الله من الأعمال التي يضاعفها الله لعبده، قال تعالى:" وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ".
- عدم تعدي حدود الله، قال تعالى:" تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ".
- الدعوة بالتي هي أحسن، قال تعالى:" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ".
والله أعلم

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1.
التبصرة والتذكرة
قال تعالى:" تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ "، التبصرة هو العلم بالشيء والعمل به حتى إذا صار راسخا فيتذكره العبد عندما يحتاجه فيعمل به.
إذن التبصرة هي العلم بالشيء والتبصر فيه، والتذكرة هي العمل بالعلم اعتقادا وعملا، مثال ذلك إذا تفكر العبد في آيات الله عز وجل أدرك ما تفكر فيه ، فعرفه وفهمه، فهذه هي التبصرة، فإذا علمه عمل به، وهذه هي التذكرة.

2.
العلم واليقين
العلم هو تصور المعلومات على ما هي عليه، ويكون قائم على الدليل، والعلم النافع هو ما أخذ من الرسول صلى الله عليه وسلم.
اليقين أخص من العلم بأمرين:
أحدهما: أنه العلم الراسخ القوي الذي ليس عرضة للريب والشك والموانع
الأمر الثاني: أن اليقين هو العلم الذي يحمل صاحبه على الطمأنينة بخبر الله، والطمأنينة بذكر الله، والصبر على المكاره، والقوة في أمر الله بفعل الطاعات واجتناب النواهي، ودرجات اليقين هي:
- علم يقين إذا ثبت بالخبر،
- عين يقين إذا شاهدته العين والبصر، ولهذا يقال: ليس الخبر كالمعاينة،
- حق يقين إذا ذاقه العبد وتحقق به.
3. الخوف والخشية
الخوف يمنع العبد عن محارم الله، وتشاركه الخشية في ذلك وتزيد أن خوفه مقرون بمعرفة الله، أي أن الخشية هي خوف مع معرفة عظمة وقدر من يخافه، فهي خوف عن علم.

والله أعلم

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.
أنواع المعية:
1- المعية العامة، وهي معية الله تعالى لعباده بالعلم والإحاطة ، قال تعالى:" مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ ".
2- المعية الخاصة، وهي أكثر ورودا في القرآن، وعلامتها أن يقرنها الله بالاتصاف بالأوصاف التي يحبها، والأعمال التي يرتضيها مثل قوله تعالى:
"وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"، " لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا "، وهذه المعية تقتضي العناية من الله والنصر والتأييد لعباده كل على قدر عمله.

ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
أسباب الطغيان:
- الرئاسة والسلطان والقوة.
- المال.
وهذا الطغيان يورث صاحبهما الكبر والبطر والبغي على الحق وعلى الخلق، قال تعالى: " إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى - أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ".
وعاقبة هذا الطغيان والتجاوز عن الحد الخسار في الآخرة والعذاب.
والله أعلم

السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
أمثلة لعطف الخاص على العام من القرآن:
" مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ "، " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى "، " اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ".
فائدة عطف الخاص على العام بيان شرف وقدر هذا الخاص، وفضيلته وأهميته لما فيه من الأجر العظيم والثواب الجزيل.
والله أعلم

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1.
أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.
هؤلاء القوم الذين قال الله تعالى في كتابه عنهم أنه "لا يهدي القوم الظالمين"، و"لا يهدي القوم الفاسقين"، الله يعلم أنهم لا يصلحون للهداية، بحيث صار الظلم والفسق وصفا لهم، ملازما غير قابل للزوال، قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ - وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ "، فهؤلاء يطبع الله على قلوبهم لعنادهم وكبرهم ورفضهم الحق واتباعهم الغي ورفقتهم للشيطان في كل أحوالهم.
أما من كان هناك شعاع من الأمل في هدايته فباب التوبة مفتوح كما أخبر الله عز وجل في كتابه.
والله أعلم
2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.

ورد في القرآن عدة آيات فيها ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر مثال قوله تعالى:" وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا "، وورد نصوص في الكتاب والسنة تدل على مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
يكون الجمع بينها بأنه لا يخلد في النار إلا الكفار، ولكن المؤمنون مهما عملوا من معاصي التي هي ليست كفر فإنه إذا دخلوا النار فسيخرجون منها ، واتفق السلف على تأويلها وردها إلى هذا الأصل المجمع عليه بين سلف الأمة، وأحسن ما يقال فيها إن ذكر الخلود على بعض الذنوب التي دون الشرك والكفر أنها من باب ذكر السبب، وأنها سبب للخلود في النار لشناعتها، وأنها بذاتها توجب الخلود إذا لم يمنع من الخلود مانع، ومعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن الإيمان مانع من الخلود.
وفي قوله تعالى:" وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ "، فإن المعاصي التي دون الكفر لا تحيط بصاحبها.
وقوله تعالى:" وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا "، فإن المعصية تطلق على الكفر وعلى الكبائر وعلى الصغائر، فيكون الخلود للكافر، وصاحب الكبائر يمنعه إيمانه من الخلود في النار.
والله أعلم

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}
تفسير قوله تعالى:"وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ "، جمع الله في هذه الآية المنافع العظيمة في البدن والصحة والعافية والدين،والآية ساقها الله لإرشاد العباد إلى منافعهم.
"وَكُلُوا وَاشْرَبُوا"، الأمر بالأكل والشرب يدل على الوجوب، وأن العبد لا يحل له ترك ذلك شرعا، وأن الأصل في جميع المأكولات والمشروبات الإباحة، إلا ما نص الشارع على تحريمه لضرره، وإذا كانت نية العبد الانقياد لله تعالى مخلصا له العمل كان الأكل والشرب عبادة.
"وَلَا تُسْرِفُوا"، وأصل صحة البدن تدبير الغذاء بأن يأكل ويشرب ما ينفعه، ويوافق لغناه وفقره، ويقيم صحته وقوته، فيقتصد في مأكله ومشربه لأن الله نهى عن الإسراف، لأن فيه الضرر على العقل في التفكير والبدن فأصابته الأمراض والمال في كثرة النفقات وصرفه على العلاج، وتبعا لذلك يضر دينه.
"إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" ، إذن الله يحب المقتصدين، وفي هذه الآية إثبات صفة المحبة لله عز وجل، وفيها الحث على الاقتصاد والتوسط وذم للمسرفين.
والله أعلم


جزاكم الله خير ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 19 ذو القعدة 1443هـ/18-06-2022م, 10:37 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منى حامد مشاهدة المشاركة
الإجابة:
المجموعة الأولى:
السؤال الأول: بيّن الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره.
الدلائل على كمال القرآن وحسن أسلوبه وقوّة تأثيره،
كمال القرآن في علومه:
قال تعالى:" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا "، فأخبر الله عز وجل أنه أكمل الدين وبين في القرآن علوم الأصول وعلوم الفروع والأحكام، وعلوم الأخلاق والآداب، وعلوم الكون، فكل ما يحتاجه الخلق من وسائل ومقاصد إلى قيام الساعة مبين في القرآن الكريم، وقال تعالى:" إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ “، فالقرآن هو الطريق إلى الهداية إلى الصراط المستقيم والفوز المبين.
كمال القرآن في ألفاظه ومعانيه:
القرآن بلغ غاية الحسن في ألفاظه ومعانيه،فألفاظه أوضح الألفاظ وأبلغها وأحسنها تفسيرا لكل ما تفسره من الحقائق، بوضوحها وأحكامها وقوامها، ومعانيه كلها حق.
كمال القرآن في أحكامه:
قال تعالى:" وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ "، فأحكامه كلها عدل، وأوامره ونواهيه هي أحسن الأحكام وأنفعها للعباد على الإطلاق، وذلك أنها منزلة من عند الله العليم الحكيم،الذي أحسن كل شيء خلقه.
كمال القرآن في أساليبه البلاغية:
بلغت بلاغة القرآن أكمل ما يكون في البيان والجمال، ومنها:
جمعه بين المتقابلات العامة، مثل البر والتقوى والإثم والعدوان، قال تعالى:" وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىَ ولَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ “، فإن البر اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من العقائد والأخلاق والأعمال، والتقوى اسم جامع لما يجب اتقاؤه من جميع المآثم والمضار، والإثم المعاصي المتعلقة بحقوق الله، والعدوان البغي على الخلق في الدماء والأموال والأعراض والحقوق.
ومنها قوله تعالى: " وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ "، حيث ذكر الله عز وجل السير الحسي ذكر السير المعنوي.
ومنها قوله تعالى: " لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى - الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى "، أي كذب الخبر وتولى عن الطاعة والتكذيب يكون لانحراف الباطن، والتولي يكون لانحراف الظاهر، ونظيره قوله تعالى: " إِنَّا قَدْ أُوحِيَ إِلَيْنَا أَنَّ الْعَذَابَ عَلَى مَنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ".
ومنها قوله تعالى: " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ "، فجمع للمؤمن العامل للصالحات بين طيب الحياة في الدنيا والآخرة، ونظيره قوله تعالى: " رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً ".
ومنها ضرب الأمثال قال الله تعالى:" كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا "، فضرب الأمثال في القرآن طريقا عظيما من طرق التعليم الذي تتبين وتتوضح به المطالب العالية والعقائد الصحيحة والفاسدة، كما مثل كلمة التوحيد والعقيدة الحقة الصحيحة.
ففي أساليب القرآن من ذكر الشيء وضده والأشياء بالضد تعرف، وفي ذكر المعنى بأساليب مختلفة ولما لها من نظائر وضرب الأمثال من قوة في التأثير والبيان والإيضاح.
والله أعلم

السؤال الثاني: بيّن بإيجاز الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية.
الأسباب الموصلة إلى المطالب العالية أصلها كلها الإيمان والعمل الصالح، ومنها:
- حسن التوكل على الله، والقيام بالعبودية لله تعالى وحده، قال تعالى:" وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ "، " أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ ".
- التقوى سبب لكل خير في الدنيا والآخرة، قال تعالى:" وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا - وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ".
- ذكر الله في الرخاء سبب للنجاة في الضيق، كما جاء في قصة يونس عليه السلام، قال تعالى:" وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ - فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ".
- الدعاء والطمع في فضل الله تعالى سبب لحصول المطلوب ودفع المرهوب، قال تعالى:" وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ".
- الإحسان في عبادة الخالق والإحسان لمخلوقين، قال تعالى:" وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ".
- التوبة والاستغفار، قال تعالى:" وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى ".
- الاستعانة بالصبر والصلاة على جلب المنافع ودفع المضار، قال تعالى:" إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ "،" وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ ".
- الصبر واليقين تنال بهما أعلى المقامات، وهي الإمامة في الدين، قال تعالى:"وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ".
- العلم النافع والسؤال، قال تعالى:" فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ".
- الاستعداد للأعداء بكل مستطاع من القوة، وأخذ الحَذر منهم سببا لحصول النصر والسلامة من شرورهم، قال تعالى: "يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ"، "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ".
- الشكر واستشعار النعم سببا لزيادتها، قال تعالى:" لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ".
- متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم سببا لمحبة الله عز وجل للعبد، قال تعالى:" قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ".
- العدل في الأمور كلها سببا لصلاح الأحوال، وضده سببا لفسادها واختلافها، قال تعالى:" وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ ".
- الإخلاص لله تعالى سبب لصرف السوء والشرور، قال تعالى:" كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ".
- التوكل على الله مع الإيمان حماية للإنسان من مكايد الشيطان، قال تعالى:" إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ".
- التفكر في آيات الله عز وجل الطريق للإيمان واليقين وأن يكون من أولي الألباب، قال تعالى:" كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ ".
- القيام بأمور الدين سببا لتيسير الأمور، وعدم القيام بها سببا للتعسير، قال تعالى:"فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى - وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى - وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى - وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى - فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى".
- العلم النافع للرفعة في الدنيا والآخرة، قال تعالى:"يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ".
- العبد الطيب عقيدة وخلقا وعملا سبب للبشارة عند الموت، قال تعالى:" طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ "، " الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ ".
- العفو والمسامحة من عزائم الأمور، قال تعالى:" وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ".
- الإنفاق في سبيل الله من الأعمال التي يضاعفها الله لعبده، قال تعالى:" وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ".
- عدم تعدي حدود الله، قال تعالى:" تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ".
- الدعوة بالتي هي أحسن، قال تعالى:" ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ".
والله أعلم

السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1.
التبصرة والتذكرة
قال تعالى:" تَبْصِرَةً وَذِكْرَى لِكُلِّ عَبْدٍ مُنِيبٍ "، التبصرة هو العلم بالشيء والعمل به حتى إذا صار راسخا فيتذكره العبد عندما يحتاجه فيعمل به.
إذن التبصرة هي العلم بالشيء والتبصر فيه، والتذكرة هي العمل بالعلم اعتقادا وعملا، مثال ذلك إذا تفكر العبد في آيات الله عز وجل أدرك ما تفكر فيه ، فعرفه وفهمه، فهذه هي التبصرة، فإذا علمه عمل به، وهذه هي التذكرة.

2.
العلم واليقين
العلم هو تصور المعلومات على ما هي عليه، ويكون قائم على الدليل، والعلم النافع هو ما أخذ من الرسول صلى الله عليه وسلم.
اليقين أخص من العلم بأمرين:
أحدهما: أنه العلم الراسخ القوي الذي ليس عرضة للريب والشك والموانع
الأمر الثاني: أن اليقين هو العلم الذي يحمل صاحبه على الطمأنينة بخبر الله، والطمأنينة بذكر الله، والصبر على المكاره، والقوة في أمر الله بفعل الطاعات واجتناب النواهي، ودرجات اليقين هي:
- علم يقين إذا ثبت بالخبر،
- عين يقين إذا شاهدته العين والبصر، ولهذا يقال: ليس الخبر كالمعاينة،
- حق يقين إذا ذاقه العبد وتحقق به.
3. الخوف والخشية
الخوف يمنع العبد عن محارم الله، وتشاركه الخشية في ذلك وتزيد أن خوفه مقرون بمعرفة الله، أي أن الخشية هي خوف مع معرفة عظمة وقدر من يخافه، فهي خوف عن علم.

والله أعلم

السؤال الرابع: أجب عما يلي:
أ- بيّن أنواع المعية وما يقتضيه كل نوع.
أنواع المعية:
1- المعية العامة، وهي معية الله تعالى لعباده بالعلم والإحاطة ، قال تعالى:" مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ ".
2- المعية الخاصة، وهي أكثر ورودا في القرآن، وعلامتها أن يقرنها الله بالاتصاف بالأوصاف التي يحبها، والأعمال التي يرتضيها مثل قوله تعالى:
"وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ"، " لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا "، وهذه المعية تقتضي العناية من الله والنصر والتأييد لعباده كل على قدر عمله.

ب- ما هي أسباب الطغيان وما عاقبته؟
أسباب الطغيان:
- الرئاسة والسلطان والقوة.
- المال.
وهذا الطغيان يورث صاحبهما الكبر والبطر والبغي على الحق وعلى الخلق، قال تعالى: " إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى - أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى ".
وعاقبة هذا الطغيان والتجاوز عن الحد الخسار في الآخرة والعذاب.
والله أعلم

السؤال الخامس مثّل لعطف الخاص على العام، وبيّن فائدته.
أمثلة لعطف الخاص على العام من القرآن:
" مَنْ كَانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكَالَ فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ "، " حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى "، " اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ".
فائدة عطف الخاص على العام بيان شرف وقدر هذا الخاص، وفضيلته وأهميته لما فيه من الأجر العظيم والثواب الجزيل.
والله أعلم

السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1.
أخبر الله في عدة آيات بهدايته الكفار على اختلاف مللهم ونحلهم، وتوبته على كل مجرم، وأخبر في آيات أُخر أنه لا يهدي القوم الظالمين، ولا يهدي القوم الفاسقين.
هؤلاء القوم الذين قال الله تعالى في كتابه عنهم أنه "لا يهدي القوم الظالمين"، و"لا يهدي القوم الفاسقين"، الله يعلم أنهم لا يصلحون للهداية، بحيث صار الظلم والفسق وصفا لهم، ملازما غير قابل للزوال، قال تعالى:" إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ - وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ "، فهؤلاء يطبع الله على قلوبهم لعنادهم وكبرهم ورفضهم الحق واتباعهم الغي ورفقتهم للشيطان في كل أحوالهم.
أما من كان هناك شعاع من الأمل في هدايته فباب التوبة مفتوح كما أخبر الله عز وجل في كتابه.
والله أعلم
2. ورد في آيات من القرآن ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر وقد تقرر في نصوص أخرى أنَّ كلَّ مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.

ورد في القرآن عدة آيات فيها ذكر الخلود في النار على ذنوب وكبائر ليست بكفر مثال قوله تعالى:" وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا "، وورد نصوص في الكتاب والسنة تدل على مسلم يموت على الإسلام موعود بدخول الجنة.
يكون الجمع بينها بأنه لا يخلد في النار إلا الكفار، ولكن المؤمنون مهما عملوا من معاصي التي هي ليست كفر فإنه إذا دخلوا النار فسيخرجون منها ، واتفق السلف على تأويلها وردها إلى هذا الأصل المجمع عليه بين سلف الأمة، وأحسن ما يقال فيها إن ذكر الخلود على بعض الذنوب التي دون الشرك والكفر أنها من باب ذكر السبب، وأنها سبب للخلود في النار لشناعتها، وأنها بذاتها توجب الخلود إذا لم يمنع من الخلود مانع، ومعلوم بالضرورة من دين الإسلام أن الإيمان مانع من الخلود.
وفي قوله تعالى:" وَأَحَاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ "، فإن المعاصي التي دون الكفر لا تحيط بصاحبها.
وقوله تعالى:" وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا "، فإن المعصية تطلق على الكفر وعلى الكبائر وعلى الصغائر، فيكون الخلود للكافر، وصاحب الكبائر يمنعه إيمانه من الخلود في النار.
والله أعلم

السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}
تفسير قوله تعالى:"وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ "، جمع الله في هذه الآية المنافع العظيمة في البدن والصحة والعافية والدين،والآية ساقها الله لإرشاد العباد إلى منافعهم.
"وَكُلُوا وَاشْرَبُوا"، الأمر بالأكل والشرب يدل على الوجوب، وأن العبد لا يحل له ترك ذلك شرعا، وأن الأصل في جميع المأكولات والمشروبات الإباحة، إلا ما نص الشارع على تحريمه لضرره، وإذا كانت نية العبد الانقياد لله تعالى مخلصا له العمل كان الأكل والشرب عبادة.
"وَلَا تُسْرِفُوا"، وأصل صحة البدن تدبير الغذاء بأن يأكل ويشرب ما ينفعه، ويوافق لغناه وفقره، ويقيم صحته وقوته، فيقتصد في مأكله ومشربه لأن الله نهى عن الإسراف، لأن فيه الضرر على العقل في التفكير والبدن فأصابته الأمراض والمال في كثرة النفقات وصرفه على العلاج، وتبعا لذلك يضر دينه.
"إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" ، إذن الله يحب المقتصدين، وفي هذه الآية إثبات صفة المحبة لله عز وجل، وفيها الحث على الاقتصاد والتوسط وذم للمسرفين.
والله أعلم


جزاكم الله خير ونفع بكم
أحسنت نفع الله بك

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 19 ذو القعدة 1443هـ/18-06-2022م, 10:39 PM
جوري المؤذن جوري المؤذن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 215
افتراضي


المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
بين الله -سبحانه- أنواع قلوب العباد في آيات عديدة في كتابه الكريم ، وهي كما يلي :
1- القلب الصحيح السليم ، وهو القلب الذي سلم من الشرك والشك ومحبة الشر والإصرار على البدعة والذنوب ، و يلزم من سلامته مما ذكر اتصافه بأضدادها من الإخلاص و العلم واليقين محبة الخير وتزيينه في قلبه و أن تكون إرادته و محبته تابعة لمحبة الله وهواه تابعاً لما جاء عن الله ، فهو قلب ليّن يلين عند سماع الحق و ينقاد إليه ، وهذا النوع من القلوب ما ذكره -سبحانه- في قوله الكريم :" إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ " [الشعراء:89] .
2- القلب المريض ، وهو القلب الذي يكون فيه انحراف في العلم أو العمل أو كليهما .
3- القلب القاسي ، وهو القلب الذي لا يلين عند سماع الحق ولا يتأثر به ، و لو عرف الحق فإنه لا يلين للانقياد إليه و تطبيقه ، فهذا القلب قاسٍ لا ينفذ إليه الخير ، و هو ما ذكره -سبحانه- في قوله الكريم :" ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ " [البقرة:74] . فالقسوة من أمراض القلوب ، فكل قلب قاسٍ فهو مريض .
و أنواع أمراض القلوب كما يلي :
1- القلب المريض بالشبهات ، مثل المنافقين فإن قلوبهم مريضة بالشكوك و الاضطراب ، كما قال -تعالى- :" فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ " [البقرة:10] .
2- القلب المريض بالشهوات ، و هو قلب مريض يميل إلى المعاصي مستعدّ للوقوع فيها فلا يتحمل و لا يصبر على أدنى سبب يوجد يدعوه إلى الحرام ، و هو ما ذكره -تعالى- في قوله الكريم :" فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ " [الأحزاب:32] .
أما أسباب صحة القلوب فعلى العبد أن يعلم أن أساس القلب الصحيح الإيمان بالله وإذا أراد صحة قلبه فليجتهد في عدة أمور ، منها :
1- أن يغمر قلبه بمحبة الله -وحده- ويصدق في ذلك ، و مما يعينه على ذلك : قراءة القرآن بتدبر ، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والقربات النافعة ، ودوام ذكر الله و الإكثار منه .
2- الإخلاص لله -تعالى- في العبادات والأقوال والأفعال .
3- مراقبة النفس ومحاسبتها والرجوع إلى الله .
4- تعلم العلم الشرعي النافع المقرب من الله .
5- تقوى الله في السر و العلن .
6- كثرة الدعاء والالتجاء إلى الله .


السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
خلق الله -تعالى- الناس مختلفين ليسخرهم لبعض البعض و ليصبروا على هذا الاختلاف ، و يدربوا أنفسهم على التعامل مع النفوس المختلفة وطرق استمالتها نحو الخير ، فالناس في مواقفهم في الدعوة ثلاثة أقسام و كل قسم له طريقة تعامل تناسبه ، وهي كالتالي :
1- قسم ينقاد ويرغب في الخير وعلى استعداد تام لفعل ما يؤمر به و ترك ما يُنهى عنه و تطلّع نفسه إلى اعتناق العقائد الصحيحة السليمة ، فهذا القسم يتعامل معه ببيان أمور الدين له و تعليمه الطريق الصحيح .
2- قسم غافل معرض عن الحق يُشغل نفسه بما لا ينفعه ، ولا يفكر في مصلحته ، فهذا القسم يتعامل معه بتعليمه الطريق الصحيح بالموعظة الحسنة و باستخدام أسلوب الترغيب والترهيب .
3- قسم معارض معاند مكابر يقاوم الحق و ينصر الباطل ، فهذا القسم يتعامل معه بالمجادلة بالتي هي أحسن و الاقتداء بالأنبياء في طريقة محاجتهم وإقناعهم للمعرضين .


السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
إذا جُمع بين الإسلام والإيمان كان الفرق بينهما أن :
الإسلام هو : الاستسلام لله و الرجوع إليه و القيام بشرائع الدين الظاهرة والباطنة .
الإيمان هو : تصديق القلب و اعترافه بأوامر الله ويتم ذلك بالقيام بأعمال القلوب و أعمال الجوارح .
و إذا انفرد كلّ من الإسلام والإيمان فيدخل كل منهما في الآخر .


2. الفرح المحمود والفرح المذموم
الفرح المحمود : هو الفرح بفضل الله إما بإسلام يعتنقه أو علم نافع ينتفع به وينفع به غيره أو قرآن يعمل به ، كما قال -تعالى- :" قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ " [يونس:58] .
أيضاً فرح المسلم بثواب الله الجزيل ، كما قال -تعالى- :" فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ " [آل عمران:170] .
الفرح المذموم : هو الفرح بأمور الدنيا المشغلة عن الطاعة من رياسة و منصب وغيرها . قال -تعالى- :" إِنَّهُۥ لَفَرِحٞ فَخُورٌ " [هود:10] .


3. التوبة والاستغفار
التوبة : هي الرجوع إلى الله -تعالى- بما يحبه الله و يرضاه ظاهراً وباطناً ، و الندم على ما اقترفه مما يكرهه الله ظاهراً و باطناً والعزم على عدم العودة إليه .
الاستغفار : هو طلب المغفرة من الله -تعالى- .


السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
الهداية نوعان :
1- هداية العلم والإرشاد وهي الهداية المثبتة للرسول -عليه الصلاة و السلام- ولكل من له إرشاد الخلق، دلّ عليها قوله -تعالى- :" وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ " [الشورى:52] .
2- هداية التوفيق وغمر القلب بالهدى والإيمان وهي الهداية المختصة بالله -تعالى- فلا هادي إلا الله -تعالى- ، دلّ عليها قوله -تعالى- :" إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ " [الشورى:56] .

هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
للنفي في مقام المدح فائدتين : 1- نفي النقص المصرح به . 2- إثبات ضده ونقيضه .
ويتبين ذلك في مواضع عديدة في القرآن الكريم ، منها :
نفي الله -تعالى- عن نفسه السنة والنوم ، قال -تعالى- :" لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ " [البقرة:255] ، و ذلك لكمال حياته وقيوميته -سبحانه- .
ونفى -سبحانه- أن يخفى عليه شيء في الأرض والسماء ، قال -تعالى- :" إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَخۡفَىٰ عَلَيۡهِ شَيۡءٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ " [آل عمران:5] ، و ذلك لإحاطة علمه و كمال قدرته .
ونفى -سبحانه- عن كتابه العزيز الريب والشك ، كما قال -تعالى- :" ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ " [البقرة:2] ، دلالة على أنه الحق في أخباره وأحكامه .



السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
من عظمة القرآن الكريم أن جعل الله ختم بعض آياته بأسمائه الحسنى لبيان الحكم ، ويظهر ذلك للمتأمل المتدبر في آياته ، ومن ذلك ما جاء في قوله -تعالى- :" فَإِن فَآءُو فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (226) وَإِنۡ عَزَمُواْ ٱلطَّلَٰقَ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ (227) " البقرة .
فيُعلم من قوله -تعالى- :" غَفُورٞ رَّحِيمٞ " أن الفيئة مما يحبه الله و من يفيء يغفر الله له ويرحمه ، و يُعلم أيضاً أن الطلاق مما يكرهه الله فإذا طلق المؤلي فإن الله سيجازيه .
وحكمة ذلك : أن يعلم العبد آثار أسمائه -سبحانه- فإذا علم العبد ذلك كان سبباً في معرفة أسمائه -سبحانه- حق المعرفة ، فيعبد الله على بصيرة و يعلم أنها الأصل في الخلق والأمر .


السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
إن الله -سبحانه- يأمر باللين مع بعض الكفار في مقام الدعوة ؛ وذلك لتحقيق المنفعة و سلوك سبيل استمالة قلوبهم ، فاللين مطلوب في الدعوة إلى الله سواء مع المؤمنين أو مع الكفار، دلّ على هذا الأصل قوله -تعالى- :" فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ " [آل عمران:159] . وجاء الأمر به في قوله -تعالى- :" فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ " [طه:44] .
فالأمر باللين في هذا المقام لحكمة بالغة ولتحقيق منافع و مصالح كثيرة .
أما الأمر بالغلظة والشدة مع الكفار فإنه يتناسب مع مقام الجهاد والقتال ؛ لأنه مقام يحتاج إلى رفع راية التوحيد و كسر شوكة الكفر و الكفار، كما قال -تعالى- :" يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ " [التحريم:9] .


2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
بين -سبحانه- في كتابه الكريم أن تساؤل و كلام الناس يوم القيامة إنما يكون بإذنه -سبحانه- ، لقوله -تعالى- :" لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ " [النبأ:38] . ففي يوم القيامة أحوال يتكلم فيها الناس و أحوال أخرى لا يتكلم فيها الناس ، وكل ذلك يرجع إلى إذن الله -تعالى- لهم .




السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
يذكر الله -تعالى- لعباده أنه لما أرسل رسوله لدعوتكم و تعليمكم ما ينفعكم و يخرجكم من الظلمات إلى النور ، كان واجبكم أن تقوموا بالإيمان بالله ورسوله والانقياد إليهما وطاعتهما في جميع الأمور ، وأن تعظموا وتجلوا رسولكم و تقوموا بحقوقه ، وأن تسبحوا الله في أول النهار وآخره .
فذكر -سبحانه- في هذه الآية عدة حقوق :
1- الحق المشترك بين الله ورسوله وهو : الإيمان بهما .
2- الحق المختص بالرسول -عليه الصلاة والسلام- و هو : التعزير و التوقير .
3- الحق المختص بالله -تعالى- وهو : التسبيح له والتقديس بصلاة أو غيرها .



-وصلّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين- .

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 26 ذو القعدة 1443هـ/25-06-2022م, 03:30 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوري المؤذن مشاهدة المشاركة

المجموعة الثانية:
السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
بين الله -سبحانه- أنواع قلوب العباد في آيات عديدة في كتابه الكريم ، وهي كما يلي :
1- القلب الصحيح السليم ، وهو القلب الذي سلم من الشرك والشك ومحبة الشر والإصرار على البدعة والذنوب ، و يلزم من سلامته مما ذكر اتصافه بأضدادها من الإخلاص و العلم واليقين محبة الخير وتزيينه في قلبه و أن تكون إرادته و محبته تابعة لمحبة الله وهواه تابعاً لما جاء عن الله ، فهو قلب ليّن يلين عند سماع الحق و ينقاد إليه ، وهذا النوع من القلوب ما ذكره -سبحانه- في قوله الكريم :" إِلَّا مَنۡ أَتَى ٱللَّهَ بِقَلۡبٖ سَلِيمٖ " [الشعراء:89] .
2- القلب المريض ، وهو القلب الذي يكون فيه انحراف في العلم أو العمل أو كليهما .
3- القلب القاسي ، وهو القلب الذي لا يلين عند سماع الحق ولا يتأثر به ، و لو عرف الحق فإنه لا يلين للانقياد إليه و تطبيقه ، فهذا القلب قاسٍ لا ينفذ إليه الخير ، و هو ما ذكره -سبحانه- في قوله الكريم :" ثُمَّ قَسَتۡ قُلُوبُكُم مِّنۢ بَعۡدِ ذَٰلِكَ فَهِيَ كَٱلۡحِجَارَةِ أَوۡ أَشَدُّ قَسۡوَةٗۚ وَإِنَّ مِنَ ٱلۡحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنۡهُ ٱلۡأَنۡهَٰرُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخۡرُجُ مِنۡهُ ٱلۡمَآءُۚ وَإِنَّ مِنۡهَا لَمَا يَهۡبِطُ مِنۡ خَشۡيَةِ ٱللَّهِۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا تَعۡمَلُونَ " [البقرة:74] . فالقسوة من أمراض القلوب ، فكل قلب قاسٍ فهو مريض .
و أنواع أمراض القلوب كما يلي :
1- القلب المريض بالشبهات ، مثل المنافقين فإن قلوبهم مريضة بالشكوك و الاضطراب ، كما قال -تعالى- :" فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٞ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضٗاۖ " [البقرة:10] .
2- القلب المريض بالشهوات ، و هو قلب مريض يميل إلى المعاصي مستعدّ للوقوع فيها فلا يتحمل و لا يصبر على أدنى سبب يوجد يدعوه إلى الحرام ، و هو ما ذكره -تعالى- في قوله الكريم :" فَلَا تَخۡضَعۡنَ بِٱلۡقَوۡلِ فَيَطۡمَعَ ٱلَّذِي فِي قَلۡبِهِۦ مَرَضٞ " [الأحزاب:32] .
أما أسباب صحة القلوب فعلى العبد أن يعلم أن أساس القلب الصحيح الإيمان بالله وإذا أراد صحة قلبه فليجتهد في عدة أمور ، منها :
1- أن يغمر قلبه بمحبة الله -وحده- ويصدق في ذلك ، و مما يعينه على ذلك : قراءة القرآن بتدبر ، والتقرب إلى الله بالأعمال الصالحة والقربات النافعة ، ودوام ذكر الله و الإكثار منه .
2- الإخلاص لله -تعالى- في العبادات والأقوال والأفعال .
3- مراقبة النفس ومحاسبتها والرجوع إلى الله .
4- تعلم العلم الشرعي النافع المقرب من الله .
5- تقوى الله في السر و العلن .
6- كثرة الدعاء والالتجاء إلى الله .


السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
خلق الله -تعالى- الناس مختلفين ليسخرهم لبعض البعض و ليصبروا على هذا الاختلاف ، و يدربوا أنفسهم على التعامل مع النفوس المختلفة وطرق استمالتها نحو الخير ، فالناس في مواقفهم في الدعوة ثلاثة أقسام و كل قسم له طريقة تعامل تناسبه ، وهي كالتالي :
1- قسم ينقاد ويرغب في الخير وعلى استعداد تام لفعل ما يؤمر به و ترك ما يُنهى عنه و تطلّع نفسه إلى اعتناق العقائد الصحيحة السليمة ، فهذا القسم يتعامل معه ببيان أمور الدين له و تعليمه الطريق الصحيح .
2- قسم غافل معرض عن الحق يُشغل نفسه بما لا ينفعه ، ولا يفكر في مصلحته ، فهذا القسم يتعامل معه بتعليمه الطريق الصحيح بالموعظة الحسنة و باستخدام أسلوب الترغيب والترهيب .
3- قسم معارض معاند مكابر يقاوم الحق و ينصر الباطل ، فهذا القسم يتعامل معه بالمجادلة بالتي هي أحسن و الاقتداء بالأنبياء في طريقة محاجتهم وإقناعهم للمعرضين .


السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من:
1. الإسلام والإيمان
إذا جُمع بين الإسلام والإيمان كان الفرق بينهما أن :
الإسلام هو : الاستسلام لله و الرجوع إليه و القيام بشرائع الدين الظاهرة والباطنة .
الإيمان هو : تصديق القلب و اعترافه بأوامر الله ويتم ذلك بالقيام بأعمال القلوب و أعمال الجوارح .
و إذا انفرد كلّ من الإسلام والإيمان فيدخل كل منهما في الآخر .


2. الفرح المحمود والفرح المذموم
الفرح المحمود : هو الفرح بفضل الله إما بإسلام يعتنقه أو علم نافع ينتفع به وينفع به غيره أو قرآن يعمل به ، كما قال -تعالى- :" قُلۡ بِفَضۡلِ ٱللَّهِ وَبِرَحۡمَتِهِۦ فَبِذَٰلِكَ فَلۡيَفۡرَحُواْ " [يونس:58] .
أيضاً فرح المسلم بثواب الله الجزيل ، كما قال -تعالى- :" فَرِحِينَ بِمَآ ءَاتَىٰهُمُ ٱللَّهُ مِن فَضۡلِهِۦ " [آل عمران:170] .
الفرح المذموم : هو الفرح بأمور الدنيا المشغلة عن الطاعة من رياسة و منصب وغيرها . قال -تعالى- :" إِنَّهُۥ لَفَرِحٞ فَخُورٌ " [هود:10] .


3. التوبة والاستغفار
التوبة : هي الرجوع إلى الله -تعالى- بما يحبه الله و يرضاه ظاهراً وباطناً ، و الندم على ما اقترفه مما يكرهه الله ظاهراً و باطناً والعزم على عدم العودة إليه .
الاستغفار : هو طلب المغفرة من الله -تعالى- .


السؤال الرابع: أجب عما يلي:
ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
الهداية نوعان :
1- هداية العلم والإرشاد وهي الهداية المثبتة للرسول -عليه الصلاة و السلام- ولكل من له إرشاد الخلق، دلّ عليها قوله -تعالى- :" وَإِنَّكَ لَتَهۡدِيٓ إِلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ " [الشورى:52] .
2- هداية التوفيق وغمر القلب بالهدى والإيمان وهي الهداية المختصة بالله -تعالى- فلا هادي إلا الله -تعالى- ، دلّ عليها قوله -تعالى- :" إِنَّكَ لَا تَهۡدِي مَنۡ أَحۡبَبۡتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ يَهۡدِي مَن يَشَآءُۚ " [الشورى:56] .

هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
للنفي في مقام المدح فائدتين : 1- نفي النقص المصرح به . 2- إثبات ضده ونقيضه .
ويتبين ذلك في مواضع عديدة في القرآن الكريم ، منها :
نفي الله -تعالى- عن نفسه السنة والنوم ، قال -تعالى- :" لَا تَأۡخُذُهُۥ سِنَةٞ وَلَا نَوۡمٞۚ " [البقرة:255] ، و ذلك لكمال حياته وقيوميته -سبحانه- .
ونفى -سبحانه- أن يخفى عليه شيء في الأرض والسماء ، قال -تعالى- :" إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَخۡفَىٰ عَلَيۡهِ شَيۡءٞ فِي ٱلۡأَرۡضِ وَلَا فِي ٱلسَّمَآءِ " [آل عمران:5] ، و ذلك لإحاطة علمه و كمال قدرته .
ونفى -سبحانه- عن كتابه العزيز الريب والشك ، كما قال -تعالى- :" ذَٰلِكَ ٱلۡكِتَٰبُ لَا رَيۡبَۛ فِيهِۛ " [البقرة:2] ، دلالة على أنه الحق في أخباره وأحكامه .



السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
من عظمة القرآن الكريم أن جعل الله ختم بعض آياته بأسمائه الحسنى لبيان الحكم ، ويظهر ذلك للمتأمل المتدبر في آياته ، ومن ذلك ما جاء في قوله -تعالى- :" فَإِن فَآءُو فَإِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ (226) وَإِنۡ عَزَمُواْ ٱلطَّلَٰقَ فَإِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٞ (227) " البقرة .
فيُعلم من قوله -تعالى- :" غَفُورٞ رَّحِيمٞ " أن الفيئة مما يحبه الله و من يفيء يغفر الله له ويرحمه ، و يُعلم أيضاً أن الطلاق مما يكرهه الله فإذا طلق المؤلي فإن الله سيجازيه .
وحكمة ذلك : أن يعلم العبد آثار أسمائه -سبحانه- فإذا علم العبد ذلك كان سبباً في معرفة أسمائه -سبحانه- حق المعرفة ، فيعبد الله على بصيرة و يعلم أنها الأصل في الخلق والأمر .


السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:
1. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.
إن الله -سبحانه- يأمر باللين مع بعض الكفار في مقام الدعوة ؛ وذلك لتحقيق المنفعة و سلوك سبيل استمالة قلوبهم ، فاللين مطلوب في الدعوة إلى الله سواء مع المؤمنين أو مع الكفار، دلّ على هذا الأصل قوله -تعالى- :" فَبِمَا رَحۡمَةٖ مِّنَ ٱللَّهِ لِنتَ لَهُمۡۖ وَلَوۡ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ ٱلۡقَلۡبِ لَٱنفَضُّواْ مِنۡ حَوۡلِكَۖ " [آل عمران:159] . وجاء الأمر به في قوله -تعالى- :" فَقُولَا لَهُۥ قَوۡلٗا لَّيِّنٗا لَّعَلَّهُۥ يَتَذَكَّرُ أَوۡ يَخۡشَىٰ " [طه:44] .
فالأمر باللين في هذا المقام لحكمة بالغة ولتحقيق منافع و مصالح كثيرة .
أما الأمر بالغلظة والشدة مع الكفار فإنه يتناسب مع مقام الجهاد والقتال ؛ لأنه مقام يحتاج إلى رفع راية التوحيد و كسر شوكة الكفر و الكفار، كما قال -تعالى- :" يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ جَٰهِدِ ٱلۡكُفَّارَ وَٱلۡمُنَٰفِقِينَ وَٱغۡلُظۡ عَلَيۡهِمۡۚ " [التحريم:9] .


2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
بين -سبحانه- في كتابه الكريم أن تساؤل و كلام الناس يوم القيامة إنما يكون بإذنه -سبحانه- ، لقوله -تعالى- :" لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنۡ أَذِنَ لَهُ ٱلرَّحۡمَٰنُ " [النبأ:38] . ففي يوم القيامة أحوال يتكلم فيها الناس و أحوال أخرى لا يتكلم فيها الناس ، وكل ذلك يرجع إلى إذن الله -تعالى- لهم .




السؤال السابع: فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
يذكر الله -تعالى- لعباده أنه لما أرسل رسوله لدعوتكم و تعليمكم ما ينفعكم و يخرجكم من الظلمات إلى النور ، كان واجبكم أن تقوموا بالإيمان بالله ورسوله والانقياد إليهما وطاعتهما في جميع الأمور ، وأن تعظموا وتجلوا رسولكم و تقوموا بحقوقه ، وأن تسبحوا الله في أول النهار وآخره .
فذكر -سبحانه- في هذه الآية عدة حقوق :
1- الحق المشترك بين الله ورسوله وهو : الإيمان بهما .
2- الحق المختص بالرسول -عليه الصلاة والسلام- و هو : التعزير و التوقير .
3- الحق المختص بالله -تعالى- وهو : التسبيح له والتقديس بصلاة أو غيرها .



-وصلّ اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين- .

أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 26 ذو القعدة 1443هـ/25-06-2022م, 06:45 PM
جوري المؤذن جوري المؤذن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 215
افتراضي

جزاكم الله خيراً ، هلّا وضحتم لي النقص في أي إجابة ؟

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 30 ذو القعدة 1443هـ/29-06-2022م, 08:16 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جوري المؤذن مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيراً ، هلّا وضحتم لي النقص في أي إجابة ؟

وجزاكم وأحسن إليكم؛



علامة (أ+) تعني في الغالب أن الإجابات تامة, لكن إذا نظرنا إلى الإجابات بشكل عام يُلاحظ بعض النقص هنا وهناك, أو مثلا قد يكون النقص في ترتيب جمل الإجابة, وهذا النقص اليسير يمنع من كمال العلامة فقط لا غير.


مثلا: في السؤال الثاني: في القسم الثاني لم تذكري سبب كون أسلوب الترغيب والترهيب يناسب هذا النوع, وفي القسم الثالث قلتِ :(فهذا القسم يتعامل معه بالمجادلة بالتي هي أحسن و الاقتداء بالأنبياء في طريقة محاجتهم وإقناعهم للمعرضين .)؛ وهذا صحيح, لكن مسألة الاقتداء باﻷنبياء تكون في معاملة اﻷصناف الثلاثة لا الصنف الثالث فقط.



مثلا في التوبة والاستغفار؛ لم تذكري المعنى في حال اقترانهما.
وعلى هذا فقيسي.



وفقك الله ونفع بكِ

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 1 ذو الحجة 1443هـ/30-06-2022م, 11:25 PM
جوري المؤذن جوري المؤذن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Aug 2020
المشاركات: 215
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيئة التصحيح 9 مشاهدة المشاركة
وجزاكم وأحسن إليكم؛



علامة (أ+) تعني في الغالب أن الإجابات تامة, لكن إذا نظرنا إلى الإجابات بشكل عام يُلاحظ بعض النقص هنا وهناك, أو مثلا قد يكون النقص في ترتيب جمل الإجابة, وهذا النقص اليسير يمنع من كمال العلامة فقط لا غير.


مثلا: في السؤال الثاني: في القسم الثاني لم تذكري سبب كون أسلوب الترغيب والترهيب يناسب هذا النوع, وفي القسم الثالث قلتِ :(فهذا القسم يتعامل معه بالمجادلة بالتي هي أحسن و الاقتداء بالأنبياء في طريقة محاجتهم وإقناعهم للمعرضين .)؛ وهذا صحيح, لكن مسألة الاقتداء باﻷنبياء تكون في معاملة اﻷصناف الثلاثة لا الصنف الثالث فقط.



مثلا في التوبة والاستغفار؛ لم تذكري المعنى في حال اقترانهما.
وعلى هذا فقيسي.



وفقك الله ونفع بكِ
جزاكم الله خيراً .

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 24 صفر 1444هـ/20-09-2022م, 10:09 PM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

💎المجموعة الثانية:

🔷 ️السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
🔹️النوع الأول : القلب الصحيح
هو السليم من جميع الآفات ، تمت له صحة العلم والعمل والإرادة ، فرغب في الحق واراده لمعرفته به ، وتجافى عن الباطل وأبغضه ، فهو في سلك أولي الالباب وسبيلهم ، مخبت لربه منبيب .

🔹️النوع الثاني : القلب المريض
قد اعتراه انحراف إما في قوة العلم أو العمل أو فيهما جميعا ، فيمرض بالشبهات والشكوك ، التي هي علة أهل النفاق ، فيكون انحرافه من جهة العلم أو يمرض بالهوى وحب المعصية فيكون انحرافه من جهة العمل

🔹️النوع الثالث : القلب القاسي
قلب شقي تعس ، لا يطيع ولا ينقاد ،بل هو كجلمود صخر ، لاتنال المواعظ منه لأن القسوة متأصلة فيه قارة ،أو لأن بعض العقائد المنحرفة قد استوطنته فمن الصعب عليه قبول الحق والانقياد له ، أو هو قلب قد جمع هذين الأمرين معا .
🔹️أمراض القلوب
الران والأكنة والأغطية ، تعلو القلوب وتغشاها ، فمن أعرض عن الحق ورده وحاربه وصد عنه ، وفتح الله له مصاريع الهداية ، فأقفلها عازما ، عُوقب بهذه الأمراض تحول بينه وبين سبيل الهدى وطريقه
🔹️ أسباب صحة القلوب
سلامة القصد والإرادة ، بالعلم الصحيح النافع والعمل بهذا العلم فتحصل سلامة العمل ، ويكون متحريا للحق يتبعه ، مجتنبا للباطل .

🔶 ️السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
*الناس على تصنيفات ثلاث في مسألة موقفهم من الدعوة لله تعالى
🔸️النوع الأول :* أهل الطاعة والانقياد
هؤلاء لأصالة حب الخير في قلوبهم وصدق نفورهم من الشر كله مع توقهم في أن يكونوا على عقيدة صحيحة ، يكون تعامل الداعي معهم سلسلاَ ،لا يجهده ، ما عليه إلا أن يبين لهم أمور الدين ويستمر معهم في التعليم الشرعي

🔸️النوع الثاني : أهل الغفلة والإعراض
هؤلاء لأن الغفلة ضاربة بجذورها في قلوبهم ،مع وجود الصوراف التى تُضاد الحق ،* يكون تعامل الداعي إلى الله معهم بحسن الموعظة والملاطفة ، وتبيان وتعليم، الحق والواجب ،تارة بالترغيب وذكر المثوبة والأجر وثمرة ذلك وبركته في الدنيا والآخرة ، لتقبل النفس الصادة عن الحق* فترغب فيه*
وتارة أخرى بالترهيب والتخويف ، وذكر مغبة اتباع الباطل وعقوبته ووخيم شؤمه في الدنيا والآخرة
هذه الموازنة في الدعوة بين الترغيب والترهيب لازمة لأن النفوس لاتتعاطى ما ينفعها وتترك ماهي فيه من هوى إلا بهذه الموزانة في البيان للحق وتعليمه
🔸️ النوع الثالث : أهل الإستكبارو الصد عن سبيل الله
هؤلاء ، يُجادلون* بالتي هي أحسن ، بحسب الحال ومقتضاه ، فينظر إلى المقالة وما يناسب المجِادل والمجَادل .

🔷️ السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من :

🔹️1. الإسلام والإيمان
** الإسلام
من اسمه ، أي التسليم والاستسلام لله بالقلب عقيدة فى الباطن* ومن الجوارح انقيادا وامتثالاً في الظاهر .
* الإيمان
التصديق الذي لايعتريه أدنى ريب ، والإقرار بأصوله* التى أمر الله بوجوب الإيمان بها ، وهذا لا يتحقق إلا بإقامة الشعائر الظاهرة مع التعبد القلبي بأعمال القلوب* والتصديق ، لذا يطلق مجردا الإسلام ، فيُراد به أعمال الجوارح والقلوب
ويطلق الإيمان بمفرده ويُرادبه إسلام الظاهر والباطن* ، في حين يصار إلى المعنى المخصوص لكل منهما إذا ذُكرا معا .

🔹️2. الفرح المحمود والفرح المذموم
وإنما الفرح بماهو سببه وأصله ، فأما إن كان فرح المؤمنين بما أفاء الله عليهم من هدايات الكتاب الكريم علما وعملا به ، وقبله استشعارهم لعظيم منة الله عليهم بالإسلام والإيمان ، فهذا هو المحمود الممدوح من فرح الأرواح والقلوب
قال تعالى :
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}
و قوله:
{ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } من جزيل الثواب وكريم العطية

وأما إن كان الفرح بالدنيا وزهرتها حتى تشغل صاحبها عن سر وجوده ولماذا خلق ، كتتبع الملاذ والمناصب* فيها حتى يمضي العمر في الصوراف والباطل
فهذا ترحٌ وعذاب على صاحبه ، وهو فرح مذموم* لوخيم عواقبه ،فهذا قارون جاء في ذم* حاله في كتاب ربنا :
{ قال له قومه لا تفرح إن الله لايحب الفرحين } فرح البطر والطغيان .

🔹️3. التوبة والاستغفار
* التوبة :
هي العودة والأوبة إلى مايحبه الله ويرضاه في الظاهر والباطن* ،وترك مالا يحبه الله في الظاهر والباطن ، بشروط التوبة من الندم والإقلاع عن الذنب في الحال* والعزم على ألا يعود إليه .
*الاستغفار :
هو في ضمن العبادات وهو سؤال الله المغفرة دعاءً ورجاءً، حتى إذا قارنته التوبة كان أكمل مايكون وأحرى ان يُقبل ، وإلا كان كالدعاء لايُقطع بإجابته .

🔷️ السؤال الرابع: أجب عما يلي:

ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
- أما الهدايه التي هي أن يستوطن الإيمان القلوب فيوفق أصحابها إلى العمل الصالح المقبول ، هذه لايملكها إلا ربّ القلوب وخالقها* ،كما وحده سبحانه الرزاق الخالق ، قال عزّ من قائل :
{ إنك لاتهدي من أحببت }
-* هداية الإرشاد والبيان والعلم ، فهذه هي أصل عمل الأنبياء ومقصود إرسالهم وتنزل وحي الله عليهم ، وهي من بعدهم* لمن قام مقامهم في الدعوة إلى الله وسار على نهجهم ، قال تعالى :
{ وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم }

🔹️هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
وهو كثير في كتاب ربنا ، لأن النفي المجرد لايكون كمالا في نفسه
* ففي باب أسمائه سبحانه وصفاته نفي عن ذاته* العليّة* سبحانه ،* الشريك ،وهذا** فيه اثبات وصفه وحده بالكمال المطلق ،فلاشريك له ،ربا وإلها وآسماءً وصفاتا ، فقد سبّح نفسه في مواطن* وأخبر عن تسبيح الخلق له في مواطن* أخرى، ومقتضى التسبيح ، التنزيه عن كل نقص وعن النقص في كماله وعن مماثلة المخلوقين .
ونفى *سبحانه* عن نفسه الصاحبة والولد والتكافؤ والمماثلة مع الغير ، وفي هذا اثبات الغنى المطلق والملك المطلق وتفرد بالواحدانية
ونفى* سبحانه* عن نفسه السِنة والنوم والموت لأنه الحي القيوم ،له كمال الحياة وكمال القيومية، ولكمال عدل وسعة فضله *سبحانه*نفى عن نفسه الظلم في آيات كثيرة في القرآن ، ولكمال قدرته وإحاطة علمه نفى عن نفسه أن يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء أو يعجزه شيء *سبحانه العليم القادر ، ولكمال حكمته نفى العبث في الخلق والشرع
أما عن كتابه ، فنفى عنه كل نقص من ريب وعوج وشك ونحوه وهذ ا للدلالة على أن أخباره وأحكامه حقٌ لاباطل فيها ولاكذب بل هي القيمة المستقيمة النافعة الحكيمة .
* وأما عن نبيه صلى الله عليه وسلم فامتدحه قائلا :
{ ماضل صاحبكم وماغوى } فنفى عنه الضلال بكل وجه، فأثبت له أنه أعلم الخلق ، وأعظمهم هدى ويقين ،وهو أنصح الخلق للخلق وأكملهم خلقا،* لان الضلال يعني عدم العلم أو نقصه او قلة جودته مع سوء القصد ، وهو بضد ذلك كله ، عليه الصلاة والسلام
*أما دار المتقين وهي جنة النعيم ، نفى ربنا الكريم عن أهلها كل منغص ومكدر* ونصب وموت ، فهم فيها في سرور متصل وحبور لا ينقطع ، قد اكتمل شبابهم صحة وقوة ، فنعيمها نال البدن والروح والقلب ،فلايبغون عنها حولا ولا بدلا .
* وبالضد من هذا ، نفى الله تعالى في كتابه كل كمال قولي أوفعلي* أو ذاتي
عن الآلهة المزعومة المعبودة من دونه *سبحانه* فثبت لها بهذا النفي نقصها التام من كل وجه وأنهاأبعد ماتكون عن أحقية التأله والعبادة

🔶️ السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
وهذا يُسمى بتذييل الآية بأسماء حسنى ، ليتبين هداية الآية ومقصودها بحسبه ، مثلاً :
*من التذييل بالأسماء الحسنى للدلالة على الحكم في قوله تعالى :
{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } المائدة
وهذا الحكم في حق المحارب ، الذي تاب قبل أن يدركه الإمام ، فجاء ختم الآية بأسمائه تعالى الغفور والرحيم بالحكم له بالعفو وعدم المؤاخذة بحق الله عليه .
*ومثله ، قوله عزّمن قائل :
{ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
أي أنّ أحبّهُ إلى الله أن يتراجعا فيغفر ويرحم بعد الفيئة* ، وهو* سميع عليم لمن أساء أو تعدّى متى طلق واختاره قراراً ، لبغضه تعالى للطلاق .

🔶️ السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:

٠🔸️. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.

في مقام دعوة الكفار وتأليف قلوبهم على الدين الحق وليُقبِلوا ولا يُدبروا نافرين ، أمر الله تعالى أنبيائه في المقام الأول* ومن حمل راية الدعوة لله من بعدهم ، بالتلطف في مخاطبة أهل الكفر ،فقال تعالى :
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}
وقال تعالى وهو يأمر كليمه موسى ووزيره هارون عليهما السلام ، ليدعوا أطغى أهل الأرض في زمانه :
وقال: { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }
وهذا في مقامات الدعوة وأحوالها ، أما في مقامات أخرى فلابد من غلظة وقوة في مجابهة أهل الكفر وعتوهم ، كمثل ميادين القتال ، فالعدو مقاتل مجاهر بالعدواة والصدّ عن سبيل الله* ، قال تعالى :
{ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ }
وأهل الإيمان أكمل الناس هديا ، رحماء عاطفون على المؤمنين الموحدين ، أقوياء أشداء على من عادى دين الله من الكفرة ، وصفهم ربهم قائلا سبحانه :
{ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}

🔸️2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
هذا يُجاب عليه من وجهين ، فأما الوجه الأول :
فإن كلام الناس وحجاجهم وخطاب بعضهم لبعض ، قيدته الآيات بالإذن لهم بذلك ، فما كان لنفس أن تتكلم يؤمئذ إلا بإذنه تعالى :
{ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا } فحيث لا إذن ، فلا كلام لهم
وأما الوجه الثاني ، هو القول أن يوم القيامة عرصات ومشاهد ومنازال، كلٌ ومافيه ، ففي بعضها يتكلمون وفي غيرها لا يتكلمون
وعند النظر نجد ان القول الثاني متصل بالأول ،لتعلق الكلام على كل حال بإذن الله تعالى الملك الجبار .

🔶️ السؤال السابع:
فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
🔸️التفسير 🔸️

أبدع وأدهش العلامة السعدي رحمه الله تعالى* عندما قرّر أن هذه الآية انتظمت الحقوق الثلاث ، حق الله تعالى وحق رسوله صلى الله عليه وسلم والحق المشترك بينهما ، وعلماء التفسير* جعلوا المعنى متعلق بعودة الضمير في الأفعال ، فمتى كان الضمير يُراد به الرسول عليه الصلاة والسلام ، جاء المعنى :
بعد الأمر بالإيمان بالله تصديقا بأولوهيته وبالنبي تصديقا برسالته :
{ لتؤمنوا بالله ورسوله }* { و تُعزروه}* ،بالنصر والتأييد بكل ما أوتوا باللسان والسنان ،{ وتوقروه} أي تعظموه وتجعلوه في محل النبوة الذي هو أعلى المنازل وأرفعها ، فيُفخّم شأنه ويُبجّل أمره . وهنا وقف تام ، ويبتدىء : { وتسبحوه}
أي* تنزهوا الله عزوجل عن الشريك والولد والمثيل ، وتمحضوه التوحيد
وقيل التسبيح هنا بمعنى الصلاة
خاصة انه مقترنٌ بوقتي البكرة والعشي ، فقد أورد ابن كثير في تفسيره عن الحسن والضحاك* في قوله تعالى : { يسبح له فيها بالغدو والآصال } يعني:
الصلاة* ويروي سعيد بن جبير عن ابن عباس : كل تسبيح في القرآن هو صلاة
هذا الوجه الأول في معنى الآية
أما إذا كان الضمير يعود لله تعالى وتقدس في الأفعال الثلاثة ، عندها يكون
المراد بقوله { وتعزروه} أي تنصروا دينه ، كما جاء في قوله تعالى :{ إن تنصروا الله ينصركم } وتوقروه ، أي تعظموه كما ينبغي لجلاله { وتسبحوه } هو أهل لكل كمال منزه* سبحانه*عن كل نقص .

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 6 ربيع الأول 1444هـ/1-10-2022م, 09:39 PM
إدارة برنامج الإعداد العلمي إدارة برنامج الإعداد العلمي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2019
المشاركات: 2,071
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سعاد مختار مشاهدة المشاركة
💎المجموعة الثانية:

🔷 ️السؤال الأول: بيّن أنواع القلوب المذكورة في القرآن وأنواع أمراض القلوب وأسباب صحتها.
🔹️النوع الأول : القلب الصحيح
هو السليم من جميع الآفات ، تمت له صحة العلم والعمل والإرادة ، فرغب في الحق واراده لمعرفته به ، وتجافى عن الباطل وأبغضه ، فهو في سلك أولي الالباب وسبيلهم ، مخبت لربه منبيب .

🔹️النوع الثاني : القلب المريض
قد اعتراه انحراف إما في قوة العلم أو العمل أو فيهما جميعا ، فيمرض بالشبهات والشكوك ، التي هي علة أهل النفاق ، فيكون انحرافه من جهة العلم أو يمرض بالهوى وحب المعصية فيكون انحرافه من جهة العمل
[لو فصلت]
🔹️النوع الثالث : القلب القاسي
قلب شقي تعس ، لا يطيع ولا ينقاد ،بل هو كجلمود صخر ، لاتنال المواعظ منه لأن القسوة متأصلة فيه قارة ،أو لأن بعض العقائد المنحرفة قد استوطنته فمن الصعب عليه قبول الحق والانقياد له ، أو هو قلب قد جمع هذين الأمرين معا .
[وقد ذكر القلب اللين]
🔹️أمراض القلوب
الران والأكنة والأغطية ، تعلو القلوب وتغشاها ، فمن أعرض عن الحق ورده وحاربه وصد عنه ، وفتح الله له مصاريع الهداية ، فأقفلها عازما ، عُوقب بهذه الأمراض تحول بينه وبين سبيل الهدى وطريقه
🔹️ أسباب صحة القلوب
سلامة القصد والإرادة ، بالعلم الصحيح النافع والعمل بهذا العلم فتحصل سلامة العمل ، ويكون متحريا للحق يتبعه ، مجتنبا للباطل .

🔶 ️السؤال الثاني: بيّن أقسام الناس في مواقفهم من الدعوة، وكيف يُعامل كلّ قسم.
*الناس على تصنيفات ثلاث في مسألة موقفهم من الدعوة لله تعالى
🔸️النوع الأول :* أهل الطاعة والانقياد
هؤلاء لأصالة حب الخير في قلوبهم وصدق نفورهم من الشر كله مع توقهم في أن يكونوا على عقيدة صحيحة ، يكون تعامل الداعي معهم سلسلاَ ،لا يجهده ، ما عليه إلا أن يبين لهم أمور الدين ويستمر معهم في التعليم الشرعي

🔸️النوع الثاني : أهل الغفلة والإعراض
هؤلاء لأن الغفلة ضاربة بجذورها في قلوبهم ،مع وجود الصوراف التى تُضاد الحق ،* يكون تعامل الداعي إلى الله معهم بحسن الموعظة والملاطفة ، وتبيان وتعليم، الحق والواجب ،تارة بالترغيب وذكر المثوبة والأجر وثمرة ذلك وبركته في الدنيا والآخرة ، لتقبل النفس الصادة عن الحق* فترغب فيه*
وتارة أخرى بالترهيب والتخويف ، وذكر مغبة اتباع الباطل وعقوبته ووخيم شؤمه في الدنيا والآخرة
هذه الموازنة في الدعوة بين الترغيب والترهيب لازمة لأن النفوس لاتتعاطى ما ينفعها وتترك ماهي فيه من هوى إلا بهذه الموزانة في البيان للحق وتعليمه
🔸️ النوع الثالث : أهل الإستكبارو الصد عن سبيل الله
هؤلاء ، يُجادلون* بالتي هي أحسن ، بحسب الحال ومقتضاه ، فينظر إلى المقالة وما يناسب المجِادل والمجَادل .

🔷️ السؤال الثالث: بيّن الفروق بين كلّ من :

🔹️1. الإسلام والإيمان
** الإسلام
من اسمه ، أي التسليم والاستسلام لله بالقلب عقيدة فى الباطن* ومن الجوارح انقيادا وامتثالاً في الظاهر .
* الإيمان
التصديق الذي لايعتريه أدنى ريب ، والإقرار بأصوله* التى أمر الله بوجوب الإيمان بها ، وهذا لا يتحقق إلا بإقامة الشعائر الظاهرة مع التعبد القلبي بأعمال القلوب* والتصديق ، لذا يطلق مجردا الإسلام ، فيُراد به أعمال الجوارح والقلوب
ويطلق الإيمان بمفرده ويُرادبه إسلام الظاهر والباطن* ، في حين يصار إلى المعنى المخصوص لكل منهما إذا ذُكرا معا .

🔹️2. الفرح المحمود والفرح المذموم
وإنما الفرح بماهو سببه وأصله ، فأما إن كان فرح المؤمنين بما أفاء الله عليهم من هدايات الكتاب الكريم علما وعملا به ، وقبله استشعارهم لعظيم منة الله عليهم بالإسلام والإيمان ، فهذا هو المحمود الممدوح من فرح الأرواح والقلوب
قال تعالى :
{قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}
و قوله:
{ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ } من جزيل الثواب وكريم العطية

وأما إن كان الفرح بالدنيا وزهرتها [أو بالباطل] حتى تشغل صاحبها عن سر وجوده ولماذا خلق ، كتتبع الملاذ والمناصب* فيها حتى يمضي العمر في الصوراف والباطل
فهذا ترحٌ وعذاب على صاحبه ، وهو فرح مذموم* لوخيم عواقبه ،فهذا قارون جاء في ذم* حاله في كتاب ربنا :
{ قال له قومه لا تفرح إن الله لايحب الفرحين } فرح البطر والطغيان .

🔹️3. التوبة والاستغفار
* التوبة :
هي العودة والأوبة إلى مايحبه الله ويرضاه في الظاهر والباطن* ،وترك مالا يحبه الله في الظاهر والباطن ، بشروط التوبة من الندم والإقلاع عن الذنب في الحال* والعزم على ألا يعود إليه .
*الاستغفار :
هو في ضمن العبادات وهو سؤال الله المغفرة دعاءً ورجاءً، حتى إذا قارنته التوبة كان أكمل مايكون وأحرى ان يُقبل ، وإلا كان كالدعاء لايُقطع بإجابته .

🔷️ السؤال الرابع: أجب عما يلي:

ج - بيّن أنواع الهداية ودليل كل نوع.
- أما الهدايه التي هي أن يستوطن الإيمان القلوب فيوفق أصحابها إلى العمل الصالح المقبول ، هذه لايملكها إلا ربّ القلوب وخالقها* ،كما وحده سبحانه الرزاق الخالق ، قال عزّ من قائل :
{ إنك لاتهدي من أحببت }
-* هداية الإرشاد والبيان والعلم ، فهذه هي أصل عمل الأنبياء ومقصود إرسالهم وتنزل وحي الله عليهم ، وهي من بعدهم* لمن قام مقامهم في الدعوة إلى الله وسار على نهجهم ، قال تعالى :
{ وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم }

🔹️هـ- ما فائدة النفي في مقام المدح؟
وهو كثير في كتاب ربنا ، لأن النفي المجرد لايكون كمالا في نفسه
* ففي باب أسمائه سبحانه وصفاته نفي عن ذاته* العليّة* سبحانه ،* الشريك ،وهذا** فيه اثبات وصفه وحده بالكمال المطلق ،فلاشريك له ،ربا وإلها وآسماءً وصفاتا ، فقد سبّح نفسه في مواطن* وأخبر عن تسبيح الخلق له في مواطن* أخرى، ومقتضى التسبيح ، التنزيه عن كل نقص وعن النقص في كماله وعن مماثلة المخلوقين .
ونفى *سبحانه* عن نفسه الصاحبة والولد والتكافؤ والمماثلة مع الغير ، وفي هذا اثبات الغنى المطلق والملك المطلق وتفرد بالواحدانية
ونفى* سبحانه* عن نفسه السِنة والنوم والموت لأنه الحي القيوم ،له كمال الحياة وكمال القيومية، ولكمال عدل وسعة فضله *سبحانه*نفى عن نفسه الظلم في آيات كثيرة في القرآن ، ولكمال قدرته وإحاطة علمه نفى عن نفسه أن يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء أو يعجزه شيء *سبحانه العليم القادر ، ولكمال حكمته نفى العبث في الخلق والشرع
أما عن كتابه ، فنفى عنه كل نقص من ريب وعوج وشك ونحوه وهذ ا للدلالة على أن أخباره وأحكامه حقٌ لاباطل فيها ولاكذب بل هي القيمة المستقيمة النافعة الحكيمة .
* وأما عن نبيه صلى الله عليه وسلم فامتدحه قائلا :
{ ماضل صاحبكم وماغوى } فنفى عنه الضلال بكل وجه، فأثبت له أنه أعلم الخلق ، وأعظمهم هدى ويقين ،وهو أنصح الخلق للخلق وأكملهم خلقا،* لان الضلال يعني عدم العلم أو نقصه او قلة جودته مع سوء القصد ، وهو بضد ذلك كله ، عليه الصلاة والسلام
*أما دار المتقين وهي جنة النعيم ، نفى ربنا الكريم عن أهلها كل منغص ومكدر* ونصب وموت ، فهم فيها في سرور متصل وحبور لا ينقطع ، قد اكتمل شبابهم صحة وقوة ، فنعيمها نال البدن والروح والقلب ،فلايبغون عنها حولا ولا بدلا .
* وبالضد من هذا ، نفى الله تعالى في كتابه كل كمال قولي أوفعلي* أو ذاتي
عن الآلهة المزعومة المعبودة من دونه *سبحانه* فثبت لها بهذا النفي نقصها التام من كل وجه وأنهاأبعد ماتكون عن أحقية التأله والعبادة

🔶️ السؤال الخامس: مثل لختم بعض آيات الأحكام بالأسماء الحسنى في مقام ذكر الحكم، وبيّن الحكمة منه.
وهذا يُسمى بتذييل الآية بأسماء حسنى ، ليتبين هداية الآية ومقصودها بحسبه ، مثلاً :
*من التذييل بالأسماء الحسنى للدلالة على الحكم في قوله تعالى :
{ إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ } المائدة
وهذا الحكم في حق المحارب ، الذي تاب قبل أن يدركه الإمام ، فجاء ختم الآية بأسمائه تعالى الغفور والرحيم بالحكم له بالعفو وعدم المؤاخذة بحق الله عليه .
*ومثله ، قوله عزّمن قائل :
{ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ - وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
أي أنّ أحبّهُ إلى الله أن يتراجعا فيغفر ويرحم بعد الفيئة* ، وهو* سميع عليم لمن أساء أو تعدّى متى طلق واختاره قراراً ، لبغضه تعالى للطلاق .

🔶️ السؤال السادس: كيف تجمع بين ما يلي:

٠🔸️. ورود الأمر باللين مع بعض الكفار في مواضع من القرآن والأمر بالغلظة والشدة في مواضع أخرى.

في مقام دعوة الكفار وتأليف قلوبهم على الدين الحق وليُقبِلوا ولا يُدبروا نافرين ، أمر الله تعالى أنبيائه في المقام الأول* ومن حمل راية الدعوة لله من بعدهم ، بالتلطف في مخاطبة أهل الكفر ،فقال تعالى :
فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ}
وقال تعالى وهو يأمر كليمه موسى ووزيره هارون عليهما السلام ، ليدعوا أطغى أهل الأرض في زمانه :
وقال: { فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى }
وهذا في مقامات الدعوة وأحوالها ، أما في مقامات أخرى فلابد من غلظة وقوة في مجابهة أهل الكفر وعتوهم ، كمثل ميادين القتال ، فالعدو مقاتل مجاهر بالعدواة والصدّ عن سبيل الله* ، قال تعالى :
{ يا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ }
وأهل الإيمان أكمل الناس هديا ، رحماء عاطفون على المؤمنين الموحدين ، أقوياء أشداء على من عادى دين الله من الكفرة ، وصفهم ربهم قائلا سبحانه :
{ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}

🔸️2. في مواضع من القرآن أن الناس لا يتساءلون ولا يتكلمون، ومواضع أخرى ذكر فيها احتجاجهم وتكلمهم وخطاب بعضهم لبعض.
هذا يُجاب عليه من وجهين ، فأما الوجه الأول :
فإن كلام الناس وحجاجهم وخطاب بعضهم لبعض ، قيدته الآيات بالإذن لهم بذلك ، فما كان لنفس أن تتكلم يؤمئذ إلا بإذنه تعالى :
{ لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا } فحيث لا إذن ، فلا كلام لهم
وأما الوجه الثاني ، هو القول أن يوم القيامة عرصات ومشاهد ومنازال، كلٌ ومافيه ، ففي بعضها يتكلمون وفي غيرها لا يتكلمون
وعند النظر نجد ان القول الثاني متصل بالأول ،لتعلق الكلام على كل حال بإذن الله تعالى الملك الجبار .

🔶️ السؤال السابع:
فسّر قول الله تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ وَتُسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}
🔸️التفسير 🔸️

أبدع وأدهش العلامة السعدي رحمه الله تعالى* عندما قرّر أن هذه الآية انتظمت الحقوق الثلاث ، حق الله تعالى وحق رسوله صلى الله عليه وسلم والحق المشترك بينهما ، وعلماء التفسير* جعلوا المعنى متعلق بعودة الضمير في الأفعال ، فمتى كان الضمير يُراد به الرسول عليه الصلاة والسلام ، جاء المعنى :
بعد الأمر بالإيمان بالله تصديقا بأولوهيته وبالنبي تصديقا برسالته :
{ لتؤمنوا بالله ورسوله }* { و تُعزروه}* ،بالنصر والتأييد بكل ما أوتوا باللسان والسنان ،{ وتوقروه} أي تعظموه وتجعلوه في محل النبوة الذي هو أعلى المنازل وأرفعها ، فيُفخّم شأنه ويُبجّل أمره . وهنا وقف تام ، ويبتدىء : { وتسبحوه}
أي* تنزهوا الله عزوجل عن الشريك والولد والمثيل ، وتمحضوه التوحيد
وقيل التسبيح هنا بمعنى الصلاة
خاصة انه مقترنٌ بوقتي البكرة والعشي ، فقد أورد ابن كثير في تفسيره عن الحسن والضحاك* في قوله تعالى : { يسبح له فيها بالغدو والآصال } يعني:
الصلاة* ويروي سعيد بن جبير عن ابن عباس : كل تسبيح في القرآن هو صلاة
هذا الوجه الأول في معنى الآية
أما إذا كان الضمير يعود لله تعالى وتقدس في الأفعال الثلاثة ، عندها يكون
المراد بقوله { وتعزروه} أي تنصروا دينه ، كما جاء في قوله تعالى :{ إن تنصروا الله ينصركم } وتوقروه ، أي تعظموه كما ينبغي لجلاله { وتسبحوه } هو أهل لكل كمال منزه* سبحانه*عن كل نقص .
أحسنت نفع الله بك
أ

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مذاكرة, مجلس

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:42 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir