دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 3 شعبان 1443هـ/6-03-2022م, 12:53 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الثالث عشر: مجلس مذاكرة القسم الرابع من دورة أعلام سير المفسرين

مجلس القسم الرابع من دورة "سير أعلام المفسرين"
لفضيلة الشيخ عبد العزيز الداخل -حفظه الله.


اختر مفسّراً من المفسرين الذين درست سيرهم واكتب عنه رسالة تعريفية مختصرة ( في حدود صفحة إلى ثلاث صفحات ) تبيّن فيها أهم ما ورد في سيرته
والفوائد التي استفدتها من دراستك لسيرته.


- لايسمح بتكرار اختيار المفسر إلا بعد تغطية جميع المفسرين.


تعليمات:
- المطلوب كتابة رسالة دعوية - بأسلوبك - في سيرة المفسر الذي اخترته، ونهدف من خلال هذا الواجب إلى تنمية مهارة الطالب في توظيف ما تعلمه في المجالات الدعوية.
- يمكنك التركيز على جانب محدد من سيرة المفسر، مع التعريف العام بأهم ما ورد في سيرته.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 شعبان 1443هـ/6-03-2022م, 10:53 AM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

السَّلاَمُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

سأختار سيرة التابعي مجاهد بن جبر رحمه اللهِ تعالى

السَّلاَمُ عَلَيْكُمُ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 شعبان 1443هـ/6-03-2022م, 06:57 PM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

سأكتب عن التابعي طاووس بن كيسان رحمه الله ان شاء الله

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 شعبان 1443هـ/8-03-2022م, 01:02 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي: (ت:102هـ)

علم من أعلام التابعين، تكرر ورود اسمه في كتب التفسير، حتى عدّ من أعلم الناس بالتفسير.
كان مولى لقيس بن السائب المخزومي، ولد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلازم الصحابة وخاصة ابن عباس، الذي فقد صحبه مدة طويلة، فكان هذا سببا في أخذ العلم الغزير عنه في القرآن والتفسير والفقه.
ومما يشهد على ذلك، ما رواه محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد أنه قال: (لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم كانت؟). [1] رواه الدارمي وابن جرير.
ومن نجابته في علم التفسير، أنه قد رويت عنه صحيفة قديمة في التفسير، عرفت ب "تفسير مجاهد"، وقد نشرها له: عبد الرحمن الطاهر السورتي عن طريق مجمع البحوث الإسلامية في باكستان، ونشره أيضاً محمد عبد السلام أبو النيل عن طريق دار الفكر الإسلامي.
وهذا التفسير يرويه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني (ت:356هـ) وهو مضعف، عن الحافظ إبراهيم بن الحسين ابن ديزيل (ت: 281هـ) عن آدم بن أبي إياس العسقلاني (ت:221هـ)، وهذه الصحيفة كانت لدى ابن ديزيل، ولم يروها؛ فوجدها عبد الرحمن بن الحسن وحدّث بها، وفيها آثار يرويها آدم بن أبي إياس عن غير مجاهد كأبي هريرة وأنس والحسن البصري وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة، لكن أكثر ما روى فيها عن مجاهد، ولذلك كان بعض أهل العلم يسمّيها تفسير آدم بن أبي إياس، وهي رواية بالوجادة لا يحتجّ بها، لكن يُستفاد منها في المتابعات والشواهد؛ لأن منها ما هو موافق لما في كتب التفسير المشهورة من الطرق المروية بها.
ودعونا اليوم نقف عدة وقفات مع سيرته العطرة – رحمه الله – التماسا لفوائد تعيننا وأبناء هذا الجيل على تصحيح المسار، وتعديل سلّم الأولويات، لعلنا نعود بهذه الأمة إلى حاضر مجدها وعزتها وتمكينها.
فمما يستقى من سيرته رحمه الله:
- حرصه على طلب العلم من مصدره الصحيح السليم، وانكبابه على العلم طلبا وفهما، وعلو همته التي ناطحت السحاب.
فقد قال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله). رواه ابن جرير. [1]
- تحديده لأولوية ما يطلب من العلم، وسعيه إليه بجد ومثابرة، فعندما اختار ما يصب جل وقته وجهده فيه من أنواع العلوم، عمد إلى التفسير رأس العلوم وأشرفها، فأقبل عليه حتى وصف كأنه رجل أضل دابته فهو يطلبها.
ذكر الذهبي عن بقية عن حبيب بن صالح قوله: سمعت مجاهدا يقول: (استفرغ علمي القرآن). [2]
- شغفه في نشر العلم وخاصة علم التفسير نشرا لم يبلغه غيره من التابعين.
قال فضيل بن مرزوق عن عبيدٍ المكتب: (رأيتهم يكتبون التفسير عند مجاهدٍ). رواه الدارمي [3].
قال أبو بكر الحنفي: سمعت سفيان الثوري يقول: (إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به). رواه ابن جرير. [4]
- روى عن عدد من الصحابة وأمهات المؤمنين: كابن عباس وعائشة وابن عمر وعبد الله بن عمرو وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين.
وقد وقع في تفسيره شيء يسير من الإسرائيليات، والإسرائيليات المروية عن مجاهد ليست كثيرة، وأكثر علمه بالتفسير كان عن ابن عباس، وكان قد اجتهد رحمه الله في تعلّم التفسير اجتهاداً بالغاً.
فقد روى عن تبيع بن عامر الحميري ابن امرأة كعب الأحبار؛ فربما وافق تفسيره التفسير المروي عن كعب الأحبار؛ فيعلّ بذلك.
كما روى عن رجل يقال له يوسف بن الزبير المكي مولى آل الزبير، كان يهودياً فأسلم، وكان يقرأ الكتب.
قال أبو حاتم الرازي في شأن يوسف بن الزبير: (كان يقرأ الكتب، روى عن عبد الله بن الزبير، روى عنه مجاهد). [5]
- علو همته وتنوع علومه. فقد أتقن تفسير آيات الأحكام الفقهية، مما أهله أن يتصدر للفتوى في زمانه.
قال إسماعيل بن عبد الملك: حدثني يونس بن خباب عن مجاهد قال: (كنت أقود مولاي السائب وهو أعمى فيقول: يا مجاهد دلكت الشمس؟ فإذا قلت نعم قام فصلى الظهر). [6]
- كان لا يحب الشهرة خوفا من أن يقع في الرياء، وهذا من أكثر الأسباب التي يرفع الله بها مكانة العبد عنده وعند الناس، وقد ظهر ذلك جليا على سمته ومنهجه في الطلب.
قَالَ سَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً يُرِيْدُ بِهَذَا العِلْمِ وَجْهَ اللهِ إِلاَّ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ: عَطَاءٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَطَاوُوْسٌ. [7]
روى الأجلح عن مجاهد أنه قال: (طلبنا هذا العلم وما لنا فيه نية، ثم رزق الله النية بعد). [8]
قال منصور: قال مجاهد: (لا تنوهوا بي في الخلق). [9]
- انكبابه على القرآن، علما وتعلما وتعليما ونشرا لعلمه كالتفسير وغيره، فقد روى عنه كثير من الرواة، قسمها العلماء لخمس طبقات:
أصحابه الذين صاحبوه وسمعوا منه التفسير (كابن أبي نجيح) – من سمع منه شيئا يسيرا من التفسير وهم بين مقل (كالأعمش) ومستكثر (كابن جريج) – الذين أرسلوا عنه وقد كان يمكنهم السماع منه (كقتادة) – الذين لم يسمعوا منه ولم يدركوه ولكنهم رووا عن كتبه التي كتبها بعض أصحابه (كسفيان الثوري) – الضعفاء بن أصحابه (كليث بن أبي سليم).
قال الفضل بن دكين: (توفي مجاهد سنة اثنتين ومائة وهو ساجد). [10]
وفي رواية عند ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل أنه مات وهو ساجد خلف المقام.
وقيل: مات سنة 103هـ، وقيل: سنة 104هـ.. [11]
والأكثرون على القول الأول.
فرحمه الله تعالى، وغفر له، ورضي عن صحابته الكرام، وجمعنا ونبينا وسلفنا الصالح جميعهم في مستقر رحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

المراجع
[1] سير أعلام النبلاء للذهبي.
[2] سير أعلام النبلاء للذهبي.
[3] العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله.
[4] جامع البيان عن تأويل آي القرآن لابن جرير
[5] تاريخ دمشق لابن عساكر
[6] رواه ابن سعد
[7] تاريخ دمشق لابن عساكر
[8] سير أعلام النبلاء للذهبي.
[9] سير أعلام النبلاء
[10] سير أعلام النبلاء
[11] سير أعلام النبلاء

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 5 شعبان 1443هـ/8-03-2022م, 10:04 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

السلام عليكم و رحمه الله و بركاته
سأكتب بإذن الله عن قتادة بن دعامة السدوسي

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 5 شعبان 1443هـ/8-03-2022م, 10:58 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان جلال مشاهدة المشاركة
أبو الحجاج مجاهد بن جبر المكي: (ت:102هـ)

علم من أعلام التابعين، تكرر ورود اسمه في كتب التفسير، حتى عدّ من أعلم الناس بالتفسير.
كان مولى لقيس بن السائب المخزومي، ولد في خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فلازم الصحابة وخاصة ابن عباس، الذي فقد صحبه مدة طويلة، [أظن هناك خطأ في صياغة هذه العبارة] فكان هذا سببا في أخذ العلم الغزير عنه في القرآن والتفسير والفقه.
ومما يشهد على ذلك، ما رواه محمد بن إسحاق عن أبان بن صالح عن مجاهد أنه قال: (لقد عرضت القرآن على ابن عباس ثلاث عرضات أقف عند كل آية أسأله فيم أنزلت، وفيم كانت؟). [1] رواه الدارمي وابن جرير.
ومن نجابته في علم التفسير، أنه قد رويت عنه صحيفة قديمة في التفسير، عرفت ب "تفسير مجاهد"، وقد نشرها له: عبد الرحمن الطاهر السورتي عن طريق مجمع البحوث الإسلامية في باكستان، ونشره أيضاً محمد عبد السلام أبو النيل عن طريق دار الفكر الإسلامي.
وهذا التفسير يرويه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني (ت:356هـ) وهو مضعف، عن الحافظ إبراهيم بن الحسين ابن ديزيل (ت: 281هـ) عن آدم بن أبي إياس العسقلاني (ت:221هـ)، وهذه الصحيفة كانت لدى ابن ديزيل، ولم يروها؛ فوجدها عبد الرحمن بن الحسن وحدّث بها، وفيها آثار يرويها آدم بن أبي إياس عن غير مجاهد كأبي هريرة وأنس والحسن البصري وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة، لكن أكثر ما روى فيها عن مجاهد، ولذلك كان بعض أهل العلم يسمّيها تفسير آدم بن أبي إياس، وهي رواية بالوجادة لا يحتجّ بها، لكن يُستفاد منها في المتابعات والشواهد؛ لأن منها ما هو موافق لما في كتب التفسير المشهورة من الطرق المروية بها.
ودعونا اليوم نقف عدة وقفات مع سيرته العطرة – رحمه الله – التماسا لفوائد تعيننا وأبناء هذا الجيل على تصحيح المسار، وتعديل سلّم الأولويات، لعلنا نعود بهذه الأمة إلى حاضر مجدها وعزتها وتمكينها.
فمما يستقى من سيرته رحمه الله:
- حرصه على طلب العلم من مصدره الصحيح السليم، وانكبابه على العلم طلبا وفهما، وعلو همته التي ناطحت السحاب.
فقد قال ابن أبي مليكة: (رأيت مجاهدًا يسأل ابن عباسٍ عن تفسير القرآن ومعه ألواحه فيقول له ابن عباسٍ: اكتب، قال: حتى سأله عن التفسير كله). رواه ابن جرير. [1]
- تحديده لأولوية ما يطلب من العلم، وسعيه إليه بجد ومثابرة، فعندما اختار ما يصب جل وقته وجهده فيه من أنواع العلوم، عمد إلى التفسير رأس العلوم وأشرفها، فأقبل عليه حتى وصف كأنه رجل أضل دابته فهو يطلبها.
ذكر الذهبي عن بقية عن حبيب بن صالح قوله: سمعت مجاهدا يقول: (استفرغ علمي القرآن). [2]
- شغفه في نشر العلم وخاصة علم التفسير نشرا لم يبلغه غيره من التابعين.
قال فضيل بن مرزوق عن عبيدٍ المكتب: (رأيتهم يكتبون التفسير عند مجاهدٍ). رواه الدارمي [3].
قال أبو بكر الحنفي: سمعت سفيان الثوري يقول: (إذا جاءك التفسير عن مجاهد فحسبك به). رواه ابن جرير. [4]
- روى عن عدد من الصحابة وأمهات المؤمنين: كابن عباس وعائشة وابن عمر وعبد الله بن عمرو وغيرهم رضوان الله عليهم أجمعين.
وقد وقع في تفسيره شيء يسير من الإسرائيليات، والإسرائيليات المروية عن مجاهد ليست كثيرة، وأكثر علمه بالتفسير كان عن ابن عباس، وكان قد اجتهد رحمه الله في تعلّم التفسير اجتهاداً بالغاً.
فقد روى عن تبيع بن عامر الحميري ابن امرأة كعب الأحبار؛ فربما وافق تفسيره التفسير المروي عن كعب الأحبار؛ فيعلّ بذلك.
كما روى عن رجل يقال له يوسف بن الزبير المكي مولى آل الزبير، كان يهودياً فأسلم، وكان يقرأ الكتب.
قال أبو حاتم الرازي في شأن يوسف بن الزبير: (كان يقرأ الكتب، روى عن عبد الله بن الزبير، روى عنه مجاهد). [5]
- علو همته وتنوع علومه. فقد أتقن تفسير آيات الأحكام الفقهية، مما أهله أن يتصدر للفتوى في زمانه.
قال إسماعيل بن عبد الملك: حدثني يونس بن خباب عن مجاهد قال: (كنت أقود مولاي السائب وهو أعمى فيقول: يا مجاهد دلكت الشمس؟ فإذا قلت نعم قام فصلى الظهر). [6]
- كان لا يحب الشهرة خوفا من أن يقع في الرياء، وهذا من أكثر الأسباب التي يرفع الله بها مكانة العبد عنده وعند الناس، وقد ظهر ذلك جليا على سمته ومنهجه في الطلب.
قَالَ سَلَمَةُ بنُ كُهَيْلٍ: مَا رَأَيْتُ أَحَداً يُرِيْدُ بِهَذَا العِلْمِ وَجْهَ اللهِ إِلاَّ هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةَ: عَطَاءٌ، وَمُجَاهِدٌ، وَطَاوُوْسٌ. [7]
روى الأجلح عن مجاهد أنه قال: (طلبنا هذا العلم وما لنا فيه نية، ثم رزق الله النية بعد). [8]
قال منصور: قال مجاهد: (لا تنوهوا بي في الخلق). [9]
- انكبابه على القرآن، علما وتعلما وتعليما ونشرا لعلمه كالتفسير وغيره، فقد روى عنه كثير من الرواة، قسمها العلماء لخمس طبقات:
أصحابه الذين صاحبوه وسمعوا منه التفسير (كابن أبي نجيح) – من سمع منه شيئا يسيرا من التفسير وهم بين مقل (كالأعمش) ومستكثر (كابن جريج) – الذين أرسلوا عنه وقد كان يمكنهم السماع منه (كقتادة) – الذين لم يسمعوا منه ولم يدركوه ولكنهم رووا عن كتبه التي كتبها بعض أصحابه (كسفيان الثوري) – الضعفاء بن أصحابه (كليث بن أبي سليم).
قال الفضل بن دكين: (توفي مجاهد سنة اثنتين ومائة وهو ساجد). [10]
وفي رواية عند ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل أنه مات وهو ساجد خلف المقام.
وقيل: مات سنة 103هـ، وقيل: سنة 104هـ.. [11]
والأكثرون على القول الأول.
فرحمه الله تعالى، وغفر له، ورضي عن صحابته الكرام، وجمعنا ونبينا وسلفنا الصالح جميعهم في مستقر رحمته، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

المراجع
[1] سير أعلام النبلاء للذهبي.
[2] سير أعلام النبلاء للذهبي.
[3] العلل ومعرفة الرجال لأحمد برواية ابنه عبد الله.
[4] جامع البيان عن تأويل آي القرآن لابن جرير
[5] تاريخ دمشق لابن عساكر
[6] رواه ابن سعد
[7] تاريخ دمشق لابن عساكر
[8] سير أعلام النبلاء للذهبي.
[9] سير أعلام النبلاء
[10] سير أعلام النبلاء
[11] سير أعلام النبلاء



التقويم: أ+

أحسنتِ، بارك الله فيك ونفع بكِ.

بشأن صحيفة مجاهد، وما عُرف بتفسير مجاهد
انظري هذه المشاركات للفائدة:

http://www.afaqattaiseer.net/vb/showpost.php?p=406407&postcount=4
https://www.afaqattaiseer.net/vb/showpost.php?p=406763&postcount=63
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 6 شعبان 1443هـ/9-03-2022م, 04:47 PM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

بإذن الله تعالى سأكتب عن التابعي الجليل : الحسن البصري

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 7 شعبان 1443هـ/10-03-2022م, 06:59 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ان شاء الله اكتب عن ابن سيرين

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 9 شعبان 1443هـ/12-03-2022م, 11:56 AM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

قتادة السدوسي
قال معمر بن راشد: قال رجل لابن سيرين: رأيت في المنام حمامة التقمت لؤلؤة فخرجت منها أعظم مما دخلت، ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة وخرجت منها أصغر مما دخلت، ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت مثل ما دخلت سواء.
فقال ابن سيرين: (أما الحمامة التي التقمت اللؤلؤة فخرجت أعظم مما دخلت فهو الحسن يسمع الحديث فيجوده بمنطقه، وأما التي خرجت أصغر مما دخلت فذاك محمد بن سيرين يسمع الحديث فيشك فيه وينقص منه، وأما التي خرجت كما دخلت فذاك قتادة أحفظ الناس). (1)
.الحمامة التي التقمت لؤلؤة فخرجت مثل ما دخلت، الإمام الفقيه المفسّر الحافظ أبو الخطاب قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز، و السدوسي نسبة إلى إلى سَدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة، من بني بكر بن وائل، من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
نسب عربي أصيل،أُختلف في سنة مولده؛ من قال ولد سنة ستين، كيحى بن معين قال : «ولد قتادة سنة ستين، وكان من سَدوس». (2)
و من قال إحدى وستين للهجرة ، كأبو حفص الفلاس.
نشأ في البصرة، ثم ارتحل للمدينة و مكة، و كان في جميع أحواله طالبًا للعلم، لا يرده عجزه، لا يقعده بصره الأكمه، فقلبه بصير، أخبر عن نفسه فقال: «ما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي». (3)
و كم من صاحب بصر لا يبصر، و صاحب سمع لا يسمع، فالسمع ليس بالأذن، بل بالقلب.
و وعاه قلبه فيه إشارة لما كان يوصي به في طلب العلم: «باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه، وصلاح من بعده أفضل من عبادةِ حول». (2)
فالعلم غايته إصلاح القلب، ليس ذلك فقط، بل أن يكون الأثر متعدي فيصلح من بعده، و هذا خير كبير لمن فهمه و أدركه.
انظر وصفه للحديث؛ أن له نور، و تكراره يذهب نوره، قال معمر، عن قتادة قال: «تكرير الحديث في المجلس يذهب نوره، وما قلتُ لأحدٍ قطّ أَعِدْ عليَّ» (2،4)
هذا سعيه لما في الحديث من نور يضئ قلبه، و حياته، نيلًا لما دعا به الرسول صلى الله عليه و سلم: نضَّر الله امرءًا سمِع مقالَتي فوعاها وحفِظها.
عاش يصاحب من يرجو علمه، و يطلبه، ففي البصرة حيث نشأ، كان مجالسًا لأنس بن مالك رضي الله عنه، مجالسة الطالب الحريص على علمه، فحفظ عنه حديثاً كثيراً رواه عنه.
و جالس الحسن البصري أيضًا مدة طويلة، فأخذ عنه العلم و الفقه، وكان قلبه وعاء لمواعظه، و لملازمته له؛ حفظ عنه حديث كثيراً، و أخذ عن مسائل كثيرة.
أخبر عن نفسه فقال: (جالست الحسن اثنتي عشرة سنة، أصلي معه الصبح ثلاث سنين)، و قال: (ومثلي أخذ عن مثله). (5،4،2)
و لملازمته له كان أعلم أصحاب الحسن كما قال أبو زرعة الرازي، و كان أكبرهم كما قال أبو حاتم الرازي.
و طلبه للعلم دفعه للارتحال إلى المدينة ليلازم فيها سعيد بن المسيب أيام، أبهر سعيد بن المسيب بهمته في الحفظ و سرعته، فشهد له بذلك، فقال عنه: (ما أتاني عراقي أحفظ من قتادة)، (6،2)
وكان قتادة السدوسي ذا همة في سؤال سعيد بن المسيب؛ و مما كان يسأله عنه، مسائل أُشكلت عليه سمعها من الحسن البصري، فكان يحفظ ما يُجاب به بسرعة، و هذه همة العارف لغايته، الساعي للعلم لا للجدال، الذي لا يرده عن الفهم شيء، فباب العلم السؤال، فلا يترك طالب العلم شيئًا أشكل عليه، بل يبحث عن إجابة لأسئلته، و قد تيسر ذلك اليوم بالشبكة العنكبوتية، فأنت في مكانك لا تسافر و لا تركب الصعاب، لتصل لإجابة ما أُشكل عليك، فلا عذر لمتكاسل.
قال ابن حبان في شأنه، و حاله مع سعيد ين المسيب : (كان من علماء الناس بالقرآن والفقه وكان من حفاظ أهل زمانه، جالس سعيد بن المسيب أياما؛ فقال له سعيد: قم يا أعمى فقد نزفتني).
و من حرصه على العلم وصفه مطر الوراق: (كان قتادة إذا سمع الحديث يختطفه اختطافا) (7).
و قال: (وكان إذا سمع الحديث لم يحفظه أخذه العويل والزويل حتى يحفظه). (5،2)
أين اليوم طلبة العلم من ذلك، يسمعون الأحاديث، و يجلسون مجالس العلم، يخرجون منها كما دخلوا، و لا يجدون في قلوبهم غضاضة من ذلك، و لا يدور في أنفسهم أن هناك خير فاتوه، من يريد أن يصل لما كان عليه السلف، عليه أن يقرأ مثل هذه الآثار عنهم، ليعلم أين هو منهم، و ما يفوته.
و لحال قتادة التي ذكرنا و همته، روى عن جمع كبير ممن عاصرهم، منهم بالإضافة لمن ذكرنا سابقًا؛ شهر بن حوشب، وأبي العالية، وعن صالح أبي الخليل، و غيرهم، وأرسل عن جمع آخر منهم؛ عليّ، وابن عباس، وعمران بن الحصين، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، و غيرهم.
و مما ذكر في إرساله عن جابر بن عبد الله؛ حفظه لصحيفته التي كتبها عنه سليمان اليشكري، و اطلع عليها قتادة بعد موته فحفظها، و أخبر عن نفسه أنه أحفظ لها من حفظه الذي أحكمه لسورة البقرة التي قرأها على سعيد ابن أبي عروبة، كما أخبر بذلك عنه معمر.
و مما قيل في ذلك ما نقله أبو طالب عن أحمد بن حنبل يقول: (كان قتادة أحفظ أهل البصرة، لا يسمع شيئا إلا حفظه، وقرئ عليه صحيفة جابر مرة واحدة فحفظها، وكان سليمان التيمي وأيّوب يحتاجون إلى حفظه، يسألونه، وكان من العلماء، كان له خمس وخمسون سنة يوم مات) (6).
أبحر في بحور العلوم يجوبها، و يغترف منها ما ينير قلبه، شهد له العلماء بعلمه و فقهه، ونقل القفطي في تاريخه (كان من أوعية العلم، وممن يضرب به المثل في قوة الحفظ )، و زكاه الزهري أنه أعلم من مكحول (6،4).
و أعظم العلوم علم القرآن، علا به فكان عالمًا بالتفسير، و مما أخبر به عن نفسه فقال: ما في القرآن آية إلا قد سمعت فيها بشيء» (6،2)
حصَل علمه بملازمة أهل العلم، و بملازمة كتاب الله، قال سلام بن أبي مطيع: (كان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة) (8).
- وقال أبو عوانة: «شهدت قتادة يدرس القرآن في رمضان» (2).
و لعل من أسباب ذلك أيضًا علمه بالعربية؛ فقد كان رأسًا فيها كما قال الذهبي: (وقد كان قتادة أيضا رأسا في العربية، والغريب، وأيام العرب، وأنسابها، حتى قال فيه أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس.
ونقل القفطي في تاريخه أن الرجلين من بني أمية كانا يختلفان في البيت من الشعر، فيبردان بريدا إلى العراق، يسألان قتادة عنه)ا.هـ.
قال أبو حاتم الرازي: سمعت أحمد بن حنبل ، ذكر قتادة فأطنب في ذكره؛ فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير وغير ذلك، وجعل يقول: (عالم بتفسير القرآن، وباختلاف العلماء، ووصفه بالحفظ والفقه)، وقال: (قلما تجد من يتقدَّمه، أما المثل فلعل) (6).
من مروياته في التفسير: - قال سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة في قوله تعالى: {وهو ألد الخصام} يقول: (شديد القسوة في معصية الله، جَدِلٌ بالباطل، وإذا شئت رأيته عالم اللسان جاهل العمل، يتكلم بالحكمة، ويعمل بالخطيئة) (9).
و مما نقل تفسيره عن غيره؛ ما تحدث به عن زرارة بن أوفى، عن عبد الله بن مسعود في هذه الآية: {يوم يأتي بعض آيات ربك} قال: (طلوع الشمس من مغربها) (9،2).
روى عنه خلق كثير، وله في تفسير ابن جرير وحده أكثر من خمسة آلاف رواية، وله في تفسير عبد الرزاق من طريق معمر نحو 1700 رواية، وله في غيرهما روايات كثيرة جداً.
وأشهر رواة التفسير عن قتادة: سعيد بن أبي عروبة، ومعمر بن راشد، وهشام الدستوائي، وشعبة بن الحجاج، و غيرهم.
أثبتهم عنه سعيد بن عروبة و هشام الدستوائي و شعبة كما قال يحيى بن معين ،روى ذلك أبو القاسم البغوي في الجعديات.
-و كان في الفقه كما هو في التفسير؛ فقيه، يُشهَد له بذلك، أخبر سفيان الثوري على لسان معمر قوله« لم أر من هؤلاء أفقه من الزهري وحماد وقتادة» (2،6).
من فقهه و علمه رُزق القدرة على استخراج الأحكام، و ذكر ذلك عنه عفان بن مسلم، قال: (كان قتادة يقيس على قول سعيد بن المسيب، ثم يرويه عن سعيد بن المسيب).
قال: (وذاك قليل) (4).
و على علمه و فقهه و ملازمته أهل العلم كان لا يخجل أن يقول لا أدري، و لا يقول برأيه تورعًا، ذكر ذلك عنه عبد الصمد بن عبد الوارث حيث قال : حدثنا أبو هلال قال: سألت قتادة عن مسألة، فقال: لا أدري.
فقلت: قل برأيك!
قال: ما قلت برأيي منذ أربعين سنة.
فقلت: ابن كم هو يومئذ؟
قال: (ابن خمسين سنة). (5،4،2)
- قال الذهبي: (فدلَّ على أنه ما قال في العلم شيئا برأيه).
و ترى اليوم طالب العلم في أول درجة علم يقف عليها يفتي و يقول برأيه، و لا يدرك خطورة إقدامه على ذلك، و لا مسؤولية الكلمة التي تخرج من فيه، فما ملك الأدوات، و لا علم المآلات، رزقنا الله و إياكم ورع السلف و فهمهم.
كان داعيًا للخير بحكمة و يبين مواطن الخير للناس، من ذلك ما نقل همام عنه قوله: كان يقال: «قلَّ ما ساهر الليل منافق» (2).
وقال أبو عوانة، عن قتادة قال: ( كان المؤمن لا يرى إلا في ثلاث مواطن: في مسجد يعمره، أو بيت يستره، أو حاجة لا بأس بها) (2).
فالمدح و الذم و التعريض، من فنون الدعوة التي تدفع الناس لعمل الخير و ترك التكاسل و التسويف و الإعراض عن العمل، فما أحسن الكلام و ما أحسن الخطاب.
و مما أُخذ على قتادة، مع علمه و فقهه قوله في القدر؛ فقد شبه عليه فكان يقول: كلّ شيء بقدَر إلا المعاصي، و لم ينفي علم الله كالقدرية، قال وكيع: كان سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي وغيرهما يقولون: قال قتادة: (كل شيء بقدر إلا المعاصي) (10).
كان يعلن قوله و لا يخفيه، لكن كما قيل لم يكن يدعو إليه، قال العجلي: (وكان يقول بشيء من القدر، وكان لا يدعو إليه، ولا يتكلم فيه).
- وقال ابن شوذب: (سمعت قتادة يصيح بالقدر في مسجد البصرة صياحاً) (5).
و لنكارة القول بالقدر، هجره عدد من أهل العلم و منهم طاووس بن كيسان، الذي كان يفر منه كما قال حنظلة بن أبي سفيان، وترك مالك بن أنس أحاديثه، وانتقد معمر بن راشد في روايته عنه، و قد استقر الأمر عند الأئمة على قبول روايته، و ذلك لأنه حافظ صدوق غير متهم في رواياته، و ما أصابه من شبهة هي خطأ عنده، و هو معظم للسنة، عاملٌ بها، ملازم للجماعة، معظم للصحابة، كان ينكر على المرجئة و الشيعة حديثهم في الصحابة.
من أقواله التي تؤكد ما ذكرنا :
ما رواه الأوزاعي: كان يحيى بن أبي كثير وقتادة يقولان: «ليس من الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء»(11).
- ورواه أبو عوانة: عن قتادة قال: «من منع زكاة ماله سلط الله عليه البناء» (2).
- و رواه معمر: عن قتادة قال: «لقد كان يستحب ألا تقرأ الأحاديث التي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهور» (2).
و مما أُخِذ عليه أيضًا، أنه على حفظه و اتقانه، كان يُدلس بعض الروايات، كان يروي عمن روى عنهم ما لم يسمع منهم و يُسقط الواسطة بينهما، و لا يُصرح بالسماع،- قال أبو داود الطيالسي عن شعبة قال: كنت أعرف حديث قتادة ما سمع مما لم يسمع، فإذا جاء ما سمع قال: حدثنا أنس بن مالك، وحدثنا الحسن، وحدثنا سعيد، وحدثنا مطرف، وإذا جاء ما لم يسمع كان يقول: قال سعيد بن جبير، وقال أبو قلابة) (4،2).
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت شعبة يقول: «كنت أتفطّن إلى فمِ قتادة كيف يقول، فإذا قال حدثنا. يعني كتبت» (2).
- وذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب عن أبي داوود السجستاني أنه قال: (حدَّث قتادة عن ثلاثين رجلاً لم يسمع منهم).
فأما إذا صرّح بالسّماع فهو ثقة صدوق كما قال الذهبي فيه: (وهو حجة بالإجماع إذا بين السماع، فإنه مدلّس معروف بذلك)
و روايته عن الضعفاء أيضًا أمر آخر أخذ عليه، و لم يسلم منه، وقلة من المحدثين من تسلم منه، و أحوال الضعف مختلفة، و الرواية عن الضعفاء إذا تبين من هم، كان ذلك يسيرًا أن يُدرك؛ بجمع الطرق وفحص الأسانيد وأحوال الأداء، لكن اسقاط الرواي الضعيف تدليسًا، هذا مما يحاذره العلماء، و خاصة التدليس عن الثقة، و يتيبن ذلك بجمع الطرق مع قرينة صيغة الأداء.
و مما قيل في ذلك: ما رواه معتمر بن سليمان، عن أبي عمرو بن العلاء قال: (كان قتادة وعمرو بن شعيب لا يغثّ عليهما شيء، يأخذان عن كل أحد) (12).
- ولذلك وصفه الشعبي بأنه حاطب ليل (5،2).
و الذي استقرّ عليه كلام الأئمة النقّاد أن قتادة رحمه الله ثقة حافظ، تام الضبط، مقبول الرواية إذا صرّح بالسماع.
- و من أقوالهم فيه: قال ابن سعد: (وكان ثقة مأموناً، حجة في الحديث).
- وقال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: (ثقة)
و قد ذكر عن قتادة أنه كان في أول أمره لا يذكر الإسناد، كان يرى نفس إذا تكلم هو الإسناد، ذكر ذلك عنه معمر حيث قال : (كنا نجالس قتادة ونحن أحداث فنسأله عن السند فيقول مشيخة حوله: مه! إنَّ أبا الخطاب سند؛ فيكسرونا عن ذلك) (2،5).
-ثم جعل يذكر الإسناد كما قال حماد بن سلمة: كنا نأتي قتادة، فيقول: بَلَغَنا عن النبي عليه السلام، وبلغنا عن عمر، وبلغنا عن علي، ولا يكاد يُسنِد؛ فلما قدم حماد بن أبي سليمان البصرة جعل يقول: حدثنا إبراهيم وفلان وفلان؛ فبلغ قتادة ذلك، فجعل يقول: سألت مطرفاً، وسألت سعيدَ بن المسيب، وحدثنا أنس بن مالك؛ فأخبر بالإسناد). (4).
و رويت عنه بزيادة (فقال: حدثنا الحسن، وحدثنا أنس، وحدثنا زرارة، وسألت سعيدا؛ فصبَّ علينا الإسناد؛ فكنا لا نستطيع أن نحفظها) ( 5).
و صنيعه هذا في اتباع القول الحسن دليل تواضعه، فلم يتكبر أن يقتدي بغيره فيما هو خير مما كان عليه، و هذا ليس فيه انقاص له، بل فيه رفعة لما يذكر من أقوال و بيان لحال قائلي من نقل عنهم.
و بين الذهبي الموقف فيه معلِقًا على ما ذكرنا من مآخذن فقال: (وهو حجة بالإجماع إذا بين السماع، فإنه مدلّس معروف بذلك، وكان يرى القدر - نسأل الله العفو - ومع هذا؛ فما توقَّف أحد في صدقه وعدالته وحفظه، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه، وبذل وسعه، والله حكم عدل لطيف بعباده، ولا يسأل عما يفعل)
و في احتجاج البخاري ومسلم به في صحيحيهما، و ما روي له من أحاديث في دواوين السنّة ما يزكي أخذ الرواية عنه.
و ختمت حياة قتادة سنة 117هـ ، بواسط، كما قال حمّاد بن زيد، وعبيد الله ابن عائشة القرشي، وخليفة بن خياط، وابن أبي حاتم، وابن حبان، زاد ابن أبي حاتم أنه مات في الطاعون.
هذا هو قتادة السدوسي، العالم المحدث المفسر الفقيه، عاش حياة حافلة بطلب العلم و الوقوف على أبواب أهله، وقف على باب العلم يطلبه حتى مات وقال مطر الوراق: (ما زال قتادة متعلماً حتى مات) (2).
حجة على كل طالب علم ، و نور يهتدى بأثره، انطلق بعجزه يجوب البلاد بحثًا عن العلم، و أهله، السؤال سبيله، و الحفظ همته، و نور الأحاديث غايته، بقلب حاضر يعي ما يسمع، و يبكي عما لم يحفظ، هذا همه، فأين أنت يا طالب العلم من هذا الهم و الهمة؟
يتواضع و لا يتكبر، فما نال العلم من كان في قلبه كبر، يقبل أن يعود عن نهج سلكه إلى نهج آخر يرى فيه الخير، دون عناد أو اعتداد بنفسه و رأيه، و هذا من لين طباعه للحق، فمن كان على غير ذلك خسر و لا بد، فتصلب الرأي من الكبر و العجب بالنفس، فمن رأى في نفسه ذلك من طلاب العلم، فليهذبها، و يربيها، فلا خير في الكبر في طلب العلم و لا نشره.
قدوة هو في ورعه ، من نظر إلى نهجه في عدم القول برأيه و هو من هو، فكر مائة مرة قبل أن يدلي بدلوه في أمر برأيه.
مثله لا بد أن تكون قراءة ترجمته وردًا لكل طالب علم، حتى يذكر نفسه و يربيها على محاسن أخلاقهم، و آداب طلبهم العلم، و يرفع همته، جعلنا الله و إياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
المراجع:
1- رواه أحمد في العلل
2- روى ذلك أبو القاسم البغوي في الجعديات.
3- رواه أبو نعيم في الحلية.
4- رواه ابن سعد في الطبقات .
5- رواه الفسوي في المعرفة و التاريخ.
6- روى ذلك عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
7- نقل ذلك عنه روح بن القاسم.
8- ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء.
9- رواه ابن جرير.
10- ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام.
11- رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة
رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 9 شعبان 1443هـ/12-03-2022م, 11:58 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله. اخترت سيرة عطاء بن أبي رباح أسلم المكّي.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 10 شعبان 1443هـ/13-03-2022م, 12:17 AM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
ابن سيرين
في كل زمان ومكان لا بد أن يستعمل الله للقيام بهذا الدين رجالا لا تلهيهم دنيا ولا تجارة ولا لهو عن الدعوة إليه ونشره بين الخلق..
فاصطفى الله الأنبياء والرسل ثم اصطفى لهم الأصحاب والأنصار ثم اصطفى من بعدهم أتباعا يحذون حذوهم ويتبعون طريقهم دون ابتداع أو انحراف عن الجادة..
ومن هؤلاء العلماء الأتقياء محمد بن سيرين المكنى بأبي بكر :
يرجع أصله إلى بلدة عين التمر غربي الكوفة حيث ولد أبوه سيرين الذي سبي في خلافة أبي بكر حين فتح خالد بن الوليد البلدة عنوة فصار مولى لأنس بن مالك رضي الله عنه ..
وامه كانت مولاة لأبي بكر الصديق وتزوجا في المدينة حيث حضر زواجهما جماعة من كبار صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ودعوا لهما بخير فبارك الله في سيرين وأولاده.
عن بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين (حدثتني أمي أن أم محمد بن سيرين صفية مولاة أبي بكر بن أبي قحافة طيبتها ثلاثة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فدعوا لها وحضر ملاكها ثمانية عشر بدريا فيهم أبي بن كعب يدعو وهم يؤمنون).
فلك أن تتأمل لطف الله في أقداره فما يكون البارحة مصيبة إذا هو ينقلب إلى أعظم منحة فإن وقوع أبيه في الرق كان سببا في انتقاله إلى حاضرة الدولة الأسلامية المدينة المنورة واختلاطه بكبارالصحابة والحظوة بدعواتهم ومباركتهم لهذه الزيجة التي كان تناجها ست أربع أولاد وابنتان كلهم نهلوا من علم الصحابة الغزير الصحيح (إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم)
وقد أعتقه أنس بن مالك بعد أن كاتبه على أربعين ألف درهم وأداها قبل موعدها في خلافة عمر بن الخطاب وكان له ستة من الأولاد حمل عنهم العلم وكان محمد بن سيرين أشهرهم، قال ابن حبان (محمد بن سيرين الأنصاري أبو بكر مولده لسنتين بقيتا من خلافة عثمان بن عفان وكان سيرين أبوه مكاتبا لأنس بن مالك وهم أخوة أربعة محمد وأنس ومعبد ويحيى وحفصة وكريمة أولاد سيرين حمل عن ستتهم العلم).
رأى ابن سيرين عدد من الصحابة وكانوا في زمنه قد تفرقوا في الأمصار يقرؤون الناس القران ويفقهونهم في الدين ويفتون من يستفتونهم فهم رجال صدقوا الله ما وعدوه وحملوا الدين مع الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ثم أكملوا من بعد وفاته وهكذا لا بد أن يكون المسلم حاملا هم دينه يتعلمه ويعلمه..
فأخذ ابن سيرين في المدينة من أبي هريرة وابن عمر وزيد بن ثابت وأبي سعيد الخدري ولم يدرك أبي بن كعب فأخذ عن بعض أصحابه كأبي العالية الرياحي.
وفي البصرة أخذ عن أنس بن مالك وأبي موسى الأشعري وسمرة بن جندب.. وفي الكوفة عن أصحاب علي وابن مسعود
وبمكة عن ابن الزبير
وأخذ عن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري وهو ممن كتب المصاحف العثمانية بأمر عثمان بن عفان
ثم لقي عكرمة فأخذ عن علم ابن عباس
وتعددت مصادره في الطلب عن علماء الصحابة والتابعين كان له أثر كبير في سعة علمه ومعرفته بالإجماع والخلاف.
روى ابن شيبة في مصنفه وابن عساكر في تاريخ دمشق عن فضيل بن عياض قلت لهشام بن حسان: كم أدرك الحسن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثين ومائة قال: قلت كم أدرك ابن سيرين ؟ قال: ثلاثين.
وقد تحصل له بفضل اجتهاده وطلبه للعلم مكانة عالية بين أقرانه،وكان فقيها مفسرا حافظا ثبتا ناقدا بصيرا عالما بالقضاء والفرائض والحساب وعبارة الرؤيا ..
ومن ثناء العلماء عليه:
روى ابن حاتم عن ابن حنبل: (محمد بن سيرين في أبي هريرة لا يتقدم عليه أحد وهو فوق أبي صالح ذكوان). فقد حفظ عن أبي هريرة أحاديث كثيرة
وقال علي بن المديني أصحاب أبي هريرة هؤلاء الستة : سعيد بن المسيب وأبو سلمة والأعرج وأبو صالح ومحمد بن سيرين).
وكان من أروى الناس عن عبيدة وشريح كما نقل عن العجلي (محمد بن سيرين بصري تابعي ثقة تابعي …وهو من أروى الناس عن شريح وعبيدة وإنما تأدب بالكوفيين من أصحاب عبد الله).
وكان مذهبه في الرواية أنه يحدث بالحديث على حروفه كما قال ابن عون عنه (٧) وكان شديد التبت والتوقي وإذا شك في رفع حديث أو وقفه وقفه.وكان لا يكتب الحديث إلا ما روي عنه من صحيفة أبي هريرة ، وقال ابن عون أيضا (كان ابن سيرين والقاسم بن محمد يحدثان كما سمعا وكان الحسن والشعبي يحدثان بالمعاني.) (٩)
وقد أرسل محمد بن سيرين عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وغيرهم
وسمع أا هريرة ةزيد بن ثابت وان عمر وأبا سعيد الخدري وابن الزبيروغيرهم
وروى البخاري وغيره عن شعيب بن الحبحاب: كان عامر الشعبي يقول لنا (عليكم بذاك الأصم يعني محمد بن سيرين).
وروى ابن أبي حاتم عن عوف (كان محمد حسن العلم بالتجارة حسن العلم بالقضاء حسن العلم بالفرائض).
وقد اشتهر بتأويله للرؤى؛ روى ابن عساكر عن ابن شوذب قال: جاء رجل يسأل الحسن عن رؤيا فقال (أخطأت ذاك ابن سيرين الذي يعبر الرؤيا كأنه من آل يعقوب).
وروى ابن نعيم عن ابن سيرين أنه كان يقول لمن يسأله عن الرؤيا (اتق الله في اليقظة لا يضرك ما رأيت في المنام) وهو من فقهه ومعرفته بعدل الله وحكمته وحسن ظنه بالله.
وكان ابن سيرين عالما عاملا بما تعلم فحسنت أخلاقه واستقامت جوارحه وحسن صيته بين الخلائق:
فكان أحسن الناس لأهله وعرف ببره الشديد لأمه كما نقلت أخته حفصة قالت: ما رأيته رافعا صوته عليها قط وكان إذا كلمها كلمها كالمصغي إليها بالشيء.
وروى ابن أبي الدنيا عن ابن عون قال: كان محمد بن سيرين إذا كان عند أمه خفض من صوته وتكلم رويدا..
فما أجمل إن يشعر بصلاحنا وجمال ديننا أقرب الناس إلينا ..
وكان من عمله بعلمه كثرة صيامه فكان يصوم يوما ويفطر يوما كما قال روى ابن سعد عن أيوب وهشام أن ابن سيرين كان يصوم يوما ويفطر يوما.
وكان يقوم الليل ويقول لا بد من قيام الليل ولو قدر حلب شاة (٢)
وكان يكثر من ذكر الله قال سفيان بن عيينة عن عاصم الأحول:(كان عامة كلام ابن سيرين سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده) (٣)
وفي هذه النقول فائدة كبيرة أن من صدق طلبه للعلم مخلصا لله لا بد أن ينعكس ذلك في سمته وقوله وعباداته ..وإلا كان العلم حجوة على صاحبه يعذب به والعياذ بالله.
وقد بلغ ابن سيرين مبلغا عظيما من الورع ، قال العجلي (ما رأيت رجلا أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من محمد)(٤)
فإنه كان لا يعرض له أمران في دينه إلا أخذ بأوثقهما
وقد ترك أن يفتي في شيء ما يرون به بأسا
وكعادة كل عالم فقيه تعلم العلم ليرفع الجهل ابتداء عن نفسه ثم عن غيره فقد كانت له وصايا ومواعظ قيمة هامة منها ما رواه مسلم في مقدمة صحبحه عن محمد بن سيرين قوله: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم..
كما قال: التثبت نصف العلم .(٥)
وقوله (المسلم المسلم عند الدرهم والدينار) يريد أن المسلم الحق هو الذي يظهر أثر إسلامه في تعاملاته المالية.(٦)
توفي ابن سيرين لثمان ليال خلون سنة عشر ومائة ليلة الجمعة كما رواه ابن عساكر
روى عنه ابن أبي الدنيا (كان يقول وهو في الموت: في سبيل الله نفسي أحب الأنفس علي )
ونقل عنه أنه أوصى أبناءه بتقوى الله وطاعة االله ورسوله اقتداء بيعقوب عليه السلام (ي بني إن الله اصطفى لكم ادين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
اللهم اجعلنا عالمين عاملين بما تعلمنا وأكرمنا باالخلق الحسن وتوفنا على الإسلام..



كتاب أعلام السلف ثناء العلماء على ابن سيرين
(٢) رواه الإمام أحمد في الزهد
(٣)رواه ابن أبي شيبة في المصنف وعبد الله بن الامام احمد في كتاب الزهد.
(٤) رواه ابن سعد في الطبقات وابن أبي شيبة في مصنفه والبخاري في التاريخ الكبير.
(٥) رواه الخطيب البغدادي في الكفاية
رواه أبو نعيم في الحلية
رواه ابن سعد وابن عساكر.
رواه أحمد في العلل

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 10 شعبان 1443هـ/13-03-2022م, 02:25 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أبو محمد عطاء بن أبي رباح واسمه أسلم كما ذكره غير واحد من أهل العلم.
وعطاء من كبار التابعين، فقد أدرك مائتين من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
ولد باليمن عام خمسة وعشرين أو سبعة وعشرين للهجرة في أثناء خلافة عثمان، ونشأ بمكة. وهو من مشاهير مدرستها التي قد تأثرت بشيخها ابن عباس رضي الله عنهما.
وقد أثنى عليه أهل العلم في علمه وفضله، وهديه وسمته، وصلاحه وعبادته، وأخلاقه وشمائله، ومن ذلك:
- ما رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وابن عساكر في تاريخ دمشق عن ربيعة أنه قال: (فاق عطاءٌ أهلَ مكة في الفتوى).
- وما رواه ابن عساكر عن محمد بن مسلم المعروف بابن وارة أنه قال: (سمعت بعض أصحاب الشافعي يحكي عن الشافعي قال: (ليس من التابعين أحد أكثر اتباعا للحديث من عطاء)).
وهذا يدل على حبه للأثر والحديث، ولعل حبه هذا يفضي إلى التوسع في الرواية، ما كان سببا لاعتبار مراسيله أضعف المراسيل. قال الإمام أحمد: ((...وليس في المرسلات شيءٌ أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح؛ فإنهما يأخذان عن كل أحد)).
- قال يحيى بن سليم: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان [الديباج]، قال: (ما رأيت مفتيا خيرا من عطاء بن أبي رباح إنما كان مجلسه ذكر الله لا يفتر وهم يخوضون، فإن تكلم أو سئل عن شيء أجاب وأحسن الجواب). رواه ابن أبي خيثمة وابن عساكر.
- ما رواه ابن عساكر عن سفيان بن عيينة أنه قال: (قلت لابن جريج: ما رأيت مصلياً مثلك!! قال: فكيف لو رأيت عطاء).
- ما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال: (إن الرجل ليحدّثني بالحديث؛ فأنصتُ له كأن لم أسمعه قط، وقد سمعته قبل أن يولد).

ولما تحرج عطاء من تفسير القرآن برأيه كان من أقل تلامذة ابن عباس خوضا في التفسير رواية ودراية. فقد روى ابن عساكر عن عبد العزيز بن رفيع أنه قال: ((سئل عطاء عن شئ قال: لا أدري، قال فقيل له: ألا تقول فيها برأيك؟! قال: (إني أستحيي من الله أن يدان في الأرض برأيي)).
والمروي من عطاء (480) قولا، ومع هذا فثلث المروي منها جاء في تأويل آيات الأحكام (1)، لا سيما في مناسك الحج.
فقد روى ابن سعد وابن أبي خيثمة وابن عساكر عن أسلم المنقري، أنه قال: ((كنت جالسا مع أبي جعفر [وهو محمد بن علي بن الحسين] إذ مرَّ عليه عطاء بن أبي رباح، فقال: «ما بقي على ظهر الأرض أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء بن أبي رباح»)).
وروى ابن أبي خيثمة عن خصيف، أنه قال: ((كان أعلمهم بالحج عطاء)).
أما رواة التفسير عن عطاء بن أبي رباح في كتب التفسير المسندة فقريب من خمسين رجلاً، وهم على مراتب:
المرتبة الأولى: الثقات المكثرون من الرواية عنه، ومنهم: ابن جريج، وابن أبي نجيح، وقيس بن سعد المكي، وعمرو بن دينار، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي الفزاري،
المرتبة الثانية: الثقات المقلّون من الرواية عنه في التفسير، وإن كان بعضهم موصوفاً بطول ملازمته أو مكثراً عنه في الأحكام دون التفسير، ومنهم: قتادة بن دعامة السدوسي، وأيوب بن موسى الأموي القرشي، وأيوب بن أبي تميمة السختياني، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية اليشكري، وأبو عمرو الأوزاعي، وأبو إسحاق السبيعي، وسليمان بن مهران الأعمش، وأبو حازم سلمة بن دينار الأعرج، ومنصور بن زاذان، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي المكي، وحبيب بن أبي مرزوق الرقي، والعلاء بن المسيب الأسدي، وهارون بن عنترة الشيباني، وإبراهيم الصائغ، والفضل بن عطية المروزي، ومالك بن مغول البجلي، وأبو سنان الشيباني الأكبر وهو ضرار بن مرة الكوفي تمييزاً له عن أبي سنان الشيباني الأصغر سعيد بن سنان البرجمي أحد الرواة عن الضحاك وهو مختلف فيه.
المرتبة الثالثة: المتكلّم فيهم، ومنهم:
1. محمد بن إسحاق بن يسار، وهو صدوق رمي بالتدليس؛ فإذا صرّح بالتحديث فحديثه حسن.
2.والحجاج بن أرطأة النخعي وهو صدوق رُمي بالتدليس فإذا صرّح بالسماع فحديثه أجود وربما وقع في رواياته زيادات تنكر عليه،
3. وحبيب المعلم، وهو حبيب بن أبي بقية المصري، تركه يحيى بن سعيد القطان، ووثّقه يحيى بن معين وأبو زرعة، وقال النسائي ليس بالقوي.
4. والربيع بن صبيح السعدي، وهو رجل صالح غزّاء، وقد اختلف في روايته، وجمهور النقاد على تضعيفه.
المرتبة الرابعة: مجهولو الحال: ومنهم:
1. سوار بن أبي حكيم الخراساني ختن عطاء، روى عنه خبراً إسرائيلياً.
2. وغالب بن غيلان البصري، وقد تصحّف اسمه في المطبوع من تفسير ابن جرير إلى غالب بن غلاب.
المرتبة الخامسة: الضعفاء، ومنهم: يعقوب بن عطاء بن أبي رباح، وليث بن أبي سليم، وابن لهيعة.
المرتبة السادسة: المتروكون، وهم شديدو الضعف لكثرة أخطائهم في الرواية أو لاتهامهم بالكذب، ومنهم: عقبة بن عبد الله الأصم البصري، ومحمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العرزمي، وعمر بن قيس المكي المعروف بسندل، وطلحة بن عمرو الحضرمي، وواصل بن السائب الرقاشي، وأبو بكر بن أبي مريم الغساني، وأبو بكر الهذلي، وجابر بن يزيد الجعفي.
والأرجح في تاريخ وفاته أنه مات سنة 114 هـ. قال الذهبي: (مات على الأصح في رمضان سنة أربع عشرة ومائة، وقيل سنة خمس عشرة بمكة).

___________________
(1) تفسير التابعين محمد بن عبد الله بن علي الخضيري صـ: 185، هامش: 1.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 21 شعبان 1443هـ/24-03-2022م, 11:22 AM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

هو الامام طاوس بن كيسان اليماني الهمداني، العالم المفسر ، قال أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب الألقاب: إن اسمه ذكوان، وطاوس لقبه، وإنما لقب به لأنه كان طاوس القراء والمشهور أنه اسمه، وهو في عده أصحاب الطبقات من الطبقة الأولى من التابعين من أهل اليمن.


تعلم رحمه الله من ثلة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فروى عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما، وقال ابن عينية: قلت لعبيد الله بن يزيد: مع من تدخل على ابن عباس قال: مع عطاء وأصحابه قلت: وطاوس قال: كان ذلك يدخل مع الخواص. وسمع أبا هريرة رضي الله عنه، وكان طاوس يقول: جالست ما بين الخمسين إلى السبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كان طاوس فقيهًا جليل القدر نبيه الذكر، وأصبح سيدًا لأهل اليمن بعلمه ، فعن الزهري قال: قدمت على عبد الملك بن مروان فقال: من أين قدمت يا زهري؟ قال: قلت: من مكة قال: ومن خلفت يسودها وأهلها؟ قلت: عطاء بن أبي رباح قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي قال: فبم سادهم؟ قلت: بالديانة والرواية قال: إن الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا، قال: فمن يسود أهل اليمن؟ قلت: طاوس بن كيسان قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال: قلت: من الموالى قال: فبم سادهم؟ قلت: بما ساد به عطاء.

* قيل عن طاوس بن كيسان :
- قال عنه ابن عباس: إنِّي لأظن طاوسًا من أهل الجنة.
-قال قيس بن سعد: (كان طاوس فينا مثل ابن سيرين فيكم)
-وقال عمرو بن دينار: (ما رأيت من الناس أحدا أعف عما في أيدي الناس من طاووس).
-وقال حنظلة بن أبي سفيان: (ما رأيت عالما قط يقول لا أدري أكثر من طاووس).



* من مواقفه:
كان رحمه الله يعجب ممن يغفل عن السحر وينام في وقت يتنزل الله فيه إلى السماء الدنيا، لينادي على عباده، فيقول داود بن إبراهيم: إن الأسد حبس ليلة الناس في طريق الحج فدق الناس بعضهم بعضا فلما كان السحر ذهب عنهم فنزلوا وناموا وقام طاوس يصلي فقال له رجل ألا تنام قال: هل ينام أحد السحر!


* وموقف آخر : قالت امرأة ماجنة: ما بقي أحد إلا فتنته ما خلا طاوس، فإني تعرضت له فقال: إذا كان وقت كذا فتعالي فجئت ذلك الوقت فذهب بي إلى المسجد الحرام، فقال: اضطجعي فقلت: هاهنا! فقال: الذي يرانا هنا يرانا هناك.



* من كلمات طاوس بن كيسان:

-(ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا أحصي عليه حتى أنينه في مرضه).

- وعن ليث عن طاوس قال: "ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا أحصي عليه حتى أنينه في مرضه، ولما علم أحمد ذلك من قوله وكان يتأوه بينما كان مريضا توقف عن التأوه".

- قال ابن كثير: كان طاوس يقول: "خَفِ الله مخافة لا يكون عندك شيء أخوف منه، وارجه رجاءً هو أشد من خوفك إياه، وأحبب للناس ما تحب لنفسك".

-وقال عمرو بن دينار: ما رأيت أحدا قط مثل طاوس، لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إليه طاوس: إن أردت أن يكون عملك خيرًا كله فاستعمل أهل الخير فقال عمر: كفى بها موعظة..



*مرضه ووفاته:
- قال ليث بن أبي سليم: (رأيت طاووساً في مرضه الذي مات فيه يصلي على فراشه قائماً ويسجد عليه). رواه ابن سعد.

وقال سيف بن سليمان: (مات طاوس بمكة قبل يوم التروية بيوم وكان هشام بن عبد الملك قد حج تلك السنة وهو خليفة سنة ست ومائة فصلى على طاووس وكان له يوم مات بضع وتسعون سنة).


رحمه الله ورحم جميع علماءنا وجمعنا بهم في مستقر رحمته.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 8 شوال 1443هـ/9-05-2022م, 08:25 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رولا بدوي مشاهدة المشاركة
قتادة السدوسي
قال معمر بن راشد: قال رجل لابن سيرين: رأيت في المنام حمامة التقمت لؤلؤة فخرجت منها أعظم مما دخلت، ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة وخرجت منها أصغر مما دخلت، ورأيت حمامة أخرى التقمت لؤلؤة فخرجت مثل ما دخلت سواء.
فقال ابن سيرين: (أما الحمامة التي التقمت اللؤلؤة فخرجت أعظم مما دخلت فهو الحسن يسمع الحديث فيجوده بمنطقه، وأما التي خرجت أصغر مما دخلت فذاك محمد بن سيرين يسمع الحديث فيشك فيه وينقص منه، وأما التي خرجت كما دخلت فذاك قتادة أحفظ الناس). (1) [يفضل عدم تصدير الرسالة بمثل هذه الأخبار والاعتماد على الأخبار الثابتة الصحيحة من سيرته وعمله، ويذكر مثل هذا الخبر في حشو الرسالة]
.الحمامة التي التقمت لؤلؤة فخرجت مثل ما دخلت، الإمام الفقيه المفسّر الحافظ أبو الخطاب قتادة بن دعامة بن قتادة بن عزيز، و السدوسي نسبة إلى إلى سَدوس بن شيبان بن ذهل بن ثعلبة، من بني بكر بن وائل، من ربيعة بن نزار بن معد بن عدنان.
نسب عربي أصيل،أُختلف في سنة مولده؛ من قال ولد سنة ستين، كيحى بن معين قال : «ولد قتادة سنة ستين، وكان من سَدوس». (2)
و من قال إحدى وستين للهجرة ، كأبو حفص الفلاس. [كأبي]
نشأ في البصرة، ثم ارتحل للمدينة و مكة، و كان في جميع أحواله طالبًا للعلم، لا يرده عجزه، لا يقعده بصره الأكمه، فقلبه بصير، أخبر عن نفسه فقال: «ما سمعت أذناي شيئا قط إلا وعاه قلبي». (3)
و كم من صاحب بصر لا يبصر، و صاحب سمع لا يسمع، فالسمع ليس بالأذن، بل بالقلب.
و وعاه قلبه فيه إشارة لما كان يوصي به في طلب العلم: «باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه، وصلاح من بعده أفضل من عبادةِ حول». (2)
فالعلم غايته إصلاح القلب، ليس ذلك فقط، بل أن يكون الأثر متعدي فيصلح من بعده، و هذا خير كبير لمن فهمه و أدركه.
انظر وصفه للحديث؛ أن له نور، و تكراره يذهب نوره، قال معمر، عن قتادة قال: «تكرير الحديث في المجلس يذهب نوره، وما قلتُ لأحدٍ قطّ أَعِدْ عليَّ» (2،4)
هذا سعيه لما في الحديث من نور يضئ قلبه، و حياته، نيلًا لما دعا به الرسول صلى الله عليه و سلم: نضَّر الله امرءًا سمِع مقالَتي فوعاها وحفِظها. [تخريج الحديث؟]
عاش يصاحب من يرجو علمه، و يطلبه، ففي البصرة حيث نشأ، كان مجالسًا لأنس بن مالك رضي الله عنه، مجالسة الطالب الحريص على علمه، فحفظ عنه حديثاً كثيراً رواه عنه.
و جالس الحسن البصري أيضًا مدة طويلة، فأخذ عنه العلم و الفقه، وكان قلبه وعاء لمواعظه، و لملازمته له؛ حفظ عنه حديث كثيراً، و أخذ عن مسائل كثيرة.
أخبر عن نفسه فقال: (جالست الحسن اثنتي عشرة سنة، أصلي معه الصبح ثلاث سنين)، و قال: (ومثلي أخذ عن مثله). (5،4،2)
و لملازمته له كان أعلم أصحاب الحسن كما قال أبو زرعة الرازي، و كان أكبرهم كما قال أبو حاتم الرازي.
و طلبه للعلم دفعه للارتحال إلى المدينة ليلازم فيها سعيد بن المسيب أيام، أبهر سعيد بن المسيب بهمته في الحفظ و سرعته، فشهد له بذلك، فقال عنه: (ما أتاني عراقي أحفظ من قتادة)، (6،2)
وكان قتادة السدوسي ذا همة في سؤال سعيد بن المسيب؛ و مما كان يسأله عنه، مسائل أُشكلت عليه سمعها من الحسن البصري، فكان يحفظ ما يُجاب به بسرعة، و هذه همة العارف لغايته، الساعي للعلم لا للجدال، الذي لا يرده عن الفهم شيء، فباب العلم السؤال، فلا يترك طالب العلم شيئًا أشكل عليه، بل يبحث عن إجابة لأسئلته، و قد تيسر ذلك اليوم بالشبكة العنكبوتية، فأنت في مكانك لا تسافر و لا تركب الصعاب، لتصل لإجابة ما أُشكل عليك، فلا عذر لمتكاسل.
قال ابن حبان في شأنه، و حاله مع سعيد ين المسيب : (كان من علماء الناس بالقرآن والفقه وكان من حفاظ أهل زمانه، جالس سعيد بن المسيب أياما؛ فقال له سعيد: قم يا أعمى فقد نزفتني).
و من حرصه على العلم وصفه مطر الوراق: (كان قتادة إذا سمع الحديث يختطفه اختطافا) (7).
و قال: (وكان إذا سمع الحديث لم يحفظه أخذه العويل والزويل حتى يحفظه). (5،2)
أين اليوم طلبة العلم من ذلك، يسمعون الأحاديث، و يجلسون مجالس العلم، يخرجون منها كما دخلوا، و لا يجدون في قلوبهم غضاضة من ذلك، و لا يدور في أنفسهم أن هناك خير فاتوه، من يريد أن يصل لما كان عليه السلف، عليه أن يقرأ مثل هذه الآثار عنهم، ليعلم أين هو منهم، و ما يفوته.
و لحال قتادة التي ذكرنا و همته، روى عن جمع كبير ممن عاصرهم، منهم بالإضافة لمن ذكرنا سابقًا؛ شهر بن حوشب، وأبي العالية، وعن صالح أبي الخليل، و غيرهم، وأرسل عن جمع آخر منهم؛ عليّ، وابن عباس، وعمران بن الحصين، وأبي سعيد الخدري، وجابر بن عبد الله، و غيرهم.
و مما ذكر في إرساله عن جابر بن عبد الله؛ حفظه لصحيفته التي كتبها عنه سليمان اليشكري، و اطلع عليها قتادة بعد موته فحفظها، و أخبر عن نفسه أنه أحفظ لها من حفظه الذي أحكمه لسورة البقرة التي قرأها على سعيد ابن أبي عروبة، كما أخبر بذلك عنه معمر.
و مما قيل في ذلك ما نقله أبو طالب عن أحمد بن حنبل يقول: (كان قتادة أحفظ أهل البصرة، لا يسمع شيئا إلا حفظه، وقرئ عليه صحيفة جابر مرة واحدة فحفظها، وكان سليمان التيمي وأيّوب يحتاجون إلى حفظه، يسألونه، وكان من العلماء، كان له خمس وخمسون سنة يوم مات) (6).
أبحر في بحور العلوم يجوبها، و يغترف منها ما ينير قلبه، شهد له العلماء بعلمه و فقهه، ونقل القفطي في تاريخه (كان من أوعية العلم، وممن يضرب به المثل في قوة الحفظ )، و زكاه الزهري أنه أعلم من مكحول (6،4).
و أعظم العلوم علم القرآن، علا به فكان عالمًا بالتفسير، و مما أخبر به عن نفسه فقال: ما في القرآن آية إلا قد سمعت فيها بشيء» (6،2)
حصَل علمه بملازمة أهل العلم، و بملازمة كتاب الله، قال سلام بن أبي مطيع: (كان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاث، فإذا جاء العشر ختم كل ليلة) (8).
- وقال أبو عوانة: «شهدت قتادة يدرس القرآن في رمضان» (2).
و لعل من أسباب ذلك أيضًا علمه بالعربية؛ فقد كان رأسًا فيها كما قال الذهبي: (وقد كان قتادة أيضا رأسا في العربية، والغريب، وأيام العرب، وأنسابها، حتى قال فيه أبو عمرو بن العلاء: كان قتادة من أنسب الناس.
ونقل القفطي في تاريخه أن الرجلين من بني أمية كانا يختلفان في البيت من الشعر، فيبردان بريدا إلى العراق، يسألان قتادة عنه)ا.هـ.
قال أبو حاتم الرازي: سمعت أحمد بن حنبل ، ذكر قتادة فأطنب في ذكره؛ فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير وغير ذلك، وجعل يقول: (عالم بتفسير القرآن، وباختلاف العلماء، ووصفه بالحفظ والفقه)، وقال: (قلما تجد من يتقدَّمه، أما المثل فلعل) (6).
من مروياته في التفسير: - قال سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة في قوله تعالى: {وهو ألد الخصام} يقول: (شديد القسوة في معصية الله، جَدِلٌ بالباطل، وإذا شئت رأيته عالم اللسان جاهل العمل، يتكلم بالحكمة، ويعمل بالخطيئة) (9).
و مما نقل تفسيره عن غيره؛ ما تحدث به عن زرارة بن أوفى، عن عبد الله بن مسعود في هذه الآية: {يوم يأتي بعض آيات ربك} قال: (طلوع الشمس من مغربها) (9،2).
روى عنه خلق كثير، وله في تفسير ابن جرير وحده أكثر من خمسة آلاف رواية، وله في تفسير عبد الرزاق من طريق معمر نحو 1700 رواية، وله في غيرهما روايات كثيرة جداً.
وأشهر رواة التفسير عن قتادة: سعيد بن أبي عروبة، ومعمر بن راشد، وهشام الدستوائي، وشعبة بن الحجاج، و غيرهم.
أثبتهم عنه سعيد بن عروبة و هشام الدستوائي و شعبة كما قال يحيى بن معين ،روى ذلك أبو القاسم البغوي في الجعديات.
-و كان في الفقه كما هو في التفسير؛ فقيه، يُشهَد له بذلك، أخبر سفيان الثوري على لسان معمر قوله« لم أر من هؤلاء أفقه من الزهري وحماد وقتادة» (2،6).
من فقهه و علمه رُزق القدرة على استخراج الأحكام، و ذكر ذلك عنه عفان بن مسلم، قال: (كان قتادة يقيس على قول سعيد بن المسيب، ثم يرويه عن سعيد بن المسيب).
قال: (وذاك قليل) (4).
و على علمه و فقهه و ملازمته أهل العلم كان لا يخجل أن يقول لا أدري، و لا يقول برأيه تورعًا، ذكر ذلك عنه عبد الصمد بن عبد الوارث حيث قال : حدثنا أبو هلال قال: سألت قتادة عن مسألة، فقال: لا أدري.
فقلت: قل برأيك!
قال: ما قلت برأيي منذ أربعين سنة.
فقلت: ابن كم هو يومئذ؟
قال: (ابن خمسين سنة). (5،4،2)
- قال الذهبي: (فدلَّ على أنه ما قال في العلم شيئا برأيه).
و ترى اليوم طالب العلم في أول درجة علم يقف عليها يفتي و يقول برأيه، و لا يدرك خطورة إقدامه على ذلك، و لا مسؤولية الكلمة التي تخرج من فيه، فما ملك الأدوات، و لا علم المآلات، رزقنا الله و إياكم ورع السلف و فهمهم.
كان داعيًا للخير بحكمة و يبين مواطن الخير للناس، من ذلك ما نقل همام عنه قوله: كان يقال: «قلَّ ما ساهر الليل منافق» (2).
وقال أبو عوانة، عن قتادة قال: ( كان المؤمن لا يرى إلا في ثلاث مواطن: في مسجد يعمره، أو بيت يستره، أو حاجة لا بأس بها) (2).
فالمدح و الذم و التعريض، من فنون الدعوة التي تدفع الناس لعمل الخير و ترك التكاسل و التسويف و الإعراض عن العمل، فما أحسن الكلام و ما أحسن الخطاب.
و مما أُخذ على قتادة، مع علمه و فقهه قوله في القدر؛ فقد شبه عليه فكان يقول: كلّ شيء بقدَر إلا المعاصي، و لم ينفي علم الله كالقدرية، قال وكيع: كان سعيد بن أبي عروبة، وهشام الدستوائي وغيرهما يقولون: قال قتادة: (كل شيء بقدر إلا المعاصي) (10).
كان يعلن قوله و لا يخفيه، لكن كما قيل لم يكن يدعو إليه، قال العجلي: (وكان يقول بشيء من القدر، وكان لا يدعو إليه، ولا يتكلم فيه).
- وقال ابن شوذب: (سمعت قتادة يصيح بالقدر في مسجد البصرة صياحاً) (5).
و لنكارة القول بالقدر، هجره عدد من أهل العلم و منهم طاووس بن كيسان، الذي كان يفر منه كما قال حنظلة بن أبي سفيان، وترك مالك بن أنس أحاديثه، وانتقد معمر بن راشد في روايته عنه، و قد استقر الأمر عند الأئمة على قبول روايته، و ذلك لأنه حافظ صدوق غير متهم في رواياته، و ما أصابه من شبهة هي خطأ عنده، و هو معظم للسنة، عاملٌ بها، ملازم للجماعة، معظم للصحابة، كان ينكر على المرجئة و الشيعة حديثهم في الصحابة.
من أقواله التي تؤكد ما ذكرنا :
ما رواه الأوزاعي: كان يحيى بن أبي كثير وقتادة يقولان: «ليس من الأهواء شيء أخوف عندهم على الأمة من الإرجاء»(11).
- ورواه أبو عوانة: عن قتادة قال: «من منع زكاة ماله سلط الله عليه البناء» (2).
- و رواه معمر: عن قتادة قال: «لقد كان يستحب ألا تقرأ الأحاديث التي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهور» (2).
و مما أُخِذ عليه أيضًا، أنه على حفظه و اتقانه، كان يُدلس بعض الروايات، كان يروي عمن روى عنهم ما لم يسمع منهم و يُسقط الواسطة بينهما، و لا يُصرح بالسماع،- قال أبو داود الطيالسي عن شعبة قال: كنت أعرف حديث قتادة ما سمع مما لم يسمع، فإذا جاء ما سمع قال: حدثنا أنس بن مالك، وحدثنا الحسن، وحدثنا سعيد، وحدثنا مطرف، وإذا جاء ما لم يسمع كان يقول: قال سعيد بن جبير، وقال أبو قلابة) (4،2).
- وقال عبد الرحمن بن مهدي: سمعت شعبة يقول: «كنت أتفطّن إلى فمِ قتادة كيف يقول، فإذا قال حدثنا. يعني كتبت» (2).
- وذكر ابن حجر في تهذيب التهذيب عن أبي داوود السجستاني أنه قال: (حدَّث قتادة عن ثلاثين رجلاً لم يسمع منهم).
فأما إذا صرّح بالسّماع فهو ثقة صدوق كما قال الذهبي فيه: (وهو حجة بالإجماع إذا بين السماع، فإنه مدلّس معروف بذلك)
و روايته عن الضعفاء أيضًا أمر آخر أخذ عليه، و لم يسلم منه، وقلة من المحدثين من تسلم منه، و أحوال الضعف مختلفة، و الرواية عن الضعفاء إذا تبين من هم، كان ذلك يسيرًا أن يُدرك؛ بجمع الطرق وفحص الأسانيد وأحوال الأداء، لكن اسقاط الرواي الضعيف تدليسًا، هذا مما يحاذره العلماء، و خاصة التدليس عن الثقة، و يتيبن ذلك بجمع الطرق مع قرينة صيغة الأداء.
و مما قيل في ذلك: ما رواه معتمر بن سليمان، عن أبي عمرو بن العلاء قال: (كان قتادة وعمرو بن شعيب لا يغثّ عليهما شيء، يأخذان عن كل أحد) (12).
- ولذلك وصفه الشعبي بأنه حاطب ليل (5،2).
و الذي استقرّ عليه كلام الأئمة النقّاد أن قتادة رحمه الله ثقة حافظ، تام الضبط، مقبول الرواية إذا صرّح بالسماع.
- و من أقوالهم فيه: قال ابن سعد: (وكان ثقة مأموناً، حجة في الحديث).
- وقال إسحاق بن منصور، عن يحيى بن معين: (ثقة)
و قد ذكر عن قتادة أنه كان في أول أمره لا يذكر الإسناد، كان يرى نفس إذا تكلم هو الإسناد، ذكر ذلك عنه معمر حيث قال : (كنا نجالس قتادة ونحن أحداث فنسأله عن السند فيقول مشيخة حوله: مه! إنَّ أبا الخطاب سند؛ فيكسرونا عن ذلك) (2،5).
-ثم جعل يذكر الإسناد كما قال حماد بن سلمة: كنا نأتي قتادة، فيقول: بَلَغَنا عن النبي عليه السلام، وبلغنا عن عمر، وبلغنا عن علي، ولا يكاد يُسنِد؛ فلما قدم حماد بن أبي سليمان البصرة جعل يقول: حدثنا إبراهيم وفلان وفلان؛ فبلغ قتادة ذلك، فجعل يقول: سألت مطرفاً، وسألت سعيدَ بن المسيب، وحدثنا أنس بن مالك؛ فأخبر بالإسناد). (4).
و رويت عنه بزيادة (فقال: حدثنا الحسن، وحدثنا أنس، وحدثنا زرارة، وسألت سعيدا؛ فصبَّ علينا الإسناد؛ فكنا لا نستطيع أن نحفظها) ( 5).
و صنيعه هذا في اتباع القول الحسن دليل تواضعه، فلم يتكبر أن يقتدي بغيره فيما هو خير مما كان عليه، و هذا ليس فيه انقاص له، بل فيه رفعة لما يذكر من أقوال و بيان لحال قائلي من نقل عنهم.
و بين الذهبي الموقف فيه معلِقًا على ما ذكرنا من مآخذن فقال: (وهو حجة بالإجماع إذا بين السماع، فإنه مدلّس معروف بذلك، وكان يرى القدر - نسأل الله العفو - ومع هذا؛ فما توقَّف أحد في صدقه وعدالته وحفظه، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه، وبذل وسعه، والله حكم عدل لطيف بعباده، ولا يسأل عما يفعل)
و في احتجاج البخاري ومسلم به في صحيحيهما، و ما روي له من أحاديث في دواوين السنّة ما يزكي أخذ الرواية عنه.
و ختمت حياة قتادة سنة 117هـ ، بواسط، كما قال حمّاد بن زيد، وعبيد الله ابن عائشة القرشي، وخليفة بن خياط، وابن أبي حاتم، وابن حبان، زاد ابن أبي حاتم أنه مات في الطاعون.
هذا هو قتادة السدوسي، العالم المحدث المفسر الفقيه، عاش حياة حافلة بطلب العلم و الوقوف على أبواب أهله، وقف على باب العلم يطلبه حتى مات وقال مطر الوراق: (ما زال قتادة متعلماً حتى مات) (2).
حجة على كل طالب علم ، و نور يهتدى بأثره، انطلق بعجزه يجوب البلاد بحثًا عن العلم، و أهله، السؤال سبيله، و الحفظ همته، و نور الأحاديث غايته، بقلب حاضر يعي ما يسمع، و يبكي عما لم يحفظ، هذا همه، فأين أنت يا طالب العلم من هذا الهم و الهمة؟
يتواضع و لا يتكبر، فما نال العلم من كان في قلبه كبر، يقبل أن يعود عن نهج سلكه إلى نهج آخر يرى فيه الخير، دون عناد أو اعتداد بنفسه و رأيه، و هذا من لين طباعه للحق، فمن كان على غير ذلك خسر و لا بد، فتصلب الرأي من الكبر و العجب بالنفس، فمن رأى في نفسه ذلك من طلاب العلم، فليهذبها، و يربيها، فلا خير في الكبر في طلب العلم و لا نشره.
قدوة هو في ورعه ، من نظر إلى نهجه في عدم القول برأيه و هو من هو، فكر مائة مرة قبل أن يدلي بدلوه في أمر برأيه.
مثله لا بد أن تكون قراءة ترجمته وردًا لكل طالب علم، حتى يذكر نفسه و يربيها على محاسن أخلاقهم، و آداب طلبهم العلم، و يرفع همته، جعلنا الله و إياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
المراجع: [هذا عزو، ويفضل تكراره مع كل نقل، وأما المراجع فلها طريقة في الكتابة، يكتب اسم الكتاب ومؤلفه وتاريخ وفاته ومعلومات الطبعة؛ دار النشر وسنة النشر وربما مكان النشر، وتُرتب المراجع حسب تاريخ وفاة المؤلف]
1- رواه أحمد في العلل
2- روى ذلك أبو القاسم البغوي في الجعديات.
3- رواه أبو نعيم في الحلية.
4- رواه ابن سعد في الطبقات .
5- رواه الفسوي في المعرفة و التاريخ.
6- روى ذلك عنه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل.
7- نقل ذلك عنه روح بن القاسم.
8- ذكره الذهبي في سير أعلام النبلاء.
9- رواه ابن جرير.
10- ذكره الذهبي في تاريخ الإسلام.
11- رواه عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة
رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق.
التقويم: أ+

أحسنتِ، وتميزتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 8 شوال 1443هـ/9-05-2022م, 09:48 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هنادي الفحماوي مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم
ابن سيرين
في كل زمان ومكان لا بد أن يستعمل الله للقيام بهذا الدين رجالا لا تلهيهم دنيا ولا تجارة ولا لهو عن الدعوة إليه ونشره بين الخلق..
فاصطفى الله الأنبياء والرسل ثم اصطفى لهم الأصحاب والأنصار ثم اصطفى من بعدهم أتباعا يحذون حذوهم ويتبعون طريقهم دون ابتداع أو انحراف عن الجادة..
ومن هؤلاء العلماء الأتقياء محمد بن سيرين المكنى بأبي بكر :
يرجع أصله إلى بلدة عين التمر غربي الكوفة حيث ولد أبوه سيرين الذي سبي في خلافة أبي بكر حين فتح خالد بن الوليد البلدة عنوة فصار مولى لأنس بن مالك رضي الله عنه ..
وامه كانت مولاة لأبي بكر الصديق وتزوجا في المدينة حيث حضر زواجهما جماعة من كبار صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ودعوا لهما بخير فبارك الله في سيرين وأولاده.
عن بكار بن محمد بن عبد الله بن محمد بن سيرين (حدثتني أمي أن أم محمد بن سيرين صفية مولاة أبي بكر بن أبي قحافة طيبتها ثلاثة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فدعوا لها وحضر ملاكها ثمانية عشر بدريا فيهم أبي بن كعب يدعو وهم يؤمنون).
فلك أن تتأمل لطف الله في أقداره فما يكون البارحة مصيبة إذا هو ينقلب إلى أعظم منحة فإن وقوع أبيه في الرق كان سببا في انتقاله إلى حاضرة الدولة الأسلامية المدينة المنورة واختلاطه بكبارالصحابة والحظوة بدعواتهم ومباركتهم لهذه الزيجة التي كان تناجها ست أربع أولاد وابنتان كلهم نهلوا من علم الصحابة الغزير الصحيح (إن ربي لطيف لما يشاء إنه هو العليم الحكيم)
وقد أعتقه أنس بن مالك بعد أن كاتبه على أربعين ألف درهم وأداها قبل موعدها في خلافة عمر بن الخطاب وكان له ستة من الأولاد حمل عنهم العلم وكان محمد بن سيرين أشهرهم، قال ابن حبان (محمد بن سيرين الأنصاري أبو بكر مولده لسنتين بقيتا من خلافة عثمان بن عفان وكان سيرين أبوه مكاتبا لأنس بن مالك وهم أخوة أربعة محمد وأنس ومعبد ويحيى وحفصة وكريمة أولاد سيرين حمل عن ستتهم العلم).
رأى ابن سيرين عدد[عددًا] من الصحابة وكانوا في زمنه قد تفرقوا في الأمصار يقرؤون الناس القران ويفقهونهم في الدين ويفتون من يستفتونهم فهم رجال صدقوا الله ما وعدوه وحملوا الدين مع الرسول صلى الله عليه وسلم في حياته ثم أكملوا من بعد وفاته وهكذا لا بد أن يكون المسلم حاملا هم دينه يتعلمه ويعلمه..
فأخذ ابن سيرين في المدينة من أبي هريرة وابن عمر وزيد بن ثابت وأبي سعيد الخدري ولم يدرك أبي بن كعب فأخذ عن بعض أصحابه كأبي العالية الرياحي.
وفي البصرة أخذ عن أنس بن مالك وأبي موسى الأشعري وسمرة بن جندب.. وفي الكوفة عن أصحاب علي وابن مسعود
وبمكة عن ابن الزبير
وأخذ عن كثير بن أفلح مولى أبي أيوب الأنصاري وهو ممن كتب المصاحف العثمانية بأمر عثمان بن عفان
ثم لقي عكرمة فأخذ عن علم ابن عباس
وتعددت مصادره في الطلب عن علماء الصحابة والتابعين كان له أثر كبير في سعة علمه ومعرفته بالإجماع والخلاف.
روى ابن شيبة [ابن أبي شيبة] في مصنفه وابن عساكر في تاريخ دمشق عن فضيل بن عياض قلت لهشام بن حسان: كم أدرك الحسن من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاثين ومائة قال: قلت كم أدرك ابن سيرين ؟ قال: ثلاثين.
وقد تحصل له بفضل اجتهاده وطلبه للعلم مكانة عالية بين أقرانه،وكان فقيها مفسرا حافظا ثبتا ناقدا بصيرا عالما بالقضاء والفرائض والحساب وعبارة الرؤيا ..
ومن ثناء العلماء عليه:
روى ابن حاتم [ابن أبي حاتم] عن ابن حنبل: (محمد بن سيرين في أبي هريرة لا يتقدم عليه أحد وهو فوق أبي صالح ذكوان). فقد حفظ عن أبي هريرة أحاديث كثيرة
وقال علي بن المديني أصحاب أبي هريرة هؤلاء الستة : سعيد بن المسيب وأبو سلمة والأعرج وأبو صالح ومحمد بن سيرين).
وكان من أروى الناس عن عبيدة وشريح كما نقل عن العجلي (محمد بن سيرين بصري تابعي ثقة تابعي …وهو من أروى الناس عن شريح وعبيدة وإنما تأدب بالكوفيين من أصحاب عبد الله).
وكان مذهبه في الرواية أنه يحدث بالحديث على حروفه كما قال ابن عون عنه (٧) وكان شديد التبت والتوقي وإذا شك في رفع حديث أو وقفه وقفه.وكان لا يكتب الحديث إلا ما روي عنه من صحيفة أبي هريرة ، وقال ابن عون أيضا (كان ابن سيرين والقاسم بن محمد يحدثان كما سمعا وكان الحسن والشعبي يحدثان بالمعاني.) (٩)
وقد أرسل محمد بن سيرين عن أبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابن مسعود وأبي الدرداء وسلمان الفارسي وحذيفة بن اليمان وغيرهم
وسمع أا هريرة ةزيد بن ثابت وان عمر وأبا سعيد الخدري وابن الزبيروغيرهم
وروى البخاري وغيره عن شعيب بن الحبحاب: كان عامر الشعبي يقول لنا (عليكم بذاك الأصم يعني محمد بن سيرين).
وروى ابن أبي حاتم عن عوف (كان محمد حسن العلم بالتجارة حسن العلم بالقضاء حسن العلم بالفرائض).
وقد اشتهر بتأويله للرؤى؛ روى ابن عساكر عن ابن شوذب قال: جاء رجل يسأل الحسن عن رؤيا فقال (أخطأت ذاك ابن سيرين الذي يعبر الرؤيا كأنه من آل يعقوب).
وروى ابن نعيم عن ابن سيرين أنه كان يقول لمن يسأله عن الرؤيا (اتق الله في اليقظة لا يضرك ما رأيت في المنام) وهو من فقهه ومعرفته بعدل الله وحكمته وحسن ظنه بالله.
وكان ابن سيرين عالما عاملا بما تعلم فحسنت أخلاقه واستقامت جوارحه وحسن صيته بين الخلائق:
فكان أحسن الناس لأهله وعرف ببره الشديد لأمه كما نقلت أخته حفصة قالت: ما رأيته رافعا صوته عليها قط وكان إذا كلمها كلمها كالمصغي إليها بالشيء.
وروى ابن أبي الدنيا عن ابن عون قال: كان محمد بن سيرين إذا كان عند أمه خفض من صوته وتكلم رويدا..
فما أجمل إن يشعر بصلاحنا وجمال ديننا أقرب الناس إلينا ..
وكان من عمله بعلمه كثرة صيامه فكان يصوم يوما ويفطر يوما كما قال روى ابن سعد عن أيوب وهشام أن ابن سيرين كان يصوم يوما ويفطر يوما.
وكان يقوم الليل ويقول لا بد من قيام الليل ولو قدر حلب شاة (٢)
وكان يكثر من ذكر الله قال سفيان بن عيينة عن عاصم الأحول:(كان عامة كلام ابن سيرين سبحان الله العظيم سبحان الله وبحمده) (٣)
وفي هذه النقول فائدة كبيرة أن من صدق طلبه للعلم مخلصا لله لا بد أن ينعكس ذلك في سمته وقوله وعباداته ..وإلا كان العلم حجوة على صاحبه يعذب به والعياذ بالله.
وقد بلغ ابن سيرين مبلغا عظيما من الورع ، قال العجلي (ما رأيت رجلا أفقه في ورعه ولا أورع في فقهه من محمد)(٤)
فإنه كان لا يعرض له أمران في دينه إلا أخذ بأوثقهما
وقد ترك أن يفتي في شيء ما يرون به بأسا
وكعادة كل عالم فقيه تعلم العلم ليرفع الجهل ابتداء عن نفسه ثم عن غيره فقد كانت له وصايا ومواعظ قيمة هامة منها ما رواه مسلم في مقدمة صحبحه عن محمد بن سيرين قوله: إن هذا العلم دين فانظروا عمن تأخذون دينكم..
كما قال: التثبت نصف العلم .(٥)
وقوله (المسلم المسلم عند الدرهم والدينار) يريد أن المسلم الحق هو الذي يظهر أثر إسلامه في تعاملاته المالية.(٦)
توفي ابن سيرين لثمان ليال خلون سنة عشر ومائة ليلة الجمعة كما رواه ابن عساكر
روى عنه ابن أبي الدنيا (كان يقول وهو في الموت: في سبيل الله نفسي أحب الأنفس علي )
ونقل عنه أنه أوصى أبناءه بتقوى الله وطاعة االله ورسوله اقتداء بيعقوب عليه السلام (ي بني إن الله اصطفى لكم ادين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون)
اللهم اجعلنا عالمين عاملين بما تعلمنا وأكرمنا باالخلق الحسن وتوفنا على الإسلام..



كتاب أعلام السلف ثناء العلماء على ابن سيرين
(٢) رواه الإمام أحمد في الزهد
(٣)رواه ابن أبي شيبة في المصنف وعبد الله بن الامام احمد في كتاب الزهد.
(٤) رواه ابن سعد في الطبقات وابن أبي شيبة في مصنفه والبخاري في التاريخ الكبير.
(٥) رواه الخطيب البغدادي في الكفاية
رواه أبو نعيم في الحلية
رواه ابن سعد وابن عساكر.
رواه أحمد في العلل
التقويم: أ+

أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ، في رسالتكِ بعض الأخطاء اللغوية، وأخطاء في كتابة أسماء بعض العلماء، لونتها بالأحمر ووضعت تحتها خط، فيرجى مراجعتها وتصحيحها في أصلك العلمي.
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 8 شوال 1443هـ/9-05-2022م, 09:54 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رفعة القحطاني مشاهدة المشاركة
هو الامام [الإمام] طاوس [طاووس] بن كيسان اليماني الهمداني، العالم المفسر ، قال أبو الفرج ابن الجوزي في كتاب الألقاب: إن اسمه ذكوان، وطاوس لقبه، وإنما لقب به لأنه كان طاوس القراء والمشهور أنه اسمه، وهو في عده أصحاب الطبقات من الطبقة الأولى من التابعين من أهل اليمن.


تعلم رحمه الله من ثلة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فروى عن ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما، وقال ابن عينية: قلت لعبيد الله بن يزيد: مع من تدخل على ابن عباس قال: مع عطاء وأصحابه قلت: وطاوس قال: كان ذلك يدخل مع الخواص. وسمع أبا هريرة رضي الله عنه، وكان طاوس يقول: جالست ما بين الخمسين إلى السبعين من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.

كان طاوس فقيهًا جليل القدر نبيه الذكر، وأصبح سيدًا لأهل اليمن بعلمه ، فعن الزهري قال: قدمت على عبد الملك بن مروان فقال: من أين قدمت يا زهري؟ قال: قلت: من مكة قال: ومن خلفت يسودها وأهلها؟ قلت: عطاء بن أبي رباح قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قلت: من الموالي قال: فبم سادهم؟ قلت: بالديانة والرواية قال: إن الديانة والرواية لينبغي أن يسودوا، قال: فمن يسود أهل اليمن؟ قلت: طاوس بن كيسان قال: فمن العرب أم من الموالي؟ قال: قلت: من الموالى قال: فبم سادهم؟ قلت: بما ساد به عطاء.

* قيل عن طاوس بن كيسان :
- قال عنه ابن عباس: إنِّي لأظن طاوسًا من أهل الجنة.
-قال قيس بن سعد: (كان طاوس فينا مثل ابن سيرين فيكم)
-وقال عمرو بن دينار: (ما رأيت من الناس أحدا أعف عما في أيدي الناس من طاووس).
-وقال حنظلة بن أبي سفيان: (ما رأيت عالما قط يقول لا أدري أكثر من طاووس).



* من مواقفه:
كان رحمه الله يعجب ممن يغفل عن السحر وينام في وقت يتنزل الله فيه إلى السماء الدنيا، لينادي على عباده، فيقول داود بن إبراهيم: إن الأسد حبس ليلة الناس في طريق الحج فدق الناس بعضهم بعضا فلما كان السحر ذهب عنهم فنزلوا وناموا وقام طاوس يصلي فقال له رجل ألا تنام قال: هل ينام أحد السحر!


* وموقف آخر : قالت امرأة ماجنة: ما بقي أحد إلا فتنته ما خلا طاوس، فإني تعرضت له فقال: إذا كان وقت كذا فتعالي فجئت ذلك الوقت فذهب بي إلى المسجد الحرام، فقال: اضطجعي فقلت: هاهنا! فقال: الذي يرانا هنا يرانا هناك.



* من كلمات طاوس بن كيسان:

-(ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا أحصي عليه حتى أنينه في مرضه).

- وعن ليث عن طاوس قال: "ما من شيء يتكلم به ابن آدم إلا أحصي عليه حتى أنينه في مرضه، ولما علم أحمد ذلك من قوله وكان يتأوه بينما كان مريضا توقف عن التأوه".

- قال ابن كثير: كان طاوس يقول: "خَفِ الله مخافة لا يكون عندك شيء أخوف منه، وارجه رجاءً هو أشد من خوفك إياه، وأحبب للناس ما تحب لنفسك".

-وقال عمرو بن دينار: ما رأيت أحدا قط مثل طاوس، لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة كتب إليه طاوس: إن أردت أن يكون عملك خيرًا كله فاستعمل أهل الخير فقال عمر: كفى بها موعظة..



*مرضه ووفاته:
- قال ليث بن أبي سليم: (رأيت طاووساً في مرضه الذي مات فيه يصلي على فراشه قائماً ويسجد عليه). رواه ابن سعد.

وقال سيف بن سليمان: (مات طاوس بمكة قبل يوم التروية بيوم وكان هشام بن عبد الملك قد حج تلك السنة وهو خليفة سنة ست ومائة فصلى على طاووس وكان له يوم مات بضع وتسعون سنة).


رحمه الله ورحم جميع علماءنا وجمعنا بهم في مستقر رحمته.[آمين]


التقويم: ب
فاتكِ عزو أكثر الآثار.

بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 8 شوال 1443هـ/9-05-2022م, 09:57 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فروخ الأكبروف مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ورحمة الله.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.
أبو محمد عطاء بن أبي رباح واسمه أسلم كما ذكره غير واحد من أهل العلم.
وعطاء من كبار التابعين، فقد أدرك مائتين من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين.
ولد باليمن عام خمسة وعشرين أو سبعة وعشرين للهجرة في أثناء خلافة عثمان، ونشأ بمكة. وهو من مشاهير مدرستها التي قد تأثرت بشيخها ابن عباس رضي الله عنهما.
وقد أثنى عليه أهل العلم في علمه وفضله، وهديه وسمته، وصلاحه وعبادته، وأخلاقه وشمائله، ومن ذلك:
- ما رواه ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل وابن عساكر في تاريخ دمشق عن ربيعة أنه قال: (فاق عطاءٌ أهلَ مكة في الفتوى).
- وما رواه ابن عساكر عن محمد بن مسلم المعروف بابن وارة أنه قال: (سمعت بعض أصحاب الشافعي يحكي عن الشافعي قال: (ليس من التابعين أحد أكثر اتباعا للحديث من عطاء)).
وهذا يدل على حبه للأثر والحديث، ولعل حبه هذا يفضي إلى التوسع في الرواية، ما كان سببا لاعتبار مراسيله أضعف المراسيل. قال الإمام أحمد: ((...وليس في المرسلات شيءٌ أضعف من مرسلات الحسن وعطاء بن أبي رباح؛ فإنهما يأخذان عن كل أحد)).
- قال يحيى بن سليم: حدثنا محمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان [الديباج]، قال: (ما رأيت مفتيا خيرا من عطاء بن أبي رباح إنما كان مجلسه ذكر الله لا يفتر وهم يخوضون، فإن تكلم أو سئل عن شيء أجاب وأحسن الجواب). رواه ابن أبي خيثمة وابن عساكر.
- ما رواه ابن عساكر عن سفيان بن عيينة أنه قال: (قلت لابن جريج: ما رأيت مصلياً مثلك!! قال: فكيف لو رأيت عطاء).
- ما رواه ابن عساكر في تاريخ دمشق عن سفيان الثوري عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال: (إن الرجل ليحدّثني بالحديث؛ فأنصتُ له كأن لم أسمعه قط، وقد سمعته قبل أن يولد).

ولما تحرج عطاء من تفسير القرآن برأيه كان من أقل تلامذة ابن عباس خوضا في التفسير رواية ودراية. فقد روى ابن عساكر عن عبد العزيز بن رفيع أنه قال: ((سئل عطاء عن شئ قال: لا أدري، قال فقيل له: ألا تقول فيها برأيك؟! قال: (إني أستحيي من الله أن يدان في الأرض برأيي)).
والمروي من عطاء (480) قولا، ومع هذا فثلث المروي منها جاء في تأويل آيات الأحكام (1)، لا سيما في مناسك الحج.
فقد روى ابن سعد وابن أبي خيثمة وابن عساكر عن أسلم المنقري، أنه قال: ((كنت جالسا مع أبي جعفر [وهو محمد بن علي بن الحسين] إذ مرَّ عليه عطاء بن أبي رباح، فقال: «ما بقي على ظهر الأرض أحد أعلم بمناسك الحج من عطاء بن أبي رباح»)).
وروى ابن أبي خيثمة عن خصيف، أنه قال: ((كان أعلمهم بالحج عطاء)).
أما رواة التفسير عن عطاء بن أبي رباح في كتب التفسير المسندة فقريب من خمسين رجلاً، وهم على مراتب:
المرتبة الأولى: الثقات المكثرون من الرواية عنه، ومنهم: ابن جريج، وابن أبي نجيح، وقيس بن سعد المكي، وعمرو بن دينار، وعبد الملك بن أبي سليمان العرزمي الفزاري،
المرتبة الثانية: الثقات المقلّون من الرواية عنه في التفسير، وإن كان بعضهم موصوفاً بطول ملازمته أو مكثراً عنه في الأحكام دون التفسير، ومنهم: قتادة بن دعامة السدوسي، وأيوب بن موسى الأموي القرشي، وأيوب بن أبي تميمة السختياني، وأبو بشر جعفر بن أبي وحشية اليشكري، وأبو عمرو الأوزاعي، وأبو إسحاق السبيعي، وسليمان بن مهران الأعمش، وأبو حازم سلمة بن دينار الأعرج، ومنصور بن زاذان، وعبد الله بن عبد الرحمن بن أبي حسين النوفلي المكي، وحبيب بن أبي مرزوق الرقي، والعلاء بن المسيب الأسدي، وهارون بن عنترة الشيباني، وإبراهيم الصائغ، والفضل بن عطية المروزي، ومالك بن مغول البجلي، وأبو سنان الشيباني الأكبر وهو ضرار بن مرة الكوفي تمييزاً له عن أبي سنان الشيباني الأصغر سعيد بن سنان البرجمي أحد الرواة عن الضحاك وهو مختلف فيه.
المرتبة الثالثة: المتكلّم فيهم، ومنهم:
1. محمد بن إسحاق بن يسار، وهو صدوق رمي بالتدليس؛ فإذا صرّح بالتحديث فحديثه حسن.
2.والحجاج بن أرطأة النخعي وهو صدوق رُمي بالتدليس فإذا صرّح بالسماع فحديثه أجود وربما وقع في رواياته زيادات تنكر عليه،
3. وحبيب المعلم، وهو حبيب بن أبي بقية المصري، تركه يحيى بن سعيد القطان، ووثّقه يحيى بن معين وأبو زرعة، وقال النسائي ليس بالقوي.
4. والربيع بن صبيح السعدي، وهو رجل صالح غزّاء، وقد اختلف في روايته، وجمهور النقاد على تضعيفه.
المرتبة الرابعة: مجهولو الحال: ومنهم:
1. سوار بن أبي حكيم الخراساني ختن عطاء، روى عنه خبراً إسرائيلياً.
2. وغالب بن غيلان البصري، وقد تصحّف اسمه في المطبوع من تفسير ابن جرير إلى غالب بن غلاب.
المرتبة الخامسة: الضعفاء، ومنهم: يعقوب بن عطاء بن أبي رباح، وليث بن أبي سليم، وابن لهيعة.
المرتبة السادسة: المتروكون، وهم شديدو الضعف لكثرة أخطائهم في الرواية أو لاتهامهم بالكذب، ومنهم: عقبة بن عبد الله الأصم البصري، ومحمد بن عبيد الله بن أبي سليمان العرزمي، وعمر بن قيس المكي المعروف بسندل، وطلحة بن عمرو الحضرمي، وواصل بن السائب الرقاشي، وأبو بكر بن أبي مريم الغساني، وأبو بكر الهذلي، وجابر بن يزيد الجعفي.
والأرجح في تاريخ وفاته أنه مات سنة 114 هـ. قال الذهبي: (مات على الأصح في رمضان سنة أربع عشرة ومائة، وقيل سنة خمس عشرة بمكة).

___________________
(1) تفسير التابعين محمد بن عبد الله بن علي الخضيري صـ: 185، هامش: 1.

التقويم: أ+

أحسنت، بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثالث

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:11 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir