اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد سعيد نبوي
نريد مزيد تفصيل في كيفية ضبط التعامل مع أهل البدع والجلوس إليهم.
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
يجب الحذر من مجالسة أهل البدع والاستماع إليهم وقراءة كتبهم، وقد كثرت الآثار عن السلف الصالح في التحذير من ذلك:
- روى الفريابي والآجري واللالكائي وابن بطة عن ابن عباس أنه قال: (لا تجالس أهل الأهواء فإن مجالستهم ممرضة للقلوب).
- وروى الدارمي والبيهقي وابن وضاح عن أبي قلابة الجرمي أنه قال: (لا تجالسوا أهل الأهواء، ولا تجادلوهم فإني لا آمن أن يغمسوكم في ضلالتهم ، أو يلبسوا عليكم ما كنتم تعرفون).
- وروى ابن وضاح عن الأوزاعي أنه قال: (لا تمكنوا صاحب بدعة من جدل فيورث قلوبكم من فتنته ارتياباً).
- وروى أيضاً عن سفيان الثوري أنه قال: (من أصغى سمعه إلى صاحب بدعة - وهو يعلم أنه صاحب بدعة - نزعت منه العصمة ووُكِلَ إلى نفسه).
والآثار عن السلف الصالح في ذلك كثيرة، وقد بوَّب عدد ممن صنف في الاعتقاد أبواباً في التحذير من مجالسة أهل البدع، ونقل عدد من الأئمة أن من منهج أهل السنة بغض أهل البدع وترك مجالستهم
قال الصابوني في اعتقاد أهل الحديث: (ويتجانبون أهل البدع والضلالات ، ويعادون أصحاب الأهواء والجهالات ، ويبغضون أهل البدع الذين أحدثوا في الدين ما ليس منه ، ولا يحبونهم ولا يصحبونهم ، ولا يسمعون كلامهم ولا يجالسونهم ، ولا يجادلونهم في الدين ولا يناظرونهم ، ويرون صون آذانهم عن سماع أباطيلهم التي إذا مرت بالآذان وقرت في القلوب ضَرَّت وجَرَّت إليها من الوساوس والخطرات الفاسدة ما جرت).
وهذه الآثار تفيد وجوب الحذر من مجالسة أهل البدع والاستماع إليهم لما في ذلك من مفاسد كثيرة على المرء في دينه ، وقد يفتتن بما لديهم إذا لم يكن صاحب علم وحجة وثبات على المحجة.
لكنها لا تحمل على ظلمهم ومنعهم حقوقهم الواجبة لهم في التعاملات الأخرى فإن أحكام الشريعة لا تخرج عن مقتضى العدل والإحسان كما قال الله تعالى: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان).
فمن كان من أهل العلم والحجة وكان في موضع اشتهرت فيه تلك البدعة ونجم أصحابها وتصدروا وجب عليه بيان الحق ومناظرة أؤلئك المبتدعة وبيان باطلهم لئلا يضلوا الناس ويفتنوهم في دينهم.
ومن كان ضعيف العلم والحجة فليطلب السلامة لنفسه ويتجنب مجالسة أهل البدع والاستماع إليهم.
وسنأتي في دراسة متون الاعتقاد على تفصيل لأحكام التعامل مع أهل البدع ومناظرتهم، إن شاء الله تعالى.