أصناف علماء التابعين باليمن:
علماء التابعين باليمن على أربعة أصناف:
1: صنفٌ سكن اليمن واستقرّ بها إلى أن مات.
2: وصنفٌ من أهل اليمن، لكن خرجوا منها مدّة ثمّ عادوا إليها، أو كانوا ممن يتنقّل بين اليمن وبين بلد آخر، ومن هؤلاء: طاووس بن كيسان كان يتنقّل بين مكة واليمن.
3: وصنف تعلّموا باليمن ما شاء الله أن يتعلموا ثم خرجوا إلى أمصار أخرى واستقرّوا بها، وهم أكثرهم:
- فممن انتقل إلى العراق: الأسود بن يزيد النخعي، وعلقمة بن قيس، وأبو عثمان النهدي، وعمرو بن ميمون الأودي، وسعيد بن وهب الخيواني، وغيرهم كثير.
- وممن انتقل إلى الشام: أبو مسلم الخولاني، وكعب الأحبار، وعبد الرحمن بن غنم الأشعري، وعمرو بن الأسود العنسي، وعبد الرحمن بن عسيلة الصنابحي، ومالك بن يخامر السكسكي، ويزيد بن عَميرة الزبيدي، وجبير بن نفير الحضرمي، وعاصم بن حميد السكوني، وغيرهم كثير.
- وممن انتقل إلى مصر: ناشرة بن سمي انتقل إلى الشام ثم إلى مصر، وسفيان بن هانئ الجيشاني، وحسان بن كريب الحميري، وعبد الله بن مالك بن أبي الأسحم، وغيرهم.
وجماعة من أهل هذا الصنف ممن تقدّمت ترجمتهم، ولبعضهم تراجم سأوردها - إن شاء الله - في بلدان أخرى لشهرتهم فيها، ولو أردنا أن نتقصى أسماءهم هنا لكثر عددهم جداً؛ فنكتفي بالتمثيل عن التقصّي.
- قال ابن حبان: (وإنما وقع جلّة أهل اليمن من التابعين بالشام ومصر فسكنوها ثم استوطنوها، حتى لقد نزل بحمص وحدها من سكسك وسكاسك قبيلتين من اليمن زهاء ألف نفس، إلا أنّ أكثرهم اشتغلوا بالغزوات والعبادات؛ فلم يظهر [منهم] كثير علم، إذ هم أهل سلامة وخير كانوا لا يشتغلون بما يؤدي التنوّق من العلم وآثروا العبادة عليه).
4: وصنف لم يكونوا من أهل اليمن لكنّهم وفدوا إليها لتولي إمارة أو قضاء أو زيارة أو غير ذلك، ثمّ كان لهم أثر في نشر العلم في اليمن، ومن هؤلاء:
- عروة بن محمد السعدي أمير اليمن في خلافة عمر بن عبد العزيز.
- وعكرمة مولى ابن عباس قدم عدن سنة 100هـ، ومكث فيها مدة؛ فسمع منه أهلها وحدّث فيها بحديث كثير، وروى عنه الحكم بن أبان العدني مسائل كثيرة في التفسير.
- ونافع مولى ابن عمر بعثه عمر بن عبد العزيز إلى اليمن.
- وعبد الله بن شبرمة الضبي ولي القضاء بها مدة، ثم عاد إلى الكوفة.