المجموعة الأولى:
1: ترجم بإيجاز لابن كثير رحمه الله :
اسمه ونسبه : هو الإمام الحافظ الشيخ المفسر وعمدة المحدثين إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي وشيخه المزي هو الذي أخبره بنسبه إلى قريش ففرح بذلك ابن كثير وأثبتها في نسبه
مولده : ولد رحمه الله في بصرى الشام التابعة اليوم لمحافظة درعا السورية سنة سبعمئة من الهجرة وذلك مستنبط من قوله فيما يحكي عن أبيه: وتوفي في شهر جمادى الأولى سنة ثلاث وسبعمائة، وكنت إذ ذاك صغيرا ابن ثلاث سنين أو نحوها لا أدركه .
نشأته : نشأ في بيت علم فكان والده خطيبًا في مجدل ببصرى الشام ولما توفي أبوه ستة ثلاث و سبعمئة انتقل به أخوه عبدالوهاب إلى دمشق وكانت حاضرة العلم إذ ذاك فحفظ القرآن وقرأ القراءات والتحق بطلب العلم على علماء دمشق وهو صغير .
شيوخه : تتلمذ لكثير من العلماء الذين درس عليهم شتى فنون العلم من نحو وقراءات وتجويد وحديث وغيرها ، فكان من شيوخه في الحديث الحافظ أبو الحجاج يوسف بن عبدالرحمن المزي صاحب الكتابين العظيمين تهذيب الكمال وتحفة الأشراف ، وكذلك من شيوخه الذين تأثر بهم تأثرًا كثيرًا شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله ومن شيوخه كذلك الحافظ الذهبي والرزالي وابن عساكر .
تلاميذه : من تلاميذه الإمام الواعظ ابن الجزري والزركشي والعراقي العالمين الجليلين في علم الحديث .
مكانته العلمية : نبغ ابن كثير رحمه الله مبكرًا فقد تهيأ للتدريس وتقلد منصبه سنة ست وثلاثين وسبعمئة ، وتولى كذلك التدريس بعد شيخه الذهبي في تربة أم الصالح ودرس التفسير في الجامع الأموي وانتصب للإفتاء حتى كانت ترد عليه الفتاوى من الحكام وكان شافعيًا إلا أنه يلتزم الدليل ، وقد صنف مصنفات أثنى عليها العلماء وقد جمع فنونًا شتى من العلم وصنف فيها كعلم التفسير والتاريخ وعلم الحديث والرجال وعلم السيرة مع الفقه .
معتقده : كان رحمه الله على معتقد أهل السنة والجماعة في باب الأسماء والصفات وفي باب أهل البيت وفي غيرها من مسائل العقيدة ويدل ذلك كلامه الذي في تفسيره عند آيات الصفات .
كتبه وتصانيفه : أكثر الحافظ ابن كثير رحمه الله من التصانيف حتى ترك ما يقارب ستين مؤلفًا منها ما هو ضخم الحجم ككتابه البداية والنهاية وكتابه جامع المسانيد والسنن الهادي لأقوم سنن الذي رتب فيه عشرة مؤلفات في السنة منها الكتب الستة ومسند الإمام أحمد على مسانيد الصحابة وبلغ كتابه ذلك قرابة ثلاثين مجلدًا ، ومنها كتابه تفسير القرآن العظيم الذي هو تفسير بالمأثور وقد أثنى عليه العلماء ثناءً كبيرا .
وفاته : توفي رحمه الله رحمة واسعة سنة أربع وسبعين وسبعمئة من الهجرة في دمشق .
2: تكلم عن ثناء أهل العلم قديما وحديثا على تفسير ابن كثير.
تفسير ابن كثير رحمه الله من الكتب الجليلة التي سارت بها الركبان وقد أثنى عليه العلماء في القديم والحديث واعتنوا به وقدموه على كثير من كتب التفسير الأخرى فمن ثنائهم عليه قديما ما قال السيوطي عنه في طبقات الحفاظ : " إنه التفسير الذي لم يؤلف على نمطه مثله " وقول الإمام الشوكاني رحمه الله في البدر الطالع : " وهو من أحسن التفاسير إن لم يكن أحسنها " .
وممن أثنى عليه من العلماء حديثًا الشيخ المحدث أحمد شاكر رحمه الله في اختصاره لتفسير ابن كثير الذي سماه عمدة التفسير ، قال : " إن تفسير ابن كثير أحسن التفاسير التي رأينا وأجودها وأدقها بعد تفسير إمام المفسرين أبي جعفر الطبري، ولسنا نوازن بينهما وبين أي تفسير آخر مما بأيدينا، فما رأينا مثلهما ولا ما يقاربهما " وكذلك أثنى عليه الشيخ ناصر الدين الألباني فإنه لما سئل عن أحسن ما يقرأ طالب العلم في كل فن من فنون العلم فكان من جوابه أن قال : " أما التفسير فإنني أنصح السائل أن يقرأ في تفسير الحافظ ابن كثير فما رأينا مما في أيدينا الآن من التفاسير مثل تفسير ابن كثير، وإن كان فيه بعض التطويل أو الطول فعلى السائل أن يعود ويمرن نفسه على القراءة والنظر فيه. " وعده الشيخ عبدالرحمن بن حسن كما في الدرر السنية أفضل التفاسير التي في أيدي الناس مع تفسير ابن جرير الطبري وتفسير الإمام البغوي ، وكذلك أثنى عليه الإمام ابن باز لسلامة معتقده وأثنى عليه الشيخ الفوزان والشيخ محمد لطفي الصباغ حفظهما الله .