دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السادس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 13 جمادى الأولى 1442هـ/27-12-2020م, 10:46 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي مجلس أداء التطبيق السابع (المثال الأول) من تطبيقات دورة مهارات التفسير

مجلس أداء التطبيق السابع (المثال الأول) من تطبيقات دورة مهارات التفسير

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 20 جمادى الأولى 1442هـ/3-01-2021م, 12:56 AM
صلاح الدين محمد صلاح الدين محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 1,868
افتراضي

تحرير القول في المراد بالذي بيده عقدة النكاح
اختلف العلماء في المراد بالذي بيده عقدة النكاح إلى أقوال :
القول الأول : هو الولي , وهو قول ابن عباس , وعلقمة , والأسود بن يزيد , ومجاهد , وطاووس ,وشريح , والحسن , وإبراهيم , والشعبي .
التخريج :
- أما القول المروي عن ابن عباس فقد رواه مسلم بن خالد الزنجي عن ابن ابي نجيح عن ابن عباس , ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس .
- أما قول علقمة فقد رواه سعيد بن منصور , و ابن جرير من طرق عنه , ورواه ابن ابي شيبة كما في الدر المنثور .
- أما قول الأسود بن يزيد فقد رواه ابن جرير من طريق معتمر عن حجاج عنه .
- أما قول مجاهد , وطاووس فقد رواه ابن جرير من طريق أبي بشير عنهما .
- أما قول شريح فرواه ابن جرير من طريق علي , والشعبي عنه , ورواه ابن أبي حاتم عنه من طريق عيسى بن عاصم عنه .
- أما قول الحسن فرواه عبدالرزاق من طريق معمر عن الحسن , ورواه ابن جرير من طرق عنه .
- أما قول إبراهيم فرواه سعيد بن منصور , وابن جرير من طرق عنه .
- أما قول الشعبي فرواه ابن جرير عنه .
الحجج والاعتراضات :
- قال الثعلبي : مذهب [أهل] العراق لا يرون سبيلا للولي على شيء من صداقها إلّا بإذنها، ثيّبا كانت أو بكرا، قالوا: لإجماع الجميع من أنّ ولي المرأة لو أبرأ زوجها من مهرها قبل الطلاق أنه لا يجوز ذلك، فكذلك إبراؤه وعفوه بعد الطلاق لا يجوز، ولإجماعهم أيضا على أنه لو وهب وليّها من مالها لزوجها درهما بعد البينونة أثم ما لم يكن له ذلك، وكانت تلك الهبة باطلة والمهر مال من أموالها، فوجب أن يكون الحكم كحكم بإبراء، مالها ولإجماعهم أنّ من الأولياء من لا يجوز عفوه عليها بالإجماع، وهم بنو الأخوة وبنو الأعمام وما يفرق الله [بعض] في الآية.
- قال ابن جرير : ويقال لمن أبى ما قلنا ممّن زعم أنّ الّذي بيده عقدة النّكاح وليّ المرأة، هل يخلو القول في ذلك من أحد أمرين، إذ كان الّذي بيده عقدة النّكاح هو الوليّ عندك إمّا أن يكون ذلك كلّ وليٍّ جاز له تزويج وليّته، أو يكون ذلك بعضهم دون بعضٍ؟ فلن يجد إلى الخروج من أحد هذين القسمين سبيلاً.
فإن قال: إنّ ذلك كذلك، قيل له: فأيّ ذلك عني به؟
فإن قال: كلّ وليٍّ جاز له تزويج وليّته. قيل له: أفجائزٌ للمعتق أمةً تزويج مولاته بإذنها بعد عتقه إيّاها؟
فإن قال: نعم، قيل له: أفجائزٌ عفوه إن عفا عن صداقها لزوجها بعد طلاقه إيّاها قبل المسيس.
فإن قال: نعم خرج من قول الجميع.
وإن قال: لا قيل له: ولم وما الّذي حظر ذلك عليه، وهو وليّها الّذي بيده عقدة نكاحها.
ثمّ يعكس القول عليه في ذلك، ويسأل الفرق بينه، وبين عفو سائر الأولياء غيره.
وإن قال لبعضٍ دون بعضٍ، سئل البرهان على خصوص ذلك، وقد عمّه اللّه تعالى ذكره فلم يخصّص بعضًا دون بعضٍ، ويقال له: من المعنيّ به إن كان المراد بذلك بعض الأولياء دون بعضٍ؟
فإن أومأ في ذلك إلى بعضٍ منهم، سئل البرهان عليه، وعكس القول فيه وعورض في قوله ذلك، بخلاف دعواه، ثمّ لن يقول في ذلك قولاً إلاّ ألزم في الآخر مثله.
فإن ظنّ ظانٌّ أنّ المرأة إذا فارقها زوجها، فقد بطل أن يكون بيده عقدة نكاحها، واللّه تعالى ذكره إنّما أجاز عفو الّذي بيده عقدة نكاح المطلّقة فكان معلومًا بذلك أنّ الزّوج غير معنيٍّ به، وأنّ المعنيّ به هو الّذي بيده عقدة نكاح المطلّقة بعد بينونتها من زوجها. وفي بطول ذلك أن يكون حينئذٍ بيد الزّوج، صحّة القول أنّه بيد الوليّ الّذي إليه عقد النّكاح إليها. وإذا كان ذلك كذلك صحّ القول بأنّ الّذي بيده عقدة النّكاح، هو الوليّ، فقد غفل وظنّ خطأً. وذلك أنّ معنى ذلك: أو يعفو الّذي بيده عقدة نكاحه، وإنّما أدخلت الألف واللاّم في النّكاح بدلاً من الإضافة إلى الهاء الّتي كان النّكاح لو لم يكونا فيه مضافًا إليها، كما قال اللّه تعالى ذكره: {فإن الجنّة هي المأوى} بمعنى: فإنّ الجنّة هى مأواه، وكما قال نابغة بني ذبيان:
لهم شيمةٌ لم يعطها اللّه غيرهم = من النّاس فالأحلام غير عوازب
بمعنى: فأحلامهم غير عوازب. والشّواهد على ذلك أكثر من أن تحصى.
القول الثاني : هو الزوج , وهو قول علي بن أبي طالب , وابن عباس , وشريح ,سعيد بن المسيب , ومجاهد , وسعيد بن جبير
- قال ابن جرير : وهذا في المرأة يطلّقها زوجها ولم يدخل بها، وقد فرض لها، فلها نصف المهر، فإن شاءت تركت الّذي لها وهو النّصف، وإن شاءت قبضته.
- قال ابن كثير : وهذا هو الجديد من قولي الشّافعيّ، ومذهب أبي حنيفة. وأصحابه، والثّوريّ، وابن شبرمة، والأوزاعيّ، واختاره ابن جريرٍ.
التخريج :
- أما قول على فرواه ابن أبي حاتم , وابن جرير من طريق جرير بن حازم عن عيسى بن عاصم عن شريح عنه , وابن جرير من طريق من طريق قتادة عن خلاس بن عمرو عنه .
- أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير من طرق عنه .
- أما قول شريح فرواه عبدالله بن وهب من طرق عنه , ورواه عبدالرزاق من طريق أيوب عن ابن سيرين عنه , ورواه سعيد بن منصور من طريق أبي الأحوص عن أبي اسحاق عنه , ورواه ابن جرير من طرق عنه .
- أما قول سعيد بن المسيب فرواه عبدالرزاق من طريق معمر عن قتادة عنه , ورواه بن جرير من طرق عنه .
- أما قول مجاهد فرواه عبدالرزاق , ومسلم بن خالد الزنجي من طريق ابن أبي نجيح عنه , ورواه ابن جرير من طرق عنه .
- أما قول سعيد بن جبير فراواه ابن جرير من طرق عنه .
الحجج والاعتراضات :
- قال القرطبي : فإن قيل: لا نسلم أنه الولي بل هو الزوج، وهذا الاسم أولى به، لأنه أملك للعقد من الولي على ما تقدم. فالجواب- أنا لا نسلم أن الزوج أملك للعقد من الأب في ابنته البكر، بل أب البكر يملكه خاصة دون الزوج، لأن المعقود عليه هو بضع البكر، ولا يملك الزوج أن يعقد على ذلك بل الأب يملكه. وقد أجاز شريح عفو الأخ عن نصف المهر، وكذلك قال عكرمة: يجوز عفو الذي عقد عقدة النكاح بينهما، كان عما أو أبا أو أخا، وإن كرهت.
القول الثالث : هو أبو البكر , وهذا القول يدخل في القول الثاني وقال به ابن عباس , والزهري والسدي في آخرين كما ذكر ابن الجوزي .
الدراسة :
أما القول الأول فمبناه على أن الذي بيده عقدة النكاح حقيقة هو الزوج , أنه بيده أن يقيم الزواج أو أن ينقضه ويهدمه .
أما القول الثاني فمبناه على أن الولي هو الذي أكسبها هذا المال , فله التصرف فيه بخلاف سائر مالها , كما ذكر ابن كثير.
الراجح :
الخلاف في المراد بالذي بيده عقدة النكاح خلاف قوي وكل له وجهه من الأدلة :
فأصحاب القول الأول : استدلوا ؛ بالإجماع الذي فيه أنّ وليّ جاريةٍ بكرٍ، أو ثيّبٍ، صبيّةٍ صغيرةً كانت، أو مدركةً كبيرةً، لو أبرأ زوجها من مهرها قبل طلاقه إيّاها، أو وهبه له، أو عفا له عنه، أنّ إبراءه ذلك، وعفوه له عنه باطلٌ، وأنّ صداقها عليه ثابتٌ ثبوته قبل إبرائه إيّاه منه، فكان سبيل ما أبرأه من ذلك بعد طلاقه إيّاها سبيل ما أبرأه منه قبل طلاقه إيّاها. كما ذكر ابن جرير .
واستدلوا بالحديث الذي رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «وليّ عقدة النّكاح الزّوج». والحديث فيه ابن لهيعة وهو ضعيف .
وأصحاب القول الثاني : استدلوا ؛ بأن الله سبحانه وتعالى قال في أول الآية:" وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم" فذكر الأزواج وخاطبهم بهذا الخطاب، ثم قال:" إلا أن يعفون" فذكر النسوان،" أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح" فهو ثالث فلا يرد إلى الزوج المتقدم إلا لو لم يكن لغيره وجود، وقد وجد وهو الولي فهو المراد. قال معناه مكي وذكره ابن العربي. وأيضا فإن الله تعالى قال:" إلا أن يعفون" ومعلوم أنه ليس كل امرأة تعفو، فإن الصغيرة والمحجور عليها لا عفو لهما، فبين الله القسمين فقال:" إلا أن يعفون" أي إن كن لذلك أهلا،" أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح" وهو الولي، لأن الأمر فيه إليه. وكذلك روى ابن وهب وأشهب وابن عبد الحكم وابن القاسم عن مالك أنه الأب في ابنته البكر والسيد في أمته. وإنما يجوز عفو الولي إذا كان من أهل السداد، ولا يجوز عفوه إذا كان سفيها. كما ذكر القرطبي .
والله أعلم

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 25 جمادى الأولى 1442هـ/8-01-2021م, 11:44 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الدين محمد مشاهدة المشاركة
تحرير القول في المراد بالذي بيده عقدة النكاح
اختلف العلماء في المراد بالذي بيده عقدة النكاح إلى أقوال :
القول الأول : هو الولي , وهو قول ابن عباس , وعلقمة , والأسود بن يزيد , ومجاهد , وطاووس ,وشريح , والحسن , وإبراهيم , والشعبي .
التخريج :
- أما القول المروي عن ابن عباس فقد رواه مسلم بن خالد الزنجي عن ابن ابي نجيح عن ابن عباس , ورواه [وسعيد ابن منصور أيضًا] ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق عمرو بن دينار عن عكرمة عن ابن عباس .
- أما قول علقمة فقد رواه سعيد بن منصور , و ابن جرير من طرق عنه , ورواه ابن ابي شيبة كما في الدر المنثور [الدر المنثور مصدر بديل للمصادر المفقودة، فنعتمد عليه مثلا في النسبة للجزء المفقود من تفسير ابن المنذر، وابن أبي شيبة له عدة مصنفات مطبوعة - ومتوفرة في المكتبة الشاملة - فينبغي العودة إليها أولا قبل النسبة للدر المنثور ومنها مصنف ابن أبي شيبة] .
- أما قول الأسود بن يزيد فقد رواه ابن جرير من طريق معتمر عن حجاج عنه .
- أما قول مجاهد , وطاووس فقد رواه ابن جرير من طريق أبي بشير [بشر] عنهما .
- أما قول شريح فرواه ابن جرير من طريق علي , والشعبي عنه , ورواه ابن أبي حاتم عنه من طريق عيسى بن عاصم عنه . [وهذا هو القول الأول لشريح، ورجع عنه، راجع الملحوظات أدناه]
- أما قول الحسن فرواه عبدالرزاق من طريق معمر عن الحسن , ورواه ابن جرير من طرق عنه .
- أما قول إبراهيم فرواه سعيد بن منصور , وابن جرير من طرق عنه . [مخرج الأثر؟ وقد أغفلت ذكره في أكثر من موضع]
- أما قول الشعبي فرواه ابن جرير عنه .
الحجج والاعتراضات :
[عند ترتيب النقول نرتب الأقوال حسب تاريخ الوفاة الأقدم فالأقدم، وابن جرير توفي قبل الثعلبي
والأولى هنا أن تلخص هذه الحجج والاعتراضات بأسلوبك في نقاط، فهذا مما ينمي الملكة التفسيرية ويؤكد فهمك للمسألة]

- قال الثعلبي : مذهب [أهل] العراق لا يرون سبيلا للولي على شيء من صداقها إلّا بإذنها، ثيّبا كانت أو بكرا، قالوا: لإجماع الجميع من أنّ ولي المرأة لو أبرأ زوجها من مهرها قبل الطلاق أنه لا يجوز ذلك، فكذلك إبراؤه وعفوه بعد الطلاق لا يجوز، ولإجماعهم أيضا على أنه لو وهب وليّها من مالها لزوجها درهما بعد البينونة أثم ما لم يكن له ذلك، وكانت تلك الهبة باطلة والمهر مال من أموالها، فوجب أن يكون الحكم كحكم بإبراء، مالها ولإجماعهم أنّ من الأولياء من لا يجوز عفوه عليها بالإجماع، وهم بنو الأخوة وبنو الأعمام وما يفرق الله [بعض] في الآية.
- قال ابن جرير : ويقال لمن أبى ما قلنا ممّن زعم أنّ الّذي بيده عقدة النّكاح وليّ المرأة، هل يخلو القول في ذلك من أحد أمرين، إذ كان الّذي بيده عقدة النّكاح هو الوليّ عندك إمّا أن يكون ذلك كلّ وليٍّ جاز له تزويج وليّته، أو يكون ذلك بعضهم دون بعضٍ؟ فلن يجد إلى الخروج من أحد هذين القسمين سبيلاً.
فإن قال: إنّ ذلك كذلك، قيل له: فأيّ ذلك عني به؟
فإن قال: كلّ وليٍّ جاز له تزويج وليّته. قيل له: أفجائزٌ للمعتق أمةً تزويج مولاته بإذنها بعد عتقه إيّاها؟
فإن قال: نعم، قيل له: أفجائزٌ عفوه إن عفا عن صداقها لزوجها بعد طلاقه إيّاها قبل المسيس.
فإن قال: نعم خرج من قول الجميع.
وإن قال: لا قيل له: ولم وما الّذي حظر ذلك عليه، وهو وليّها الّذي بيده عقدة نكاحها.
ثمّ يعكس القول عليه في ذلك، ويسأل الفرق بينه، وبين عفو سائر الأولياء غيره.
وإن قال لبعضٍ دون بعضٍ، سئل البرهان على خصوص ذلك، وقد عمّه اللّه تعالى ذكره فلم يخصّص بعضًا دون بعضٍ، ويقال له: من المعنيّ به إن كان المراد بذلك بعض الأولياء دون بعضٍ؟
فإن أومأ في ذلك إلى بعضٍ منهم، سئل البرهان عليه، وعكس القول فيه وعورض في قوله ذلك، بخلاف دعواه، ثمّ لن يقول في ذلك قولاً إلاّ ألزم في الآخر مثله.
فإن ظنّ ظانٌّ أنّ المرأة إذا فارقها زوجها، فقد بطل أن يكون بيده عقدة نكاحها، واللّه تعالى ذكره إنّما أجاز عفو الّذي بيده عقدة نكاح المطلّقة فكان معلومًا بذلك أنّ الزّوج غير معنيٍّ به، وأنّ المعنيّ به هو الّذي بيده عقدة نكاح المطلّقة بعد بينونتها من زوجها. وفي بطول ذلك أن يكون حينئذٍ بيد الزّوج، صحّة القول أنّه بيد الوليّ الّذي إليه عقد النّكاح إليها. وإذا كان ذلك كذلك صحّ القول بأنّ الّذي بيده عقدة النّكاح، هو الوليّ، فقد غفل وظنّ خطأً. وذلك أنّ معنى ذلك: أو يعفو الّذي بيده عقدة نكاحه، وإنّما أدخلت الألف واللاّم في النّكاح بدلاً من الإضافة إلى الهاء الّتي كان النّكاح لو لم يكونا فيه مضافًا إليها، كما قال اللّه تعالى ذكره: {فإن الجنّة هي المأوى} بمعنى: فإنّ الجنّة هى مأواه، وكما قال نابغة بني ذبيان:
لهم شيمةٌ لم يعطها اللّه غيرهم = من النّاس فالأحلام غير عوازب
بمعنى: فأحلامهم غير عوازب. والشّواهد على ذلك أكثر من أن تحصى.
القول الثاني : هو الزوج , وهو قول علي بن أبي طالب , وابن عباس , وشريح ,سعيد بن المسيب , ومجاهد , وسعيد بن جبير
- قال ابن جرير : وهذا في المرأة يطلّقها زوجها ولم يدخل بها، وقد فرض لها، فلها نصف المهر، فإن شاءت تركت الّذي لها وهو النّصف، وإن شاءت قبضته.
- قال ابن كثير : وهذا هو الجديد من قولي الشّافعيّ، ومذهب أبي حنيفة. وأصحابه، والثّوريّ، وابن شبرمة، والأوزاعيّ، واختاره ابن جريرٍ.
التخريج :
- أما قول على فرواه ابن أبي حاتم , وابن جرير من طريق جرير بن حازم عن عيسى بن عاصم عن شريح عنه , وابن جرير من طريق من طريق قتادة عن خلاس بن عمرو عنه .
- أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير من طرق عنه .
- أما قول شريح فرواه عبدالله بن وهب من طرق عنه , ورواه عبدالرزاق من طريق أيوب عن ابن سيرين عنه , ورواه سعيد بن منصور من طريق أبي الأحوص عن أبي اسحاق عنه , ورواه ابن جرير من طرق عنه . [وبعض طرق ابن جرير توافق طريق عبد الرزاق أو ابن وهب فنبين ذلك]
- أما قول سعيد بن المسيب فرواه عبدالرزاق من طريق معمر عن قتادة عنه , ورواه بن جرير من طرق عنه .
- أما قول مجاهد فرواه عبدالرزاق , ومسلم بن خالد الزنجي من طريق ابن أبي نجيح عنه , ورواه ابن جرير من طرق عنه .
- أما قول سعيد بن جبير فراواه ابن جرير من طرق عنه .
الحجج والاعتراضات :
- قال القرطبي : فإن قيل: لا نسلم أنه الولي بل هو الزوج، وهذا الاسم أولى به، لأنه أملك للعقد من الولي على ما تقدم. فالجواب- أنا لا نسلم أن الزوج أملك للعقد من الأب في ابنته البكر، بل أب البكر يملكه خاصة دون الزوج، لأن المعقود عليه هو بضع البكر، ولا يملك الزوج أن يعقد على ذلك بل الأب يملكه. وقد أجاز شريح عفو الأخ عن نصف المهر، وكذلك قال عكرمة: يجوز عفو الذي عقد عقدة النكاح بينهما، كان عما أو أبا أو أخا، وإن كرهت.
القول الثالث : هو أبو البكر , وهذا القول يدخل في القول الثاني وقال به ابن عباس , والزهري والسدي في آخرين كما ذكر ابن الجوزي . [وهذه الأقوال مسندة عند ابن جرير فلا حاجة للنقل عن ابن الجوزي، وقد وُجدت في مصادر مسندة]
الدراسة :
أما القول الأول فمبناه على أن الذي بيده عقدة النكاح حقيقة هو الزوج , أنه بيده أن يقيم الزواج أو أن ينقضه ويهدمه .
أما القول الثاني فمبناه على أن الولي هو الذي أكسبها هذا المال , فله التصرف فيه بخلاف سائر مالها , كما ذكر ابن كثير.
[في الدراسة نقدم للمسألة أولا بذكر ملخص لها، ثم نعقب بذكر الترجيح ووجهه وعلة الأقوال المرجوحة
أو وجه الجمع بين الأقوال إن كان الخلاف من قبيل خلاف التنوع]

الراجح :
الخلاف في المراد بالذي بيده عقدة النكاح خلاف قوي وكل له وجهه من الأدلة :
فأصحاب القول الأول : استدلوا ؛ بالإجماع الذي فيه أنّ وليّ جاريةٍ بكرٍ، أو ثيّبٍ، صبيّةٍ صغيرةً كانت، أو مدركةً كبيرةً، لو أبرأ زوجها من مهرها قبل طلاقه إيّاها، أو وهبه له، أو عفا له عنه، أنّ إبراءه ذلك، وعفوه له عنه باطلٌ، وأنّ صداقها عليه ثابتٌ ثبوته قبل إبرائه إيّاه منه، فكان سبيل ما أبرأه من ذلك بعد طلاقه إيّاها سبيل ما أبرأه منه قبل طلاقه إيّاها. كما ذكر ابن جرير .
واستدلوا بالحديث الذي رواه عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «وليّ عقدة النّكاح الزّوج». والحديث فيه ابن لهيعة وهو ضعيف .
وأصحاب القول الثاني : استدلوا ؛ بأن الله سبحانه وتعالى قال في أول الآية:" وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم" فذكر الأزواج وخاطبهم بهذا الخطاب، ثم قال:" إلا أن يعفون" فذكر النسوان،" أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح" فهو ثالث فلا يرد إلى الزوج المتقدم إلا لو لم يكن لغيره وجود، وقد وجد وهو الولي فهو المراد. قال معناه مكي وذكره ابن العربي. وأيضا فإن الله تعالى قال:" إلا أن يعفون" ومعلوم أنه ليس كل امرأة تعفو، فإن الصغيرة والمحجور عليها لا عفو لهما، فبين الله القسمين فقال:" إلا أن يعفون" أي إن كن لذلك أهلا،" أو يعفوا الذي بيده عقدة النكاح" وهو الولي، لأن الأمر فيه إليه. وكذلك روى ابن وهب وأشهب وابن عبد الحكم وابن القاسم عن مالك أنه الأب في ابنته البكر والسيد في أمته. وإنما يجوز عفو الولي إذا كان من أهل السداد، ولا يجوز عفوه إذا كان سفيها. كما ذكر القرطبي .
والله أعلم
بارك الله فيك
بداية أرجو العناية بهذه الملحوظات:
1. لابن عباس ثلاث روايات مختلفة وإذا لم يتعين لك الراجح منها، فلا يصح تكرار عبارة "وهو قول ابن عباس" مع كل قول، وإنما نقول: وهو رواية عن ابن عباس
أما شريح فقد ثبت رجوعه عن القول بأنه الولي إلى القول بأنه الزوج، فعند تخريج القول بأنه الولي نقول: وهو قول شريح القديم ورجع عنه.
2. التعبير عن توجيه الأقوال، وبيان عللها بأسلوبك ينمي لديك ملكة تفسيرية ويعينك على فهم المسألة أكثر، فلا مانع من جمع أقوال العلماء وتوجيهاتهم في مسودة بحثك ثم إعادة تلخيصها بأسلوبك.
أما الاعتماد على نسخ ولصق أقوال العلماء، فهو مما يضعف بحثك ويؤخر إتقانك لهذه المهارات.
3. هذه المسألة تفسيرية فقهية والرجوع لكتب أحكام القرآن - مع مراعاة مذاهب المصنفين الفقهية - يفيدك في إثراء بحثها ومعرفة اختلاف المذاهب فيها.
التقويم:
ب
زادك الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 30 جمادى الأولى 1442هـ/13-01-2021م, 08:23 AM
أمل حلمي أمل حلمي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 253
افتراضي

المراد بالعذاب الأدنى:
1- القتل بالسيف مثلما حدث في يوم بدر وغيرها:
وهو قول عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب والحسن بن علي وعبد الله بن الحارث بن نوفل ومجاهد وقتادة والسدي.
التخريج:
- أما قول ابن مسعود فرواه موسى بن سعيد النهدي في كتابه وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره والحاكم في مستدركه وقال هو صحيح على شرط الشيخان، وكلهم من طريق سفيان عن السدي عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود.
- وأما القول المروي عن أبي بن كعب فرواه عبد الرزاق في تفسيره عن قتادة أنه بلغه عن أبي ، ورواه ابن جرير في تفسيره وكلهم من طريق قتادة عن مجاهد عن أبي وهو منقطع.
- وأما قول الحسن بن عليّ أخرجه ابن جرير في تفسيره من طريق يعقوب عن هشيم عن عوف عمن حدثه عن الحسن بن علي وقال: هو القتل بالسيف صبرًا.
- أما قول عبد الله بن الحارث بن نوفل فرواه ابن جرير في تفسيره من طريق ابن وكيع عن عبد الأعلى عن عوف عن عبد الله بن الحارث.
- وأما قول مجاهد فرواه ابن جرير في تفسيره من طريق ابن نجيح عن مجاهد ورواه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني في تفسير مجاهد وهو القول بأن العذاب الأدنى هو القتل والجوع لقريش.
- وأما قول قتادة والسدي فقد ذكره البغوي في تفسيره دون إسناد.

2- عذاب الدنيا وهو العقوبات والمصائب التي تحدث في الاموال والأولاد.

(يدخل فيها السنون التي أصابت قريش والقحط والجوع)
هو قول أبي بن كعب وعبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وعبادة بن الصامت ومعمر والحسن وإبراهيم وأبي العالية والضحاك وابن زيد ومقاتل وجعفر الصادق.

التخريج:

- أما قول أبي بن كعب فرواه مسلم في صحيحه وابن جريرفي تفسيره كلاهما من طريق شعبة عن قتادة عن عزرة عن الحسن عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب.
- وأما قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فرواه النسائي في سننه ورواه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني في تفسير مجاهد وابن كثير في تفسيره وكلهم من طريق أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود، ورواه ابن الحوزي في تفسيره زاد المسير من طريق أبي عبيدة عن ابن مسعود قال سنون أصابتهم.
- أما قول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فرواه ابن جرير في تفسيره من عدة طرق والثعلبي في تفسيره والبغوي في تفسيره كلاهما من طريق الوالبي عن ابن عباس وابن الجوزي في تفسيره من وراية ابن أبي طلحة عن ابن عباس وقال هي مصائب الدينا وأسقامها.
- وأما قول عبادة بن الصامت رضي الله عنه فقد رواه السيوطي في الدر المنثور الحديث الذي أخرجه ابن مردويه عن أبي إدريس الخولاني رضي الله عنه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابه فقال هي المصائب والاسقام والانصاب عذاب للمسرف في الدنيا دون عذاب الآخرة قلت: يا رسول الله فما هي لنا قال: زكاة وطهور.
- وأما قول إبراهيم النخعي فرواه موسى بن مسعود النهدي من تفسير سفيان ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه وابن جرير في تفسيره كلهم من طريق منصور عن إبراهيم وقال أشياء يصابون بها في الدنيا، وروى ابن جرير قول آخر من طريق سفيان عن منصور عن إبراهيم قوله: سنين أصابتهم.
- قول أبي العالية فرواه ابن جرير من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية قال هي المصائب في الدنيا.
- قول الضحاك فرواه ابن جرير من طريق أبو خالد الأحمر عن جويبر عن الضحاك قال المصائب في دنياهم وأموالهم.
- قول ابن زيد فرواه ابن جرير في تفسيره من طريق يونس عن ابن وهب عن ابن زيد أنه قال هو عذاب الدنيا
- قول مقاتل فرواه البغوي وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي كلهم دون إسناد والقول هو الجوع سبع سنين بمكة حتى أكلوا الجيف.
- وأما قول معمر والحسن فرواه عبد الرزاق في تفسيره ولم يذكر الإسناد وقال هي عقوبات الدنيا، وذكر ابن جرير قول الحسن في تفسيره من طريق سعيد عن قتادة عن الحسن.
- أما قول جعفر الصادق فرواه الماوردي في تفسيره دون إسناد وقال أن العذاب الأدنى في المال.

3- الحدود وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما.
التخريج:
قول ابن عباس رواه ابن جرير في تفسيره من طريق أبوعاصم عن شبيب عن عكرمة عن ابن عباس.

4- عذاب القبر:

وهو قول البراء بن عازب ومجاهد وأبو عبيدة.
التخريج:
- أما قول البراء بن عازب فذكره الماوردي في تفسيره وابن الجوزي في تفسيره والقرطبي في تفسيره وابن كثير في تفسيره وكلهم دون إسناد.
- أما قول مجاهد فرواه ابن جرير في تفسيره من طريق عبيد الله عن إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد، ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره.
- أما قول أبو عبيدة فذكره ابن كثير والسيوطي دون إسناد.

الدراسة:

القول الأول بُنى على أن هذا حدث بالفعل حيث أن السورة مكية والخطاب فيها لمشركي مكة وقد حدث العذاب لهم بالقتل بالسيف في بدر وما بعدها من الغزوات، وهذا لا يعني أن هذا الحكم خاص بقريش فقط ولكن هذا الحكم عام في كل من فعل مثلهم.
والقول الثاني مبناه على أن العقوبات والمصائب في الدنيا تساعد الناس على التفكر في أحوالهم وما اقترفوا من آثام فلعلهم يتوبوا ويرجعوا إلى الله كما قال جاء في خاتمة الآية {لعلهم يرجعون}، وقد قال الله تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس لعلهم يرجعون}.
والقول الثالث مبناه على أن تطبيق الحدود يكون رادعًا للناس ودافعًا لهم للتوبة ويكون مُكَفرًا عما اقترفوه من معاصي.
أما القول الرابع فهو لا يتوافق مع خاتمة الآية {لعلهم يرجعون} حيث أن عذاب القبر لا يكون بعده رجوع للإنسان ولا عنده فرصة للتوبة.
وقد اختار السعدي رحمه الله هذا القول وقال أن الآية من فيها دليل على وقوع عذاب القبر.
‌حيث قال: العذاب ‌الأدنى، وهو عذاب البرزخ، فنذيقهم طرفًا منه، قبل أن يموتوا، إما بعذاب بالقتل ونحوه، كما جرى لأهل بدر من المشركين، وإما عند الموت، كما في قوله تعالى {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} ثم يكمل لهم ‌العذاب ‌الأدنى في برزخهم.
وهذه الآية من الأدلة على إثبات عذاب القبر، ودلالتها ظاهرة، فإنه قال: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ ‌الْعَذَابِ ‌الأدْنَى} أي: بعض وجزء منه، فدل على أن ثَمَّ عذابًا أدنى قبل العذاب الأكبر، وهو عذاب النار.
والراجح أن الآية تشمل الثلاث أقوال الأولى حيث لا تعارض بينهم وكلها يصاب بها الإنسان في الدنيا، كما قال ابن جرير: أولى الأقوال في ذلك أن يقال: إنّ اللّه وعد هؤلاء الفسقة المكذّبين بوعيده في الدّنيا العذاب الأدنى، أن يذيقهموه دون العذاب الأكبر، والعذاب: هو ما كان في الدّنيا من بلاءٍ أصابهم، إمّا شدّةٌ من مجاعةٍ أو قتلٍ، أو مصائب يصابون بها، فكلّ ذلك من العذاب الأدنى، ولم يخصّص اللّه تعالى ذكره، إذ وعدهم ذلك أن يعذّبهم بنوعٍ من ذلك دون نوعٍ، وقد عذّبهم بكلّ ذلك في الدّنيا بالقتل والجوع والشّدائد والمصائب في الأموال، فأوفى لهم بما وعدهم

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 4 جمادى الآخرة 1442هـ/17-01-2021م, 10:43 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل حلمي مشاهدة المشاركة
المراد بالعذاب الأدنى:
1- القتل بالسيف مثلما حدث في يوم بدر وغيرها:
وهو قول عبد الله بن مسعود وأبي بن كعب والحسن بن علي وعبد الله بن الحارث بن نوفل ومجاهد وقتادة والسدي.
التخريج:
- أما قول ابن مسعود فرواه موسى بن سعيد النهدي في كتابه وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره والحاكم في مستدركه وقال هو صحيح على شرط الشيخان، وكلهم من طريق سفيان عن السدي عن أبي الضحى عن مسروق عن عبد الله بن مسعود.
- وأما القول المروي عن أبي بن كعب فرواه عبد الرزاق في تفسيره عن قتادة أنه بلغه عن أبي ، ورواه ابن جرير في تفسيره وكلهم من طريق قتادة عن مجاهد عن أبي وهو منقطع.
- وأما قول الحسن بن عليّ أخرجه ابن جرير في تفسيره من طريق يعقوب عن هشيم عن عوف عمن حدثه عن الحسن بن علي وقال: هو القتل بالسيف صبرًا.
- أما قول عبد الله بن الحارث بن نوفل فرواه ابن جرير في تفسيره من طريق ابن وكيع عن عبد الأعلى عن عوف عن عبد الله بن الحارث.
- وأما قول مجاهد فرواه ابن جرير في تفسيره من طريق ابن نجيح عن مجاهد ورواه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني في تفسير مجاهد وهو القول بأن العذاب الأدنى هو القتل والجوع لقريش.
- وأما قول قتادة والسدي فقد ذكره البغوي في تفسيره دون إسناد.

2- عذاب الدنيا وهو العقوبات والمصائب التي تحدث في الاموال والأولاد.

(يدخل فيها السنون التي أصابت قريش والقحط والجوع)
هو قول أبي بن كعب وعبد الله بن عباس وعبد الله بن مسعود وعبادة بن الصامت ومعمر والحسن وإبراهيم وأبي العالية والضحاك وابن زيد ومقاتل وجعفر الصادق.

التخريج:

- أما قول أبي بن كعب فرواه مسلم في صحيحه وابن جريرفي تفسيره كلاهما من طريق شعبة عن قتادة عن عزرة عن الحسن عن ابن أبي ليلى عن أبي بن كعب.
- وأما قول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه فرواه النسائي في سننه ورواه عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني في تفسير مجاهد وابن كثير في تفسيره وكلهم من طريق أبي إسحاق عن أبي الأحوص عن عبد الله بن مسعود، ورواه ابن الحوزي في تفسيره زاد المسير من طريق أبي عبيدة عن ابن مسعود قال سنون أصابتهم. [عبد الرحمن راوي كتب والتفسير ليس له في الأصل، ونسبته لمجاهد غير صحيحة كما وضح الشيخ حفظه الله في الدرس، والنسبة الصحيحة لآدم بن أبي إياس؛ فنقول: (رواه آدم بن أبي إياس، وراجعي الملحوظة على ابن الجوزي أدناه]
- أما قول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فرواه ابن جرير في تفسيره من عدة طرق والثعلبي في تفسيره والبغوي في تفسيره كلاهما من طريق الوالبي عن ابن عباس وابن الجوزي في تفسيره من وراية ابن أبي طلحة عن ابن عباس وقال هي مصائب الدينا وأسقامها.
- وأما قول عبادة بن الصامت رضي الله عنه فقد رواه السيوطي في الدر المنثور الحديث الذي أخرجه ابن مردويه عن أبي إدريس الخولاني رضي الله عنه عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فأجابه فقال هي المصائب والاسقام والانصاب عذاب للمسرف في الدنيا دون عذاب الآخرة قلت: يا رسول الله فما هي لنا قال: زكاة وطهور.
[قول (رواه) نقوله لما رواه المصنف بإسناده إلى منتهى الإسناد (قائل القول)
أما إذا نقله عن مصدر أصيل فيقال عنه مصدر ناقل
وإذا نقل عن مصدر مفقود بالنسبة لنا نقول عنه مصدر بديل، كأنه بديل عن هذا المصدر المفقود.
الدر المنثور من المصادر الناقلة تارة إذا نقل عن مصدر متوفر بالنسبة لنا ومصر بديل إذا نقل عن مصدر مفقود.
فننظر فيمن نقل عنه، ونرجع للكتب المطبوعة لابن مردويه، فإن وجدنا فيها وإلا قلنا
رواه ابن مردويه - كما في الدر المنثور -
أما الثعلبي والبغوي فغالب أمرهم النقل، وأحيانًا يروون بعض الأخبار بإسنادهم، فلابد من مراجعة الأصل للتحقق قبل نسبة الرواية إليهم.
أما ابن الجوزي فهو ناقل دائمًا فلا يجوز أن نقول عند النقل منه (رواه) بل ذكره
وعمومًا لا حاجة للرجوع لمصدر ناقل إلا للاستعانة بجودة تحريرهم للمسائل، هذا بالنسبة للتفاسير التي أجادت التحرير.
أما التخريج فنرجع فيه للمصادر الأصلية فقط، ثم البديلة إن كان المصدر الأصلي مفقود]

- وأما قول إبراهيم النخعي فرواه موسى بن مسعود النهدي من تفسير سفيان ورواه ابن أبي شيبة في مصنفه وابن جرير في تفسيره كلهم من طريق منصور عن إبراهيم وقال أشياء يصابون بها في الدنيا، وروى ابن جرير قول آخر من طريق سفيان عن منصور عن إبراهيم قوله: سنين أصابتهم.[موسى أيضًا راوي كتب ومنها تفسير سفيان الثوري، فننسب للمصنف: رواه سفيان الثوري في تفسيره]
- قول أبي العالية فرواه ابن جرير من طريق أبي جعفر الرازي عن الربيع عن أبي العالية قال هي المصائب في الدنيا.
- قول الضحاك فرواه ابن جرير من طريق أبو خالد الأحمر عن جويبر عن الضحاك قال المصائب في دنياهم وأموالهم.
- قول ابن زيد فرواه ابن جرير في تفسيره من طريق يونس عن ابن وهب عن ابن زيد أنه قال هو عذاب الدنيا
- قول مقاتل فرواه البغوي وابن عطية وابن الجوزي والقرطبي كلهم دون إسناد والقول هو الجوع سبع سنين بمكة حتى أكلوا الجيف. [تفسير مقاتل بن سليمان نفسه مطبوع، وحينئذ ترجعين له، فإذا وجدتِ القول تقولين: قاله مقاتل في تفسيره]
- وأما قول معمر والحسن فرواه عبد الرزاق في تفسيره ولم يذكر الإسناد وقال هي عقوبات الدنيا، وذكر ابن جرير قول الحسن في تفسيره من طريق سعيد عن قتادة عن الحسن.
اقتباس:
قال عبد الرزاق: (قال معمر وقال الحسن العذاب الأدنى عقوبات الدنيا).
معمر شيخ عبد الرزاق والحسن شيخ معمر
فالقول هو قول معمر، لكن صيغة الإسناد هنا بصيغة القول وليست بصيغة "حدثني " لهذا ربما لم تظهر لكِ
وبحث دلالة صيغة الإسناد في كتب مصطلح الحديث.
أما إسناد ابن جرير، فنقول: رواه ، وليس " ذكر" لأن كلمة " ذكر " توحي أنه نقل القول ولم يروه بإسناه]

- أما قول جعفر الصادق فرواه الماوردي في تفسيره دون إسناد وقال أن العذاب الأدنى في المال. [لا حاجة للنقل من مصدر ناقل فهو ليس أصل في التخريج، خاصة مع رواية المصادر الأصلية للقول]

3- الحدود وهو قول ابن عباس رضي الله عنهما.
التخريج:
قول ابن عباس رواه ابن جرير في تفسيره من طريق أبوعاصم عن شبيب عن عكرمة عن ابن عباس.

4- عذاب القبر:

وهو قول البراء بن عازب ومجاهد وأبو عبيدة.
التخريج:
- أما قول البراء بن عازب فذكره الماوردي في تفسيره وابن الجوزي في تفسيره والقرطبي في تفسيره وابن كثير في تفسيره وكلهم دون إسناد.
- أما قول مجاهد فرواه ابن جرير في تفسيره من طريق عبيد الله عن إسرائيل عن أبي يحيى عن مجاهد، ورواه ابن أبي حاتم في تفسيره.
- أما قول أبو عبيدة فذكره ابن كثير والسيوطي دون إسناد.

الدراسة:

القول الأول بُنى على أن هذا حدث بالفعل حيث أن السورة مكية والخطاب فيها لمشركي مكة وقد حدث العذاب لهم بالقتل بالسيف في بدر وما بعدها من الغزوات، وهذا لا يعني أن هذا الحكم خاص بقريش فقط ولكن هذا الحكم عام في كل من فعل مثلهم.
والقول الثاني مبناه على أن العقوبات والمصائب في الدنيا تساعد الناس على التفكر في أحوالهم وما اقترفوا من آثام فلعلهم يتوبوا ويرجعوا إلى الله كما قال جاء في خاتمة الآية {لعلهم يرجعون}، وقد قال الله تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس لعلهم يرجعون}.
والقول الثالث مبناه على أن تطبيق الحدود يكون رادعًا للناس ودافعًا لهم للتوبة ويكون مُكَفرًا عما اقترفوه من معاصي.
أما القول الرابع فهو لا يتوافق مع خاتمة الآية {لعلهم يرجعون} حيث أن عذاب القبر لا يكون بعده رجوع للإنسان ولا عنده فرصة للتوبة.
وقد اختار السعدي رحمه الله هذا القول وقال أن الآية من فيها دليل على وقوع عذاب القبر.
‌حيث قال: العذاب ‌الأدنى، وهو عذاب البرزخ، فنذيقهم طرفًا منه، قبل أن يموتوا، إما بعذاب بالقتل ونحوه، كما جرى لأهل بدر من المشركين، وإما عند الموت، كما في قوله تعالى {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ} ثم يكمل لهم ‌العذاب ‌الأدنى في برزخهم.
وهذه الآية من الأدلة على إثبات عذاب القبر، ودلالتها ظاهرة، فإنه قال: {وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ ‌الْعَذَابِ ‌الأدْنَى} أي: بعض وجزء منه، فدل على أن ثَمَّ عذابًا أدنى قبل العذاب الأكبر، وهو عذاب النار.
والراجح أن الآية تشمل الثلاث أقوال الأولى حيث لا تعارض بينهم وكلها يصاب بها الإنسان في الدنيا، كما قال ابن جرير: أولى الأقوال في ذلك أن يقال: إنّ اللّه وعد هؤلاء الفسقة المكذّبين بوعيده في الدّنيا العذاب الأدنى، أن يذيقهموه دون العذاب الأكبر، والعذاب: هو ما كان في الدّنيا من بلاءٍ أصابهم، إمّا شدّةٌ من مجاعةٍ أو قتلٍ، أو مصائب يصابون بها، فكلّ ذلك من العذاب الأدنى، ولم يخصّص اللّه تعالى ذكره، إذ وعدهم ذلك أن يعذّبهم بنوعٍ من ذلك دون نوعٍ، وقد عذّبهم بكلّ ذلك في الدّنيا بالقتل والجوع والشّدائد والمصائب في الأموال، فأوفى لهم بما وعدهم
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أرجو مراجعة التعليقات المتعلقة بالتخريج أعلاه أثناء الاقتباس
بالنسبة للدراسة:
- ينبغي أن تكون بأسلوبك في مجملها ثم استشهدي بعبارات قصيرة من التفاسير بما يحتاج للاستشهاد.
وتبدأينها بذكر ملخص لبحثكِ، وحبذا لو كان فيه سبب الخلاف في المسألة وفي النقاط التالية توضيح لسبيل الوصول إليه بإذن الله.
- استخرجي من تفسير الآية ما يخدم مسألتك وما لابد منه للترجيح أو الجمع بين الأقوال، فالمسألة التفسيرية ليست بمعزل عن باقي مسائل الآية وليست بمعزل عن سياق الآيات عمومًا
فربما يكون فيها توجيه لباقي الأقوال.
وقد أشرتِ فيما نقلتيه لمسألتين
- متعلق الرجوع في قوله {لعلهم يرجعون} ونحتاج كذلك معرفة مرجع الضمير في {لعلهم}
- معنى (الأدنى)
ففي الآية نوعان من العذاب (العذاب الأدنى) و (العذاب الأكبر)
وإذا تأملتِ عبارة ابن جرير وعبارة السعدي تجدين أن كلا منهم وجه الآية بمعنى، بحسب تفسيره لهذه المسائل
على القول بأن الأدنى في الدنيا والأكبر في الآخرة، فالمقصود بالعذاب الأدنى عام في كل ما عذبوا به ويدخل فيه الأقوال الثلاثة التي ذكرتيها، ويكون معنى {يرجعون} يتوبون إلى الله
وعلى القول بأن الأدنى جزء من العذاب الأكبر فالمقصود به عذاب القبر، ويكون معنى {لعلهم يرجعون}، من يبلغهم هذا الخبر عمن مات كافرًا، فيتوبون إلى الله.
وأنه لا تعارض إن حملنا معنى الآية على كلا المعنيين، كما تلاحظين من تفسير السعدي فهو جمع بين القولين ولم يرجح بينهما.
ومن إعجاز القرآن أن اللفظ الواحد يحتمل عدة معان.

التقويم: ب
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 رجب 1442هـ/22-02-2021م, 01:00 PM
خليل عبد الرحمن خليل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 238
افتراضي

تحرير مسألة المراد بلهو الحديث في قوله تعالى { ومن الناس من يشتري لهو الحديث }

اختلف العلماء في المراد بلهو الحديث على أقوال :
القول الأول : الغناء واستماعه . وهو قول عبدالله بن مسعود ، وابن عباس ، وجابر ، ومجاهد ، وعكرمة ، وعطاء الخرساني .
قال القرطبي: هَذَا أَعْلَى مَا قِيلَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَحَلَفَ عَلَى ذَلِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِنَّهُ الْغِنَاءُ.
التخريج :
- أما قول عبدالله بن مسعود فرواه ابن وهب ، وابن جرير والطبري ، والنيسابوري ، وابن كثير، عن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء عنه .
- أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير الطبري بطرق عن عطاء عن سعيد بن جبير عنه ، ورواه ابن جرير أيضا عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عنه ، ورواه ابن جرير أيضا قال : حدثنا ابن وكيع ، قال حدثنا حفص والمحاربي عن ليث عن الحكم عنه .
وروي عنه عند ابن جرير من طريق محمد بن سعد العوفي عن آبائه وهو إسناد ضعيف .
- أما قول جابر فرواه ابن جرير الطبري قال حدثنا الحسن بن عبدالرحيم ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال حدثنا سفيان عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عنه .
- أما قول مجاهد فرواه ابن وهب عن سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عنه . ورواه الفراء عن حبان عن ليث عنه ، ورواه عبدالرزاق عن الثوري عن عبدالكريم البصري عنه ، ورواه سفيان الثوري في تفسيره والطبري عن حبيب بن أبي ثابت عنه ، ورواه الطبري من طريق شعبة عن الحكم عنه ، وورقاء عن أبي نجيح عنه ، وابن علية عن ليث عنه .
- أم قول عكرمة فرواه ابن جرير الطبري من طريق عثام بن علي عن إسماعيل بن أبي خالد عن شعيب بن يسار عنه ، ورواه الطبري أيضا من طريق النخعي عن أبي أسامة وعبيد الله عن أسامة عنه ، كما رواه من طريق ابن وكيع قال : حدثنا أبي عن أسامة بن زيد عنه .
- أما قول عطاء فرواه ابن نصر الرملي عن رشدين بن سعد عن يونس بن يزيد عنه .

القول الثاني : الطبل . وهو قول : مجاهد ، وابن جريج
التخريج :
- أما قول مجاهد فرواه ابن جرير الطبري من طريق عباس بن محمد عن حجاج الأعور عن ابن جريج عنه .

القول الثالث : الشرك . وهو قول الضحاك .
التخريج :
- أما قول الضحاك فرواه ابن جرير الطبري من طريق الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعته .

القول الرابع : حديث الباطل . وهو قول : مجاهد و قتادة وعطاء الخرساني وابن زيد .
واختار ابن جريرٍ أنّه كلّ كلامٍ يصدّ عن آيات اللّه واتّباع سبيله.
وبوّب الإمام محمد بن اسماعيل البخاري : بَابٌ: كُلُّ لَهْوٍ بَاطِلٌ إِذَا شَغَلَهُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ.
التخريج:
- أما قول مجاهد فرواه آدم بن أبي إياس من طريق إبراهيم عن آدم عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه - أما قول قتادة فرواه عبدالرزاق عن معمر عنه ، ورواه ابن جرير الطبري من طريق يزيد قال حدثنا سعيد عنه .
- أما قول عطاء الخرساني فهو في تفسيره من طريق رشدين بن سعد عن يونس بن يزيد عنه .
- أم قول ابن زيد فرواه ابن جرير عن يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ.

الدراسة :
أما القول الأول فمبناه على أن الغناء واضح فيه معنى اللهو وهو ( ما يشغل الإنسان عما يعنيه ويهمه ) وضوحاً جلياً فالاشتغال بالغناء فيه إفساد للقلب وإثارة للشهوات وإشغال عن الطاعات وقد صح عن عبدالله بن مسعود قوله: (إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل) وقال ابن القيم :
حُبّ الكِتاب وحُبّ ألْحَان الغناء *** في قلب عَبْد ليس يَجْتَمِعانِ .

أما القول الثاني فمبناه على أن الطبل آلة الغناء الأولى وأشهرها عند الأمم ، وهو من التعبير عن الشيء بآلته ، ويشمل كل آلات اللهو الأخرى ؛ والغناء كما سبق بيانه، أثره واضح في إشغال قلب المؤمن عن طاعة الله والقرآن .

أما القول الثالث فمبناه على أن الشرك أعظم ما يصد الإنسان عن الهدى ويلهيه عن طاعة ربه ويصرفه لعبادة غير الله .
أما القول الرابع فمبناه على عموم معنى اللهو وهو ( ما يشغل الإنسان عما يعنيه ويهمه ) .

والراجح القول الرابع ( حديث الباطل ) لعمومه فهو يشمل جميع الأقوال الأخرى فأعظمه الشرك بالله وأكثره انتشاراً بين المسلمين الغناء والطبل آلته .
قال ابن جرير : ( والصّواب من القول في ذلك أن يقال: عنى به كلّ ما كان من الحديث ملهيًا عن سبيل اللّه، ممّا نهى اللّه عن استماعه أو رسوله، لأنّ اللّه تعالى عمّ بقوله {لهو الحديث} ولم يخصّص بعضًا دون بعضٍ، فذلك على عمومه، حتّى يأتي ما يدلّ على خصوصه، والغناء والشّرك من ذلك. ) .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 12 رجب 1442هـ/23-02-2021م, 11:15 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خليل عبد الرحمن مشاهدة المشاركة
تحرير مسألة المراد بلهو الحديث في قوله تعالى { ومن الناس من يشتري لهو الحديث }

اختلف العلماء في المراد بلهو الحديث على أقوال :
القول الأول : الغناء واستماعه . وهو قول عبدالله بن مسعود ، وابن عباس ، وجابر ، ومجاهد ، وعكرمة ، وعطاء الخرساني .
قال القرطبي: هَذَا أَعْلَى مَا قِيلَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَحَلَفَ عَلَى ذَلِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِنَّهُ الْغِنَاءُ.
التخريج :
- أما قول عبدالله بن مسعود فرواه ابن وهب ، وابن جرير والطبري ، والنيسابوري [اشتهر بالحاكم] ، وابن كثير [ابن كثير لا يروي بإسناده وإنما ينقل عن أصحاب التفاسير المسندة فلا يصح قول (رواه ابن كثير)] ، عن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء عنه .
- أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير الطبري بطرق عن عطاء عن سعيد بن جبير عنه ، ورواه ابن جرير أيضا عن ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عنه ، ورواه ابن جرير أيضا قال : حدثنا ابن وكيع ، قال حدثنا حفص والمحاربي عن ليث عن الحكم عنه .
وروي عنه عند ابن جرير من طريق محمد بن سعد العوفي عن آبائه وهو إسناد ضعيف .
- أما قول جابر فرواه ابن جرير الطبري قال حدثنا الحسن بن عبدالرحيم ، قال : حدثنا عبيد الله بن موسى ، قال حدثنا سفيان عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عنه .
- أما قول مجاهد فرواه ابن وهب عن سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عنه . ورواه الفراء عن حبان عن ليث عنه ، ورواه عبدالرزاق عن الثوري عن عبدالكريم البصري عنه ، ورواه سفيان الثوري في تفسيره والطبري عن حبيب بن أبي ثابت عنه ، ورواه الطبري من طريق شعبة عن الحكم عنه ، وورقاء عن أبي نجيح عنه ، وابن علية عن ليث عنه .
- أم قول عكرمة فرواه ابن جرير الطبري من طريق عثام بن علي عن إسماعيل بن أبي خالد عن شعيب بن يسار عنه ، ورواه الطبري أيضا من طريق النخعي عن أبي أسامة وعبيد الله عن أسامة عنه ، كما رواه من طريق ابن وكيع قال : حدثنا أبي عن أسامة بن زيد عنه .
- أما قول عطاء فرواه ابن نصر الرملي عن رشدين بن سعد عن يونس بن يزيد عنه .
[أحمد ابن نصر الرملي راوي كتب وليس هو صاحب التفسير، فهو يروي الصحف والأجزاء التفسيرية، فينسب القول لصاحب التفسير
مثلا قاله عطاء في تفسيره، رواه مسلم بن خالد الزنجي في تفسيره وهكذا]

القول الثاني : الطبل . وهو قول : مجاهد ، وابن جريج
التخريج :
- أما قول مجاهد فرواه ابن جرير الطبري من طريق عباس بن محمد عن حجاج الأعور عن ابن جريج عنه .

القول الثالث : الشرك . وهو قول الضحاك .
التخريج :
- أما قول الضحاك فرواه ابن جرير الطبري من طريق الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعته .

القول الرابع : حديث الباطل . وهو قول : مجاهد و قتادة وعطاء الخرساني وابن زيد .
واختار ابن جريرٍ أنّه كلّ كلامٍ يصدّ عن آيات اللّه واتّباع سبيله.
وبوّب الإمام محمد بن اسماعيل البخاري : بَابٌ: كُلُّ لَهْوٍ بَاطِلٌ إِذَا شَغَلَهُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ.
التخريج:
- أما قول مجاهد فرواه آدم بن أبي إياس من طريق إبراهيم عن آدم عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عنه - أما قول قتادة فرواه عبدالرزاق عن معمر عنه ، ورواه ابن جرير الطبري من طريق يزيد قال حدثنا سعيد عنه .
- أما قول عطاء الخرساني فهو في تفسيره من طريق رشدين بن سعد عن يونس بن يزيد عنه . [هذا إسناد أحمد بن نصر الرملي إلى عطاء]
- أم قول ابن زيد فرواه ابن جرير عن يونس قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ.
[يرجى ذكر لفظ القول إذا اختلفت الألفاظ في المعنى
مثلا قول مجاهد:
- المغني والمغنية بالمال الكثير والاستماع إليهم وإلى مثله من الباطل
وقول عطاء: الغناء والباطل ونحو ذلك.
ليُعلم وجه استخراجك لقول (حديث الباطل ) من أقوالهم]

الدراسة :
أما القول الأول فمبناه على أن الغناء واضح فيه معنى اللهو وهو ( ما يشغل الإنسان عما يعنيه ويهمه ) وضوحاً جلياً فالاشتغال بالغناء فيه إفساد للقلب وإثارة للشهوات وإشغال عن الطاعات وقد صح عن عبدالله بن مسعود قوله: (إن الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل) وقال ابن القيم :
حُبّ الكِتاب وحُبّ ألْحَان الغناء *** في قلب عَبْد ليس يَجْتَمِعانِ .

أما القول الثاني فمبناه على أن الطبل آلة الغناء الأولى وأشهرها عند الأمم ، وهو من التعبير عن الشيء بآلته ، ويشمل كل آلات اللهو الأخرى ؛ والغناء كما سبق بيانه، أثره واضح في إشغال قلب المؤمن عن طاعة الله والقرآن .

أما القول الثالث فمبناه على أن الشرك أعظم ما يصد الإنسان عن الهدى ويلهيه عن طاعة ربه ويصرفه لعبادة غير الله . [أرجو مراجعة التعليق أدناه]
أما القول الرابع فمبناه على عموم معنى اللهو وهو ( ما يشغل الإنسان عما يعنيه ويهمه ) .

والراجح القول الرابع ( حديث الباطل ) لعمومه فهو يشمل جميع الأقوال الأخرى فأعظمه الشرك بالله وأكثره انتشاراً بين المسلمين الغناء والطبل آلته .
قال ابن جرير : ( والصّواب من القول في ذلك أن يقال: عنى به كلّ ما كان من الحديث ملهيًا عن سبيل اللّه، ممّا نهى اللّه عن استماعه أو رسوله، لأنّ اللّه تعالى عمّ بقوله {لهو الحديث} ولم يخصّص بعضًا دون بعضٍ، فذلك على عمومه، حتّى يأتي ما يدلّ على خصوصه، والغناء والشّرك من ذلك. ) .
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك
هذه المسألة مرتبطة بتفسير معنى الشراء في قوله تعالى: (يشتري لهو الحديث) هل هو بمعنى الاختيار، أم هو على ظاهره من الشراء بالمال ونحو ذلك؟
كذلك مرتبطة بالمقصود بقوله تعالى: {ليضل عن سبيل الله} هل المقصود به ليصد عن دين الله فيخص بالشرك وما يؤدي إليه، أو المقصود به ليلهي عن ذكر الله على العموم.
ودراسة هذه المسائل مهم في معرفة توجيه الأقوال، والترجيح ووجهه.
لذا ينبغي عند دراسة المسألة التفسيرية، الاعتناء بدراسة تفسير الآية بصورة إجمالية من تفاسير السلف والتفاسير التي تعتني بالتحرير العلمي، مع النظر لسياق الآية
وذلك حتى يتسنى لك معرفة المسائل المرتبطة بتفسير المسألة محل البحث.

التقويم: ب+
زادك الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 1 ذو القعدة 1442هـ/10-06-2021م, 05:38 PM
مريم البلوشي مريم البلوشي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Aug 2018
المشاركات: 343
افتراضي

قال تعالى :{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6)} [ سورة لقمان]
المراد بلهو الحديث
ورد في المراد بلهو الحديث عدة أقوال :

القول الأول : الغناء و نحوه و هو قول ابن عباس و ابن مسعود و مجاهد و عطاء و عكرمة .
-أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير بعدة طرق منها من طريق عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، و من طريق ابن أبي ليلى، من الحكم، من مقسمٍ، و من طريق ليثٍ،عن الحكم، و من طريق محمّد بن سعدٍ و أبائه .
-أما قول ابن مسعود فرواه عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ و ابن جرير و الحاكم من طريق سعيد بن جبيرٍ، عن أبي الصّهباء البكريّ و رواه أيضا الثعلبي من طريق أبي الصهباء البكري .
- اما قول مجاهد فرواه عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ من طريق من ابن أبي نجيح،، و الفراء رواه من طريق حبان عن ليث ،و عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ رواه من طريق عبدالكريم البصري ، و سفيان الثوري رواه من طريق حبيب بن أبي ثابتٍ و من طريق عبد الكريم ، و مسلم بن خالد الزنجي رواه من طريق من ابن أبي نجيحٍ ، و ابن جرير رواه من طريق شعبة، عن الحكم، و من طريق سفيان، عن حبيبٍ.
- أما قول عطاء رواه يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري من طريق ليث عن مجاهد ، و قاله عطاء الخرساني في تفسيره من طريق يونس بن يزيد.
- أما قول عكرمة فرواه ابن جرير من طريق من إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن شعيب بن يسارٍ و من طريق أسامة بن زيد.

القول الثاني: الشرك و هو قول الضحاك
-أما قول الضحاك فرواه ابن جرير من طريق أبا معاذٍ من عبيدٌ.

القول الثالث : باطل الحديث و هو قول عطاء
-أما قول عطاء فرواه يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري من طريق ليث عن مجاهد.

القول الرابع الطبل و هو قول مجاهد
-أما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ.

الدراسة
فالقول الأول الغناء مبني على سبب نزول الاية و هي نزلت في رجل من قريش اشترى جارية مغنية كما ذكر في حديث ابن عباس في معنى باطل الحديث و قال هو الغناء رواه، و لان الغناء لهو يلهي عن ذكر اللّه، و هو ممّا نهى اللّه و رسوله عن استماعه .
القول الثاني الشرك فهو كقوله: {أولئك الّذين اشتروا الضّلالة بالهدى} [البقرة: 175] اختاروا الضّلالة على الهدى في تفسير الحسن. و كقوله {وإذا تتلى عليه آياتنا ولّى مستكبرًا كأن لم يسمعها كأنّ في أذنيه وقرًا} المقصود أهل الكفر الذين اشركوا بالله .
القول الثالث الباطل مبنى على ما جاء في المراد بيشتري جاء في أحد الأقوال هو استحبابه من غير أن ينفق فيه مالا ، وبحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق.و من المعلوم بأن كل حديث باطل يضل عن سبيل الله .
القول الرابع الطبل مبني على أنها من ألات التي تلهي عن الطاعة و تنبت النفاق قي القلب و يستبدل سماع القرآن و الإنتفاع به بها .
الراجح
القول الراجح هو القول الثالث و هو الباطل لأنها تدل على العموم و كل من الغناء و الشرك و الطبل تعتبر من الباطل الذي لافائدة فيه و أنه مما حرمه الله و رسوله على عباده و مما يضلهم عن سبيل الله . و كما ذكر ابن جرير في تفسيره : والصّواب من القول في ذلك أن يقال: عنى به كلّ ما كان من الحديث ملهيًا عن سبيل اللّه، ممّا نهى اللّه عن استماعه أو رسوله، لأنّ اللّه تعالى عمّ بقوله {لهو الحديث} ولم يخصّص بعضًا دون بعضٍ، فذلك على عمومه، حتّى يأتي ما يدلّ على خصوصه، والغناء والشّرك من ذلك.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 11 ذو القعدة 1442هـ/20-06-2021م, 12:04 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم البلوشي مشاهدة المشاركة
قال تعالى :{وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ (6)} [ سورة لقمان]
المراد بلهو الحديث
ورد في المراد بلهو الحديث عدة أقوال :

القول الأول : الغناء و نحوه و هو قول ابن عباس و ابن مسعود و مجاهد و عطاء و عكرمة .
-أما قول ابن عباس فرواه ابن جرير بعدة طرق منها من طريق عطاءٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، و من طريق ابن أبي ليلى، من الحكم، من مقسمٍ، و من طريق ليثٍ،عن الحكم، و من طريق محمّد بن سعدٍ و أبائه .
-أما قول ابن مسعود فرواه عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ و ابن جرير و الحاكم من طريق سعيد بن جبيرٍ، عن أبي الصّهباء البكريّ و رواه أيضا الثعلبي من طريق أبي الصهباء البكري .
- اما قول مجاهد فرواه عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ من طريق من ابن أبي نجيح،، و الفراء رواه من طريق حبان عن ليث ،و عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ رواه من طريق عبدالكريم البصري ، و سفيان الثوري رواه من طريق حبيب بن أبي ثابتٍ و من طريق عبد الكريم ، و مسلم بن خالد الزنجي رواه من طريق من ابن أبي نجيحٍ ، و ابن جرير رواه من طريق شعبة، عن الحكم، و من طريق سفيان، عن حبيبٍ.
- أما قول عطاء رواه يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري من طريق ليث عن مجاهد ، و قاله عطاء الخرساني في تفسيره من طريق يونس بن يزيد.
- أما قول عكرمة فرواه ابن جرير من طريق من إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن شعيب بن يسارٍ و من طريق أسامة بن زيد.

القول الثاني: الشرك و هو قول الضحاك
-أما قول الضحاك فرواه ابن جرير من طريق أبا معاذٍ من عبيدٌ.

القول الثالث : باطل الحديث و هو قول عطاء
-أما قول عطاء فرواه يَحيى بن سلاَّم بن أبي ثعلبة البصري من طريق ليث عن مجاهد.

القول الرابع الطبل و هو قول مجاهد
-أما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق ابن جريجٍ، عن مجاهدٍ.

الدراسة
فالقول الأول الغناء مبني على سبب نزول الاية و هي نزلت في رجل من قريش اشترى جارية مغنية كما ذكر في حديث ابن عباس في معنى باطل الحديث و قال هو الغناء رواه، و لان الغناء لهو يلهي عن ذكر اللّه، و هو ممّا نهى اللّه و رسوله عن استماعه .
القول الثاني الشرك فهو كقوله: {أولئك الّذين اشتروا الضّلالة بالهدى} [البقرة: 175] اختاروا الضّلالة على الهدى في تفسير الحسن. و كقوله {وإذا تتلى عليه آياتنا ولّى مستكبرًا كأن لم يسمعها كأنّ في أذنيه وقرًا} المقصود أهل الكفر الذين اشركوا بالله .
القول الثالث الباطل مبنى على ما جاء في المراد بيشتري جاء في أحد الأقوال هو استحبابه من غير أن ينفق فيه مالا ، وبحسب المرء من الضلالة أن يختار حديث الباطل على حديث الحق.و من المعلوم بأن كل حديث باطل يضل عن سبيل الله .
القول الرابع الطبل مبني على أنها من ألات التي تلهي عن الطاعة و تنبت النفاق قي القلب و يستبدل سماع القرآن و الإنتفاع به بها .
الراجح
القول الراجح هو القول الثالث و هو الباطل لأنها تدل على العموم و كل من الغناء و الشرك و الطبل تعتبر من الباطل الذي لافائدة فيه و أنه مما حرمه الله و رسوله على عباده و مما يضلهم عن سبيل الله . و كما ذكر ابن جرير في تفسيره : والصّواب من القول في ذلك أن يقال: عنى به كلّ ما كان من الحديث ملهيًا عن سبيل اللّه، ممّا نهى اللّه عن استماعه أو رسوله، لأنّ اللّه تعالى عمّ بقوله {لهو الحديث} ولم يخصّص بعضًا دون بعضٍ، فذلك على عمومه، حتّى يأتي ما يدلّ على خصوصه، والغناء والشّرك من ذلك.
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أرجو الانتباه للملحوظات التالية، وسأحاول جعلها في ملحوظات عامة بحيث تطبقيها على جميع المسائل التي تدرسينها مستقبلا بإذن الله:
1. بالنسبة للتخريج:
- لديكِ إشكال في صياغة التخريج للأثر الذي تعددت مصادره وطرقه
وينبغي أولا تصنيف الأسانيد حسب الطرق في مسودة بحثك
فيكون كل طريق، والمصادر التي ورد فيها مرتبة حسب تاريخ وفيات مصنفيها
ثم الصياغة النهائية.
مثال:
وأما قول مجاهد
رواه سفيان الثوري وعبد الرزاق وابن جرير من طريق عبد الكريم عن مجاهد بلفظ الغناء وكل لعب لهو.
ورواه مسلم بن خالد الزنجي، وابن وهب وآدم بن أبي إياس وابن جرير من طريق ابن أبي نجيح عن مجاهد.
وفي بعض الطرق عند ابن جرير الطبري زيادة (كل لهو) وزيادة(والاستماع إليه أو ( المغنّي والمغنّية بالمال الكثير، أو استماعٌ إليه، أو إلى مثله من الباطل)
ورواه سفيان الثوري وابن جرير من طريق حبيب عن مجاهد.
ورواه ابن جرير من طريق شعبة، عن الحكم، عن مجاهدٍ بلفظ الغناء، ومن طريق ليث، عن مجاهد نحوه.
وراجعي الملحوظات أعلاه في تصحيح الإخوة والأخوات فيما يخص التخريج من
تفسير سفيان الثوري والذي يرويه، أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ)
والأجزاء التفسيرية مثل تفسير مسلم بن خالد الزنجي والذي يرويه مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ)
وتفسير آدم بن أبي إياس المشهور بتفسير مجاهد.
- ينتهي التخريج بذكر منتهى الإسناد، وهو صاحب القول المراد تخريجه مثلا قول مجاهد.

2. دراسة تفسير الآية بصورة إجمالية، والنظر هل تتعلق المسألة المراد دراستها بمسائل أخرى أو لا
وقد أحسنت الإشارة إلى الخلاف في معنى (يشتري)، لكن لم تبيني سوى أحدهما وهو الاختيار، والقول الآخر أنه بمعنى الشراء فيدخل فيه شراء المغنية ونحوه.
من المسائل التي تؤثر بشكل أساسي في تحريرك للمسألة تحرير المراد بقوله تعالى: {ليضل عن سبيل الله}
هل المراد به ليشغل عن ذكر الله وطاعته، أو معناه (ليصد عن دين الإسلام).
وتوجيه الأقوال يختلف على المعنيين.
3. بالنظر لعموم ما ذكرتِ عند الترجيح، فقد اخترتِ الجمع بين الأقوال، فلا حاجة هنا لترجيح أحد الأقوال على الآخر، وإنما يمكنكِ بيان وجه الجمع بين الأقوال ثم التعبير بقولكِ: ( ويجمع هذا المعنى القول بأنه الباطل).

التقويم: ج+
أحسنتِ، بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 11 ذو القعدة 1442هـ/20-06-2021م, 08:11 PM
الصورة الرمزية وسام عاشور
وسام عاشور وسام عاشور غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 347
افتراضي


وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {السجدة:21}


المراد بالعذاب الأدنى
تخريج الأقوال :
1-مصائب الدنيا في الأموال والأنفس : قول ابن عباس وأبي بن كعب وأبي العالية والضحاك وإبراهيم النخعي
أما قول ابن عباس أخرجه الطبري في تفسيره من طريق علي عن أبو صالح عن معاوية عن علي عن ابن عباس به
وأخرجه كذلك من طريق محمد بن سعد عن أبيه عن عمه عن أبيه عن أبيه عن ابن عباس به

وأما قول أبي بن كعب فأخرجه مسلم في صحيحه والطبري في تفسيره من طريق يحي بن الجزارعن أبي بن كعب به وذكره كذلك ابن أبي حاتم في تفسيره
وقول أبي العالية أخرجه ابن جرير في تفسيره من طريق ابن وكيع عن أبيه عن أبي جعفر عن أبي العالية به
وكذلك قول الضحاك أخرجه ابن جرير في تفسيره قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن الضحاك
وقول إبراهيم النخعي أخرجه ابن جرير في تفسيره قال حدثنا ابن وكيع عن جرير عن منصور عن إبراهيم به

2-الحدود : قول ابن عباس
رواه ابن جرير في تفسيره من طريق ابن بشار عن أبو عاصم عن شبيب عن عكرمة عن ابن عباس به وذكره كذلك ابن ابي حاتم في تفسيره

3-القتل بالسيف يوم بدر: قول عبدالله بن مسعود ومجاهد وقتادة وأبي بن كعب
أما قول عبدالله بن مسعود فرواه ابن جرير في صحيحه والحاكم في مستدركه من طريق مسروق عن عبد الله به وذكره كذلك ابن أبي حاتم في تفسيره
وأما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق محمد بن عمرو عن أب عاصم عن عيسى عن الحارث عن الحسن عن ورقاء عن أبي نجيح عن مجاهد به
وقول قتادة رواه عبدالرزاق في تفسيره من طريق معمرعن قتادة به
وقول أبي بن كعب رواه عبدالرزاق و ابن جرير في تفسيرهما من طريق قتادة عن مجاهد عن أبي بن كعب

4-سنين أصابتهم : قول عبدالله بن مسعود و إبراهيم النخعي
قول عبد الله بن مسعود أخرجه النسائي في سننه من طريق عمرو بن عليٍّ، عن عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، وأبي عبيدة، عن عبد الله به
وقول إبراهيم أخرجه ابن جرير في تفسيره من طريق سفيان عن منصور عن إبراهيم به

5-عذاب القبر : قول مجاهد
أخرجه ابن جرير في تفسيره قال حدثني محمد بن عمارة عن عبيد الله عن إسرائيل عن أبي يحي عن مجاهد به وذكره كذلك ابن ابي حاتم في تفسيره

6-عذاب الدنيا : قول ابن زيد ومعمر والحسن
أخرجه ابن جرير في صحيحه من طريق يونس عن ابن وهب عن ابن زيد به
وذكره ابن ابي حاتم في تفسيره من قول مجاهد
وأما قول معمر والحسن فرواه عنهما عبدالرزاق في تفسيره


تحرير القول:
وسبب الخلاف هو الخلاف في المخاطب به في الآية وعود الضمير في (لنذيقنهم ,ولعلهم ,ويرجعون)
فإن قيل هو في فسقة المؤمنين فالقول بأن العذاب الأدنى هو الحدود أو هو مصيبات الدنيا ويكون المراد بالرجوع هو الرجوع عن المعاصي والذنوب إلى صحيح الإيمان
أما أن كان الخطاب لكفار قريش فلا حدود فيهم وإنما يتجه التأويل للقتل يوم بدر وأي عذاب أصابهم قي الدنيا قبل يوم القيامة ويكون المراد بالرجوع هو الرجوع عن الشرك للإيمان

وفي الجملة فالأقوال كلها من قبيل التفسير بالمثال ويعمها جميعا ما يصيب العباد مؤمنهم وكافرهم قبل يوم القيامة

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 14 ذو القعدة 1442هـ/23-06-2021م, 06:59 PM
عصام عطار عصام عطار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 454
افتراضي

تحرير مسألة المراد بلهو الحديث في قوله تعالى { ومن الناس من يشتري لهو الحديث }

- المراد بلهو الحديث عدة أقوال:
&- القول الأول: الغناء وأشباههم، والاستماع له.
وهو قول عبدالله بن مسعود، وابن عباس، وجابر، ومجاهد، وعكرمة، وعطاء الخرساني.
قال القرطبي: هَذَا أَعْلَى مَا قِيلَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ، وَحَلَفَ عَلَى ذَلِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ بِاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ إِنَّهُ الْغِنَاءُ.
التخريج :
- أما قول عبدالله بن مسعود فرواه ابن وهب، وابن جرير الطبري، والحاكم النيسابوري، عن سعيد بن جبير عن أبي الصهباء عن عبد الله بن مسعود.
- قول ابن عباس، رواه ابن جرير الطبري بطرق عن عطاء عن سعيد بن جبير عن ابن عباس.
- وكذلك رواه ابن جرير أيضاً من طريق ابن أبي ليلى عن الحكم عن مقسم عن ابن عباس.
- وروى ابن جرير أيضاً من طريق ابن وكيع، عن حفص والمحاربي، عن ليث، عن الحكم عن ابن عباس.
- وروى ابن جرير بإسناد ضعيف، من طريق محمد بن سعد العوفي.
- قول جابر، رواه ابن جرير الطبري من طريق الحسن بن عبدالرحيم، عن عبيد الله بن موسى، عن سفيان عن قابوس بن أبي ظبيان عن أبيه عن جابر.
- قول مجاهد، رواه ابن وهب عن سفيان بن عيينة ومسلم بن خالد عن ابن أبي نجيح عن مجاهد.
- رواه الفراء عن حبان عن ليث عنه، ورواه عبدالرزاق عن الثوري عن عبدالكريم البصري عن مجاهد.
- وكذلك رواه سفيان الثوري في تفسيره، والطبري عن حبيب بن أبي ثابت عن مجاهد.
- رواه الطبري من طريق شعبة عن الحكم عن مجاهد.
- أما قول عكرمة، رواه ابن جرير الطبري من طريق عثام بن علي عن إسماعيل بن أبي خالد عن شعيب بن يسار عن مجاهد.
- وروى الطبري أيضاً من طريق النخعي عن أبي أسامة وعبيد الله عن أسامة عنه ، كما رواه من طريق ابن وكيع قال : حدثنا أبي عن أسامة بن زيد عنه .
- أما قول عطاء، رواه عطاء في تفسيره، من طريق رشدين بن سعد، عن يونس بن يزيد.
&- القول الثاني: الطبل، قاله مجاهد، وابن جريج.
التخريج :
- قول مجاهد، رواه ابن جرير الطبري من طريق عباس بن محمد عن حجاج الأعور، عن ابن جريج عن مجاهد.
&- القول الثالث: الشرك، وهو قول الضحاك.
التخريج :
- قول الضحاك، رواه ابن جرير الطبري من طريق الحسين أنّه سمع أبا معاذ، يقول: أخبرنا عبيدٌ، قال: سمعته.

&- القول الرابع: باطل الحديث، وهو قول: مجاهد وقتادة وعطاء الخرساني وابن زيد.
- وقال ابن جرير أنّه كلّ كلامٍ يصدّ عن آيات اللّه واتّباع سبيله.
- قول عطاء: الغناء والباطل ونحو ذلك.
- وكذلك قول مجاهد: المغنّي والمغنّية بالمال الكثير، أو استماعٌ إليه، أو إلى مثله من الباطل، من طريق ابن أبي نجيح.
- كما قام الإمام محمد بن إسماعيل البخاري بتبويب: [ كُلُّ لَهْوٍ بَاطِلٌ إِذَا شَغَلَهُ عَنْ طَاعَةِ اللَّهِ، وَمَنْ قَالَ لِصَاحِبِهِ: تَعَالَ أُقَامِرْكَ وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ].
&- التخريج:
- قول مجاهد، رواه آدم بن أبي إياس من طريق إبراهيم عن آدم عن ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد.
- قول قتادة، رواه عبدالرزاق عن معمر عن مجاهد.
- قول ابن زيد، رواه ابن جرير عن يونس، عن ابن وهبٍ، عن ابن زيد.
&- وبالنظر إلى الأقوال نجد أن المرأد ب(لهو الحديث):
1- الغناء وأشباهه، والاستماع له، وآلات اللهو كالطبل وغيره، فالغناء وآلاته له أثر كبير في إشغال قلب المؤمن عن طاعة الله والقرآن، وقد يكون الغناء قولاً باطلاً.
2- الحديث واللهو الباطل الذي يصد عن آيات الله، ويشغل عن طاعة الله سبحانه وتعالى، وذلك يتعلق بنزول الآية: نزلت في النضر بن الحارث، وذلك أنه كان يخرج تاجراً إلى فارس فيشتري أخبار الأعاجم فيرويها، ويحدث بها قريشاً ويقول لهم: إنّ محمداً يحدثكم بحديث عاد وثمود، وأنا أحدثكم بحديث رستم، وإسفنديار، وأخبار الأكاسرة، فيستملحون حديثه ويتركون استماع القرآن، فنزلت فيه هذه الآية. فقد كان يفعل ذلك ليلهي قريشاً عن سماع القرآن، فلم يكن قصده مجرد اللهو بل تجاوزه إلى الصد عن سبيل الله.
والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 17 ذو القعدة 1442هـ/26-06-2021م, 12:22 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وسام عاشور مشاهدة المشاركة

وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {السجدة:21}


المراد بالعذاب الأدنى
تخريج الأقوال :
1-مصائب الدنيا في الأموال والأنفس : قول ابن عباس وأبي بن كعب وأبي العالية والضحاك وإبراهيم النخعي
أما قول ابن عباس أخرجه الطبري في تفسيره من طريق علي عن أبو[أبي] صالح عن معاوية عن علي عن ابن عباس به
وأخرجه كذلك من طريق محمد بن سعد عن أبيه عن عمه عن أبيه عن أبيه عن ابن عباس به

وأما قول أبي بن كعب فأخرجه مسلم في صحيحه والطبري في تفسيره من طريق يحي بن الجزارعن أبي بن كعب به وذكره كذلك ابن أبي حاتم في تفسيره [يحيى بن الجزار عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب]
فهناك واسطة بين يحيى وأبي
ومع هذا فمخرج الأثر هو شعبة، راجعي الأسانيد مرة أخرى، وحددي أصل الإسناد لمعرفة مخرج الأثر.
ولهذا الأثر مصادر أخرى تتبين لكِ بتوسيع دائرة البحث في المصادر المسندة.

وقول أبي العالية أخرجه ابن جرير في تفسيره من طريق ابن وكيع عن أبيه عن أبي جعفر عن أبي العالية به
وكذلك قول الضحاك أخرجه ابن جرير في تفسيره قال حدثنا أبو خالد الأحمر عن الضحاك
وقول إبراهيم النخعي أخرجه ابن جرير في تفسيره قال حدثنا ابن وكيع عن جرير عن منصور عن إبراهيم به

2-الحدود : قول ابن عباس
رواه ابن جرير في تفسيره من طريق ابن بشار عن أبو عاصم عن شبيب عن عكرمة عن ابن عباس به وذكره كذلك ابن ابي حاتم في تفسيره

3-القتل بالسيف يوم بدر: قول عبدالله بن مسعود ومجاهد وقتادة وأبي بن كعب
أما قول عبدالله بن مسعود فرواه ابن جرير في صحيحه [؟؟؟] والحاكم في مستدركه من طريق مسروق عن عبد الله به وذكره كذلك ابن أبي حاتم في تفسيره
وأما قول مجاهد فرواه ابن جرير من طريق محمد بن عمرو عن أب عاصم عن عيسى عن الحارث عن الحسن عن ورقاء عن أبي نجيح عن مجاهد به
للتوضيح: إسناد ابن جرير لمجاهد كالآتي:
(قال ابن جرير) حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى،
قال ابن جرير) وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء،
جميعًا، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ولنذيقنّهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} قال: القتل والجوع لقريشٍ في الدّنيا.
فهما إسنادان
الجزء المشترك فيهما هو ابن أبي نجيح عن مجاهد]


وقول قتادة رواه عبدالرزاق في تفسيره من طريق معمرعن قتادة به
وقول أبي بن كعب رواه عبدالرزاق و ابن جرير في تفسيرهما من طريق قتادة عن مجاهد عن أبي بن كعب
[إسناد عبد الرزاق ليس فيه راو بين قتادة وأبي بن كعب، فهو منقطع]
4-سنين أصابتهم : قول عبدالله بن مسعود و إبراهيم النخعي
قول عبد الله بن مسعود أخرجه النسائي في سننه من طريق عمرو بن عليٍّ، عن عبد الرّحمن بن مهديٍّ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، وأبي عبيدة، عن عبد الله به
وقول إبراهيم أخرجه ابن جرير في تفسيره من طريق سفيان عن منصور عن إبراهيم به
[سفيان هو الثوري وأخرجه في تفسيره أيضًا، وأخرجه أيضًا ابن أبي شيبة في مصنفه]
5-عذاب القبر : قول مجاهد
أخرجه ابن جرير في تفسيره قال حدثني محمد بن عمارة عن عبيد الله عن إسرائيل عن أبي يحي عن مجاهد به وذكره كذلك ابن ابي حاتم في تفسيره

6-عذاب الدنيا : قول ابن زيد ومعمر والحسن
أخرجه ابن جرير في صحيحه من طريق يونس عن ابن وهب عن ابن زيد به
وذكره ابن ابي حاتم في تفسيره من قول مجاهد
وأما قول معمر والحسن فرواه عنهما عبدالرزاق في تفسيره
[معمر شيخ عبد الرزاق، والحسن شيخ معمر والقول في الأصل قول الحسن]

تحرير القول:
وسبب الخلاف هو الخلاف في المخاطب به في الآية وعود الضمير في (لنذيقنهم ,ولعلهم ,ويرجعون)
فإن قيل هو في فسقة المؤمنين فالقول بأن العذاب الأدنى هو الحدود أو هو مصيبات الدنيا ويكون المراد بالرجوع هو الرجوع عن المعاصي والذنوب إلى صحيح الإيمان
أما أن كان الخطاب لكفار قريش فلا حدود فيهم وإنما يتجه التأويل للقتل يوم بدر وأي عذاب أصابهم قي الدنيا قبل يوم القيامة ويكون المراد بالرجوع هو الرجوع عن الشرك للإيمان

وفي الجملة فالأقوال كلها من قبيل التفسير بالمثال ويعمها جميعا ما يصيب العباد مؤمنهم وكافرهم قبل يوم القيامة
أحسنتِ، الدراسة
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
- الملحوظات أكثرها على التخريج، وأحسب أن الإشكال عندك ضيق الوقت، فحاولي الرجوع لهذه المسألة وتجويد تحريرها للفائدة.
- تفسير ابن أبي حاتم لسورة السجدة من الجزء المفقود، فنعتمد في تخريج الأقوال منه على المصادر البديلة التي نقلت عنه، ونقلها عنه دليل اطلاع مصنفها عليه قبل أن يُفقد
من ذلك الدر المنثور للسيوطي، وأحيانًا ينقل ابن كثير إسناد ابن أبي حاتم كاملا
وعليه لا يصح قولنا: (ذكره ابن أبي حاتم) وإنما ننقل تخريجه بالاعتماد على مصدر بديل، ونعبر بهذه الطريقة (أخرجه ابن أبي حاتم كما في (ونذكر المصدر البديل الذي وجدنا فيه التخريج، مثلا الدر المنثور للسيوطي).
- من خطوات تحرير المسائل التفسيرية جمع الأقوال من المصادر المسندة، وسبق عمل ذلك في التطبيق الرابع، وفائدة ذلك اعتمادها في التخريج وقد يجد الطالب عند التحرير الحاجة للرجوع لمصادر أخرى
ومراتب المصادر المسندة في دروس دورة المهارات المتقدمة، والبحث فيها جميعًا مهم لدقة جمع الأسانيد ومن ثم إحسان تعيين أصل الإسناد، ومخرج الأثر، ومن ثم صياغة التخريج، فأرجو الاعتناء بذلك.

التقويم: ج
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 16 ذو الحجة 1442هـ/25-07-2021م, 01:54 AM
فاطمة إدريس شتوي فاطمة إدريس شتوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 311
افتراضي

تحرير القول في المراد بالعذاب الأدنى

العذاب الأدنى هو ما يعذبون به قبل يوم القيامة. واختلفوا فيه:

القول الأول : القتل بالسيف يوم بدر. أي أنه لم يبق بيت بمكة إلا دخله الحزن على قتيل لهم أو أسير، فأصيبوا أو غرموا ، ومنهم من جمع له الأمران
قال بهذا القول: أبي بن كعب، وعبد الله ابن مسعود، والحسن بن علي، وعبد الله بن الحرث، وبه قال قتادة، والسدي
* قول أبي بن كعب رواه عبد الرزاق بن همام الصنعاني من طريق مَعْمَرٌ , عَنْ قَتَادَةَ، عن أبي بن كعب رضي الله عنه، رواه ابن جرير بسنده عن بشر، عن يزيد، عن سعيد، عن قتادة، قال: كان مجاهد يحدث عن أبي بن كعب، وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أبي بن كَعْب
* قول ابن مسعود رواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي وابن جرير من طريق سفيان عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، ورواه ابن جرير بسنده عن ابن بشار، عن عبد الرحمن، عن إسرائيل، عن السدي، عن مسروق، عن عبد الله، مثله.وأخرجه الْفرْيَابِيّ وَابْن منيع وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه والخطيب وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل عَن ابْن مَسْعُود.
أخرج الطبراني في معجمه عن عبد الله : في قوله { ولنذيقنهم من العذاب الأدنى } قال : يوم بدر { العذاب الأكبر لعلهم يرجعون } قال : من بقي منهم أن يتوب فيرجع.
وقال الفقيه الإمام القاضي: فيكون على هذا التأويل الراجع غير الذي يذوق بل الذي يبقى بعده وتختلف رتبتا ضمير الذوق مع ضمير «لعل».

القول الثاني: مصائب الدنيا
أي أسقامها وبلاؤها مما يبتلي الله به العباد روى مسلم عن أبي بن كعب، في قوله عز وجل: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} [السجدة: 21] قال: «مصائب الدنيا، والروم، والبطشة، أو الدخان» شعبة الشاك في البطشة أو الدخان. صحيح مسلم (4/ 2157).
قال به: ابن عباس، أبي بن كعب، وأبو العالية ،والضحاك ،والحسن، وإبراهيم ، ابن زيد، وإبراهيم النخعي، وعلقمة، وعطية، ومجاهد، وقتادة، وعبد الكريم الجزري، وخصيف.
- قول إبراهيم- رواه جرير عن سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ علي وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن إِبْرَاهِيم
- قول أبي بن كعب- من طريق محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي شيبة عن غندر، عن شعبة، عن قتادة، عن عزرة، عن الحسن العرني، عن يحيى بن الجزار، عن ابن أبي ليلى، عن أبي بن كعب. ومن طريق عبد الله عن أبيه عن عبيد الله بن عمر القواريري عن يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن عزرة عن الحسن العرني عن يحيى بن الجزار عن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب. ومن طريق ابن وكيع، عن زيد بن حباب. ومن طريق أبو سهل أحمد بن محمد النحوي ببغداد، عن أحمد بن زياد بن مهران،عن شاذان الأسود بن عامر. وَأخرج مُسلم وَعبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الْمسند وَأَبُو عوانه فِي صَحِيحه وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن أبي بن كَعْب رَضِي الله عَنهُ
- قول ابن مسعود – من طريق عمرو بن علي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، وأبي عبيدة، عن عبد الله. وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَالنَّسَائِيّ وَابْن الْمُنْذر وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن مَسْعُود.
- قول ابن عباس- من طريق علي، عن أبو صالح، عن معاوية، عن علي، عن ابن عباس. ومن طريق محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه. - وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا
- أبي العالية – من طريق ابن وكيع، عن أبيه، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية.
- الضحاك – من طريق أبو خالد الأحمر، عن جويبر، عن الضحاك .
- الحسن – من طريق بشر، عن يزيد، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن.
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَأَلت عبَادَة بن الصَّامِت رَضِي الله عَنهُ عَن قَول الله {ولنذيقنهم من الْعَذَاب الْأَدْنَى دون الْعَذَاب الْأَكْبَر} فَقَالَ: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنْهَا فَقَالَ هِيَ المصائب والاسقام والانصاب عَذَاب للمسرف فِي الدُّنْيَا دون عَذَاب الْآخِرَة قلت: يَا رَسُول الله فَمَا هِيَ لنا قَالَ: زَكَاة وطهور" أورده السيوطي في الدر المنثور.

القول الثالث: الجوع وسنون أصابتهم
قال به: - ابن عباس وابن مسعود ، ومجاهد وبه قال إبراهيم النخعي ومقاتل.
- قول ابن مسعود- اخرجه النسائي من طريق عمرو بن علي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، وأبي عبيدة، عن عبد الله. ورواه ابن جرير من طريق إبراهيم، عن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق الهمذاني، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، - وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَالنَّسَائِيّ وَابْن الْمُنْذر وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ
- قول إبراهيم – من طريق ابن بشار، عن عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم . ورواه ابن جرير من طريق ابن وكيع، عن أبيه، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، مثله.
- مجاهد –من طريق إبراهيم،عن آدم، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.

القول الرابع: الحدود يعني به إقامة الحدود عليهم.
وهو قول ابن عباس -في رواية عنه من طريق ابن بشار عن أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس - وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس
- أما قول عكرمة فرواه ابن جرير عنه
قال الفقيه الإمام القاضي هو ابن عطية : ويتجه على هذا التأويل أن تكون في فسقة المؤمنين،

القول الخامس: عذاب القبر وعذاب الدنيا.
قاله البراء بن عازب، ومجاهد، وأبو عبيدة، وابن زيد
- القول المروي عن مجاهد رُوي عن طريق محمد بن عمارة، عن عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، وكذلك ابن أبي حاتم.
- أما قول ابن زيد فقد رواه يونس، عن ابن وهب، عن ابن زيد .
- وهو قول البراء بن عازب في رواية ابن أبي نجيح عنه.
- - وَأخرج هناد عَن أبي عُبَيْدَة ذكره السيوطي في الدر المنثور

وأولى الأقوال في ذلك أن يقال: إن الله وعد هؤلاء الفسقة المكذبين بوعيده في الدنيا العذاب الأدنى، أن يذيقهموه دون العذاب الأكبر، والعذاب: هو ما كان في الدنيا من بلاء أصابهم، إما شدة من مجاعة، أو قتل، أو مصائب يصابون بها، فكل ذلك من العذاب الأدنى، ولم يخصص الله تعالى ذكره، إذ وعدهم ذلك أن يعذبهم بنوع من ذلك دون نوع، وقد عذبهم بكل ذلك في الدنيا بالقتل والجوع والشدائد والمصائب في الأموال، فأوفى لهم بما وعدهم.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 7 محرم 1443هـ/15-08-2021م, 04:23 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة إدريس شتوي مشاهدة المشاركة
تحرير القول في المراد بالعذاب الأدنى

العذاب الأدنى هو ما يعذبون به قبل يوم القيامة. واختلفوا فيه:

القول الأول : القتل بالسيف يوم بدر. أي أنه لم يبق بيت بمكة إلا دخله الحزن على قتيل لهم أو أسير، فأصيبوا أو غرموا ، ومنهم من جمع له الأمران
قال بهذا القول: أبي بن كعب، وعبد الله ابن مسعود، والحسن بن علي، وعبد الله بن الحرث، وبه قال قتادة، والسدي
* قول أبي بن كعب رواه عبد الرزاق بن همام الصنعاني من طريق مَعْمَرٌ , عَنْ قَتَادَةَ، عن أبي بن كعب رضي الله عنه، رواه ابن جرير بسنده عن بشر، عن يزيد، عن سعيد، عن قتادة، قال: كان مجاهد يحدث عن أبي بن كعب، وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أبي بن كَعْب
* قول ابن مسعود رواه أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي وابن جرير من طريق سفيان عَنِ السُّدِّيِّ عَنْ أَبِي الضُّحَى عَنْ مَسْرُوقٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ، ورواه ابن جرير بسنده عن ابن بشار، عن عبد الرحمن، عن إسرائيل، عن السدي، عن مسروق، عن عبد الله، مثله.وأخرجه الْفرْيَابِيّ وَابْن منيع وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالطَّبَرَانِيّ وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه والخطيب وَالْبَيْهَقِيّ فِي الدَّلَائِل عَن ابْن مَسْعُود.
أخرج الطبراني في معجمه عن عبد الله : في قوله { ولنذيقنهم من العذاب الأدنى } قال : يوم بدر { العذاب الأكبر لعلهم يرجعون } قال : من بقي منهم أن يتوب فيرجع.
وقال الفقيه الإمام القاضي: فيكون على هذا التأويل الراجع غير الذي يذوق بل الذي يبقى بعده وتختلف رتبتا ضمير الذوق مع ضمير «لعل».
[موسى بن مسعود النهدي راوي كتب، ومن ذلك تفسير سفيان الثوري، وعند التخريج ننسب إلى صاحب الكتاب، فنقول أخرجه سفيان الثوري في تفسيره.
لا يصح نسخ التخريج من الكتب، مثل الدر المنثور للسيوطي، وإنما ندربكم هنا على صياغة التخريج بنفسك، فإذا نسختيه فكيف يحصل إتقان المهارة؟
ننقل تخريج السيوطي في الدر المنثور، وغيره، فقط إذا كان المصدر مفقودًا، مع النسبة إليه، فنقول: أخرجه ابن المنذر كما في الدر المنثور للسيوطي
أما المصادر المطبوعة فينبغي الرجوع إليها والنظر في أسانيدها]


القول الثاني: مصائب الدنيا
أي أسقامها وبلاؤها مما يبتلي الله به العباد روى مسلم عن أبي بن كعب، في قوله عز وجل: {ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر} [السجدة: 21] قال: «مصائب الدنيا، والروم، والبطشة، أو الدخان» شعبة الشاك في البطشة أو الدخان. صحيح مسلم (4/ 2157). [أين ذكر شعبة فيما قبل لتقولي (شعبة الشاك) ! وأين موضع شكه؟!
كل هذه الأخطاء تحصل من النسخ واللصق !]

قال به: ابن عباس، أبي بن كعب، وأبو العالية ،والضحاك ،والحسن، وإبراهيم ، ابن زيد، وإبراهيم النخعي، وعلقمة، وعطية، ومجاهد، وقتادة، وعبد الكريم الجزري، وخصيف.
- قول إبراهيم- رواه [ابن] جرير عن سُفْيَانُ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ إِبْرَاهِيمَ علي وَأخرج ابْن أبي شيبَة عَن إِبْرَاهِيم [الأولى أن تبدأي التخريج بما بدأتِ ذكره عند نسبة القول
والمفترض أن يكون ترتيبهم وفق الترتيب التاريخي لسنة وفاتهم، أو أصح الأقوال، حسب الترتيب الذي ستعتمدينه، المهم أن تلتزمي به في سائر تحريرك للمسألة]

- قول أبي بن كعب- [من أخرجه] من طريق محمد بن المثنى، ومحمد بن بشار، عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي شيبة عن غندر، عن شعبة، عن قتادة، عن عزرة، عن الحسن العرني، عن يحيى بن الجزار، عن ابن أبي ليلى، عن أبي بن كعب. ومن طريق عبد الله عن أبيه عن عبيد الله بن عمر القواريري عن يحيى بن سعيد عن شعبة عن قتادة عن عزرة عن الحسن العرني عن يحيى بن الجزار عن بن أبي ليلى عن أبي بن كعب. ومن طريق ابن وكيع، عن زيد بن حباب. ومن طريق أبو سهل أحمد بن محمد النحوي ببغداد، عن أحمد بن زياد بن مهران،عن شاذان الأسود بن عامر. وَأخرج مُسلم وَعبد الله بن أَحْمد فِي زَوَائِد الْمسند وَأَبُو عوانه فِي صَحِيحه وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَالْبَيْهَقِيّ فِي شعب الْإِيمَان عَن أبي بن كَعْب رَضِي الله عَنهُ [مع تعدد الأسانيد نحدد أصل الإسناد ومخرج الأثر ويكون التخريج من مخرج الأثر]
- قول ابن مسعود – [من أخرجه] من طريق عمرو بن علي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، وأبي عبيدة، عن عبد الله. وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَالنَّسَائِيّ وَابْن الْمُنْذر وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن مَسْعُود.
- قول ابن عباس- [من أخرجه] من طريق علي، عن أبو صالح، عن معاوية، عن علي، عن ابن عباس. ومن طريق محمد بن سعد، عن أبيه، عن عمه. - وَأخرج ابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا
- أبي العالية – [من أخرجه] من طريق ابن وكيع، عن أبيه، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع، عن أبي العالية.
- الضحاك – [من أخرجه] من طريق أبو خالد الأحمر، عن جويبر، عن الضحاك .
- الحسن – [من أخرجه] من طريق بشر، عن يزيد، عن سعيد، عن قتادة، عن الحسن.
وَأخرج ابْن مرْدَوَيْه عَن أبي إِدْرِيس الْخَولَانِيّ رَضِي الله عَنهُ قَالَ: سَأَلت عبَادَة بن الصَّامِت رَضِي الله عَنهُ عَن قَول الله {ولنذيقنهم من الْعَذَاب الْأَدْنَى دون الْعَذَاب الْأَكْبَر} فَقَالَ: سَأَلت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَنْهَا فَقَالَ هِيَ المصائب والاسقام والانصاب عَذَاب للمسرف فِي الدُّنْيَا دون عَذَاب الْآخِرَة قلت: يَا رَسُول الله فَمَا هِيَ لنا قَالَ: زَكَاة وطهور" أورده السيوطي في الدر المنثور.

القول الثالث: الجوع وسنون أصابتهم
قال به: - ابن عباس وابن مسعود ، ومجاهد وبه قال إبراهيم النخعي ومقاتل.
- قول ابن مسعود- اخرجه النسائي من طريق عمرو بن علي، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، وأبي عبيدة، عن عبد الله. ورواه ابن جرير من طريق إبراهيم، عن آدم، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق الهمذاني، عن أبي الأحوص، عن عبد الله بن مسعود، - وَأخرج ابْن أبي شيبَة وَالنَّسَائِيّ وَابْن الْمُنْذر وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه عَن ابْن مَسْعُود رَضِي الله عَنهُ
- قول إبراهيم – من طريق ابن بشار، عن عبد الرحمن، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم . ورواه ابن جرير من طريق ابن وكيع، عن أبيه، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، مثله.
- مجاهد –من طريق إبراهيم،عن آدم، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد.

القول الرابع: الحدود يعني به إقامة الحدود عليهم.
وهو قول ابن عباس -في رواية عنه من طريق ابن بشار عن أبو عاصم، عن شبيب، عن عكرمة، عن ابن عباس - وَأخرج عبد بن حميد وَابْن جرير وَابْن الْمُنْذر وَابْن أبي حَاتِم عَن ابْن عَبَّاس
- أما قول عكرمة فرواه ابن جرير عنه
قال الفقيه الإمام القاضي هو ابن عطية : ويتجه على هذا التأويل أن تكون في فسقة المؤمنين،

القول الخامس: عذاب القبر وعذاب الدنيا.
قاله البراء بن عازب، ومجاهد، وأبو عبيدة، وابن زيد
- القول المروي عن مجاهد رُوي عن طريق محمد بن عمارة، عن عبيد الله، عن إسرائيل، عن أبي يحيى، عن مجاهد، وكذلك ابن أبي حاتم.
- أما قول ابن زيد فقد رواه يونس، عن ابن وهب، عن ابن زيد .
- وهو قول البراء بن عازب في رواية ابن أبي نجيح عنه.
- - وَأخرج هناد عَن أبي عُبَيْدَة ذكره السيوطي في الدر المنثور

وأولى الأقوال في ذلك أن يقال: إن الله وعد هؤلاء الفسقة المكذبين بوعيده في الدنيا العذاب الأدنى، أن يذيقهموه دون العذاب الأكبر، والعذاب: هو ما كان في الدنيا من بلاء أصابهم، إما شدة من مجاعة، أو قتل، أو مصائب يصابون بها، فكل ذلك من العذاب الأدنى، ولم يخصص الله تعالى ذكره، إذ وعدهم ذلك أن يعذبهم بنوع من ذلك دون نوع، وقد عذبهم بكل ذلك في الدنيا بالقتل والجوع والشدائد والمصائب في الأموال، فأوفى لهم بما وعدهم.[هذا نص كلام ابن جرير الطبري]
التقويم: د
بارك الله فيك ونفع بكِ.
أكثر ما يعيب طالب العلم ويعيق تقدمه في الطلب، هو اعتماده على النسخ واللصق، وعدم الصبر على أخطائه حتى تتكون له ملكة قوية بإذن الله؛ في الإنشاء والصياغة عمومًا، أو المهارات الرئيسة لطالب علم التفسير من تحرير المسألة ومناقشة الأقوال والتخريج ونحو ذلك.
ولا يمكن أن تظهر شخصيتك ومواطن ضعفك فتسعين في جبرها، ومواطن قوتك فتسعين في تنميتها، إذا كنت تعتمدين على النسخ واللصق.
بالنسبة للتخريج:
- راجعي الدرس جيدًا، وراجعي المقطع المرئي الخاص بالشيخ، لمعرفة طريقة تعيين أصل الإسناد ومخرج الأثر وصياغة التخريج بطريقة صحيحة.
- إذا استوعبتِ الطريقة جيدًا، فما بقي سوى كثرة التدرب واستيعاب البحث في المصادر المسندة واستخراج الأسانيد لكل أثر، تنسخينها في مسودة بحثك لتتمكني من تعيين مخرج الأثر ومن ثم صياغة الإسناد.
يستغرق الأمر وقتًا طويلا في البداية لكن مع مواصلة التدرب تحسنين ذلك بإذن الله.
- إذا صعب عليكِ مسألة، أرجو ألا تترددي في السؤال عنها لتوضيحها لكِ.
- إذا تكرر نسخكِ للتخريج من كتاب الدر المنثور أو غيره، آسف أن أقول أنه سيلزمكِ إعادة التطبيق.
بالنسبة للتوجيه، ودراسة الأقوال:
- راجعي دورة المهارات الأساسية في التفسير، خصوصًا تعيين نوع الخلاف هل هو خلاف تنوع أو تضاد.
- بعد دراسة وجه كل قول، وهو بمعنى دلالة الآية على هذا القول، انظري هل يمكن الجمع بين الأقوال أو أنها تتعارض بحيث يستحيل الجمع بينها.
- إذا أمكن الجمع لابد من ذكر وجه الجمع، كما قرأتِ في تفسير ابن جرير.
- إذا كان الخلاف خلاف تضاد، لابد أن تذكري وجه ترجيحك للقول الراجح، وعلة الأقوال الأخرى.
- يمكنكِ جمع أقوال العلماء في توجيه الأقوال، ودراستها وتلخيصها في جمل للاستفادة منها، لا لنسخها، بل تعيدين الصياغة بأسلوبك.


وفقكِ الله وسددكِ ونفع بكِ .


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:27 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir