بسم الله الرحمن الرحيم
التطبيق الاول من تطبيقات أصول القراءة العلمية - المرحلة الثانية
رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي
أولا: المسائل والمقاصد الفرعية والمقصد الكلي للرسالة
١- المسائل:
مسائل المقصد الأول: بيان معنى كلمة الإخلاص
- المراد بكلمة الإخلاص.
- بيان أنواع الأحاديث في معنى كلمة الإخلاص.
مسائل المقصد الثاني: بيان أن المعاصي تناقض كمال التوحيد
- بيان أن العقوبة لا ترفع عمن أدى الشهادتين ولم بعمل بمقتضاهما.
- بيان أقوال السلف في الأحاديث الواردة في ذلك.
مسائل المقصد الثالث: بيان أهمية أعمال القلوب في تحقيق الشهادتين
- بيان أهمية الإخلاص في تحقيق الشهادتبن.
- بيان أهمية الصدق في تحقبق الشهادتبن.
- بيان أن الصدق لا يعني العصمة.
- بيان أهمية المحبة في تحقيق الشهادتين.
- بيان الشرك الخفي.
- بيان معنى سلامة القلب وأهميته للإخلاص.
- بيان خطر الرياء.
- بيان خطر الشهوة.
مسائل المقصد الرابع : بيان مقتضى كلمة الإخلاص
- بيان أنواع الأمور التي تقدح في الإخلاص.
- بيان معنى الإخلاص في العبودية.
- مواعظ في الإخلاص والتوبة.
مسائل المقصد الخامس: بيان أهمية متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
- بيان أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من محبة الله.
مسائل المقصد السادس: فضائل لا اله الا الله
- فضل لا إله إلا الله.
- بيان لا يستوي من أشرك بالله مع من لم يشرك.
- مواعظ في تحقيق التوحيد.
٢- المقاصد الفرعية للرسالة
١- بيان معنى كلمة الإخلاص
٢- بيان أن المعاصي تناقض كمال التوحيد
٣- بيان أهمية أعمال القلوب
٤- بيان مقتضى كلمة الإخلاص
٥- بيان أهمية متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
٦- بيان فضل لا اله الا الله
٣- المقصد العام للرسالة
اثبات فضل كلمة الاخلاص وأنها تدخل صاحبها الجنة ولكن بشروط منها الإخلاص والصدق والمحبة ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن المعاصي مناقضة للصدق فيها.
ثانيا: تلخيص المقاصد
مسائل المقصد الأول: بيان معنى كلمة الإخلاص
المراد بكلمة الإخلاص
- هي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله كما ورد في احاديث منها حديث معاذ وحديث أبي ذر في الصحيحين و حديث أبي هريرة وغيرها.
بيان أنواع الأحاديث في معنى كلمة الإخلاص
- هناك نوعان من الأحاديث في هذا الباب:
الأول: ما فيه أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها، وهذا ظاهر فإن النار لا يخلد فيها أحد من أهل التوحيد الخالص ودليله قوله تعالى (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله)،
الثاني: من أتى بالشهادتين حرم على النار وهذا قد حمله بعضهم على الخلود فيها أو على نار يخلد فيها أهلها وهذا يعني أن أن "لا إله إلا الله" سبب لدخول الجنة والنجاة من النار و مقتض لذلك ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه وهو قول الحسن ووهب ابن منبه.
- الأظهر أن الشهادتين سبب لا يعمل إلا باستجماع شروطه أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص منها حديث أبي أيوب في الصحيحين وحديث أبي هريرة في صحيح مسلم وغيرهما.
- فهم الصديق أنه لا يمتنع قتال مانع الزكاة إلا بأداء حقوقها لقوله صلى الله عليه وسلم:((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال (الزكاة حق المال).
مسائل المقصد الثاني: بيان أن المعاصي تناقض كمال التوحيد
بيان أن العقوبة لا ترفع عمن أدى الشهادتين ولم بعمل بمقتضاهما
- العقوبة في الدنيا لا ترفع عمن أدى الشهادتين ولم يؤدي حقها بفهم الصديق في قتال مانع الزكاة وله شواهد مما رواه غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما.
بيان أقوال السلف في الأحاديث الواردة في ذلك
- قول بعض السلف مثل الزهري والثوري أن الأحاديث المذكورة كانت قبل نزول الفرائض بعيد جدا لأن كثيرا منها كان بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود، وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم
- المراد بقول الثوري بالنسخ , أن المراد يه البيان والايضاح فإن السلف كانوا يطلقون النسخ على مثل ذلك كثيرا ويكون مقصودهم أن آيات الفرائض والحدود تبين بها توقف دخول الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب المحارم، فصارت تلك النصوص منسوخة أي مبيَّنة مفسَّرة ونصوص الحدود والفرائض ناسخة أي مفسِّرة لمعنى تلك موضحة لها.
- بعض الاحاديث المطلقة جاءت مقيدة في أحاديث آخر كما في بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه).
مسائل المقصد الثالث: بيان أهمية أعمال القلوب في تحقيق الشهادتين
بيان أهمية الإخلاص في تحقيق الشهادتين
- إن قول العبد: "لا إله إلا الله" يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل.
- من أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول "لا إله إلا الله" ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك.
بيان أهمية الصدق في تحقيق الشهادتين
- من صدق في قول "لا إله إلا الله" لم يحب سواه ولم يرج سواه ولم يخش أحدا إلا الله ولم يتوكل إلا على الله ولم يبق له بقية من آثار نفسه.
بيان أن الصدق لا يعني العصمة
- المحب ليس مطالبأ بالعصمة، وإنما هو مطالب كلما زلّ أن يتلافى تلك الوصمة.
- أن الله عز وجل له عناية بمن يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة وينبّهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى
- بيان أهمية المحبة في تحقيق الشهادتين
- قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه.
بيان الشرك الخفي
- من أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله.
بيان معنى سلامة القلب وأهميته للإخلاص
- القلب السليم هو الطاهر من أدناس المخالفات، فأما المتلطخ بشيء من المكروهات فلا يصلح لمجاورة حضرة القدوس إلا بعد أن يطهر في كير العذاب، فإذا زال عنه الخبث صلح حينئذ للمجاورة، (إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا)
بيان خطر الرياء
- أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك.
بيان خطر الشهوة
- بعد أهل الرياء، يدخل النار أصحاب الشهوة وعبيد الهوى الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم.
مسائل المقصد الرابع : بيان مقتضى كلمة الإخلاص
بيان أنواع الأمور التي تقدح في الإخلاص
- ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله.
- ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان وكذا قوله: ما لي إلا الله وأنت.
- كذلك يقدح في التوحيد وتفرُّد الله بالنفع والضر كالطيرة والرقى المكروهة، وإيتان الكهان وتصديقهم بما يقولون.
- كذلك اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه قادح في تمام التوحيد وكماله، ولهذا أطلق الشرع على كثير من الذنوب التي منشؤها من هوى النفس أنها كفر وشرك كقتال المسلم ومن أتى حائضا أو امرأة في دبرها ومن شرب الخمرة في المرة الرابعة، وإن كان ذلك لا يخرجه عن الملة بالكلية ولهذا قال السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك.
بيان معنى الإخلاص في العبودية
- لم يخلص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن وهم الذين قال فيهم: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}، فهم الذين حققوا قول "لا إله إلا الله" وأخلصوا في قولها وصدّقوا قولهم بفعلهم فلم يلتفتوا إلى غير الله محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكلا.
- هم الذين صدقوا في قول "لا إله إلا الله" وهم عباد الله حقا فأما من قال: "لا إله إلا الله" بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى، {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}، {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}.
مواعظ في الإخلاص والتوبة
- كن عبد الله لا عبد الهوى فإن الهوى يهوي بصاحبه في النار، {أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}.
- تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار والله لا ينجو غدا من عذاب الله إلا من حقّق عبودية الله وحده ولم يلتفت إلى شيء من الأغيار، من علم أن معبوده الله فرْد فليفرده بالعبودية ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.
مسائل المقصد الخامس: بيان أهمية متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
بيان أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من محبة الله
- لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه.
- صارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.
مسائل المقصد السادس: فضائل لا اله الا الله
فضل لا إله الا الله
- هي كلمة التقوى كما قال عمر -رضي الله عنه-
- وهي كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر
- لأجلها خلق الخلق ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد.
- وهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا وهي مفتاح الجنة وهي ثمن الجنة.
- من كانت آخر كلامه دخل الجنة.
- وهي نجاة من الناروهي توجب المغفرة وهي أحسن الحسنات وهي تمحو الذنوب والخطايا.
- وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
- وهي لا يعدلها شيء في الوزن ة وترجح بصحائف الذنوب.
- وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل.
- وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
- وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
- وهي أفضل ما قاله النبيون، وهي أفضل الذكر.
- وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان
- ومن فضائلها أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
- وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
- ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.
بيان لا يستوي من أشرك بالله مع من لم يشرك
- قال بعض السلف: كان إبراهيم عليه السلام يقول: اللهم لا تشرك من كان يشرك بك شيئا بمن كان لا يشرك بك.
- كان بعض السلف يقول في دعائه: اللهم إنك قلت عن أهل النار: إنهم {أقسموا بالله جهد إيمانهم لا يبعث الله من يموت}، ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن الله من يموت، اللهم لا تجمع بين أهل القسمين في دار واحدة
مواعظ في تحقيق التوحيد
- كان أبو سليمان يقول: إن طالبني ببخلي طالبته بجوده وإن طالبني بذنوبي طالبته بعفوه وإن أدخلني النار أخبرت أهل النار أني أحبه.
- وكان بعض العارفين يبكي طول ليله ويقول: إن تعذبني فإني لك محب وإن ترحمني فإني لك محب.
- العارفون يخافون من الحجاب أكثر مما يخافون من العذاب.
والله أعلم.