دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع (المجموعة الثانية)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 24 جمادى الأولى 1442هـ/7-01-2021م, 12:47 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي التطبيق الأول من تطبيقات أصول القراءة العلمية - المرحلة الأولى

التطبيق الأول من تطبيقات أصول القراءة العلمية - المرحلة الأولى


استخلص مقاصد إحدى الرسالتين التاليتين:
1: رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.
2: رسالة "كلمة الإخلاص" للحافظ ابن رجب الحنبلي.


إرشادات حلّ التطبيق:
المطلوب في أداء هذا التطبيق ثلاثة أمور:
أولا: استخلاص مسائل الرسالة.
فتكتب عناوين المسائل، ويعبّر عنها بعبارات واضحة كاشفة عن مضمونها، ثم تصنّف المسائل، فتجمع المسائل المتّصلة تحت صنف واحد، ويعنون كل صنف بعنوان جامع، وهذه الأصناف يمكن أن نسمّيها عناصر الرسالة، مع مراعاة ترتيبها ترتيبا موضوعيّا.
ثانيا: استخلاص المقاصد الفرعيّة للرسالة.
وهي أصناف المسائل أو العناصر المستخلصة سابقا، وأثناء استخلاص المقاصد الفرعية والنظر فيها قد يظهر للطالب ارتباط بين بعضها فيحسن دمجها ثانية تحت مقصد فرعيّ واحد، وبهذا تتركّز المقاصد الفرعيّة للرسالة.
ثالثا: استخراج المقصد الكلّي للرسالة.
ويكون بالتعبير عن المقاصد الفرعية بعنوان جامع واف، وأحيانا يذكر المؤلّف المقصد الرئيس لرسالته فيكون أولى بالذكر.


تعليمات:
لا يسمح بتقديم المرحلة الثانية للتطبيق إلا بعد تقويم المرحلة الأولى واعتمادها، حتى يبني الطالب تلخيصه على أساس سليم.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 25 جمادى الأولى 1442هـ/8-01-2021م, 01:38 AM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
التطبيق الأول من تطبيقات أصول القراءة العلمية - المرحلة الأولى

استخلاص مقاصد رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.


أولا: استخلاص مسائل الرسالة.
قوام الدين وصحة العبادات:
- أصل الدين أن الحلال ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرمه الله ورسوله، وأن العبادات هى ما شرعها الله ورسوله.
* قال الله تعالى:
{وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}.
- مخالفة الدين تقع بمخالفة ما شرعه الله من تحليل وتحريم.
- وقوع الابتداع في العبادات يكون باستحداث عبادات لم يشرعها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
- ذم من خالف الدين وشرّع دينا غير ما أنزل الله عز وجل.
* قال الله تعالى:
{أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه}.

العبادات الشرعية: تعريفها، وأصولها، وأنواعها، وأفضلها.
- العبادات الشرعية هى التي يتقرب بها إلى الله تعالى، ويحبها ويرضاها.
* الدليل على ذلك:
قول الله تعالى في الحديث القدسي: (ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه) .
أما أصولها: فالصلاة والصيام والقراءة.
* ودليله ما جاء في الصّحيحين في حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنه لمّا أتاه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقال:
(ألم أحدَّث أنّك قلت لأصومنّ النّهار ولأقومنّ اللّيل ولأقرأنّ القرآن في ثلاثٍ؟ قال: بلى، قال: فلا تفعل فإنّك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النّفس..).
أما أنواعها من حيث الواجب والمستحب:
* الصلوات واجبها كالصلوات الخمس، ومستحبها كقيام الليل، وقراءة القرآن على الوجه المشروع.
* الصيام واجبه كصيام رمضان، ومستحبه كصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ومنه التطوع منه نصف الدهر وثلثه أو ثلثيه.
* الأذكار والدّعوات الشّرعيّة المطلقة أو المقيدة بوقت كأذكار الصباح والمساء، أوالمقيدة بسبب كتحية المسجد وسجود التلاوة وصلاة الكسوف وصلاة الاستخارة.

* السفر الشرعي كالسفر إلى مكة وهو الفرض، وإلى المسجدين الآخرين، وهو مستحب.
* الجهاد على اختلاف أنواعه.
أما أفضل العبادات من الجهة البدينة: الصلاة ثم القراءة ثم الذكر ثم الدعاء.
* والمفضول في وقته الذي شرع فيه أفضل من الفاضل، فالتسبيح في الركوع أفضل من القراءة.
* وقد يفتح على الإنسان في العمل المفضول ما لا يفتح عليه في العمل الفاضل.

العبادات البدعية تعريفها، وأسباب الوقوع فيها، وما تفضي إليه من انحراف عن الدين القويم.
- العبادات البدعية هى ما لم يشرعه الله ولا رسوله، بل ابتدعته طائفة ضلت عن الحق، وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون.
وأسبابها:
- الغلو في العبادات بلا فقه يؤدي إلى الوقع في البدع، ومثاله ما صار إليه الخوارج.
- التأثر بالفلسفة والعلوم الباطلة مفضي إلى الخروج عما شرعه الله والإتيان بعبادات بدعية، ومثاله ما وقع فيه أبو حامد الغزالي، وأمثاله.
- تأويل بعض المفاهيم الشرعية وفق المعتقدات الباطلة، وهذا يقع من أهل الكلام وغيرهم من أهل البدع، كتأويل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتفريغ القلب وتخليته، ومتعلق تفريغ القلب المقصود شرعا هو تفريغه مما لا يحبه الله ولا يرضاه.
- الاعتماد على أدلة فاسدة للاستدلال على العبادات، ومثاله استدلال أصحاب الخلوات البدعية على مشروعيتها بما كان من النبي صلى لله عليه وسلم قبل البعثة وغير ذلك من أدلة لا يصح الاستدلال بها شرعا.
- التكلف في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في المباحات وما فعله على وجه العادة، ومنه اتخاذ ما لم يشرعه النبي صلى الله عليه وسلم وما لم يأمر به وما لم يفعله عبادة أو قربة، فلم يكن هدي السلف فعل ذلك.
- والإتيان بالعبادات غير الشرعية، كالتوجه إلى الأوثان والطواغيت بالعبادة، كالسجود للأصنام، والاستشفاع بمخلوق، والنذر لغير الله عز وجل مفضي إلى الوقوع في الشرك بأنواعه.
- وفعل المنهيات التي نهى عنها الشرع كسماع المعازف، وقد عُلم أن ضررها أشد من ضرر الخمر على شاربها، مفضي إلى الوقوع في المعاصي والكبائر.

الخلوات البدعية، والتنبيه عليها كجنس من أجناس العبادات البدعية:
- ومن أجناس العبادات البدعية: (الخلوات البدعية)، وقد حدثت في المتأخرين.
- ولا أصل لها، إنما استدل لها بأدلة فاسدة لا يصح الاستدلال بها شرعا.
- كثير من أصحاب الخلوات لا يحد للخلوة مكان أو زمان، بل القصد أن يخلو في الجملة في أماكن لا أذان فيها ولا إقامة، ولا مسجد تقام فيه الصلوات الخمس، بل يعمد أهل البدع إلى المساجد المهجورة والكهوف في الجبال والمقابر.
- يأتي أصحاب الخلوات في خلواتهم بأفعال بدعية ومن ذلك الجلوس في أماكن مظلمة وترديد أذكار بدعية، وقصدهم ليس ذكر الله بل جمع القلب على شيء معين عنده يحصل التنزل الإلهي بزعمهم، وما هو إلا حلول للشياطين.
- وتعرض أحوال لأصحاب الخلوات:
* كالنفور من العبادات الشرعية، وأهل العلم الذين يذكرون الشرع أو القرآن.
* الانصراف إلى سماع المعازف، والزهد في سماع القرآن والأحاديث.
* حصول الزيغ لقلوبهم، فيعتنون بما بطل وضعف كالأحاديث الضعيفة.
* ادعاء أن ما يحصل لهم من الله بلا واسطة، فيعتقدون أنهم بلغوا مرتب الأنبياء بل أعظم.
* تتنزل عليهم الشياطين، ويحصل لهم من الخوراق التي يعتقدونها لضلالهم كرامات.
* الانجرار إلى المزيد من الضلالات والعبادات البدعية.
- سبيل تمييز أهل البدع عن أهل الحق: عرض أحوالهم على القرآن والسنة.

سبل الوقاية من الوقوع في العبادات البدعية:
- تحقيق الإخلاص لله عز وجل،
قال اللّه تعالى: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}.
- التقرب إلى الله عز وجل إنما يكون باتباع محمد صلى الله عليه وسلم واتباع شرعه.
- اعتماد الأدلة الشرعية وما نصت عليه الأدلة الصحيحة في أمر العبادات والطاعات.
ومنه عدم تعظيم ما لم يعظمه الشرع من أماكن وغير ذلك، ولذا جاء النهي عن اتخاذ قبور الأنبياء مساجد.

ثانيا: استخلاص المقاصد الفرعيّة للرسالة:
1. قوام الدين وصحة العبادات.
2. العبادات الشرعية: تعريفها، وأصولها، وأنواعها، وأفضلها.
3. العبادات البدعية: تعريفها، وأسباب الوقوع فيها، وما تفضي إليه من انحراف عن الدين
4. الخلوات البدعية، والتنبيه عليها كجنس من أجناس العبادات البدعية
5. سبل الوقاية من الوقوع في العبادات البدعية.


ثالثا: المقصد الكلّي للرسالة:
بيان العبادات الشرعية والعبادات البدعية والفرق بينهما، والتعرض لأسباب الوقوع في العبادات البدعية، وذكر مثالا لها وهو (الخلوات البدعية) وبيان بطلانها وضلال أصحابها، وذكر سبل الوقاية من الوقوع في العبادات البدعية.

الحمد لله رب العالمين


رد مع اقتباس
  #3  
قديم 26 جمادى الأولى 1442هـ/9-01-2021م, 06:46 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

التطبيق الاول من تطبيقات أصول القراءة العلمية - المرحلة الاولى


ا
رسالة "كلمة الإخلاص" للحافظ ابن رجب الحنبلي.



أولا: عناصر الرسالة

- أدلة المراد بكلمة الإخلاص
خرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).
في الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله))
في صحيح مسلم عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ويجيء الآخر بكف تمر ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بالبركة ثم قال: ((خذوا في أوعيتكم)) فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)).
وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر.
في صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرمه الله على النار)) وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل))

- بيان أنواع الأحاديث في معنى كلمة الإخلاص
النوع الأول : ما فيه أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها، وهذا ظاهر فإن النار لا يخلد فيها أحد من أهل التوحيد الخالص ودليل أن يأتي بالشهادتين يحرم على النار : قوله تعالى (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله)،
النوع الثاني : أنه يحرم على النار وهذا قد حمله بعضهم على الخلود فيها أو على نار يخلد فيها أهلها وهي ما عدا الدرك الأع. أن "لا إله إلا الله" سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ومقتض لذلك ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع، وهذا قول الحسن ووهب ابن منبه وهو الأظهر ومن أدلة أن الشهادتين سبب لا يعمل إلا باستجماع شروطه:أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص مثل :
- كما في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)).
- وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)) فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)).
- وفي المسند عن بشير بن الخصاصية قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فاشترط علي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن أقيم الصلاة وأن أؤدي الزكاة وأن أحج حجة الإسلام وأن أصوم شهر رمضان وأن أجاهد في سبيل الله، فقلت: يا رسول الله أما اثنتين فوالله لا أطيقهما الجهاد والصدقة، فإنهم زعموا أنه من ولّى الدبر فقد باء بغضب من الله فأخاف إن حضرت تلك جشمت نفسي وكرهت الموت، والصدقة فوالله ما لي إلا غنيمة وعشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهن، قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها ثم قال: ((فلا جهاد ولا صدقة فبم تدخل الجنة إذا؟)) قلت: يا رسول الله أبايعك فبايعته عليهن كلهن)،
ومن الادلة فهم الصديق أنه لا يمتنع قتال مانع الزكاة إلا بأداء حقوقها لقوله صلى الله عليه وسلم:((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال (الزكاة حق المال)
ومن الادلة قول الحسن للفرزدق "نِعم العدة، لكن لـ "لا إله إلا الله" شروطا، فإياك وقذف المحصنة" قول الحسن ("لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها دخل الجنة.) قول وهب (بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.)

بيان أن العقوبة لا ترفع عمن أدى الشهادتين ولم بعمل بمقتضاهما
قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله))، ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فتوقفوا في قتال مانع الزكاة، وفهم الصديق أنه لا يمتنع قتاله إلا بأداء حقوقها لقوله صلى الله عليه وسلم:((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال: ((الزكاة حق المال)).هذا الذي فهمه الصديق قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحا غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما وأنه قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))، وقد دلّ على ذلك قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم} على الأخوّة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد فإن التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد، فلما قرر أبو بكر هذا للصحابة رجعوا إلى قوله ورأوه صوابا، فإذا علم أن عقوبة الدنيا لا تُرفع عمن أدّى الشهادتين مطلقا بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام فكذلك عقوبة الآخرة.

بيان الرد على القول بأن الأحاديث كانت قبل نزول الفرائض ومن قال به الزهري والثوري
قال ابن رجب "هذا بعيد جدا فإن كثيرا منها كان بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود، وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم."

بيان القول بأن الأحاديث منسوخة بأحاديث الفرائض والأحكام
صرح الثوري وغيره بأنها منسوخة وأنه نسخها الفرائض والحدود، وقد يكون مرادهم بالنسخ البيان والإيضاح، فإن السلف كانوا يطلقون النسخ على مثل ذلك كثيرا ويكون مقصودهم أن آيات الفرائض والحدود تبين بها توقف دخول الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب المحارم، فصارت تلك النصوص منسوخة أي مبيَّنة مفسَّرة ونصوص الحدود والفرائض ناسخة أي مفسِّرة لمعنى تلك موضحة لها.

بيان أن الأحاديث المطلقة جاءت مقيدة في أحاديث أخر
في بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).

بيان أهمية عمل القلب في تحقيق الإيمان بالشهادتين
هذا كله إشارة إلى عمل القلب وتحققه بمعنى الشهادتين فتحقيقه بقول "لا إله إلا الله" أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا، وتحقيقه بأن محمدا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء هذا المعنى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم صريحا أنه قال: ((من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة))،قيل: ما إخلاصها يا رسول الله؟ قال: ((أن تحجزك عما حرم الله عليك))، وهذا يروى من حديث أنس بن مالك وزيد بن أرقم ولكن إسنادهما لا يصحّ، وجاء أيضا من مراسيل الحسن بنحوه.

بيان مقتضى الإخلاص : قول "لا اله الا الله"
ان قول العبد: "لا إله إلا الله" يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول "لا إله إلا الله" ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك

بيان أنواع الأمور التي تقدح في الإخلاص
لهذا ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله،
كما ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان وكذا قوله: ما لي إلا الله وأنت،
كذلك ما يقدح في التوحيد وتفرُّد الله بالنفع والضر كالطيرة والرقى المكروهة، وإيتان الكهان وتصديقهم بما يقولون،
كذلك اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه قادح في تمام التوحيد وكماله، ولهذا أطلق الشرع على كثير من الذنوب التي منشؤها من هوى النفس أنها كفر وشرك كقتال المسلم ومن أتى حائضا أو امرأة في دبرها ومن شرب الخمرة في المرة الرابعة، وإن كان ذلك لا يخرجه عن الملة بالكلية ولهذا قال السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك. وقد ورد إطلاق الإله على الهوى المتَّبع، قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: هو الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه، وقال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى. وروي من حديث أبي أمامة بإسناد ضعيف: ((ما تحت ظل سماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع)). وفي حديث أخر: ((لا تزال "لا إله إلا الله" تدفع عن أصحابها حتى يؤثروا دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ردت عليهم ويقال لهم: كذبتم)). ويشهد لذلك الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))، فدلّ هذا على أن كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.
يدلّ عليه أيضا أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.وقال تعالى حاكيا عن خليله إبراهيم عليه السلام لأبيه: {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا}، فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له

بيان معنى الإخلاص في العبودية
لم يخلص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن وهم الذين قال فيهم: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}، فهم الذين حققوا قول "لا إله إلا الله" وأخلصوا في قولها وصدّقوا قولهم بفعلهم فلم يلتفتوا إلى غير الله محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكلا وهم الذين صدقوا في قول "لا إله إلا الله" وهم عباد الله حقا فأما من قال: "لا إله إلا الله" بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى، {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}، {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}،

مواعظ في الترغيب في الإخلاص و ذم الهوى
فيا هذا كن عبد الله لا عبد الهوى فإن الهوى يهوي بصاحبه في النار، {أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}.
تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار والله لا ينجو غدا من عذاب الله إلا من حقّق عبودية الله وحده ولم يلتفت إلى شيء من الأغيار، من علم أن معبوده الله فرْد فليفرده بالعبودية ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.
كان بعض العارفين يتكلم على أصحابه على رأس جبل فقال في كلامه: لا ينال أحد مراده حتى ينفرد فردا بفرد، فانزعج واضطرب حتى رأى أصحابه أن الصخور قد تدكدكت وبقي على ذلك ساعة فلما أفاق فكأنه نشر من قبره

بيان أن من مقتضى الإخلاص ان يحب ما أحب الله وأن يكره ما يكرهه الله - بيان الشرك الخفي
قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله، قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض))
قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله})) وهذا نصّ في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي.

أقوال السلف في بيان أن مقتضى الإخلاص ان يحب ما أحب الله وأن يكره ما يكرهه الله
قال الليث عن مجاهد في قوله: {لا يشركون بي شيئا} قال: لا يحبون غيري.
قال الحسن: اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته.
وسئل ذو النون متى أحب ربي قال: إذا كان ما يبغضه عندك أمر من الصبر.
وقال بشر بن السرّي: ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك.
وقال أبو يعقوب النهر جوري: كل من ادّعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة.
وقال يحيى بن معاذ: ليس بصادق من ادّعى محبة الله ولم يحفظ حدوده.
وقال رويم: المحبة الموافقة في جميع الأحوال وأنشد:
ولو قلت لي مت قلت سمعا طاعة .. وقلت لداعي الموت أهلا ومرحبا
يشهد لهذا المعنى أيضا قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.قال الحسن: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا نحب ربنا حبا شديدا"، فأحب الله أن يجعل لحبه علما فأنزل الله تعالى هذه الآية.

بيان أن محبة الرسول من محبة الله
من هاهنا يعلم أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.
قال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار))

بيان أن تمكن المحبة من القلب يبعث الجوارح الى طاعة الرب
المعنى أن محبة الله إذا استغرق بها القلب واستولت عليه لم تنبعث الجوارح إلا إلى مراضي الرب وصارت النفس حينئذ مطمئنة بإرادة مولاها عن مرادها وهواها.
هذه حال السحرة لما سكنت المحبة قلوبهم سمحوا ببذل النفوس وقالوا لفرعون: {اقض ما أنت قاض}، ومتى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب
هذا هو معنى الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري في صحيحه وفيه: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها))، وقد قيل إن في بعض الروايات: ((فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي))

مواعظ في الحث على الإخلاص - أسرار التوحيد
اعبد الله لمراده منك لا لمرادك منه، فمن عبده لمراده منه فهو ممن يعبد الله على حرف إن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريد مولاه.
في بعض الكتب السالفة: من أحب الله لم يكن شيء عنده آثر من رضاه، ومن أحب الدنيا لم يكن شيء عنده آثر من هوى نفسه.
روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن الحسن قال: ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر على طاعة الله أو على معصيته، فإن كانت طاعة تقدمت وإن كانت معصية تأخرت.
هذا حال خواصّ المحبين الصادقين، فافهموا رحمكم الله هذا فإنه من دقائق أسرار التوحيد الغامضة، وإلى هذا المقام أشار النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته لما قدم المدينة حيث قال: ((أحبوا من كل قلوبكم))، وقد ذكرها ابن إسحاق وغيره، فإن من امتلأ قلبه من محبة الله لم يكن فيه شيء أفرغ من إرادات النفس والهوى
إلى ذلك أشار القائل بقوله:
أَرُوحُ وَقَد خَتَمتَ عَلَى فُؤادِي ** بِحُبِّكَ أن يَحُلَّ بِهِ سِوَاكَ
فَلَو أَني استَطَعتُ غَضَضْتُ طَرْفِي ** فَلَم أَنْظُرْ بِهِ حَتَّى أَرَاكَا
أُحِبُّكَ لا بِبَعْضِي بَلْ بِكُلِّي ** وَإِنْ لَمْ يُبْقِ حُبُّكَ لي حِرَاكَا
وَفي الأَحْبَابِ مَخْصُوصٌ بِوَجْدٍ ** وَآخَر يَدَّعِي مَعَهُ اشْتِرَاكَا
إِذَا اشْتَبَكَتْ دُمُوعٌ في خُدُودٍ ** تَبَيَّنَ مَن بَكَا مِمَّنْ تَبَاكَى
فَأَمَّا مَن بَكَى فَيَذُوبُ وَجْدَاً ** وَيَنْطِقُ بِالهَوَى مَن قَد تَشَاكَا
متى بقي للمحب حظ من نفسه فما بيده من المحبة إلا الدعوى، إنما المحب من يفنى عن كله ويبقى بحبيبه، ((فبي يسمع، وبي يبصر)).
القلب بيت الرب، وفي الإسرائيليات يقول الله: «ما وسعني سمائي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن»، فمتى كان القلب فيه غير الله فالله أغنى الأغنياء عن الشرك وهو لا يرضى بمزاحمة أصنام الهوى، الحق غيور يغار على عبده المؤمن أن يسكن في قلبه سواه أو يكن فيه شيء ما يرضاه.
أردناكم صرفا فلما مزجتم ** بعدتم بمقدار التفاتكم عنا
وقلنا لكم لا تسكنوا القلب غيرنا ** فأسكنتم الأغيار ما أنتم منا

بيان معنى سلامة القلب وأهميته للإخلاص
لا ينجو غدا إلا من لقي الله بقلب سليم ليس فيه سواه قال الله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.
القلب السليم هو الطاهر من أدناس المخالفات، فأما المتلطخ بشيء من المكروهات فلا يصلح لمجاورة حضرة القدوس إلا بعد أن يطهر في كير العذاب، فإذا زال عنه الخبث صلح حينئذ للمجاورة، ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا))، فأما القلوب الطيبة فتصلح للمجاورة من أول الأمر {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} {الذين يتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة}.
من لم يحرق اليوم قلبه بنار الأسف على ما سلف أو بنار الشوق إلى لقاء الحبيب فنار جهنم له أشد حرا
ما يحتاج إلى التطهر بنار جهنم إلا من لم يكمل تحقيق التوحيد والقيام بحقوقه.

بيان خطر الرياء
أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك
ما نظر المرائي إلى الخلق بعلمه إلا لجهله بعظمة الخالق.
المرائي يزور التوقيع على اسم الملك ليأخذ البراطيل لنفسه ويوهم أنه من خاصة الملك وهو ما يعرف الملك بالكلية.
نقش المرائي على الدرهم الزائف اسم الملك ليروج، والبهرج لا يجوز إلا على غير الناقد!

بيان خطر الشهوة
بعد أهل الرياء، يدخل النار أصحاب الشهوة وعبيد الهوى الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم، فأما عبيد الله حقا فيقال لهم: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}.
بيان أثرالمؤمنين على جهنم
جهنم تنطفئ بنور إيمان الموحدين، وفي الحديث تقول النار للمؤمن: ((جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي)).
وفي المسند عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجا من بردهم))هذه ميراث ورثه المحبون من حال الخليل عليه السلام.
نار المحبة في قلوب المحبين تخاف منها نار جهنم.
قال الجنيد: قالت النار: يا رب لو لم أطعك هل كنت تعذبني بشيء أشد مني قال: أسلط عليك ناري الكبرى قالت: وهل نار أعظم مني وأشد؟ قال: نعم نار محبتي أسكنتها قلوب أوليائي المؤمنين.
قفا قليلا بها علي فلا ** أقل من نظرة أزودها
ففي فؤاد المحب نار جوى ** أحر نار الجحيم أبردها
فلولا دموع المحبين تطفئ بعض حرارة الوجد لاحترقوا كمدا
دعوه يطفي بالدموع حرارة ** على كبد حري دعوه دعوه
سلوا عاذليه يعذروه هنيهة ** فبالعذل دون الشوق قد قتلوه
كان بعض العارفين يقول: أليس عجبا أن أكون بين أظهركم وفي قلبي من الاشتياق إلى ربي مثل الشعل التي لا تنطفئ
ولم أر مثل نار الحب نارا ** تزيد ببعد موقدها اتقادا
ما للعارفين شغل بغير مولاهم ولا هم في غيره، وفي الحديث: ((من أصبح وهمه غير الله فليس من الله)).
قال بعضهم: من أخبرك أن وليه له هم في غيره فلا تصدقه
كان داود الطائي يقول: همك عطّل علي الهموم، وحالف بيني وبين السهاد، وشوقي إلى النظر إليك أوبق مني اللذات، وحال بيني وبين الشهوات، فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب.
ما لي شغل سواه ما لي شغل ** ما يصرف عن هواه قلبي عذل
ما أصنع إن جفا وخاب الأمل ** مني بدل ومنه ما لي بدل
اخواني.. إذا فهمتم هذا المعنى فهمتم معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على النار))، فأما من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها، فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله، ومتى بقي في القلب أثر سوى الله فمن قلة الصدق في قولها.

بيان أن الصدق لا يعني العصمة
من صدق في قول "لا إله إلا الله" لم يحب سواه ولم يرج سواه ولم يخش أحدا إلا الله ولم يتوكل إلا على الله ولم يبق له بقية من آثار نفسه وهواه، ومع هذا فلا تظنوا أن المحب مطالب بالعصمة، وإنما هو مطالب كلما زلّ أن يتلافى تلك الوصمة.
قال زيد بن أسلم: إن الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له أن يقول: اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك.
قال الشعبي: إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
وتفسير هذا الكلام أن الله عز وجل له عناية بمن يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة وينبّهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى
وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: ((أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب))
وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)).
في المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن مغفل أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها فقالت: مه فإن الله قد أذهب الشرك وجاء بالإسلام، فتركها وولى، فجعل يلتفت خلفه ينظر إليها حتى أصاب الحائط وجهه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر، فقال: ((أنت عبد أراد الله بك خيرا)) ثم قال: ((إن الله إذا أراد بعبده شرا أمسك ذنبه حتى يوافى به يوم القيامة)).

مواعظ في التوبة والاستقامة
يا قوم.. قلوبكم على أصل الطهارة وإنما أصابها رشاش من نجاسة الذنوب فرشوا عليها قليلا من دموع العيون وقد طهرت.
اعزموا على فطام النفوس عن رضاع الهوى فالحمية رأس الدواء متى طالبتكم بمألوفاتها فقولوا مقالة تلك المرأة لذلك الرجل الذي دمي وجهه: "أذهب الله الشرك وجاء بالإسلام"، والإسلام يقتضي الاستسلام والانقياد للطاعة، ذكّروها مدحة {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} تحنّ إلى الاستقامة.
عرّفوها اطّلاع من هو أقرب إليها من حبل الوريد لعلها تستحي من قربه ونظره، {ألم يعلم بأن الله يرى}، {إن ربك لبالمرصاد}!!
راود رجل امرأة في فلاة ليلا فأبت فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب قالت: فأين مكوكبها؟!
أكره رجل امرأة على نفسها وأمرها بغلق الأبواب فقال لها: هل بقي باب لم يغلق؟ قالت: نعم الباب الذي بيننا وبين الله تعالى فلم يتعرض لها!
رأى بعض العارفين رجلا يكلم امرأة فقال: إن الله يراكما سترنا الله وإياكما
سئل الجنيد بم يستعان على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إليه
قال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
وصّى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه
قال بعضهم: استح من الله على قدر قربه منك وخف الله على قدر قدرته عليك
كان بعضهم يقول لي: منذ أربعين سنة ما خطوت لغير الله، ولا نظرت إلى شيء أستحسنه حياء من الله عز وجل.
كأن رقيبا منك يرعى خواطري ** وآخر يرعى ناظري ولساني
فما أبصرت عيناي بعدك منظرا ** لغيرك إلا قلت قد رمقاني
ولا بدرت من في بعدك لفظة ** لغيرك إلا قلت قد سمعاني
ولا خطرت من ذكر غيرك خطرة ** على القلب إلا عرجا بعناني)

فضائل لا اله الا الله

فهي كلمة التقوى كما قال عمر -رضي الله عنه- من الصحابة.
هي كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر ولأجلها خلق الخلق كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}
ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب.كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}. وقال تعالى: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون}، وهذه الآية أول ما عدّد الله على عباده من النعم في سورة آية النعم التي تسمى النحل، ولهذا قال ابن عيينة: ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم "لا إله إلا الله" وإن "لا إله إلا الله" لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا.
ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب
ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر.
وهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا.
في مسند البزار وغيره عن عياض الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لا إله إلا الله كلمة حق على الله كريمة، ولها من الله مكان، وهي كلمة من قالها صادقا أدخله الله بها الجنة، ومن قالها كاذبا حقنت دمه واحرزت ماله ولقي الله غدا فحاسبه))، وهي مفتاح الجنة كما تقدم.
وهي ثمن الجنة، قاله الحسن وجاء مرفوعا من وجوه ضعيفة.
ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة.
وهي نجاة من النار، وسمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: ((خرج من النار)) خرجه مسلم.
وهي توجب المغفرة. في المسند عن شداد بن أوس وعبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوما: ((ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله)) فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: ((الحمد لله اللهم بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني بها الجنة وإنك لا تخلف الميعاد)) ثم قال: ((أبشروا فإن الله قد غفر لكم)).
وهي أحسن الحسنات. قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: ((إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها)) قلت: يا رسول الله "لا إله إلا الله" من الحسنات؟ قال: ((هي أحسن الحسنات)).
وهي تمحو الذنوب والخطايا.وفي سنن ابن ماجه عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل)). رؤي بعض السلف بعد موته في المنام فسئل عن حاله فقال: ((ما أبقت "لا إله إلا الله" شيئا))
وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب. وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا: "لا إله إلا الله").
وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن. كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نوحا قال لابنه عند موته: آمرك بـ "لا إله إلا الله"، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت "لا إله إلا الله" في كفة رجحت بهن "لا إله إلا الله"، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة فصمتهن "لا إله إلا الله". وفيه أيضا عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام قال: يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به قال: يا موسى قل "لا إله إلا الله"، قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا، قال: قل "لا إله إلا الله"، قال: لا إله إلا أنت يا رب إنما أريد شيئا تخصني به، قال: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة و"لا إله إلا الله" في كفة مالت بهن "لا إله إلا الله").
وكذلك ترجح بصحائف الذنوب. كما في حديث السجلات والبطاقة، وقد خرجه أحمد والنسائي والترمذي أيضا من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل. وفي الترمذي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه)). وفيه أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر)). ويروى عن ابن عباس مرفوعا: ((ما من شيء إلا بينه وبين الله حجاب إلا قول لا إله إلا الله كما أن شفتيك لا تحجبها كذلك لا يحجبها شيء حتى تنتهي إلى الله عز وجل)). وقال أبو أمامة: ما من عبد يهلل تهليلة فينهنها شيء دون العرش.
وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه. خرج النسائي في كتاب اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مخلصا بها روحه مصدقا بها لسانه إلا فتق له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله)).
وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها. كما أخرج النسائي والترمذي وابن حبان من حديث أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال العبد: "لا إله إلا الله والله أكبر" صدقه ربه وقال: "لا إله إلا أنا وأنا أكبر"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" يقول الله: "لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد" قال الله: "لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد"، وإذا قال: "لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله" قال الله: "لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي")) وكان يقول: ((من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار))
وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة
وهي أفضل الذكر. كما في حديث جابر المرفوع: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله))، وعن ابن عباس: أحب كلمة إلى الله لا إله إلا الله لا يقبل الله عملا إلا بها
وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان وكما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)).وفيهما أيضا عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قالها عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل)). وفي الترمذي عن ابن عمر مرفوعا: ((من قالها إذا دخل السوق وزاد فيها: "يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا الله عنه ألف ألف سيئة ورفع الله له ألف ألف درجة))، وفي رواية: ((ويبني له بيت في الجنة)).
ومن فضائلها أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر.كما في المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله قد قاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن))، وفي حديث مرسل: ((من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين كل يوم مائة مرة كانت له أمانا من الفقر وأنسا من وحشة القبر واستجلبت له الغنى واستفرغت له باب الجنة)).
وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم. قال النضر بن عربي: بلغني أن الناس إذا قاموا من قبورهم كان شعارهم لا إله إلا الله، وقد خرج الطبراني حديثا مرفوعا: ((إن شعار هذه الأمة على الصراط لا إله إلا أنت))
ومن فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء. كما في حديث عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن أتى بالشهادتين بعد الوضوء وقد خرجه مسلم. وفي الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء)). وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة منامه الطويل وفيه قال: ((ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فأغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فتحت له الأبواب وأدخلته الجنة))
ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله)).وأخرج الطبراني عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن ناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم فيقول لهم عبدة اللات والعزى ما أغنى عنكم قول لا إله إلا الله فيغضب الله لهم فيخرجهم من النار فيدخلون الجنة))، ومن كان في سخطه يحسن فكيف يكون إذا ما رضي لا يسوي بين من وحده وإن قصر في حقوق توحيده وبين من أشرك به

بيان لا يستوي من أشرك بالله مع من لم يشرك
قال بعض السلف: كان إبراهيم عليه السلام يقول: اللهم لا تشرك من كان يشرك بك شيئا بمن كان لا يشرك بك.
كان بعض السلف يقول في دعائه: اللهم إنك قلت عن أهل النار: إنهم {أقسموا بالله جهد إيمانهم لا يبعث الله من يموت}، ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن الله من يموت، اللهم لا تجمع بين أهل القسمين في دار واحدة

مواعظ في تحقيق التوحيد
كان أبو سليمان يقول: إن طالبني ببخلي طالبته بجوده وإن طالبني بذنوبي طالبته بعفوه وإن أدخلني النار أخبرت أهل النار أني أحبه
ما أطيب وصله وما أعذبه ** وما أثقل هجره وما أصعبه
وفي السخط والرضى ما أهيبه ** القلب يحبه وإن عذب
وكان بعض العارفين يبكي طول ليله ويقول: إن تعذبني فإني لك محب وإن ترحمني فإني لك محب
العارفون يخافون من الحجاب أكثر مما يخافون من العذاب.
قال ذو النون: خوف النار عند خوف الفراق كقطرة في بحر لجي
كان بعضهم يقول: إلهي وسيدي ومولاي لو أنك عذبتني بعذابك كله كان ما فاتني من قربك أعظم عندي من العذاب
قيل لبعضهم: لو طردك ما كنت تفعل؟ فقال:
إذا أنا لم أجد من الحب وصلا ** رمت في النار منزلا ومقيلا
ثم أزعجت أهلها بندائي ** بكرة في عرصاتها وأصيلا
معشر المشركين ناحوا على من ** يدعي أنه يحب الجليلا
لم يكن في الذي ادعاه محقا ** فجزاه به العذاب الطويلا
اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد فإنه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه ما نطق الناطقون إذ نطقوا أحسن من "لا إله إلا الله"
ما نطق الناطقون إذ نطقوا ** أحسن من لا إله إلا هو
تبارك الله ذو الجلال ومن ** أشهد أن لا إله إلا هو
من لذنوبي ومن يمحصها ** غيرك يا من لا إله إلا هو
جنان خلد لمن يوحده ** أشهد أن لا إله إلا هو
نيرانه لا تحرق من ** يشهد أن لا إله إلا هو
أقولها مخلصا بلا بخل ** أشهد أن لا إله إلا هو

ثانيا : المقاصد الفرعية للرسالة
١- بيان معنى كلمة الاخلاص
٢- بيان انواع الاحاديث الوارده في هذا الباب
٢- بيان مقتضى كلمة الاخلاص
٣- بيان أهمية أعمال القلوب
٤- بيان أهمية المحبة
٥- بيان أهمية الصدق
٦- بيان ان الصدق لا يعني العصمة
٧- بيان أهمية متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
٨- بيان فضل لا اله الا الله
٩- مواعظ في الاخلاص والتوبة

ثالثا : المقصد العام للرسالة
بيان فضل ومعنى كلمة الاخلاص ومقتضاها واهمية الصدق والتوبة ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 29 جمادى الأولى 1442هـ/12-01-2021م, 09:19 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم التطبيق الأول من تطبيقات أصول القراءة العلمية - المرحلة الأولى


1: رسالة الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية
إنشاد راجح
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وتطبيقك اشتمل على تلخيص لبعض المسائل -خاصة المقصد الثالث- وليس مطلوبا
إنما المطلوب عناوين مسائل فقط، حتى يتميز المحتوى.
والمقصد الثالث -وقد اجتهدت فيه بارك الله فيك- لكنه يحتاج إلى تمييز مسائله، وأهمها ما يلي:
حجة أهل الخلوات البدعية فيها
وقت هذه الخلوات
زمانها
موقفهم مع العبادات الشرعية
موقفهم من متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
أسباب تنزل الشياطين عليهم
ويمكنك الآن الانتقال لمرحلة التلخيص، مع مراعاة ما ذكر أعلاه، وفقك الله.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 29 جمادى الأولى 1442هـ/12-01-2021م, 09:55 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

2: رسالة كلمة الإخلاص
محمد العبد اللطيف
بارك الله فيك ونفع بك.
تطبيقك يعتبر تلخيصا للرسالة، وهذه المرحلة لم يطلب فيها التلخيص بعد، إنما المطلوب استخلاص المسائل التي ذكرها ابن رجب رحمه الله في رسالته.
فالرسالة بمثابة الكتاب، يحوي عددا من الفصول هي الموضوعات المختلفة التي تناولها ابن رجب في رسالته، وهذه الموضوعات نسميها مقاصد الرسالة، يعني هو قصد بيان الموضوع الفلاني والموضوع الفلاني ..إلخ
وقد ذكرتَ في تطبيقك تسعة مقاصد فرعية، يفترض أنها فصول الكتاب، ولكن لو جئت تتأملها لوجدت أنها ليس موضوعات منفصلة، بل بين بعضها ارتباط يحتم جمعها إلى بعض.
وتلخيصك ينبئ عن فهم جيد للرسالة، ينقصه فقط ملاحظة الرابط بين الموضوعات التي لخصتها، حتى يمكنك تصنيفها وترتيبها على الوجه الصحيح.

ولو لاحظت رسالة ابن رجب من أولها وأنواع الأحاديث التي أوردها في فضل كلمة التوحيد، لوجدت أن هدفه من الرسالة بيان أن كلمة التوحيد حقا تدخل صاحبها الجنة وتحرمه على النار، ولكن من المعروف أن بعض أهل التوحيد يعذبون في النار فترة قبل دخول الجنة، فكيف نوفق بين ذلك؟
التوفيق بين ذلك يكون بإثبات أن مجرد نطها باللسان لا يضمن لصاحبها النجاة مطلقا من النار، وإنما لها شروط لابد منها لكي يتحقق الوعد، وهذا ما أثبته ابن رجب في رسالته، وهي شروط لا إله إلا الله، وكيف أن المعاصي مناقضة للصدق فيها.

فأرجو مراجعة الرسالة مرة أخرى، وإعادة استخلاص مسائلها وعناصرها انطلاقا من هذا المقصد.
نريد فقط رؤوس مسائل، أما التلخيص ففي المرحلة الثانية إن شاء الله.
وفقك الله.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 30 جمادى الأولى 1442هـ/13-01-2021م, 11:16 AM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إعادة التطبيق الاول من تطبيقات أصول القراءة العلمية - المرحلة الاولى

رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي

أولا: عناصر الرسالة

- أدلة المراد بكلمة الإخلاص
- بيان أنواع الأحاديث في معنى كلمة الإخلاص
- بيان أهمية أعمال القلوب مثل الاخلاص والصدق والمحبة في تحقيق الإيمان بالشهادتين
- بيان مقتضى الإخلاص
- بيان أنواع الأمور التي تقدح في الإخلاص
- بيان معنى الإخلاص في العبودية
- مواعظ في الترغيب في الإخلاص وذم الهوى
- بيان أن من مقتضى الإخلاص ان يحب ما أحب الله وأن يكره ما يكرهه الله - بيان الشرك الخفي
- أقوال السلف في بيان أن مقتضى الإخلاص ان يحب ما أحب الله وأن يكره ما يكرهه الله
- بيان أن محبة الرسول من محبة الله
- مواعظ في الحث على الإخلاص - أسرار التوحيد
- بيان معنى سلامة القلب وأهميته للإخلاص
- بيان خطر الرياء
- بيان خطر الشهوة
- بيان أثر المؤمنين على جهنم
- بيان أن الصدق لا يعني العصمة
- مواعظ في التوبة والاستقامة
- فضائل لا اله الا الله
- بيان لا يستوي من أشرك بالله مع من لم يشرك
- مواعظ في تحقيق التوحيد

ثانيا: المقاصد الفرعية للرسالة

١- بيان معنى كلمة الاخلاص
٢- بيان انواع الاحاديث الوارده في هذا الباب
٢- بيان مقتضى كلمة الاخلاص
٣- بيان أهمية أعمال القلوب
٤- بيان أهمية متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
٥- بيان فضل لا اله الا الله
٦- مواعظ في الاخلاص والتوبة

ثالثا: المقصد العام للرسالة

اثبات فضل كلمة الاخلاص وأنها تدخل صاحبها الجنة ولكن بشروط منها الاخلاص والصدق والمحبة ومتايعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن المعاصي مناقضة للصدق فيها.

والله أعلم.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 1 جمادى الآخرة 1442هـ/14-01-2021م, 05:16 PM
إنشاد راجح إنشاد راجح غير متواجد حالياً
مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Sep 2016
المشاركات: 732
افتراضي


إعادة من أجل الاعتماد

بسم الله الرحمن الرحيم
التطبيق الأول من تطبيقات أصول القراءة العلمية - المرحلة الأولى
استخلاص مقاصد رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.

أولا: استخلاص مسائل الرسالة.
المقصد الأول ومسائله: مقدمات في أصل الدين والعبادات:
- بيان أسباب وقوع الاضطراب في بابين من أصول الدين، وهما: ( باب الحلال والحرام)، و( باب العبادات).
- نهي الله عن الخروج عن الصراط المستقيم.
- الذم لمن خرج عن الصراط المستقيم.

المقصد الثاني ومسائله:
العبادات الشرعية: تعريفها، وأصولها، وأنواعها، وأفضلها.
- تعريف العبادات الشرعية، والدليل على كونها مما يتقرب به لله.
- بيان أصول العبادات الشرعية.
- أنواعها العبادات الشرعية من حيث الوجوب والاستحباب.
- بيان تفاضل العبادات الشرعية.

المقصد الثالث ومسائله: العبادات البدعية تعريفها، وأسبابها، وما تفضي إليه من انحراف عن الدين القويم.
- تعريف العبادات البدعية.
- أسباب الوقوع في العبادات البدعية.
- الإتيان بالعبادات البدعية سبيل الوقوع في المعاصي والكبائر والشرك.


المقصد الرابع ومسائله: الخلوات البدعية، والتنبيه عليها كجنس من أجناس العبادات البدعية:
· ما استدل به أصحاب الخلوات البدعية لمشروعيتها، وبيان خطأ ذلك، والرد عليهم.
· الأماكن التي يقصدها أصحاب الخلوات البدعية.
· ما يفعله أصحاب الخلوات البدعية.
· الذكر عند أصحاب الخلوات البدعية، وبيان مقصدهم منه، وبيان عدم مشروعيته.
· أحوال من سلك طريق الخلوات البدعية، ومنه التنزل الشيطاني وأسبابه، وموقفهم من أهل العلم.
· تمييز سبيل أهل البدع عن سبيل أهل الحق.

المقصد الخامس ومسائله: سبل الوقاية من الوقوع في العبادات البدعية:

- تحقيق الإخلاص لله عز وجل.

- اتباع النبي صلى الله عليه وسلم.

- اعتماد الأدلة الشرعية وما نصت عليه الأدلة الصحيحة في أمر العبادات والطاعات.

ثانيا: استخلاص المقاصد الفرعيّة للرسالة:
المقصد الأول: قوام الدين وصحة العبادات.
المقصد الثاني: العبادات الشرعية: تعريفها، وأصولها، وأنواعها، وأفضلها.
المقصد الثالث: العبادات البدعية تعريفها، وأسبابها، وما تفضي إليه من انحراف عن الدين القويم.
المقصد الرابع: الخلوات البدعية، والتنبيه عليها كجنس من أجناس العبادات البدعية.
المقصد الخامس: سبل الوقاية من الوقوع في العبادات البدعية.

ثالثا: المقصد الكلّي للرسالة:
بيان العبادات الشرعية والعبادات البدعية والفرق بينهما، والتعرض لأسباب الوقوع في العبادات البدعية، وذكر مثالا لها وهو (الخلوات البدعية) وبيان بطلانها وضلال أصحابها، وذكر سبل الوقاية من الوقوع في العبادات البدعية.



الحمد لله رب العالمين


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 3 جمادى الآخرة 1442هـ/16-01-2021م, 02:16 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


محمد العبد اللطيف
كان الواجب وضع تحت كل مقصد فرعي مسائله المتصلة به، وهي غير واضحة لي تماما في أول التطبيق، لكن مقاصدك الفرعية جيدة، مع التنبيه على فوات المقصد الخاص ببيان أن المعاصي تناقض كمال التوحيد، كما أن المواعظ المختارة من كلام السلف ليست مقصدا في ذاتها، وإنما جاءت للدلالة على أهمية الإخلاص فتلحق به في التلخيص دون إسهاب.

فأرجو ترتيب المسائل تحتها كما فعلت الأستاذة إنشاد، وتمييز مسائل كل عنصر فرعي، ويمكنك الآن الانتقال لمرحلة التلخيص، بحيث تلخص ما قيل في كل مسألة.
وفقك الله.



إنشاد راجح
يمكنك الانتقال لمرحلة التلخيص، وفقك الله.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 3 جمادى الآخرة 1442هـ/16-01-2021م, 01:46 PM
محمد العبد اللطيف محمد العبد اللطيف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 564
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

إعادة التطبيق الاول من تطبيقات أصول القراءة العلمية - المرحلة الأولى - المرة الثانية

رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي

أولا: استخلاص مسائل الرسالة

المقصد الأول: بيان معنى كلمة الإخلاص

- أدلة المراد بكلمة الإخلاص
- بيان أنواع الأحاديث في معنى كلمة الإخلاص

المقصد الثاني: بيان أن المعاصي تناقض كمال التوحيد

بيان أن العقوبة لا ترفع عمن أدى الشهادتين ولم بعمل بمقتضاهما
بيان أقوال السلف في الأحاديث الواردة في ذلك

المقصد الثالث: بيان أهمية أعمال القلوب في تحقيق الشهادتين

- بيان أهمية الإخلاص في تحقيق الشهادتبن
- بيان أهمية الصدق في تحقبق الشهادتبن
- بيان أهمية المحبة في تحقيق الشهادتين
- بيان الشرك الخفي
- بيان معنى سلامة القلب وأهميته للإخلاص
- بيان خطر الرياء
- بيان خطر الشهوة
- بيان أن الصدق لا يعني العصمة

المقصد الرابع : بيان مقتضى كلمة الإخلاص

- بيان أنواع الأمور التي تقدح في الإخلاص
- بيان معنى الإخلاص في العبودية
- مواعظ في الإخلاص والتوبة

المقصد الخامس: بيان أهمية متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم

بيان أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم من محبة الله

المقصد السادس: فضائل لا اله الا الله

- بيان لا يستوي من أشرك بالله مع من لم يشرك
- مواعظ في تحقيق التوحيد

ثانيا: المقاصد الفرعية للرسالة

١- بيان معنى كلمة الإخلاص
٢- بيان أن المعاصي تناقض كمال التوحيد
٣- بيان أهمية أعمال القلوب
٤- بيان مقتضى كلمة الإخلاص
٥- بيان أهمية متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم
٦- بيان فضل لا اله الا الله

ثالثا: المقصد العام للرسالة

اثبات فضل كلمة الاخلاص وأنها تدخل صاحبها الجنة ولكن بشروط منها الإخلاص والصدق والمحبة ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم وأن المعاصي مناقضة للصدق فيها.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 3 جمادى الآخرة 1442هـ/16-01-2021م, 10:28 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

محمد العبد اللطيف
يمكنك الآن الانتقال لمرحلة التلخيص، وفقك الله.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 6 جمادى الآخرة 1442هـ/19-01-2021م, 10:05 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

الأدلة على الإخلاص:
خرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).
وفي الصحيحين عن عتبان بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله)).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أو أبي سعيد بالشك أنهم كانوا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فأصابتهم مجاعة فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بنطع فبسطه ثم دعا بفضل أزوادهم فجعل الرجل يجيء بكف ذرة ويجيء الآخر بكف تمر ويجيء الآخر بكسرة حتى اجتمع على النطع من ذلك شيء يسير فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه بالبركة ثم قال: ((خذوا في أوعيتكم)) فأخذوا في أوعيتهم حتى ما تركوا في العسكر وعاء إلا ملؤوه فأكلوا حتى شبعوا وفضلت فضلة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة)).
وفي الصحيحين عن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ما من عبد قال: لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) قلت: وإن زنى وإن سرق؟! قال: ((وإن زنى وإن سرق)) ثلاثا ثم قال في الرابعة: ((على رغم أنف أبي ذر)) قال: فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رغم أنف أبي ذر.
وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: (سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله حرمه الله على النار)) وفي صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل))، وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة يطول ذكرها.
أنواع الأدلة الشرعية الواردة في باب الإخلاص:
وأحاديث هذا الباب نوعان:
أحدهما: ما فيه أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها، وهذا ظاهر فإن النار لا يخلد فيها أحد من أهل التوحيد الخالص، وقد يدخل الجنة ولا يحجب عنها إذا طهر من ذنوبه بالنار، وحديث أبي ذر معناه أن الزنى والسرقة لا يمنعان دخول الجنة مع التوحيد وهذا حق لا مرية فيه ليس فيه أنه لا يعذب عليهما مع التوحيد، وفي مسند البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه)).

الثاني: ما فيه أنه يحرم على النار وهذا قد حمله بعضهم على الخلود فيها أو على نار يخلد فيها أهلها وهي ما عدا الدرك الأعلى، فأما الدرك الأعلى يدخله خلق كثير من عصاة الموحدين بذنوبهم ثم يخرجون بشفاعة الشافعين وبرحمة أرحم الراحمين، وفي الصحيحين: (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله)، وقالت طائفة من العلماء: المراد من هذه الأحاديث أن "لا إله إلا الله" سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ومقتض لذلك ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع، وهذا قول الحسن ووهب ابن منبه وهو الأظهر.
-فهم السلف للإ إلاه إلا الله وأنها تقتضي القول والعمل:
وقال الحسن للفرزدق وهو يدفن امرأته: ما أعددت لهذا اليوم؟ قال: شهادة أن لا إله إلا الله منذ سبعين سنة، قال الحسن: نِعم العدة، لكن لـ "لا إله إلا الله" شروطا، فإياك وقذف المحصنة.
وقيل للحسن: إن أناسا يقولون: من قال: "لا إله إلا الله" دخل الجنة، فقال: من قال: "لا إله إلا الله" فأدّى حقها وفرضها دخل الجنة.
وقال وهب بن منبه لمن سأله أليس لا إله إلا الله مفتاح الجنة؟ قال: بلى، ولكن ما من مفتاح إلا له أسنان فإن جئت بمفتاح له أسنان فتح لك وإلا لم يفتح لك.
وفي هذا الحديث إن مفتاح الجنة "لا إله إلا الله" خرجه الإمام أحمد بإسناد منقطع.

لزوم العمل لمن قال لا إلاه إلا الله حتى يدخل الجنة:
وعن معاذ قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سألك أهل اليمن عن مفتاح الجنة فقل: شهادة أن لا إله إلا الله))، ويدلّ على صحة هذا القول أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص، كما في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)) فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)).
وفي المسند عن بشير بن الخصاصية قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فاشترط علي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن أقيم الصلاة وأن أؤدي الزكاة وأن أحج حجة الإسلام وأن أصوم شهر رمضان وأن أجاهد في سبيل الله، فقلت: يا رسول الله أما اثنتين فوالله لا أطيقهما الجهاد والصدقة، فإنهم زعموا أنه من ولّى الدبر فقد باء بغضب من الله فأخاف إن حضرت تلك جشمت نفسي وكرهت الموت، والصدقة فوالله ما لي إلا غنيمة وعشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهن، قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها ثم قال: ((فلا جهاد ولا صدقة فبم تدخل الجنة إذا؟)) قلت: يا رسول الله أبايعك فبايعته عليهن كلهن)، ففي هذا الحديث أن الجهاد والصدقة شرط في دخول الجنة مع حصول التوحيد والصلاة والصيام والحج.
ونظير هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله))، ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فتوقفوا في قتال مانع الزكاة، وفهم الصديق أنه لا يمتنع قتاله إلا بأداء حقوقها لقوله صلى الله عليه وسلم:((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال: ((الزكاة حق المال)).
وهذا الذي فهمه الصديق قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحا غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما وأنه قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))، وقد دلّ على ذلك قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}، كما دلّ قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} على أن الأخوّة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد فإن التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد، فلما قرر أبو بكر هذا للصحابة رجعوا إلى قوله ورأوه صوابا، فإذا علم أن عقوبة الدنيا لا تُرفع عمن أدّى الشهادتين مطلقا بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام فكذلك عقوبة الآخرة.

وقد ذهب طائفة إلى أن هذه الأحاديث المذكورة أولا وما في معناها كانت قبل نزول الفرائض والحدود، منهم الزهري والثوري وغيرهما، وهذا بعيد جدا فإن كثيرا منها كان بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود، وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وهؤلاء منهم من يقول في هذه الأحاديث: إنها منسوخة، ومنهم من يقول: هي محكمة ولكن ضم إليها شرائط، ويلتفت هذا إلى أن الزيادة على النصّ هل هي نسخ أم لا؟ والخلاف في ذلك بين الأصوليين مشهور.
وقد صرح الثوري وغيره بأنها منسوخة وأنه نسخها الفرائض والحدود، وقد يكون مرادهم بالنسخ البيان والإيضاح، فإن السلف كانوا يطلقون النسخ على مثل ذلك كثيرا ويكون مقصودهم أن آيات الفرائض والحدود تبين بها توقف دخول الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب المحارم، فصارت تلك النصوص منسوخة أي مبيَّنة مفسَّرة ونصوص الحدود والفرائض ناسخة أي مفسِّرة لمعنى تلك موضحة لها.
وقالت طائفة: تلك النصوص المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر ففي بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).
وهذا كله إشارة إلى عمل القلب وتحققه بمعنى الشهادتين فتحقيقه بقول "لا إله إلا الله" أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا، وتحقيقه بأن محمدا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء هذا المعنى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم صريحا أنه قال: ((من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة))،قيل: ما إخلاصها يا رسول الله؟ قال: ((أن تحجزك عما حرم الله عليك))، وهذا يروى من حديث أنس بن مالك وزيد بن أرقم ولكن إسنادهما لا يصحّ، وجاء أيضا من مراسيل الحسن بنحوه.
تسمية بعض الذنوب كفرا وأنها كفر دون كفر :
وتحقيق هذا المعنى وإيضاحه أن قول العبد: "لا إله إلا الله" يقتضي أن لا إله له غير الله، والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول "لا إله إلا الله" ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك، ولهذا ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله، كما ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان وكذا قوله: ما لي إلا الله وأنت، وكذلك ما يقدح في التوحيد وتفرُّد الله بالنفع والضر كالطيرة والرقى المكروهة، وإيتان الكهان وتصديقهم بما يقولون، وكذلك اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه قادح في تمام التوحيد وكماله، ولهذا أطلق الشرع على كثير من الذنوب التي منشؤها من هوى النفس أنها كفر وشرك كقتال المسلم ومن أتى حائضا أو امرأة في دبرها ومن شرب الخمرة في المرة الرابعة، وإن كان ذلك لا يخرجه عن الملة بالكلية ولهذا قال السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك.
طاعة غير الله عبودية من دون الله:
1- طاعة الهوى واتباعه:

وقد ورد إطلاق الإله على الهوى المتَّبع، قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: هو الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه، وقال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
وروي من حديث أبي أمامة بإسناد ضعيف: ((ما تحت ظل سماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع)).
2- ايثار الحياة الدنيا:
وفي حديث أخر: ((لا تزال "لا إله إلا الله" تدفع عن أصحابها حتى يؤثروا دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ردت عليهم ويقال لهم: كذبتم)).
ويشهد لذلك الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))، فدلّ هذا على أن كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.
3- طاعة الشيطان:
ويدلّ عليه أيضا أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
وقال تعالى حاكيا عن خليله إبراهيم عليه السلام لأبيه: {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا}، فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له، ولم يخلص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن وهم الذين قال فيهم: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}، فهم الذين حققوا قول "لا إله إلا الله" وأخلصوا في قولها وصدّقوا قولهم بفعلهم فلم يلتفتوا إلى غير الله محبة ورجاء وخشية وطاعة وتوكلا وهم الذين صدقوا في قول "لا إله إلا الله" وهم عباد الله حقا فأما من قال: "لا إله إلا الله" بلسانه ثم أطاع الشيطان وهواه في معصية الله ومخالفته فقد كذب فعله قوله ونقص من كمال توحيده بقدر معصية الله في طاعة الشيطان والهوى، {ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله}، {ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله}، فيا هذا كن عبد الله لا عبد الهوى فإن الهوى يهوي بصاحبه في النار، {أأرباب متفرقون خير أم الله الواحد القهار}.

تعس عبد الدرهم تعس عبد الدينار والله لا ينجو غدا من عذاب الله إلا من حقّق عبودية الله وحده ولم يلتفت إلى شيء من الأغيار، من علم أن معبوده الله فرْد فليفرده بالعبودية ولا يشرك بعبادة ربه أحدا.
كان بعض العارفين يتكلم على أصحابه على رأس جبل فقال في كلامه: لا ينال أحد مراده حتى ينفرد فردا بفرد، فانزعج واضطرب حتى رأى أصحابه أن الصخور قد تدكدكت وبقي على ذلك ساعة فلما أفاق فكأنه نشر من قبره.
حقيقة لا إلاه إلا الله:
1- حب مايحبه الله وبغض مايبغضه الله:
قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله، قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
قال الليث عن مجاهد في قوله: {لا يشركون بي شيئا} قال: لا يحبون غيري.
وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض))، قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله})) وهذا نصّ في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي.
وقال الحسن: اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته.
وسئل ذو النون متى أحب ربي قال: إذا كان ما يبغضه عندك أمر من الصبر.
وقال بشر بن السرّي: ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك.
وقال أبو يعقوب النهر جوري: كل من ادّعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة.
وقال يحيى بن معاذ: ليس بصادق من ادّعى محبة الله ولم يحفظ حدوده.
وقال رويم: المحبة الموافقة في جميع الأحوال وأنشد:

ولو قلت لي مت قلت سمعا طاعة .. وقلت لداعي الموت أهلا ومرحبا

ويشهد لهذا المعنى أيضا قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
قال الحسن: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا نحب ربنا حبا شديدا"، فأحب الله أن يجعل لحبه علما فأنزل الله تعالى هذه الآية.
تلازم الشهادتين:
ومن هاهنا يعلم أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).
هذه حال السحرة لما سكنت المحبة قلوبهم سمحوا ببذل النفوس وقالوا لفرعون: {اقض ما أنت قاض}، ومتى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب، وهذا هو معنى الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري في صحيحه وفيه: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها))، وقد قيل إن في بعض الروايات: ((فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي))، والمعنى أن محبة الله إذا استغرق بها القلب واستولت عليه لم تنبعث الجوارح إلا إلى مراضي الرب وصارت النفس حينئذ مطمئنة بإرادة مولاها عن مرادها وهواها.
وصية:
يا هذا.. اعبد الله لمراده منك لا لمرادك منه، فمن عبده لمراده منه فهو ممن يعبد الله على حرف إن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريد مولاه.
وفي بعض الكتب السالفة: من أحب الله لم يكن شيء عنده آثر من رضاه، ومن أحب الدنيا لم يكن شيء عنده آثر من هوى نفسه.
حقيقة المحبة:
روى ابن أبي الدنيا بإسناده عن الحسن قال: ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر على طاعة الله أو على معصيته، فإن كانت طاعة تقدمت وإن كانت معصية تأخرت.
هذا حال خواصّ المحبين الصادقين، فافهموا رحمكم الله هذا فإنه من دقائق أسرار التوحيد الغامضة، وإلى هذا المقام أشار النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته لما قدم المدينة حيث قال: ((أحبوا من كل قلوبكم))، وقد ذكرها ابن إسحاق وغيره، فإن من امتلأ قلبه من محبة الله لم يكن فيه شيء أفرغ من إرادات النفس والهوى وإلى ذلك أشار القائل بقوله:

أَرُوحُ وَقَد خَتَمتَ عَلَى فُؤادِي ** بِحُبِّكَ أن يَحُلَّ بِهِ سِوَاكَ
فَلَو أَني استَطَعتُ غَضَضْتُ طَرْفِي ** فَلَم أَنْظُرْ بِهِ حَتَّى أَرَاكَا
أُحِبُّكَ لا بِبَعْضِي بَلْ بِكُلِّي ** وَإِنْ لَمْ يُبْقِ حُبُّكَ لي حِرَاكَا
وَفي الأَحْبَابِ مَخْصُوصٌ بِوَجْدٍ ** وَآخَر يَدَّعِي مَعَهُ اشْتِرَاكَا
إِذَا اشْتَبَكَتْ دُمُوعٌ في خُدُودٍ ** تَبَيَّنَ مَن بَكَا مِمَّنْ تَبَاكَى
فَأَمَّا مَن بَكَى فَيَذُوبُ وَجْدَاً ** وَيَنْطِقُ بِالهَوَى مَن قَد تَشَاكَا

متى بقي للمحب حظ من نفسه فما بيده من المحبة إلا الدعوى، إنما المحب من يفنى عن كله ويبقى بحبيبه، ((فبي يسمع، وبي يبصر)).
القلب بيت الرب، وفي الإسرائيليات يقول الله: «ما وسعني سمائي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن»، فمتى كان القلب فيه غير الله فالله أغنى الأغنياء عن الشرك وهو لا يرضى بمزاحمة أصنام الهوى، الحق غيور يغار على عبده المؤمن أن يسكن في قلبه سواه أو يكن فيه شيء ما يرضاه.

أردناكم صرفا فلما مزجتم ** بعدتم بمقدار التفاتكم عنا
وقلنا لكم لا تسكنوا القلب غيرنا ** فأسكنتم الأغيار ما أنتم منا

لا ينجو غدا إلا من لقي الله بقلب سليم ليس فيه سواه قال الله تعالى: {يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم}.
تعريف القلب السليم:
القلب السليم هو الطاهر من أدناس المخالفات، فأما المتلطخ بشيء من المكروهات فلا يصلح لمجاورة حضرة القدوس إلا بعد أن يطهر في كير العذاب، فإذا زال عنه الخبث صلح حينئذ للمجاورة، ((إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا))، فأما القلوب الطيبة فتصلح للمجاورة من أول الأمر {سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار} {سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين} {الذين يتوفاهم الملائكة طيبين يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنة}.
من لم يحرق اليوم قلبه بنار الأسف على ما سلف أو بنار الشوق إلى لقاء الحبيب فنار جهنم له أشد حرا.
ما يحتاج إلى التطهر بنار جهنم إلا من لم يكمل تحقيق التوحيد والقيام بحقوقه.

أول من تسعر به النار من الموحدين:
أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك
ما نظر المرائي إلى الخلق بعلمه إلا لجهله بعظمة الخالق.
المرائي يزور التوقيع على اسم الملك ليأخذ البراطيل لنفسه ويوهم أنه من خاصة الملك وهو ما يعرف الملك بالكلية.
نقش المرائي على الدرهم الزائف اسم الملك ليروج، والبهرج لا يجوز إلا على غير الناقد!

وبعد أهل الرياء، يدخل النار أصحاب الشهوة وعبيد الهوى الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم، فأما عبيد الله حقا فيقال لهم: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}.
جهنم تنطفئ بنور إيمان الموحدين، وفي الحديث تقول النار للمؤمن: ((جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي)).
وفي المسند عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجا من بردهم)).
هذه ميراث ورثه المحبون من حال الخليل عليه السلام.
نار المحبة في قلوب المحبين تخاف منها نار جهنم.
قال الجنيد: قالت النار: يا رب لو لم أطعك هل كنت تعذبني بشيء أشد مني قال: أسلط عليك ناري الكبرى قالت: وهل نار أعظم مني وأشد؟ قال: نعم نار محبتي أسكنتها قلوب أوليائي المؤمنين.

قفا قليلا بها علي فلا ** أقل من نظرة أزودها
ففي فؤاد المحب نار جوى ** أحر نار الجحيم أبردها

فلولا دموع المحبين تطفئ بعض حرارة الوجد لاحترقوا كمدا.

دعوه يطفي بالدموع حرارة ** على كبد حري دعوه دعوه
سلوا عاذليه يعذروه هنيهة ** فبالعذل دون الشوق قد قتلوه
من أحوال العارفين:
كان بعض العارفين يقول: أليس عجبا أن أكون بين أظهركم وفي قلبي من الاشتياق إلى ربي مثل الشعل التي لا تنطفئ.

ولم أر مثل نار الحب نارا ** تزيد ببعد موقدها اتقادا

ما للعارفين شغل بغير مولاهم ولا هم في غيره، وفي الحديث: ((من أصبح وهمه غير الله فليس من الله)).
قال بعضهم: من أخبرك أن وليه له هم في غيره فلا تصدقه.
وكان داود الطائي يقول: همك عطّل علي الهموم، وحالف بيني وبين السهاد، وشوقي إلى النظر إليك أوبق مني اللذات، وحال بيني وبين الشهوات، فأنا في سجنك أيها الكريم مطلوب.

ما لي شغل سواه ما لي شغل ** ما يصرف عن هواه قلبي عذل
ما أصنع إن جفا وخاب الأمل ** مني بدل ومنه ما لي بدل

إخواني.. إذا فهمتم هذا المعنى فهمتم معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((من شهد أن لا إله إلا الله صادقا من قلبه حرمه الله على النار))، فأما من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها، فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله، ومتى بقي في القلب أثر سوى الله فمن قلة الصدق في قولها.
من صدق في قول "لا إله إلا الله" لم يحب سواه ولم يرج سواه ولم يخش أحدا إلا الله ولم يتوكل إلا على الله ولم يبق له بقية من آثار نفسه وهواه، ومع هذا فلا تظنوا أن المحب مطالب بالعصمة، وإنما هو مطالب كلما زلّ أن يتلافى تلك الوصمة.
قال زيد بن أسلم: إن الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له أن يقول: اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك.
وقال الشعبي: إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
وتفسير هذا الكلام أن الله عز وجل له عناية بمن يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة وينبّهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.
وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: ((أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب)).
وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)).
وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن مغفل أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها فقالت: مه فإن الله قد أذهب الشرك وجاء بالإسلام، فتركها وولى، فجعل يلتفت خلفه ينظر إليها حتى أصاب الحائط وجهه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر، فقال: ((أنت عبد أراد الله بك خيرا)) ثم قال: ((إن الله إذا أراد بعبده شرا أمسك ذنبه حتى يوافى به يوم القيامة)).

يا قوم.. قلوبكم على أصل الطهارة وإنما أصابها رشاش من نجاسة الذنوب فرشوا عليها قليلا من دموع العيون وقد طهرت.
اعزموا على فطام النفوس عن رضاع الهوى فالحمية رأس الدواء متى طالبتكم بمألوفاتها فقولوا مقالة تلك المرأة لذلك الرجل الذي دمي وجهه: "أذهب الله الشرك وجاء بالإسلام"، والإسلام يقتضي الاستسلام والانقياد للطاعة، ذكّروها مدحة {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا} تحنّ إلى الاستقامة.
عرّفوها اطّلاع من هو أقرب إليها من حبل الوريد لعلها تستحي من قربه ونظره، {ألم يعلم بأن الله يرى}، {إن ربك لبالمرصاد}!!
راود رجل امرأة في فلاة ليلا فأبت فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب قالت: فأين مكوكبها؟!
أكره رجل امرأة على نفسها وأمرها بغلق الأبواب فقال لها: هل بقي باب لم يغلق؟ قالت: نعم الباب الذي بيننا وبين الله تعالى فلم يتعرض لها!
رأى بعض العارفين رجلا يكلم امرأة فقال: إن الله يراكما سترنا الله وإياكما.
سئل الجنيد بم يستعان على غض البصر؟ قال: بعلمك أن نظر الله إليك أسبق من نظرك إليه.
قال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
وصّى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه.
قال بعضهم: استح من الله على قدر قربه منك وخف الله على قدر قدرته عليك.
كان بعضهم يقول لي: منذ أربعين سنة ما خطوت لغير الله، ولا نظرت إلى شيء أستحسنه حياء من الله عز وجل.

كأن رقيبا منك يرعى خواطري ** وآخر يرعى ناظري ولساني
فما أبصرت عيناي بعدك منظرا ** لغيرك إلا قلت قد رمقاني
ولا بدرت من في بعدك لفظة ** لغيرك إلا قلت قد سمعاني
ولا خطرت من ذكر غيرك خطرة ** على القلب إلا عرجا بعناني).







من فضائل كلمة التوحيد:
وكلمة التوحيد لها فضائل عظيمة لا يمكن ها هنا استقصاؤها فلنذكر بعض ما ورد فيها..

فهي كلمة التقوى كما قال عمر -رضي الله عنه- من الصحابة.
وهي كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر ولأجلها خلق الخلق.
كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.

ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب.
كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.
وقال تعالى: {ينزل الملائكة بالروح من أمره على من يشاء من عباده أن أنذروا أنه لا إله إلا أنا فاتقون}، وهذه الآية أول ما عدّد الله على عباده من النعم في سورة آية النعم التي تسمى النحل، ولهذا قال ابن عيينة: ما أنعم الله على عبد من العباد نعمة أعظم من أن عرفهم "لا إله إلا الله" وإن "لا إله إلا الله" لأهل الجنة كالماء البارد لأهل الدنيا.

ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب.
ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر.
وهي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا.
وفي مسند البزار وغيره عن عياض الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لا إله إلا الله كلمة حق على الله كريمة، ولها من الله مكان، وهي كلمة من قالها صادقا أدخله الله بها الجنة، ومن قالها كاذبا حقنت دمه واحرزت ماله ولقي الله غدا فحاسبه))، وهي مفتاح الجنة كما تقدم.

وهي ثمن الجنة، قاله الحسن وجاء مرفوعا من وجوه ضعيفة.
ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة.
وهي نجاة من النار، وسمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: ((خرج من النار)) خرجه مسلم.

وهي توجب المغفرة.
في المسند عن شداد بن أوس وعبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوما: ((ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله)) فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: ((الحمد لله اللهم بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني بها الجنة وإنك لا تخلف الميعاد)) ثم قال: ((أبشروا فإن الله قد غفر لكم)).

وهي أحسن الحسنات.
قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: ((إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها)) قلت: يا رسول الله "لا إله إلا الله" من الحسنات؟ قال: ((هي أحسن الحسنات)).

وهي تمحو الذنوب والخطايا.
وفي سنن ابن ماجه عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل)).
رؤي بعض السلف بعد موته في المنام فسئل عن حاله فقال: ((ما أبقت "لا إله إلا الله" شيئا)).

وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا: "لا إله إلا الله").

وهي لا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن.
كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نوحا قال لابنه عند موته: آمرك بـ "لا إله إلا الله"، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت "لا إله إلا الله" في كفة رجحت بهن "لا إله إلا الله"، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة فصمتهن "لا إله إلا الله".
وفيه أيضا عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام قال: يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به قال: يا موسى قل "لا إله إلا الله"، قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا، قال: قل "لا إله إلا الله"، قال: لا إله إلا أنت يا رب إنما أريد شيئا تخصني به، قال: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة و"لا إله إلا الله" في كفة مالت بهن "لا إله إلا الله").

وكذلك ترجح بصحائف الذنوب.
كما في حديث السجلات والبطاقة، وقد خرجه أحمد والنسائي والترمذي أيضا من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم.

وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل.
وفي الترمذي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه)).
وفيه أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر)).
ويروى عن ابن عباس مرفوعا: ((ما من شيء إلا بينه وبين الله حجاب إلا قول لا إله إلا الله كما أن شفتيك لا تحجبها كذلك لا يحجبها شيء حتى تنتهي إلى الله عز وجل)).
وقال أبو أمامة: ما من عبد يهلل تهليلة فينهنها شيء دون العرش.

وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
خرج النسائي في كتاب اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مخلصا بها روحه مصدقا بها لسانه إلا فتق له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله)).

وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
كما أخرج النسائي والترمذي وابن حبان من حديث أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال العبد: "لا إله إلا الله والله أكبر" صدقه ربه وقال: "لا إله إلا أنا وأنا أكبر"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" يقول الله: "لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد" قال الله: "لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد"، وإذا قال: "لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله" قال الله: "لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي")) وكان يقول: ((من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار)).

وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.

وهي أفضل الذكر.
كما في حديث جابر المرفوع: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله))، وعن ابن عباس: أحب كلمة إلى الله لا إله إلا الله لا يقبل الله عملا إلا بها.

وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
وكما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)).
وفيهما أيضا عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قالها عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل)).
وفي الترمذي عن ابن عمر مرفوعا: ((من قالها إذا دخل السوق وزاد فيها: "يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا الله عنه ألف ألف سيئة ورفع الله له ألف ألف درجة))، وفي رواية: ((ويبني له بيت في الجنة)).

ومن فضائلها أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
كما في المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله قد قاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن))، وفي حديث مرسل: ((من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين كل يوم مائة مرة كانت له أمانا من الفقر وأنسا من وحشة القبر واستجلبت له الغنى واستفرغت له باب الجنة)).

وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
قال النضر بن عربي: بلغني أن الناس إذا قاموا من قبورهم كان شعارهم لا إله إلا الله، وقد خرج الطبراني حديثا مرفوعا: ((إن شعار هذه الأمة على الصراط لا إله إلا أنت)).

ومن فضائلها أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
كما في حديث عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن أتى بالشهادتين بعد الوضوء وقد خرجه مسلم.
وفي الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء)).
وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة منامه الطويل وفيه قال: ((ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فأغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فتحت له الأبواب وأدخلته الجنة)).

ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.
وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله)).
وأخرج الطبراني عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن ناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم فيقول لهم عبدة اللات والعزى ما أغنى عنكم قول لا إله إلا الله فيغضب الله لهم فيخرجهم من النار فيدخلون الجنة))، ومن كان في سخطه يحسن فكيف يكون إذا ما رضي لا يسوي بين من وحده وإن قصر في حقوق توحيده وبين من أشرك به
قال بعض السلف: كان إبراهيم عليه السلام يقول: اللهم لا تشرك من كان يشرك بك شيئا بمن كان لا يشرك بك.
كان بعض السلف يقول في دعائه: اللهم إنك قلت عن أهل النار: إنهم {أقسموا بالله جهد إيمانهم لا يبعث الله من يموت}، ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن الله من يموت، اللهم لا تجمع بين أهل القسمين في دار واحدة.
كان أبو سليمان يقول: إن طالبني ببخلي طالبته بجوده وإن طالبني بذنوبي طالبته بعفوه وإن أدخلني النار أخبرت أهل النار أني أحبه.

ما أطيب وصله وما أعذبه ** وما أثقل هجره وما أصعبه
وفي السخط والرضى ما أهيبه ** القلب يحبه وإن عذبه

وكان بعض العارفين يبكي طول ليله ويقول: إن تعذبني فإني لك محب وإن ترحمني فإني لك محب.
العارفون يخافون من الحجاب أكثر مما يخافون من العذاب.
قال ذو النون: خوف النار عند خوف الفراق كقطرة في بحر لجي.
كان بعضهم يقول: إلهي وسيدي ومولاي لو أنك عذبتني بعذابك كله كان ما فاتني من قربك أعظم عندي من العذاب.
قيل لبعضهم: لو طردك ما كنت تفعل؟ فقال:

إذا أنا لم أجد من الحب وصلا ** رمت في النار منزلا ومقيلا
ثم أزعجت أهلها بندائي ** بكرة في عرصاتها وأصيلا
معشر المشركين ناحوا على من ** يدعي أنه يحب الجليلا
لم يكن في الذي ادعاه محقا ** فجزاه به العذاب الطويلا

وصية:
إخواني!
اجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد فإنه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه ما نطق الناطقون إذ نطقوا أحسن من "لا إله إلا الله".

ما نطق الناطقون إذ نطقوا ** أحسن من لا إله إلا هو
تبارك الله ذو الجلال ومن ** أشهد أن لا إله إلا هو
من لذنوبي ومن يمحصها ** غيرك يا من لا إله إلا هو
جنان خلد لمن يوحده ** أشهد أن لا إله إلا هو
نيرانه لا تحرق من ** يشهد أن لا إله إلا هو
أقولها مخلصا بلا بخل ** أشهد أن لا إله إلا هو


المسائل الفرعية:

الأدلة على الإخلاص:
أنواع الأدلة الشرعية الواردة في باب الإخلاص:
-فهم السلف للإ إلاه إلا الله وأنها تقتضي القول والعمل:
لزوم العمل لمن قال لا إلاه إلا الله حتى يدخل الجنة:
تسمية بعض الذنوب كفرا وأنها كفر دون كفر :
طاعة غير الله عبودية من دون الله:
1- طاعة الهوى واتباعه:
2- ايثار الحياة الدنيا:
3- طاعة الشيطان:
حقيقة لا إلاه إلا الله:
1- حب مايحبه الله وبغض مايبغضه الله:
تلازم الشهادتين:
وصية:
حقيقة المحبة:
تعريف القلب السليم:
أول من تسعر به النار من الموحدين:
من أحوال العارفين:
من فضائل كلمة التوحيد:
وصية:

المقصد العام: كلمة التوحيد شروطها ولوازمها وفضائلها.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 25 جمادى الآخرة 1442هـ/7-02-2021م, 10:49 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

سارة عبد الله

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
هذا التطبيق أستاذة سارة ليس لاستقبال التلخيص
هو فقط لوضع المقاصد الفرعية، والمسائل تحت كل مقصد، وبيان المقصد الكلي للرسالة.
والمقاصد الفرعية غير واضحة لي تماما، فهل كل ما وضعتيه بعد مقصد "تلازم الشهادتين" هي مقاصد فرعية للرسالة؟
أرجو بارك الله فيك تمييز المقاصد بلون أو خط مختلف، وتحديد مسائل كل مقصد
كما أرجو منك مراجعة التعليقات على تطبيقات الأستاذ محمد العبد اللطيف لمزيد استفادة
بعد الانتهاء من تحديد المقاصد الفرعية واستخلاص المسائل ننتقل لمرحلة التلخيص إن شاء الله

أنتظرك
بارك الله فيك

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 27 جمادى الآخرة 1442هـ/9-02-2021م, 11:04 PM
مها عبد العزيز مها عبد العزيز غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Nov 2017
المشاركات: 462
افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
التطبيق الأول من تطبيقات أصول القراءة العلمية – المرحلة الاولي
استخلاص مقاصد رسالة كلمة الإخلاص للحافظ ابن رجب الحنبلي

أولا : استخلاص مسائل الإخلاص
- ادلة فضل كلمة الإخلاص
- ماورد من أحاديث في باب الإخلاص على نوعان :
1- ما فيه أن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها
2- ما فيه أنه يحرم على النار
- بيان مفتاح الجنة
- بيان أن الزكاة شرط في دخول الجنة
- بيان أن الأخوة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد
- أن التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد
- بيان أن أداء الشهادتين دون العمل بمقتضاهما سبب في الوقوع بالعقاب
- بيان القول في الاحاديث المذكورة هل هي قبل نزول الفرائض أم بعدها ؟
- بيان الخلاف بين الا صوليين في الاحاديث هل هي منسوخة أم محكمة ؟
- أعمال القلوب طريق لتحقيق معنى الشهادتين
- بيان أن الله لا يعبد إلا بما شرعه على لسان نبيه عليه الصلاة والسلام
- بيان معنى الإله ومقتضى الإخلاص
- بيان أن من صرف شيء من أنواع القلوب فقد قدح في إخلاصه
- التحذير من شرك الرياء
- التحذير من هوى النفس لقدحه لتمام التوحيد وكماله
- بيان أن كمال التوحيد وتمامه بمحبة ما يحبه الله وكراهة ما يكرهه
- علامة محبة الله عزوجل طاعته
- بيان ان محبة الله مستلزمة لمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومتابعته وتصديقه
- بيان أن محبة الله إذا استغرقت بها القلب كانت باعث للجوارح إلا طاعة الرب ومراضيه
- بيان أن من دقائق أسرار التوحيد ملأ القلب بمحبة الله تعالى ليفرغ من أرادة النفس والهوى وما سواه
- بيان أنواع القلوب وأهمية القلب السليم
- بيان أن جهنم تنطفئ بنور الموحدين
- بيان معنى الصدق في شهادة الإخلاص
- بيان أن من دخل النار مع نطقه للشهادة فذلك بسبب قلة صدقه في قولها
- أن المحب ليس مطالب بالعصمة وإنما مطالب أن يتلافى قلة الصدق
- بيان عناية الله تعالى وتفضله على عبده إذا أحبه
- بيان ما يذهب به مرض القلوب ويطهرها
- يان بما يفطم به هوى النفس
- بيان فضائل لا إله إلا الله
- بيان أن أهل كلمة الإخلاص وأن قصروا في حقوقها لا بدا أن يخرجوا من النار

المقاصد الفرعية للرسالة :-
1- بيان معنى كلمة الإخلاص
2- بيان أن الاحاديث الواردة في هذه الرسالة على نوعان
3- بيان وجوب العمل بمقتضى كلمة الإخلاص
4- بيان شروط كلمة الإخلاص وما يقدح في كمال التوحيد وتمامه
5- بيان أن النطق بهما دون العمل بهما لا يرفع العقاب
6- بيان أهمية أعمال القلوب وعلاج امراضها
7- بيان أن محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله عليه الصلاة والسلام ومتابعته
8- بيان أن الباعث لعمل الجوارح هو استغراق القلب بمحبة الله تعالى
9- بيان أنواع القلوب
10- بيان أن الناس تتفاوت في ثوابها وعقابها بحسب صدقها
11- بيان ان العبد ليس مطالب بالعصمة و أنما بما يكسبه القلب السليم
12- فضائل كلمة الإخلاص
13- كلمة الإخلاص مخرجة لأهلها من النار وأن قصروا في حقوقها

المقصد العام للرسالة
بيان معنى كلمة الاخلاص وفضلها والعمل بمقتضاها والتحذير مما يقدح بكمال التوحيد وتمامه واهمية اصلاح القلوب وتزكيتها واثر الصدق على تفاوت الناس في الجزاء

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 18 رجب 1442هـ/1-03-2021م, 06:16 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم


مها عبد العزيز
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
لكن مقاصدك الفرعية كثيرة جدا، ويمكن اختصارها أكثر من ذلك بضم المشترك منها في نفس الفكرة تحت عنوان واحد.
والمطلوب منك الآن لكي يتضح لك الأمر أن تضعي المقاصد الفرعية للرسالة وتحت كل مقصد فرعي مسائله المتعلقة به، مع تمييز المقصد الفرعي بلون مختلف.
ولو اعتبرنا الرسالة بمثابة الكتاب، فإن المقاصد الفرعية للرسالة هي فصول الكتاب، فينتبه إلى أن المقصد الفرعي فكرة مستقلة تستحق أن تكون بابا مستقلا عن غيره، أما الأفكار المشتركة فتجمع تحت مقصد واحد.
ويرجى مراجعة هذا التعليق للفائدة #5
مع مراجعة ما كتبتيه من مقاصد ومسائل وإعادة النظر فيها، مع ترتيبها في قائمة واحدة كما أشرنا
وفقك الله ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #15  
قديم 19 رجب 1442هـ/2-03-2021م, 05:56 PM
سارة عبدالله سارة عبدالله غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jul 2016
المشاركات: 438
افتراضي

المقصد العام: كلمة التوحيد شروطها ولوازمها وفضائلها.

-الأدلة من الصحيحين على الإخلاص:
-أنواع الأدلة الشرعية الواردة في باب الإخلاص:
-صاحب التوحيد الخالص يدخل الجنة ولا يحجب عنها:
-صاحب التوحيد الخالص لا يخلد في النار:
-شروط لاإلاه إلا الله:
-علاقة العمل بالشهادتين:
-مذهب بعض الطوائف في اشتراط الأعمال في دخول الجنة مع حصول التوحيد :
تسمية بعض الذنوب كفرا وأنها كفر دون كفر :
-من اتبع هواه فقد عبده من دون الله:
-ايثار الدنيا على عبادة الله عبادة لها:
-طاعة الشيطان عبادة له:
-حقيقة لا إلاه إلا الله هو حب مايحبه الله وبغض مايبغضه الله:
-تلازم الشهادتين:
-حقيقة الإيمان:
-حال السحرة لما دخل الإيمان قلوبهم:
-وجوب عبادة الله ولو خالفت مراد العبد:
-حقيقة المحبة:
- القلب السليم هو الذي يستحق مجاورة الكريم :
- أول من تسعر به النار من الموحدين:
- من أحوال العارفين مع المحبة :
-شرط الصدق في قول لاإلاه إلا الله:
-محبة الله للعبد:
-مكفرات الذنوب:
-تعريف الاسلام:
-حقيقة مراقبة الله:
-بعض فضائل كلمة التوحيد:

رد مع اقتباس
  #16  
قديم 3 شعبان 1442هـ/16-03-2021م, 03:40 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

سارة عبد الله

ميزي المقاصد الفرعية عن المسائل، وبيني لي عدد المقاصد الفرعية التي استخلصتيها للرسالة مرقمة، 1..2..3
وتحت كل مقصد مسائله
وفقك الله

رد مع اقتباس
  #17  
قديم 12 شعبان 1442هـ/25-03-2021م, 11:12 PM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

ر

سالة العبادات الشرعية والفرق بينها وبين البدعية لابن تيمية


أولاً: تقدمة في أهمية الحديث عن هذا الموضوع :
ثانياً: الاتباع هو الأصل في العبادات:
مسائل:
-مسألة: هل تثبت شريعةً بحديث ضعيفٍ.
-مسألة: أحكام أفعال النبي صلى الله عليه وسلم.
-مسألة حكم تخصيص مكان للعبادة لمرور الأنبياء فيه أو نزوله.
*حكم اتخاذ قبور الأنبياء والصالحين مساجد.
ثالثاً: التعريف بالعبادات المشروعة :
-تعريف العبادة المشروعة:
-أجناس العبادات الدينية.
-الخلوات البدعية كجنس من أجناس العبادات البدعية والفرق بينه وبين الاعتكاف الشرعي:
- بيان بطلان الاحتجاج بتحنّث النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة في حراء.
- بيان بطلان احتجاجهم بمواعدة الله لموسى أربعين ليلة.
- بعض مظاهر البدع المتضمنة للخلوة البدعية وبيان بدعيتها:
-الذكر بالاسم المفرد.
-بيان بطلان مشروعية هذا النوع من الذكر
*الرد على من يقول أن المقصود من هذا الذكر هو جمع القلب.
-زعم أصحاب البدع اكتسابهم العلم بتلك الطرق البدعية وبأكثر مما يحصل للأنبياء.
*الرد على زعمهم حصولهم العلم بتلك الطرق.
-بيان الخلوة والانفراد المشروع.
عوامل وأسباب الابتداع في العبادات:
-الغلو في العبادة بلا فقه،
-التأثر بالفلاسفة والملاحدة،
-الافتتان ببعض المشتغلين بالعلم والكتب.
آثار العبادات البدعية على أهله:
-أن الشيطان يزين لهم البدع، ويبغّض إليهم السّبل الشّرعيّة.
-تمثل الشياطين لهم.

رد مع اقتباس
  #18  
قديم 13 شعبان 1442هـ/26-03-2021م, 03:58 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

آسية أحمد
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
المقصد الأول ضعي تحته مسائله، ويفضل تغيير صياغته بما يوضح محتواه

وحافظي على ترتيب المؤلف لعناصر ومسائل الرسالة، ولا تخالفي الترتيب إلا لضرورة ملحة، كأن يستطرد المؤلف ويفصل بين مسائل الباب الواحد، أو يستدرك بعض المسائل المتعلقة بأبواب متقدمة في موضع متأخر من الرسالة.
ولا يجب أن تكون مخالفة الترتيب لمجرد اعتقاد الطالب أن هذا هو الترتيب الأمثل.
ويمكنك الانتقال لمرحلة التلخيص بعد استدراك هذه الملحوظات
نفع الله بك وسددك.

رد مع اقتباس
  #19  
قديم 14 شعبان 1442هـ/27-03-2021م, 01:12 AM
آسية أحمد آسية أحمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Feb 2017
المشاركات: 420
افتراضي

رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.
أولاً: أهمية التمسك بأصل الدين والصراط المستقيم:
-بيان كثرة اضطراب الناس في العبادات، وأسباب ذلك.
- ذم من أحدث في الدين.
- بيان أن الأحداث في الدين خروج عن الصراط المستقيم.

ثانياً: العبادات الشرعية:
- تعريفها.
- أجناسها.
- بيان ما يدخل في العبادات المشروعة والقدر المشروع منها.

ثالثاً: الخلوات البدعية كجنس من أجناس العبادات البدعية والفرق بينه وبين الاعتكاف الشرعي:
- بيان بطلان الاحتجاج بتحنّث النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة في حراء.
- بيان بطلان احتجاجهم بمواعدة الله لموسى أربعين ليلة.
- بعض مظاهر البدع المتضمنة للخلوة البدعية وبيان بدعيتها.
-الذكر بالاسم المفرد.
-بيان بطلان مشروعية هذا النوع من الذكر
*الرد على من يقول أن المقصود من هذا الذكر هو جمع القلب.
-بيان الذكر المشروع
-زعم أصحاب البدع اكتسابهم العلم بتلك الطرق البدعية وبأكثر مما يحصل للأنبياء.
*الرد على زعمهم حصولهم العلم بتلك الطرق، وكونها من طرق الفلاسفة والملاحدة
-تنزل الشياطين على أصحاب تلك الخلوات، وأسباب ذلك.
-بيان موقف أهل البدع، من السبل الشرعية في العلم.
-بيان الخلوة والانفراد المشروع.
- تخصيصهم أماكن لم تشرع للعبادة وبيان حكم ذلك.
-قصدهم العبادة في أماكن نزول الأنبياء وآثارهم، وحكم ذلك.
- اتخاذهم قبور الأنبياء والصالحين مساجد وبيان وحكم ذلك.

رابعاً: عوامل وأسباب الابتداع في العبادات:
-الغلو في العبادة بلا فقه،
-التأثر بالفلاسفة والملاحدة،
-الافتتان ببعض المشتغلين بالعلم والكتب.

خامساً: اتباع النبي صلى الله عليه وسلم سبيل النجاة من البدع.
- بيان المعتبر من الأدلة الشرعية في العبادات.
- أثر الانحراف عن المنهج والسبيل الشرعي في العبادات.

رد مع اقتباس
  #20  
قديم 17 شعبان 1442هـ/30-03-2021م, 08:44 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

آسية أحمد

أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
يمكنك الانتقال لمرحلة التلخيص
وفقك الله

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:52 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir