بسم الله الرحمن الرحيم
التطبيق الأول من تطبيقات أصول القراءة العلمية - المرحلة الأولى
استخلاص مقاصد رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.
أولا: استخلاص مسائل الرسالة.
قوام الدين وصحة العبادات:
- أصل الدين أن الحلال ما أحله الله ورسوله، والحرام ما حرمه الله ورسوله، وأن العبادات هى ما شرعها الله ورسوله.
* قال الله تعالى: {وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}.
- مخالفة الدين تقع بمخالفة ما شرعه الله من تحليل وتحريم.
- وقوع الابتداع في العبادات يكون باستحداث عبادات لم يشرعها الله ولا رسوله صلى الله عليه وسلم.
- ذم من خالف الدين وشرّع دينا غير ما أنزل الله عز وجل.
* قال الله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه}.
العبادات الشرعية: تعريفها، وأصولها، وأنواعها، وأفضلها.
- العبادات الشرعية هى التي يتقرب بها إلى الله تعالى، ويحبها ويرضاها.
* الدليل على ذلك: قول الله تعالى في الحديث القدسي: (ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه) .
أما أصولها: فالصلاة والصيام والقراءة.
* ودليله ما جاء في الصّحيحين في حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنه لمّا أتاه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقال:(ألم أحدَّث أنّك قلت لأصومنّ النّهار ولأقومنّ اللّيل ولأقرأنّ القرآن في ثلاثٍ؟ قال: بلى، قال: فلا تفعل فإنّك إذا فعلت ذلك هجمت له العين ونفهت له النّفس..).
أما أنواعها من حيث الواجب والمستحب:
* الصلوات واجبها كالصلوات الخمس، ومستحبها كقيام الليل، وقراءة القرآن على الوجه المشروع.
* الصيام واجبه كصيام رمضان، ومستحبه كصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ومنه التطوع منه نصف الدهر وثلثه أو ثلثيه.
* الأذكار والدّعوات الشّرعيّة المطلقة أو المقيدة بوقت كأذكار الصباح والمساء، أوالمقيدة بسبب كتحية المسجد وسجود التلاوة وصلاة الكسوف وصلاة الاستخارة.
* السفر الشرعي كالسفر إلى مكة وهو الفرض، وإلى المسجدين الآخرين، وهو مستحب.
* الجهاد على اختلاف أنواعه.
أما أفضل العبادات من الجهة البدينة: الصلاة ثم القراءة ثم الذكر ثم الدعاء.
* والمفضول في وقته الذي شرع فيه أفضل من الفاضل، فالتسبيح في الركوع أفضل من القراءة.
* وقد يفتح على الإنسان في العمل المفضول ما لا يفتح عليه في العمل الفاضل.
العبادات البدعية تعريفها، وأسباب الوقوع فيها، وما تفضي إليه من انحراف عن الدين القويم.
- العبادات البدعية هى ما لم يشرعه الله ولا رسوله، بل ابتدعته طائفة ضلت عن الحق، وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون.
وأسبابها: - الغلو في العبادات بلا فقه يؤدي إلى الوقع في البدع، ومثاله ما صار إليه الخوارج.
- التأثر بالفلسفة والعلوم الباطلة مفضي إلى الخروج عما شرعه الله والإتيان بعبادات بدعية، ومثاله ما وقع فيه أبو حامد الغزالي، وأمثاله.
- تأويل بعض المفاهيم الشرعية وفق المعتقدات الباطلة، وهذا يقع من أهل الكلام وغيرهم من أهل البدع، كتأويل أمر النبي صلى الله عليه وسلم بتفريغ القلب وتخليته، ومتعلق تفريغ القلب المقصود شرعا هو تفريغه مما لا يحبه الله ولا يرضاه.
- الاعتماد على أدلة فاسدة للاستدلال على العبادات، ومثاله استدلال أصحاب الخلوات البدعية على مشروعيتها بما كان من النبي صلى لله عليه وسلم قبل البعثة وغير ذلك من أدلة لا يصح الاستدلال بها شرعا.
- التكلف في متابعة النبي صلى الله عليه وسلم في المباحات وما فعله على وجه العادة، ومنه اتخاذ ما لم يشرعه النبي صلى الله عليه وسلم وما لم يأمر به وما لم يفعله عبادة أو قربة، فلم يكن هدي السلف فعل ذلك.
- والإتيان بالعبادات غير الشرعية، كالتوجه إلى الأوثان والطواغيت بالعبادة، كالسجود للأصنام، والاستشفاع بمخلوق، والنذر لغير الله عز وجل مفضي إلى الوقوع في الشرك بأنواعه.
- وفعل المنهيات التي نهى عنها الشرع كسماع المعازف، وقد عُلم أن ضررها أشد من ضرر الخمر على شاربها، مفضي إلى الوقوع في المعاصي والكبائر.
الخلوات البدعية، والتنبيه عليها كجنس من أجناس العبادات البدعية:
- ومن أجناس العبادات البدعية: (الخلوات البدعية)، وقد حدثت في المتأخرين.
- ولا أصل لها، إنما استدل لها بأدلة فاسدة لا يصح الاستدلال بها شرعا.
- كثير من أصحاب الخلوات لا يحد للخلوة مكان أو زمان، بل القصد أن يخلو في الجملة في أماكن لا أذان فيها ولا إقامة، ولا مسجد تقام فيه الصلوات الخمس، بل يعمد أهل البدع إلى المساجد المهجورة والكهوف في الجبال والمقابر.
- يأتي أصحاب الخلوات في خلواتهم بأفعال بدعية ومن ذلك الجلوس في أماكن مظلمة وترديد أذكار بدعية، وقصدهم ليس ذكر الله بل جمع القلب على شيء معين عنده يحصل التنزل الإلهي بزعمهم، وما هو إلا حلول للشياطين.
- وتعرض أحوال لأصحاب الخلوات:
* كالنفور من العبادات الشرعية، وأهل العلم الذين يذكرون الشرع أو القرآن.
* الانصراف إلى سماع المعازف، والزهد في سماع القرآن والأحاديث.
* حصول الزيغ لقلوبهم، فيعتنون بما بطل وضعف كالأحاديث الضعيفة.
* ادعاء أن ما يحصل لهم من الله بلا واسطة، فيعتقدون أنهم بلغوا مرتب الأنبياء بل أعظم.
* تتنزل عليهم الشياطين، ويحصل لهم من الخوراق التي يعتقدونها لضلالهم كرامات.
* الانجرار إلى المزيد من الضلالات والعبادات البدعية.
- سبيل تمييز أهل البدع عن أهل الحق: عرض أحوالهم على القرآن والسنة.
سبل الوقاية من الوقوع في العبادات البدعية:
- تحقيق الإخلاص لله عز وجل، قال اللّه تعالى: {وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}.
- التقرب إلى الله عز وجل إنما يكون باتباع محمد صلى الله عليه وسلم واتباع شرعه.
- اعتماد الأدلة الشرعية وما نصت عليه الأدلة الصحيحة في أمر العبادات والطاعات.
ومنه عدم تعظيم ما لم يعظمه الشرع من أماكن وغير ذلك، ولذا جاء النهي عن اتخاذ قبور الأنبياء مساجد.
ثانيا: استخلاص المقاصد الفرعيّة للرسالة:
1. قوام الدين وصحة العبادات.
2. العبادات الشرعية: تعريفها، وأصولها، وأنواعها، وأفضلها.
3. العبادات البدعية: تعريفها، وأسباب الوقوع فيها، وما تفضي إليه من انحراف عن الدين
4. الخلوات البدعية، والتنبيه عليها كجنس من أجناس العبادات البدعية
5. سبل الوقاية من الوقوع في العبادات البدعية.
ثالثا: المقصد الكلّي للرسالة:
بيان العبادات الشرعية والعبادات البدعية والفرق بينهما، والتعرض لأسباب الوقوع في العبادات البدعية، وذكر مثالا لها وهو (الخلوات البدعية) وبيان بطلانها وضلال أصحابها، وذكر سبل الوقاية من الوقوع في العبادات البدعية.
الحمد لله رب العالمين