دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى السابع ( المجموعة الأولى)

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10 جمادى الأولى 1442هـ/24-12-2020م, 02:17 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي المجلس الثامن: مجلس مذاكرة القسم الأول من أصول التفسير البياني

القسم الأول من مقرر أصول التفسير البياني

اختر تطبيقين من كلّ درس وأدّها:

تطبيقات الدرس الثاني:
اختر ثلاث المفردات من المفردات التالية وبيّن معانيها وما يصحّ أن تفسّر به في الآيات المذكورة:
1: معنى البلاء في قول الله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}
2. معنى التكوير في قول الله تعالى: {إذا الشمس كوّرت}
3: معنى "الغاسق" في قول الله تعالى: {ومن شرّ غاسق إذا وقب}
4: معنى النحر في قول الله تعالى: {فصلّ لربّك وانحر}
5: معنى العصر في قول الله تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر}




تطبيقات الدرس الثالث:
بيّن المراد بالمفردات التاليات:
(1) المحروم في قول الله تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم}
(2) الباقيات الصالحات
(3) ناشئة الليل
(4) الحبل في قول الله تعالى: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس}
(5) السيما في قول الله تعالى: {سيماههم في وجوههم}



تطبيقات الدرس الرابع:
بيّن أثر دلالة الإعراب على المفردات التالية:
(1) سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين}
(2) سبيلاً في قول الله تعالى: {فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً}
(3) مرجع الضمير في "جعلناه" في قول الله تعالى: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا}
(4) مرجع الضمير في "به" في قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}




تطبيقات الدرس الخامس:
استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:
1: "مزيد" في قوله تعالى: {يوم نقول لجهنّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد}
2: "مُنزل" في قول الله تعالى: {وقل رب أنزلنا مُنزلا مباركاً وأنت خير المنزلين}
3. دلالات صيغ الأفعال في قول الله تعالى: { فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (49)}
4: دلالات الجمل الاسمية في قول الله تعالى: {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون (75) قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون (76)}
5. دلالة اسم الفاعل في قول الله تعالى: {إنّ الله بالغ أمره}
6. دلالة صيغة الجمع في قول الله تعالى: { وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ}
7. دلالة زيادة المبنى في قول الله تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19)}



توصية:

يوصَى دارسو هذه الدورة بالاستكثار من التمرن على تطبيق ما درسوه من الدلالات على آيات كثيرة، وأن لا يكتفوا بالتطبيقات المذكورة في المجلس؛ فكثرة المران ترسّخ المعرفة، وتصقل المهارة، وتعين الدارس على توسيع مداركه وتقويم دراسته.




تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الإثنين القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 23 جمادى الأولى 1442هـ/6-01-2021م, 12:22 PM
سها حطب سها حطب غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع - مشرفة
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 447
افتراضي

القسم الأول من مقرر أصول التفسير البياني

اختر تطبيقين من كلّ درس وأدّها:

تطبيقات الدرس الثاني:
اختر ثلاث المفردات من المفردات التالية وبيّن معانيها وما يصحّ أن تفسّر به في الآيات المذكورة:
1: معنى البلاء في قول الله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}
البلاء أصله من قولهم: بلى الثوب بلى، وبلاء
وقيل " بلوت فلان " أي أخبرته كأني أخلقته من كثرة اختباري له، ولهذا قيل: " لبست فلاناً "، أي: خبرته،
وسمي الغم بلاء من حيث أنه يبلى الجسم.
فالبلاء في كلام العرب الاختبار والامتحان، ويستعمل في الخير والشر. لأن الامتحان والاختبار قد يكون بالخير كما يكون بالشر، كما قال ربنا جل ثناؤه: (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
وتسمي العرب الخير " بلاء " والشر " بلاء ".
ومن ذلك قول زهير بن أبي سلمى:
جـزى اللـه بالإحسـان مـا فعلا بكم ... وأبلاهمـا خـير البـلاء الـذي يبلـو
فجمع بين اللغتين، لأنه أراد: فأنعم الله عليهما خير النعم التي يختبر بها عباده.
وقوله: {وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ} راجع إلى الأمرين:
1- المنحة التي هي الإنجاء من آل فرعون المقتضية للشكر ، ومنه قول مجاهد وابن جريح: أنه أراد في إنجائكم منهم نعمة، ودليله مبدأ الآية، وهو قوله: {أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ}
2- المحنة التي هي ذبحهم واستحياؤهم للنساء المقتضية للصبر ومنه قول مقاتل: " أراد في قتل الأولاد واستحياء النساء ودليله منتهى الآية، وهو قوله: {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ}
وكلا القولين صحيح

4: معنى النحر في قول الله تعالى: {فصلّ لربّك وانحر}
قال بن منظور في لسان العرب :
النَّحْرُ: الصَّدْر. والنُّحُورُ: الصدُور. ابْنُ سِيدَهْ: نَحْرُ الصَّدْرِ أَعلاه، وَقِيلَ: هُوَ موضعُ الْقِلَادَةِ مِنْهُ
قال الصبهاني: والنّحرُ: أوَّل الشّهْرِ، والجمعُ نُحُورٌ لأوَائل الشُّهُورِ
وقال سَلمَةُ: النُّحُور: الدُّهور، ونَحرَ في صَدْرِه؛ إذَا قابَلَه
وذُكر أنه سمع بعض العرب يقول: منازلهم تتناحر: أي هذا بنحر هذا: أي قبالته. وذكر أن بعض بني أسد أنشده:
أبا حَكَمٍ هَلْ أنْتَ عَمُّ مُجَالِدٍ ... وَسَيِّدُ أهْلِ الأبْطَحِ المُتَنَاحِرِ
قال بن فارس : النحر: نحرك البعير وغيره.

وعلى هذه المعاني قال المفسرون معنى وانحر في الاية :
1- وضع يده اليمنى على وسط ساعده اليسرى، ثم وضعهما على صدره.
2- رفع يديه إلى النحر عند افتتاح الصلاة والدخول فيها.
3- نحر البُدن.
4- واستقبل القبلة بنحرك.

تطبيقات الدرس الثالث:
بيّن المراد بالمفردات التاليات:
(1) المحروم في قول الله تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم}
حرمه من الشيء: منعه عنه ومنه، فالمحروم هو الممنوع
واختلف في المراد منها في الآية على أقوال :
1- قال ابن عباس: الْمَحْرُومِ: المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم مال، فهو ذو الحرفة المحدود.
وجاء أيضاً أنه المجارَف الذي لا يكاد يكتسب ، جاء في اللسان:والمُجَرَّفُ والمُجارَفُ الفقير كالمُحارَفِ ورجل مُجَرَّفٌ قد جَرَّفَه الدهرُ أَي اجْتاح مالَه
قالت عائشة رضي الله عنها: هو الذي لا يكاد يتيسر له مكسبه.
2- قال قتادة: المتعفف
3- من اجتيحت ثمرته بحرق أو سيل ، قال أبو قلابة: جاء سيل باليمامة فذهب بمال رجل، فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: هذا الْمَحْرُومِ. وقال زيد بن أسلم: هو الذي أجيحت ثمرته من المحرومين.
4- قال بعضهم المحروم : من ماتت ماشيته.
5- قال عمر بن عبد العزيز المحروم : الكلب أراد، والله أعلم أن يعطي مثالا من الحيوان ذي الكبد الرطبة لما فيه من الأجر حسب الحديث المأثور.
6- المحروم هو الذي لا سهم له في الغنيمة.

والمعنى الجامع لهذه الأقوال أنه الذي لا مال له لحرمان أصابه، فهو اسم جنس فيمن عسرت مطالبه

(4) الحبل في قول الله تعالى: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس}
اختلف في المراد بالحبل في هذه الآية على أقوال:
1- عهد من الله، قاله مجاهد وقتادة وعكرمة ، ولم يذكر كثير من المفسرين غيره.
2- الجماعة، قاله ابن مسعود، وروى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قال فقيل يا رسول الله: وما هذه الواحدة؟ قال فقبض يده وقال: الجماعة وقرأ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً)
3- القرآن ، قاله قتادة رحمه الله والسدي وبن مسعود والضحاك، وروى أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض.
4- الإخلاص في التوحيد، قاله أبو العالية، وقال ابن زيد: «حبل الله» هو الإسلام.

تطبيقات الدرس الرابع:
بيّن أثر دلالة الإعراب على المفردات التالية:
(1) سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين}
قرئت سبيل بالرفع على أنها فاعل ، فيكون المعنى : ولكي تظهر سبيل المجرمين لتحذروها ولا تلتبس عليكم.
وقرئت بالنصب على أنها مفعول به، أي ولكي تستبين يا محمد (صلى الله عليه وسلم) سبيل المجرمين.

(3) مرجع الضمير في "جعلناه" في قول الله تعالى: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا}
اختلف في مرجع الضمير على ثلاثة أقوال:
1- جعلنا هذا القرآن، وهو الكتاب نورا، يعني ضياء للناس يهتدون به.
2- جعلنا الإيمان نوراً.
3- جعلنا الروح ، واختلف في معنى الروح في الآية على أقوال أيضا :
1- ما أوحي إليه من قرآن أو قرآن وسنة.
2- جبريل عليه السلام .
3- رحمة.
و هذه معاني كلها متقاربة

تطبيقات الدرس الخامس:
استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:
1: "مزيد" في قوله تعالى: {يوم نقول لجهنّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد}
1- مزيد إما مصدر ميمي وزنه مفعل كالمحيد والمميد: وعليه يحمل تفسير من قال : هل عندي موضع يزاد فيه شيء على معنى التقرير ونفي المزيد، مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وهل ترك لنا عقيل منزلا» .
2- وأما اسم مفعول وزنه مفعول من زاد كالمبيع.، أي هل من جماعة آخرين يلقون في، على معنى السؤال والرغبة في الزيادة.

2: "مُنزل" في قول الله تعالى: {وقل رب أنزلني مُنزلا مباركاً وأنت خير المنزلين}
1- يحتمل أن يراد به المصدر، بمعنى: أنزلني إنزالا مباركا، ويجوز أن يراد موضع النزول.
2- ويحتمل ان يكون اسم مفعول من (أنزله) على حذف المجرور، أي منزلا فيه.
3- ويحتمل أن يراد به المكان الذي نزل فيه، أي في السفينة أو في الأرض، وقرئت (مَنزلا) بفتح الميم وكسر الزاي. بمعنى: أنزلني مكانًا مباركًا وموضعا.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 29 جمادى الأولى 1442هـ/12-01-2021م, 11:06 AM
رقية إبراهيم عبد البديع رقية إبراهيم عبد البديع غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Sep 2013
المشاركات: 312
افتراضي

القسم الأول من مقرر أصول التفسير البياني

اختر تطبيقين من كلّ درس وأدّها:

تطبيقات الدرس الثاني:
اختر ثلاث المفردات من المفردات التالية وبيّن معانيها وما يصحّ أن تفسّر به في الآيات المذكورة:

1: معنى البلاء في قول الله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}
أصل البلاء من قولهم أبليت فلانا يمينا إذا حلفت له بيمين طيبت بها نفسه ، ويقال: بلاه يبلوه بلوا، ، وهو الامتحان والاختبار، ويكون بالخير والشر،
قال زهير:
جزى الله بالإحسان ما فعلا بكم، وأبلاهما خير البلاء الذي يبلو
أي صنع بهما خير الصنيع الذي يبلو به عباده.
فإذا كانت الإشارة إلى التنجية فيكون معناه النعمة، كما ذكره الطبري مرويا عن ابن عباس والسدي ومجاهد وابن جريج،
وإذا كانت الإشارة إلى ما كانوا فيه من العذاب المهين من ذبح الأبناء واستحياء النّساء فالمعنى: في الذّبح مكروه وامتحانٌ؛ قال القرطبيّ: وهذا قول الجمهور. ذكره ابن كثير.
3: معنى "الغاسق" في قول الله تعالى: {ومن شرّ غاسق إذا وقب}
الغسق الإظلام، قال قطرب: يقال: غسق الليل يغسق غسوقاً وغسقاً، أي أظلم.
: ولأهل العلم أقوال
1- هو الليلُ إذا أَظْلَمَ.
2- هو النهارُ إذَا دَخَلَ في الليلِ
3- هو كوكبٌ. وكانَ بعضُهم يقولُ: ذلك الكوكبُ هو الثُّرَيَّا.
4- هو القَمَرُ، ورَوَوْا بذلك عن النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خبراً.
والراجح الجمع بين هذه الأقوال: إنَّ اللهَ أمَرَ نبيَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ يَخْصُصْ بعضُ ذلك بل عَمَّ الأمرُ بذلك، فكلُّ غاسِقٍ؛ فإنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يُؤْمَرُ بالاستعاذةِ مِن شرِّهِ إِذَا وَقَبَ، ويعمها: أنه الليل إذا دخل، لأن القمر آية الليل ، ولا يوجد له سلطان إلا فيه ، وكذلك النجوم لا تضيء ، إلا في الليل .>


تطبيقات الدرس الثالث:
بيّن المراد بالمفردات التاليات:
(2) الباقيات الصالحات
وردت في معناها أقوال متعددة، - كما ذكر ابن جرير الطبري – منها: أنها الصلوات الخمس، وقال بعضهم: هي ذكر اللّه بالتّسبيح والتّقديس والتّهليل، ونحو ذلك، وقال بعضهم: هي العمل بطاعة اللّه، وقال بعضهم: الكلام الطّيّب
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: هي الأعمال الصّالحة كلّها.
وقد أورد الطبري عدة أحاديث في ذلك، منها ما رواه بسنده عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر من الباقيات الصّالحات ".
وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " استكثروا من الباقيات الصّالحات "، قيل: وما هي يا رسول اللّه؟ قال: " الملّة "، قيل: وما هي يا رسول اللّه؟ قال: " التّكبير والتّهليل والتّسبيح، والحمد، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه ".
وأخرج النسائي، وابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني في الصغير والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوا جنتكم قيل: يا رسول الله أمن عدو قد حضر قال: لا، بل جنتكم من النار قول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات معقبات محسنات وهن الباقيات الصالحات).
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عجزتم عن الليل أن تكابدوه والعدو أن تجاهدوه فلا تعجزوا عن قول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن الباقيات الصالحات.
واختار ابن جريرٍ رحمه اللّه قول عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: هي الأعمال الصّالحة كلّها، فروى بسنده عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والباقيات الصّالحات} قال: هي ذكر اللّه، قول لا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر، وسبحان اللّه، والحمد للّه، وتبارك اللّه، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه، وأستغفر اللّه، وصلّى اللّه على رسول اللّه والصّيام والصّلاة والحجّ والصّدقة والعتق والجهاد والصّلة، وجميع أعمال الحسنات، وهنّ الباقيات الصّالحات، الّتي تبقى لأهلها في الجنّة ما دامت السّماوات والأرض.
فتشمل كل ذلك، وتعم كل عمل صالح يبقى أجره ويدخره المرء حين يلقى ربه عز وجل.

(5) السيما في قول الله تعالى: {سيماههم في وجوههم}
معنى السيما
السيما مقصورة العلامة. وبعض العرب يقول: السيمياء بزيادة ياء وبالمد
واختلف المفسرون في المراد بها على أقوال:
الأول: أنها ما يظهر لذوي الألباب من صفاتهم، كما قال اللّه تعالى: {سيماهم في وجوههم}[الفتح: 29]، وقال: {ولتعرفنّهم في لحن القول}[محمّدٍ: 30].
وفي الحديث الّذي في السّنن: «اتّقوا فراسة المؤمن، فإنّه ينظر بنور اللّه»، ثمّ قرأ: {إنّ في ذلك لآياتٍ للمتوسّمين}[الحجر: 75].

الثاني: هو التواضع كما قال مجاهد: «هي التخشع والتواضع»
الثالث: أثر الحاجة كما قال السدي والربيع: «هي جهد الحاجة وقضف الفقر في وجوههم وقلة النعمة»، وقال ابن زيد: «هي رثة الثياب»
الرابع: أثر العبادة قال قوم وحكاه مكي: «هي أثر السجود" وقد رجح ابن عطية رحمه الله: « هذا القول فقال: وهذا حسن لأنهم كانوا متفرغين متوكلين لا شغل لهم في الأغلب إلا الصلاة، فكان أثر السجود عليهم أبدا»،

تطبيقات الدرس الرابع:
بيّن أثر دلالة الإعراب على المفردات التالية:
(1) سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين}
على قراءة الرفع فالسبيل الفاعل والمعنى أن تفصيل آيات الكتاب لأجل أن تتبين طريق المجرمين فيحذرها المؤمنون ويتجنبوها.
قال ابن زنجلة: "اعلم أن السّبيل يذكر ويؤنث جاء القرآن بالوجهين فالتأنيث قوله {ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا} و{قل هذه سبيلي} والتذكير قوله {وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا}"}

وعلى قراءة النصب فالسبيل المفعول به،والمعنى أن الله تعالى فصل آيات الكتاب لكي يستبين النبي صلى الله عليه وسلم – وأمته تبع له- طريق المجرمين، فيحذروها ويتجنبوها.
قال ابن زنجلة: " فإن قال قائل أفلم يكن النّبي صلى الله عليه وآله مستبينا سبيل المجرمين فالجواب في هذا إن جميع ما يخاطب به المؤمنون يخاطب به النّبي صلى الله عليه فكأنّه قيل ولتستبينوا سبيل المجرمين أي لتزدادوا استبانة لها ولم يحتج إلى أن يقول ولتستبين سبيل المؤمنين مع ذكر سبيل المجرمين لأن سبيل المجرمين إذا بانت فقد بان معها سبيل المؤمنين"

(2) سبيلاً في قول الله تعالى: {فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً}
سبيلا هنا مفعول به فنهى الله تعالى الرجال عن التماس وطلب العلل لأذى نسائهن إذا أطعنهم وتركن النشوز. قال الطبري: "فلا تطلبوا طريقًا إلى أذاهنّ ومكروههنّ، ولا تلتمسوا سبيلاً إلى ما لا يحلّ لكم من أبدانهنّ وأموالهنّ بالعلل، وذلك أن يقول أحدكم لإحداهنّ وهي له مطيعةٌ: إنّك لست تحبّيني وأنت لي مبغضةٌ، فيضربها على ذلك أو يؤذيها، فقال اللّه تعالى للرّجال: {فإن أطعنكم} أي على بغضهنّ لكم فلا تجنوا عليهنّ، ولا تكلّفوهنّ محبّتكم، فإنّ ذلك ليس بأيديهنّ فتضربوهنّ أو تؤذوهنّ عليه" .


تطبيقات الدرس الخامس:
استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:

5. دلالة اسم الفاعل في قول الله تعالى: {إنّ الله بالغ أمره}
التعبير باسم الفاعل بدلالته على الثبات والدوام والتمكن، أي: إنّ الله منفذٌ أمره، منمضٍ في خلقه قضاءه، وجملة ( إن الله بالغ أمره ) في موضع العلة لجملة ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) أي لا تستبعدوا وقوع ما وعدكم الله حين ترون أسباب ذلك مفقودة فإن الله إذا وعد وعدا فقد أراده وإذا أراد الله أمرا يسر له أسبابه..

6. دلالة صيغة الجمع في قول الله تعالى: { وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ}
فتيان على وزن فِعلان وهو من جموع الكثرة للدلالة على كثرة عددهم ويقوي ذلك قوله: {في رحالهم} فأتى بجمع لأكثر العدد، فأخبر بكثرة الخدمة ليوسف، وإن كان الذين تولوا جعل البضاعة في الرحال بعضهم
وفي قراءة سبعية: (فتيته) على وزن (فِعلة) وهو من جموع القلة للدلالة على قلة عددهم. ففتيان للكثرة على مراعاة المأمورين، وفتية للقلة على مراعاة المتناولين وهم الخدمة، ويكون هذا الوصف للحر والعبد، - كما قال تعالى: إنهم فتية آمنوا بربهم) لأنهم كانوا أحرارا -، ولأن الذين تولوا جعل البضاعة في رحالهم يكفي منهم أقلهم،وقد قال: {بأوعيتهم}، فأتى بجمع لأقل العدد.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 14 جمادى الآخرة 1442هـ/27-01-2021م, 01:23 AM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

تطبيقات الدرس الثاني:
معنى التكوير
الجمع واللف والسقوط والنقصان بعد الزيادة
وعند المفسرين ذهب ضووها وهو مروي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة ذكره ابن جرير وغيره
رمي بها وهو مروي عن أبي صالح والربيع بن خثيم ذكره ابن جرير وغيره
والمعنيين يرجعان إلى الدلالة اللغوية
قال ابن جرير: إنَّما معناهُ: جَمْعُ بعضِها إلى بعضٍ، ثمَّ لُفَّتْ فَرُمِيَ بها، وإذا فُعِلَ ذلكَ بها ذَهَبَ ضوءُها.
فعَلَى التأويلِ الذي تَأَوَّلْنَاهُ وَبَيَّنَّاهُ لِكِلا القوليْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْتُ عنْ أهلِ التأويلِ وَجْهٌ صحيحٌ؛ وذلكَ أنَّها إِذَا كُوِّرَتْ ورُمِيَ بها ذَهَبَ ضَوْءُها تجمع الشمس وتلف ويرمى بها فيذهب ضوؤها
ويدل لذلك قول أكثر المفسرين اللغويين على أنها جمعت ولفت فتمحى وهو بمعنى ذهاب ضوئها.
ونقل السيوطي في ذلك: وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ والدَّيْلَمِيُّ, عن أبي مَرْيَمَ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قَالَ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: «كُوِّرَتْ فِي جَهَنَّمَ» ).
وأخْرَجَ ابنُ أبي الدُّنيا في الأهوالِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وأبو الشيخِ في العَظََمةِ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: يُكَوِّرُ اللَّهُ الشَّمْسَ والقَمَرَ والنُّجُومَ يَوْمَ القيامةِ في البَحْرِ, ويَبْعثُ اللَّهُ رِيحاً دَبُورا فتَنْفُخُه حَتَّى يَرْجِعَ نَاراً)

_____
معنى العصر في قول الله تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر}
معنى العصر في اللغة: قال في الصحاح: العصر: الدهر، والعصران: الليل والنهار، والعصران أيضا: الغداة والعشي. ومنه سميت صلاة العصر.. والعصر بالتحريك: الملجأ والمنجاة. والعصر أيضا: الغبار.
اختلف في معنى العصر على أقوال:
الأول: العشي
الثاني: ساعة من النهار
الثالث: الدهر
الرابع: اليوم والليلة
الخامس: صلاة العصر
السادس: الليل والنهار
فيتضح من ذلك أن اقوال المفسرين ترجع كلها إلى المعاني اللغوية
قال ابن جرير: والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن ربنا أقسم بالعصر (وَالْعَصْرِ) اسم للدهر، وهو العشيّ والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكلّ ما لزِمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم به جلّ ثناؤه
________________
تطبيقات الدرس الثالث:
المراد بناشئة الليل
معنى ناشئة : الناشئة مصدر من نشأ إذا قام ونهض على فاعلة وعليه فالنفس الناشئة بالليل ، التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة ، أي : تنهض وترتفع ، من نشأت السحابة : إذا ارتفعت ، ونشأ من مكانه ونشز : إذا نهض
وقال الزجاج :ناشئة الليل كل ما نَشَأ منه، أي كل ما حدث منه فيعم ساعات الليل
وقيل من نشأت أي ابتدأت وقال ابن الأعرابي: إذا نمت من أول الليل ثم قمت، فتلك النشأة،
فالمعنى اللغوي يدور بين القيام من الليل عامة أو بعد نوم وبين الابتداء أو كل حادث في الليل وأقوال المفسرين اختلفت بناء على اختلاف اللغويين
وقد اختلفوا على أربعة أقوال
الأول : الليل كله وهو مروي عن ابن عباس وابن مسعود وابن الزبير
واستدلوا له بالمعنى اللغوي وبتفسير ابن مسعود لناشئة الليل بقيامه بالحبشية
الثاني :كل شيء بعد العشاء وهو مروي عن مجاهد وقتادة وأبي مجلز
الثالث : القيام بعد النوم وهو مروي عن عائشة
واستدلوا له بما روى عن عبيد بن عمير : قلت لعائشة : رجل قام من أوّل الليل ، أتقولين له قام ناشئة ؟ قالت لا ؛ إنما الناشئة القيام بعد النوم .
الرابع : الساعات الأول من الليل وهو مروي عن علي بن الحسين
ودليله ما روي عن علي بن الحسين رضي الله عنهما أنه كان يصلي بين المغرب والعشاء ويقول : أما سمعتم قول الله تعالى : ) إن ناشئة اليل
وقد رجح ابن كثير عمومه لليل كله وهو يشمل الثاني
ورجح ابن تيمية والسعدي الثالث وهو لما كان بعد نوم لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هكذا كان يصلي، والأحاديث بذلك متواترة عنه،واستبعد الرابع لأن النبي كان يقوم بعد النوم لم يكن يقوم بين العشاءين .
ولعل المعنى اللغوي يرجح القيام بعد النوم، وإن كان معنى الليل كله داخل في المعنى اللغوي
_______
الباقيات الصالحات
معنى الباقيات: بقى الشئ يبقى بقاء. وكذلك بقي الرجل زمانا طويلا، أي عاش. وأبقاه الله. وبقي من الشئ بقية. والباقية، توضع موضع المصدر، قال الله تعالى: (فهل ترى لهم من باقية) ، أي بقاء. وأبقيت على فلان، إذا أرعيت عليه ورحمته. يقال: لا أبقى الله عليك إن أبقيت على، وفي الحديث: " بقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم "، أي انتظرناه. وبقيته بالتشديد، وأبقيته، وتبقيته، كله بمعنى. واستبقيت من الشئ، أي تركت بعضه. واستبقاه: استحياه.
فالمعنى يدور حول ما يبقي للإنسان
المراد بالباقيات الصالحات:
الأول: الصلوات الخمس
الثاني: ذكر الله بلتسبيح والتحميد والتهليل
الثالث: العمل بطاعة الله
الرابع: الكلام الطيب
قال ابن جرير: أولى الأقوال في ذلك بالصّواب، قول من قال: هنّ جميع أعمال الخير، كالّذي روي عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، لأنّ ذلك كلّه من الصّالحات الّتي تبقى لصاحبها في الآخرة، وعليها يجازى ويثاب، وإنّ اللّه عزّ ذكره لم يخصّص من قوله {والباقيات الصّالحات خيرٌ عند ربّك ثوابًا} بعضًا دون بعضٍ في كتاب، ولا بخبرٍ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
فإن ظنّ ظانٌّ أنّ ذلك مخصوصٌ بالخبر الّذي روّيناه عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فإنّ ذلك بخلاف ما ظنّ، وذلك أنّ الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إنّما ورد بأنّ قول: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر، هنّ من الباقيات الصّالحات، ولم يقل: هنّ جميع الباقيات الصّالحات، ولا كلّ الباقيات الصّالحات، وجائزٌ أن تكون هذه باقياتٌ صالحاتٌ، وغيرها من أعمال البرّ أيضًا باقياتٌ صالحاتٌ
وأيضا قال الزجاج: الباقيات الصّالحات - واللّه أعلم - كل عمل صالح يبقى ثوابه، فالصلوات الخمس وتوحيد اللّه وتعظيمه داخل في الباقيات الصّالحات، وكذلك الصدقات والصيام والجهاد وأعمال الخير والبر كلّها).
_________
تطبيقات الدرس الرابع:
سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين}
سبيل بالرفع على الفاعلية أي لتستبين سبيل المجرمين فيتبين طريقهم
سبيل بالنصب على المفعولية أي ولتستبين يا محمد سبيل المجرمين، وهو مخاطبة للأمة من ورائه أي لتزدادوا استبانة.
وعليه فالمعنيين يصح أن تدل الآية عليهما
قال ابن جرير: وأولى القراءتين بالصّواب عندي في (السّبيل) الرّفع، لأنّ اللّه تعالى ذكره فصّل آياته في كتابه وتنزيله، ليتبيّن الحقّ بها من الباطل جميع من خوطب بها، لا بعضٌ دون بعضٍ.
ومن قرأ (السّبيل) بالنّصب، فإنّما جعل تبيين ذلك محصورًا على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
لكن قال الزجاج: إن قال قائل أفلم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم– مستبينا سبيل المجرمين؟
فالجواب في هذا: أن جميع ما يخاطب به المؤمنون يخاطب به النبي -صلى الله عليه وسلم- فكأنّه قال ولتستبينوا المجرمين، أي: لتزدادوا استبانة لها،

_________
(4) مرجع الضمير في "به" في قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}
قال ابن عطية: الضمير في بِهِ عائد على الْكِتابِ، ويحتمل أن يعود على ما وهو جزء من الكتاب، فيه أمر محمد صلى الله عليه وسلم، وفيه وقع الكتم لا في جميع الكتاب، ويحتمل أن يعود على الكتمان
والمعاني كلها تصلح تفسيرا للآية
__________
تطبيقات الدرس الخامس:
دلالات الجمل الاسمية في قول الله تعالى: {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون (75) قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون (76)}
الجمل الإسمية: إنا بما أرسل به مؤمنون } دلالة على ثباتهم واستمرارهم على دين صالح وتمكنه في قلوبهم
{إنا بالذي آمنتم به كافرون} دلالة على ثباتهم واستمرارهم على الكفر والعياذ بالله
والجمل مؤكدة أيضا لتأكيد المعنى
__________
7. دلالة زيادة المبنى في قول الله تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19)}
الآية في سياق إثبات الملك لله عز وجل وفيها صفة الملائكة الذين هم عباد الله أنهم لا يستكبرون ولا يستحسرون } قال مجاهد: لا يحسرون وزيادة المبني تدل على زيادة المعني فالملائكة غاية في التذلل والعبادة لا يفترون عن ذلك أو يملون فدلت زيادة المبني على بيان كمال عظمة الله وخلقه وملكه.
_______________

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 ذو القعدة 1442هـ/11-06-2021م, 04:35 AM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

المجلس الثامن : مجلس مذاكرة القسم الأول من أصول التفسير البياني .
اختيار تطبيقين من كل درس - الدرس الثاني :
1- التطبيق الأول : معنى الغاسق في قوله تعالى " ومن شر غاسق إذا وقب " قال الزجاج : غاسق : يعني به الليل ، وقيل لليل غاسق - والله أعلم - لأنه أبرد من النهار ، والغاسق :البارد
-قال العباس والحسن : الغاسق: الليل إذا أظلم ، وقال مجاهد : هو الليل : إذا أظلم ، وقال : إذا دخل ،
وقال محمد بن كعب : غاسق إذا وقب" النهار إذا دخل في الليل ، وقال ابن زيد : كانت العرب تقول : الغاسق :سقوط الثريا ،
وروى أبوهريرة : النجم هو الفاسق ،وقالت عائشة : أخذ النبي بيدي ثم نظر إلى القمر ،فقال : ياعائشة : تعوذي بالله من شر غاسق إذا وقب ،
قال الزهري : الغاسق إذا وقب : الشمس إذا غربت .
وكل شي أسود فهو غسق ،قال الزمخشري :الغاسق : الليل إذا اعتكر بظلامه ، من قوله " إلى غسق الليل " ،ومنه : غسقت العين : امتلأت دمعا ،وغسقت الجراحة : امتلأت دما ، قال أبوحيان : وقيل : الحية إذا لدغت ،والغاسق :سم نابها، لأنه يسيل منه ،وقال : وكل غاسق لا يكون فيه الشر ، إنما يكون في بعض دون بعض .
قال أبو السعود : وأصل الغسق : سيلان دمعها ،وإضافة الشر إلى الليل : لملابسته له بحدوثه فيه ، وقيل : هو كل شر يعتري الإنسان ،
وذكر ابن عاشور :
والغاسق : وصف الليل إذا اشتدت ظلمته ،فالغاسق : صفة لموصوف محذوف لظهوره من معنى وصفه مثل : الجواري ،
وتنكير غاسق : للجنس ، لأنه المراد جنس الليل ،
وتنكير غاسق في مقام الدعاء : يراد به العموم ، لأن مقام الدعاء يناسب التعميم ،وصحح الشنقيطي أن المراد بالغاسق الليل بشهادة القرآن ،
والثاني، أي أن المراد : القمر ، تابع له ،لأن القمر في ظهوره واختفائه مرتبط بالليل ، فهو بعض مايكون في الليل ، قال الراغب : غسق الليل : شدة ظلمته ، والغاسق : الليل المظلم ،
وفسر الآية بقوله " وذلك عبارة عن النائبة بالليل كالطارق، وقيل القمر : إذا كسف فاسود ، والغاسق : مايقطر من جلود أهل النار ، قال " إلا حميما وغساقا".

معنى العصر في قوله تعالى " والعصر " .
قال الراغب :
العصر ، مصدر : عصرت ، والمقصود الشي العصير و العصارة نفاية مايعصر ..
قال :" والعصر : إن الإنسان لفي خسر " والعصر : الدهر ، والجمع : العصور ،
والعصر: العشي، ومنه صلاه العصر ، وإذا قيل العصران ، فقيل : الغداة والعشي ، وقيل :الليل والنهار ، وذلك كالعمرين : الشمس والقمر .
قال الزجاج : والعصر هو :الدهر ، والعصران : اليوم ، والعصر : الليلة.
وقال قتادة : العمر ، ساعة من ساعات النهار ،يعني " العشي" ،وقاله" الحسن "
وذكر أبوعلي: العصر : اليوم ،والعصر :الليلة، ونقل ابن عطية عن بعض العلماء : العصر : بكرة ،والعصر : عشية، وهما الأبردان ،
وقال مقاتل : العصر : هي الصلاة الوسطى ،
قال أبوحيان : والعصر : اسم جنس يعم ،
وذكر أبو السعود : أقسم الله بالعصر : وهي صلاه العصر :لفضلها الباهر ، أو بالعشى ، أو بعصر النبوة لظهور فضله على سائر الأعصار ، أو بالدهر لأنطوائه على تعاجيب الأمور القارة والمارة ،
ذكر ابن عاشور أن التعريف في لفظ العصر : تعريف العهد ، وصار علما بالغلبة ، كما هو شأن كثير من أسماء الأجناس المعرفة باللام ، مثل : العقبة ،
ويطلق العصر على مدة معلومة لوجود جيل من الناس ،أو ملك أو نبي ، أو دين ، ويعيين بالإضافة : فيقال :عصر الفطحل ، وعصر الاسكندر ، فيجوز أن يكون مراد هذا الاطلاق هنا، ويكون المعني به عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، والتعريف فيه تعريف العهد الحضوري ، مثل : التعريف في اليوم ، من قولك ، فعلت اليوم كذا ،
ويجوز أن يراد به عصر الإسلام كله ، وهو خاتمة عصور الأديان لهذا العالم ، وقد مثل الرسول عصر الأمة الإسلامية بالنسبة إلى عصر اليهود والنصارى بما بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس ،
ويجوز أن يفسر العصر في هذه الآية بالزمان كله ،وأضاف الشنقيطي أن العصر : اسم للزمن كله، أو جزء منه ، واستدل عليه بالقراءة الشاذة " والعصر .ونوائب الدهر "، وحمل على التفسير إن لم يصح قرآنا ،واستظهر أن أقرب الأقوال : إما العموم ،بمعنى الدهر ، للقراءة الشاذة ، إذ أقل درجاتها التفسير ، ولأنه يشمل بعمومه بقية الأقوال ، وإما عصر الإنسان ، أي : عمره ومدة حياته ،الذي هو محل الكسب والخسران ، لإشعار السياق ، ولأنه يخص العبد في نفسه موعظة وانتفاعا ، ويرجح هذا المعنى مايكتفي هذه السورة من سور التكاثر قبلها والهمزة بعدها ، لأنهما تذمان التلهي والتكاثر بالمال والولد ، خلال حياة الإنسان ، لأنه ألزم له في عمله .

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 2 ذو القعدة 1442هـ/11-06-2021م, 04:40 AM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

تطبيقات الدرس الثالث :
بيان المفردات التالية
3- ناشئة الليل :-
قال الراغب : النشء والنشأة إحداث الشيء وتربيته،..و"ناشئة الليل" :يريد القيام والانتصاب للصلاة ، والإنشاء : إيجاد الشيء وتربيته .
قال الزجاج ؛ هي ساعات الليل كلها، كلما نشأ منه ، أي : كل ما حدث منه ،فهو ناشئة ،قال ابن عمر وأنس : ناشئة الليل : مابين المغرب والعشاء .
وقال الحسن والحكم : ناشئة الليل: من العشاء و الآخرة إلى الصبح ،وقال ابن عباس وابن الزبير : الليل كله ناشئة ،وهو قول :ابن جبير ومجاهد ،وأصله من نشأ : إذا ابتدأ ،فعلى هذا بناه من قال إنه من المغرب إلى العشاء الآخرة ،
وقال الكسائي : ناشئة الليل :أوله،
ونقل ابن عطية عن ابن جبير وابن زيد : هي لفظة حبشية ، نشأ الرجل ، إذا قام من الليل ،فناشئة على هذا جمع : ناشئ ، أي : قائم ،
وقالت عائشة ومجاهد : القيام بعد النوم،

ومن قام أول الليل قبل النوم فلم يقم ناشئة ،
وقال ابن جبير وابن زيد وجماعة : ناشئة الليل :ساعاته كلها ،لأنها تنشأ شيئاً بعد شئ ،
وقال الزمخشري : ناشئة الليل : النفس الناشئة بالليل التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة ، أي تنهض وترتفع ،من نشأت السحابة إذا ارتفعت ،أو قيام الليل ،على أن الناشئة : مصدر من نشأ ،إذا قام ونهض على فاعله ،كالعاقبة،
وذكر أبو السعود : العبادة التي تنشأ بالليل ،أي : تحدث ،أو إن ساعات الليل ،فإنها تحدث واحدة بعد واحده ،أو ساعاتها الأول، من نشأ إذا ابتدأ،
قال ابن عاشور : وناشئة : وصف من النشء ،وهو الحدوث ، وقد جرى على غير موصوف ،وأضيف إلى الليل إضافة على معنى " في " مثل : مكر الليل ، وقد يكون الموصوف المحذوف صلاة، أي : الصلاة الناشئة في الليل ،ووصفت الصلاة بالناشئة لأنها أنشأها المصلي ،فنشأت بعد هدأة الليل ،فأشبهت السحابة التي تنشأ من الأفق بعد صحو ،

ونقل القرطبي عن يمان وابن كيسان : القيام من آخر الليل ، ويقال : ما ينشأ في الليل من الطاعات ،حكاه الجوهري .
وقال ابن كثير : هي ساعاته وأوقاته ، وكل ساعة منه تسمى ناشئة وهي الأنّات،انتهى.

5- سيما في قوله " سيماهم في وجوههم "
قال الراغب :-
السوم : أصله الذهاب إلى ابتغاء الشي ،فهو لفظ لمعنى مركب من الذهاب والابتغاء ...،
والسيماء والسيمياء: العلامة ،قال الشاعر :
له سيمياء لا تشق على البصر .
وقال تعالى " سيماهم في وجوههم " وقد وسمته ،أي : أعلمته ، ومسومين: أي معلَمين ، ومسوِمين : معلمين لأنفسهم ،أو لخيولهم ،أو مرسلين لها .
وقال الزجاج : أي في وجوههم علامة السجود ،وهي علامة الخاشعين لله المصلين ،
وقيل : يبعثون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الطهور ،وهذا يجعله الله لهم يوم القيامة علامة ،وهي السيما ، يبِين بها فضلهم على غيرهم ،
قال ابن عباس : معناه : أثر صلاتهم تبدو في وجوههم يوم القيامة ،
قال عطية : مواضع السجود في وجوههم يوم القيامة أشد بياضا من اللبن وهو قول مقاتل،

قال الحسن : هو بياض في وجوههم يوم القيامة ، وعنه :هو بياض في وجوههم ،
وعن ابن عباس أن ذلك في الدنيا ،وهو السمت الحسن ،
وقال مجاهد : أما إنه ليس الذي ترون ،ولكن سيماء الإسلام ،وسمته وخشوعه وتواضعه ،
وقال الحسن : هو الصفرة التي تعلو الوجه من السهر والتعب ،وهو قول عطية.
وقال ابن جبير وعكرمة : هو أثر التراب وأثر الطهور ،
وقال ابن وهب :أخبرني مالك : أنه ما يتعلق بالجبهة من تراب الأرض،
وأصل السيمي : العلامة،
قال مالك بن أنس : كانت جباههم متربة من كثرة السجود في التراب ، كان يبقى على المسح أثره،
وقاله عكرمة ،
قال أبو العالية : يسجدون على التراب لا على الأثواب ،وقال ابن عباس وخالد الحنفي وعطية : هو وعد بحالهم يوم القيامة من أن الله تعالى يجعل لهم نورا من أثر السجود ،
وقال ابن عباس : السمت الحسن هو السيما ، وهو الخشوع : خشوع يبدو على الوجه،

وقال الحسن بن أبي الحسن وشمر بن عطية : السيما :بياض وصفرة وبهيج يعتري الوجوه من السهر .
وقال عطاء والربيع بن أنس : السيما :حسن يعتري وجوه المصلين.
وذكر القرطبي : السيما العلامة ، وفيها لغتان :المد والقصر ، أي : لاحت علامات التهجد بالليل ،وأمارات السهر .
وقال شهر بن حوشب : يكون موضع السجود من وجوههم كالقمر ليلة البدر.
وأجمل ابن عاشور المراد على ثلاثة أنحاء :
1- أنها أثر محسوس للسجود .
2- أنها من الأثر النفسي للسجود .
3- أنها أثر يظهر في وجوههم يوم القيامة .
وقال السعيد وعكرمة : الأثر كالغدة ،يكون في جبهة الرجل .
وليس المراد أنهم يتكلفون حدوث ذلك في وجوههم ،ولكن يحصل من غير قصد ،بسبب تكرر مباشرة الجبهة للأرض ،فليس فيه رياء .
وذكر الحديث الذي أخرجه الطبراني عن أبي بن كعب قال ؛ قال رسول الله : سيماهم في وجوههم ...النور يوم القيامة "، وعلق بقوله " وهو لا يقتضي

تعطيل بقية الاحتمالات إذ كل ذلك من السيما المحمود ،ولكن النبي ذكر أعلاها .
تطبيقات الدرس الرابع
بيان أثر دلالة الإعراب على المفردات
1- سبيل في قوله تعالى " ولتستبين سبيل المجرمين "
ورد في لفظة " سبيل " في الآية قراءتان ،
وعلى كل قراءة يبنى وجه من الإعراب ،كما يلي :-
القراءة الأولى : قراءة نافع " ولتستبين " بالتاء ، " سبيل َ" :نصب .
قال ابن زنجله موجها هذة القراءة في كتابه " حجة القراءات "
(253) " أي : ولتستبين أنت يامحمد سبيل المجرمين ،فإن قال قائل : أفلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم مستبينا سبيل المجرمين ؟ فالجواب في هذا :
أن جميع ما يخاطب به المؤمنون يخاطب به النبي صلى الله عليه وسلم ،فكأنه قيل :ولتستبينوا سبيل المجرمين ،أي : لتزدادوا استبانة لها ،ولم يحتج إلى أن يقول " ولتستبين سبيل المؤمنين مع ذكر سبيل المجرمين ،لأن سبيل المجرمين إذا بانت ،فقد بان معها سبيل المؤمنين

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 2 ذو القعدة 1442هـ/11-06-2021م, 11:43 AM
عبدالكريم الشملان عبدالكريم الشملان غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
المشاركات: 680
افتراضي

وقال الفراء في معاني القرآن (1/337) :"وقد يجعل الفعل للنبي صلى الله عليه وسلم فتنصب السبيل ، يراد به : ولتستبين يا محمد سبيل المجرمين " ،
وذكر أبو علي الفارسي في الحجة (3/316-314) قراءة النصب ، وعلق بقوله " التاء فيها ليس على ماتقدم ، ولكنها لك أيها المخاطب ففي الفعل ضمير المخاطب ،.. والتاء تؤذن بأن الفاعل المسند إلى الفعل مؤنث..".

فالتاء في قراءة نافع للخطاب ، ومن التأنيث على قولك : استبنت الشيء".
ووجه ابن خالويه في إعراب القراءات السبع (1/158) قراءة النصب ،قال : و المعنى و ولتستبين أنت يا محمد سبيل المجرمين ، والسبيل :الطريق يذكر ويؤنث .
وقال العكبري في التبيان(1/393) ويقرأ بنصب السبيل ،و الفاعل : المخاطب ،واللام تتعلق بمحذوف ،أي :لتستبين فضلنا".

قال أبو حيان في البحر المحيط (529/4) :"وقراءة النصب "سبيل" على أن استبان متعدية "
فقيل هو خطاب للرسول ، وقيل له ظاهرا ،والمراد به أمته ،لأنه عليه السلام كان استبانها،
قال السمين الحلبي في الدر المصون (655/4) ومن قرأ بالتاء من فوق ونصب السبيل ،فإنه أسند الفعل إلى المخاطب،

،ونصب السبيل على المفعولية ، وذلك على تعدية الفعل ،أي :ولتستبين أنت سبيل المجرمين ،،.
قال ابن عاشور (26/7) على قراءة النصب فالتقدير مثلا: وكذلك التفصيل نفصل الآيات لتعلم بتفصيلها كنهها ،

ولتستبين سبيل المجرمين ، ففي الكلام إيجاز الحذف ، وقراءة النصب في سبيل ،على أنه مفعول لتستبين ، فالسين والتاء للطلب.

القرءاة الثانية : قراءة حمزة والكسائي وأبوبكر ،"وليستبين "بالياء "سبيلُ " (رفع) ،
قال ابن زنجلة (235) "اعلم أن "السبيل" يذكر ويؤنث ،جاء القرآن بالوجهين .
قال الفراء" في معاني القرآن (337/1) "ترفع السبيل بقوله "وليستبين "لأن الفعل له".

قال الفارسي في الحجة (315-314/3) "وجه قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر "سبيلُ" رفعاً :أنهم جعلوا السبيل فاعل الاستبانة "وأنث السبيل ،فالسبيل على هذا فاعل الاستبانة "
قال سيبويه : استبان الشيء واستنبته .." فالفعل على هذا مسند إلى السبيل ، إلا أنه ذُكِّر السبيل على قوله "يتخذوه سبيلا" ،والمعنى :ولتستبين سبيل المجرمين وسبيل المؤمنين ،فحذف لأن ذكر أحد السبيلين يدل على الآخر.

وقال العكبري (393-1) "وليستبين : يقرأ بالياء ،و "سبيلُ " : فاعل ،أي : يتبين ،وذكر السبيل ،وهو لغة فيه "، ويجوز أن تكون القراء ة بالياء على أن تأنيث السبيل غير حقيقي ، ويقرأ بالتاء ،والسبيل فاعل مؤنث وهو لغة فيه ..".

وذكر أبو حيان في البحر المحيط (529/4) "..سبيلُ بالرفع :فاستبان هنا لازمة ،أي :ولتظهرَ سبيلُ المجرمين ..وخص سبيل المجرمين لأنه يلزم من استبانتها استبانة سبيل المؤمنين ،يكون على حذف معطوف لدلالة المعنى عليه ،التقدير :سبيل المجرمين و المؤمنين

وخص سبيل المجرمين ،لأنهم الذين أثاروا ما تقدم من الأقوال ،وهم أهم في هذا الموضع لأنها آيات رد عليهم ،وظاهر المجرمين العموم " .
قال ابن عاشور (260/7) "وسبيلُ المجرمين :طريقهم وسيرتهم في الظلم والحسد والكبر واحتقار الناس والتصلب في الكفر .. فسبيل فاعل لتستبين ،أي :لتتضح سبيلهم لك وللمؤمنين.

4- مرجع الضمير "به "في قوله تعالى "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا .." 174البقرة ،
اختلف العلماء في عود الضمير ،
القول الأول : عائد على الكتمان :
ذكر الزجاج في معاني القرآن (244-1) أن مرجع الضمير في ويشترون به " يعني :علماء اليهود الذين كتموا أمر النبي صلى الله عليه وسلم

،.. أي كتموه ،لأنهم أخذوا على كتمانه الرشي ،
وقال الثعلبي في تفسيره (47/2) " ويشترون به :بالمكتوم " ،
وذكر ابن عطية هذا القول احتمالاً ، وذكره أبو حيان في تفسيره (120/2).

القول الثاني : عائد على الكتاب ،قال ابن عطية في تفسيره (141/1) والضمير في "به "عائد على الكتاب ،وذكره أبو حيان في تفسيره (120/1) ،والسمين في الدر المصون (241/2).

القول الثالث : أن يعود على "ما" وهو جزء من الكتاب ،فيه أمر محمد صلى الله عليه وسلم ،وفيه وقع الكتم "لا في جميع الكتاب ،ذكره ابن عطية ،واستظهر أبو حيان في تفسيره (120/2) هذا القول ،قال "ويكون على حذف مضاف ،أي بكتم ما أنزل الله به ،وتابعه السمين الحلبي في الدر المصون (241/2).

تطبيقات الدرس الخامس :
دلالات الصيغة الصرفية في : 1- "منزل "في قوله "وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين "المؤمنين 29 ،
قال الزجاج في معاني القرآن (11/4) تقرأ :مُنزَلا ،ومَنزِلاً جميعا ،فالمنزل اسم لكل ما نزلت فيه ،والمنزل المصدر ،بمعنى الإنزال ،يقول :أنزلته إنزالاً ومنزلاً، ويجوز منزَلاً ،ولم يُقرأ بها ، على معنى نزلت نزولاً ومَنزلاً .

وأضاف ابن عطية في تفسيره (4-142) أنه يجوز على قراءة مُنزَل :أن يراد موضع النزول ،وقال أبو حيان في تفسيره "وقرأ الجمهور :"مُنزلاً "بضم الميم وفتح الزاي ،فجاز أن يكون مصدراً ومكاناً ،أي : إنزالاً، أو موضع إنزال ، وقرأ أبو بكر و المفضل .. ،بفتح الميم وكسر الزاي ،أي مكان نزول ،
قال السمين الحلبي في الدر المصون (330-8) " والمُنزل والمَنزل كل منهما

يتحمل أن يكون اسم مصدر ،وهو الإنزال والنزول ،وأن يكون اسم مكان للنزول والإنزال ،إلا أن القياس "مُنزلاً" بالضم والفتح ،لقوله "أنزلني"، "وأما الفتح والكسر فعلى نيابة مصدر الثلاثي مناب مصدر الرباعي ،كقوله أنبتكم من الأرض نباتا"،

وقد وجّه ابن خالويه في إعراب القرآن (89/2) قراءة "مَنزلا" جعله اسما للمكان ومصدر ثلاثي " ،
ومُنزلاً : لأنه مصدر أنزلت إنزالا ،قال ابن عاشور في تفسيره (48/18) "وقرأ الجمهور مُنزلاً بضم الميم وفتح الزاي ،وهو اسم مفعول من (أنزله) على حذف المجرور، أي منزلاً فيه ،ويجوز أن يكون مصدرا ،أي إنزالا مباركاً، والمعنيان متلازمان ..".

5 -دلالة اسم الفاعل في قوله "إن الله بالغ أمره " الطلاق 3،
قال الزجاج في معاني القرآن (184/5) "وتقرأ "بالغُ أمرَه "،أي :إن الله بالغ مايريد،
وقرئت إن الله بالغ أمرُه ،على رفع الأمر ببالغ ،أي :إن الله يبلغ أمره وينفذ ".

وقال ابن عطية في تفسيره (324/5) "بالغ أمره" برفع الأمر ،وحذف مفعول تقديره : بالغ أمره ماشاء .
وذكر أبو حيان في تفسيره (199/10) " إن الله بالغُ أمره ،
قال مسروق : أي لابد من نفوذ أمر الله ، توكلت أم لم تتوكل " ،
وقراءة الجمهور "بالغٌ
أمرَه" ،بالإضافة ،وفي قراءة : بالغٌ أمرُه : رفع :أي

نافذ أمره،
و المفضل :بالغاً أمرُه : بالرفع : فخرجه الزمخشري على أن بالغا حال ،وخبر إن هو قوله تعالى "قد جعل.." ،
ومن رفع أمره:فمفعول بالغٌ محذوف، تقديره بالغ أمره ماشاء ..".

قال ابن عاشور في تفسيره (313/28 )"ومعنى بالغ أمره : واصل إلى مراده ،و البلوغ : مجاز مشهور في الحصول على المراد.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 24 صفر 1443هـ/1-10-2021م, 02:03 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سها حطب مشاهدة المشاركة
القسم الأول من مقرر أصول التفسير البياني

اختر تطبيقين من كلّ درس وأدّها:

تطبيقات الدرس الثاني:
اختر ثلاث المفردات من المفردات التالية وبيّن معانيها وما يصحّ أن تفسّر به في الآيات المذكورة:
1: معنى البلاء في قول الله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}
البلاء أصله من قولهم: بلى الثوب بلى، وبلاء
وقيل " بلوت فلان " أي أخبرته كأني أخلقته من كثرة اختباري له، ولهذا قيل: " لبست فلاناً "، أي: خبرته،
وسمي الغم بلاء من حيث أنه يبلى الجسم.
فالبلاء في كلام العرب الاختبار والامتحان، ويستعمل في الخير والشر. لأن الامتحان والاختبار قد يكون بالخير كما يكون بالشر، كما قال ربنا جل ثناؤه: (وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ)
وتسمي العرب الخير " بلاء " والشر " بلاء ".
ومن ذلك قول زهير بن أبي سلمى:
جـزى اللـه بالإحسـان مـا فعلا بكم ... وأبلاهمـا خـير البـلاء الـذي يبلـو
فجمع بين اللغتين، لأنه أراد: فأنعم الله عليهما خير النعم التي يختبر بها عباده.
وقوله: {وَفِي ذَلِكُمْ بَلَاءٌ مِنْ رَبِّكُمْ} راجع إلى الأمرين:
1- المنحة التي هي الإنجاء من آل فرعون المقتضية للشكر ، ومنه قول مجاهد وابن جريح: أنه أراد في إنجائكم منهم نعمة، ودليله مبدأ الآية، وهو قوله: {أَنْجَيْنَاكُمْ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ}
2- المحنة التي هي ذبحهم واستحياؤهم للنساء المقتضية للصبر ومنه قول مقاتل: " أراد في قتل الأولاد واستحياء النساء ودليله منتهى الآية، وهو قوله: {يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ}
وكلا القولين صحيح
والمعنى الثالث: الفتنة
4: معنى النحر في قول الله تعالى: {فصلّ لربّك وانحر}
قال بن منظور في لسان العرب :
النَّحْرُ: الصَّدْر. والنُّحُورُ: الصدُور. ابْنُ سِيدَهْ: نَحْرُ الصَّدْرِ أَعلاه، وَقِيلَ: هُوَ موضعُ الْقِلَادَةِ مِنْهُ
قال الصبهاني: والنّحرُ: أوَّل الشّهْرِ، والجمعُ نُحُورٌ لأوَائل الشُّهُورِ
وقال سَلمَةُ: النُّحُور: الدُّهور، ونَحرَ في صَدْرِه؛ إذَا قابَلَه
وذُكر أنه سمع بعض العرب يقول: منازلهم تتناحر: أي هذا بنحر هذا: أي قبالته. وذكر أن بعض بني أسد أنشده:
أبا حَكَمٍ هَلْ أنْتَ عَمُّ مُجَالِدٍ ... وَسَيِّدُ أهْلِ الأبْطَحِ المُتَنَاحِرِ
قال بن فارس : النحر: نحرك البعير وغيره.

وعلى هذه المعاني قال المفسرون معنى وانحر في الاية :
1- وضع يده اليمنى على وسط ساعده اليسرى، ثم وضعهما على صدره.
2- رفع يديه إلى النحر عند افتتاح الصلاة والدخول فيها.
3- نحر البُدن.
4- واستقبل القبلة بنحرك.
ننسب الأقوال لقائلها, ونوجه كل قول بحسبه, والأقوال المأثورة التي تصحّ لغة ولا تخالف نصاً ولا إجماعاً وتوافق دلالة النصوص الأخرى مقبولة في التفسير

تطبيقات الدرس الثالث:
بيّن المراد بالمفردات التاليات:
(1) المحروم في قول الله تعالى: {والذين في أموالهم حق معلوم . للسائل والمحروم}
حرمه من الشيء: منعه عنه ومنه، فالمحروم هو الممنوع
واختلف في المراد منها في الآية على أقوال :
1- قال ابن عباس: الْمَحْرُومِ: المحارف الذي ليس له في الإسلام سهم مال، فهو ذو الحرفة المحدود.
وجاء أيضاً أنه المجارَف الذي لا يكاد يكتسب ، جاء في اللسان:والمُجَرَّفُ والمُجارَفُ الفقير كالمُحارَفِ ورجل مُجَرَّفٌ قد جَرَّفَه الدهرُ أَي اجْتاح مالَه
قالت عائشة رضي الله عنها: هو الذي لا يكاد يتيسر له مكسبه.
2- قال قتادة: المتعفف
3- من اجتيحت ثمرته بحرق أو سيل ، قال أبو قلابة: جاء سيل باليمامة فذهب بمال رجل، فقال رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: هذا الْمَحْرُومِ. وقال زيد بن أسلم: هو الذي أجيحت ثمرته من المحرومين.
4- قال بعضهم المحروم : من ماتت ماشيته.
5- قال عمر بن عبد العزيز المحروم : الكلب أراد، والله أعلم أن يعطي مثالا من الحيوان ذي الكبد الرطبة لما فيه من الأجر حسب الحديث المأثور.
6- المحروم هو الذي لا سهم له في الغنيمة.

والمعنى الجامع لهذه الأقوال أنه الذي لا مال له لحرمان أصابه، فهو اسم جنس فيمن عسرت مطالبه

(4) الحبل في قول الله تعالى: {إلا بحبل من الله وحبل من الناس}
اختلف في المراد بالحبل في هذه الآية على أقوال:
1- عهد من الله، قاله مجاهد وقتادة وعكرمة ، ولم يذكر كثير من المفسرين غيره.
2- الجماعة، قاله ابن مسعود، وروى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين فرقة، وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة قال فقيل يا رسول الله: وما هذه الواحدة؟ قال فقبض يده وقال: الجماعة وقرأ، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً)
3- القرآن ، قاله قتادة رحمه الله والسدي وبن مسعود والضحاك، وروى أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كتاب الله هو حبل الله الممدود من السماء إلى الأرض.
4- الإخلاص في التوحيد، قاله أبو العالية، وقال ابن زيد: «حبل الله» هو الإسلام.
لم ترجحي تجمعي بين الأقوال
تطبيقات الدرس الرابع:
بيّن أثر دلالة الإعراب على المفردات التالية:
(1) سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين}
قرئت سبيل بالرفع على أنها فاعل ، فيكون المعنى : ولكي تظهر سبيل المجرمين لتحذروها ولا تلتبس عليكم.
وقرئت بالنصب على أنها مفعول به، أي ولكي تستبين يا محمد (صلى الله عليه وسلم) سبيل المجرمين.
ننسب القراءات للقراء الذين قرؤوا بها, وقد اختصرت الإجابة
(3) مرجع الضمير في "جعلناه" في قول الله تعالى: {وَكَذلِكَ أَوْحَيْنا إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا ما كُنْتَ تَدْرِي مَا الْكِتابُ وَلا الْإِيمانُ وَلكِنْ جَعَلْناهُ نُوراً نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشاءُ مِنْ عِبادِنا}
اختلف في مرجع الضمير على ثلاثة أقوال:
1- جعلنا هذا القرآن، وهو الكتاب نورا، يعني ضياء للناس يهتدون به.
2- جعلنا الإيمان نوراً.
3- جعلنا الروح ، واختلف في معنى الروح في الآية على أقوال أيضا :
1- ما أوحي إليه من قرآن أو قرآن وسنة.
2- جبريل عليه السلام .
3- رحمة.
و هذه معاني كلها متقاربة

تطبيقات الدرس الخامس:
استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:
1: "مزيد" في قوله تعالى: {يوم نقول لجهنّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد}
1- مزيد إما مصدر ميمي وزنه مفعل كالمحيد والمميد: وعليه يحمل تفسير من قال : هل عندي موضع يزاد فيه شيء على معنى التقرير ونفي المزيد، مثل قول النبي صلى الله عليه وسلم: «وهل ترك لنا عقيل منزلا» .
2- وأما اسم مفعول وزنه مفعول من زاد كالمبيع.، أي هل من جماعة آخرين يلقون في، على معنى السؤال والرغبة في الزيادة.

2: "مُنزل" في قول الله تعالى: {وقل رب أنزلني مُنزلا مباركاً وأنت خير المنزلين}
1- يحتمل أن يراد به المصدر، بمعنى: أنزلني إنزالا مباركا، ويجوز أن يراد موضع النزول.
2- ويحتمل ان يكون اسم مفعول من (أنزله) على حذف المجرور، أي منزلا فيه.
3- ويحتمل أن يراد به المكان الذي نزل فيه، أي في السفينة أو في الأرض، وقرئت (مَنزلا) بفتح الميم وكسر الزاي. بمعنى: أنزلني مكانًا مباركًا وموضعا.

أحسنت نفع الله بك
حاولي نسبة الأقوال مع الحمع إن أمكن أو الترجيح
ج+

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 24 صفر 1443هـ/1-10-2021م, 09:09 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة رقية إبراهيم عبد البديع مشاهدة المشاركة
القسم الأول من مقرر أصول التفسير البياني

اختر تطبيقين من كلّ درس وأدّها:

تطبيقات الدرس الثاني:
اختر ثلاث المفردات من المفردات التالية وبيّن معانيها وما يصحّ أن تفسّر به في الآيات المذكورة:

1: معنى البلاء في قول الله تعالى: {وفي ذلكم بلاء من ربكم عظيم}
أصل البلاء من قولهم أبليت فلانا يمينا إذا حلفت له بيمين طيبت بها نفسه ، ويقال: بلاه يبلوه بلوا، ، وهو الامتحان والاختبار، ويكون بالخير والشر،
قال زهير:
جزى الله بالإحسان ما فعلا بكم، وأبلاهما خير البلاء الذي يبلو
أي صنع بهما خير الصنيع الذي يبلو به عباده.
فإذا كانت الإشارة إلى التنجية فيكون معناه النعمة، كما ذكره الطبري مرويا عن ابن عباس والسدي ومجاهد وابن جريج،
وإذا كانت الإشارة إلى ما كانوا فيه من العذاب المهين من ذبح الأبناء واستحياء النّساء فالمعنى: في الذّبح مكروه وامتحانٌ؛ قال القرطبيّ: وهذا قول الجمهور. ذكره ابن كثير.
المعنى الثالث هو الفتنة
3: معنى "الغاسق" في قول الله تعالى: {ومن شرّ غاسق إذا وقب}
الغسق الإظلام، قال قطرب: يقال: غسق الليل يغسق غسوقاً وغسقاً، أي أظلم.
: ولأهل العلم أقوال
1- هو الليلُ إذا أَظْلَمَ.
2- هو النهارُ إذَا دَخَلَ في الليلِ
3- هو كوكبٌ. وكانَ بعضُهم يقولُ: ذلك الكوكبُ هو الثُّرَيَّا.
4- هو القَمَرُ، ورَوَوْا بذلك عن النبيِّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خبراً.
والراجح الجمع بين هذه الأقوال: إنَّ اللهَ أمَرَ نبيَّه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ يَخْصُصْ بعضُ ذلك بل عَمَّ الأمرُ بذلك، فكلُّ غاسِقٍ؛ فإنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كانَ يُؤْمَرُ بالاستعاذةِ مِن شرِّهِ إِذَا وَقَبَ، ويعمها: أنه الليل إذا دخل، لأن القمر آية الليل ، ولا يوجد له سلطان إلا فيه ، وكذلك النجوم لا تضيء ، إلا في الليل .

تطبيقات الدرس الثالث:
بيّن المراد بالمفردات التاليات:
(2) الباقيات الصالحات
وردت في معناها أقوال متعددة، - كما ذكر ابن جرير الطبري – منها: أنها الصلوات الخمس، وقال بعضهم: هي ذكر اللّه بالتّسبيح والتّقديس والتّهليل، ونحو ذلك، وقال بعضهم: هي العمل بطاعة اللّه، وقال بعضهم: الكلام الطّيّب
وقال عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: هي الأعمال الصّالحة كلّها.
وقد أورد الطبري عدة أحاديث في ذلك، منها ما رواه بسنده عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر من الباقيات الصّالحات ".
وعن أبي سعيدٍ الخدريّ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: " استكثروا من الباقيات الصّالحات "، قيل: وما هي يا رسول اللّه؟ قال: " الملّة "، قيل: وما هي يا رسول اللّه؟ قال: " التّكبير والتّهليل والتّسبيح، والحمد، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه ".
وأخرج النسائي، وابن جرير، وابن أبي حاتم والطبراني في الصغير والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوا جنتكم قيل: يا رسول الله أمن عدو قد حضر قال: لا، بل جنتكم من النار قول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن يأتين يوم القيامة مقدمات معقبات محسنات وهن الباقيات الصالحات).
وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن عجزتم عن الليل أن تكابدوه والعدو أن تجاهدوه فلا تعجزوا عن قول: سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر فإنهن الباقيات الصالحات.
واختار ابن جريرٍ رحمه اللّه قول عبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: هي الأعمال الصّالحة كلّها، فروى بسنده عن ابن عبّاسٍ، قوله: {والباقيات الصّالحات} قال: هي ذكر اللّه، قول لا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر، وسبحان اللّه، والحمد للّه، وتبارك اللّه، ولا حول ولا قوّة إلاّ باللّه، وأستغفر اللّه، وصلّى اللّه على رسول اللّه والصّيام والصّلاة والحجّ والصّدقة والعتق والجهاد والصّلة، وجميع أعمال الحسنات، وهنّ الباقيات الصّالحات، الّتي تبقى لأهلها في الجنّة ما دامت السّماوات والأرض.
فتشمل كل ذلك، وتعم كل عمل صالح يبقى أجره ويدخره المرء حين يلقى ربه عز وجل.

(5) السيما في قول الله تعالى: {سيماههم في وجوههم}
معنى السيما
السيما مقصورة العلامة. وبعض العرب يقول: السيمياء بزيادة ياء وبالمد
واختلف المفسرون في المراد بها على أقوال:
الأول: أنها ما يظهر لذوي الألباب من صفاتهم، كما قال اللّه تعالى: {سيماهم في وجوههم}[الفتح: 29]، وقال: {ولتعرفنّهم في لحن القول}[محمّدٍ: 30].
وفي الحديث الّذي في السّنن: «اتّقوا فراسة المؤمن، فإنّه ينظر بنور اللّه»، ثمّ قرأ: {إنّ في ذلك لآياتٍ للمتوسّمين}[الحجر: 75].

الثاني: هو التواضع كما قال مجاهد: «هي التخشع والتواضع»
الثالث: أثر الحاجة كما قال السدي والربيع: «هي جهد الحاجة وقضف الفقر في وجوههم وقلة النعمة»، وقال ابن زيد: «هي رثة الثياب»
الرابع: أثر العبادة قال قوم وحكاه مكي: «هي أثر السجود" وقد رجح ابن عطية رحمه الله: « هذا القول فقال: وهذا حسن لأنهم كانوا متفرغين متوكلين لا شغل لهم في الأغلب إلا الصلاة، فكان أثر السجود عليهم أبدا»،
لم توجهي الأقوال أو تجمعي بينها
تطبيقات الدرس الرابع:
بيّن أثر دلالة الإعراب على المفردات التالية:
(1) سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين}
على قراءة الرفع فالسبيل الفاعل والمعنى أن تفصيل آيات الكتاب لأجل أن تتبين طريق المجرمين فيحذرها المؤمنون ويتجنبوها.
قال ابن زنجلة: "اعلم أن السّبيل يذكر ويؤنث جاء القرآن بالوجهين فالتأنيث قوله {ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا} و{قل هذه سبيلي} والتذكير قوله {وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا}"}

وعلى قراءة النصب فالسبيل المفعول به،والمعنى أن الله تعالى فصل آيات الكتاب لكي يستبين النبي صلى الله عليه وسلم – وأمته تبع له- طريق المجرمين، فيحذروها ويتجنبوها.
قال ابن زنجلة: " فإن قال قائل أفلم يكن النّبي صلى الله عليه وآله مستبينا سبيل المجرمين فالجواب في هذا إن جميع ما يخاطب به المؤمنون يخاطب به النّبي صلى الله عليه فكأنّه قيل ولتستبينوا سبيل المجرمين أي لتزدادوا استبانة لها ولم يحتج إلى أن يقول ولتستبين سبيل المؤمنين مع ذكر سبيل المجرمين لأن سبيل المجرمين إذا بانت فقد بان معها سبيل المؤمنين"
لم تنسبي القراءات للقراء
(2) سبيلاً في قول الله تعالى: {فلا تبغوا عليهنّ سبيلاً}
سبيلا هنا مفعول به فنهى الله تعالى الرجال عن التماس وطلب العلل لأذى نسائهن إذا أطعنهم وتركن النشوز. قال الطبري: "فلا تطلبوا طريقًا إلى أذاهنّ ومكروههنّ، ولا تلتمسوا سبيلاً إلى ما لا يحلّ لكم من أبدانهنّ وأموالهنّ بالعلل، وذلك أن يقول أحدكم لإحداهنّ وهي له مطيعةٌ: إنّك لست تحبّيني وأنت لي مبغضةٌ، فيضربها على ذلك أو يؤذيها، فقال اللّه تعالى للرّجال: {فإن أطعنكم} أي على بغضهنّ لكم فلا تجنوا عليهنّ، ولا تكلّفوهنّ محبّتكم، فإنّ ذلك ليس بأيديهنّ فتضربوهنّ أو تؤذوهنّ عليه" .


تطبيقات الدرس الخامس:
استخرج دلالات الصيغة الصرفية مما يأتي:

5. دلالة اسم الفاعل في قول الله تعالى: {إنّ الله بالغ أمره}
التعبير باسم الفاعل بدلالته على الثبات والدوام والتمكن واللزوم، أي: إنّ الله منفذٌ أمره، منمضٍ في خلقه قضاءه، وجملة ( إن الله بالغ أمره ) في موضع العلة لجملة ( ومن يتوكل على الله فهو حسبه ) أي لا تستبعدوا وقوع ما وعدكم الله حين ترون أسباب ذلك مفقودة فإن الله إذا وعد وعدا فقد أراده وإذا أراد الله أمرا يسر له أسبابه..

6. دلالة صيغة الجمع في قول الله تعالى: { وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ}
فتيان على وزن فِعلان وهو من جموع الكثرة للدلالة على كثرة عددهم ويقوي ذلك قوله: {في رحالهم} فأتى بجمع لأكثر العدد، فأخبر بكثرة الخدمة ليوسف، وإن كان الذين تولوا جعل البضاعة في الرحال بعضهم
وفي قراءة سبعية: (فتيته) على وزن (فِعلة) وهو من جموع القلة للدلالة على قلة عددهم. ففتيان للكثرة على مراعاة المأمورين، وفتية للقلة على مراعاة المتناولين وهم الخدمة، ويكون هذا الوصف للحر والعبد، - كما قال تعالى: إنهم فتية آمنوا بربهم) لأنهم كانوا أحرارا -، ولأن الذين تولوا جعل البضاعة في رحالهم يكفي منهم أقلهم،وقد قال: {بأوعيتهم}، فأتى بجمع لأقل العدد.
أحسنت نفع الله بك
ج
الإجابات يغلب عليها الاختصار, ولا تعكس عمق الدورة , وهناك أسئلة لم تستوف الأقوال فيها, وهنام أسئلة لم تنسبي القول لقائله, كذلك مسألة توجيه الأقوال والجمع بينها أو الترجيح.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 24 صفر 1443هـ/1-10-2021م, 09:28 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة احمد صابر مشاهدة المشاركة
تطبيقات الدرس الثاني:
معنى التكوير
الجمع واللف والسقوط والنقصان بعد الزيادة
وعند المفسرين ذهب ضووها وهو مروي عن ابن عباس ومجاهد وقتادة ذكره ابن جرير وغيره
رمي بها وهو مروي عن أبي صالح والربيع بن خثيم ذكره ابن جرير وغيره
والمعنيين يرجعان إلى الدلالة اللغوية
قال ابن جرير: إنَّما معناهُ: جَمْعُ بعضِها إلى بعضٍ، ثمَّ لُفَّتْ فَرُمِيَ بها، وإذا فُعِلَ ذلكَ بها ذَهَبَ ضوءُها.
فعَلَى التأويلِ الذي تَأَوَّلْنَاهُ وَبَيَّنَّاهُ لِكِلا القوليْنِ اللَّذَيْنِ ذَكَرْتُ عنْ أهلِ التأويلِ وَجْهٌ صحيحٌ؛ وذلكَ أنَّها إِذَا كُوِّرَتْ ورُمِيَ بها ذَهَبَ ضَوْءُها تجمع الشمس وتلف ويرمى بها فيذهب ضوؤها
ويدل لذلك قول أكثر المفسرين اللغويين على أنها جمعت ولفت فتمحى وهو بمعنى ذهاب ضوئها.
ونقل السيوطي في ذلك: وأخْرَجَ ابنُ أبي حَاتِمٍ والدَّيْلَمِيُّ, عن أبي مَرْيَمَ, أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ قَالَ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: «كُوِّرَتْ فِي جَهَنَّمَ» ).
وأخْرَجَ ابنُ أبي الدُّنيا في الأهوالِ وابنُ أبي حَاتِمٍ وأبو الشيخِ في العَظََمةِ, عن ابنِ عَبَّاسٍ في قَوْلِهِ: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ}؛ قَالَ: يُكَوِّرُ اللَّهُ الشَّمْسَ والقَمَرَ والنُّجُومَ يَوْمَ القيامةِ في البَحْرِ, ويَبْعثُ اللَّهُ رِيحاً دَبُورا فتَنْفُخُه حَتَّى يَرْجِعَ نَاراً)
لم تستوعبي جميع الأقوال
_____
معنى العصر في قول الله تعالى: {والعصر إن الإنسان لفي خسر}
معنى العصر في اللغة: قال في الصحاح: العصر: الدهر، والعصران: الليل والنهار، والعصران أيضا: الغداة والعشي. ومنه سميت صلاة العصر.. والعصر بالتحريك: الملجأ والمنجاة. والعصر أيضا: الغبار.
اختلف في معنى العصر على أقوال:
الأول: العشي
الثاني: ساعة من النهار
الثالث: الدهر
الرابع: اليوم والليلة
الخامس: صلاة العصر
السادس: الليل والنهار
فيتضح من ذلك أن اقوال المفسرين ترجع كلها إلى المعاني اللغوية
قال الشيخ عبد العزيز الداخل في هذه المسألة:
هذا اختيار لأحد المعاني، والصواب أن الأقوال الصحيحة يُجمع بينها
.

قال ابن جرير: والصواب من القول في ذلك: أن يقال: إن ربنا أقسم بالعصر (وَالْعَصْرِ) اسم للدهر، وهو العشيّ والليل والنهار، ولم يخصص مما شمله هذا الاسم معنى دون معنى، فكلّ ما لزِمه هذا الاسم، فداخل فيما أقسم به جلّ ثناؤه
لو تضعي شواهد للاقوال وتنسبيها إن أمكن ذلك
________________
تطبيقات الدرس الثالث:
المراد بناشئة الليل
معنى ناشئة : الناشئة مصدر من نشأ إذا قام ونهض على فاعلة وعليه فالنفس الناشئة بالليل ، التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة ، أي : تنهض وترتفع ، من نشأت السحابة : إذا ارتفعت ، ونشأ من مكانه ونشز : إذا نهض
وقال الزجاج :ناشئة الليل كل ما نَشَأ منه، أي كل ما حدث منه فيعم ساعات الليل
وقيل من نشأت أي ابتدأت وقال ابن الأعرابي: إذا نمت من أول الليل ثم قمت، فتلك النشأة،
فالمعنى اللغوي يدور بين القيام من الليل عامة أو بعد نوم وبين الابتداء أو كل حادث في الليل وأقوال المفسرين اختلفت بناء على اختلاف اللغويين
وقد اختلفوا على أربعة أقوال
الأول : الليل كله وهو مروي عن ابن عباس وابن مسعود وابن الزبير
واستدلوا له بالمعنى اللغوي وبتفسير ابن مسعود لناشئة الليل بقيامه بالحبشية
الثاني :كل شيء بعد العشاء وهو مروي عن مجاهد وقتادة وأبي مجلز
الثالث : القيام بعد النوم وهو مروي عن عائشة
واستدلوا له بما روى عن عبيد بن عمير : قلت لعائشة : رجل قام من أوّل الليل ، أتقولين له قام ناشئة ؟ قالت لا ؛ إنما الناشئة القيام بعد النوم .
الرابع : الساعات الأول من الليل وهو مروي عن علي بن الحسين
ودليله ما روي عن علي بن الحسين رضي الله عنهما أنه كان يصلي بين المغرب والعشاء ويقول : أما سمعتم قول الله تعالى : ) إن ناشئة اليل
وقد رجح ابن كثير عمومه لليل كله وهو يشمل الثاني
ورجح ابن تيمية والسعدي الثالث وهو لما كان بعد نوم لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم هكذا كان يصلي، والأحاديث بذلك متواترة عنه،واستبعد الرابع لأن النبي كان يقوم بعد النوم لم يكن يقوم بين العشاءين .
ولعل المعنى اللغوي يرجح القيام بعد النوم، وإن كان معنى الليل كله داخل في المعنى اللغوي
_______
الباقيات الصالحات
معنى الباقيات: بقى الشئ يبقى بقاء. وكذلك بقي الرجل زمانا طويلا، أي عاش. وأبقاه الله. وبقي من الشئ بقية. والباقية، توضع موضع المصدر، قال الله تعالى: (فهل ترى لهم من باقية) ، أي بقاء. وأبقيت على فلان، إذا أرعيت عليه ورحمته. يقال: لا أبقى الله عليك إن أبقيت على، وفي الحديث: " بقينا رسول الله صلى الله عليه وسلم "، أي انتظرناه. وبقيته بالتشديد، وأبقيته، وتبقيته، كله بمعنى. واستبقيت من الشئ، أي تركت بعضه. واستبقاه: استحياه.
فالمعنى يدور حول ما يبقي للإنسان
المراد بالباقيات الصالحات:
الأول: الصلوات الخمس
الثاني: ذكر الله بلتسبيح والتحميد والتهليل
الثالث: العمل بطاعة الله
الرابع: الكلام الطيب
قال ابن جرير: أولى الأقوال في ذلك بالصّواب، قول من قال: هنّ جميع أعمال الخير، كالّذي روي عن عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ، لأنّ ذلك كلّه من الصّالحات الّتي تبقى لصاحبها في الآخرة، وعليها يجازى ويثاب، وإنّ اللّه عزّ ذكره لم يخصّص من قوله {والباقيات الصّالحات خيرٌ عند ربّك ثوابًا} بعضًا دون بعضٍ في كتاب، ولا بخبرٍ عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
فإن ظنّ ظانٌّ أنّ ذلك مخصوصٌ بالخبر الّذي روّيناه عن أبي هريرة، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فإنّ ذلك بخلاف ما ظنّ، وذلك أنّ الخبر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إنّما ورد بأنّ قول: سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلاّ اللّه، واللّه أكبر، هنّ من الباقيات الصّالحات، ولم يقل: هنّ جميع الباقيات الصّالحات، ولا كلّ الباقيات الصّالحات، وجائزٌ أن تكون هذه باقياتٌ صالحاتٌ، وغيرها من أعمال البرّ أيضًا باقياتٌ صالحاتٌ
وأيضا قال الزجاج: الباقيات الصّالحات - واللّه أعلم - كل عمل صالح يبقى ثوابه، فالصلوات الخمس وتوحيد اللّه وتعظيمه داخل في الباقيات الصّالحات، وكذلك الصدقات والصيام والجهاد وأعمال الخير والبر كلّها).
_________
تطبيقات الدرس الرابع:
سبيل في قول الله تعالى: {ولتستبين سبيل المجرمين}
سبيل بالرفع على الفاعلية أي لتستبين سبيل المجرمين فيتبين طريقهم
سبيل بالنصب على المفعولية أي ولتستبين يا محمد سبيل المجرمين، وهو مخاطبة للأمة من ورائه أي لتزدادوا استبانة.
وعليه فالمعنيين يصح أن تدل الآية عليهما
قال ابن جرير: وأولى القراءتين بالصّواب عندي في (السّبيل) الرّفع، لأنّ اللّه تعالى ذكره فصّل آياته في كتابه وتنزيله، ليتبيّن الحقّ بها من الباطل جميع من خوطب بها، لا بعضٌ دون بعضٍ.
ومن قرأ (السّبيل) بالنّصب، فإنّما جعل تبيين ذلك محصورًا على النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
لكن قال الزجاج: إن قال قائل أفلم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم– مستبينا سبيل المجرمين؟
فالجواب في هذا: أن جميع ما يخاطب به المؤمنون يخاطب به النبي -صلى الله عليه وسلم- فكأنّه قال ولتستبينوا المجرمين، أي: لتزدادوا استبانة لها،
لم تنسبي القراءات للقراء
_________
(4) مرجع الضمير في "به" في قول الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174)}
قال ابن عطية: الضمير في بِهِ عائد على الْكِتابِ، ويحتمل أن يعود على ما وهو جزء من الكتاب، فيه أمر محمد صلى الله عليه وسلم، وفيه وقع الكتم لا في جميع الكتاب، ويحتمل أن يعود على الكتمان
والمعاني كلها تصلح تفسيرا للآية
اختصرت
__________
تطبيقات الدرس الخامس:
دلالات الجمل الاسمية في قول الله تعالى: {قال الملأ الذين استكبروا من قومه للذين استضعفوا لمن آمن منهم أتعلمون أن صالحا مرسل من ربه قالوا إنا بما أرسل به مؤمنون (75) قال الذين استكبروا إنا بالذي آمنتم به كافرون (76)}
الجمل الإسمية: إنا بما أرسل به مؤمنون } دلالة على ثباتهم واستمرارهم على دين صالح وتمكنه في قلوبهم
{إنا بالذي آمنتم به كافرون} دلالة على ثباتهم واستمرارهم على الكفر والعياذ بالله
والجمل مؤكدة أيضا لتأكيد المعنى
__________
7. دلالة زيادة المبنى في قول الله تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ (19)}
الآية في سياق إثبات الملك لله عز وجل وفيها صفة الملائكة الذين هم عباد الله أنهم لا يستكبرون ولا يستحسرون } قال مجاهد: لا يحسرون وزيادة المبني تدل على زيادة المعني فالملائكة غاية في التذلل والعبادة لا يفترون عن ذلك أو يملون فدلت زيادة المبني على بيان كمال عظمة الله وخلقه وملكه.
_______________
أحسنت نفع الله بك
الإجابات مختصرة ولا تعكس عمق الدورة
ج+

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 25 صفر 1443هـ/2-10-2021م, 08:51 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالكريم الشملان مشاهدة المشاركة
المجلس الثامن : مجلس مذاكرة القسم الأول من أصول التفسير البياني .
اختيار تطبيقين من كل درس - الدرس الثاني :
1- التطبيق الأول : معنى الغاسق في قوله تعالى " ومن شر غاسق إذا وقب " قال الزجاج : غاسق : يعني به الليل ، وقيل لليل غاسق - والله أعلم - لأنه أبرد من النهار ، والغاسق :البارد
-قال العباس والحسن : الغاسق: الليل إذا أظلم ، وقال مجاهد : هو الليل : إذا أظلم ، وقال : إذا دخل ،
وقال محمد بن كعب : غاسق إذا وقب" النهار إذا دخل في الليل ، وقال ابن زيد : كانت العرب تقول : الغاسق :سقوط الثريا ،
وروى أبوهريرة : النجم هو الفاسق ،وقالت عائشة : أخذ النبي بيدي ثم نظر إلى القمر ،فقال : ياعائشة : تعوذي بالله من شر غاسق إذا وقب ،
قال الزهري : الغاسق إذا وقب : الشمس إذا غربت .
وكل شي أسود فهو غسق ،قال الزمخشري :الغاسق : الليل إذا اعتكر بظلامه ، من قوله " إلى غسق الليل " ،ومنه : غسقت العين : امتلأت دمعا ،وغسقت الجراحة : امتلأت دما ، قال أبوحيان : وقيل : الحية إذا لدغت ،والغاسق :سم نابها، لأنه يسيل منه ،وقال : وكل غاسق لا يكون فيه الشر ، إنما يكون في بعض دون بعض .
قال أبو السعود : وأصل الغسق : سيلان دمعها ،وإضافة الشر إلى الليل : لملابسته له بحدوثه فيه ، وقيل : هو كل شر يعتري الإنسان ،
وذكر ابن عاشور :
والغاسق : وصف الليل إذا اشتدت ظلمته ،فالغاسق : صفة لموصوف محذوف لظهوره من معنى وصفه مثل : الجواري ،
وتنكير غاسق : للجنس ، لأنه المراد جنس الليل ،
وتنكير غاسق في مقام الدعاء : يراد به العموم ، لأن مقام الدعاء يناسب التعميم ،وصحح الشنقيطي أن المراد بالغاسق الليل بشهادة القرآن ،
والثاني، أي أن المراد : القمر ، تابع له ،لأن القمر في ظهوره واختفائه مرتبط بالليل ، فهو بعض مايكون في الليل ، قال الراغب : غسق الليل : شدة ظلمته ، والغاسق : الليل المظلم ،
وفسر الآية بقوله " وذلك عبارة عن النائبة بالليل كالطارق، وقيل القمر : إذا كسف فاسود ، والغاسق : مايقطر من جلود أهل النار ، قال " إلا حميما وغساقا".

وفقك الله: نبين بداية المعنى اللغوي للكلمة, ثم المراد منها بحسب ما جاء عن المفسرين, والأصل الرجوع بداية إلى التفاسير التي اعتنت بالتفسير بالمأثور, قال في تفسير الآية: (الليلُ إذا دخل في ظلامه: غاسق، والنجم إذا أفل: غاسق، والقمر: غاسق إذا وقب، ولم يخصِّص بعضَ ذلك، بل عمَّ الأمرَ بذلك ، فكلُّ غاسق فإنه صلى الله عليه وسلم كان يؤمر بالاستعاذة من شرّه إذا وقب) .

معنى العصر في قوله تعالى " والعصر " .
قال الراغب :
العصر ، مصدر : عصرت ، والمقصود الشي العصير و العصارة نفاية مايعصر ..
قال :" والعصر : إن الإنسان لفي خسر " والعصر : الدهر ، والجمع : العصور ،
والعصر: العشي، ومنه صلاه العصر ، وإذا قيل العصران ، فقيل : الغداة والعشي ، وقيل :الليل والنهار ، وذلك كالعمرين : الشمس والقمر .
قال الزجاج : والعصر هو :الدهر ، والعصران : اليوم ، والعصر : الليلة.
قال ابن فارس : عَصَرَ:الْعَيْنُ وَالصَّادُ وَالرَّاءُ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ صَحِيحَةٌ:
فَالْأَوَّلُ دَهْرٌ وَحِينٌ، وَالثَّانِي ضَغْطُ شَيْءٍ حَتَّى يَتَحَلَّبَ، وَالثَّالِثُ تَعَلُّقٌ بِشَيْءٍ وَامْتِسَاكٌ بِهِ.

وقال قتادة : العمر ، ساعة من ساعات النهار ،يعني " العشي" ،وقاله" الحسن "
وذكر أبوعلي: العصر : اليوم ،والعصر :الليلة، ونقل ابن عطية عن بعض العلماء : العصر : بكرة ،والعصر : عشية، وهما الأبردان ،
وقال مقاتل : العصر : هي الصلاة الوسطى ،
قال أبوحيان : والعصر : اسم جنس يعم ،
وذكر أبو السعود : أقسم الله بالعصر : وهي صلاه العصر :لفضلها الباهر ، أو بالعشى ، أو بعصر النبوة لظهور فضله على سائر الأعصار ، أو بالدهر لأنطوائه على تعاجيب الأمور القارة والمارة ،
ذكر ابن عاشور أن التعريف في لفظ العصر : تعريف العهد ، وصار علما بالغلبة ، كما هو شأن كثير من أسماء الأجناس المعرفة باللام ، مثل : العقبة ،
ويطلق العصر على مدة معلومة لوجود جيل من الناس ،أو ملك أو نبي ، أو دين ، ويعيين بالإضافة : فيقال :عصر الفطحل ، وعصر الاسكندر ، فيجوز أن يكون مراد هذا الاطلاق هنا، ويكون المعني به عصر النبي صلى الله عليه وسلم ، والتعريف فيه تعريف العهد الحضوري ، مثل : التعريف في اليوم ، من قولك ، فعلت اليوم كذا ،
ويجوز أن يراد به عصر الإسلام كله ، وهو خاتمة عصور الأديان لهذا العالم ، وقد مثل الرسول عصر الأمة الإسلامية بالنسبة إلى عصر اليهود والنصارى بما بعد صلاة العصر إلى غروب الشمس ،
ويجوز أن يفسر العصر في هذه الآية بالزمان كله ،وأضاف الشنقيطي أن العصر : اسم للزمن كله، أو جزء منه ، واستدل عليه بالقراءة الشاذة " والعصر .ونوائب الدهر "، وحمل على التفسير إن لم يصح قرآنا ،واستظهر أن أقرب الأقوال : إما العموم ،بمعنى الدهر ، للقراءة الشاذة ، إذ أقل درجاتها التفسير ، ولأنه يشمل بعمومه بقية الأقوال ، وإما عصر الإنسان ، هذا القول من مفردات القول الأول أي : عمره ومدة حياته ،الذي هو محل الكسب والخسران ، لإشعار السياق ، ولأنه يخص العبد في نفسه موعظة وانتفاعا ، ويرجح هذا المعنى مايكتفي هذه السورة من سور التكاثر قبلها والهمزة بعدها ، لأنهما تذمان التلهي والتكاثر بالمال والولد ، خلال حياة الإنسان ، لأنه ألزم له في عمله .
نحرص على ترتيب الإجابة: فتبين المعنى اللغوي ثم تنتقل إلى أقوال المفسرين, فتذكرها على شكل نقاط؛ القول الأول....القول الثاني, مع نسبتها إلى قائلها وذكر ما استدلوا به, وتوجيه القول

تطبيقات الدرس الثالث :
بيان المفردات التالية
3- ناشئة الليل :-
قال الراغب : النشء والنشأة إحداث الشيء وتربيته،..و"ناشئة الليل" :يريد القيام والانتصاب للصلاة ، والإنشاء : إيجاد الشيء وتربيته .
قال الزجاج ؛ هي ساعات الليل كلها، كلما نشأ منه ، أي : كل ما حدث منه ،فهو ناشئة ،قال ابن عمر وأنس : ناشئة الليل : مابين المغرب والعشاء .
وقال الحسن والحكم : ناشئة الليل: من العشاء و الآخرة إلى الصبح ،وقال ابن عباس وابن الزبير : الليل كله ناشئة ،وهو قول :ابن جبير ومجاهد ،وأصله من نشأ : إذا ابتدأ ،فعلى هذا بناه من قال إنه من المغرب إلى العشاء الآخرة ،
وقال الكسائي : ناشئة الليل :أوله،
ونقل ابن عطية عن ابن جبير وابن زيد : هي لفظة حبشية ، نشأ الرجل ، إذا قام من الليل ،فناشئة على هذا جمع : ناشئ ، أي : قائم ،
وقالت عائشة ومجاهد : القيام بعد النوم،

ومن قام أول الليل قبل النوم فلم يقم ناشئة ،
وقال ابن جبير وابن زيد وجماعة : ناشئة الليل :ساعاته كلها ،لأنها تنشأ شيئاً بعد شئ ،
وقال الزمخشري : ناشئة الليل : النفس الناشئة بالليل التي تنشأ من مضجعها إلى العبادة ، أي تنهض وترتفع ،من نشأت السحابة إذا ارتفعت ،أو قيام الليل ،على أن الناشئة : مصدر من نشأ ،إذا قام ونهض على فاعله ،كالعاقبة،
وذكر أبو السعود : العبادة التي تنشأ بالليل ،أي : تحدث ،أو إن ساعات الليل ،فإنها تحدث واحدة بعد واحده ،أو ساعاتها الأول، من نشأ إذا ابتدأ،
قال ابن عاشور : وناشئة : وصف من النشء ،وهو الحدوث ، وقد جرى على غير موصوف ،وأضيف إلى الليل إضافة على معنى " في " مثل : مكر الليل ، وقد يكون الموصوف المحذوف صلاة، أي : الصلاة الناشئة في الليل ،ووصفت الصلاة بالناشئة لأنها أنشأها المصلي ،فنشأت بعد هدأة الليل ،فأشبهت السحابة التي تنشأ من الأفق بعد صحو ،

ونقل القرطبي عن يمان وابن كيسان : القيام من آخر الليل ، ويقال : ما ينشأ في الليل من الطاعات ،حكاه الجوهري .
وقال ابن كثير : هي ساعاته وأوقاته ، وكل ساعة منه تسمى ناشئة وهي الأنّات،انتهى.

5- سيما في قوله " سيماهم في وجوههم "
قال الراغب :-
السوم : أصله الذهاب إلى ابتغاء الشي ،فهو لفظ لمعنى مركب من الذهاب والابتغاء ...،
والسيماء والسيمياء: العلامة ،قال الشاعر :
له سيمياء لا تشق على البصر .
وقال تعالى " سيماهم في وجوههم " وقد وسمته ،أي : أعلمته ، ومسومين: أي معلَمين ، ومسوِمين : معلمين لأنفسهم ،أو لخيولهم ،أو مرسلين لها .
وقال الزجاج : أي في وجوههم علامة السجود ،وهي علامة الخاشعين لله المصلين ،
وقيل : يبعثون يوم القيامة غرا محجلين من أثر الطهور ،وهذا يجعله الله لهم يوم القيامة علامة ،وهي السيما ، يبِين بها فضلهم على غيرهم ،
قال ابن عباس : معناه : أثر صلاتهم تبدو في وجوههم يوم القيامة ،
قال عطية : مواضع السجود في وجوههم يوم القيامة أشد بياضا من اللبن وهو قول مقاتل،

قال الحسن : هو بياض في وجوههم يوم القيامة ، وعنه :هو بياض في وجوههم ،
وعن ابن عباس أن ذلك في الدنيا ،وهو السمت الحسن ،
وقال مجاهد : أما إنه ليس الذي ترون ،ولكن سيماء الإسلام ،وسمته وخشوعه وتواضعه ،
وقال الحسن : هو الصفرة التي تعلو الوجه من السهر والتعب ،وهو قول عطية.
وقال ابن جبير وعكرمة : هو أثر التراب وأثر الطهور ،
وقال ابن وهب :أخبرني مالك : أنه ما يتعلق بالجبهة من تراب الأرض،
وأصل السيمي : العلامة،
قال مالك بن أنس : كانت جباههم متربة من كثرة السجود في التراب ، كان يبقى على المسح أثره،
وقاله عكرمة ،
قال أبو العالية : يسجدون على التراب لا على الأثواب ،وقال ابن عباس وخالد الحنفي وعطية : هو وعد بحالهم يوم القيامة من أن الله تعالى يجعل لهم نورا من أثر السجود ،
وقال ابن عباس : السمت الحسن هو السيما ، وهو الخشوع : خشوع يبدو على الوجه،

وقال الحسن بن أبي الحسن وشمر بن عطية : السيما :بياض وصفرة وبهيج يعتري الوجوه من السهر .
وقال عطاء والربيع بن أنس : السيما :حسن يعتري وجوه المصلين.
وذكر القرطبي : السيما العلامة ، وفيها لغتان :المد والقصر ، أي : لاحت علامات التهجد بالليل ،وأمارات السهر .
وقال شهر بن حوشب : يكون موضع السجود من وجوههم كالقمر ليلة البدر.
وأجمل ابن عاشور المراد على ثلاثة أنحاء :
1- أنها أثر محسوس للسجود .
2- أنها من الأثر النفسي للسجود .
3- أنها أثر يظهر في وجوههم يوم القيامة .
وقال السعيد وعكرمة : الأثر كالغدة ،يكون في جبهة الرجل .
وليس المراد أنهم يتكلفون حدوث ذلك في وجوههم ،ولكن يحصل من غير قصد ،بسبب تكرر مباشرة الجبهة للأرض ،فليس فيه رياء .
وذكر الحديث الذي أخرجه الطبراني عن أبي بن كعب قال ؛ قال رسول الله : سيماهم في وجوههم ...النور يوم القيامة "، وعلق بقوله " وهو لا يقتضي

تعطيل بقية الاحتمالات إذ كل ذلك من السيما المحمود ،ولكن النبي ذكر أعلاها .
تطبيقات الدرس الرابع
بيان أثر دلالة الإعراب على المفردات
1- سبيل في قوله تعالى " ولتستبين سبيل المجرمين "
ورد في لفظة " سبيل " في الآية قراءتان ،
وعلى كل قراءة يبنى وجه من الإعراب ،كما يلي :-
القراءة الأولى : قراءة نافع " ولتستبين " بالتاء ، " سبيل َ" :نصب .
قال ابن زنجله موجها هذة القراءة في كتابه " حجة القراءات "
(253) " أي : ولتستبين أنت يامحمد سبيل المجرمين ،فإن قال قائل : أفلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم مستبينا سبيل المجرمين ؟ فالجواب في هذا :
أن جميع ما يخاطب به المؤمنون يخاطب به النبي صلى الله عليه وسلم ،فكأنه قيل :ولتستبينوا سبيل المجرمين ،أي : لتزدادوا استبانة لها ،ولم يحتج إلى أن يقول " ولتستبين سبيل المؤمنين مع ذكر سبيل المجرمين ،لأن سبيل المجرمين إذا بانت ،فقد بان معها سبيل المؤمنين

وقال الفراء في معاني القرآن (1/337) :"وقد يجعل الفعل للنبي صلى الله عليه وسلم فتنصب السبيل ، يراد به : ولتستبين يا محمد سبيل المجرمين " ،
وذكر أبو علي الفارسي في الحجة (3/316-314) قراءة النصب ، وعلق بقوله " التاء فيها ليس على ماتقدم ، ولكنها لك أيها المخاطب ففي الفعل ضمير المخاطب ،.. والتاء تؤذن بأن الفاعل المسند إلى الفعل مؤنث..".

فالتاء في قراءة نافع للخطاب ، ومن التأنيث على قولك : استبنت الشيء".
ووجه ابن خالويه في إعراب القراءات السبع (1/158) قراءة النصب ،قال : و المعنى و ولتستبين أنت يا محمد سبيل المجرمين ، والسبيل :الطريق يذكر ويؤنث .
وقال العكبري في التبيان(1/393) ويقرأ بنصب السبيل ،و الفاعل : المخاطب ،واللام تتعلق بمحذوف ،أي :لتستبين فضلنا".

قال أبو حيان في البحر المحيط (529/4) :"وقراءة النصب "سبيل" على أن استبان متعدية "
فقيل هو خطاب للرسول ، وقيل له ظاهرا ،والمراد به أمته ،لأنه عليه السلام كان استبانها،
قال السمين الحلبي في الدر المصون (655/4) ومن قرأ بالتاء من فوق ونصب السبيل ،فإنه أسند الفعل إلى المخاطب،

،ونصب السبيل على المفعولية ، وذلك على تعدية الفعل ،أي :ولتستبين أنت سبيل المجرمين ،،.
قال ابن عاشور (26/7) على قراءة النصب فالتقدير مثلا: وكذلك التفصيل نفصل الآيات لتعلم بتفصيلها كنهها ،

ولتستبين سبيل المجرمين ، ففي الكلام إيجاز الحذف ، وقراءة النصب في سبيل ،على أنه مفعول لتستبين ، فالسين والتاء للطلب.

القرءاة الثانية : قراءة حمزة والكسائي وأبوبكر ،"وليستبين "بالياء "سبيلُ " (رفع) ،
قال ابن زنجلة (235) "اعلم أن "السبيل" يذكر ويؤنث ،جاء القرآن بالوجهين .
قال الفراء" في معاني القرآن (337/1) "ترفع السبيل بقوله "وليستبين "لأن الفعل له".

قال الفارسي في الحجة (315-314/3) "وجه قراءة ابن كثير وأبي عمرو وابن عامر "سبيلُ" رفعاً :أنهم جعلوا السبيل فاعل الاستبانة "وأنث السبيل ،فالسبيل على هذا فاعل الاستبانة "
قال سيبويه : استبان الشيء واستنبته .." فالفعل على هذا مسند إلى السبيل ، إلا أنه ذُكِّر السبيل على قوله "يتخذوه سبيلا" ،والمعنى :ولتستبين سبيل المجرمين وسبيل المؤمنين ،فحذف لأن ذكر أحد السبيلين يدل على الآخر.

وقال العكبري (393-1) "وليستبين : يقرأ بالياء ،و "سبيلُ " : فاعل ،أي : يتبين ،وذكر السبيل ،وهو لغة فيه "، ويجوز أن تكون القراء ة بالياء على أن تأنيث السبيل غير حقيقي ، ويقرأ بالتاء ،والسبيل فاعل مؤنث وهو لغة فيه ..".

وذكر أبو حيان في البحر المحيط (529/4) "..سبيلُ بالرفع :فاستبان هنا لازمة ،أي :ولتظهرَ سبيلُ المجرمين ..وخص سبيل المجرمين لأنه يلزم من استبانتها استبانة سبيل المؤمنين ،يكون على حذف معطوف لدلالة المعنى عليه ،التقدير :سبيل المجرمين و المؤمنين

وخص سبيل المجرمين ،لأنهم الذين أثاروا ما تقدم من الأقوال ،وهم أهم في هذا الموضع لأنها آيات رد عليهم ،وظاهر المجرمين العموم " .
قال ابن عاشور (260/7) "وسبيلُ المجرمين :طريقهم وسيرتهم في الظلم والحسد والكبر واحتقار الناس والتصلب في الكفر .. فسبيل فاعل لتستبين ،أي :لتتضح سبيلهم لك وللمؤمنين.

4- مرجع الضمير "به "في قوله تعالى "إن الذين يكتمون ما أنزلنا من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا .." 174البقرة ،
اختلف العلماء في عود الضمير ،
القول الأول : عائد على الكتمان :
ذكر الزجاج في معاني القرآن (244-1) أن مرجع الضمير في ويشترون به " يعني :علماء اليهود الذين كتموا أمر النبي صلى الله عليه وسلم

،.. أي كتموه ،لأنهم أخذوا على كتمانه الرشي ،
وقال الثعلبي في تفسيره (47/2) " ويشترون به :بالمكتوم " ،
وذكر ابن عطية هذا القول احتمالاً ، وذكره أبو حيان في تفسيره (120/2).

القول الثاني : عائد على الكتاب ،قال ابن عطية في تفسيره (141/1) والضمير في "به "عائد على الكتاب ،وذكره أبو حيان في تفسيره (120/1) ،والسمين في الدر المصون (241/2).

القول الثالث : أن يعود على "ما" وهو جزء من الكتاب ،فيه أمر محمد صلى الله عليه وسلم ،وفيه وقع الكتم "لا في جميع الكتاب ،ذكره ابن عطية ،واستظهر أبو حيان في تفسيره (120/2) هذا القول ،قال "ويكون على حذف مضاف ،أي بكتم ما أنزل الله به ،وتابعه السمين الحلبي في الدر المصون (241/2).

تطبيقات الدرس الخامس :
دلالات الصيغة الصرفية في : 1- "منزل "في قوله "وقل رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين "المؤمنين 29 ،
قال الزجاج في معاني القرآن (11/4) تقرأ :مُنزَلا ،ومَنزِلاً جميعا ،فالمنزل اسم لكل ما نزلت فيه ،والمنزل المصدر ،بمعنى الإنزال ،يقول :أنزلته إنزالاً ومنزلاً، ويجوز منزَلاً ،ولم يُقرأ بها ، على معنى نزلت نزولاً ومَنزلاً .

وأضاف ابن عطية في تفسيره (4-142) أنه يجوز على قراءة مُنزَل :أن يراد موضع النزول ،وقال أبو حيان في تفسيره "وقرأ الجمهور :"مُنزلاً "بضم الميم وفتح الزاي ،فجاز أن يكون مصدراً ومكاناً ،أي : إنزالاً، أو موضع إنزال ، وقرأ أبو بكر و المفضل .. ،بفتح الميم وكسر الزاي ،أي مكان نزول ،
قال السمين الحلبي في الدر المصون (330-8) " والمُنزل والمَنزل كل منهما

يتحمل أن يكون اسم مصدر ،وهو الإنزال والنزول ،وأن يكون اسم مكان للنزول والإنزال ،إلا أن القياس "مُنزلاً" بالضم والفتح ،لقوله "أنزلني"، "وأما الفتح والكسر فعلى نيابة مصدر الثلاثي مناب مصدر الرباعي ،كقوله أنبتكم من الأرض نباتا"،

وقد وجّه ابن خالويه في إعراب القرآن (89/2) قراءة "مَنزلا" جعله اسما للمكان ومصدر ثلاثي " ،
ومُنزلاً : لأنه مصدر أنزلت إنزالا ،قال ابن عاشور في تفسيره (48/18) "وقرأ الجمهور مُنزلاً بضم الميم وفتح الزاي ،وهو اسم مفعول من (أنزله) على حذف المجرور، أي منزلاً فيه ،ويجوز أن يكون مصدرا ،أي إنزالا مباركاً، والمعنيان متلازمان ..".

5 -دلالة اسم الفاعل في قوله "إن الله بالغ أمره " الطلاق 3،
قال الزجاج في معاني القرآن (184/5) "وتقرأ "بالغُ أمرَه "،أي :إن الله بالغ مايريد،
وقرئت إن الله بالغ أمرُه ،على رفع الأمر ببالغ ،أي :إن الله يبلغ أمره وينفذ ".

وقال ابن عطية في تفسيره (324/5) "بالغ أمره" برفع الأمر ،وحذف مفعول تقديره : بالغ أمره ماشاء .
وذكر أبو حيان في تفسيره (199/10) " إن الله بالغُ أمره ،
قال مسروق : أي لابد من نفوذ أمر الله ، توكلت أم لم تتوكل " ،
وقراءة الجمهور "بالغٌ
أمرَه" ،بالإضافة ،وفي قراءة : بالغٌ أمرُه : رفع :أي

نافذ أمره،
و المفضل :بالغاً أمرُه : بالرفع : فخرجه الزمخشري على أن بالغا حال ،وخبر إن هو قوله تعالى "قد جعل.." ،
ومن رفع أمره:فمفعول بالغٌ محذوف، تقديره بالغ أمره ماشاء ..".

قال ابن عاشور في تفسيره (313/28 )"ومعنى بالغ أمره : واصل إلى مراده ،و البلوغ : مجاز مشهور في الحصول على المراد.
دل اسم الفاعل (بالغ) على الثبوت والاستمرار واللزوم
أحسنت نفع الله بك
أرجو قراءة الملاحظات, وتنبه بأن أسلوبك وطابعك الخاص في حل التطبيقات لم يظهرا لطغيان النقولات في الإجابة, مع كون النقل مطلوبا.
ب

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, الثامن

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 02:30 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir