دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 8 جمادى الأولى 1442هـ/22-12-2020م, 12:30 AM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي تطبيقات على درس أسلوب الحجاج

تطبيقات على درس أسلوب الحجاج
الدرس (هنا)

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 8 جمادى الأولى 1442هـ/22-12-2020م, 12:25 PM
إيمان جلال إيمان جلال غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 380
افتراضي

تفسير قول الله تعالى: "{أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُون......}

قال الله تعالى: {أَيُشْرِكُونَ مَا لاَ يَخْلُقُ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُون (191) وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ لَهُمْ نَصْرًا وَلاَ أَنفُسَهُمْ يَنصُرُون (192)} الأعراف

تضمنت هذه الآيات الكريمات من الحجج القاطعة، والآيات البينات ما أظهر الله به بطلان ما اعتقدته طوائف كثيرة من الكفار كاليهود الذين اتخذوا عزيرا ابنا لله، وكالنصارى الذين عظموا عيسى ورفعوه إلى درجة الألوهية، وكبقية ملل الكفر من هندوس وبوذيين وأمثالهم ممن عظم غير الله واتخذه إلها ومعبودا من دون الله. فلا يستحق العبادة كل ما هو دون الله مهما بلغت قوتهم وعلمهم كالملائكة والأنبياء وما هو دونهم من شجر أو حجر أو غيره.
وقد صرف الله الآيات في خطابهم خطابا عقليا خاطب به الفطرة، وعلل لهم فيه بطلان كل ما عبد من دون الله، ببيان بديع محكم، وإلزام بالحجة الظاهرة التي لا يردها إلا مكابر معاند.
ومن تأمل هذه الآيات بقلب حي منيب، تبين له ما يفيد اليقين ببطلان ما عليه المشركون من عبادة غير الله، وضلالهم عن الصراط المستقيم.

وبيان ذلك من وجوه عدة:

أحدها: الحكم بتحقق الشرك على عبادة كل ما هو من دون الله، حيث سمى الله فعلهم هذا شركا.
وهو حكم إلهي قدم في أول عرض القضية ليقذف في نفس المخاطب حكمها، وشناعة جرم أصحابها، وليقطع عليه جميع محاولات البحث عن تخريج لمقالتهم أو تبرير لها، إذ بيّن الله تعالى حكمها الشرك المتحقق الذي لا ريب فيه.

والثاني: توبيخ وتعنيف من عبد مع الله إلها آخر، بدلالة الغرض من الاستفهام وهو التوبيخ والتبكيت والتقريع.

والوجه الثالث: بطلان عبادة كل ما عبد من دون الله، بدلالة "ما" لتشمل الأحياء والأموات والجمادات ونحوهم ممن لا يخلقون شيئا بل هم مخلوقون. كالصالحين الذين دعاهم الخرافيون، فهم إما غائبون كالملائكة، وإما أموات كالأنبياء والصالحين، أو جمادات كالأحجار ونحوها من الأوثان التي لا تنفع نفسها فضلا عن غيرها ولا تستطيع دفع الضر عنها فضلا عن غيرها ما لم يأذن الله بذلك.

والوجه الرابع: كل ما سوى الله لا يستطيع خلق شيء، وقد جاءت "شيئا" نكرة في سياق النفي لتفيد العموم، فلا يملك كل ما يعبد من دون الله خلق أي شيء مهما كان حقيرا تافها، وهذا يدل على بطلان عبادته، وأحقية الله وحده بالعبادة كونه خالق كل شيء. قال تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لاَّ يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوب} [الحج:73]

والوجه الخامس: كل ما هو دون الله فهو مخلوق، ضعيف، فقير، يحتاج إلى خالقه الذي أوجده، فهو محتاج أن يعده الله وأن يمده، فكيف يعبد المخلوق الفقير العاجز الضعيف، ويترك الله الغني القوي القادر؟

الوجه السادس: انفراد الله بالربوبية يلزم منه توحيده بالألوهية، فمعظم الخلق يقرون بربوبية الله وحده، والإقرار بتوحيد الربوبية برهان توحيد الألوهية. وكثيرا ما يحتج القرآن على المشركين بما أقروا به من توحيد الربوبية على ما أنكروه من توحيد الألوهية، فقد قال تعالى: "قل من يرزقكم من السماء والأرض، أمن يملك السمع والأبصار ومن يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ومن يدبر الأمر، فسيقولون الله، فقل أفلا تتقون". فهذا من أكبر براهين التوحيد، وهو تفرد الله بالخلق والملك والتدبير وجلب النفع ودفع الضر.

الوجه السابع: كيف يشرك مع الله من لا يستطيع نصر عابديه ولا نصر نفسه؟ فإنما يعبد المعبود لجلب النفع ودفع الضر، والنصر هو الدفع عن المخذول بحيث ينتصر على عدوه، فإن كان المعبود عاجزا عن نصرة عابديه، فلا جدوى من عبادته، فإنما النصر هو من عند الله، ينصر من يشاء، ولو أراد الله منع نصر العبد لمنعه، فليعبد الله وحده وليذر عبادة كل ما هو دونه.

الوجه الثامن: كيف يعبد من هو عاجز، لا يستطيع نصرة نفسه فضلا عن أن يقدر على نصرة غيره؟ فتلك المعبودات من دون الله لا تقوى على تقديم العون والمساعدة لنفسها، فكيف لها أن تساعد غيرها وتجلب لهم النفع أو تدفع عنهم الضر؟ وهذا يدل على استحقاق المولى وحده العبادة وإفراده بها كونه هو وحده النافع الضار، نصر من يشاء، وصرفه عمن يشاء.

الوجه التاسع: بالآيات السابقة يمكن الرد على كل من يشرك مع الله آلهة أخرى، ويغالي في تعظيم الأشياء ومنهم المتصوفة وعباد القبور الذين غلوا بالنبي صلى الله عليه وسلم حين دعوه ورجوه وتوسلوا عند قبره أن يكشف عنهم الضر ويجلب لهم النفع، فالنبي صلى الله عليه وسلم بنفسه شج يوم أحد، وكسرت رباعيته، ... فلم يستطع الدفع عن نفسه، بل كان يدعو ربه ويستنصره في غزوة بدر حتى سقط رداءه عن منكبيه، حتى قال له أبو بكر رضي الله عنه: لقد ألححت على ربك، فكل ذلك يدل على أن خير البشر لا يستطيع نصر نفسه في حياته، فكيف سينصر من دعاه بعد موته، فما لكم ما تحكمون؟

فانظر كيف اجتذب القلوب إلى عبادته وتوحيده بما له من أفعال الربوبية التي لا يملكها إلا هو سبحانه، وانظر إلى كمال حجة الله وإحكامها، حيث لا يبقى بعدها لذي باطل ما يستمسك به.

وفقني الله وإياكم، لحسن تدبر كتابه الكريم، وتلاوته حق تلاوته، وفقه حججه، ونصرة دينه، والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

المصادر:
تفسير الطبري
تفسير ابن كثير
تفسير السعدي
كتاب التوحيد لمحمد بن عبدالوهاب وشروحات المشايخ: سليمان بن عبدالله، عبدالرحمن بن حسن، ابن باز، ابن عثيمين، صالح آل الشيخ

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1442هـ/24-12-2020م, 08:45 PM
هنادي الفحماوي هنادي الفحماوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 283
افتراضي

تفسيرآيات سورة المؤمنون
(قالوا أئذا متنا وكنا ترابا وعظاما أئنا لمبعوثون* لقد وعدنا نحن وآباؤنا هذا من قبل إن هذا إلا أساطير الأولين)
في هذه الآيات الكريمة يحاجج الله المشركين الذين ينكرون البعث ويشابهون بهذا آباءهم ومن سبقوهم من مكذبي البعث :
فهم كما قال الله عنهم يستبعدون وقوع الرجوع في يوم القيامة من بعد الموت وبعد ان تصبح عظامهم بالية نخرة ويعتبرون أن الموت هو محطتهم الأخيرة فيقولون (أئذا متنا ومنا ترابا وعظاما أإنا لمبعوثون)
فالموت حقيقة حاضرة أمامهم تصيّر من كان معهم من فوق الأرض إلى باطنها فيصدقون به ولكنهم لا يصدقون بأنه لا بد أن يعودوا لظهرها مرة أخرى فتلك عقيدتهم الدهرية كما أخبر الله عنهم في سورة الجاثية: (وقالوا ما هي إلا حياتنا الدنيا نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر)
ثم يكررون هذا الإنكار بقولهم أن هذا القول بالإعادة قد وعدوا به هم وآباءهم من قبلهم على لسان رسلهم وما جاء في كتبهم التي اعتبروها أساطير وخرافات مؤلفة ولكنهم لم يروا تحقق هذا الوعد للآن (لقد وعدنا نحن وآباؤنا من قبل إن هذا إلا أساطير الاولين).
فهذه هي دعوى المشركين ومن شابههم ان ما وعدوا به لم يتحقق لأحد منهم أو من قبلهم ولذلك أعقب الله هذه الدعاوى بطائفة من الآيات التي تستنطق الحق من ألسنتهم أنفسهم ثم تستثير عقولهم للإقرار بما ينقض دعواهم.
فبدأ الرد القرآني بإلقاء استفهامات على هؤلاء المنكرين الذين لن يملكوا إلا أن يقروا بألسنتهم ما أنكروه بداية فيلزمهم به. وقد تدرجت الآيات مع هؤلاء المشركين فبدأت في اثبات ربوبية الله تعالى التي لا ينكرها هؤلاء المشركين ليأخذهم بعدها فيشهدوا بأنفسهم على ألوهية الله تعالى فيفردوه بالعبادة وحده.
ولما كانت الربوبية لله تستلزم الخلق والملك والرزق والنفع والضر فقد أخلص كل آية لتبين هذه اللوازم
فابتدأ بالخلق الذي هو أساس الوجود فقال الله عز وجل (قل لمن الارض ومن فيها إن كنتم تعلمون)
أي من الذي خلق الارض التي يعيشون عليها ومن خلق كل الخلق الذين تعاقبوا عليها جيلا بعد جيل؟ إن كان لكم شيء من العلم .. (ان كنتم تعلمون) وهي هذا توبيخ لهم لجهلهم بما ينفعم.
(سيقولون لله) وهم لايملكون إلا هذه الإجابة لأنها معلومة ببديهة العقل. فيقول لهم الله(أفلا تذكرون) اي أفلا تتعظون وتتفكرون في ان من خلق الأرض ومن فيها قادر على البعث والإحياء.
ثم يقرر الله اللازم الثاني لربوبيته وهو الملك: (قل من رب السماوات السبع ورب العرش العظيم)وهذه حجة أخرى يلزمهم بها فمن رب هذه السماوات الواسعة الشديدة الخلق ومن رب العرش العظيم الكبير ومالكه وملكه فيقولون مثل مقالتهم الاولى (سيقولون لله)
فيقول الله لهم محذرا ومنذرا (أفلا تتقون)
فكيف لا تخافون العظيم الجبار الذي خلق وملك هذه المخلوقات العظيمة تنكرون على رسله وتراجعوهم وتتهموهم بالكذب.
ثم يمتن الله عليهم بلازم ربوبيته الثالث والرابع فيقول (قل من بيده ملكوت كل شيء وهو يجير ولا يجار عليه إن كنتم تعلمون)
فمن الذي يملك كل شيء فيرزقكم من الخير ويدفع عنكم الضر ويغيث من يشاء ويمنع عمن يشاء . (سيقولون لله قل فأنى تسحرون)
أي ما الذي خدعكم وصرفكم عن الرشد والحق مع علمكم به إلى ما أنتم عليه من الغي.
وبعد أن أخذ الله منهم الإقرار بربوبيته وألزمهم بها طرح عليهم الدليل العقلي الذي لا يستطيع أي عاقل ان يمانعه أو يرده وهو ما عبر عنه بعض العلماء بدليل التمانع:
فقال لهم (بل أتيناهم بالحق) أي ما نقوله من ربوبية الله وألوهيته وتفرده بها هو الحق و(إنهم لكاذبون) فيما يدعونه من الشريك أو عدم القدرة على البعث.
(ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله) فهذا هو القول الحق الله واحد أحد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد.
فلا ولد له ولا شريك يشركه في الملك. وهذه الحقيقة لم يبقها الله بدون إثبات بل سيفحمهم بالدليل القاطع: (إذا لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض )
فإن وجود الإله الآخر والشريك مع الله تعالى الله عما يقولون له لوازم باطلة غير متحققة وجودا:
وكثير من المفسرين يفسرونها بدليل التمانع ويجعلونها مفصلة لآية الأنبياء (لو كان فيهما آلهتان لفسدتا) مبينة لمقتضى الفساد فيها
يقول الطبري:( ما اتخذ الله من ولد): ما لله من ولد ولا كان معه في القديم ولا حين ابتدع الأشيء من تصلح عبادته ولوكان معه في القديم او عند خلقه الاشياء من تصلح عبادته (من إله لذهب كل إله بما خلق) يقوا: إذن لاعتزل كل إله منهم (بما خلق) من شيء فانفرد به ولتغالبوا فلعلا بعضهم على بعض وغلب القوي منهم الضعيف لان القوي لا يرضى أن يعلوه ضعيف والضعيف لا يصلح أن يكون إلها فسبحان الله ما اوجزها من حجة وابلغها لمن عقل وتدبر.
_ابن تيمية يبين ان في الاية برهانين يقينيين على امتناع تعدد الارباب
البرهان الاول: (اذا لذهب كل اله بما خلق) فلما لم يحصل ذلك علم ان ليس مع الله الهة أخرى
البرهان الثاني: (ولعلا بعضهم على بعض) ينبني على امتناع كونهما متساويين في القدرة والا كان مفعول كل منهما متميزا عن مفعول الاخر وهو باطل
_وقد بسط ابن تيمية الدليل في هذه الاية للرد على من ادعى ان الحجة في الاية اقناعية لا برهانية فابطل الشيخ هذه الشبهة بدليل المتكلمين الطويل
ولكن ادلة القران سهلة بعيدة عن التعقيد ولا تحتاج إلى التطويل
وبرهان التمانع الذي يتخذه المتكلمون تبين من هذا التقرير انه ليس مقطوع الصلة عن القران مما اعطاه صبغة شرعية ربط بينه المفسرون وبين دلالات الايات القرانية.
وختمت الآيات المحاججة للكفار بالتنزيه لله عما ينسبوه لله من الولد أو الشريك أو العجز عن الإعادة فقال الله (سبحان الله عما يصفون)
والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لهذا لولا أن هدانا الله .

المصادر:
الطبري
ابن كثير
السعدي
فتح القدير
صفوة البيان لمعاني القرآن للشيخ حسين محمد مخلوف

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 12 جمادى الأولى 1442هـ/26-12-2020م, 06:30 PM
رولا بدوي رولا بدوي غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 341
افتراضي

مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ (79)وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ [آل عمران : 80]
بسم الله و الحمد لله الذي لا إله غيره ، و الصلاة و السلام على خير البرية
سبب نزول هذه الآية ما ذكره بن كثير في تفسيره (قال محمد بن إسحاق : حدثنا محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال : قال أبو رافع القرظي ، حين اجتمعت الأحبار من اليهود والنصارى من أهل نجران ، عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعاهم إلى الإسلام : أتريد يا محمد أن نعبدك كما تعبد النصارى عيسى ابن مريم ؟ فقال رجل من أهل نجران نصراني يقال له الرئيس : أوذاك تريد منا يا محمد ، وإليه تدعوننا ؟ أو كما قال . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " معاذ الله أن نعبد غير الله ، أو أن نأمر بعبادة غيره ، ما بذلك بعثني ، ولا بذلك أمرني " . أو كما قال صلى الله عليه وسلم ، فأنزل الله عز وجل في ذلك من قولهما : ( ما كان لبشر أن يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ) [ الآية ] إلى قوله : ( بعد إذ أنتم مسلمون )
و يتبن من هذا الأأثر اتهامهم للنبي صلى الله عليه و سلم بأمر شنيع أنه يأمرهم أن يعبدوه ، بنوه على كونهم يعبدون عيسى ، و تقريرهم هذا الأمر يجعلنا نفكر ؛ إما أن عيسى عليه السلام أمرهم بذلك و هذا يعني ادعاء لاتصاف عيسى نفسه بصفات الكمال و هذا قدح في علم الله و حكمته و قدرته ، إذ كيف يفعل ذلك ابتداءً ، هل الله لا يعلم أين يضع رسالته ؟ ، و كيف تركه يقول ذلك و لا يعاقبه ، ألا يقدر على عقابه ؟، و إما أنهم هم الذين يكذبون و يدعون ذلك .
كما أنه يستحيل أن يكون هناك أكثر من إله ، فمقتضى أن يقول لهم عيسى عليه السلام ذلك أن يعبدوه دون الله ، و هذا يعني أنهم لا يعبدون الله ، فكيف يكون ذلك و هم رسل الله ؟ .
جاءت هذه الآيات لترد عليهم عقلاً و فطرة بكذبهم و باستحالة هذا الأمر :
1- بدأت الآية بنفي أن أياً من الأنبياء لم يقل مثل ذلك في الماضي ، فقال عز و جل ( ما كان ) ، و هو نفي يتبعه فعل ماض ، و عبر بالنكرة في سياق النفي ب( بشر) و حدد البشر ممن آتاهم الكتاب و الحكمة و النبوة ، فكان النفي عام يشمل جميع الأنبياء ، و تضمن نفي الافتراء الذي افتروه على عيسى عليه السلام خاصة ، أنه أمر الناس بعبادته ، و هذا نفي استحالة و امتناع فمعنى ما كان : أي يستحيل و يمتنع أن يكون حدث مثل ذلك قبلاً من نبي و لا ينبغي لأيٍ منهم قول ذلك ، لأنهم :
1- بشر فقال الله عز و جل ( لبشر ) و أراد الأنبياء بوصفهم ، و في هذا لبيان أن النبي ليس إلا بشر ، يأكل و يشرب و ينام و يمرض ويموت و لا يملك من أمره شيء ، لا ينفع و لا يضر ، و كلها صفات نقص لا تكون بوجه من الوجوه لإله، يخلق الخلق و يدبر الأمر و يتصرف في الكون كيف يشاء ،و إن استحال هذا القول على الأنبياء و هم خير البشر ، فمن باب أولى ألا يقولها باقي الناس من غير الأنبياء .
قال تعالى في بيان كونهم بشر {وَما أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِنَ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا إِنَّهُمْ لَيَأْكُلُونَ الطَّعَامَ وَيَمْشُونَ فِي الْأَسْوَاقِ وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيراً }الفرقان2
أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ إِلاّ رِجَالاً نّوحِيَ إِلَيْهِمْ فَاسْئَلُوَاْ أَهْلَ الذّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ وَمَا جَعَلْنَاهُمْ جَسَداً لاّ يَأْكُلُونَ الطّعَامَ وَمَا كَانُواْ خَالِدِينَ الأنبياء/7 - 8.
ومن ذلك أنهم ولدوا كما ولد البشر ، لهم آباء وأمهات ، وأعمام وعمات ، وأخوال وخالات ، يتزوجون ويولد لهم ، وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجاً وَذُرّيّةً الرعد/38.
2- أن الله اختارهم و اصطفاهم بعلمه و حكمته قال تعالى ( أن يُؤتيه الله ) ، الله اصطفاهم و فضلهم عن خلقه بالنبوة ، و هو أعلم بهم من أنفسهم ، هم خير البشر خُلقاً و قلباً و فطرة و أكثرهم استسلاماً و اتباعاً ، فلا يجوز عقلاً أن يصدر عنهم مثل هذا الكذب و الإدعاء ، الذي لا يصدر إلا من نفسٍ خبيثة لئيمة و قلب فاسد و فطرة غير سوية ، و إلا كان اتهاماً لعلم الله و حكمته و حاشاه جلا و علا ، أنه لا يعلم أين يضع رسالته .
3- ( أن يُؤتيه الله ) أي أن ما عليه النبي من علم النبوة و الدين ، هو من عطايا الله ، يعطيه له عن علم و حكمة و و قدرة و قوة ، و هو كان على جهل به ، و الجهل نقص ، و هذا العطاء يُوجب على النبي الشكر للنعمة ، فيبلغ ما أمره الله به و لأن الأنبياء خير البشر ، فلا ينقصون و لا يغيرون فيما يبلغون عن الله .
كما قال تعالى على لسان محمد صلى الله عليه و سلم عندما طلب منه المشركين تبديل كلام الله (وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ ۙ قَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَٰذَا أَوْ بَدِّلْهُ ۚ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِن تِلْقَاءِ نَفْسِي ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰ إِلَيَّ ۖ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15(
4- تكرار التعبير بالله و ليس الرب أو أي اسمٍ آخر من أسماء الله الجامعة ، هو تأكيد أن الأنبياء تعبد الله و تؤلهه، فلا يجوز عقلاً أن تدعو الناس لعبادة أنفسهم و هم يعبدون الله و هم ما عبدوا الله إلا لأن الله له كمال الصفات و الأفعال ، فكيف يدعون لأنفسهم الألوهية و هم بشر مفتقرون إليه ، لا يملكون لأنفسهم شيئاً ، يصمدون إليه في كل حاجتهم؟ .
5- ( ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِّي مِن دُونِ اللَّهِ ) بعد أن بين أن الأنبياء هم عباد الله اصطفاهم و من عليهم بالنبوة و الحكمة ، جاء بالقول الذي نفاه عنهم ؛ قولهم للناس أن يعبدوهم ، ( يطيعونهم و ينقادوا لهم ) ، أي أن يدعو لأنفسهم استحقاقهم للعبودية دون الله ، و كرر الله ، و من دون الله ، لتأكيد أنهم عباد لله الواحد الصمد , و جاء بثم و هي على التراخي لأنه قول لا يصح عنهم .
قال تعالى (وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَٰهَيْنِ مِن دُونِ اللَّهِ ۖ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ ۚ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ ۚ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلَا أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ ۚ إِنَّكَ أَنتَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ (116)
فلا يليق و لا يحق بمن اصطفاه الله و كلفه أمانة الرسالة أن يفعل مثل هذا الفعل القبيح .
6- ( وَلَٰكِن كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ )، جاء الاستدراك لينفي ما سبقه و يثبت ما جاء بعده و هو الحق ، و ليبين حقيقة قولهم التي قالها الأنبياء من قبل و يقولها النبي محمد صلى الله عليه و سلم الآن بينهم ، أن يكونوا ربانيين ، و هذه الكلمة اختلفت فيها الأقوال و حاصل القول فيها أنها تعني؛ أن يكونوا معلمي الناس الخير بما عندهم من العلم .
7- في الآية تبكيت لهم على قولهم ذلك ، لعلهم يرجعون عن الكذب إلى الحق ، و أن ما يدعون هو كذب و الحق كل الحق ، الذي يقبله العقل أن الأنبياء قالت لهم اعبدوا الله و تعلموا و علموا واعملوا بما علمتم ، فالعلم حجة على أصحابه و الواجب أن يستقيموا على الحق متى علموه و يعلموا غيرهم ، لا أن ييتأثروا بالعلم و يكتمونه و يُحرفون فيه بما يُوافق هواهم ، . إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۙ أُولَٰئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلَّا النَّارَ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (174
إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَىٰ مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ ۙ أُولَٰئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ (159) سورة البقرة)
8- بين الله عز و جل أن رفع أي باطل يكون بالعلم .
9- وَلَا يَأْمُرَكُمْ أَن تَتَّخِذُوا الْمَلَائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَابًا ۗ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْرِ [آل عمران : 80]
( وَلَا يَأْمُرَكُمْ) نفي يتبعه فعل مضارع ، نفي لحدوث هذا الأمر في الحاضر و المستقبل و بذلك نفت الآيات حدوث مثل ها الأمر في جميع الأزمان ؛ الماضى و الحاضر و المستقبل لامتناعه عقلاً فكيف يأمركم باتخاذ الملائكة و النبيين أربابا وهو كفر بين؟ (أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْر)ِ ، فكيف يجوز عقلاً أن يأمر الأنبياء المسلمين لله بالكفر و هم أول المسلمين لله؟ و كيف يأمرون بالكفر و دعوتهم هي التوحيد و التسلم الذي اتبعتوه و كنتم عليه (أَيَأْمُرُكُم بِالْكُفْر )ِ؟.
10- في الآيات تعريض و توبيخ للحواريين الذين أمروا الناس أن يتخذونهم أرباباً من دون الله و لمن تبعهم من النصارى ، و تشنيع لفعلهم ، إذا امتنع و استحال على النبي أن يفعل ذلك فكيف جرأتم على ذلك ؟
قال تعالى ( اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَٰهًا وَاحِدًا ۖ لَّا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۚ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ(31)
في المسند ، والترمذي أن عدي بن حاتم قال : يا رسول الله ، ما عبدوهم . قال : " بلى ، إنهم أحلوا لهم الحرام وحرموا عليهم الحلال ، فاتبعوهم ، فذلك عبادتهم إياهم " .
و بذا يتبين شناعة قولهم و افترائهم و كذبهم ، من قولهم أن عيسى عليه السلام أمرهم بعبادته ، لاستحالة أن يقع في ملك الله إلا ما أراد الله ، و ما يقولونه يتعارض مع علم الله و حكمته و قدرته فكيف يكون ؟ آيات قصيرة ، جامعة مانعة ، حملت الرد و بينته ، و هذا من فضل الله أن بين و فصل و قطع دابر الباطل ، بما يثبت القلوب ، فالحمد لله على فضله ، و لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم .
المصادر :
1- نفسير الطبري
2- تفسير بن كثير
3- كتاب الحاوي
4- تفسير السعدي
5- تفسير الطنطاوي
6- تفسير التحرير و التنوير
7- تفريغات تدبرات ( بن القيم و السعدي و بن تيمية ) للشيخ عقيل الشمري
8- قواعد التدبر للشيخ عقيل الشمري
9- القواعد الحسان
10- الاطلاع على أبواب من كتاب بن القيم الصواعق المرسلة.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 13 جمادى الأولى 1442هـ/27-12-2020م, 01:32 AM
فروخ الأكبروف فروخ الأكبروف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 302
افتراضي

قوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
الإيمان باليوم الآخر ركن من أركان الإيمان وأصل من أصول الدين. وهذا الإيمان يتضمن إثبات البعث. وتدل على أهمية الإيمان بالبعث كثرة الآيات فيها رد على من أنكره. منها قوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}.
قال الراغب الأصفهانى: ((أصل البعث: إثارة الشيء وتوجيهه، يقال: ((بعثته فانبعث))، ويختلف البعث بحسب اختلاف ما علق به، فبعثت البعير: أثرته وسيرته، وقوله عز وجل: {والموتى يبعثهم الله} [الأنعام/ 36]، أي: يخرجهم ويسيرهم إلى القيامة، {يوم يبعثهم الله جميعا} [المجادلة/ 6]، {زعم الذين كفروا أن لن يبعثوا قل بلى وربي لتبعثن} [التغابن/ 7]، {ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة} [لقمان/ 28]...))
ومما تتضمن الآية:
- الإيمان بالبعث له ارتباط وثيق بالإيمان بالله تعالى، بدليل قوله تعالى: {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا} أي: بالله. فقد قال تعالى: {كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}، والاستفهام هنا بمعنى التعجب والتوبيخ والإنكار.
- حكم من أنكر البعث، وقد سماهم الله تعالى كفارا.
- الذين كفروا بالبعث نوعان:
الأول: الدهرية الملاحدة: وهم الذين قال الله فيهم: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ} الآية.
الثاني: المشركون الذين قال الله تعالى حكاية عنهم: {إِنْ هِيَ إِلا مَوْتَتُنَا الأولَى وَمَا نَحْنُ بِمُنْشَرِينَ}.
والفرق بينهما أن المشركين كانوا مقرين بالخالق كما قال تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ}، خلافا للدهرية.
والآية ترد وتنكر على جميع منكري البعث.
- الكفر باليوم الآخر سبب لترك العمل، قال الله تعالى: {إِنَّهُمْ كَانُوا لا يَرْجُونَ حِسَابًا} أي: لا يؤمنون بالبعث، قال السعدي: ((فلذلك أهملوا العمل للآخرة)).
- تدل حرف ((لن)) على يقين الكفار بانتفاء البعث، ولذلك أكد تعالى رده عليهم بالقسم لينقض نفيهم بأشد منه.
- قوله تعالى: {لَتُبْعَثُنَّ} دليل على كمال قدرته تعالى. وقد يستدل على كمال قدرته بقياس الأولى، قال الشنقيطي: ((ولذا ذكر تعالى أن من أنكر البعث فقد نسي الإيجاد الأول...يقول تعالى: {ويقول الإنسان أئذا ما مت لسوف أخرج حيا أولا يذكر الإنسان أنا خلقناه من قبل ولم يك شيئا})). وقال تعالى هنا: {وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} قال القرطبي: ((إذ الإعادة أسهل من الابتداء)). ومن هذا أيضا الاستدلال بما هو أعظم من خلق الإنسان كما قال تعالى: {أَأَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمِ السَّمَاءُ بَنَاهَا}.
- قوله تعالى:{ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِمَا عَمِلْتُمْ} دليل على كمال علمه تعالى، فلا يخفى عليه تعالى شيء.
- الإنباء بالأعمال كناية عن المحاسبة والجزاء عليها، ما يدل على كمال حكمته تعالى، فقد قال: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى}.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 13 جمادى الأولى 1442هـ/27-12-2020م, 03:05 AM
سعاد مختار سعاد مختار غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 307
افتراضي

(
⚪️ رسالة تفسيرية ( أسلوب الحجاج) حجاج نبي الله نوح عليه السلام لقومه ⚪️

( فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِنْ فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ (27) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِنْ كُنْتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّي وَآَتَانِي رَحْمَةً مِنْ عِنْدِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّهِ وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّهُمْ مُلَاقُواْ رَبِّهِمْ وَلَكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29) وَيَا قَوْمِ مَنْ يَنْصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِنْ طَرَدْتُهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (30)

▫️نزل وحي السماء (القرآن) فكان أوسع خطاب وأكمله، وسع العقول كلها وخاطب النفوس على اختلاف مشاربها ومداركها ، يصلح القلوب بتأثير حججه القاطعة الدامغة التي لا تبقي شبهة إلا هدمتها وأسقطتها لمن أصغى يريد الحق ويرجو الهدى أما من استكبر وتولى فهو عليه عمى.

▫️يتجلى هذا واضحا بهيا في قصص الأنبياء وكيف دعوا قومهم وجادلوهم وحاجوهم وتلطفوا معهم في حال ، وأوعدوهم وتوعدوهم في حال أخرى تناسب المقام ، ببيان الوحي وخطاب التنزيل.

▫️ها هو نوح عليه السلام يمكث في قومه ألف سنة إلا خمسين عاما يروم صلاحهم و فلاحهم ثم:{ وما آمن معه إلا قليل } ورغم إلحاحه عليه السلام وثباته وصبره وتنوع الحجج والأدلة التي جادلهم بها وحاورهم { قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا(5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6)} (نوح،6-7)
ما كان جواب قومه على دعوته الصادقة البينة المديدة إلا أن قالوا: { فَقَالَ الْمَلَأُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِن قَوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ }(سورة هود،27).

▫️ها هم يبطلون دعوته كلها بأنه ليس بملك : { مَا نَرَاكَ إِلَّا بَشَرًا مِّثْلَنَا } وهذا فيه تعريض بأنهم أحق منه بالنبوة وأنهم أولى بها منه لو كانت حقا، ويبطلون دعوته استدلالا بأحوال أتباعه من جهتين :
*-أنهم ليسوا في محل القدوة والأسوة فهم لا يزيدون على أنهم فقراء ضعفاء .
-*أنهم لم يترووا في اتباعه واندفعوا إلى تصديقه بلا تفكر و تدبر: { بادي الرأي } أي من أول الأمر .
والعجيب أن ما استدلوا به على بطلان دعوته كان برهانا يكشف أن هؤلاء الملأ من السادة والكبراء والوجهاء – ضعاف العقول جهلة – فالشرف يتبع الحق أينما كان ، قال تعالى : { إن أكرمكم عند الله أتقاكم } (الحجرات،23) ، بل لا يزال الضعفة يتبعون الحق ، ألا نذكر مقالة هرقل ملك الروم لأبي سفيان عندما سأله: من اتبعه منكم؟ فأجابه: الضعفة والعبيد ، فقال هرقل مقررا: هم أتباع الأنبياء.

▫️وأما أنهم أجابوا داعي الحق سراعا فإن هذا من فضيلتهم في أنفسهم لأن الحق المبين لا يبقى معه للرأي والتفكر مجال، ولا يرد الحق إلا من استعصى على وعيه وفكره، جهالة وغباء، أو ردّه تجبرا واستعلاء.

▫️ثم عطف على عدم سؤالهم مالاً على التبليغ أنه لن يطرد الأتباع الذين آمنوا لأنه لا يسعى لإرضاء أحد إلا الله تعالى إبطالا لما اقتضاه قولهم : { وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا} ومضى يقرر ركنا ركينا من أركان الإيمان وهو الإيمان باليوم الآخر بقوله: { إِنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ وَ لَٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ }(29)؛ أي يوم البعث والنشور فمحاسب سبحانه من طرد أولياؤه – أو هم ملاقوا ربهم فمكرمهم ومجازيهم جزاء الصادقين الطائعين ، او هم ملاقوا ربهم وهو أعلم بحقيقة إيمانهم وعدمه ،أما أنا فليس لي الا ظاهر أمرهم ، وختم حجاجهم في موقفهم من أتباعه بقوله: { وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللَّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ } (30) وهذا استفهام انكاري أي: أفلا تذكرون فتعتبرون بالدلائل والآثار . فلم يترك لهم ثغرةً ينفذون منها ويصلون بها إلى أنهم ليسوا أهلا للصحبة والنصرة

▫️قولهم: { وَمَا نَرَىٰ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ} الفضل هو الزيادة في الشرف والكمال؛ أي أنهم لا يرون آثار هذا الفضل عليه وعلى من اتبعه بل يظنونهم أفكة ،كاذبين
يسمع نوح عليه السلام حجاجهم الواهي هذا فيترفق ويتلطف في خطابهم ويخالقهم بكمال الأنبياء وعظمة منطقهم وسعة صدورهم التي تستوعب أنماط الناس { ياقوم} يناديهم متقربا إليهم مذكرا لهم أنه مشفق عليهم ناصح أمين : .
{ قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىٰ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ (28) وَيَا قَوْمِ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلَّا عَلَى اللَّه وَمَا أَنَا بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُم مُّلَاقُو رَبِّهِمْ و لَٰكِنِّي أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ (29) فيتدرج معهم رادّا على مقالتهم وجدالهم ؛ أما قولهم : { مانراك إلا بشرا مثلنا } قال عليه السلام: أعلمتم أن ربي آتاني منه رحمة عظيمة فأنا على يقين ونبوءة صادقة وأمر جلي لا لبس فيه ولا التباس ، وقد خفي هذا كله عليكم فما اهتديتم إليه ولا عرفتم قدره، فردتموه، أنغصبكم على قبوله وأنتم كارهون له نافرون؟ وهذا استفهام استنكاري في حجاجه لهم عليه السلام .

▫️أما قولهم : {وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلَّا الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا} ما اتبعك إلا الأراذل الضعفاء إيماءً وإيعازا له بطردهم – فأسبقه بالرد أنه لا يبتغي منهم مالا فأجره كله على الله لأن مقاييسهم حسية لايرون نفعا إلا بمقابله.

▫️اما انهم لايرون فضلا لهم عليهم ،
فهذا من جهلهم بحقيقة الفضل وميزانه ،فهم قوم جاهلون ،لحق الله وتوحيده ، جاهلون لمصالحهم ،جاهلون
لحقيقة الدنيا والآخرة ،فكيف يعرفون الفضل وأهله؟

المراجع*
تفسير الطبري
تفسير ابن عطية
تفسير ابن كثير
تفسير البغوي
تفسير الزمخشري
تفسير القرطبي
تفسير القاسمي
تفسير السعدي
تفسير بن عاشور
تفسيراسماعيل المقدم
تفسير مصطفى العدوي
تفسير الشعراوي
الإطلاع على عدة بحوث ورسائل ماجستير في اسلوب الحجاج في القرآن

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 14 جمادى الأولى 1442هـ/28-12-2020م, 11:26 PM
رفعة القحطاني رفعة القحطاني غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الخامس
 
تاريخ التسجيل: Sep 2019
المشاركات: 241
افتراضي

أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)

في الآيات الكريمات إثبات المعاد، والرد على من أنكره من أهل الزّيغ والجهل والعناد:

-بيان أنه ليس يترك في هذه الدّنيا مهملًا لا يؤمر ولا ينهى، ولا يترك في قبره سدًى لا يبعث، بل هو مأمور منهي في الدّنيا، محشور إلى الله في الدار الآخرة،{أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى }.

- قال ربنا مستدلًّا على الإعادة بالبداءة: {ألم يك نطفةً من منيٍّ يمنى}؟ أي: أما كان الإنسان نطفةً ضعيفةً من ماءٍ مهينٍ، يمنى يراق من الأصلاب في الأرحام،ثم علقةً، ثمّ مضغةً، ثمّ شكّل ونفخ فيه الرّوح، فصار خلقًا آخر ذكرًا أو أنثى بإذن اللّه وتقديره.

-خلق الإنسان من نطفةٍ من منيٍّ يمنى، حتّى صيّره بشرًا سويًّا، ذكورا وإناثا،{ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}.

-التوبيخ وإقامة الحجة بقوله:{ أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى} ،وقد روي عن قتادة، قوله: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى} ذكر لنا أنّ نبيّ اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم كان إذا قرأها قال: سبحانك وبلى. ذكره الطبري.


فمما قرر تعالى على أحوال ابن آدم في بدايته فلا ينكر معها جواز البعث من القبور عاقل، وقد تكرر في مواضع الكتاب العزيز انكار هذه الحقيقة من المشركين ، كما في قوله تعالى: وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (47) أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ (48) قُلْ إِنَّ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ (49) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ (50)، [الواقعة]

وقوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُّبِينٌ (15)أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) قُلْ نَعَمْ وَأَنتُمْ دَاخِرُونَ (18) فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنظُرُونَ (19) }[الصافات ].

والله اعلم..

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 17 جمادى الأولى 1442هـ/31-12-2020م, 09:01 PM
هيئة التصحيح 2 هيئة التصحيح 2 غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Oct 2012
المشاركات: 3,810
افتراضي

تقييم التطبيقات على درس أسلوب الحجاج



أحسنتم جميعا وتميزتم بارك الله فيكم.
وللتذكير.

- احرصوا وفقكم الله على بيان الشبهة بشكل واضح في الرسالة قبل عرض الردّ عليها.
- يرتكز أسلوب الحجاج على استخدام أدوات معينة كــ:
السبر والتقسيم / المنع والتسليم / براعة التعليل / إعمال المفهوم / القول بالموجب / الإضراب / المعارضة والمناقضة / المجاراة والإعثار / التبكيت والتشنيع .
أوصيكم بالعناية بمعانيها والأمثلة المضروبة عليها في الدرس ثم النظر في الآيات المختارة وما يتوافق معها.

- ملاحظة أثر استخدام الأدوات في دحض الباطل والرد على الشبهات .
- يكون التركيز في هذا الأسلوب على المحاججة أكثر من مجرد تفسير، وهو منحصر في بيان الشبهة وتوظيف أدوات الحجاج في الرد عليها. ( أود من الجميع الانتباه لهذه الملحوظة لأهميتها).
- من المراجع المعينة على كتابة رسائل الحجاج تفسيري ابن عاشور والشنقيطي .

1: إيمان جلال أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.

2:هنادي الفحماوي:أ+
أحسنتِ جدا بارك الله فيكِ.
- في قوله تعالى: (بل أتيناهم بالحق) استخدم أسلوب الإضراب لإبطال أن يكونوا مسحورين.


3: رولا بدوي:أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
- وددت لو اخترتِ آيات تظهر أدوات الحجاج فيها أوضح.

4: فروخ الأكبروف.أ+
أحسنت بارك الله فيه وسددك.

5: سعاد مختار:أ+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
لكن وددت الوقوف أكثر على أدوات الحجاج فمثلا سلك نوح عليه السلام مع قومه مسلكين للرد على أقوالهم:

1: مسلك إجمالي، وهو مسلك القلب بأنهم إن لم يروا فيه وفي أتباعه ما يحمل على التصديق برسالته، فكذلك هو لا يستطيع أن يحملهم على رؤية المعاني الدالة على صدقه ولا يستطيع منع الذين آمنوا به من متابعته والاهتداء بالهدي الذي جاء به.
2: مسلك تفصيلي، فمثلا انتقل فيه إلى تقريب النظر ليبين نزاهة دعوته بخلوّها من المطامع الدنيوية، وهكذا نسير في بقية الآيات، وفي تفسير ابن عاشور ما يوضح ذلك.


6: رفعة القحطاني.ب+
أحسنتِ بارك الله فيكِ.
اخترت الآية المناسبة لأسلوب الحجاج لكن عرضك للرسالة كانت بالأسلوب الاستنتاجي ولم توظفي أدوات الحجاج في رسالتك، والسورة تسلسل فيها الحجاج منذ البدايةز

فلو تأملت كلام ابن عاشور في تفسير الآيات لوجدت أنّ السورة افتتحت بإنكار المشركون استحالة البعث، ومن ثمّ تسلسل الكلام في ذلك بأفانين من الإِثبات والتهديد والتشريط والاستدلال،- كان بإمكانك الاستفادة منها- إلى أن أفضى إلى استنتاج أن الله قادر على أن يحيي الموتى وهو المطلوب الذي قدم في قوله: { أيحسب الإِنسان أن لن نجمع عظامه بلى قادرين على أن نسوّي بَنَانه }.
استفيدي من تفسير ابن عاشور والشنقيطي في أسلوب الحجاج.





زادكم الله علما ووفقكم

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
تطبيقات, على

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:57 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir