(عامّ لجميع الطلاب)
اذكر ما استفدته من فقه الدعوة من خلال دراستك لتفسير سورة نوح، مع الاستدلال لما تقول.
1. تنويع أساليب الدعوة ولا يعتمد فقط أسلوب واحد كي لا يصيب السامع والداعي الرتابة (( قال رب إني دعوت قومي ليلا ونهارا. ثم إني دعوتهم جهارا. ثم إني أعلنت لهم وأسررت لهم اسرارا)) .
2. الترهيب والترغيب ((فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا. يرسل السماء عليكم مدرارا . ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم انهارا))
3. تعديد أدلة قدرة الخالق وعظمته سبحانه (( ما لكم لا ترجون لله وقارا . وقد خلقكم اطوارا. ألم تروا كيف خلق الله سبع سموات طباقا. وجعل القمر فيهن نورا وجعل الشمس سراجا)).
4. التحذير من مكر أهل الأهواء والفتن ((ومكروا مكرا كبارا))
5. والتحذير من البدع وآثارها الخطيرة (( قالوا لا تذرن آلهتكم ولا تذرن ودا ولا سواعا ولا يغوث ويعوق ونسرا))
6. الدعاء والتوسل إلى الله ((رب اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمنا وللمؤمنين والمؤمنات ولا تزد الظالمين إلا تبارا))
المجموعة الأولى:
1. فسّر قوله تعالى:
أ: {قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا (21) وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا (22) وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا (23) وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا (24)} نوح.
- قَالَ نُوحٌ رَبِّ إِنَّهُمْ عَصَوْنِي وَاتَّبَعُوا مَنْ لَمْ يَزِدْهُ مَالُهُ وَوَلَدُهُ إِلَّا خَسَارًا
شكى نوح إلى ربه بأنه رغم دعوته له بأساليب متنوعة ليلا ونهارا إلا أنهم عصوه وكذبوه واتبعوا أشراف قومهم الذين لم يزدهم كثرة أموالهم والأولاد إلا ضلالاً في الدنيا وهلاكا في الآخرة.
- وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا
ومكروا هؤلاء مكرا عظيما في معاندة الحق
- وَقَالُوا لَا تَذَرُنَّ آَلِهَتَكُمْ وَلَا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلَا سُوَاعًا وَلَا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا
داعين إلى الشرك والمعصية ، لا تتركوا عبادة آلهتكم من الأصنام والصور التي لديهم، والأسماء المذكورة هي بالأصل أسماء رجال صالحين لهم اتباع من قومهم يتبعونهم على طريق الصواب وعندما ماتوا حزن قومهم عليهم وخشوا أن ينسوا ما هم عليه من طريق الحق فزين لهم الشيطان أن يبنوا لهم صورا وتماثيل تذكرهم بهم وتزيد من إقبالهم على العبادة، وبعد تتابع الأجيال صاروا يعبدون تلك التماثيل ويتوسلون لها.
- وَقَدْ أَضَلُّوا كَثِيرًا وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا ضَلَالًا
وقد أضل كبارهم وأشرافهم كثير من الناس وقيل المراد الأصنام أضلت كثير من الناس، فدعا نوح عليهم بألا يزيدهم الله إلا خسرانا وضلالا في مكرهم.
2. حرّر القول في كل من:
أ: المراد بالسائل في قوله تعالى: {سأل سائل بعذاب واقع}.
ورد فيه أربع أقوال:
القول الأول : السائل هو النضر بن الحارث وهو قول ابن عباس ذكره ابن كثير ورجحه.
القول الثاني: سؤال الكافر عن عذاب الله ، رواية عن ابن عباس ذكره ابن كثير.
القول الثالث: السؤال متضمن الدعاء أي دعا داعٍ على نفسه بالعذاب ، قول مجاهد ذكره ابن كثير كذلك قال به الأشقر.هذا ليس قولا من بين الأقوال، وإنما هو تفسير للآية.
القول الرابع: واد في جهنم يسيل يوم القيامة قول ابن زيد وقال ابن كثير أن هذا القول ضعيف بعيد عن المراد.
ب: المراد بالطاغية في قوله تعالى: {فأما ثمود فأهلكوا بالطاغية}.
فيها ثلاثة أقوال:
القول الأول: الصيحة التي اسكتتهم والزلزلة التي اسكنتهم. وهو قول قتادة واختاره ابن جرير، ذكرهم ابن كثير، كذلك قال به السعدي والأشقر.
القول الثاني: الذنوب. قال به مجاهد والربيع بن أنس وابن زيد، وقرأ بن زيد ((كذبت ثمود بطغواها))، ذكرهم ابن كثير.
القول الثالث: عاقر الناقة وهو قول السدي ذكره ابن كثير.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد بالحاقّة، وسبب تسميتها بذلك.
من أسماء يوم القيامة وسميت بذلك لأن فيها يتحقق الوعد والوعيد ، وقيل لأنها تحق وتظهر فيها حقائق الأمور.
ب: معنى كون القرآن قول الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال تعالى: {إنه لقول رسول كريم}.
أضاف الله تعالى محمد صلى الله عليه وسلم إليه بقوله "رسول" ليدل على معنى التبليغ فالرسول هو من يبلغ الرسالة عن المرسل، فالقرآن الكريم كلام الله تعالى أوحاه إلى محمد صلى الله عليه وسلم ليبلغه للأمة كافة.
ج: صدق النبي صلى الله عليه وسلم فيما بلغه عن ربه.
أقسم الله تعالى على صدق الرسالة والمرسل بقوله تعالى ((فلا اقسم بما تبصرون وما لا تبصرون إنه لقول رسول كريم)) بأن محمد صلى الله عليه وسلم رسول كريم أرسل إليهم ليبلغهم القرآن وهو كلام الله، وليس كما يقولون عنه بأنه من الشعر والكهانة والسحر بل هو ((تنزيل رب العالمين)) ثم أكد سبحانه أنه لو بلغ محمد صلى الله عليه وسلم قولاً مفترى ((لأخذنا منه باليمين. ثم قطعنا منه الوتين)) وهذا دليل على صدق الرسول وبره ورشده وأن قوله ما هو إلا كلام الله أوحاه إليه ليبلغه للأمة كافة. ولن ينتفع به إلا المتقين ((وإنه تذكرة للمتقين)).