اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبد العزيز صالح بلا
مجلس مذاكرة تفسير سور:البلد والشمس، والليل، والضحى، والشرح.
1. (عامّ لجميع الطلاب)
استخرج خمس فوائد سلوكية، وبين دلالة الآيات عليها في قوله تعالى:-
{ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13)}.
الجواب:
١- أن الله هو الذي يبين الحلال والحرام،فلا يحرم أحدا ما أحله الله،ولا يحلل أحدا ما حرمه الله.
٢- أنه ينبغي على العبد أن يجتنب ما حرمه الله وأن يتمتع بما أحله.
٣- أن طريق الهدى تصل العبد إلى ربه وتقربه منه ،فينبغي على العبد أن يقترب من طاعة الله حتى يكون على الهدى.
٤- أن الدنيا والآخرة ملكا لله ،فكل من يريد سعادة الدنيا والآخرة فليقترب إلى ربه ويطيعه ويسأله السعادة في الدارين.
٥- أن طريق الضلال هو ضد طريق الهدى وأنه يوصل العبد إلى العذاب الشديد،فينبغي على العبد أن يجتنبه.
1. اختر إحدى المجموعات التالية وأجب على أسئلتها إجابة وافية:
المجموعة الأولى:
1. فسّر قول الله تعالى:
{كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا (11) إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا (12) فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا (13) فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا (14) وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا (15)}.
الجواب:
((كَذَّبَتْ ثَمُودُ بِطَغْوَاهَا))
كذبت قبيلة ثمود رسولهم صالح عليه السلام،بسبب طغيانها وترفعها عن الحق ومخالفتهم لرسولهم.
(( إِذِ انْبَعَثَ أَشْقَاهَا))
حين اتفقوا على قتل الناقة،فأمروا أشقاهم وأشقى الناس في الدنيا والآخرة فقام إلى ذلك وقتلها.
((فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا))
فقال لهم رسولهم صالح عليه السلام ،احذروا ناقة الله أن تمسوها بسوء ،لأن الله أنعم عليكم بلبنها،فاحذروا أن تعرضوا لها في يوم شربها من الماء لأن لكم يوم معلوم تشربون فيه.
((فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بذنبهم فسواها))
فكذبوا رسولهم ،فقام قدار بن سالف،فقتلها بأمرهم واتفاقهم وسكوتهم على فعله،فعمهم الله بالعذاب وأطبق عليهم بسبب قتلها وتكذيب رسولهم ،فسوى بينهم في العذاب فلم يفرق بين الصغير والكبير.
((وَلَا يَخَافُ عُقْبَاهَا))
والله سبحانه وتعالى لا يخاف عاقبة وتبعة إهلاكها ،لأنه القاهر المتفرد بالخلق فكيف يخاف من أحد؟
2. حرّر القول في:
المراد بشرح صدر النبي صلى الله عليه وسلم.
الجواب:
ورد في ذلك قولان:
القول الأول: أن المراد بشرح صدره صلى الله عليه وسلم،هو توسيعه لشرائع الدين والدعوة إلى الله،فيقبل على الطاعات والخيرات،ويتصف بالأخلاق الكريمة،ويصبر في طريق الدعوة إلى الله،فكان لا ينفر الناس ،بل يدعوهم بلين ورفق وحكمة-صلى الله عليه وسلم-.
القول الثاني: أن شرح الصدر،هي العملية الجراحية التي له -صلى الله عليه وسلم- عندما كان صغيرا في العاشرة من عمره ،وعندما كان نبيا في ليلة الإسراء والمعراج،وهو أن الملك انشق صدره وأخرج الغل والحسد وحظ الشيطان من صدره وغسل قلبه.ذكره ابن كثير.واستدل بما رواه الإمام أحمد عن أبيّ بن كعبٍ: أن أبا هريرة كان حريًّا على أن يسأل رسول الله صلّى الله عليه وسلّم عن أشياء لا يسأله عنها غيره، فقال: يا رسول الله، ما أوّل ما رأيت من أمر النّبوّة؟ فاستوى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم جالساً.
وقال: ((لقد سألت يا أبا هريرة، إنّي لفي الصّحراء ابن عشر سنين وأشهرٍ، وإذا بكلامٍ فوق رأسي، وإذا رجلٌ يقول لرجلٍ: أهو هو؟ فاستقبلاني بوجوهٍ لم أرها لخلقٍ قطّ، وأرواحٍ لم أجدها من خلقٍ قطّ، وثيابٍ لم أرها على أحدٍ قطّ، فأقبلا إليّ يمشيان، حتّى أخذ كلّ واحدٍ منهما بعضدي، لا أجد لأحدهما مسًّا، فقال أحدهما لصاحبه: أضجعه. فأضجعاني بلا قصرٍ ولا هصرٍ، فقال أحدهما لصاحبه: افلق صدره. فهوى أحدهما إلى صدري ففلقه فيما أرى بلا دمٍ، ولا وجعٍ، فقال له: أخرج الغلّ والحسد. فأخرج شيئاً كهيئة العلقة، ثمّ نبذها فطرحها، فقال له: أدخل الرّأفة والرّحمة. فإذا مثل الّذي أخرج، شبه الفضّة، ثمّ هزّ إبهام رجلي اليمنى فقال: اغد واسلم. فرجعت بها أغدو رقّةً على الصّغير ورحمةً للكبير)).
( أحسنت ولكن فاتك نسبة الأقوال للمفسرين )
3: بيّن ما يلي:
أ:*متعلّق العطاء والتقوى في قوله تعالى: {فأما من أعطى واتّقى}.
الجواب:
متعلق العطاء : أي،أدى ما أمره الله به من العبادات المالية كالزكوات والكفارات والنفقات والصدقات ،والإنفاق في وجوه الخير،والعبادات البدنية كالصلاة والصوم وغيرها،والمركبة كالحج والعمرة.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
متعلق "واتقى": أي،واتقى الله فاجتنب المحرمات والمعاصي التي نهي عنها.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
ب: الدليل على أن الإخلاص شرط في قبول الأعمال الصالحة.
الجواب:
الدليل على أن الإخلاص شرط في قبول الأعمال الصالحة،هو قول تعالى:((وسيجنبها الأتقى *الذى يؤتى ماله يتزكى *وماله لأحد عنده من نعمة تجزى *إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى))
المجموعة الثانية:
1. فسّر قول الله تعالى:*
{ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ (17) أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ (18) وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ (19) عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ (20)}.
الجواب:
((ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ))
وبعد فعله للخيرات المذكورة،من تفكيك رقبة،وإطعام المساكين واليتامى،آمن بقلبه وعمل الطاعات بجواره،لأن تلك الأعمال الخيرية لا تنفع بغير إيمان صاحبها،وحث بعضهم بعضا على الصبر في طاعة الله ومعصيته وأقداره المؤلمة،وتواصوا بالرحمة على عباد الله ،من المساكين والفقراء والمحتاجين واليتامى،ورحم بضهم بعضا.
((أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ))
أولئك المتصفون بما ذكر،هم أهل الجنة، السعداء بما أعدوالله لهم من النعم.
((وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآَيَاتِنَا هُمْ أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ))
والذين كفروا بآيات المنزلة واياته الكونية والتكوينة،ونبذوا هذه الأمور وراء ظهورهم ،فلم يتصدقوا ،ولم يصدقوا الله،هؤلاء هم أصحاب النار المشمؤمة.
((عَلَيْهِمْ نَارٌ مُؤْصَدَةٌ))
عليهم نار مطبقة، مغلقة الأبواب جعل من وراءها أعمدة ممدة فلا يجدون مخرجا ولا فرجا.
2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {فإذا فرغت فانصب}.
الجواب:
ورد في ذلك ستة أقوال:
القول الأول: أي،إذا فرغت من أمور الدنيا وأشغالها،وكان قلبك فارغا البال لا يعوقه شيء ،فانصب في العبادة والدعاء ،وأكثر في ذلك كلما كنت نشيطا فارغا.ذكره ابن كثير والسعدي.واستدل ابن كثير بالحديث المتّفق على صحّته: ((لا صلاة بحضرة طعامٍ، ولا وهو يدافعه الأخبثان)). وقوله صلّى الله عليه وسلّم: ((إذا أقيمت الصّلاة وحضر العشاء فابدؤوا بالعشاء)).
القول الثاني: إذا فرغت من أمر الدنيا فقمت إلى الصلاة،فانصب لربك لربك مخلصا العبادة له وحده.قاله مجاهد.ذكره ابن كثير.
القول الثالث:إذا قمت إلى الصلاة،فانصب في حاجتك فيها ،وأكثر من الدعاء في السجود في قضاء حوائجك ،وهكذا إذا أكملت صلاتك فأكثر من الدعاء.قاله ابن عباس ومجاهد.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الرابع: إذا فرغت من الصلاة،فاجلس في مكان الذي صليت فيه.قاله ابن مسعود. ذكره ابن كثير.وفي هذا المعنى جاء الحديث ((...فإن الملائكة تصلي على أحدكم ما دام في مصلاه الذي صلى فيه،تقول:اللهم اغفر له،اللهم ارحمه)).
القول الخامس: إذا فرغت من الفرائض ،فانصب في قيام الليل.قاله ابن مسعود وابن عياض.ذكره ابن كثير.
القول السادس: إذا فرغت من الجهاد فانصب في العبادة.قاله زيد بن أسلم والضحاك.ذكره ابن كثير والأشقر.
3. بيّن ما يلي:
أ: المقسم به والمقسم عليه وفائدة القسم في سورة الليل.
الجواب:
المقسم به:
هو الليل والنهار في الآيتين الأوليين.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
أما في الآية الثالثة:((وما خلق الذكر والأنثى)) ففيها قولان:
القول الأول: أن الله أقسم بالذكر والأنثى.قاله ابن مسعود وأبو الدرداء.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.واستدل ابن كثير بما رواه الإمام أحمد عن علقمة، أنه قدم الشام، فدخل مسجد دمشق فصلّى فيه ركعتين، وقال: اللّهمّ ارزقني جليساً صالحاً. قال: فجلس إلى أبي الدّرداء، فقال له أبو الدرداء: ممّن أنت؟ قال: من أهل الكوفة. قال: كيف سمعت ابن أمّ عبدٍ يقرأ: {واللّيل إذا يغشى * والنّهار إذا تجلّى}؟
قال علقمة: (والذّكر والأنثى). فقال أبو الدّرداء: لقد سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، فما زال هؤلاء حتّى شكّكوني. ثمّ قال: ألم يكن فيكم صاحب الوساد، وصاحب السّرّ الذي لا يعلمه أحدٌ غيره، والذي أجير من الشيطان على لسان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم؟.
وقد رواه البخاريّ ههنا، ومسلمٌ من طريق الأعمش، عن إبراهيم، قال: قدم أصحاب عبد الله على أبي الدرداء، فطلبهم فوجدهم، فقال: أيّكم يقرأ على قراءة عبد الله؟ قالوا: كلّنا. قال: أيّكم أحفظ؟ فأشاروا إلى علقمة، فقال: كيف سمعته يقرأ: {واللّيل إذا يغشى}؟
قال: (والذّكر والأنثى). قال: أشهد أني سمعت رسول الله يقرأ هكذا، وهؤلاء يريدون أن أقرأ: {وما خلق الذّكر والأنثى}. والله لا أتابعهم.
هذا لفظ البخاريّ. هكذا قرأ ذلك ابن مسعودٍ، وأبو الدرداء، ورفعه أبو الدرداء.
وأما السعدي ،فاستدل بدلالة" ما " إن كانت موصولة.
القول الثاني: أن الله أقسم بنفسه .ذكره ابن كثير والسعدي.واستدل ابن كثير بما هو مثبت في مصحف العثماني الذي بعث به إلى الآفاق ،وفيه ((وما خلق الذكر والأنثى)) خلافا لقراءة ابن مسعود وأبي الدرداء ،فكانوا يقرؤون:((والذكر والأنثى)) وقال أيضا((وما خلق الذّكر والأنثى} كقوله: {وخلقناكم أزواجاً} وكقوله: {ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين}.
المقسم عليه: هو قوله تعالى:((إن سعيكم لشتى ))
أي ؛إن أعمالكم لمختلفة،فمنها ما أريد به وجه الله،ومنها غير ذلك،ومنها أعمال الخير التي هي للجنة،وأعمال الشر التي هي للنار.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
فائدة القسم:
ورد في ذلك أربع فوائد:
الفائدة الأولى: أقسم سبحانه وتعالى بالليل لما فيه من المنافع للخلق،لأن فيه يأوي كل إلى مأواه ومسكنه،ويستريح من متاعب النهار.ذكره السعدي.
الفائدة الثانية: أقسم بالنهار لما فيه من نور ،يضيء للعباد ،وفيه ينتشرون في كسب الرزق ومصالحهم.ذكره السعدي.
الفائدة الثالثة: أقسم بنفسه تعالى ،ليدل ذلك على عظمة نفسه ووجوب عبادته وحده،لأن من حكمته جعل من كل شيء زوجين ،حتى يستدل العباد بذلك فيوحدوه.ذكره السعدي.
الفائدة الرابعة: أقسم بالذكر والأنثى ،لتبقى الحيوانات التي يريد بقاءها وانتشار نسلها،ولئلا تزول وتضمحل.ذكره السعدي.
ب: الحكمة من الأمر بالتحديث بالنعم في قوله تعالى: {وأما بنعمة ربك فحدّث}.
الجواب:
الحكمة هي : لأن التحدث بنعم الله داع لشكرها ،ومن شكر الناس على ما أنعموا به عليه ،دعاه ذلك إلى شكر الله،الذي يسر لهم البذل والعطاء له دون غيره من الناس،وكما يورث التحدث بالنعم حب القلوب إلى من أنعم عليها.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
المجموعة الثالثة:
1. فسّر قول الله تعالى:*
{ فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ (11) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ (12) فَكُّ رَقَبَةٍ (13) أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ (14) يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ (15) أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ (16)}.
الجواب:
*((فَلَا اقْتَحَمَ الْعَقَبَةَ))
فهلا عمل الطاعات والصدقات، واجتنب الشهوات والمحرمة ،ليتجاوز بذلك مشقة الآخرة.
((وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْعَقَبَةُ))
وأي شيء أعلمك،ما هي العقبة؟
((فَكُّ رَقَبَةٍ))
هي انفكاك رقبة من أسر الرق
((أَوْ إِطْعَامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ))
أو أن يطعم في يوم مجاعة شديد محتاجا.
((يَتِيمًا ذَا مَقْرَبَةٍ))
وهو الصغير الذي مات أبوه وأمه،وكان فقيرا ذا قرابة.
((أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ))
أو يُطعم فقيرا ،الذي لا شيء له وقد التصق جسمه بالتراب من شدة الفاقة والفقر.
2. حرّر القول في:
معنى "الكبد" في قوله تعالى: {لقد خلقنا الإنسان في كبد}.
الجواب:
ورد في ذلك خمسة أقوال:
القول الأول: أي،منتصبا في بطن أمه.قاله ابن مسعود وابن عباس وعكرمة ومجاهد وإبراهيم النخعي وخيثمة والضحاك وغيرهم.ذكره ابن كثير.
القول الثاني: الكبد بمعنى الاستواء والاستقامة.ومعناه: أن الله خلق الإنسان سويا مستقيما في أحسن تقويم.قاله أبو جعفر الباقر.ذكره ابن كثير والسعدي. واستدل ابن كثير بقوله تعالى: {يا أيّها الإنسان ما غرّك بربّك الكريم الّذي خلقك فسوّاك فعدلك}، وكقوله: {لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويمٍ}.
القول الثالث: في كبد:أي، في شدة خلق وطول وطلب معيشة،من كونه نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم حمله في بطن أمه، حملته بمشقة ووضعته بمشقة،ثم نبات أسنانه ونموه حتى يكبر ويطلب معيشته بمشقة،فهو يتكابد ذلك كله.قاله ابن عباس ومجاهد وسعيد بن جبير وعكرمة وقتادة.ذكره ابن كثير.
القول الرابع: الكبد ؛بمعنى السماء،لأن آدم خلق في السماء.فهو معنى ((لقد خلقنا الانسٰن فى كبد)).قاله ابن زيد.ذكره ابن كثير.
القول الخامس:أن الكبد ؛هو ما يكابده الإنسان من شدائد الدنيا ويقاسيها حتى يموت ،وما يكابده في القبر والبرزخ ويوم القيامة،من الخروج من القبر والقيام والصراط وغيرها من أهوال يوم القيامة.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.وهو اختيار ابن جرير كما نقل عنه ابن كثير.
3. بيّن ما يلي:
أ: دلائل محبة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ممّا درست.
الجواب:
يدل على محبة الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ما ورد في سورتي الضحى والشرح،وذلك أن الله وجده يتيما فآواه،ووجده لا يدري مالكتاب ولا الإيمان فأنزل عليه الكتاب وأرسله بدين الإسلام،ووجده فقيرا فأغناه،وشرح له صدره ،ووضع عنه وزره،ورفع له ذكره.
ب: دلالة التعبير بفعل الإهلاك في قوله: {يقول أهلكت مالا لبدا}.
الجواب:
لأن الإنفاق في الشهوات والمعاصي لا يعود بالنفع على المتفق بما أنفق،ولا يعود عليه من الإنفاق إلا الندم والخسارة والتعب وقلة الرزق والذنوب الكثيرة.ذكره السعدي.
المجموعة الرابعة:
1. فسّر قول الله تعالى:*
{ إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16)}.
الجواب:
((إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى))
إن طريق الهدى المستقيم،يوصل العبد إلى الله،وأما طريق الضلال المعوج،مسدودة عن الله ،إنما فقط يوصل إلى العذاب الشديد.
((وَإِنَّ لَنَا لَلْآَخِرَةَ وَالْأُولَى))
أي: إن لنا كل ما في الدنيا والآخرة،خلقا وملكا وتصرفا،فلا مشارك لنا في شيء من ذلك،فليرغب إلينا الراغبون.
((فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى))
فأحذركم وأنذركم من نار تتوقد تتوهج .
((لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى))
لا يدخلها ويقاسي حرها ،إلا من حق عليه كلمة العذاب أو الكافر العنيد.
((الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى))
الذي كذب ما جاءت به الرسل من الحق والرشاد،وأعرض عن ما أمر به من الطاعة والإيمان.
2. حرّر القول في:
المراد بالحسنى في قوله تعالى: {فأما من أعطى واتّقى . وصدّق بالحسنى}.
الجواب:
ورد في ذلك خمسة أقوال:
القول الأول: أن المراد بالحسنى؛ هي المجتزأة والثواب على ما أنفقه عوضا لما أنفق.قاله ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة وأبو صالح وزيد بن أسلم.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.
القول الثاني: أن المراد بالحسنى؛ هي كلمة لا إله إلا الله وما دلت عليه،من جميع العقائد الدينية،وما ترتب عليها من الجزاء الأخروي.قاله أبو عبد الرحمن السلمي والضحاك.ذكره ابن كثير والسعدي.
القول الثالث: أن الحسنى ؛ هو كل ما أنعم الله به على الإنسان.قاله عكرمة.ذكره ابن كثير.
القول الرابع: أن الحسنى؛ هي الصلاة والزكاة والصوم وصدقة الفطر.قاله زيد بن أسلم.ذكره ابن كثير.
القول الخامس: أن الحسنى ؛هي الجنة.قاله أبي بن كعب ورفعه.ذكره ابن كثير.
3. بيّن ما يلي:
أ: ما يفيده تعريف العسر وتنكير اليسر في سورة الشرح.
الجواب:
إن تعريف العسر في الحالين يدل على أنه واحد ،وتنكير اليسر يدل على تكراره،فلن يغلب عسر يسرين.وأيصا ؛ تعريف العسر بالألف واللام يدل على الاستغراق والعموم،فمهما بلغ العسر من الصعوبة،فلازم أن يكون آخره يسرا.
ب: سبب نزول سورة الضحى.
الجواب:
ورد في سبب نزولها أربعة أقوال:
القول الأول: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يقم ليلة أو ليلتين-(وقد ذكر البعض على أنه إصبعه أدميت فبسببها لم يقم الليل،إلا أن ابن كثير قال هذا غريب) فقالت امرأة -قيل :هي أم جميلة امرأة أبي لهب-:((ما أرى ربك إلا قد تركك)).ذكره ابن كثير والأشقر. واستدل ابن كثير بما رواه الإمام أحمد عن الأسود بن قيسٍ، قال: سمعت جندباً يقول: اشتكى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلم يقم ليلةً أو ليلتين، فأتت امرأةٌ فقالت: يا محمد، ما أرى شيطانك إلاّ قد تركك. فأنزل الله عزّ وجلّ: {والضّحى واللّيل إذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى}.
القول الثاني: أن جبريل أبطأ على رسول الله ،فقال المشركون :ودع محمد.قاله ابن عباس .ذكره ابن كثير.واستدل بما رواه الإمام أحمد عن الأسود بن قيسٍ سمع جندباً قال: أبطأ جبريل على رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فقال المشركون: ودّع محمّدٌ. فأنزل الله تعالى: {والضّحى واللّيل إذا سجى ما ودّعك ربّك وما قلى}
القول الثالث: أن خديجة قالت :((إنّي أرى ربّك قد قلاك ممّا نرى من جزعك)) فأنز اللهسورة الضحى.وقد ضعف ابن كثير هذا القول.قال :((فإنه حديثٌ مرسلٌ من هذين الوجهين، ولعلّ ذكر خديجة ليس محفوظاً، أو قالته على وجه التأسّف والتحزّن. والله أعلم))
القول الرابع: أن السورة أنزلت على الرسول لما كان بالأبطح حين رأى جبريل على صورته منهبطا من السماء.ذكره ابن كثير.
المجموعة الخامسة:
1. فسّر قول الله تعالى:*
{أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ (5) يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا (6) أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ (7) أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ (8) وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ (9) وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ (10)}.
الجواب:
((أَيَحْسَبُ أَنْ لَنْ يَقْدِرَ عَلَيْهِ أَحَدٌ))
أيظن الإنسان أن هذه الأموال التي أنفقها في الشهوات،لا يستطيع أحد على محاسبته عليها،أين اكتسبها وفيم أنفقها،حتى ولا ربه عز وجل؟
((يَقُولُ أَهْلَكْتُ مَالًا لُبَدًا))
يقول أنفقت في سبيل الشهوات والمعاصي، أموالا كثيرة بعضها فوق بعض.
((أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ))
أيظن أن الله لا يراه ولا يحاسبه على إنفاق وإهلاك الأموال في الشهوات والمعاصي؟
((أَلَمْ نَجْعَلْ لَهُ عَيْنَيْنِ))
أليس الله جعل له عينين يرى بهما؟
((وَلِسَانًا وَشَفَتَيْنِ))
وجعل له لسانا ينطق به،وشفتين يستعين بهما على الكلام؟
((وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ))
وبين له طريق الخير والشر ،فيختار أيهما يريد؟ بلى فعل له كلها وأكثر.
2. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {وللآخرة خير لك من الأولى}.
الجواب:
ورد في معنى الآية قولان:
القول الأول: أي؛ وللدار الآخرة الباقية،أفضل لك من أحوالك،من دار الدنيا الفانية،لأن الله وعده بالجنة والفرح والسرور ،وكل ما يشاء من غير تعب ومشقة.ذكره ابن كثير والأشقر.واستدل ابن كثير بما رواه الإمام أحمد عن علقمة، عن عبد الله - هو ابن مسعودٍ - قال: اضطجع رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على حصيرٍ فأثّر في جنبه، فلمّا استيقظ جعلت أمسح جنبه وقلت: يا رسول الله، ألا آذنتنا حتى نبسط لك على الحصير شيئاً؟ فقال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((ما لي وللدّنيا؟! ما أنا والدّنيا؟! إنّما مثلي ومثل الدّنيا كراكبٍ ظلّ تحت شجرةٍ ثمّ راح وتركها)).
القول الثاني: أي كل حالة متأخرة من أحوالك،فإن لها الفضل على الحالة السابقة،فما زال صلى الله عليه وسلم يصعد في درجات المعالي درجة بعد أخرى،من تمكين دينه على الأديان وفضائل والنعم التي لا تحصى حتى لقي ربه.ذكره السعدي.
3. بيّن ما يلي:
أ: المراد برفع ذكره صلى الله عليه وسلم.
الجواب:
ورد في ذلك ثلاثة أقوال:
القول الأول: أي رفع الله ذكره ،فلا يذكر الله إلا ذكر معه،وذلك في الدخول في الإسلام،وفي الأذان والإقامة،والتشهد والصلاة عليه،والخطب وغيرها.قاله ابن عباس ومجاهد وقتادة.ذكره ابن كثير والسعدي والأشقر.واستدل ابن كثير بما رواه ابن جرير بإسناده ، عن أبي سعيدٍ، عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، أنه قال: ((أتاني جبريل فقال: إنّ ربّي وربّك يقول: كيف رفعت ذكرك؟ قال: الله أعلم. قال: إذا ذكرت ذكرت معي)).
وما رواه ابن ابي حاتم عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((سألت ربّي مسألةً وددت أنّي لم أكن سألته: قلت: قد كان قبلي أنبياء، منهم من سخّرت له الرّيح، ومنهم من يحيي الموتى. قال: يا محمّد، ألم أجدك يتيماً فآويتك؟ قلت: بلى يا ربّ. قال: ألم أجدك ضالاًّ فهديتك؟ قلت: بلى يا ربّ. قال: ألم أجدك عائلاً فأغنيتك؟ قلت: بلى يا ربّ. قال: ألم أشرح لك صدرك؟ ألم أرفع لك ذكرك؟ قلت: بلى يا ربّ))..
وما رواه أبو نعيم في دلائل النبوة عن أنسٍ، قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((لمّا فرغت ممّا أمرني الله به من أمر السّماوات والأرض قلت: يا ربّ، إنّه لم يكن نبيٌّ قبلي إلاّ وقد كرّمته؛ جعلت إبراهيم خليلاً، وموسى كليماً، وسخّرت لداود الجبال، ولسليمان الرّيح والشّياطين، وأحييت لعيسى الموتى، فما جعلت لي؟ قال: أو ليس قد أعطيتك أفضل من ذلك كلّه؛ إنّي لا أذكر إلاّ ذكرت معي، وجعلت صدور أمّتك أناجيل يقرؤون القرآن ظاهراً ولم أعطها أمّةً، وأعطيتك كنزاً من كنوز عرشي: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم)).
وكما استدل أيضا ؛ بشعر حسان بن ثابت:
أغرّ عليه للنّبوّة خاتمٌ = من الله من نورٍ يلوح ويشهد
وضمّ الإله اسم النّبيّ إلى اسمه = إذا قال في الخمس المؤذّن أشهد
وشقّ له من اسمه ليجلّه = فذو العرش محمودٌ وهذا محمد
واستدل بشعر الصرصري:
لا يصحّ الأذان في الفرض إلاّ = باسمه العذب في الفم المرضيّ
وقال أيضاً:
ألم تر أنّا لا يصحّ أذاننا = ولا فرضنا إن لم نكرّره فيهما
القول الثالث: هو الحب والاجلال والتعظيم والانقياد لأوامره التي جعل في قلوب أمته له ،ما ليس لأحد غيره صلى الله عليه وسلم.ذكره السعدي وذكر الأشقر نحوه.
ب: فضل الصدقة مما درست.
الجواب:
أن الصدقة سبب لدخول الجنة لمن آمن واتقى ربه فأخلص له النية في ذلك،وأيضا ؛هي سبب لتيسير الأمور مهما عسرت على العبد.
|
تقييم المجموعة الأولى:
أحسنت بارك الله فيك.
التقييم: ب+
خصم نصف درجة للتأخير.