دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > خطة التأهيل العالي للمفسر > منتدى الامتياز

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 27 ربيع الأول 1441هـ/24-11-2019م, 09:23 PM
هيئة الإشراف هيئة الإشراف متواجد حالياً
معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,809
افتراضي مجلس أداء التطبيق الثاني من تطبيقات مهارات التخريج

التطبيق الثاني من تطبيقات مهارات التخريج


خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).


2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).



تعليمات:
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم الأحد القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.

تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________
وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 3 ربيع الثاني 1441هـ/30-11-2019م, 05:47 PM
فاطمة الزهراء احمد فاطمة الزهراء احمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 1,051
افتراضي

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
أخرج هذا القول عنها عبد الرزاق في مصنفه والنسائي في سننه وابن جرير في تفسيره من طريق عروة ابن الزبير وراه عنها ابن جرير من طريق القاسم وعطاء أيضا .
وقال بهذا القول أيضًا :ابن عباس والشعبي وعكرمة وإليه ذهب الشافعي .
ومعناه هو :ما يَسْبِقُ بِهِ اللِّسانُ مِن غَيْرِ قَصْدٍ كَقَوْلِهِ: لا واللَّهِ، وبَلى واللَّهِ، وهو قَوْلُ عائِشَةَ، وابْنِ عَبّاسٍ، وإلَيْهِ ذَهَبَ الشّافِعِيُّ، رَوى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ عَوْفٍ الأعْرابِيِّ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ أبِي الحَسَنِ قالَ: «مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِقَوْمٍ يَنْضَلُونَ يَعْنِي يَرْمُونَ، ومَعَ النَّبِيِّ ﷺ رَجُلٌ مِن أصْحابِهِ، فَرَمى رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَقالَ: أصابَ
واللَّهِ، أخْطَأْتُ واللَّهِ، فَقالَ الَّذِي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ: حَنِثَ الرَّجُلُ يا رَسُولَ اللَّهِ، فَقالَ: (كَلّا، أيْمانُ الرُّماةِ لَغْوٌ ولا كَفّارَةَ ولاَ عُقُوبَةَ)» .
توجيه هذا القول :
قال ابن عاشور :والحُجَّةُ لَهُ أنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ اللَّغْوَ قَسِيمًا لِلَّتِي كَسَبَها القَلْبُ، في هَذِهِ الآيَةِ، ولِلَّتِي عَقَدَ عَلَيْها الحالِفُ اليَمِينَ في قَوْلِهِ: ﴿ولَكِنْ يُؤاخِذُكم بِما عَقَّدْتُمُ الأيْمانَ﴾ [المائدة: 89] فَما عَقَّدْتُمُ الأيْمانَ هو ما كَسَبَتْهُ القُلُوبُ؛ لِأنَّ ما كَسَبَتْ قُلُوبُكم مُبَيَّنٌ، فَيُحْمَلُ عَلَيْهِ مُجْمَلُ ما عَقَّدْتُمْ، فَتَعَيَّنَ أنْ تَكُونَ اللَّغْوُ هي الَّتِي لا قَصْدَ فِيها إلى الحَلِفِ، وهي الَّتِي تَجْرِي عَلى اللِّسانِ دُونَ قَصْدٍ، وعَلَيْهِ فَمَعْنى نَفْيِ المُؤاخَذَةِ نَفْيُ المُؤاخَذَةِ بِالإثْمِ وبِالكَفّارَةِ؛ لِأنَّ نَفْيَ الفِعْلِ يَعُمُّ، فاليَمِينُ الَّتِي لا قَصْدَ فِيها، لا إثْمَ ولا كَفّارَةَ عَلَيْها، وغَيْرُها تَلْزَمُ فِيهِ الكَفّارَةُ لِلْخُرُوجِ مِنِ الإثْمِ بِدَلِيلِ آيَةِ المائِدَةِ؛ إذْ فَسَّرَ المُؤاخَذَةَ فِيها بِقَوْلِهِ ﴿فَكَفّارَتُهُ إطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ﴾ [المائدة: 89] فَيَكُونُ في الغَمُوسِ، وفي يَمِينِ التَّعْلِيقِ، وفي اليَمِينِ عَلى الظَّنِّ، ثُمَّ يَتَبَيَّنُ خِلافُهُ، الكَفّارَةُ في جَمِيعِ ذَلِكَ.
-الأقوال الأخرى في المراد باللغو في اليمين :
الأول : أنَّ لَغْوَ اليَمِينِ، أنْ يَحْلِفَ عَلى الشَّيْءِ يَظُنُّ أنَّهُ كَما حَلَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَتَبَيَّنُ أنَّهُ بِخِلافِهِ، وهو قَوْلُ أبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس وسليمان بن يسار والحسن ومجاهد وإبراهيم وقتادة .
والثاني: أنَّ لَغْوَ اليَمِينِ أنْ يَحْلِفَ بِها صاحِبُها في حالِ الغَضَبِ عَلى غَيْرِ عَقْدِ قَلْبٍ ولا عَزْمٍ، ولَكِنْ صِلَةً لِلْكَلامِ، وهو قَوْلُ ابن عباس و طاوُسٍ.
والثالث : أنَّ لَغْوَ اليَمِينِ أنْ يَحْلِفَ بِها في المَعْصِيَةِ، فَلا يُكَفِّرُ عَنْها، وهو قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، ومَسْرُوقٍ، والشَّعْبِيِّ، وقَدْ رَوى عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: « (مَن نَذَرَ فِيما لا يَمْلِكُ فَلا نَذْرَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى مَعْصِيَةٍ فَلا يَمِينَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَلا يَمِينَ لَهُ)» .
والرابع : أنَّ اللَّغْوَ في اليَمِينِ، إذا دَعا الحالِفُ عَلى نَفْسِهِ، كَأنْ يَقُولَ: إنْ لَمْ أفْعَلْ كَذا فَأعْمى اللَّهُ بَصَرِي، أوْ قَلَّلَ مِن مالِي، أوْ أنا كافِرٌ بِاللَّهِ، وهو قَوْلُ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ.
والخامس : أنَّ لَغْوَ اليَمِينِ هو ما حَنِثَ فِيهِ الحالِفُ ناسِيًا، وهَذا قَوْلُ النَّخَعِيِّ.
-السادس :كل يمين وصل بها الرجل كلامه من غير قصد ،قاله :إبراهيم ومجاهد
-الترجيح بين الأقوال :
الترجيح بين الأقوال يكون على حسب المعنى اللغوي للغو ، فاللغو هو ما لَمْ يَتَعَمَّدْهُ الشخص أو ما حَقُّهُ لِهَجَنَتِهِ أنْ يَسْقُطَ، فَيَقْوى عَلى هَذِا المعنى بأن المراد باللغو ما لا كسب للقلب فيه ، وهو ما جرى على اللسان كقول الرجل في عرض كلامه: " لا والله " و " بلى والله " وكحلفه على أمر ماض، يظن صدق نفسه، وإنما المؤاخذة على ما قصده القلب وفي هذا دليل على اعتبار المقاصد في الأقوال، كما هي معتبرة في الأفعال ، وقول عائشة رضي الله عنها هو ما رجحه الجمهور ودلت عليه الآحاديث .
ويدخل معه كل حلف لم يعقد فيه صاحبه العزم .
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
التخريج :
روى قول ابن عباس ابن وهب المصري وسعيد بن منصور وعبد ابن حميد من طريق التميمي عنه.
ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه .
وقال بهذا القول أيضًا : سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وعِكْرِمَةُ، وعَطاءٌ، والضَّحّاكُ.
-توجيه قول ابن عباس رضي الله عنه :
قالَ المُبَرِّدُ: "مُهَيْمِنٌ" في مَعْنى: "مُؤَيْمِنٍ" إلّا أنَّ الهاءَ بَدَلٌ مِنَ الهَمْزَةِ، كَما قالُوا: أرَقْتُ الماءَ، وهَرَقْتُ، وإيّاكَ وهِيّاكَ.
وَأرْبابُ هَذا القَوْلِ يَقُولُونَ: المَعْنى: أنَّ القُرْآنَ مُؤْتَمَنٌ عَلى ما قَبْلَهُ مِنَ الكُتُبِ.كما ذكر ابن الجوزي .
-الأقوال الأخرى الواردة في ذلك :
الأول : أنَّهُ شهيدا عليه ، رَواهُ أبُو صالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وبِهِ قالَ الحَسَنُ، وقَتادَةُ، والسُّدِّيُّ، ومُقاتِلٌ.
الثاني : أنَّهُ المُصَدِّقُ عَلى ما أخْبَرَ عَنِ الكُتُبِ، وهَذا قَوْلُ ابْنِ زَيْدٍ، وهو قَرِيبٌ مِنَ القَوْلِ الأوَّلِ.
الثالث: أنَّهُ الرَّقِيبُ الحافِظُ، قالَهُ الخَلِيلُ.
الرابع : أمينًا عليه :قاله البخاري .
-الترجيح بين الأقوال :
قال ابن عطية رحمه الله : ويُقالُ مِن "مُهَيْمِنٌ": "هَيْمَنَ الرَجُلُ عَلى الشَيْءِ"؛ إذا حَفِظَهُ؛ وحاطَهُ؛ وصارَ قائِمًا عَلَيْهِ أمِينًا؛ ويُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ "مُصَدِّقًا"؛ و"وَمُهَيْمِنًا"؛ حالَيْنِ مِنَ الكافِ في "إلَيْكَ"،فعلى هذا يكون القول الراجح والله أعلم أن معنى مهيمن هو الأمين والمصدق والرقيب فتدخل كل هذه الأقوال في تفسير الآية بذلك .
-وجاء في أن المراد ( ب المهيمن ) قولان :
1-أنه القرآن ، قول الجمهور
2- أنه النبي صلى الله عليه وسلم ،قاله مجاهد
الترجيح :
ضعف الطبري قول مجاهد قائلا :فتأويل الكلام على ما تأوّله مجاهدٌ: وأنزلنا الكتاب مصدّقًا الكتب قبله إليك، مهيمنًا عليه. فيكون قوله مصدّقًا حالاً من الكتاب وبعضًا منه، ويكون التّصديق من صفة الكتاب، والمهيمن حالاً من الكاف الّتي في إليك، وهي كنايةٌ عن ذكر اسم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، والهاء في قوله: {عليه} عائدةٌ على الكتاب.
وهذا التّأويل بعيدٌ من المفهوم في كلام العرب، بل هو خطأٌ، وذلك أنّ المهيمن عطفٌ على المصدّق، فلا يكون إلاّ من صفة ما كان المصدّق صفةً له، ولو كان معنى الكلام ما روي عن مجاهدٍ لقيل: وأنزلنا إليك الكتاب مصدّقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه؛ لأنّه لم تقدّمٌ من صفة الكاف الّتي في {إليك}، وليس بعدها شيءٌ يكون مهيمنًا عليه عطفًا عليه، وإنّما عطف به على المصدّق، لأنّه من صفة الكتاب الّذي من صفته المصدّق.
فإن ظنّ ظانٌّ أنّ المصدّق على قول مجاهدٍ وتأويله هذا من صفة الكاف الّتي في إليك، فإنّ قوله: {لما بين يديه من الكتاب} يبطل أن يكون تأويل ذلك كذلك، وأن يكون المصدّق من صفة الكاف الّتي في إليك، لأنّ الهاء في قوله: {بين يديه} كناية اسمٍ غير المخاطب، وهو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله إليك، ولو كان المصدّق من صفة الكاف لكان الكلام: وأنزلنا إليك الكتاب مصدّقًا لما بين يديك من الكتاب ومهيمنًا عليه، فيكون معنى الكلام حينئذٍ كذلك)
لكن ابن عطية رحمه الله رد عليه وغلطه في تفسير لفظة مجاهد لأن مجاهدا كان يقرأ"مُهَيْمَنًا عَلَيْهِ"؛ بِفَتْحِ المِيمِ الثانِيَةِ؛ فَهو بِناءُ اسْمِ المَفْعُولِ؛ وهو حالٌ مِنَ الكِتابِ؛ مَعْطُوفَةٌ عَلى قَوْلِهِ: "مُصَدِّقًا"؛ وعَلى هَذا يُتَّجَهُ أنَّ المُؤْتَمَنَ عَلَيْهِ هو مُحَمَّدٌ - صَلّى اللَـهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -؛ و"عَلَيْهِ"؛ في مَوْضِعِ رَفْعٍ؛ عَلى تَقْدِيرِ أنَّها مَفْعُولٌ لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ؛ هَذا عَلى قِراءَةِ مُجاهِدٍ ؛ وبذلك يمكن دخول تفسيره في الآية لكن القول الراجح والله أعلم ما عليه الجمهور لأنه الأنسب لسياق الآية .

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
رواه عبد الرزاق وابن جرير من طريق ابن المرتفع عنه .
وقال بهذا القول أيضًا :البخاري والفراء .
الأقوال الأخرى الواردة في ذلك :
الأول : تَسْوِيَةُ مَفاصِلِ أيْدِيكم وأرْجُلِكم وجَوارِحِكم دَلِيلٌ عَلى أنَّكم خُلِقْتُمْ لِعِبادَتِهِ، قالَهُ ابن زيد .
الثاني : في حِياتِكم ومَوْتِكم وفِيما يَدْخُلُ ويَخْرُجُ مِن طَعامِكم، قالَهُ السُّدِّيُّ.
الترجيح بين الأقوال :
قال الطبري :والصّواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إيّاكم {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكّروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانيّة خالقكم).
4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
رواه عبد ابن حميد وابن جرير من طريق محمد ابن عقيل عنه .
وقال بهذا القول أيضًا :ابن عباس وابن مسعود وابن الحنفية.
وورد في المراد بذلك أقوال أخرى :
أحَدُها: أنَّهُ كِتابُ اللَّهِ تَعالى، وهو قَوْلُ عَلِيٍّ وعَبْدِ اللَّهِ
والثّانِي: أنَّهُ الطَّرِيقُ الهادِي إلى دِينِ اللَّهِ تَعالى، الَّذِي لا عِوَجَ فِيهِ، وهو قَوْلُ ابْنِ عَبّاسٍ.
والرّابِعُ: هو رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وأخْيارُ أهْلِ بَيْتِهِ وأصْحابِهِ، وهو قَوْلُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ وأبِي العالِيَةِ الرِّياحِيِّ.
-الترجيح بين الأقوال :
الراجح كما قال ابن عطية رحمه الله أنه يجتمع مِن هَذِهِ الأقْوالِ كُلِّها أنَّ الدَعْوَةَ إنَّما هي في أنْ يَكُونَ الداعِي عَلى سُنَنِ المُنْعِمِ عَلَيْهِمْ مِنَ النَبِيِّينَ، والصِدِّيقِينَ، والشُهَداءِ، والصالِحِينَ في مُعْتَقَداتِهِ، وفي التِزامِهِ لِأحْكامِ شَرْعِهِ، وذَلِكَ هو مُقْتَضى القُرْآنِ والإسْلامِ، وهو حالُ رَسُولِ اللهِ ﷺ وصاحِبَيْهِ، وهَذا الدُعاءُ إنَّما أُمِرَ بِهِ المُؤْمِنُونَ وعِنْدَهُمُ المُعْتَقَداتُ، وعِنْدَ كُلِّ واحِدٍ بَعْضُ الأعْمالِ.

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
وقال بهذا القول أيضًا مجاهد .
التخريج :
رواه الترمذي مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من طريق شعيب بن الحبحاب ، حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا أبو الوليد، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالكٍ، قال: أتي رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم بقناعٍ عليه رطبٌ، فقال: {مثل كلمةً طيّبةً كشجرةٍ طيّبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السّماء تؤتي أكلها كلّ حينٍ بإذن ربّها}، قال: هي النّخلة {ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرارٍ} قال: هي الحنظل قال: فأخبرت بذلك أبا العالية، فقال: صدق وأحسن.
ورواه الترمذي وابن جرير من طريق أبي بكر بن شعيب بن الحبحاب عن أبيه عن أنس بن مالك موقوفا وصحح الترمذي هذا الطريق وقال أنه لم يرو هذا القول مرفوعا إلا من طريق حماد بن سلمة .
-الأقوال الأخرى الواردة في المراد بقوله ( كشجرة خبيثة )
الأول : أنَّها الكافِرُ،رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس .
الثاني : أنَّها الكَشُوشا ،قاله الزجاج
الثالث : أنَّهُ مَثَلٌ، ولَيْسَتْ بِشَجَرَةٍ مَخْلُوقَةٍ، رَواهُ أبُو ظِبْيانَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ.
-الترجيح :
في جامِعِ التِّرْمِذِيِّ عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ «مَثَلُ كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أصْلُها ثابِتٌ وفَرْعُها في السَّماءِ تُؤْتِي أُكْلَها كُلَّ حِينٍ بِإذْنِ رَبِّها قالَ: هي النَّخْلَةُ. ﴿ومَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ ما لَها مِن قَرارٍ﴾ قالَ: هي الحَنْظَلُ» لو صح هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسم الأمر بأن المراد بالشجرة الخبيثة هي شجرة الحنظل ،لكنه خبر ضعيف تفرد بروايته حماد بن سلمة ، فلذلك يرى ابن عطية أن تفسير الشجرة بالحنظلة إنما هو تفسير بالمثال ويمكن أن تدخل تحته التفاسير الأخرى والله أعلم .

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 3 ربيع الثاني 1441هـ/30-11-2019م, 11:51 PM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).

اختلفوا في المراد باللغو على أقوال :
القول الأول : ما يصل به كلامه من الحلف دون قصد ، وهو قول ابن عباس وعائشة وعكرمة والشعبي وابن عامر وأبو قلابة وأبو صالح .
وقول عائشة أخرجه ابن وهب المصري وعبد الرزاق في تفسيره والنسائي في السنن الكبرى وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره من طرق عن عروة عن عائشة بألفاظ متقاربة وبزيادات في بعضها .
وهذا القول مبني على بعض ما يتضمنه معاني اللغو في اللغة ، قال الجوهري : اللغو : الباطل ، واللغو رفث الكلام ، واللغو من الأيمان وهو مالا يعقد عليه القلب .
القول الثاني : الحلف بالظن الخاطيء ، وهو قول إبراهيم وابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وإبراهيم ، ابن أبي نجيح ، وسليمان يسار ، والربيع .
وهذا القول مبني أيضا على بعض ما يتضمنه معاني اللغة ، فاللغو في اللغة : الباطل ، كما ذكر ذلك الجوهري . فيكون هنا الظن الخاطيء هو باطل القول ، وقد جاء في الحديث أيضا : ( عفي عن أمتي الخطأ والنسيان ..) .
القول الثالث : الحلف لحظة الغضب من غير عقد ، وهو قول ابن عباس وطاوس .
وهذا القول مبني أيضا على بعض ما يتضمنه معاني اللغو في اللغة أيضا ، لأن الغضب لحظة يكون المرء قد يتكلم بدون وعي أو غير قصد .
قال الخليل أحمد : اللغو يعني اختلاط الكلام بالباطل .
وقال بن سيدة : اللغو السقط وكل ما لا يعتد به لغو .
ومنه حديث : (لا طلاق ولا عتاق في اغلاق )
القول الرابع : الحلف على فعل محرم أو ترك واجب، وهو قول سعيد بن جبير ومسروق والشعبي .
وهذا القول مبني على بعض ما يتضمنه معنى اللغو في اللغة ، فاللغو : الباطل كما ذكر ذلك الجوهري ، فالحلف على فعل محرم أو ترك واجب من الباطل ، كما جاء في الحديث : من حلف بغير الله كفر أو أشرك .
القول الخامس :الحلف بالدعاء على النفس ، وهو قول زيد بن أسلم وابن زيد .
وهو مبني على بعض معاني التي تتضمنها اللغو في اللغة ، فاللغو في اللغة الباطل ، فمن الباطل الحلف على النفس ، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم ، قال صلى الله عليه وسلم : لا تدعو ا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم ..) .
القول السادس : الحنث على حلف نسيانا ، وهو قول إبراهيم .
وهذا القول مبني على بعض ما يتضمنه معاني اللغو أيضا التي تشملها في اللغة ، فاللغو الباطل والذي لا يعتد به ، ومن الباطل الذي لا يعتد به أيضا الحلف نسيانا ، فقد جاء في الحديث : (عفي عن أمتي الخطأ والنسيان ) .

الراجح :
أن هذه الأقوال كلها صحيحة وكلها أمثلة على اللغو ، فهو اختلاف تنوع ، ولا تعارض بينها .
فاللغو في اللغة يشمل كل ما لافائدة منه ومالا يعتد به سواء من قصد بفعل خاطيء أو بدون قصد .


2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
اختلفوا في معناه على أقوال :
القول الأول : شهيدا ، وهو قول ابن عبا س ومجاهد والسدي وقتادة.
وهذا مبني على معناه اللغوي ، ففي اللغة ذكر ابن فارس في تهذيب اللغة : قَالَ الْكسَائي: الْمُهَيْمِن: الشَّهيد .
القول الثاني : رقيبا ، وهو قول ذكره مكي وابن جرير وغيرهم .
وهذا القول مبني على بعض معانيها اللغوية .
قال ابن فارس في تهذيب اللغة : هَيمَن يُهيمِن هَيْمنة: إِذا كَانَ رقيباً على الشَّيْء.
القول الثالث : أمينا ، وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد .
وهذا القول مبني على أصله اللغوي ، فقد قيل أن أصله في اللغة مؤيمن ، وهو مفعيل من الأمانة ، وقد ذكر ذلك ابن منظور في لسان العرب .

وقول ابن عباس أخرجه عبد الرزاق وسعيد بن منصور والثوري وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره وابن المنذر في تفسيره والبيهقي في الأسماء والصفات وعزاه السيوطي إلى الفرياني وإلى عبد بن حميد من طرق عن أبي اسحاق عن التميمي عن ابن عباس ، وأخرجه ابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .
وأبي اسحاق صدوق لكنه يخطيء .
القول الثالث: مصدقا ، وهو قول ابن زيد والحسن .
وهو مبني على لوزام الهيمنة ، فالهيمنة الحفظ والأمانة فمن لازمه أنه يكون مصدقا لما فيه من الأخبار أنه صدق .

القول الرابع : حافظا ، وهو قول ذكره ابن جرير و الألوسي وغيرهم .
وهذا القول مبني على قراءة ابن المحيصن بفتح الميم ( مهيمنا ) .
ومبني على بعض معانيها اللغوية ، فقال أبو عبيد: يقال: هيمن على الشيء، إذا حفظه.
القول الخامس : قاضيا ، وهو قول منسوب إلى سعيد بن المسيب والضحاك ، ذكره البغوي .
وهذا القول لم أجده .
وهذا القول مبني على دلالة ما يقتضيه هيمنة القرآن ، فيقتضي أنه يكون قاضيا وحاكما لما سبق ، كما قال الله تعالى في هذه الآية : ( فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ) .
الراجح :
أن كل الأقوال صحيحة ، ولا تعارض بين الأقوال ، فكل الأوصاف هي أوصاف القرآن ، فهو حافظا وشاهدا ورقيبا وأمينا لما قبله من الكتب السابقة .
قَالَ الْخَلِيلُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ قَدْ هَيْمَنَ الرَّجُلُ يُهَيْمِنُ إِذَا كَانَ رَقِيبًا عَلَى الشَّيْءِ وَشَاهِدًا عَلَيْهِ حَافِظًا.
قال الشوكاني : وَالْمَعْنَى عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ: أَنَّ الْقُرْآنَ صَارَ شَاهِدًا بِصِحَّةِ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ وَمُقَرِّرًا لِمَا فِيهَا مِمَّا لَمْ يُنْسَخْ، وَنَاسِخًا لِمَا خَالَفَهُ مِنْهَا، وَرَقِيبًا عَلَيْهَا وَحَافِظًا لِمَا فِيهَا مِنْ أُصُولِ الشَّرَائِعِ، وَغَالِبًا لَهَا لِكَوْنِهِ الْمَرْجِعَ فِي الْمُحْكَمِ مِنْهَا وَالْمَنْسُوخِ، وَمُؤْتَمَنًا عَلَيْهَا لِكَوْنِهِ مُشْتَمِلًا عَلَى مَا هُوَ مَعْمُولٌ بِهِ مِنْهَا وَمَا هُوَ مَتْرُوكٌ.

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
اختلفوا في المراد في قوله ( في أنفسكم ) على أقوال :
القول الأول :سبيل الغائط والبول ، وهو قول عبد الله بن الزبير وعلي بن أبي طالب .
وهذا القول مبني على بعض الأمثلة على الذي في الإنسان ، ومبني على تقدير المحذوف .
وقول عبد الله بن الزبير أخرجه عبد الرزاق في تفسيره و الثعلبي في تفسيره وابن جرير في تفسيره والبيهقي في الاعتقاد وشعب الإيمان عن محمد بن المرتفع عن عبد الله بن الزبير .
القول الثاني :تسوية البدن ، وهو حاصل قول ابن زيد .
وهذا القول مبني على دلالة عموم اللفظ ، فلفظة ( نفس ) لفظة عامة ، تدل على كل شيء في النفس ، وصيغة الجمع أيضا تفيد الإشارة إلى كل النفس ، من جوارح ومفاصل وغيرها .
القول الثالث : الحياة والموت ، وهو قول السدي ، ذكره الماوردي والقرطبي .
لم أجد هذا القول .
وهذا القول مبني على دلالة المحذوف ، وعلى مواضع أخرى من القرآن التي ذكرت عن جانب من جوانب النفس ، فقال تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ) .
الراجح :
الراجح أنها كل الأقوال صحيحة ، فيشمل البدن كله وتسويته لما فيها من عجائب وإعجاز خلقه ، فسواهن بأحسن صورة ، كما في قوله تعالى : ( الذي أحسن كل شيء خلقه ) ( الذي خلقك فسواك فعدلك . في أي صورة ما شاء ركبك ) ، وأيضا سبيل الخلاء والبول فيه عجائب صعنه ، وبديع خلقه .
قَال الْبُخَارِيُّ ج6ص139: قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]: «تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ فِي مَدْخَلٍ وَاحِدٍ، وَيَخْرُجُ مِنْ مَوْضِعَيْنِ».
ففي كل جسم من الإنسان عبرة حيا كان أو ميتا آيات وعبر ، وفيه دعوة للتفكر في وحدانية الله .
قال تعالى : ( وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) .


4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).

اختلفوا فيه على أقوال :
القول الأول : القرآن، وهو قول علي بن أبي طالب و عبد الله بن مسعود .
وهذا القول مبني على بعض ما يقتضيه المعنى اللغوي ، فالصراط في اللغة هو الطريق ، والقرآن طريق للهداية والاستقامة لما فيها من الأوامر والنواهي والأحكام وغيرها ، ومنه أيضا قوله تعالى : ( {وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى:52].

القول الثاني : الإسلام ، وهو قول جابر بن عبد الله و ابن عباس وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وابن الحنفية .
وهذا القول مبني على أن الصراط المستقيم هو الطريق المستقيم الذي يهدي إلى الله وإلى الجنة ، ولا طريق إلا بإلاسلام ، لقوله تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ، ومنه أيضا قوله تعالى : ( والله يدعو ا إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) ، وقال تعالى أيضا : (لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ).
وقول جابر بن عبد الله أخرجه المروزي في السنة وابن جرير والحاكم في مستدركه عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابر بن عبد اللّه، وعزاه السيوطي إلى وكيع وعبد بن حميد وابن المنذر والمحاملي في أماليه عنه .
القول الثالث: النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو قول أبي العالية وابن عباس .
وهذا القول مبني على الهداية ببعض لازم القول وهو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، لقوله تعالى : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) ،وقوله تعالى : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ، فتجد أنه هنا أضيفت الصراط إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
القول الرابع : طريق الحق ، وهو قول مجاهد .
وهذا القول مبني على المعنى اللغوي ، ولازم سياق الآية ، فالصراط في اللغة هو الطريق ، ويقتضي ذلك أن ما يهديه الله إليه هو طريق الحق .
وقد قال الله تعالى : (يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) .
القول الخامس : الطريق إلى الجنة ، وهو قول نقل عن ابن عباس وذكره ابن الجوزي .
لم أجد هذا القول ، لكن هذا القول مبني إلى لازم المعنى ، فالذي يهديه الله يقتضي ذلك أنه طريق إلى الجنة ، كقوله تعالى : ( والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) .

الراجح :
الراجح أن كل الأقوال صحيحة ، ولا تعارض بين الأقوال ، فالصراط المستقيم هو الطريق المستقيم ، وهذا الطريق المستقيم الإسلام ، كما قال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) ، وهذا الطريق المستقيم لا يصل إليه العبد إلا بالتمسك بالكتاب والسنة ، فقال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ( وأن هذا صراطي مستقيما فتبعوه ولا تتبعوا السب فتفرق بكم عن سبيله ) ، وهذا الطريق المستقيم هو نفسه الذي يؤدي إلى الحق ، وغيره الباطل ، كما قال تعالى : ( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل ) ، وقال تعالى : ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)، وقال تعالى أيضا : (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .
ولذلك قال تعالى في الشورى : (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ).
فهو الصراط الذي يؤدي إلى الله ، وهذا القرآن يؤدي إلى الله وهذا الإسلام دين الحق يؤدي إلى الله ، واتباع نبيه يؤدي إلى الله ، وكل ذلك هو من صراط الله ، فهي من اختلاف التنوع .

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
اختلفوا في الشجرة المراد بها على أقوال :
القول الأول : الحنظل ، وهو قول أنس بن مالك و مجاهد .
وقول أنس بن مالك أخرجه ابن جرير من طرق عن أنس بن مالك موقوفا ، وأخرجه الترمذي في سننه وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره وابن حبان في صحيحه وأبو نعيم في الطب النبوي والهيثمي في مواد الظمآن مرفوعا عنه .
وهذا القول مبني على ذكر مثال على الشجرة الخبيثة أو من أنواع النبتة الخبيثة في الطعم ، فصفة الحنظلة أنها شديدة المرارة .
القول الثاني : شجرة لم تخلق ، وهو قول ابن عباس .
وهذا القول مبني على أن القول للتشنيع وأنه قول على سبيل المجاز .
القول الثالث: شجرة الكشوت ، وهو قول ذكره الواحدي والشوكاني .
وهذا القول مبني على صفة الشجرة الخبيبثة التي ذكرت في سياق الآية ( اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ) ، فعلى صفتها قالوا أنها الكشوت ، وهو هو من أنواع الشجرة الخبيثة الموجودة .
قال الشوكاني : الكشوت بالضم وآخره مثلة ، وهي شجرة لا ورق لها ولا عروق .
القول الرابع : شجرة الثوم ، وهو قول الشوكاني .
وهذا القول مبني على صفة الشجرة في رائحتها ، فالثوم معروف برائحته السيئة ، فلقد قال الله تعالى أيضا في موضع آخر من القرآن : ( مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ) ، و جاء في الحديث : ( مَنْ أَكَلَ الثُّومَ أَوِ البَصَلَ مِنَ الجُوعِ أَوْ غَيْرِهِ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا.)
القول الخامس : الكمأة ، وهو قول ذكره الشوكاني .
وهذا القول على اعتبار أن الكمأة نبتة لا عروق لها ولا ورق لها ، فمبني على صفتها المذكور في الآية : ( اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ) .
القول السادس : الطحلب ، وهو قول ذكره الشوكاني .
وهذا القول مبني على أن الطحلب لا عروق لها ولا قرار لها في الأرض ، فمبني على صفتها أيضا المذكور في الآية .
الراجح :
أن كل الأقوال تشملها الآية فكل شجرة صفتها خبيثة ، رائحة أو طعما أو غيره تشملها الوصف ،و هي مثال على الكلمة الخبيثة ،ولكن الأكثرون على أنها شجرة الحنظل ، كما ذكر ذلك الألوسي ، وقال الألوسي عن الحنظل : ، وإطلاق الشجرة عليه للمشاكلة وإلا فهو نجم لا شجر.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 5 ربيع الثاني 1441هـ/2-12-2019م, 08:43 AM
الصورة الرمزية هيا أبوداهوم
هيا أبوداهوم هيا أبوداهوم غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 607
افتراضي

تعديل في التخريج :

رقم ( 1)تخريج حديث عائشة .
وقول عائشة أخرجه ابن وهب المصري في جامعه وعبد الرزاق في تفسيره والبخاري والنسائي في السنن الكبرى وابن جارود في المنتقى وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره والببيهقي في السنن الكبرى والبغوي في شرح السنة والقسطلاني في ارشاد الساري من طرق عن عروة عن عائشة بألفاظ نفسها وبعضها متقاربة وبزيادات في بعضها ، وأخرجه الإمام الشافعي في مسنده وسعيد بن منصور في تفسيره والبيهقي في معرفة السنن والآثار من طريق عَطَاء عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وبزيادات يسيرة ، وأخرجه إسحاق بن راهويه من طريق الأسود عن عائشة بزيادات يسيرة ،وأخرجه المخلص في المخلصيات عن القاسم وعطاء عن عائشة بنفس اللفظ ، وعزاه السيوطي إلى عبد بن حميد وابن المنذر عن عائشة بألفاظ متقاربة وبزيادات فيها .


رقم (3)تخريج حديث عبد الله بن الزبير :
وقول عبد الله بن الزبير أخرجه عبد الرزاق في تفسيره و الثعلبي في تفسيره وابن جرير في تفسيره والبيهقي في الاعتقاد وشعب الإيمان عن محمد بن المرتفع عن عبد الله بن الزبير وعزاه السيوطي إلى الفرياني وسعيد بن منصور عبد بن حميد وابن المنذر إلى عبد الله بن الزبير .
ولم أجده عند سعيد بن منصور وعند ابن المنذر .

رقم (5)تخريج حديث أنس :
وقول أنس بن مالك أخرجه البزار في مسنده و ابن الجعد في مسنده و ابن جرير من طرق عن معاوية بن قرة عن أنس بن مالك موقوفا وأخرجه وأبو نعيم في الطب النبوي من طريق حسان بن سعيد عن أنس موقوفا أيضا ، وأخرجه الترمذي في سننه وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره وابن حبان في صحيحه والأصبهاني في أمثال الحديث وأبو نعيم في الطب النبوي وابن المقريء في معجمه وابن بشران في أماليه وأبي يعلى في مسنده والهيثمي في مواد الظمآن مرفوعا من طرق عن حماد بن سلمة شعيب بن الحبحاب عن أنس ، وأخرج ابن بشران أيضا في أماليه عن قَتَادَةُ وَعَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ عن أنس مرفوعا ، كلها بزيادات يسيرة في بعضها .

قال الألباني في ضعيف مواد الظمآن :
ضعيف مرفوعًا، صحيح موقوفًا - "التعليقات الحسان" (1/ 348).

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 ربيع الثاني 1441هـ/7-12-2019م, 04:15 PM
بدرية صالح بدرية صالح غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 498
افتراضي

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
رواه عبدالرزاق في تفسيره ، والنسائي في سننه وابن جرير في تفسيره من طريق عروة ابن الزبير ....عن يحيى، عن هشام بن عروة، عن أبيه،عن طريق عروة ابن الزبير عن عائشة
رواه ابن جرير في تفسيره عن طريق ابن إسحاق، عن الزّهريّ، عن القاسم ……
ورواه ابن جرير قولاً عن حكّام بن سلمٍ، عن عبد الملك، عن عطاءٍ ...
وقال بهذا القول ابن عباس وعكرمة والشعبي وأبو قلابة ..
ومعناه هو الحلف من غير قصد ويكون في درج الكلام عند العامة كقول لاوالله وبلى والله وغيرها مما أعتاد عليه بعض الناس.
قال الألوسي : اللَّغْوُ السّاقِطُ الَّذِي لا يُعْتَدُّ بِهِ مِن كَلامٍ وغَيْرِهِ، ولَغْوُ اليَمِينِ .
وعِنْدَ الشّافِعِيِّ ؛ ما سِيقَ لَهُ اللِّسانُ، وما في حُكْمِهِ مِمّا لَمْ يُقْصَدْ مِنهُ اليَمِينُ؛ كَقَوْلِ العَرَبِ: لا واللَّهِ، لا بِاللَّهِ، لِمُجَرَّدِ التَّأْكِيدِ.
الأقوال الأخرى في اللغو في اليمين :
الأول : حلف الإنسان على الشّيء يظنّ أنّه الّذي حلف عليه، فإذا هو غير ذلك ، وهو قول أبو هريرة وابن عباس والحسن ومجاهد وإبراهيم وقتادة وابن أبي نجيح وسليمان بن يسار.
الثاني : من يحلف من غير عقد وعزم وهو في حالة غضب ، وهو قول ابن عباس وطاووس.
الثالث : الحلف على فعل ما نهى اللّه عنه، وترك ما أمر اللّه بفعله، وهو قول ابن عباس و سعيد بن جبير والشعبي ومسروق .
ودلالة وعلة ذلك مارواه ابن جرير في تفسيره عن طريق عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: من نذر فيما لا يملك فلا نذر له، ومن حلف على معصيةٍ للّه فلا يمين له، ومن حلف على قطيعة رحمٍ فلا يمين لا.
الرابع : هو اليمين الذي بمعنى الدّعاء من الحالف على نفسه إن لم يفعل كذا وكذا، وهو قول زيد بن أسلم.
الخامس : اللّغو في الأيمان: ما كانت فيه كفّارةٌ، وهو قول ابن عباس والضحاك.
قال الزجاج : وإنّما قيل له لغو لأن الإثم يسقط فيه إذا وقعت الكفارة.
السادس : اللّغو من الأيمان: هو ما حنث فيه الحالف ناسيًا ، وهو قول إبراهيم.
فهذه الأقوال من مترادفات القول لاتعارض فيها ، لكن يرجحها ماتواترت من طرق قول عائشة رضي الله عنها ...
قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال قول عائشة لأن يحيى القطان قال حدثنا هشام بن عروة قال أخبرني أبي عن عائشة في قوله: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} قالت: نزلت في قول الرجل لا والله وبلى والله.
فهذا إخبار منها عن علمها بحقيقة ما نزلت فيه هذه الآية.
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
القول الأول : مؤتمناً عليه ، قول ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن وعكرمة
أخرجه ابن وهب المصري وسعيد بن منصورفي سننه وابن حجر في فتح الباري وابن أبي حاتم في تفسيره وابن جرير في تفسيره عن محمّد بن طلحة عن ابن عباس …
وأخرجه ابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات من طرق عن أبي إسحاق عن التميمي …
الأقوال الأخرى في قوله تعالى :(ومهيمناً عليه} :
الأول : أي شديداً عليه ،قول ابن عباس والسدي وقتادة ومجاهد رواه عبدالرزاق في تفسيره وابن جرير في تفسيره
الثاني : معناه المهيمن المصدق ، قول ابن زيد
الثالث : سيداً عليه. قول ابن عباس والسدي.
الرابع : أميناً عليه ، ذكره البخاري
جميع هذه الأقوال تحتمل هذه المعاني وجميعها مايختص بشأن القرآن ومايهمه ..
قال ابن جرير : وأصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرّجل الشّيء وحفظه وشهده: قد هيمن فلانٌ عليه، فهو يهيمن هيمنةً، وهو عليه مهيمنٌ.
3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
أخرجه ابن عبدالرزاق في تفسيره وابن جرير في تفسيره والبيهقي عن طريق ابن جريج عن محمد بن المرتفع عن عبدالله بن الزبير
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق السدي ....
وهذا القول مبني على وظيفة من وظائف خلق الأنسان في بدنه .
والأقوال الأخرى :
الأول : خلق الله وتسوية مفاصل أبدانكم وجوارحكم دلالةٌ لكم على أن خلقتم لعبادته.قول ابن زيد وقتادة .
وهذا القول لعموم النفس البشرية ومافيها من أجزاء خلقت وسويت لمهام قدّرها الله سبحانه وتعالى لتقوم بها لتستمر الحياة إلى أن يشاء الله.
الثاني : في خَلْقِكم مِن تُرابٍ ثُمَّ إذا أنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ، قالَهُ ابْنُ زَيْدٍ.ذكره الماوردي
الثالث : في حِياتِكم ومَوْتِكم وفِيما يَدْخُلُ ويَخْرُجُ مِن طَعامِكم، قالَهُ السُّدِّيُّ.ذكره الماوردي.
الرابع : في الكِبَرِ بَعْدَ الشَّبابِ، والضَّعْفِ بَعْدَ القُوَّةِ، والشَّيْبِ بَعْدَ السَّوادِ، قالَهُ الحَسَنُ.ذكره الماوردي .
جميع هذه الأقوال تحتمل هذا المعنى ، لما تسوية الإنسان وبديع صنعه وماأوكل من وظائف لكل حاسة وعضو من أجزاء جسمه ، لكل منها مهامه الخاصة، لايطغي بعضها على بعض فسبحان الله رب العالمين.
قال ابن جرير : والصّواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه.
وقال ابن عطية : إحالة على النظر في شخص الإنسان، فإنه أكثر المخلوقات التي لدينا عبرة لما جعل الله تبارك وتعالى فيه -مع كونه من تراب- من لطائف الحواس، ومن أمر النفس وحياتها ونطقها، واتصال هذا الجزء منها بالعقل .

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
المراد بالصراط المستقيم : هو الطريق المستقيم الذي لاعوج فيه ،دين الإسلام . قول جابر بن عبدالله ، وابن عباس ، وابن الحنيفية وعبدالله بن زيد بن أسلم.
أخرجه ابن جرير عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابر بن عبد اللّه …
فصفة المستقيم لازمة للصراط ويحتملها المعنى ، وهو الذي لاعاوجاج فيه ولا انحراف .
الأقوال في الصراط المستقيم :
الأول : القرآن. قول علي رضي الله عنه. أخرجه ابن جرير من طرق عن الحارث.
فالقرآن هو الطريق الموصل إلى الإستقامة والرشد ، وهو الهداية والإرشاد.
الثاني : قيل هو رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وصاحباه من بعده: أبو بكرٍ وعمر، قول وابن عباس وأبو العالية .
اتباع النبي الكريم والإهتداء بهديه هو الطريق الموصل للجنة والصراط المستقيم ، قال تعالى :( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ …) ، فهدي النبي الكريم هو أهم السبل لهذا الطريق المستقيم.
الثالث : الحق. قول مجاهد.
مضمون معنى الصراط هو الطريق الواضح البين ، وطريق الحق يتضمن ذلك ، قال تعالى :( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً …)
جميع هذه الأقوال تحتمل هذا المعنى ، وجميعها موصله للهداية والاستقامة ، فالصراط المستقيم هو الطريق الحق الواضح البين الذي لاعوج فيه ، باتباع القرآن وهدي النبي الكريم لدين الإسلام الموصل إلى الجنان بتدبير الرحمن سبحانه ، قال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه )، فهو الدين المرشد إلى الاستقامة والهداية ، وهو الطريق الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده ، وهداهم له ، قال تعالى :( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ …) ، وقال تعالى :( وَإنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ).
قال أبو جعفرٍ: أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب.

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
المراد بالشجرة الخبيثة هي الحنظل ، قول أنس بن مالك ومجاهد
أخرجه الترمذي في سننه وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم والهيثمي في موارد الضمآن مرفوعاً عن طريق شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك …
وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره من طرق عن معاوية بن قرّة، عن أنس بن مالكٍ …
والأقوال فيها :
الأول : الشّجرة التي لم تخلق على الأرض ، قول ابن عباس .
الثاني : الكشوثا ، قاله الزجاج والشوكاني.
الثالث : شجرة الثوم. ذكره الشوكاني
الرابع : الكمأة ، ذكره الشوكاني
الخامس : الطحلبة ، ذكره الشوكاني.
فالراجح أن هذه الشجرة ليست معينة ، بل ماتشتمل عليه من رائحة أو طعم أو وصف فهي المراد بالشجرة الخبيثة ، ولكن الأغلب قال أنها الحنظلة والله أعلم.
قال الزمخشري : هي كل شجرة لا يطيب ثمرها كشجرة الحنظل والكشوث.
قال ابن عطية : والظاهر عندي أن التشبيه وقع بشجرة غير معينة إذا وجدت فيها هذه الأوصاف، فالخبث هو أن تكون كالعضاة، أو كشجرة السموم ونحوها إذا اجتثت، أي اقتلعت جثتها بنزع الأصول، وبقيت في غاية الوهن والضعف فتقلبها أقل ريح.، فالكافر يرى أن بيده شيئا، وهو لا يستقر ولا يغني عنه، كهذه الشجرة التي يظن بها على بعد -أو للجهل بها- أنها شيء نافع، وهي خبيثة الجنى غير باقية).

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 18 ربيع الثاني 1441هـ/15-12-2019م, 03:11 PM
أمل يوسف أمل يوسف غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 570
افتراضي




1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس)

.
هذا قول عائشة رضى الله عنها في المراد باللغو :وهو مايسبق على اللسان من اليمين بغير قصد
رواه ابن جرير من طريق هشام بن عروة عن أبيه عنها بهذا اللفظ
ورواه النسائى وابن جرير أيضا من طريق هشام بن عروة عن أبيه عنها بلفظه بدون {وما يتراجع به الناس}
ورواه ابن جرير من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عنها وفي بعضها زيادة كقولها {يصل بها كلامه}
ورواه ابن جرير من طرق كثيرة عن عطاء عنها بألفاظ متقاربة
ورواه عبد الرزاق وابن جرير من طريق معمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة بلفظ {يتدارءون في الأمر لايعقد عليه قلوبهم}
وروى ابن جرير نحو هذا القول عن ابن عباس من طريق عكرمة و قول مجاهد من طريق منصور عن الحكم عنه وقول الشعبي من طرق عن المغيرة عنه ومن طرق عن ابن عون عنه وقول عكرمة من طريق عاصم الأحول وقول أبي قلابة من طريق أيوب وقول أبي صالح من طريق اسماعيل بن أبي خالد

و بنحو هذا القول قال آخرون : -: كلّ يمينٍ وصل الرّجل بها كلامه على غير قصدٍ منه إيجابها على نفسه
وهو قول إبراهيم رواه ابن جرير من طريق هشام الدستوائى عن حماد عنه وقول مجاهد من طريق منصور عن الحكم عنه

حجة هذا القول: مارواه ابن جرير من طريق عوف الأعرابي عن الحسن البصرى مرسلا
قال: مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بقومٍ ينتضلون يعني يرمون ومع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من أصحابه، فرمى رجلٌ من القوم، فقال: أصبت واللّه وأخطأت فقال الّذي مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: حنث الرّجل يا رسول اللّه، قال: كلاّ أيمان الرّماة لغوٌلا كفارة فيها ولاعقوبة


الأقوال الأخرى في معنى اللغو :

-هى اليمين التى يحلف عليها الحالف ويراها كذلك ثم ينبين أنها بخلاف ذلك
وهو قول أبي هريرة رواه ابن جرير من طريق أبي معشرعن محمد بن قيس عنه وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق العوفيين ورواه بلفظ آخر مقارب من طريق على بن أبي طلحة وقول الحسن من طرق مختلفة عنه وقول مجاهد من طريق ابن أبي نجيح وقول ابن أبي نجيح من طريق عيسى وقول إبراهيم وقتادة والسدى وأبي مالك والربيع ومكحول والشعبي قول آخر وقول لعائشة رضي الله عنها رواه ابن أبي حاتم بصيغة التضعيف من طريق ابن شهاب عن عروة عنها ورواه ابن أبي حاتم من طريق عطاء بن أبي رباح عنها

-وقيل هى اليمين التى يحلف بها صاحبها حال الغضب عن غير قصد
وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق عطاء عن وسيم عن طاووس عنه ورواه ابن أبي حاتم من طريق عطاء عن طاووس عنه ، وقول طاووس من طريق أبي حمزة عن عطاء عنه
وحجة هذا القول :الحديث المرفوع الذي رواه ابن جرير من طريق الزهرى عن يحيى بن كثير عن طاووس عن ابن عباس يرفعه إلى النبي {لايمين في غضب}

-وقيل اللغو هو الحلف على فعل مانهى الله عنه وترك ما أمر الله به:
قول سعيد بن جبير رواه عبد الرزاق وابن جرير من طريق هشيم عن أبي بشر عنه ورواه ابن جرير من طرق عن داوود بن أبي هند عنه وهو قول مسروق رواه ابن جرير من طريق الشعبي عنه وقول ابن عباس أيضا
و سعيد بن جبير يرى أن عليه الكفارة ولايراها غيره إلا أن الشعبي قال كفارتها التوبة منها
حجة هذا القول مارواه ابن جرير من طريق عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: من نذر فيما لا يملك فلا نذر له، ومن حلف على معصيةٍ للّه فلا يمين له، ومن حلف على قطيعة رحمٍ فلا يمين لا
وما رواه ابن جرير من طريق عليّ بن مسهرٍ، عن حارثة بن محمّدٍ، عن عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: من حلف على يمين قطيعة رحمٍ، أو معصيةٍ للّه فبرّه أن يحنث بها ويرجع عن يمينه.

-وقيل :بمعنى دعاء الحالف على نفسه إن لم يفعل كذا وكذا أو بمعنى الشرك والكفر
وهو قول زيد بن أسلم رواه ابن جرير من طريق يحيى بن أيوب عنه بلاواسطة تارة و رواه ابن جرير أيضا وابن أبي حاتم من ذات الطريق بواسطة ابن عجلان وعمرو بن الحارث تارة أخرى بألفاظ متقاربة
وهو قول ابن زيد رواه ابن جرير من طريق ابن وهب عنه وهو قوله :أن يقول هو كافر بالله وهو إذن يشرك بالله

-وقيل اللغو من الأيمان ماكانت فيه كفارة وهو أن يحلف على شىء فيه إضرار ثم يرى غيره خيرا منه فيتركه ويكفر عن يمينه
وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة والضحاك من طريق جويبر

-وقيل هوما حنث فيه الحالف ناسيا
وهو قول إبراهيم رواه عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق هشيم عن مغيرة عنه
دراسة الأقوال:
قال ابن عطية :وطريقة النظر أن يتأمل لفظة اللغو ولفظة الكسب، ويحكم موقعهما في اللغة، فكسب المرء ما قصده ونواه، واللغو ما لم يتعمده أو ما حقه لهجنته أن يسقط، فيقوى على هذه الطريقة بعض الأقوال المتقدمة ويضعف بعضها

وتفصيل ما قاله ابن عطية عند أبن جرير :
قال أبو جعفر: و"اللغو" من الكلام في كلام العرب، كل كلام كان مذموما وسقطا لا معنى له مهجورا، يقال منه:"لغا فلان في كلامه يلغو لغوا" إذا قال قبيحا من الكلام، ومنه قول الله تعالى ذكره: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) ، وقوله: (وإذا مروا باللغو مروا كراما). ومسموع من العرب:"لغيت باسم فلان"، بمعنى أولعت بذكره بالقبيح. فمن قال:"لغيت"، قال:"ألغى لغا"، وهي لغة لبعض العرب،
فإذا كان"اللغو" ما وصفت، وكان الحالف بالله:"ما فعلت كذا" وقد فعل،"ولقد فعلت كذا" وما فعل - واصلا بذلك كلامه على سبيل سبوق لسانه من غير تعمد إثم في يمينه، ولكن لعادة قد جرت له عند عجلة الكلام = والقائل:"والله إن هذا لفلان" وهو يراه كما قال، أو:"والله ما هذا فلان! " وهو يراه ليس به = والقائل:"ليفعلن كذا والله - أو: لا يفعل كذا والله" على سبيل ما وصفنا من عجلة الكلام وسبوق اللسان للعادة، على غير تعمدحلف على باطل = والقائل:"هو مشرك، أو هو يهودي أو نصراني، إن لم يفعل كذا - أو إن فعل كذا" من غير عزم على كفر أو يهودية أو نصرانية = (جميعهم قائلون هجرا من القول وذميما من المنطق، وحالفون من الأيمان بألسنتهم ما لم تتعمد فيه الإثم قلوبهم = كان معلوما أنهم لغاة في أيمانهم، لا تلزمهم كفارة في العاجل، ولا عقوبة في الآجل، لإخبار الله تعالى ذكره أنه غير مؤاخذ عباده، بما لغوا من أيمانهم، وأن الذي هو مؤاخذهم به، ما تعمدت فيه الإثم قلوبهم.

وإذ كان ذلك كذلك = وكان صحيحا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها، فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه"، كان بينا أن من ألزم الكفارة في عاجل دنياه فيما حلف به من الأيمان فحنث فيه، وإن كانت كفارة لذنبه، فقد واخذه الله بها بإلزامه إياه الكفارة منها، وإن كان ما عجل من عقوبته إياه على ذلك، مسقطا عنه عقوبته في آجله. وإذ كان تعالى ذكره قد واخذه بها، فغير جائز لقائل أن يقول وقد وأخذه بها: هي من اللغو الذي لا يؤاخذ به قائله.
فإذ كان ذلك غير جائز، فبين فساد القول الذي روي عن سعيد بن جبير أنه قال:"اللغو الحلف على المعصية"، لأن ذلك لو كان كذلك، لم يكن على الحالف على معصية الله كفارة بحنثه في يمينه. وفي إيجاب سعيد عليه الكفارة، دليل واضح على أن صاحبها بها مؤاخذ، لما وصفنا من أن من لزمه الكفارة في يمينه، فليس ممن لم يؤاخذ بها.
فإذا كان"اللغو" هو ما وصفنا = مما أخبرنا الله تعالى ذكره أنه غير مؤاخذنا به - وكل يمين لزمت صاحبها بحنثه فيها الكفارة في العاجل، أو أوعد الله تعالى ذكره صاحبها العقوبة عليها في الآجل، وإن كان وضع عنه كفارتها في العاجل - فهي مما كسبته قلوب الحالفين، وتعمدت فيه الإثم نفوس المقسمين. وما عدا ذلك فهو"اللغو"،


2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).

رواه عبد الله بن وهب من طريق محمد بن طلحة ورواه سعيد بن منصور وابن أبي حاتم من طريق أبي اسحاق عن رجل من بنى تميم عنه ورواه ابن جرير وابن حجر في التغليق من طريق سفيان عن أبي إسحاق عن التميمي عنه
وقد صرح ابن أبي حاتم باسم الرجل التميمى قال :واسمه أربد التميمى
ورواه ابن جرير من طريق العوفي عنه بلفظ : وهو القرآن، شاهدٌ على التّوراة والإنجيل، مصدّقًا لهما {مهيمنًا عليه} يعني: أمينًا عليه، يحكم على ما كان قبله من الكتب
وقال بعض المفسّرين: المهيمن الشّهيد والشّاهد، وقيل: الرّقيب، وقيل: الحفيظ ، ذكره صاحب عمدة القاري
.
-وقيل أمينا : وهو قول لابن عباس رواه ابن أبي حاتم وابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عنه قال: والمهيمن الأمين والقرآن أمين على كل كتاب قبله
وهو قول سعيد بن جبير رواه ابن جرير من طريق على بن بذيمة والحسن رواه ابن جرير من طريق أبي رجاء عنه وصرح الحسن بأنه قول عكرمة

-وقيل سيدا
قول ابن عباس رواه ابن أبي حاتم من طريق العوفيين عنه

قال ابن حجر في الفتح: قوله المهيمن القرآن أمينٌ على كل كتاب قبله أورد بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله تعالى ومهيمنا عليه قال القرآن أمينٌ على كلّ كتابٍ كان قبله وروى عبد بن حميدٍ من طريق أربدة التّميمي عن بن عبّاس في قوله تعالى ومهيمنا عليه قال مؤتمنا عليه وقال بن قتيبة وتبعه جماعةٌ مهيمنًا مفيعلٌ من أيمن قلبت همزته هاءً وقد أنكر ذلك ثعلبٌ فبالغ حتّى نسب قائله إلى الكفر لأنّ المهيمن من الأسماء الحسنى وأسماء اللّه تعالى لا تصغّر والحقّ أنّه أصلٌ بنفسه ليس مبدلًا من شيءٍ وأصل الهيمنة الحفظ والارتقاب تقول هيمن فلانٌ على فلانٍ إذا صار رقيبًا عليه فهو مهيمنٌ قال أبو عبيدة لم يجئ في كلام العرب على هذا البناء إلّا أربعة ألفاظٍ مبيطرٌ ومسيطرٌ ومهيمنٌ ومبيقرٌ).

وأما مجاهد فقد فسر المراد بمهيمنا عليه :مؤتمنا عليه لكن أراد به النبي صلى الله عليه وسلم لا القرآن فقد روى ابن جرير من طرق وابن أبي حاتم عن ابن أبي نجيح عنه قوله محمد صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن و من طريق حجاج عن ابن جريج عنه بلفظ: مؤتمنًا على القرآن وشاهدًا ومصدّقًا
التوجيه لقول مجاهد :وجهه في قوله تعالى {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه}
ووجه ذلك أن المهيمن في اللغة من الهيمنة وأصله الحفظ والإرتقاب يقال هيمن فلان على الشيء إذا حفظه ورقبه فهو عليه مهيمن فالنبي صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن بحفظه وتبليغه كما أنزل لايبدل ولايزيد ولاينقص وكما قال تعالى {وما هو على الغيب بضنين} فمن هذه الجهة ربما يكون فسرها مجاهد وهذا التفسير لايناقض تفسير جمهور السلف بأن المهيمن وصف للقرآن لا للنبي صلى الله عليه وسلم وذلك لأن النبي إذا كان مؤتمنا على تبليغ الوحى وقد فعل فالوحى بنفسه مشتمل على مايشهد بأنه مهيمن على ماسبقه من الكتب السماوية فما صدقه منها فهو الصدق والعكس بالعكس فالقرآن مهيمن على ماسبقه وحاكم وشهيد عليه والرسول مهيمن وشاهد ومؤتمن على مافي القرآن والله اعلم
وقد رد هذا التأويل ابن جرير وقال هو بعيد من المفهوم من كلام العرب بل هو خطأ .والله أعلم بمراده

الأقوال الأخرى:
-شهيدا عليه :
وهو قول آخر لابن عباس رواه ابن جرير من طريق على بن أبي طلحة عنه
وقول قتادة رواه عبد الرزاق عن معمر عنه وقول السدي من طريق أسباط

-وقيل المهيمن :المصدق
وهو قول ابن زيد رواه ابن جرير من طريق ابن وهب قال: مصدّقًا عليه. كلّ شيءٍ أنزله اللّه من توراةٍ أو إنجيلٍ أو زبورٍ فالقرآن مصدّقٌ على ذلك، وكلّ شيءٍ ذكر اللّه في القرآن فهو مصدّقٌ عليها وعلى ما حدّث عنها أنّه حقٌّ
الترجيح:
قال أبو عبيد :يقال هيمن على الشيء يهيمن إذا كان له حافظا وهذه الأقوال كلها متقاربة المعاني لأنه إذا كان حافظا للشيء فهو مؤتمن عليه وشاهد وقرأ مجاهد وابن محيص (ومهيمنا عليه) بفتح الميم وقال مجاهد أي محمد صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن)
قال ابن جرير :أنزلنا الكتاب الّذي أنزلناه إليك يا محمّد مصدّقًا للكتب قبله، وشهيدًا عليها أنّها حقٌّ من عند اللّه، أمينًا عليها، حافظًا لها.
وأصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرّجل الشّيء وحفظه وشهده: قد هيمن فلانٌ عليه، فهو يهيمن هيمنةً، وهو عليه مهيمنٌ
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل. إلاّ أنّهم اختلفت عباراتهم عنه
ففي كلامهم رحمهم الله مايبين أن كل ماذكر في معنى المهيمن صحيح وهو من باب تفسير الشيء ببعض معناه والله أعلم

. 3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»

قول عبد الله بن الزبير رواه عبد الرزاق وابن جرير من طريق ابن جريج عن محمد بن المرتفع عنه
ورواه سعيد بن منصور في سننه وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي كما في الدر المنثور للسيوطى ووقفت عليه عند ابن أبي حاتم غير مسندا
وروى بنحو هذا القول عن على رضي الله عنه والسدى كما في الدر المنثور
وهو قول الفراء واختيار البخاري
الأقوال الأخرى :
تسوية المفاصل والأبدان دلالة أنكم خلقتم للعبادة وهو قول ابن زيد رواه ابن جرير من طريق ابن وهب عنه
وقول قتادة رواه ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ كما في الدر المنثور ولم أقف عليه
وذكر الماوردى أقوالا أخرى :
-في خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ونسبه لابن زيد
-في حياتكم وموتكم وما يدخل ويخرج من طعامكم ونسبه للسدي
-في الكبر بعد الشباب والضعف بعد القوة والشيب بعد السواد ونسبه للحسن
-ويحتمل سادسا أنه نجح العاجز وحرمان الحازم
ولم أقف عليه كما نسبه لابن زيد والحسن
واالراجح :
ما ذكره ابن جرير أن معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إيّاكم {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكّروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانيّة خالقكم
فالآية تحتمل جميع هذه المعانى وهى من باب التفسير بالمثال

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام)
الصراط في اللغة :هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ثم تستعيره العرب في كل قول او عمل وصف بالإستقامة أو الاعوجاج،ذكره الطبري
الأقوال في المراد بالصراط المستقيم :
- الإسلام :قول جابر رضي الله عنه : رواه ابن جرير والحاكم في مستدركه من طريق الحسن بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عنه
ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق معاوية بن صالح عن النواس بن سمعان مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق ميمون بن مهران عنه وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم من طريق ابن وهب
ورواه ابن جرير عن ابن الحنفية بلفظ دين الله الذي لايقبل من العباد غيره وعن ابن عباس وابن مسعود أيضا أنه الإسلام
ورواه عبد بن حميد عن أبي العالية كما في الدر المنثور :تعلموا الإسلام فإذا علمتموه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فإن {الصراط المستقيم} الإسلام ولا تحرفوا يمينا وشمالا
-القرآن:رواه ابن جرير من طريق حمزة الزيات عن على موقوفا عليه ومرة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك رواه ابن جريروابن أبي حاتم عن على مرفوعا من طريق الحارث
وهو قول ابن مسعود رواه الحاكم في مستدركه من طريق أبي وائل عنه
وقول أبي وائل رواه ابن جرير من طريق سفيان عن منصور عنه
-هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه من بعده :وهو قول أبي العالية رواه ابن جريروابن أبي حاتم من طريق عاصم عنه وصدقه الحسن في الخبر
ورواه الحاكم في مستدركه عن ابن عباس من طريق أبي العالية عنه
-وفسر بالطريق الهادى لدين الله وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق ابن جريج ومن طريق الضحاك
-وفسر بالحق :وهو قول مجاهد رواه ابن أبي حاتم من طريق عمر بن ذر عنه وقول ابن عباس من طريق الضحاك قال ألهمنا دينك الحق وهو لا إله إلا الله وحده لاشريك له
وأرى أن هذا القول يرجع إلى القول الأول وهو الإسلام
توجيه الأقوال :
القول بأن الصراط هو الإسلام وفي تفسير الصراط بالإسلام حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الأصل في تفسير المراد بالصراط لأنه تفسير نبوى
وأما القول بأنه القرآن وفيه حديث مرفوع وفيه ضعف ولكن معناه صحيح وهو تفسير الإسلام بجزء من معناه فمن معانى الإسلام الإقرار بالشهادتين والإيمان بالكتب والقرآن هو كتاب الله المشتمل على دين الإسلام بشرائعه وعقائده وآدابه
ومن فسره بأنه رسول الله فهو تفسير بلازم المعنى وذلك أن دين الإسلام لابد له من داع يدعو إليه ويبينه وهو رسول الله فلاسبيل للإهتداء إلى هذا الدين إلا من طريق الرسول ومن سلك مسلكه واهتدى بهديه خاصة أبو بكر وعمر
-ومن فسره بالحق فهو وصف لدين الإسلام وحقيقته فهو الدين الحق الثابت الذي لايقبل الله من العباد غيره وحقيقته توحيد الله وشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله
ومن ذلك يتضح أن جميع الأقوال المذكورة تدخل في تفسير المراد بالصراط المستقيم وأولاها التفسير النبوى أنه الإسلام ويدخل فيه أنه كتاب الله ودليله قوله تعالى {يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام} ويدخل فيه القول بأنه رسول الله ودليله قوله تعالى {وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم }
فالرسول يهدى بكتاب الله تعالى إلى دين الإسلام الذي هو دين الحق والإستقامة وهو الصراط المستقيم .

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
قول أنس: رواه الترمذي وابن جريروابن أبي حاتم عن أنس مرفوعا من طريق حماد بن سلمة وفيه : قال شعيب :فأخبرت بذلك أبي العالية فقال صدق وأحسن وفي رواية ابن جرير قال أبو العالية :كذلك كانوا يقولون
وقال ابن جرير: وقد روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بتصحيح قول من قال: هي الحنظلة خبرٌ، فإن صحّ فلا قول يجوز أن يقال غيره، وإلاّ فإنّها شجرةٌ بالصّفة الّتي وصفها اللّه بها
ورواه أيضا الترمذي عن قتيبة وحماد بن زيد من طرق عن شعيب بن الحبحاب عن أنس موقوفا وقال الترمذي عند ذكر رواية قتيبة وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة
وقال ورواه معمر وغير واحد ولم يرفعوه
ورواه ابن جرير الطبري عن أنس من طرق عن شعبة عن معاوية بن قرة عنه موقوفا
ورواه ابن جرير من طريق شعيب بن الحبحاب تارة عن أنس وتارة مع أبي العالية ورواه من طرق عن شعيب عنه
وهو قول مجاهد أيضا رواه ابن جرير من طريق ابن أبي نجيح عنه

الأقوال الأخرى في المراد بالشجرة الخبيثة:
-هذه الشجرة لم تخلق على الأرض:وهو قول ابن عباس رواه ابن جريرمن طريق قابوس
التوجيه:
قول أنس رضي الله عنه محمله ما رواه ابن جرير من طريق شعيب عنه قال: تلكم الحنظل، ألم تِرْوا إلى الرّياح كيف تُصَفّقُها يمينًا وشمالا؟
والمراد من قوله أن غير المؤمن لا ثبات له ولا أصل يركن إليه وهو مذبذب وهذا يؤيده ما رواه كعب بن مالك في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {مثل المؤمن كالخامة من الزرع تفيئها الريح تارة وتعدلها تارة ومثل المنافق كالأرزة لاتزال حتى يكون انجعافها مرة واحدة }والمراد أن المنافق لاثبات له بل ظاهره كذلك بخلاف حقيقته
فالحنظلة لا جذور لها تثبتها في الأرض بل هى سطحية كما أشار إليها أنس بقوله {الشريان}وهى لا ساق لها يرتفع بها لأعلى بل تنمو على سطح الأرض وهى في مقابل تأويل الكلمة الطيبة بالنخلة التى جذورها تضرب فى أعماق الأرض ويرتفع ساقها في السماء وهذا فيه تشبيه عمل الكافر الذي لايصعد إلى الله تعالى ولايقبل منه بهذه الشجرة
وأما قول ابن عباس فربما محمله أن الشجرالخبيث لايعرف في الدنيا والله أعلم
وعلى ذلك فكما قال ابن جرير فإن القول بأنها الحنظلة هو قول أكثر السلف كما قال أبو العالية والقول المقابل له هو قول ابن عباس فكلا القولين محتمل والله أعلم

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 26 ربيع الثاني 1441هـ/23-12-2019م, 10:19 PM
منيرة محمد منيرة محمد غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - الامتياز
 
تاريخ التسجيل: Aug 2014
الدولة: السعودية
المشاركات: 668
افتراضي

خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:
1 :قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس)
-تخريج قول عائشة :
رواه عبدالرزاق والنسائي والطبري وابن حاتم من طريق عروة عن عائشة رضي الله عنها .
-الأقوال الأخرى .
أحدها: أن يحلف على الشيء يظن أنه كما حلف، ثم يتبين خلافه.
رواه ابن جرير عن ،أبو هريرة، وابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة ،وإلى هذا المعنى ذهب عطاء، والشعبي، وابن جبير .
ووجه هذا القول ، أن الله جعل المؤاخذة على كسب القلب لا على الحنث باليمين، لقوله:( وَلَـٰكِن یُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتۡ قُلُوبُكُمۡۗ) .
الثاني: أنه يمين الرجل وهو غضبان من غير عقد قلب ولا عزم،رواه ابن جريرمن طريق طاووس عن ابن عباس،وقال به طاووس.
الثالث : الحلف على المعصية، قال به سعيد بن جبير، ومسروق، والشعبي .
واختلف في هذه اليمين هل تلزمها كفارة أم لا ؟ .
روى ابن جرير من عدة طرق عن سعيد بن جبير أنه يكفر عن يمينه ،ورجح ابن جرير ان ليس عليه كفارة ،وذلك لعدم عقد القلب عليها، وإنما هي من لغو اللسان .
وروى ابن جرير عن سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، ومسروق،والشعبي أنه لايكفر .
وعلة من قال بهذا الحديث المروي عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله ﷺ قال: "من نذر فيما لا يملك فلا نذر له، ومن حلف على معصية لله فلا يمين له، ومن حلف على قطيعة رَحِمٍ فلا يمينَ له".
الرابع : أن يحلف الرجل على شيء، ثم ينساه ، رواه ابن جرير عن النخعي .
الخامس : دعاء الحالف على نفسه، كأن يقول: إن لم أفعل كذا فأعمى الله بصري، أو قلل من مالي .
رواه ابن جرير عن زيد بن أسلم من عدة طرق .
-تحرير هذه المسألة .
قال ابن عطية " وطريقة النظر أن تتأمل لفظة اللغو ولفظة الكسب، ويحكم موقعهما في اللغة، فكسب المرء ما قصده ونواه، واللغو ما لم يتعمده أو ما حقه لهجنته أن يسقط، فيقوى على هذه الطريقة بعض الأقوال المتقدمة ويضعف بعضها.
قال الزجاج: اللغو في كلام العرب: ما أطرح ولم يعقد عليه أمر، ويسمى ما لا يعتد به، لغوا.
وقال أبو جرير: "واللغو" من الكلام في كلام العرب، كل كلام كان مذموما وسقطا لا معنى له مهجورا،) يقال منه:"لغا فلان في كلامه يلغو لغوا" إذا قال قبيحا من الكلام، ومنه قول الله تعالى ذكره: ﴿وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه﴾ .
وعند النظر في الأقوال السابقة مع ما ورد من قول عائشة رضي الله عنها، نقدر أن نرجعها الأقوال الواردة إلى قولين :
الأول :أن المراد به اليمين التي لم يقصد عقدها.
قال ابن كثير بعد أن ذكر قول عائشة رضي الله عنها " ثم قال ابن أبي حاتم: وروي عن ابن عمر، وابن عباس في أحد أقواله، والشعبي، وعكرمة في أحد قوليه، وعطاء، والقاسم بن محمد، ومجاهد في أحد قوليه، وعروة بن الزبير، وأبي صالح، والضحاك في أحد قوليه، وأبي قلابة، والزهري، نحو ذلك.
وقال ابن جرير "وعلة من قال هذا القول من الأثر، ما - حدثنا به محمد بن موسى الحرشي قال، حدثنا عبيد الله بن ميمون المرادي قال، حدثنا عوف الأعرابي، عن الحسن بن أبي الحسن قال: مر رسول الله ﷺ بقوم ينتضلون - يعني: يرمون - ومع النبي ﷺ رجل من أصحابه، فرمى رجل من القوم فقال: أصبت والله، وأخطأت! فقال الذي مع النبي ﷺ: حنث الرجل يا رسول الله! قال: كلا أيمان الرماة لغو لا كفارة فيها ولا عقوبة.
والثاني: أن يحلف على شيء يغلب على ظنه أنه كما حلف، ثم يتبين بخلافه.
قال ابن جرير رحمه الله تعالى بعد أن أورد الأقوال السابقة وحججها وما يرد’ عليها به ،"فإذا كان"اللغو" هو ما وصفنا = مما أخبرنا الله تعالى ذكره أنه غير مؤاخذنا به، وكل يمين لزمت صاحبها بحنثه فيها الكفارة في العاجل، أو أوعد الله تعالى ذكره صاحبها العقوبة عليها في الآجل، وإن كان وضع عنه كفارتها في العاجل فهي مما كسبته قلوب الحالفين، وتعمدت فيه الإثم نفوس المقسمين، وما عدا ذلك فهو"اللغو"، وقد بينا وجوهه فتأويل الكلام إذا: (لا تجعلوا الله أيها المؤمنون قوة لأيمانكم وحجة لأنفسكم في إقسامكم، في أن لا تبروا ولا تتقوا ولا تصلحوا بين الناس، فإن الله لا يؤاخذكم بما لغته ألسنتكم من أيمانكم فنطقت به من قبيح الأيمان وذميمها، على غير تعمدكم الإثم، وقصدكم بعزائم صدوركم إلى إيجاب عقد الأيمان التي حلفتم بها، ولكنه إنما يؤاخذكم بما تعمدتم فيه عقد اليمين وإيجابها على أنفسكم، وعزمتم على الإتمان على ما حلفتم عليه بقصد منكم وإرادة،) فيلزمكم حينئذ إما كفارة في العاجل، وإما عقوبة في الآجل.
وقال السمعاني " والأصح: ما قالت عائشة؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم﴾ وكسب القلب: هو القصد بالقلب إلى اليمين؛ فدل أن يمين اللغو: ما لم يقصد بالقلب."

2 : قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
تخريج قول ابن عباس :
رواه ابن وهب في الجامع،وسعيد بن منصور في سننه،وخرجه البخاري،وذكره العسقلاني في " تغليق التعليق"ورواه ابن جرير عن ابن عباس من عدة طرق،وكذلك روى ابن أبي حاتم .
- الأقوال الأخرى الواردة :
الأول : شهيداً عليه . رواه عبدالرزاق وابن جريرعن قتادة ورواه ابن جرير عن ابن عباس في رواية أخرى له ،وللسدي .
قال ابن عثيمين رحمه الله :" وقيل: معناها الشاهد؛ أي: شاهد عليه، وهذا فيه نظر؛ لأن (شاهدًا) يغني عنها (مصدقًا).
الثاني : مصدقا . رواه ابن جرير عن ابن زيد
الثالث : حفيظا .
الرابع : سيّدا. رواه بن أبي حاتم عن ابن عباس، ونحوه عن السّدّيّ .
الخامس : حاكماً . ذكره ابن كثيرعن ابن عباس من طريق العوفي .
قال ابن عثيمين رحمه الله وقيل: الهيمنة بمعنى: السيطرة والحكم؛ أي أنه حاكم على ما سبقه من الكتب، مسيطر عليها، ناسخ لها، وهذا المعنى أصح؛ لأن القرآن مهيمن على كل الكتب السابقة.
وروى بن أبي حاتم عن بن أبي نجيحٍ قوله: ومهيمنًا عليه قال: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم مؤتمنٌ على القرآن.
قال:وروي عن عكرمة والحسن وسعيد بن جبيرٍ وعطاءٍ الخراسانيّ أنّه الأمين.)
وقال ابن كثير: وأما ما حكاه ابن أبي حاتم، عن مجاهد، في قوله: ﴿ومهيمنا عليه﴾ يعني: محمدا ﷺ أمين على القرآن، فإنه صحيح في المعنى، ولكن في تفسير هذا بهذا نظر، وفي تنزيله عليه من حيث العربية أيضا نظر.
-"تحرير هذه المسألة .
قال ابن جرير عليه رحمة الله:" يقول الله تعالى :أنزلنا الكتاب الّذي أنزلناه إليك يا محمّد مصدّقًا للكتب قبله، وشهيدًا عليها أنّها حقٌّ من عند اللّه، أمينًا عليها، حافظًا لها.
وأصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرّجل الشّيء وحفظه وشهده: قد هيمن فلانٌ عليه، فهو يهيمن هيمنةً، وهو عليه مهيمنٌ.
وقال ابن عطية " ولفظة المهيمن أخص من هذه الألفاظ؛ لأن المهيمن على الشيء هو المعني بأمره؛ الشاهد على حقائقه؛ الحافظ لحاصله؛ فلا يدخل فيه ما ليس منه .
وقال " ويقال من "مهيمن": "هيمن الرجل على الشيء"؛ إذا حفظه؛ وحاطه؛ وصار قائما عليه أمينا .
قال ابن كثير "وهذه الأقوال كلها متقاربة المعنى، فإن اسم "المهيمن" يتضمن هذا كله، فهو أمين وشاهد وحاكم على كل كتاب قبله .

: 3 قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول<<
- تخريج قول ابن الزبير .
رواه عبدالرزاق وبن جرير عن ابن المرتفع عن عبدالله بن الزبير،وعزاه السيوطي في الدر المنثور، إلى الفريابي وسعيد بن منصور، ، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان ولم أجده .
-الأقوال الأخرى.
أحدها: تسوية مفاصل أيديكم وأرجلكم وجوارحكم دليل على أنكم خلقتم لعبادته، قاله قتادة ذكره القرطبي ، ونسبه الواحدي إلى مقاتل .
الثاني: في خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون، قاله ابن زيد ، ذكره القرطبي .
الثالث: في حياتكم وموتكم وفيما يدخل ويخرج من طعامكم، قاله الفراء .
الرابع: في الكبر بعد الشباب، والضعف بعد القوة، والشيب بعد السواد، ذكره القرطبي عن الحسن .
الخامس: اختلاف الألسنة والصور والألوان والطبائع ذكره البغوي،والواحدي ،عن عطاء عن ابن عباس .
وذكر المارودي قولاً سادساً : أنه نجح العاجز وحرمان الحازم.
-تحرير هذه المسألة .
وخلاصة القول في هذه المسألة أن يقال: هو سائر الآيات التي في النفس مما يدل على أن لها خالقا وصانعا ،واللفظ أوسع من ذلك ،ومن خص نوع فهو من باب المثال .
قال ابن جرير رحمه الله "والصواب من القول في ذلك أن يقال: وفي أنفسكم أيضا أيها الناس آيات وعِبر تدلُّكم على وحدانية صانعكم، وأنه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إياكم ﴿أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾ يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانية خالقكم. "
قال ابن عثيمين رحمه الله "آيات النفس ليس في تركيب الجسم فحسب، وليس فيما أودعه الله تعالى من القوى فحسب، بل حتى في تقلُّبات الأحوال؛ الإنسان تجده يتقلَّب من سرورٍ إلى حزن، ومن غم إلى فرح، تقلبات عجيبة عظيمة...
وقال : كذلك أيضًا بالنسبة للأحوال الإيمانية، وهي أعظم وأخطر، تجد الإنسان في بعض الأحيان يكون عنده من اليقين ما كأنه يشاهد أمور الغيب مشاهدة حسية،... وفي بعض الأحيان يَقِلُّ هذا اليقين لأسباب قد تكون معلومة وقد تكون غير معلومة، لكن من الأسباب المعلومة قلَّةُ الطاعة؛ فإن قلة الطاعة من أسباب ضعف اليقين، إذا قَلَّتْ طاعة الإنسان ضعُف يقينُه... إلى آخر ما قال رحمه الله تعالى .

4 : قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
تخريج قول جابر .
رواه ابن جريرعن جابر من عدة طرق،كما رواه الحاكم في مستدركه من طريق ابن عقيل،ورواه ابن أبي حاتم من طريق معاوية، ورواه الضحاك عن ابن عباس،وقال به محمد بن الحنيفه،وعبدالرحمن بن أسلم،ورواية عن أبي العالية،وهوالذي عليه جمهور المفسرين .
-الأقوال الأخرى الواردة .
القول الأول : أنه كتاب الله تعالى . رواه ابن جريرعن عبدالله بن مسعود،من طريق أبي وائل،ورواه ابن جرير وبن أبي حاتم عن عليٍّ من طريق الحارث في حديث وصف القرآن المشهور،كما رواه الحاكم في مستدركه
الثاني : أنه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبوبكر وعمر . خرج الحاكم هذاوصححه من طريق أبي العالية، وروى ابن جرير،وبن أبي حاتم، عن عاصم عن أبي العالية، قال :هو رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وصاحباه من بعده: أبو بكرٍ وعمر» قال: فذكرت ذلك للحسن، فقال: "صدق أبو العالية ونصح."
الثالث :أنه الحق . رواه ابن أبي حاتم عن مجاهد ن وقال ابن كثير وهذا أشمل، ولا منافاة بينه وبين ما تقدم.
الرابع : أنه الطريق الواضح . رواه ابن جرير عن ابن عباس ،ورجح هذا القول .
-تحرير المسألة .
بعد عرض هذه الأقوال الخمسة والنظر فيها ، نلحظ أن كل واحد من السلف رضوان الله عليهم يذكر له مثال إما مستندا لحديث ،أو بجزء من معناه أووصفا أو بلازمه ،وكلها كما قال ابن كثير رحمه الله: صحيحة، وهي متلازمة، فإن من اتبع النبي ﷺ، واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر، فقد اتبع الحق، ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن، وهو كتاب الله وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلها صحيحة يصدق بعضها بعضا، ولله الحمد.
وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى :فإن الله تعالى إذا ذكر في القرآن اسما مثل قوله )اهدنا الصّراط المستقيم( فكل من المفسرين يعبر عن الصراط المستقيم بعبارة يدل بها على بعض صفاته ، وكل ذلك حق .
وقال : وهذا قد قررناه غير مرة في القواعد المتقدمة، ومن تدبره علم أن أكثر أقوال السلف في التفسير متفقة غير مختلفة‏.‏ مثال ذلك‏:‏ قول بعضهم في‏{‏‏الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ‏}‏‏ إنه الإسلام، وقول آخر‏:‏ إنه القرآن‏.
‏ وقول آخر‏:‏ إنه السنة والجماعة، وقول آخر‏:‏ إنه طريق العبودية، فهذه كلها صفات له متلازمة، لا متباينة، وتسميته بهذه الأسماء بمنزلة تسمية القرآن والرسول بأسمائه، بل بمنزلة أسماء الله الحسنى‏.

: 5 قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
تخريج حديث انس .
رواه الترمذي في السنن ،ورواه ابن جرير من عدة طرق عن شعبة عن أنس،ورواه الهيثمي .
وقال ابن جرير: " وقد روي عن رسول الله ﷺ بتصحيح قول من قال: هي الحنظلة، خبَرٌ.
فإن صحَّ، فلا قولَ يجوز أن يقال غيرُه، وإلا فإنها شجرة بالصِّفة التي وصفها الله بها.
لأقوال الأخرى .
القول الأول : أن هذه الشّجرة لم تخلق على الأرض . رواه ابن جرير عن ابن عباس .
الثاني : أنها الكشوت، قال الشاعر: "وهم كشوث فلا أصل ولا ورق "
نسبه ابن الجوزي إلى ابن عباس .
قال الواحدي " والكشوت كذلك ﴿من فوق الأرض﴾ لم يرسخ فيها ولم يضرب فيها بعرق .
الثالث : أنها الثوم . ذكره القرطبي عن ابن عباس .
حرير المسألة .
قال ابن عطية :" وهذا عندي على جهة المثال، وعلى هذه الأقوال من الاعتراض أن هذه كلها من النجم، وليست من الشجر، والله تعالى إنما مثل بالشجرة، فلا تسمى هذه شجرة إلا بتجوز، فقد قال عليه الصلاة والسلام في الثوم والبصل: « "من أكل من هذه الشجرة"،» وأيضا فإن هذه كلها ضعيفة وإن لم تخبث، اللهم إلا أن نقول: اجتثت بالخلقة.

وخلاصة القول في هذه المسالة :
ان هذا مثل ضربه الله للكافر عمله خبيث، وجسده خبيث، وروحه خبيث، وليس لعمله قرار في الأرض، ولا يصعد إلى السماء،وكذلك شجرة الحنظل التي مثل بها،فلا عروق تمسكها، ولا ثمرة صالحة، تنتجها، بل إن وجد فيها ثمرة، فهي ثمرة خبيثة .

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 شوال 1441هـ/3-06-2020م, 12:30 AM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة الزهراء احمد مشاهدة المشاركة
خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
أخرج هذا القول عنها عبد الرزاق في مصنفه والنسائي في سننه وابن جرير في تفسيره من طريق عروة ابن الزبير وراه عنها ابن جرير من طريق القاسم وعطاء أيضا .
[الرواية عن عائشة رضي الله عنها، ألفاظها مختلفة وفي بعضها زيادات توضح المعنى المراد؛ فالأولى النص عليها، وحينئذ نذكر الراوي الذي حصل عنده الخلاف
مثلا: لو افترضنا أن كل الروايات من طريق عروة عن عائشة، ومع هذا هناك خلاف في اللفظ، نذكر الراوي عن عروة عند عرض التخريج .
والأقوال المروية عن عائشة رضي الله عنها أكثر من قول لذا نقول: " وهو رواية عن عائشة " أو أحد قوليها]

وقال بهذا القول أيضًا :ابن عباس والشعبي وعكرمة وإليه ذهب الشافعي .
ومعناه هو :ما يَسْبِقُ بِهِ اللِّسانُ مِن غَيْرِ قَصْدٍ كَقَوْلِهِ: لا واللَّهِ، وبَلى واللَّهِ، وهو قَوْلُ عائِشَةَ، وابْنِ عَبّاسٍ، وإلَيْهِ ذَهَبَ الشّافِعِيُّ، رَوى عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَيْمُونٍ، عَنْ عَوْفٍ الأعْرابِيِّ، عَنِ الحَسَنِ بْنِ أبِي الحَسَنِ قالَ: «مَرَّ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ بِقَوْمٍ يَنْضَلُونَ يَعْنِي يَرْمُونَ، ومَعَ النَّبِيِّ ﷺ رَجُلٌ مِن أصْحابِهِ، فَرَمى رَجُلٌ مِنَ القَوْمِ، فَقالَ: أصابَ
واللَّهِ، أخْطَأْتُ واللَّهِ، فَقالَ الَّذِي مَعَ النَّبِيِّ ﷺ: حَنِثَ الرَّجُلُ يا رَسُولَ اللَّهِ، فَقالَ: (كَلّا، أيْمانُ الرُّماةِ لَغْوٌ ولا كَفّارَةَ ولاَ عُقُوبَةَ)» . [من أخرجه؟ ]
توجيه هذا القول :
قال ابن عاشور :والحُجَّةُ لَهُ أنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَ اللَّغْوَ قَسِيمًا لِلَّتِي كَسَبَها القَلْبُ، في هَذِهِ الآيَةِ، ولِلَّتِي عَقَدَ عَلَيْها الحالِفُ اليَمِينَ في قَوْلِهِ: ﴿ولَكِنْ يُؤاخِذُكم بِما عَقَّدْتُمُ الأيْمانَ﴾ [المائدة: 89] فَما عَقَّدْتُمُ الأيْمانَ هو ما كَسَبَتْهُ القُلُوبُ؛ لِأنَّ ما كَسَبَتْ قُلُوبُكم مُبَيَّنٌ، فَيُحْمَلُ عَلَيْهِ مُجْمَلُ ما عَقَّدْتُمْ، فَتَعَيَّنَ أنْ تَكُونَ اللَّغْوُ هي الَّتِي لا قَصْدَ فِيها إلى الحَلِفِ، وهي الَّتِي تَجْرِي عَلى اللِّسانِ دُونَ قَصْدٍ، وعَلَيْهِ فَمَعْنى نَفْيِ المُؤاخَذَةِ نَفْيُ المُؤاخَذَةِ بِالإثْمِ وبِالكَفّارَةِ؛ لِأنَّ نَفْيَ الفِعْلِ يَعُمُّ، فاليَمِينُ الَّتِي لا قَصْدَ فِيها، لا إثْمَ ولا كَفّارَةَ عَلَيْها، وغَيْرُها تَلْزَمُ فِيهِ الكَفّارَةُ لِلْخُرُوجِ مِنِ الإثْمِ بِدَلِيلِ آيَةِ المائِدَةِ؛ إذْ فَسَّرَ المُؤاخَذَةَ فِيها بِقَوْلِهِ ﴿فَكَفّارَتُهُ إطْعامُ عَشَرَةِ مَساكِينَ﴾ [المائدة: 89] فَيَكُونُ في الغَمُوسِ، وفي يَمِينِ التَّعْلِيقِ، وفي اليَمِينِ عَلى الظَّنِّ، ثُمَّ يَتَبَيَّنُ خِلافُهُ، الكَفّارَةُ في جَمِيعِ ذَلِكَ.
-الأقوال الأخرى في المراد باللغو في اليمين :
الأول : أنَّ لَغْوَ اليَمِينِ، أنْ يَحْلِفَ عَلى الشَّيْءِ يَظُنُّ أنَّهُ كَما حَلَفَ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَتَبَيَّنُ أنَّهُ بِخِلافِهِ، وهو قَوْلُ أبِي هُرَيْرَةَ وابن عباس وسليمان بن يسار والحسن ومجاهد وإبراهيم وقتادة .
والثاني: أنَّ لَغْوَ اليَمِينِ أنْ يَحْلِفَ بِها صاحِبُها في حالِ الغَضَبِ عَلى غَيْرِ عَقْدِ قَلْبٍ ولا عَزْمٍ، ولَكِنْ صِلَةً لِلْكَلامِ، وهو قَوْلُ ابن عباس و طاوُسٍ.
والثالث : أنَّ لَغْوَ اليَمِينِ أنْ يَحْلِفَ بِها في المَعْصِيَةِ، فَلا يُكَفِّرُ عَنْها، وهو قَوْلُ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، ومَسْرُوقٍ، والشَّعْبِيِّ، وقَدْ رَوى عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ، عَنْ أبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قالَ: « (مَن نَذَرَ فِيما لا يَمْلِكُ فَلا نَذْرَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى مَعْصِيَةٍ فَلا يَمِينَ لَهُ، ومَن حَلَفَ عَلى قَطِيعَةِ رَحِمٍ فَلا يَمِينَ لَهُ)» .
والرابع : أنَّ اللَّغْوَ في اليَمِينِ، إذا دَعا الحالِفُ عَلى نَفْسِهِ، كَأنْ يَقُولَ: إنْ لَمْ أفْعَلْ كَذا فَأعْمى اللَّهُ بَصَرِي، أوْ قَلَّلَ مِن مالِي، أوْ أنا كافِرٌ بِاللَّهِ، وهو قَوْلُ زَيْدِ بْنِ أسْلَمَ.
والخامس : أنَّ لَغْوَ اليَمِينِ هو ما حَنِثَ فِيهِ الحالِفُ ناسِيًا، وهَذا قَوْلُ النَّخَعِيِّ.
-السادس :كل يمين وصل بها الرجل كلامه من غير قصد ،قاله :إبراهيم ومجاهد
-الترجيح بين الأقوال :
الترجيح بين الأقوال يكون على حسب المعنى اللغوي للغو ، فاللغو هو ما لَمْ يَتَعَمَّدْهُ الشخص أو ما حَقُّهُ لِهَجَنَتِهِ أنْ يَسْقُطَ، فَيَقْوى عَلى هَذِا المعنى بأن المراد باللغو ما لا كسب للقلب فيه ، وهو ما جرى على اللسان كقول الرجل في عرض كلامه: " لا والله " و " بلى والله " وكحلفه على أمر ماض، يظن صدق نفسه، وإنما المؤاخذة على ما قصده القلب وفي هذا دليل على اعتبار المقاصد في الأقوال، كما هي معتبرة في الأفعال ، وقول عائشة رضي الله عنها هو ما رجحه الجمهور ودلت عليه الآحاديث .
ويدخل معه كل حلف لم يعقد فيه صاحبه العزم .
[لم توضحي الأقوال المرجوحة التي لم تدخل في هذا المعنى وعليه لا تدخل في المراد بلغو اليمين]
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
التخريج :
روى قول ابن عباس ابن وهب المصري وسعيد بن منصور وعبد ابن حميد من طريق التميمي عنه. [هل اطلعتِ على تفسير عبد بن حميد؟]
ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق علي بن أبي طلحة عنه . [بلفظ أمينًا]
وقال بهذا القول أيضًا : سَعِيدُ بْنُ جُبَيْرٍ، وعِكْرِمَةُ، وعَطاءٌ، والضَّحّاكُ.
-توجيه قول ابن عباس رضي الله عنه :
قالَ المُبَرِّدُ: "مُهَيْمِنٌ" في مَعْنى: "مُؤَيْمِنٍ" إلّا أنَّ الهاءَ بَدَلٌ مِنَ الهَمْزَةِ، كَما قالُوا: أرَقْتُ الماءَ، وهَرَقْتُ، وإيّاكَ وهِيّاكَ. [إذا عرضتِ هذا القول فينبغي أن تعرضي التفصيل مسألة الخلاف في اشتقاق كلمة " مهيمن "، فالراجح أنه غير مبدل وإنما جاء على الأصل]
وَأرْبابُ هَذا القَوْلِ يَقُولُونَ: المَعْنى: أنَّ القُرْآنَ مُؤْتَمَنٌ عَلى ما قَبْلَهُ مِنَ الكُتُبِ.كما ذكر ابن الجوزي .
-الأقوال الأخرى الواردة في ذلك :
الأول : أنَّهُ شهيدا عليه ، رَواهُ أبُو صالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ، وبِهِ قالَ الحَسَنُ، وقَتادَةُ، والسُّدِّيُّ، ومُقاتِلٌ.
الثاني : أنَّهُ المُصَدِّقُ عَلى ما أخْبَرَ عَنِ الكُتُبِ، وهَذا قَوْلُ ابْنِ زَيْدٍ، وهو قَرِيبٌ مِنَ القَوْلِ الأوَّلِ.
الثالث: أنَّهُ الرَّقِيبُ الحافِظُ، قالَهُ الخَلِيلُ.
الرابع : أمينًا عليه :قاله البخاري . [ورواية عن ابن عباس]
-الترجيح بين الأقوال :
قال ابن عطية رحمه الله : ويُقالُ مِن "مُهَيْمِنٌ": "هَيْمَنَ الرَجُلُ عَلى الشَيْءِ"؛ إذا حَفِظَهُ؛ وحاطَهُ؛ وصارَ قائِمًا عَلَيْهِ أمِينًا؛ ويُحْتَمَلُ أنْ يَكُونَ "مُصَدِّقًا"؛ و"وَمُهَيْمِنًا"؛ حالَيْنِ مِنَ الكافِ في "إلَيْكَ"،فعلى هذا يكون القول الراجح والله أعلم أن معنى مهيمن هو الأمين والمصدق والرقيب فتدخل كل هذه الأقوال في تفسير الآية بذلك .
-وجاء في أن المراد ( ب المهيمن ) قولان : [هذه المسألة ليست المقصودة في رأس السؤال]
1-أنه القرآن ، قول الجمهور
2- أنه النبي صلى الله عليه وسلم ،قاله مجاهد
الترجيح :
ضعف الطبري قول مجاهد قائلا :فتأويل الكلام على ما تأوّله مجاهدٌ: وأنزلنا الكتاب مصدّقًا الكتب قبله إليك، مهيمنًا عليه. فيكون قوله مصدّقًا حالاً من الكتاب وبعضًا منه، ويكون التّصديق من صفة الكتاب، والمهيمن حالاً من الكاف الّتي في إليك، وهي كنايةٌ عن ذكر اسم النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، والهاء في قوله: {عليه} عائدةٌ على الكتاب.
وهذا التّأويل بعيدٌ من المفهوم في كلام العرب، بل هو خطأٌ، وذلك أنّ المهيمن عطفٌ على المصدّق، فلا يكون إلاّ من صفة ما كان المصدّق صفةً له، ولو كان معنى الكلام ما روي عن مجاهدٍ لقيل: وأنزلنا إليك الكتاب مصدّقًا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنًا عليه؛ لأنّه لم تقدّمٌ من صفة الكاف الّتي في {إليك}، وليس بعدها شيءٌ يكون مهيمنًا عليه عطفًا عليه، وإنّما عطف به على المصدّق، لأنّه من صفة الكتاب الّذي من صفته المصدّق.
فإن ظنّ ظانٌّ أنّ المصدّق على قول مجاهدٍ وتأويله هذا من صفة الكاف الّتي في إليك، فإنّ قوله: {لما بين يديه من الكتاب} يبطل أن يكون تأويل ذلك كذلك، وأن يكون المصدّق من صفة الكاف الّتي في إليك، لأنّ الهاء في قوله: {بين يديه} كناية اسمٍ غير المخاطب، وهو النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في قوله إليك، ولو كان المصدّق من صفة الكاف لكان الكلام: وأنزلنا إليك الكتاب مصدّقًا لما بين يديك من الكتاب ومهيمنًا عليه، فيكون معنى الكلام حينئذٍ كذلك)
لكن ابن عطية رحمه الله رد عليه وغلطه في تفسير لفظة مجاهد لأن مجاهدا كان يقرأ"مُهَيْمَنًا عَلَيْهِ"؛ بِفَتْحِ المِيمِ الثانِيَةِ؛ فَهو بِناءُ اسْمِ المَفْعُولِ؛ وهو حالٌ مِنَ الكِتابِ؛ مَعْطُوفَةٌ عَلى قَوْلِهِ: "مُصَدِّقًا"؛ وعَلى هَذا يُتَّجَهُ أنَّ المُؤْتَمَنَ عَلَيْهِ هو مُحَمَّدٌ - صَلّى اللَـهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ -؛ و"عَلَيْهِ"؛ في مَوْضِعِ رَفْعٍ؛ عَلى تَقْدِيرِ أنَّها مَفْعُولٌ لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ؛ هَذا عَلى قِراءَةِ مُجاهِدٍ ؛ وبذلك يمكن دخول تفسيره في الآية لكن القول الراجح والله أعلم ما عليه الجمهور لأنه الأنسب لسياق الآية .
[المسألة المطلوبة لغوية في بحث مفردة من مفردات القرآن فحبذا لو اطلعتِ على المصادر اللغوية، وبحث مسألة اشتقاق كلمة مهيمن، لتصلي بعدها إلى ترجيح أنها جاءت على الأصل وأن معناها يرجع إلى الحفظ والارتقاب وبالتالي يجمع كل هذه المعاني
ومن الأقوال التي قيلت فيها أيضًا؛ القائم على الشيء، وهو قول ابن الأنباري، والشديد وهو قول ابن فارس]

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
رواه عبد الرزاق وابن جرير من طريق ابن المرتفع عنه .
وقال بهذا القول أيضًا :البخاري والفراء . [مع اختلاف اللفظ، فحبذا لو وضحتيه]
الأقوال الأخرى الواردة في ذلك :
الأول : تَسْوِيَةُ مَفاصِلِ أيْدِيكم وأرْجُلِكم وجَوارِحِكم دَلِيلٌ عَلى أنَّكم خُلِقْتُمْ لِعِبادَتِهِ، قالَهُ ابن زيد .
الثاني : في حِياتِكم ومَوْتِكم وفِيما يَدْخُلُ ويَخْرُجُ مِن طَعامِكم، قالَهُ السُّدِّيُّ. [المصدر؟]
الترجيح بين الأقوال :
قال الطبري :والصّواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إيّاكم {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكّروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانيّة خالقكم).
4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
رواه عبد ابن حميد وابن جرير من طريق محمد ابن عقيل عنه . [التخريج ناقص جدًا، وهل اطلعتِ على تفسير عبد بن حميد؟ ]
وقال بهذا القول أيضًا :ابن عباس وابن مسعود وابن الحنفية.
وورد في المراد بذلك أقوال أخرى :
أحَدُها: أنَّهُ كِتابُ اللَّهِ تَعالى، وهو قَوْلُ عَلِيٍّ وعَبْدِ اللَّهِ
والثّانِي: أنَّهُ الطَّرِيقُ الهادِي إلى دِينِ اللَّهِ تَعالى، الَّذِي لا عِوَجَ فِيهِ، وهو قَوْلُ ابْنِ عَبّاسٍ.
والرّابِعُ: هو رَسُولُ اللَّهِ ﷺ وأخْيارُ أهْلِ بَيْتِهِ وأصْحابِهِ، وهو قَوْلُ الحَسَنِ البَصْرِيِّ وأبِي العالِيَةِ الرِّياحِيِّ.
-الترجيح بين الأقوال :
الراجح كما قال ابن عطية رحمه الله أنه يجتمع مِن هَذِهِ الأقْوالِ كُلِّها أنَّ الدَعْوَةَ إنَّما هي في أنْ يَكُونَ الداعِي عَلى سُنَنِ المُنْعِمِ عَلَيْهِمْ مِنَ النَبِيِّينَ، والصِدِّيقِينَ، والشُهَداءِ، والصالِحِينَ في مُعْتَقَداتِهِ، وفي التِزامِهِ لِأحْكامِ شَرْعِهِ، وذَلِكَ هو مُقْتَضى القُرْآنِ والإسْلامِ، وهو حالُ رَسُولِ اللهِ ﷺ وصاحِبَيْهِ، وهَذا الدُعاءُ إنَّما أُمِرَ بِهِ المُؤْمِنُونَ وعِنْدَهُمُ المُعْتَقَداتُ، وعِنْدَ كُلِّ واحِدٍ بَعْضُ الأعْمالِ.

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
وقال بهذا القول أيضًا مجاهد .
التخريج :
رواه الترمذي مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم من طريق شعيب بن الحبحاب ، حدّثنا عبد بن حميدٍ، قال: حدّثنا أبو الوليد، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالكٍ، قال: أتي رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم بقناعٍ عليه رطبٌ، فقال: {مثل كلمةً طيّبةً كشجرةٍ طيّبةٍ أصلها ثابتٌ وفرعها في السّماء تؤتي أكلها كلّ حينٍ بإذن ربّها}، قال: هي النّخلة {ومثل كلمةٍ خبيثةٍ كشجرةٍ خبيثةٍ اجتثّت من فوق الأرض ما لها من قرارٍ} قال: هي الحنظل قال: فأخبرت بذلك أبا العالية، فقال: صدق وأحسن.[يكتفى بالراوي عن شعيب بن الحبحاب]
ورواه الترمذي وابن جرير من طريق أبي بكر بن شعيب بن الحبحاب عن أبيه عن أنس بن مالك موقوفا وصحح الترمذي هذا الطريق وقال أنه لم يرو هذا القول مرفوعا إلا من طريق حماد بن سلمة .
[ورواه البزار من طريق آخر، وابن جرير أيضًا رواه من غير طريق بن الحبحاب]
-الأقوال الأخرى الواردة في المراد بقوله ( كشجرة خبيثة )
الأول : أنَّها الكافِرُ،رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس . [هذا الاستخراج خاطئ لأنهم أرادوا بيان أن المشبه في الآية هو الكافر، والمشبه به هو الشجرة الخبيثة، والمسألة المراد بحثها هنا هي المراد بالشجرة الخبيثة " المشبه به" ]
الثاني : أنَّها الكَشُوشا ،قاله الزجاج
الثالث : أنَّهُ مَثَلٌ، ولَيْسَتْ بِشَجَرَةٍ مَخْلُوقَةٍ، رَواهُ أبُو ظِبْيانَ عَنِ ابْنِ عَبّاسٍ.
-الترجيح :
في جامِعِ التِّرْمِذِيِّ عَنْ أنَسِ بْنِ مالِكٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ قالَ «مَثَلُ كَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أصْلُها ثابِتٌ وفَرْعُها في السَّماءِ تُؤْتِي أُكْلَها كُلَّ حِينٍ بِإذْنِ رَبِّها قالَ: هي النَّخْلَةُ. ﴿ومَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الأرْضِ ما لَها مِن قَرارٍ﴾ قالَ: هي الحَنْظَلُ» لو صح هذا الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لحسم الأمر بأن المراد بالشجرة الخبيثة هي شجرة الحنظل ،لكنه خبر ضعيف تفرد بروايته حماد بن سلمة ، فلذلك يرى ابن عطية أن تفسير الشجرة بالحنظلة إنما هو تفسير بالمثال ويمكن أن تدخل تحته التفاسير الأخرى والله أعلم .

بارك الله فيكِ ونفع بكِ.
أرجو الاعتناء بتوجيه الأقوال بأسلوبك، كذا عند الدراسة والترجيح فينبغي أن تكون بأسلوبك دون الاعتماد على كلام المفسرين، حتى تنمو لديكِ هذه المهارات.
التقويم: ج
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 15 شوال 1441هـ/6-06-2020م, 11:48 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيا أبوداهوم مشاهدة المشاركة
خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).

اختلفوا في المراد باللغو على أقوال :
القول الأول : ما يصل به كلامه من الحلف دون قصد ، وهو قول ابن عباس وعائشة وعكرمة والشعبي وابن عامر وأبو قلابة وأبو صالح .
وقول عائشة أخرجه ابن وهب المصري وعبد الرزاق في تفسيره والنسائي في السنن الكبرى وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره من طرق عن عروة عن عائشة بألفاظ متقاربة وبزيادات في بعضها . [حبذا لو ذكرتِ هذه الزيادات فتفيدكِ بإذن الله في تحرير المسألة]
وهذا القول مبني على بعض ما يتضمنه معاني اللغو في اللغة ، قال الجوهري : اللغو : الباطل ، واللغو رفث الكلام ، واللغو من الأيمان وهو مالا يعقد عليه القلب .
القول الثاني : الحلف بالظن الخاطيء ، وهو قول إبراهيم وابن عباس والحسن ومجاهد وقتادة وإبراهيم ، ابن أبي نجيح ، وسليمان يسار ، والربيع .
وهذا القول مبني أيضا على بعض ما يتضمنه معاني اللغة ، فاللغو في اللغة : الباطل ، كما ذكر ذلك الجوهري . فيكون هنا الظن الخاطيء هو باطل القول ، وقد جاء في الحديث أيضا : ( عفي عن أمتي الخطأ والنسيان ..) .
القول الثالث : الحلف لحظة الغضب من غير عقد ، وهو قول ابن عباس وطاوس .
وهذا القول مبني أيضا على بعض ما يتضمنه معاني اللغو في اللغة أيضا ، لأن الغضب لحظة يكون المرء قد يتكلم بدون وعي أو غير قصد .
قال الخليل أحمد : اللغو يعني اختلاط الكلام بالباطل .
وقال بن سيدة : اللغو السقط وكل ما لا يعتد به لغو .
ومنه حديث : (لا طلاق ولا عتاق في اغلاق )
القول الرابع : الحلف على فعل محرم أو ترك واجب، وهو قول سعيد بن جبير ومسروق والشعبي .
وهذا القول مبني على بعض ما يتضمنه معنى اللغو في اللغة ، فاللغو : الباطل كما ذكر ذلك الجوهري ، فالحلف على فعل محرم أو ترك واجب من الباطل ، كما جاء في الحديث : من حلف بغير الله كفر أو أشرك .
القول الخامس :الحلف بالدعاء على النفس ، وهو قول زيد بن أسلم وابن زيد .
وهو مبني على بعض معاني التي تتضمنها اللغو في اللغة ، فاللغو في اللغة الباطل ، فمن الباطل الحلف على النفس ، كما جاء في الحديث الذي رواه مسلم ، قال صلى الله عليه وسلم : لا تدعو ا على أنفسكم ولا تدعوا على أولادكم ولا تدعوا على أموالكم ..) .
القول السادس : الحنث على حلف نسيانا ، وهو قول إبراهيم .
وهذا القول مبني على بعض ما يتضمنه معاني اللغو أيضا التي تشملها في اللغة ، فاللغو الباطل والذي لا يعتد به ، ومن الباطل الذي لا يعتد به أيضا الحلف نسيانا ، فقد جاء في الحديث : (عفي عن أمتي الخطأ والنسيان ) .
[بعض الأقوال توجيهها ليس مجرد معنى اللغو لغة، وإنما انتفاء الإثم، مثل النسيان والخطأ، وهذه المسألة من المسائل التفسيرية الفقهية فلو أضفتِ لمراجعكِ كتب أحكام القرآن تتضح لكِ الكثير من الأمور بإذن الله]
الراجح :
أن هذه الأقوال كلها صحيحة وكلها أمثلة على اللغو ، فهو اختلاف تنوع ، ولا تعارض بينها .
فاللغو في اللغة يشمل كل ما لافائدة منه ومالا يعتد به سواء من قصد بفعل خاطيء أو بدون قصد .
[إذا تأملتِ الزيادات التي وردت في الروايات عن عائشة رضي الله عنها، وكذلك تأملتِ سياق الآية، والتقسيم الوارد فيها بين لغو اليمين وما تكسبه القلوب
{لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم
ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم}
مع تأمل نظائر هذه الآية في قوله تعالى:{ ولكن يؤاخذكم بما عقدتم الأيمان}
علمتِ أن بعض ما ذكرتِ من أقوال لا يدخل في معنى الآية لأنه حصل فيه عقد اليمين، ولكن قد يسقط الإثم عن المرء لعلة أخرى غير كونه لغو، كالنسيان والخطأ]



2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
اختلفوا في معناه على أقوال :
القول الأول : شهيدا ، وهو قول ابن عبا س ومجاهد والسدي وقتادة.
وهذا مبني على معناه اللغوي ، ففي اللغة ذكر ابن فارس في تهذيب اللغة : قَالَ الْكسَائي: الْمُهَيْمِن: الشَّهيد .
القول الثاني : رقيبا ، وهو قول ذكره مكي وابن جرير وغيرهم .
وهذا القول مبني على بعض معانيها اللغوية .
قال ابن فارس في تهذيب اللغة : هَيمَن يُهيمِن هَيْمنة: إِذا كَانَ رقيباً على الشَّيْء.
القول الثالث : أمينا ، وهو قول ابن عباس وسعيد بن جبير وعكرمة ومجاهد .
وهذا القول مبني على أصله اللغوي ، فقد قيل أن أصله في اللغة مؤيمن ، وهو مفعيل من الأمانة ، وقد ذكر ذلك ابن منظور في لسان العرب .

وقول ابن عباس أخرجه عبد الرزاق وسعيد بن منصور والثوري وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره وابن المنذر في تفسيره والبيهقي في الأسماء والصفات وعزاه السيوطي إلى الفرياني وإلى عبد بن حميد من طرق عن أبي اسحاق عن التميمي عن ابن عباس ، وأخرجه ابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس .
وأبي اسحاق صدوق لكنه يخطيء .
القول الثالث: مصدقا ، وهو قول ابن زيد والحسن .
وهو مبني على لوزام الهيمنة ، فالهيمنة الحفظ والأمانة فمن لازمه أنه يكون مصدقا لما فيه من الأخبار أنه صدق .

القول الرابع : حافظا ، وهو قول ذكره ابن جرير و الألوسي وغيرهم .
وهذا القول مبني على قراءة ابن المحيصن بفتح الميم ( مهيمنا ) .
ومبني على بعض معانيها اللغوية ، فقال أبو عبيد: يقال: هيمن على الشيء، إذا حفظه.
القول الخامس : قاضيا ، وهو قول منسوب إلى سعيد بن المسيب والضحاك ، ذكره البغوي .
وهذا القول لم أجده .
وهذا القول مبني على دلالة ما يقتضيه هيمنة القرآن ، فيقتضي أنه يكون قاضيا وحاكما لما سبق ، كما قال الله تعالى في هذه الآية : ( فَاحْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ) .
الراجح :
أن كل الأقوال صحيحة ، ولا تعارض بين الأقوال ، فكل الأوصاف هي أوصاف القرآن ، فهو حافظا وشاهدا ورقيبا وأمينا لما قبله من الكتب السابقة .
قَالَ الْخَلِيلُ وَأَبُو عُبَيْدَةَ: يُقَالُ قَدْ هَيْمَنَ الرَّجُلُ يُهَيْمِنُ إِذَا كَانَ رَقِيبًا عَلَى الشَّيْءِ وَشَاهِدًا عَلَيْهِ حَافِظًا.
قال الشوكاني : وَالْمَعْنَى عَلَى قِرَاءَةِ الْجُمْهُورِ: أَنَّ الْقُرْآنَ صَارَ شَاهِدًا بِصِحَّةِ الْكُتُبِ الْمُنَزَّلَةِ وَمُقَرِّرًا لِمَا فِيهَا مِمَّا لَمْ يُنْسَخْ، وَنَاسِخًا لِمَا خَالَفَهُ مِنْهَا، وَرَقِيبًا عَلَيْهَا وَحَافِظًا لِمَا فِيهَا مِنْ أُصُولِ الشَّرَائِعِ، وَغَالِبًا لَهَا لِكَوْنِهِ الْمَرْجِعَ فِي الْمُحْكَمِ مِنْهَا وَالْمَنْسُوخِ، وَمُؤْتَمَنًا عَلَيْهَا لِكَوْنِهِ مُشْتَمِلًا عَلَى مَا هُوَ مَعْمُولٌ بِهِ مِنْهَا وَمَا هُوَ مَتْرُوكٌ.
[هذه المسألة من المسائل التفسيرية اللغوية في بحث معنى مفردة من مفردات القرآن
وربما يكون المدخل لدراستها من دراسة الخلاف في اشتقاق كلمة " مهيمن" هل هي على الأصل من " هيمن" أن أنها مبدلة من من " مؤيمن"
فإذا كانت على الأصل وهو الراجح، فكل ما ذُكر في معنى الكلمة هو بعض معناها، وأصل الهيمنة من الحفظ والارتقاب]

3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
اختلفوا في المراد في قوله ( في أنفسكم ) على أقوال :
القول الأول :سبيل الغائط والبول ، وهو قول عبد الله بن الزبير وعلي بن أبي طالب .
وهذا القول مبني على بعض الأمثلة على الذي في الإنسان ، ومبني على تقدير المحذوف .
وقول عبد الله بن الزبير أخرجه عبد الرزاق في تفسيره و الثعلبي في تفسيره وابن جرير في تفسيره والبيهقي في الاعتقاد وشعب الإيمان عن محمد بن المرتفع عن عبد الله بن الزبير .
القول الثاني :تسوية البدن ، وهو حاصل قول ابن زيد .
وهذا القول مبني على دلالة عموم اللفظ ، فلفظة ( نفس ) لفظة عامة ، تدل على كل شيء في النفس ، وصيغة الجمع أيضا تفيد الإشارة إلى كل النفس ، من جوارح ومفاصل وغيرها .
القول الثالث : الحياة والموت ، وهو قول السدي ، ذكره الماوردي والقرطبي .
لم أجد هذا القول . [في الكتب المسندة]
وهذا القول مبني على دلالة المحذوف ، وعلى مواضع أخرى من القرآن التي ذكرت عن جانب من جوانب النفس ، فقال تعالى : ( الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم ) .
[وقول قتادة تليين مفاصلكم للعبادة، رواه أبو الشيخ في العظمة]
الراجح :
الراجح أنها كل الأقوال صحيحة ، فيشمل البدن كله وتسويته لما فيها من عجائب وإعجاز خلقه ، فسواهن بأحسن صورة ، كما في قوله تعالى : ( الذي أحسن كل شيء خلقه ) ( الذي خلقك فسواك فعدلك . في أي صورة ما شاء ركبك ) ، وأيضا سبيل الخلاء والبول فيه عجائب صعنه ، وبديع خلقه .
قَال الْبُخَارِيُّ ج6ص139: قَوْلُهُ تَعَالَى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلاَ تُبْصِرُونَ} [الذاريات: 21]: «تَأْكُلُ وَتَشْرَبُ فِي مَدْخَلٍ وَاحِدٍ، وَيَخْرُجُ مِنْ مَوْضِعَيْنِ».
ففي كل جسم من الإنسان عبرة حيا كان أو ميتا آيات وعبر ، وفيه دعوة للتفكر في وحدانية الله .
قال تعالى : ( وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) .


4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).

اختلفوا فيه على أقوال :
القول الأول : القرآن، وهو قول علي بن أبي طالب و عبد الله بن مسعود .
وهذا القول مبني على بعض ما يقتضيه المعنى اللغوي ، فالصراط في اللغة هو الطريق ، والقرآن طريق للهداية والاستقامة لما فيها من الأوامر والنواهي والأحكام وغيرها ، ومنه أيضا قوله تعالى : ( {وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا} [الشورى:52].

القول الثاني : الإسلام ، وهو قول جابر بن عبد الله و ابن عباس وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم وابن الحنفية .
وهذا القول مبني على أن الصراط المستقيم هو الطريق المستقيم الذي يهدي إلى الله وإلى الجنة ، ولا طريق إلا بإلاسلام ، لقوله تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين ) ، ومنه أيضا قوله تعالى : ( والله يدعو ا إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) ، وقال تعالى أيضا : (لَقَدْ أَنْزَلْنَا آيَاتٍ مُبَيِّنَاتٍ وَاللَّهُ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ).
وقول جابر بن عبد الله أخرجه المروزي في السنة وابن جرير والحاكم في مستدركه عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابر بن عبد اللّه، وعزاه السيوطي إلى وكيع وعبد بن حميد وابن المنذر والمحاملي في أماليه عنه .
القول الثالث: النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وهو قول أبي العالية وابن عباس .
وهذا القول مبني على الهداية ببعض لازم القول وهو اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، لقوله تعالى : ( من يطع الرسول فقد أطاع الله ) ،وقوله تعالى : ( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) ، فتجد أنه هنا أضيفت الصراط إلى النبي صلى الله عليه وسلم .
القول الرابع : طريق الحق ، وهو قول مجاهد .
وهذا القول مبني على المعنى اللغوي ، ولازم سياق الآية ، فالصراط في اللغة هو الطريق ، ويقتضي ذلك أن ما يهديه الله إليه هو طريق الحق .
وقد قال الله تعالى : (يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ وَإِلَى طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ) .
القول الخامس : الطريق إلى الجنة ، وهو قول نقل عن ابن عباس وذكره ابن الجوزي .
لم أجد هذا القول ، لكن هذا القول مبني إلى لازم المعنى ، فالذي يهديه الله يقتضي ذلك أنه طريق إلى الجنة ، كقوله تعالى : ( والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) .

الراجح :
الراجح أن كل الأقوال صحيحة ، ولا تعارض بين الأقوال ، فالصراط المستقيم هو الطريق المستقيم ، وهذا الطريق المستقيم الإسلام ، كما قال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه ) ، وهذا الطريق المستقيم لا يصل إليه العبد إلا بالتمسك بالكتاب والسنة ، فقال تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ( وأن هذا صراطي مستقيما فتبعوه ولا تتبعوا السب فتفرق بكم عن سبيله ) ، وهذا الطريق المستقيم هو نفسه الذي يؤدي إلى الحق ، وغيره الباطل ، كما قال تعالى : ( ذلك بأن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل ) ، وقال تعالى : ( وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ ۗ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا)، وقال تعالى أيضا : (قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ) .
ولذلك قال تعالى في الشورى : (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا ۚ مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَٰكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا ۚ وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَىٰ صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ).
فهو الصراط الذي يؤدي إلى الله ، وهذا القرآن يؤدي إلى الله وهذا الإسلام دين الحق يؤدي إلى الله ، واتباع نبيه يؤدي إلى الله ، وكل ذلك هو من صراط الله ، فهي من اختلاف التنوع .

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
اختلفوا في الشجرة المراد بها على أقوال :
القول الأول : الحنظل ، وهو قول أنس بن مالك و مجاهد .
وقول أنس بن مالك أخرجه ابن جرير من طرق عن أنس بن مالك موقوفا ، وأخرجه الترمذي في سننه وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم في تفسيره وابن حبان في صحيحه وأبو نعيم في الطب النبوي والهيثمي في مواد الظمآن مرفوعا عنه .
وهذا القول مبني على ذكر مثال على الشجرة الخبيثة أو من أنواع النبتة الخبيثة في الطعم ، فصفة الحنظلة أنها شديدة المرارة . [أهم من ذلك ما ذكره الله في كتابه {اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار}]
القول الثاني : شجرة لم تخلق ، وهو قول ابن عباس .
وهذا القول مبني على أن القول للتشنيع وأنه قول على سبيل المجاز .
القول الثالث: شجرة الكشوت ، وهو قول ذكره الواحدي والشوكاني .
وهذا القول مبني على صفة الشجرة الخبيبثة التي ذكرت في سياق الآية ( اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ) ، فعلى صفتها قالوا أنها الكشوت ، وهو هو من أنواع الشجرة الخبيثة الموجودة .
قال الشوكاني : الكشوت بالضم وآخره مثلة ، وهي شجرة لا ورق لها ولا عروق .
القول الرابع : شجرة الثوم ، وهو قول الشوكاني .
وهذا القول مبني على صفة الشجرة في رائحتها ، فالثوم معروف برائحته السيئة ، فلقد قال الله تعالى أيضا في موضع آخر من القرآن : ( مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ) ، و جاء في الحديث : ( مَنْ أَكَلَ الثُّومَ أَوِ البَصَلَ مِنَ الجُوعِ أَوْ غَيْرِهِ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا.)
القول الخامس : الكمأة ، وهو قول ذكره الشوكاني .
وهذا القول على اعتبار أن الكمأة نبتة لا عروق لها ولا ورق لها ، فمبني على صفتها المذكور في الآية : ( اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار ) .
القول السادس : الطحلب ، وهو قول ذكره الشوكاني .
وهذا القول مبني على أن الطحلب لا عروق لها ولا قرار لها في الأرض ، فمبني على صفتها أيضا المذكور في الآية .
الراجح :
أن كل الأقوال تشملها الآية فكل شجرة صفتها خبيثة ، رائحة أو طعما أو غيره تشملها الوصف ،و هي مثال على الكلمة الخبيثة ،ولكن الأكثرون على أنها شجرة الحنظل ، كما ذكر ذلك الألوسي ، وقال الألوسي عن الحنظل : ، وإطلاق الشجرة عليه للمشاكلة وإلا فهو نجم لا شجر.
[أكثر الأقوال على الحنظل لورود الحديث النبوي فيها فإن صح فهو دال على دخول الحنظل في معنى الآية دخولا أوليًا]
بارك الله فيكِ، ونفع بكِ.
أحسنتِ بفضل الله التخريج، وأرجو أن تواصلي التدرب على تحرير المسائل وتوجيه الأقوال
واهتمي أولا بتصنيف المسألة لأنه سيساعدكِ في اختيار المصادر المناسبة.
وكذلك بقراءة تفسير الآية كاملة، والنظر فيما تحتاجينه من مسائل في تحرير مسألتك
مثلا صفة الشجرة الخبيثة أنها " اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار" فكل شجرة لها هذه المواصفات يمكن أن تدخل كمثال في المراد بالشجرة الخبيثة.
وعند الداسة والترجيح - إن كان لا يمكن الجمع بين الأقوال-
اجمعي كلام المفسرين الذين يعتنون بتحرير المسائل التفسيرية، وتأملي أوجه ترجيحهم، وعلل الأقوال المرجوحة، حتى يمكنكِ التمييز بين اختلافهم في ترجيحاتهم.

التقويم: ب
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 16 شوال 1441هـ/7-06-2020م, 01:16 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدرية صالح مشاهدة المشاركة
خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:

1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس).
رواه عبدالرزاق في تفسيره ، والنسائي في سننه وابن جرير في تفسيره من طريق عروة ابن الزبير ....عن يحيى، عن هشام بن عروة، عن أبيه،عن طريق عروة ابن الزبير عن عائشة
رواه ابن جرير في تفسيره عن طريق ابن إسحاق، عن الزّهريّ، عن القاسم ……
ورواه ابن جرير قولاً عن حكّام بن سلمٍ، عن عبد الملك، عن عطاءٍ ...
وقال بهذا القول ابن عباس وعكرمة والشعبي وأبو قلابة ..
[مخرج الأثر في هذه الأسانيد كان " عروة في الطريق الأولى، وعطاء في الطريق الثانية
ولاختلاف الألفاظ في الروايات يمكننا أن نذكر الراوي عنهما فقط
يعني مثلا من طريق هشام عن عروة عن عائشة أنها قالت " ....." ونذكر نص الرواية]

ومعناه هو الحلف من غير قصد ويكون في درج الكلام عند العامة كقول لاوالله وبلى والله وغيرها مما أعتاد عليه بعض الناس.
قال الألوسي : اللَّغْوُ السّاقِطُ الَّذِي لا يُعْتَدُّ بِهِ مِن كَلامٍ وغَيْرِهِ، ولَغْوُ اليَمِينِ .
وعِنْدَ الشّافِعِيِّ ؛ ما سِيقَ لَهُ اللِّسانُ، وما في حُكْمِهِ مِمّا لَمْ يُقْصَدْ مِنهُ اليَمِينُ؛ كَقَوْلِ العَرَبِ: لا واللَّهِ، لا بِاللَّهِ، لِمُجَرَّدِ التَّأْكِيدِ.
الأقوال الأخرى في اللغو في اليمين :
الأول : حلف الإنسان على الشّيء يظنّ أنّه الّذي حلف عليه، فإذا هو غير ذلك ، وهو قول أبو هريرة وابن عباس والحسن ومجاهد وإبراهيم وقتادة وابن أبي نجيح وسليمان بن يسار.
الثاني : من يحلف من غير عقد وعزم وهو في حالة غضب ، وهو قول ابن عباس وطاووس.
الثالث : الحلف على فعل ما نهى اللّه عنه، وترك ما أمر اللّه بفعله، وهو قول ابن عباس و سعيد بن جبير والشعبي ومسروق .
ودلالة وعلة ذلك مارواه ابن جرير في تفسيره عن طريق عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: من نذر فيما لا يملك فلا نذر له، ومن حلف على معصيةٍ للّه فلا يمين له، ومن حلف على قطيعة رحمٍ فلا يمين لا.
الرابع : هو اليمين الذي بمعنى الدّعاء من الحالف على نفسه إن لم يفعل كذا وكذا، وهو قول زيد بن أسلم.
الخامس : اللّغو في الأيمان: ما كانت فيه كفّارةٌ، وهو قول ابن عباس والضحاك.
قال الزجاج : وإنّما قيل له لغو لأن الإثم يسقط فيه إذا وقعت الكفارة.
السادس : اللّغو من الأيمان: هو ما حنث فيه الحالف ناسيًا ، وهو قول إبراهيم.
فهذه الأقوال من مترادفات القول لاتعارض فيها ، لكن يرجحها ماتواترت من طرق قول عائشة رضي الله عنها ... [ليست مترادفة، الترادف يعني أنها مختلفة لفظًا متوافقة معنى، فلا يوجد خلاف في الأصل.
وخلاف التنوع يعني هناك خلاف في المعنى لكن يمكن الجمع بين الأقوال.
ولكن الخلاف في هذه المسألة من خلاف التضاد فلا يمكن الجمع بين الأقوال.
ومنشأ الخلاف، هل اللغو هو السقط في الكلام دون انعقاد القلب عليه فقط، أم يدخل فيه ما لم يحصل به إثم ومؤاخذة]

قال أبو جعفر: وأولى هذه الأقوال قول عائشة لأن يحيى القطان قال حدثنا هشام بن عروة قال أخبرني أبي عن عائشة في قوله: {لا يؤاخذكم الله باللغو في أيمانكم} قالت: نزلت في قول الرجل لا والله وبلى والله.
فهذا إخبار منها عن علمها بحقيقة ما نزلت فيه هذه الآية.
2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
القول الأول : مؤتمناً عليه ، قول ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن وعكرمة
أخرجه ابن وهب المصري وسعيد بن منصورفي سننه وابن حجر في فتح الباري وابن أبي حاتم في تفسيره وابن جرير في تفسيره عن محمّد بن طلحة عن ابن عباس …
[طريق علي بن أبي طلحة عن ابن عباس، بلفظ " أمينًا " ، ,ليس مؤتمنًا]
وأخرجه ابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات من طرق عن أبي إسحاق عن التميمي … [نذكر منتهى الإسناد " ابن عباس" رضي الله عنهما]
الأقوال الأخرى في قوله تعالى :(ومهيمناً عليه} :
الأول : أي شديداً عليه ،قول ابن عباس والسدي وقتادة ومجاهد رواه عبدالرزاق في تفسيره وابن جرير في تفسيره
الثاني : معناه المهيمن المصدق ، قول ابن زيد
الثالث : سيداً عليه. قول ابن عباس والسدي.
الرابع : أميناً عليه ، ذكره البخاري
جميع هذه الأقوال تحتمل هذه المعاني وجميعها مايختص بشأن القرآن ومايهمه ..
قال ابن جرير : وأصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرّجل الشّيء وحفظه وشهده: قد هيمن فلانٌ عليه، فهو يهيمن هيمنةً، وهو عليه مهيمنٌ.
3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»
أخرجه ابن عبدالرزاق في تفسيره وابن جرير في تفسيره والبيهقي عن طريق ابن جريج عن محمد بن المرتفع عن عبدالله بن الزبير [مخرج الأثر ابن المرتفع]
وأخرجه ابن أبي حاتم من طريق السدي ....
وهذا القول مبني على وظيفة من وظائف خلق الأنسان في بدنه .
والأقوال الأخرى :
الأول : خلق الله وتسوية مفاصل أبدانكم وجوارحكم دلالةٌ لكم على أن خلقتم لعبادته.قول ابن زيد وقتادة .
وهذا القول لعموم النفس البشرية ومافيها من أجزاء خلقت وسويت لمهام قدّرها الله سبحانه وتعالى لتقوم بها لتستمر الحياة إلى أن يشاء الله.
الثاني : في خَلْقِكم مِن تُرابٍ ثُمَّ إذا أنْتُمْ بَشَرٌ تَنْتَشِرُونَ، قالَهُ ابْنُ زَيْدٍ.ذكره الماوردي
الثالث : في حِياتِكم ومَوْتِكم وفِيما يَدْخُلُ ويَخْرُجُ مِن طَعامِكم، قالَهُ السُّدِّيُّ.ذكره الماوردي.
الرابع : في الكِبَرِ بَعْدَ الشَّبابِ، والضَّعْفِ بَعْدَ القُوَّةِ، والشَّيْبِ بَعْدَ السَّوادِ، قالَهُ الحَسَنُ.ذكره الماوردي .
جميع هذه الأقوال تحتمل هذا المعنى ، لما تسوية الإنسان وبديع صنعه وماأوكل من وظائف لكل حاسة وعضو من أجزاء جسمه ، لكل منها مهامه الخاصة، لايطغي بعضها على بعض فسبحان الله رب العالمين.
قال ابن جرير : والصّواب من القول في ذلك أن يقال: معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه.
وقال ابن عطية : إحالة على النظر في شخص الإنسان، فإنه أكثر المخلوقات التي لدينا عبرة لما جعل الله تبارك وتعالى فيه -مع كونه من تراب- من لطائف الحواس، ومن أمر النفس وحياتها ونطقها، واتصال هذا الجزء منها بالعقل .

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
المراد بالصراط المستقيم : هو الطريق المستقيم الذي لاعوج فيه ،دين الإسلام . قول جابر بن عبدالله ، وابن عباس ، وابن الحنيفية وعبدالله بن زيد بن أسلم.
أخرجه ابن جرير عن عبد اللّه بن محمّد بن عقيلٍ، عن جابر بن عبد اللّه … [التخريج ناقص]
فصفة المستقيم لازمة للصراط ويحتملها المعنى ، وهو الذي لاعاوجاج فيه ولا انحراف .
الأقوال في الصراط المستقيم :
الأول : القرآن. قول علي رضي الله عنه. أخرجه ابن جرير من طرق عن الحارث.
فالقرآن هو الطريق الموصل إلى الإستقامة والرشد ، وهو الهداية والإرشاد.
الثاني : قيل هو رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وصاحباه من بعده: أبو بكرٍ وعمر، قول وابن عباس وأبو العالية .
اتباع النبي الكريم والإهتداء بهديه هو الطريق الموصل للجنة والصراط المستقيم ، قال تعالى :( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ …) ، فهدي النبي الكريم هو أهم السبل لهذا الطريق المستقيم.
الثالث : الحق. قول مجاهد.
مضمون معنى الصراط هو الطريق الواضح البين ، وطريق الحق يتضمن ذلك ، قال تعالى :( وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً …)
جميع هذه الأقوال تحتمل هذا المعنى ، وجميعها موصله للهداية والاستقامة ، فالصراط المستقيم هو الطريق الحق الواضح البين الذي لاعوج فيه ، باتباع القرآن وهدي النبي الكريم لدين الإسلام الموصل إلى الجنان بتدبير الرحمن سبحانه ، قال تعالى : ( ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه )، فهو الدين المرشد إلى الاستقامة والهداية ، وهو الطريق الذي ارتضاه الله سبحانه وتعالى لعباده ، وهداهم له ، قال تعالى :( وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ …) ، وقال تعالى :( وَإنَّكَ لَتَهْدِي إلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ ).
قال أبو جعفرٍ: أجمعت الحجة من أهل التّأويل جميعًا على أنّ الصّراط المستقيم هو الطّريق الواضح الّذي لا اعوجاج فيه. وكذلك ذلك في لغة جميع العرب.

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
المراد بالشجرة الخبيثة هي الحنظل ، قول أنس بن مالك ومجاهد
أخرجه الترمذي في سننه وابن جرير في تفسيره وابن أبي حاتم والهيثمي في موارد الضمآن مرفوعاً عن طريق شعيب بن الحبحاب، عن أنس بن مالك … [مرفوعًا يعني أن القائل هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن نريد تخريج القول الموقوف على أنس رضي الله عنه.
وإذا روي الأثر من نفس الطريق مرة مرفوعًا ومرة موقوفًا، نذكر الراوي عن " مخرج الأثر " لأنه قد يكون الخطأ منه
مثلا هنا روي من عدة طرق عن شعيب بن الحبحاب عن أنس بن مالك موقوفًا عليه، وروي من طريق حماد بن سلمة عن شعيب عن أنس مرفوعًا إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
فيبحث هنا علماء الحديث في حال حماد بن سلمة، وروايته عن شعيب لينظروا تصحيحها من عدم]

وأخرجه ابن جرير الطبري في تفسيره من طرق عن معاوية بن قرّة، عن أنس بن مالكٍ …
والأقوال فيها :
الأول : الشّجرة التي لم تخلق على الأرض ، قول ابن عباس .
الثاني : الكشوثا ، قاله الزجاج والشوكاني.
الثالث : شجرة الثوم. ذكره الشوكاني
الرابع : الكمأة ، ذكره الشوكاني
الخامس : الطحلبة ، ذكره الشوكاني.
فالراجح أن هذه الشجرة ليست معينة ، بل ماتشتمل عليه من رائحة أو طعم أو وصف فهي المراد بالشجرة الخبيثة ، ولكن الأغلب قال أنها الحنظلة والله أعلم.
قال الزمخشري : هي كل شجرة لا يطيب ثمرها كشجرة الحنظل والكشوث.
قال ابن عطية : والظاهر عندي أن التشبيه وقع بشجرة غير معينة إذا وجدت فيها هذه الأوصاف، فالخبث هو أن تكون كالعضاة، أو كشجرة السموم ونحوها إذا اجتثت، أي اقتلعت جثتها بنزع الأصول، وبقيت في غاية الوهن والضعف فتقلبها أقل ريح.، فالكافر يرى أن بيده شيئا، وهو لا يستقر ولا يغني عنه، كهذه الشجرة التي يظن بها على بعد -أو للجهل بها- أنها شيء نافع، وهي خبيثة الجنى غير باقية).

التقويم: د+
بارك الله فيكِ ونفع بكِ.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 16 شوال 1441هـ/7-06-2020م, 02:10 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أمل يوسف مشاهدة المشاركة



1: قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس)

.
هذا قول عائشة رضى الله عنها في المراد باللغو :وهو مايسبق على اللسان من اليمين بغير قصد
رواه ابن جرير من طريق هشام بن عروة عن أبيه عنها بهذا اللفظ
ورواه النسائى وابن جرير أيضا من طريق هشام بن عروة عن أبيه عنها بلفظه بدون {وما يتراجع به الناس}
ورواه ابن جرير من طرق عن هشام بن عروة عن أبيه عنها وفي بعضها زيادة كقولها {يصل بها كلامه}
ورواه ابن جرير من طرق كثيرة عن عطاء عنها بألفاظ متقاربة
ورواه عبد الرزاق وابن جرير من طريق معمر عن الزهرى عن عروة عن عائشة بلفظ {يتدارءون في الأمر لايعقد عليه قلوبهم}
وروى ابن جرير نحو هذا القول عن ابن عباس من طريق عكرمة و قول مجاهد من طريق منصور عن الحكم عنه وقول الشعبي من طرق عن المغيرة عنه ومن طرق عن ابن عون عنه وقول عكرمة من طريق عاصم الأحول وقول أبي قلابة من طريق أيوب وقول أبي صالح من طريق اسماعيل بن أبي خالد

و بنحو هذا القول قال آخرون : -: كلّ يمينٍ وصل الرّجل بها كلامه على غير قصدٍ منه إيجابها على نفسه
وهو قول إبراهيم رواه ابن جرير من طريق هشام الدستوائى عن حماد عنه وقول مجاهد من طريق منصور عن الحكم عنه

حجة هذا القول: مارواه ابن جرير من طريق عوف الأعرابي عن الحسن البصرى مرسلا
قال: مرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بقومٍ ينتضلون يعني يرمون ومع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجلٌ من أصحابه، فرمى رجلٌ من القوم، فقال: أصبت واللّه وأخطأت فقال الّذي مع النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: حنث الرّجل يا رسول اللّه، قال: كلاّ أيمان الرّماة لغوٌلا كفارة فيها ولاعقوبة


الأقوال الأخرى في معنى اللغو :

-هى اليمين التى يحلف عليها الحالف ويراها كذلك ثم ينبين أنها بخلاف ذلك
وهو قول أبي هريرة رواه ابن جرير من طريق أبي معشرعن محمد بن قيس عنه وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق العوفيين ورواه بلفظ آخر مقارب من طريق على بن أبي طلحة وقول الحسن من طرق مختلفة عنه وقول مجاهد من طريق ابن أبي نجيح وقول ابن أبي نجيح من طريق عيسى وقول إبراهيم وقتادة والسدى وأبي مالك والربيع ومكحول والشعبي قول آخر وقول لعائشة رضي الله عنها رواه ابن أبي حاتم بصيغة التضعيف من طريق ابن شهاب عن عروة عنها ورواه ابن أبي حاتم من طريق عطاء بن أبي رباح عنها

-وقيل هى اليمين التى يحلف بها صاحبها حال الغضب عن غير قصد
وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق عطاء عن وسيم عن طاووس عنه ورواه ابن أبي حاتم من طريق عطاء عن طاووس عنه ، وقول طاووس من طريق أبي حمزة عن عطاء عنه
وحجة هذا القول :الحديث المرفوع الذي رواه ابن جرير من طريق الزهرى عن يحيى بن كثير عن طاووس عن ابن عباس يرفعه إلى النبي {لايمين في غضب}

-وقيل اللغو هو الحلف على فعل مانهى الله عنه وترك ما أمر الله به:
قول سعيد بن جبير رواه عبد الرزاق وابن جرير من طريق هشيم عن أبي بشر عنه ورواه ابن جرير من طرق عن داوود بن أبي هند عنه وهو قول مسروق رواه ابن جرير من طريق الشعبي عنه وقول ابن عباس أيضا
و سعيد بن جبير يرى أن عليه الكفارة ولايراها غيره إلا أن الشعبي قال كفارتها التوبة منها
حجة هذا القول مارواه ابن جرير من طريق عمرو بن شعيبٍ، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرٍو، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: من نذر فيما لا يملك فلا نذر له، ومن حلف على معصيةٍ للّه فلا يمين له، ومن حلف على قطيعة رحمٍ فلا يمين لا
وما رواه ابن جرير من طريق عليّ بن مسهرٍ، عن حارثة بن محمّدٍ، عن عمرة، عن عائشة، قالت: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: من حلف على يمين قطيعة رحمٍ، أو معصيةٍ للّه فبرّه أن يحنث بها ويرجع عن يمينه.

-وقيل :بمعنى دعاء الحالف على نفسه إن لم يفعل كذا وكذا أو بمعنى الشرك والكفر
وهو قول زيد بن أسلم رواه ابن جرير من طريق يحيى بن أيوب عنه بلاواسطة تارة و رواه ابن جرير أيضا وابن أبي حاتم من ذات الطريق بواسطة ابن عجلان وعمرو بن الحارث تارة أخرى بألفاظ متقاربة
وهو قول ابن زيد رواه ابن جرير من طريق ابن وهب عنه وهو قوله :أن يقول هو كافر بالله وهو إذن يشرك بالله

-وقيل اللغو من الأيمان ماكانت فيه كفارة وهو أن يحلف على شىء فيه إضرار ثم يرى غيره خيرا منه فيتركه ويكفر عن يمينه
وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة والضحاك من طريق جويبر

-وقيل هوما حنث فيه الحالف ناسيا
وهو قول إبراهيم رواه عبد الرزاق وابن جرير وابن أبي حاتم من طريق هشيم عن مغيرة عنه
دراسة الأقوال:
قال ابن عطية :وطريقة النظر أن يتأمل لفظة اللغو ولفظة الكسب، ويحكم موقعهما في اللغة، فكسب المرء ما قصده ونواه، واللغو ما لم يتعمده أو ما حقه لهجنته أن يسقط، فيقوى على هذه الطريقة بعض الأقوال المتقدمة ويضعف بعضها

وتفصيل ما قاله ابن عطية عند أبن جرير :
قال أبو جعفر: و"اللغو" من الكلام في كلام العرب، كل كلام كان مذموما وسقطا لا معنى له مهجورا، يقال منه:"لغا فلان في كلامه يلغو لغوا" إذا قال قبيحا من الكلام، ومنه قول الله تعالى ذكره: (وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه) ، وقوله: (وإذا مروا باللغو مروا كراما). ومسموع من العرب:"لغيت باسم فلان"، بمعنى أولعت بذكره بالقبيح. فمن قال:"لغيت"، قال:"ألغى لغا"، وهي لغة لبعض العرب،
فإذا كان"اللغو" ما وصفت، وكان الحالف بالله:"ما فعلت كذا" وقد فعل،"ولقد فعلت كذا" وما فعل - واصلا بذلك كلامه على سبيل سبوق لسانه من غير تعمد إثم في يمينه، ولكن لعادة قد جرت له عند عجلة الكلام = والقائل:"والله إن هذا لفلان" وهو يراه كما قال، أو:"والله ما هذا فلان! " وهو يراه ليس به = والقائل:"ليفعلن كذا والله - أو: لا يفعل كذا والله" على سبيل ما وصفنا من عجلة الكلام وسبوق اللسان للعادة، على غير تعمدحلف على باطل = والقائل:"هو مشرك، أو هو يهودي أو نصراني، إن لم يفعل كذا - أو إن فعل كذا" من غير عزم على كفر أو يهودية أو نصرانية = (جميعهم قائلون هجرا من القول وذميما من المنطق، وحالفون من الأيمان بألسنتهم ما لم تتعمد فيه الإثم قلوبهم = كان معلوما أنهم لغاة في أيمانهم، لا تلزمهم كفارة في العاجل، ولا عقوبة في الآجل، لإخبار الله تعالى ذكره أنه غير مؤاخذ عباده، بما لغوا من أيمانهم، وأن الذي هو مؤاخذهم به، ما تعمدت فيه الإثم قلوبهم.

وإذ كان ذلك كذلك = وكان صحيحا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:"من حلف على يمين فرأى غيرها خيرا منها، فليأت الذي هو خير، وليكفر عن يمينه"، كان بينا أن من ألزم الكفارة في عاجل دنياه فيما حلف به من الأيمان فحنث فيه، وإن كانت كفارة لذنبه، فقد واخذه الله بها بإلزامه إياه الكفارة منها، وإن كان ما عجل من عقوبته إياه على ذلك، مسقطا عنه عقوبته في آجله. وإذ كان تعالى ذكره قد واخذه بها، فغير جائز لقائل أن يقول وقد وأخذه بها: هي من اللغو الذي لا يؤاخذ به قائله.
فإذ كان ذلك غير جائز، فبين فساد القول الذي روي عن سعيد بن جبير أنه قال:"اللغو الحلف على المعصية"، لأن ذلك لو كان كذلك، لم يكن على الحالف على معصية الله كفارة بحنثه في يمينه. وفي إيجاب سعيد عليه الكفارة، دليل واضح على أن صاحبها بها مؤاخذ، لما وصفنا من أن من لزمه الكفارة في يمينه، فليس ممن لم يؤاخذ بها.
فإذا كان"اللغو" هو ما وصفنا = مما أخبرنا الله تعالى ذكره أنه غير مؤاخذنا به - وكل يمين لزمت صاحبها بحنثه فيها الكفارة في العاجل، أو أوعد الله تعالى ذكره صاحبها العقوبة عليها في الآجل، وإن كان وضع عنه كفارتها في العاجل - فهي مما كسبته قلوب الحالفين، وتعمدت فيه الإثم نفوس المقسمين. وما عدا ذلك فهو"اللغو"،
[الأولى صياغة الدراسة بأسلوبك ليتبين فهمك.
وهذه المسألة من المسائل التفسيرية الفقهية فيحسن الرجوع إلى كتب أحكام القرآن
ويدور الخلاف فيها بحسب معنى اللغو، ومتعلق الكسب "بما كسبت قلوبكم" هل بتعمد الكذب أم مجرد عقد اليمين وقصده؟
وابن جرير الطبري رحمه الله اختار أن يكون اللغو من الأيمان ما لم يكن عليه إثم ولا كفارة
وابن كثير رحمه الله اختار أنه سقط الكلام بالأيمان التي لم يقصدها الحالف]


2: قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).

رواه عبد الله بن وهب من طريق محمد بن طلحة ورواه سعيد بن منصور وابن أبي حاتم من طريق أبي اسحاق عن رجل من بنى تميم عنه ورواه ابن جرير وابن حجر في التغليق من طريق سفيان عن أبي إسحاق عن التميمي عنه
وقد صرح ابن أبي حاتم باسم الرجل التميمى قال :واسمه أربد التميمى
ورواه ابن جرير من طريق العوفي عنه بلفظ : وهو القرآن، شاهدٌ على التّوراة والإنجيل، مصدّقًا لهما {مهيمنًا عليه} يعني: أمينًا عليه، يحكم على ما كان قبله من الكتب
وقال بعض المفسّرين: المهيمن الشّهيد والشّاهد، وقيل: الرّقيب، وقيل: الحفيظ ، ذكره صاحب عمدة القاري
.
-وقيل أمينا : وهو قول لابن عباس رواه ابن أبي حاتم وابن جرير من طريق علي بن أبي طلحة عنه قال: والمهيمن الأمين والقرآن أمين على كل كتاب قبله
وهو قول سعيد بن جبير رواه ابن جرير من طريق على بن بذيمة والحسن رواه ابن جرير من طريق أبي رجاء عنه وصرح الحسن بأنه قول عكرمة

-وقيل سيدا
قول ابن عباس رواه ابن أبي حاتم من طريق العوفيين عنه

قال ابن حجر في الفتح: قوله المهيمن القرآن أمينٌ على كل كتاب قبله أورد بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عن بن عبّاسٍ في قوله تعالى ومهيمنا عليه قال القرآن أمينٌ على كلّ كتابٍ كان قبله وروى عبد بن حميدٍ من طريق أربدة التّميمي عن بن عبّاس في قوله تعالى ومهيمنا عليه قال مؤتمنا عليه وقال بن قتيبة وتبعه جماعةٌ مهيمنًا مفيعلٌ من أيمن قلبت همزته هاءً وقد أنكر ذلك ثعلبٌ فبالغ حتّى نسب قائله إلى الكفر لأنّ المهيمن من الأسماء الحسنى وأسماء اللّه تعالى لا تصغّر والحقّ أنّه أصلٌ بنفسه ليس مبدلًا من شيءٍ وأصل الهيمنة الحفظ والارتقاب تقول هيمن فلانٌ على فلانٍ إذا صار رقيبًا عليه فهو مهيمنٌ قال أبو عبيدة لم يجئ في كلام العرب على هذا البناء إلّا أربعة ألفاظٍ مبيطرٌ ومسيطرٌ ومهيمنٌ ومبيقرٌ).

وأما مجاهد فقد فسر المراد بمهيمنا عليه :مؤتمنا عليه لكن أراد به النبي صلى الله عليه وسلم لا القرآن فقد روى ابن جرير من طرق وابن أبي حاتم عن ابن أبي نجيح عنه قوله محمد صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن و من طريق حجاج عن ابن جريج عنه بلفظ: مؤتمنًا على القرآن وشاهدًا ومصدّقًا [قول مجاهد هذا في المراد بالمهيمن في الآية، ووجهه ابن عطية بأنها على قراءة مجاهد بالفتح.
ولكن هذه ليست المسألة محل البحث، وإنما مسألتنا في معنى الكلمة لغة]

التوجيه لقول مجاهد :وجهه في قوله تعالى {وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقا لما بين يديه من الكتاب ومهيمنا عليه}
ووجه ذلك أن المهيمن في اللغة من الهيمنة وأصله الحفظ والإرتقاب يقال هيمن فلان على الشيء إذا حفظه ورقبه فهو عليه مهيمن فالنبي صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن بحفظه وتبليغه كما أنزل لايبدل ولايزيد ولاينقص وكما قال تعالى {وما هو على الغيب بضنين} فمن هذه الجهة ربما يكون فسرها مجاهد وهذا التفسير لايناقض تفسير جمهور السلف بأن المهيمن وصف للقرآن لا للنبي صلى الله عليه وسلم وذلك لأن النبي إذا كان مؤتمنا على تبليغ الوحى وقد فعل فالوحى بنفسه مشتمل على مايشهد بأنه مهيمن على ماسبقه من الكتب السماوية فما صدقه منها فهو الصدق والعكس بالعكس فالقرآن مهيمن على ماسبقه وحاكم وشهيد عليه والرسول مهيمن وشاهد ومؤتمن على مافي القرآن والله اعلم
وقد رد هذا التأويل ابن جرير وقال هو بعيد من المفهوم من كلام العرب بل هو خطأ .والله أعلم بمراده

الأقوال الأخرى:
-شهيدا عليه :
وهو قول آخر لابن عباس رواه ابن جرير من طريق على بن أبي طلحة عنه
وقول قتادة رواه عبد الرزاق عن معمر عنه وقول السدي من طريق أسباط

-وقيل المهيمن :المصدق
وهو قول ابن زيد رواه ابن جرير من طريق ابن وهب قال: مصدّقًا عليه. كلّ شيءٍ أنزله اللّه من توراةٍ أو إنجيلٍ أو زبورٍ فالقرآن مصدّقٌ على ذلك، وكلّ شيءٍ ذكر اللّه في القرآن فهو مصدّقٌ عليها وعلى ما حدّث عنها أنّه حقٌّ
الترجيح:
قال أبو عبيد :يقال هيمن على الشيء يهيمن إذا كان له حافظا وهذه الأقوال كلها متقاربة المعاني لأنه إذا كان حافظا للشيء فهو مؤتمن عليه وشاهد وقرأ مجاهد وابن محيص (ومهيمنا عليه) بفتح الميم وقال مجاهد أي محمد صلى الله عليه وسلم مؤتمن على القرآن)
قال ابن جرير :أنزلنا الكتاب الّذي أنزلناه إليك يا محمّد مصدّقًا للكتب قبله، وشهيدًا عليها أنّها حقٌّ من عند اللّه، أمينًا عليها، حافظًا لها.
وأصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرّجل الشّيء وحفظه وشهده: قد هيمن فلانٌ عليه، فهو يهيمن هيمنةً، وهو عليه مهيمنٌ
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل. إلاّ أنّهم اختلفت عباراتهم عنه
ففي كلامهم رحمهم الله مايبين أن كل ماذكر في معنى المهيمن صحيح وهو من باب تفسير الشيء ببعض معناه والله أعلم

[بارك الله فيكِ.
هذه من المسائل اللغوية في معنى مفردة من مفردات القرآن

. 3: قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول»

قول عبد الله بن الزبير رواه عبد الرزاق وابن جرير من طريق ابن جريج عن محمد بن المرتفع عنه
ورواه سعيد بن منصور في سننه وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي كما في الدر المنثور للسيوطى ووقفت عليه عند ابن أبي حاتم غير مسندا [سنن سعيد بن منصور مطبوعة فلا يصح الاعتماد على الدر المنثور، فإن لم تجدي الأثر عنده فلا يقطع بصحة نسبته لسنن سعيد بن منصور
وكذلك كتب البيهقي]

وروى بنحو هذا القول عن على رضي الله عنه والسدى كما في الدر المنثور [لا نعتمد في نسبة الأقوال للسلف على المصادر البديلة أو الناقلة، إلا في حالة إرادة النسبة إلى كتب مفقودة غير متوفرة الآن]
وهو قول الفراء واختيار البخاري
الأقوال الأخرى :
تسوية المفاصل والأبدان دلالة أنكم خلقتم للعبادة وهو قول ابن زيد رواه ابن جرير من طريق ابن وهب عنه
وقول قتادة رواه ابن جرير وابن المنذر وأبو الشيخ كما في الدر المنثور ولم أقف عليه [رواه أبو الشيخ في العظمة، وهو متوفر، وتجدينه ضمن كتب الشاملة، وكتب ابن جرير متوفرة أيضًا فإن لم تجدي الأثر فيها فلا تقطعي بصحة نسبته إليه لمجرد قول السيوطي ذلك
فقد تقرر لكِ أن للسيوطي أخطاء في التخريج في بعض المواضع من كتابه]

وذكر الماوردى أقوالا أخرى :
-في خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون ونسبه لابن زيد
-في حياتكم وموتكم وما يدخل ويخرج من طعامكم ونسبه للسدي
-في الكبر بعد الشباب والضعف بعد القوة والشيب بعد السواد ونسبه للحسن
-ويحتمل سادسا أنه نجح العاجز وحرمان الحازم
ولم أقف عليه كما نسبه لابن زيد والحسن
واالراجح :
ما ذكره ابن جرير أن معنى ذلك: وفي أنفسكم أيضًا أيّها النّاس آياتٌ وعبرٌ تدلّكم على وحدانيّة صانعكم، وأنّه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إيّاكم {أفلا تبصرون} يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكّروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانيّة خالقكم
فالآية تحتمل جميع هذه المعانى وهى من باب التفسير بالمثال

4: قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام)
الصراط في اللغة :هو الطريق الواضح الذي لا اعوجاج فيه ثم تستعيره العرب في كل قول او عمل وصف بالإستقامة أو الاعوجاج،ذكره الطبري
الأقوال في المراد بالصراط المستقيم :
- الإسلام :قول جابر رضي الله عنه : رواه ابن جرير والحاكم في مستدركه من طريق الحسن بن صالح عن عبد الله بن محمد بن عقيل عنه
ورواه ابن جرير وابن أبي حاتم من طريق معاوية بن صالح عن النواس بن سمعان مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق ميمون بن مهران عنه وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم من طريق ابن وهب
ورواه ابن جرير عن ابن الحنفية بلفظ دين الله الذي لايقبل من العباد غيره وعن ابن عباس وابن مسعود أيضا أنه الإسلام
ورواه عبد بن حميد عن أبي العالية كما في الدر المنثور :تعلموا الإسلام فإذا علمتموه فلا ترغبوا عنه وعليكم بالصراط المستقيم فإن {الصراط المستقيم} الإسلام ولا تحرفوا يمينا وشمالا
-القرآن:رواه ابن جرير من طريق حمزة الزيات عن على موقوفا عليه ومرة يرفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك رواه ابن جريروابن أبي حاتم عن على مرفوعا من طريق الحارث
وهو قول ابن مسعود رواه الحاكم في مستدركه من طريق أبي وائل عنه
وقول أبي وائل رواه ابن جرير من طريق سفيان عن منصور عنه
-هو رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحباه من بعده :وهو قول أبي العالية رواه ابن جريروابن أبي حاتم من طريق عاصم عنه وصدقه الحسن في الخبر
ورواه الحاكم في مستدركه عن ابن عباس من طريق أبي العالية عنه
-وفسر بالطريق الهادى لدين الله وهو قول ابن عباس رواه ابن جرير من طريق ابن جريج ومن طريق الضحاك
-وفسر بالحق :وهو قول مجاهد رواه ابن أبي حاتم من طريق عمر بن ذر عنه وقول ابن عباس من طريق الضحاك قال ألهمنا دينك الحق وهو لا إله إلا الله وحده لاشريك له
وأرى أن هذا القول يرجع إلى القول الأول وهو الإسلام
توجيه الأقوال :
القول بأن الصراط هو الإسلام وفي تفسير الصراط بالإسلام حديث مرفوع عن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الأصل في تفسير المراد بالصراط لأنه تفسير نبوى
وأما القول بأنه القرآن وفيه حديث مرفوع وفيه ضعف ولكن معناه صحيح وهو تفسير الإسلام بجزء من معناه فمن معانى الإسلام الإقرار بالشهادتين والإيمان بالكتب والقرآن هو كتاب الله المشتمل على دين الإسلام بشرائعه وعقائده وآدابه
ومن فسره بأنه رسول الله فهو تفسير بلازم المعنى وذلك أن دين الإسلام لابد له من داع يدعو إليه ويبينه وهو رسول الله فلاسبيل للإهتداء إلى هذا الدين إلا من طريق الرسول ومن سلك مسلكه واهتدى بهديه خاصة أبو بكر وعمر
-ومن فسره بالحق فهو وصف لدين الإسلام وحقيقته فهو الدين الحق الثابت الذي لايقبل الله من العباد غيره وحقيقته توحيد الله وشهادة لا إله إلا الله محمد رسول الله
ومن ذلك يتضح أن جميع الأقوال المذكورة تدخل في تفسير المراد بالصراط المستقيم وأولاها التفسير النبوى أنه الإسلام ويدخل فيه أنه كتاب الله ودليله قوله تعالى {يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام} ويدخل فيه القول بأنه رسول الله ودليله قوله تعالى {وإنك لتهدى إلى صراط مستقيم }
فالرسول يهدى بكتاب الله تعالى إلى دين الإسلام الذي هو دين الحق والإستقامة وهو الصراط المستقيم .

5: قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
قول أنس: رواه الترمذي وابن جريروابن أبي حاتم عن أنس مرفوعا من طريق حماد بن سلمة وفيه : قال شعيب :فأخبرت بذلك أبي العالية فقال صدق وأحسن وفي رواية ابن جرير قال أبو العالية :كذلك كانوا يقولون
وقال ابن جرير: وقد روي عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بتصحيح قول من قال: هي الحنظلة خبرٌ، فإن صحّ فلا قول يجوز أن يقال غيره، وإلاّ فإنّها شجرةٌ بالصّفة الّتي وصفها اللّه بها
ورواه أيضا الترمذي عن قتيبة وحماد بن زيد من طرق [حماد بن زيد هو الراوي عن شعيب؟!] عن شعيب بن الحبحاب عن أنس موقوفا وقال الترمذي عند ذكر رواية قتيبة وهذا أصح من حديث حماد بن سلمة
وقال ورواه معمر وغير واحد ولم يرفعوه
ورواه ابن جرير الطبري عن أنس من طرق عن شعبة عن معاوية بن قرة عنه موقوفا
ورواه ابن جرير من طريق شعيب بن الحبحاب تارة عن أنس وتارة مع أبي العالية ورواه من طرق عن شعيب عنه
وهو قول مجاهد أيضا رواه ابن جرير من طريق ابن أبي نجيح عنه

الأقوال الأخرى في المراد بالشجرة الخبيثة:
-هذه الشجرة لم تخلق على الأرض:وهو قول ابن عباس رواه ابن جريرمن طريق قابوس
التوجيه:
قول أنس رضي الله عنه محمله ما رواه ابن جرير من طريق شعيب عنه قال: تلكم الحنظل، ألم تِرْوا إلى الرّياح كيف تُصَفّقُها يمينًا وشمالا؟
والمراد من قوله أن غير المؤمن لا ثبات له ولا أصل يركن إليه وهو مذبذب وهذا يؤيده ما رواه كعب بن مالك في الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {مثل المؤمن كالخامة من الزرع تفيئها الريح تارة وتعدلها تارة ومثل المنافق كالأرزة لاتزال حتى يكون انجعافها مرة واحدة }والمراد أن المنافق لاثبات له بل ظاهره كذلك بخلاف حقيقته
فالحنظلة لا جذور لها تثبتها في الأرض بل هى سطحية كما أشار إليها أنس بقوله {الشريان}وهى لا ساق لها يرتفع بها لأعلى بل تنمو على سطح الأرض وهى في مقابل تأويل الكلمة الطيبة بالنخلة التى جذورها تضرب فى أعماق الأرض ويرتفع ساقها في السماء وهذا فيه تشبيه عمل الكافر الذي لايصعد إلى الله تعالى ولايقبل منه بهذه الشجرة
وأما قول ابن عباس فربما محمله أن الشجرالخبيث لايعرف في الدنيا والله أعلم
وعلى ذلك فكما قال ابن جرير فإن القول بأنها الحنظلة هو قول أكثر السلف كما قال أبو العالية والقول المقابل له هو قول ابن عباس فكلا القولين محتمل والله أعلم
[والقول بعموم ما يدخل تحت وصف الآية القرآنية {اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار} اختاره ابن عطية و غيره.
فيكون التفسير بالحنظل من باب ضرب المثال]


التقويم: ب
بارك الله فيكِ، احرصي على صياغة الدراسة بأسلوبك، وراجعي الملحوظات على الأخت هيا
زادكِ الله توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 16 شوال 1441هـ/7-06-2020م, 02:42 PM
هيئة التصحيح 11 هيئة التصحيح 11 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 2,525
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منيرة محمد مشاهدة المشاركة
خرّج جميع الأقوال التالية ثمّ حرر المسائل التفسيرية المتعلقة بها:
1 :قول عائشة رضي الله عنها في لغو اليمين: (هو لا والله، وبلى والله، ما يتراجع به الناس)
-تخريج قول عائشة :
رواه عبدالرزاق والنسائي والطبري وابن [أبي] حاتم من طريق عروة عن عائشة رضي الله عنها . [مع الانتباه للزيادات في لفظ الرواية]
-الأقوال الأخرى .
أحدها: أن يحلف على الشيء يظن أنه كما حلف، ثم يتبين خلافه.
رواه ابن جرير عن ،أبو[أبي] هريرة، وابن عباس، والحسن، ومجاهد، وقتادة ،وإلى هذا المعنى ذهب عطاء، والشعبي، وابن جبير .
ووجه هذا القول ، أن الله جعل المؤاخذة على كسب القلب لا على الحنث باليمين، لقوله:( وَلَـٰكِن یُؤَاخِذُكُم بِمَا كَسَبَتۡ قُلُوبُكُمۡۗ) .
الثاني: أنه يمين الرجل وهو غضبان من غير عقد قلب ولا عزم،رواه ابن جريرمن طريق طاووس عن ابن عباس،وقال به طاووس.
الثالث : الحلف على المعصية، قال به سعيد بن جبير، ومسروق، والشعبي .
واختلف في هذه اليمين هل تلزمها كفارة أم لا ؟ .
روى ابن جرير من عدة طرق عن سعيد بن جبير أنه يكفر عن يمينه ،ورجح ابن جرير ان ليس عليه كفارة ،وذلك لعدم عقد القلب عليها، وإنما هي من لغو اللسان .
وروى ابن جرير عن سعيد بن المسيب، وعروة بن الزبير، ومسروق،والشعبي أنه لايكفر .
وعلة من قال بهذا الحديث المروي عن عبد الله بن عمرو، أن رسول الله ﷺ قال: "من نذر فيما لا يملك فلا نذر له، ومن حلف على معصية لله فلا يمين له، ومن حلف على قطيعة رَحِمٍ فلا يمينَ له". [فينظر في صحته من ضعفه]
الرابع : أن يحلف الرجل على شيء، ثم ينساه ، رواه ابن جرير عن النخعي .
الخامس : دعاء الحالف على نفسه، كأن يقول: إن لم أفعل كذا فأعمى الله بصري، أو قلل من مالي .
رواه ابن جرير عن زيد بن أسلم من عدة طرق .
-تحرير هذه المسألة .
قال ابن عطية " وطريقة النظر أن تتأمل لفظة اللغو ولفظة الكسب، ويحكم موقعهما في اللغة، فكسب المرء ما قصده ونواه، واللغو ما لم يتعمده أو ما حقه لهجنته أن يسقط، فيقوى على هذه الطريقة بعض الأقوال المتقدمة ويضعف بعضها.
قال الزجاج: اللغو في كلام العرب: ما أطرح ولم يعقد عليه أمر، ويسمى ما لا يعتد به، لغوا.
وقال أبو جرير: "واللغو" من الكلام في كلام العرب، كل كلام كان مذموما وسقطا لا معنى له مهجورا،) يقال منه:"لغا فلان في كلامه يلغو لغوا" إذا قال قبيحا من الكلام، ومنه قول الله تعالى ذكره: ﴿وإذا سمعوا اللغو أعرضوا عنه﴾ .
وعند النظر في الأقوال السابقة مع ما ورد من قول عائشة رضي الله عنها، نقدر أن نرجعها الأقوال الواردة إلى قولين :
الأول :أن المراد به اليمين التي لم يقصد عقدها.
قال ابن كثير بعد أن ذكر قول عائشة رضي الله عنها " ثم قال ابن أبي حاتم: وروي عن ابن عمر، وابن عباس في أحد أقواله، والشعبي، وعكرمة في أحد قوليه، وعطاء، والقاسم بن محمد، ومجاهد في أحد قوليه، وعروة بن الزبير، وأبي صالح، والضحاك في أحد قوليه، وأبي قلابة، والزهري، نحو ذلك.
وقال ابن جرير "وعلة من قال هذا القول من الأثر، ما - حدثنا به محمد بن موسى الحرشي قال، حدثنا عبيد الله بن ميمون المرادي قال، حدثنا عوف الأعرابي، عن الحسن بن أبي الحسن قال: مر رسول الله ﷺ بقوم ينتضلون - يعني: يرمون - ومع النبي ﷺ رجل من أصحابه، فرمى رجل من القوم فقال: أصبت والله، وأخطأت! فقال الذي مع النبي ﷺ: حنث الرجل يا رسول الله! قال: كلا أيمان الرماة لغو لا كفارة فيها ولا عقوبة.
والثاني: أن يحلف على شيء يغلب على ظنه أنه كما حلف، ثم يتبين بخلافه. [ليست كل الأقوال محصورة في هذين المعنيين، فهناك الحلف على معصية، والنسيان وبعض الأقوال الأخرى التي لم تذكريها.
والخلاف يدور حول معنى اللغو، والمراد بكسب القلب والمؤاخذة
فهناك من قال أن اللغو هو سقط الكلام فقط مما لم يقصده وهذا بنحو قول عائشة رضي الله عنها (الأول) وما يدخل في معناه.
وهناك من قال بل هو كل ما ليس عليه إثم ولا كفارة فدخل فيه ما سقط عنه الإثم بالنسيان أو الخطأ ونحو ذلك
وهناك من قال من لم يكن عليه مؤاخذة أي عقاب فأدخلوا فيه ما كان عليه كفارة.
ودراستكِ لسياق الآيات ونظائرها، وتحرير مسألة المراد بكسب القلب، مع الاطلاع على كتب أحكام القرآن تساعدكِ في فهم المسألة والوصول للترجيح بإذن الله]

قال ابن جرير رحمه الله تعالى بعد أن أورد الأقوال السابقة وحججها وما يرد’ عليها به ،"فإذا كان"اللغو" هو ما وصفنا = مما أخبرنا الله تعالى ذكره أنه غير مؤاخذنا به، وكل يمين لزمت صاحبها بحنثه فيها الكفارة في العاجل، أو أوعد الله تعالى ذكره صاحبها العقوبة عليها في الآجل، وإن كان وضع عنه كفارتها في العاجل فهي مما كسبته قلوب الحالفين، وتعمدت فيه الإثم نفوس المقسمين، وما عدا ذلك فهو"اللغو"، وقد بينا وجوهه فتأويل الكلام إذا: (لا تجعلوا الله أيها المؤمنون قوة لأيمانكم وحجة لأنفسكم في إقسامكم، في أن لا تبروا ولا تتقوا ولا تصلحوا بين الناس، فإن الله لا يؤاخذكم بما لغته ألسنتكم من أيمانكم فنطقت به من قبيح الأيمان وذميمها، على غير تعمدكم الإثم، وقصدكم بعزائم صدوركم إلى إيجاب عقد الأيمان التي حلفتم بها، ولكنه إنما يؤاخذكم بما تعمدتم فيه عقد اليمين وإيجابها على أنفسكم، وعزمتم على الإتمان على ما حلفتم عليه بقصد منكم وإرادة،) فيلزمكم حينئذ إما كفارة في العاجل، وإما عقوبة في الآجل.
وقال السمعاني " والأصح: ما قالت عائشة؛ لأن الله تعالى يقول: ﴿ولكن يؤاخذكم بما كسبت قلوبكم﴾ وكسب القلب: هو القصد بالقلب إلى اليمين؛ فدل أن يمين اللغو: ما لم يقصد بالقلب."

2 : قول ابن عباس رضي الله عنهما في تفسير قول الله تعالى: {ومهيمنا عليه} قال: (مؤتمناً عليه).
تخريج قول ابن عباس :
رواه ابن وهب في الجامع،وسعيد بن منصور في سننه،وخرجه البخاري،وذكره العسقلاني في " تغليق التعليق"ورواه ابن جرير عن ابن عباس من عدة طرق،وكذلك روى ابن أبي حاتم . [فما هو طريق الأثر؟]
- الأقوال الأخرى الواردة :
الأول : شهيداً عليه . رواه عبدالرزاق وابن جريرعن قتادة ورواه ابن جرير عن ابن عباس في رواية أخرى له ،وللسدي .
قال ابن عثيمين رحمه الله :" وقيل: معناها الشاهد؛ أي: شاهد عليه، وهذا فيه نظر؛ لأن (شاهدًا) يغني عنها (مصدقًا).
الثاني : مصدقا . رواه ابن جرير عن ابن زيد
الثالث : حفيظا .
الرابع : سيّدا. رواه بن أبي حاتم عن ابن عباس، ونحوه عن السّدّيّ .
الخامس : حاكماً . ذكره ابن كثيرعن ابن عباس من طريق العوفي .
قال ابن عثيمين رحمه الله وقيل: الهيمنة بمعنى: السيطرة والحكم؛ أي أنه حاكم على ما سبقه من الكتب، مسيطر عليها، ناسخ لها، وهذا المعنى أصح؛ لأن القرآن مهيمن على كل الكتب السابقة.
وروى بن أبي حاتم عن بن أبي نجيحٍ قوله: ومهيمنًا عليه قال: محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم مؤتمنٌ على القرآن.
قال:وروي عن عكرمة والحسن وسعيد بن جبيرٍ وعطاءٍ الخراسانيّ أنّه الأمين.)
وقال ابن كثير: وأما ما حكاه ابن أبي حاتم، عن مجاهد، في قوله: ﴿ومهيمنا عليه﴾ يعني: محمدا ﷺ أمين على القرآن، فإنه صحيح في المعنى، ولكن في تفسير هذا بهذا نظر، وفي تنزيله عليه من حيث العربية أيضا نظر.
-"تحرير هذه المسألة .
قال ابن جرير عليه رحمة الله:" يقول الله تعالى :أنزلنا الكتاب الّذي أنزلناه إليك يا محمّد مصدّقًا للكتب قبله، وشهيدًا عليها أنّها حقٌّ من عند اللّه، أمينًا عليها، حافظًا لها.
وأصل الهيمنة: الحفظ والارتقاب، يقال إذا رقب الرّجل الشّيء وحفظه وشهده: قد هيمن فلانٌ عليه، فهو يهيمن هيمنةً، وهو عليه مهيمنٌ.
وقال ابن عطية " ولفظة المهيمن أخص من هذه الألفاظ؛ لأن المهيمن على الشيء هو المعني بأمره؛ الشاهد على حقائقه؛ الحافظ لحاصله؛ فلا يدخل فيه ما ليس منه .
وقال " ويقال من "مهيمن": "هيمن الرجل على الشيء"؛ إذا حفظه؛ وحاطه؛ وصار قائما عليه أمينا .
قال ابن كثير "وهذه الأقوال كلها متقاربة المعنى، فإن اسم "المهيمن" يتضمن هذا كله، فهو أمين وشاهد وحاكم على كل كتاب قبله .
[راجعي التعليق على الأخت هيا]
: 3 قول عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما في تفسير قول الله {وفي أنفسكم أفلا تبصرون} قال: «سبيل الخلاء والبول<<
- تخريج قول ابن الزبير .
رواه عبدالرزاق وبن جرير عن ابن المرتفع عن عبدالله بن الزبير،وعزاه السيوطي في الدر المنثور، إلى الفريابي وسعيد بن منصور، ، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في شعب الإيمان ولم أجده .
[موجود في شعب الإيمان للبيهقي.
المطبوع من كتاب ابن المنذر حتى سورة النساء لهذا يعد كتاب الدر المنثور للسيوطي بديلا له.
وتفسير سورة الذاريات لابن أبي حاتم من الجزء المفقود من كتابه، لذا يمكنكِ الاعتماد على الدر المنثور
سنن سعيد بن منصور مطبوع، فلا يصح الاعتماد على الدر المنثور للسيوطي، فإذا لم تجديه، فلا تنسبيه إليه]

-الأقوال الأخرى.
أحدها: تسوية مفاصل أيديكم وأرجلكم وجوارحكم دليل على أنكم خلقتم لعبادته، قاله قتادة ذكره القرطبي ، ونسبه الواحدي إلى مقاتل . [يُرجع لأصل رواية قتادة عند أبي الشيخ في العظمة]
الثاني: في خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنتشرون، قاله ابن زيد ، ذكره القرطبي .
الثالث: في حياتكم وموتكم وفيما يدخل ويخرج من طعامكم، قاله الفراء .
الرابع: في الكبر بعد الشباب، والضعف بعد القوة، والشيب بعد السواد، ذكره القرطبي عن الحسن .
الخامس: اختلاف الألسنة والصور والألوان والطبائع ذكره البغوي،والواحدي ،عن عطاء عن ابن عباس .
وذكر المارودي قولاً سادساً : أنه نجح العاجز وحرمان الحازم.
-تحرير هذه المسألة .
وخلاصة القول في هذه المسألة أن يقال: هو سائر الآيات التي في النفس مما يدل على أن لها خالقا وصانعا ،واللفظ أوسع من ذلك ،ومن خص نوع فهو من باب المثال .
قال ابن جرير رحمه الله "والصواب من القول في ذلك أن يقال: وفي أنفسكم أيضا أيها الناس آيات وعِبر تدلُّكم على وحدانية صانعكم، وأنه لا إله لكم سواه، إذ كان لا شيء يقدر على أن يخلق مثل خلقه إياكم ﴿أَفَلا تُبْصِرُونَ﴾ يقول: أفلا تنظرون في ذلك فتتفكروا فيه، فتعلموا حقيقة وحدانية خالقكم. "
قال ابن عثيمين رحمه الله "آيات النفس ليس في تركيب الجسم فحسب، وليس فيما أودعه الله تعالى من القوى فحسب، بل حتى في تقلُّبات الأحوال؛ الإنسان تجده يتقلَّب من سرورٍ إلى حزن، ومن غم إلى فرح، تقلبات عجيبة عظيمة...
وقال : كذلك أيضًا بالنسبة للأحوال الإيمانية، وهي أعظم وأخطر، تجد الإنسان في بعض الأحيان يكون عنده من اليقين ما كأنه يشاهد أمور الغيب مشاهدة حسية،... وفي بعض الأحيان يَقِلُّ هذا اليقين لأسباب قد تكون معلومة وقد تكون غير معلومة، لكن من الأسباب المعلومة قلَّةُ الطاعة؛ فإن قلة الطاعة من أسباب ضعف اليقين، إذا قَلَّتْ طاعة الإنسان ضعُف يقينُه... إلى آخر ما قال رحمه الله تعالى .

4 : قول جابر بن عبد الله رضي الله عنهما في المراد بالصراط المستقيم قال: (الإسلام).
تخريج قول جابر .
رواه ابن جريرعن جابر من عدة طرق،كما رواه الحاكم في مستدركه من طريق ابن عقيل،ورواه ابن أبي حاتم من طريق معاوية، ورواه الضحاك عن ابن عباس،وقال به محمد بن الحنيفه،وعبدالرحمن بن أسلم،ورواية عن أبي العالية،وهوالذي عليه جمهور المفسرين .
[ما رأيكِ لو كانت صياغة التخريج هكذا
رواه المروزي في السنة وابن جرير الطبري في تفسيره والحاكم في مستدركه وصححه من طريق عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله به]

-الأقوال الأخرى الواردة .
القول الأول : أنه كتاب الله تعالى . رواه ابن جريرعن عبدالله بن مسعود،من طريق أبي وائل،ورواه ابن جرير وبن أبي حاتم عن عليٍّ من طريق الحارث في حديث وصف القرآن المشهور،كما رواه الحاكم في مستدركه
الثاني : أنه ما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصاحباه أبوبكر وعمر . خرج الحاكم هذاوصححه من طريق [عن] أبي العالية، وروى ابن جرير،وبن أبي حاتم، عن عاصم عن أبي العالية، قال :هو رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وصاحباه من بعده: أبو بكرٍ وعمر» قال: فذكرت ذلك للحسن، فقال: "صدق أبو العالية ونصح."
الثالث :أنه الحق . رواه ابن أبي حاتم عن مجاهد ن وقال ابن كثير وهذا أشمل، ولا منافاة بينه وبين ما تقدم.
الرابع : أنه الطريق الواضح . رواه ابن جرير عن ابن عباس ،ورجح هذا القول .
-تحرير المسألة .
بعد عرض هذه الأقوال الخمسة والنظر فيها ، نلحظ أن كل واحد من السلف رضوان الله عليهم يذكر له مثال إما مستندا لحديث ،أو بجزء من معناه أووصفا أو بلازمه ،وكلها كما قال ابن كثير رحمه الله: صحيحة، وهي متلازمة، فإن من اتبع النبي ﷺ، واقتدى باللذين من بعده أبي بكر وعمر، فقد اتبع الحق، ومن اتبع الحق فقد اتبع الإسلام، ومن اتبع الإسلام فقد اتبع القرآن، وهو كتاب الله وحبله المتين، وصراطه المستقيم، فكلها صحيحة يصدق بعضها بعضا، ولله الحمد.
وقال ابن تيمية رحمه الله تعالى :فإن الله تعالى إذا ذكر في القرآن اسما مثل قوله )اهدنا الصّراط المستقيم( فكل من المفسرين يعبر عن الصراط المستقيم بعبارة يدل بها على بعض صفاته ، وكل ذلك حق .
وقال : وهذا قد قررناه غير مرة في القواعد المتقدمة، ومن تدبره علم أن أكثر أقوال السلف في التفسير متفقة غير مختلفة‏.‏ مثال ذلك‏:‏ قول بعضهم في‏{‏‏الصِّرَاطَ المُستَقِيمَ‏}‏‏ إنه الإسلام، وقول آخر‏:‏ إنه القرآن‏.
‏ وقول آخر‏:‏ إنه السنة والجماعة، وقول آخر‏:‏ إنه طريق العبودية، فهذه كلها صفات له متلازمة، لا متباينة، وتسميته بهذه الأسماء بمنزلة تسمية القرآن والرسول بأسمائه، بل بمنزلة أسماء الله الحسنى‏.

: 5 قول أنس بن مالك رضي الله عنه في تفسير قول الله تعالى: {كشجرة خبيثة} قال: (الحنظل).
تخريج حديث انس .
رواه الترمذي في السنن ،ورواه ابن جرير من عدة طرق عن شعبة عن أنس،ورواه الهيثمي .[طريق الترمذي من روية شعيب بن الحبحاب عن أنس، وراجعي الملحوظات على تخريج هذا القول عند الأخوات]
وقال ابن جرير: " وقد روي عن رسول الله ﷺ بتصحيح قول من قال: هي الحنظلة، خبَرٌ.
فإن صحَّ، فلا قولَ يجوز أن يقال غيرُه، وإلا فإنها شجرة بالصِّفة التي وصفها الله بها.
لأقوال الأخرى .
القول الأول : أن هذه الشّجرة لم تخلق على الأرض . رواه ابن جرير عن ابن عباس .
الثاني : أنها الكشوت، قال الشاعر: "وهم كشوث فلا أصل ولا ورق "
نسبه ابن الجوزي إلى ابن عباس .
قال الواحدي " والكشوت كذلك ﴿من فوق الأرض﴾ لم يرسخ فيها ولم يضرب فيها بعرق .
الثالث : أنها الثوم . ذكره القرطبي عن ابن عباس .
حرير المسألة .
قال ابن عطية :" وهذا عندي على جهة المثال، وعلى هذه الأقوال من الاعتراض أن هذه كلها من النجم، وليست من الشجر، والله تعالى إنما مثل بالشجرة، فلا تسمى هذه شجرة إلا بتجوز، فقد قال عليه الصلاة والسلام في الثوم والبصل: « "من أكل من هذه الشجرة"،» وأيضا فإن هذه كلها ضعيفة وإن لم تخبث، اللهم إلا أن نقول: اجتثت بالخلقة.

وخلاصة القول في هذه المسالة :
ان هذا مثل ضربه الله للكافر عمله خبيث، وجسده خبيث، وروحه خبيث، وليس لعمله قرار في الأرض، ولا يصعد إلى السماء،وكذلك شجرة الحنظل التي مثل بها،فلا عروق تمسكها، ولا ثمرة صالحة، تنتجها، بل إن وجد فيها ثمرة، فهي ثمرة خبيثة .

التقويم: ب
بارك الله فيكِ ونفع بكِ وزادكِ توفيقًا وسدادًا.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
مجلس, أداء

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:58 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir