اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فاطمة مساوى
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في كتاب عشريات ابن القيم رحمه الله
في العشرة حجب
ما المقصود بالحجاب العاشر: حجاب المجتهدين السالكين المشمرين في السير عن المقصود؟
وإذا كان المقصود بهم أهل البدع في العبادات ما الفرق بينه وبين الحجاب الرابع؟
أرجو شرحها
جزاكم الله خيرا
|
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
العبد مهما بلغ اجتهاده فلا بدّ أن يقع منه خطأ وتقصير، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((استقيموا ولن تحصوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن)). رواه أحمد وابن ماجة من حديث ثوبان رضي الله عنه.
فيعتري المجتهدين عوارض من الفتور ونوع من الغفلة، وحجاب يعلو القلب فمنه ما يكون رقيق جداً وهو ما يسمّى بالغين، ويعرض حتى للأنبياء، وفي صحيح مسلم من حديث الأغرّ المزني رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «إنه ليغان على قلبي، وإني لأستغفر الله في اليوم مائة مرة».
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (والغين حجاب رقيق أرق من الغيم، فأخبر أنه يستغفر الله استغفارا يزيلُ الغينَ عن القلب فلا يصير نكتة سوداء).
وقال ابن القيم: (الغين ألطف شيء وأرقّه). أي مما يغشى القلب.
ولذلك هو أخفّ الحجب وأرقّها.
فلا يستنكر أن يعرض للمجتهدين من الصالحين ما هو أغلظ من الغين، وإن لم يصل إلى غلظ حجاب أهل الغفلة والكبائر والبدع، بل قد يقع للعبد الصالح حجاب بسبب صغائر أو نقصان ما كان يداوم عليه من الطاعات والقربات؛ فإذا ذكر الله واستغفر صقل قلبه وكشف عنه الحجاب، وإذا عاد إلى شيء من الغفلة عاد إليه الحجاب، ولا يزال حاله كذلك، نسأل الله تعالى أن يحيي قلوبنا بذكره وأن يجلّيها من حجب الغفلة والمعاصي.