مجلس أداء التطبيق السادس من تطبيقات دورة مهارات التفسير
قال ابن الجوزي: قوله تعالى: {وَأَخْبَتُوا إِلى رَبِّهِمْ} فيه سبعة أقوال:
أحدها: خافوا ربهم، رواه ابن أبي طلحة عن ابن عباس.
والثاني: أنابوا إلى ربهم، رواه العوفي عن ابن عباس.
والثالث: ثابوا إِلى ربهم، قاله قتادة.
والرابع: اطمأنوا، قاله مجاهد.
والخامس: أخلصوا، قاله مقاتل.
والسادس: تخشَّعوا لربهم، قاله الفراء.
والسابع: تواضعوا لربهم، قاله ابن قتيبة.
النقول:
أولاً:قولى ابن عباس رضى الله عنه :(خافوا ربهم – أنابوا إلى ربهم )
[right][b][font="]القول الأول :[color=blue] خافوا ربهم
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : حدّثني المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن صالحٍ، قال: ثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {وأخبتوا إلى ربّهم} يقول: خافوا.[جامع البيان: 12/373-376]
القول الثانى : أنابوا إلى ربهم
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: ثني أبي، قال: ثني عمّي، قال: ثني أبي عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات وأخبتوا إلى ربّهم} قال: الإخبات: الإنابة.
ثانياً: قول قتادة : ثابوا إِلى ربهم
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى وأخبتوا إلى ربهم قال الإخبات التخشع والتواضع).[تفسير عبد الرزاق: 1/304]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وأخبتوا إلى ربّهم} يقول: وأنابوا إلى ربّهم. [جامع البيان: 12/373-376]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ):حدّثنا أبي، ثنا هشام بن خالدٍ، ثنا شعيب بن إسحاق، عن سعيدٍ، عن قتادة، قوله: أخبتوا إلى ربّهم يقول وأنابوا إلى ربّهم.
ثالثاً: قول مجاهد :
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : حدّثنا حجّاج بن حمزة، ثنا شبابة، ثنا ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: وأخبتوا إلى ربّهم قال: اطمأنوا.
وحدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني المثنّى، قال: حدّثنا إسحاق، قال: حدّثنا عبد اللّه، عن ورقاء، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ: {وأخبتوا إلى ربّهم} قال: اطمأنّوا.[جامع البيان: 12/373-376]
قال ابن أبي حاتم عبد الرحمن بن محمد ابن إدريس الرازي (ت: 327هـ): حدثنا حجاج بن حمزة ، ثنا شبابة ، ثنا ورقاء ، عن ابن أبي نحيح ، عن مجاهد قوله : { وأخبتوا إلى ربهم } قال : اطمأنوا .
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم ثنا آدم ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وأخبتوا إلى ربهم يقول اطمأنوا). [تفسير مجاهد: 2/302]
رابعاً: قول مقاتل : أخلصوا
قال أبو الحسن، مقاتل بن سليمان بن بشير(ت 150هـ): ثم أخبر عن المؤمنين وما أعد لهم ، فقال : { إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم } يعنى وأخلصوا إلى ربهم.]تفسير مقاتل، طبع بتحقيق عبد الله شحاته دار إحياء التراث الإسلامي ، وبتحقيق أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية 2003م[
خامساً: قول الفراء: تخشَّعوا لربهم
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأخبتوا إلى ربّهم{...معناه: تخشّعوا لربّهم وإلى ربّهم. [معاني القرآن: 2/10-9]
سادساً: قول ابن قتيبة : تواضعوا لربهم
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأخبتوا إلى ربّهم} أي تواضعوا لربهم. والإخبات: التواضع والوقار).[تفسير غريب القرآن: 202]
التخريج :
1- رُويت عن ابن عباس روايتان في هذه المسألة:
إحداهما: خافوا ربهم، رواها على ابن أبي طلحة عن ابن عباس، وهذه الرواية أخرجها ابن جرير فى جامع البيان، وأخرجها ابن أبى حاتم في تفسيره.
والأخرى: أنابوا إلى ربهم ، رواه العوفي عن ابن عباس،و أخرجها ابن جرير في تفسيره.
2- أما قول قتادة : ثابوا إِلى ربهم، فلم أقف عليه بهذا اللفظ ، ولكن رواه عبد الرزاق وابن جرير وابن أبى حاتم فى تفاسيرهم بألفاظ أخرى :
- فروى عبد الرزاق عن معمر عن قتادة في قوله تعالى: ( وأخبتوا إلى ربهم قال : الإخبات التخشع والتواضع).
- وروى ابن جرير من طريق سعيد ابن أبى عروبه، عن قتادة، قوله: {وأخبتوا إلى ربّهم} يقول: وأنابوا إلى ربّهم.
- وروى أيضاً ابن أبى حاتم من طريق سعيد ابن أبى عروبه، عن قتادة، قوله: {وأخبتوا إلى ربّهم} يقول: وأنابوا إلى ربّهم.
3- قول مجاهد : اطمأنوا ، رواه ابن جريرفى جامع البيان وابن أبى حاتم فى تفسيره و عبد الرحمن بن الحسن الهمذاني في تفسير آدم ابن أبي إياس جميعهم من طريق ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد.
4- قول مقاتل : أخلصوا ، فلم أقف على قول مسند له ولكن وقفت عل تفسير منسوب له (تفسير مقاتل، طبع بتحقيق عبد الله شحاته دار إحياء التراث الإسلامي ، وبتحقيق أحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية 2003م) ، قال : قال أبو الحسن، مقاتل بن سليمان بن بشير(ت 150هـ): ثم أخبر عن المؤمنين وما أعد لهم ، فقال : { إن الذين ءامنوا وعملوا الصالحات وأخبتوا إلى ربهم } يعنى وأخلصوا إلى ربهم.
5- قول الفراء تخشَّعوا لربهم ، ذكره فى كتابه معانى القرآن قال : (وقوله: {وأخبتوا إلى ربّهم{...معناه: تخشّعوا لربّهم وإلى ربّهم.
6- قول ابن قتيبة :تواضعوا لربهم ، ذكره فى كتابه تفسير غريب القرآن ، قال : ( {وأخبتوا إلى ربّهم} أي تواضعوا لربهم. والإخبات: التواضع والوقار).
قال الطبرى (رحمه الله تعالى) : وهذه الأقوال متقاربة المعاني وإن اختلفت ألفاظها ، لأن الإنابة إلى الله من خوف الله ، ومن الخشوع والتواضع لله بالطاعة ، والطمأنينة إليه من الخشوع له ، غير أن نفس الإخبات عند العرب الخشوع والتواضع . وقال : إلى رَبّهِمْ ومعناه : أخبتوا لربهم ، وذلك أن العرب تضع اللام موضع «إلى » و«إلى » موضع اللام كثيرا ، كما قال تعالى : بأنّ رَبّكَ أوْحَى لَهَا بمعنى : أوحى إليها . وقد يجوز أن يكون قيل ذلك كذلك ، لأنهم وصفوا بأنهم عمدوا بإخباتهم إلى الله .