مسائل رسالة كلمة التوحيد :
_ من فضائل كلمة ( لا إله إلا الله)
1. هي كلمة التقوى
2. وهي كلمة الإخلاص
3. ولأجلها خلق الخلق.
4. ولأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب.
5. أنها أعظم النعم.
6. ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب.
7. ولأجلها أمرت الرسل بالجهاد ومفتاح دعوة الرسل
8. وهي نجاة من النار
9. وهي توجب المغفرة.
10. وهي أحسن الحسنات.
11. وهي تجدد ما درس من الإيمان في القلب.
12. وهي لا يعدلها شيء في الوزن
13. وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل.
14. وهي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
15. وهي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
16. وهي أفضل الذكر وأفضل ما قاله النبيون
17. وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
18. ومن فضائلها أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
19. وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
20. دخول قائلها الجنة ولم يحجب عنها ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة وهي مفتاح الجنة.
21. تحريم قائلها على النار
- معنى دخول قائل لا اله الا الله الجنة وتحريمه على النار مع فعله لبعض السيئات:
القول الأول : أن المقصود عدم خلوده في النار
القول الثاني: انها سبب مع انتفاء الموانع واستجماع الشروط :
من الشروط:
- الفروض من صلاة وزكاة وصوم وحج وجهاد
- شهادة أن محمدا رسول الله ومحبته وتصديقه ومتابعته
من الموانع :
- فعل المعاصي
القول الثالث أنه هذه الأحاديث كانت قبل نزول الفرائض
القول الرابع: بأن هذه الأحاديث منسوخة
القول الخامس: التوجيه بأنها مطلقة قيدت في أحاديث أخرى.
- الأحاديث في ذلك
- تقييد قول لا إله الا الله بأعمال القلوب يقتضي أعمال الجوارح
- اطلاق الكفر والشرك على بعض المعاصي
- تحقيق العبودية لله وحده بالتخلص من عبودية من سواه ومن عبودية الهوى والشيطان
- قول لا اله الا الله يقتضي ألا تحب سواه وتحب ما يحبه وتكره ما يكرهه
مثال السحرة لما تحقق لهم حب الله تعالى ومحبة بعض السلف لله تعالى
لا يدخل النار صاحب القلب السليم الصادق
- الصدق في لا اله الا الله لا يعني العصمة
- يطهر الله تعالى الصادق من ذنوبه في الدنيا بأمرين:
التوبة
المصائب المكفرة
- أسباب دخول الموحد للنار
- تذكير النفس بنظر الله ووعظها حتى لا تقع في الذنوب
المقاصد الفرعية :
- بيان فضائل كلمة لا إله الا الله.
- بيان معنى الأحاديث في تحريم قائلها على النار والأقوال في ذلك.
- بيان اقتضاء قول كلمة التوحيد لفعل الصالحات والمستحبات واجتناب المحرمات والمكروهات.
- بيان أسباب دخول بعض الموحدين النار والتحذير من الذنوب والحض على التوبة.
المقصد الكلي:
بيان فضل لا إله إلا الله وأن تمام نيل فضائلها لا يكون إلا بتحقيق شروط وانتفاء موانع.
تلخيص المقاصد الفرعية :
لكلمة التوحيد فضائل كثيرة منها ما هو متعلق بشرفها ومنها ما هو متعلق بأثرها في الدنيا ومنها ما هو متعلق بالجزاء الأخروي المعد لقائلها
فمن شرفها:
أن الله سماها كلمة التقوى وكلمة الإخلاص ، وأن الله تعالى خلق الخلق لعبادته والقيام بمقتضياتها ، قال تعالى: ( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) ، وأنها أفضل الذكر وأفضل ما قال النبيين، وأن الله يصدق قائلها ،وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
ومن فضائلها المتعلق بأثرها في الدنيا :
تجديد الإيمان في قلب المسلم ، كما في المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا: "لا إله إلا الله"). وإجابة دعاءه كما خرج النسائي في كتاب اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مخلصا بها روحه مصدقا بها لسانه إلا فتق له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله)).
وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان ، وتحريم دم قائلها.
ومن فضائلها في الأخرة:
أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر، وأنها أحسن الحسنات وأثقلها في الميزان وأنها تطيح بالسيئات كما في حديث البطاقة ، وأنها تدخل صاحبها الجنة ، وتنجيه من النار، كما في صحيح مسلم عن عبادة بن الصامت أنه قال عند موته: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من العمل))
وخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم ومعاذ رديفه على الرحل فقال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((يا معاذ)) قال: لبيك يا رسول الله وسعديك قال: ((ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله إلا حرمه الله على النار)) قال: يا رسول الله ألا أخبر بها الناس فيستبشروا؟ قال: ((إذا يتّكلوا)) فأخبر بها معاذ عند موته تأثما).
- بيان معنى الأحاديث في دخول قائلها الجنة وتحريمه على النار برغم ارتكابه لبعض الذنوب والأقوال في ذلك.
القول الأول : أن المقصود عدم خلوده في النار
كما في الصحيحين: (إن الله تعالى يقول وعزتي وجلالي لأخرجن من النار من قال: لا إله إلا الله)،
القول الثاني: انها سبب مع انتفاء الموانع واستجماع الشروط
فكما أن للمفتاح أسنان فلمفتاح الجنة شروط يجب أن تتحق من إقامة الفروض واجتناب المعاصي أو التوبة عنها وتكفيرها وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان))
- ومن شروطها أيضا شهادة أن محمدا رسول الله ومحبته وتصديقه ومتابعتهكما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحا غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما وأنه قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))
ومن الموانع فعل المعاصي كما جاء مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة))،قيل: ما إخلاصها يا رسول الله؟ قال: ((أن تحجزك عما حرم الله عليك))
القول الثالث: أنه هذه الأحاديث كانت قبل نزول الفرائض
ممن قال بهذا الزهري والثوري وغيرهما، وهذا بعيد جدا فإن كثيرا منها كان بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود، وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
القول الرابع: بأن هذه الأحاديث منسوخة
وقد يكون مرادهم بالنسخ البيان والإيضاح، فإن السلف كانوا يطلقون النسخ على مثل ذلك كثيرا ويكون مقصودهم أن آيات الفرائض والحدود تبين بها توقف دخول الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب المحارم فيعود للقول الثاني.
القول الخامس: التوجيه بأن هذه الأحاديث مطلقة قيدت في أحاديث أخرى
ففي بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا))وفي بعضها: ((مستيقنا))وفي بعضها ((يصدق لسانه))وفي بعضها((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).
- بيان اقتضاء قول كلمة التوحيد لفعل الصالحات والمستحبات واجتناب المحرمات والمكروهات.
لأن تقييد قول لا إله الا الله بأعمال القلوب يقتضي أعمال الجوارح
وقد جاء هذا المعنى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم صريحا أنه قال: ((من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة))،قيل: ما إخلاصها يا رسول الله؟ قال: ((أن تحجزك عما حرم الله عليك))
- ومما يدل على ذلك أيضا إطلاق كلمة الكفر أو الشرك على بعض المعاصي كقتال المسلم ومن أتى حائضا أو امرأة في دبرها ومن شرب الخمر في المرة الرابعة، وإن كان ذلك لا يخرجه عن الملة بالكلية ولهذا قال السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك.
وإنما تتحقق العبودية لله وحده بالتخلص من عبودية من سواه ومن عبودية الهوى والشيطان
وقد ورد إطلاق الإله على الهوى المتَّبع، قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} وفي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))، فدلّ هذا على أن كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.
ويدلّ عليه أيضا أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
كما أن قول لا اله الا الله يقتضي ألا تحب سواه وتحب ما يحبه وتكره ما يكرهه:
فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله، قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
فإن السحرة لما سكنت المحبة قلوبهم سمحوا ببذل النفوس وقالوا لفرعون: {اقض ما أنت قاض}، ومتى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب.
- وكان بعض العارفين يبكي طول ليله ويقول: إن تعذبني فإني لك محب وإن ترحمني فإني لك محب.
العارفون يخافون من الحجاب أكثر مما يخافون من العذاب.
قال ذو النون: خوف النار عند خوف الفراق كقطرة في بحر لجي.
كان بعضهم يقول: إلهي وسيدي ومولاي لو أنك عذبتني بعذابك كله كان ما فاتني من قربك أعظم عندي من العذاب.
- بيان أسباب دخول بعض الموحدين النار والتحذير من الذنوب والحض على التوبة.
_ لا يدخل النار صاحب القلب السليم الطاهر من أنجاس المخالفات ، الصادق في قول لا إله إلا الله ، فأما من دخل النار من أهل هذه الكلمة فلقلة صدقه في قولها، فإن هذه الكلمة إذا صدقت طهرت القلب من كل ما سوى الله، ومتى بقي في القلب أثر سوى الله فمن قلة الصدق في قولها.
الصدق في لا اله الا الله لا يعني العصمة لأن الله يطهر الصادق من ذنوبه في الدنيا:
فلا تظنوا أن المحب مطالب بالعصمة، وإنما هو مطالب كلما زلّ أن يتلافى تلك الوصمة بسرعة التوبة والإنابة لله تعالى.
وإذا صدق في قول لا إله إلا الله فوقع في زلل فإن من إرادة الله له الخير أن يبتليه ببعض المصائب ليطهره من هذا الذنب كما في بعض الآثار يقول الله تعالى: ((أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب)).
وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)).
أسباب دخول الموحد للنار:
أما من لم يحرق اليوم قلبه بنار الأسف على ما سلف أو بنار الشوق إلى لقاء الحبيب فنار جهنم له أشد حرا.
أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك
ما نظر المرائي إلى الخلق بعلمه إلا لجهله بعظمة الخالق.
المرائي يزور التوقيع على اسم الملك ليأخذ البراطيل لنفسه ويوهم أنه من خاصة الملك وهو ما يعرف الملك بالكلية.
وبعد أهل الرياء، يدخل النار أصحاب الشهوة وعبيد الهوى الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم، فأما عبيد الله حقا فيقال لهم: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}.
فيا قوم.. قلوبكم على أصل الطهارة وإنما أصابها رشاش من نجاسة الذنوب فرشوا عليها قليلا من دموع العيون وقد طهرت.
فالإسلام يقتضي الاستسلام والانقياد للطاعة، ذكّروها مدحة {إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا}تحنّ إلى الاستقامة.
عرّفوها اطّلاع من هو أقرب إليها من حبل الوريد لعلها تستحي من قربه ونظره، {ألم يعلم بأن الله يرى}، {إن ربك لبالمرصاد}!!
راود رجل امرأة في فلاة ليلا فأبت فقال لها: ما يرانا إلا الكواكب قالت: فأين مكوكبها؟!
وقال المحاسبي: المراقبة علم القلب بقرب الرب كلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من قربه ونظره.
ووصّى النبي صلى الله عليه وسلم رجلا أن يستحي من الله كما يستحي من رجل صالح من عشيرته لا يفارقه.
فاجتهدوا اليوم في تحقيق التوحيد فإنه لا ينجي من عذاب الله إلا إياه ما نطق الناطقون إذ نطقوا أحسن من "لا إله إلا الله".