اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صلاح الدين محمد
المجموعة الأولى :
س1: قال تعالى عن القرآن: (تبيانا لكل شيء) وتبيان القرآن للأشياء ينقسم إلى قسمين، اذكرهما، واذكر مثالا لكل قسم.
لقد جعل الله تعالى القرآن الكريم تبيانا لكل شيء , فهو كتاب عظيم يبين كل شيء يحتاجه المسلم في حياته الدينية أو الدنيوية , وتبيان القرآن ينقسم إلى قسمين :
الأول : أن يبين الشيء بعينيه .
مثاله : قوله تعالى : ( حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير ) , ففي هذه الآية بين فيها عين الأشياء المحرمة كالميتة والدم ولحم الخنزير .
الثاني : أن يبين الشيء بالإشارة إلى موضع البيان .
مثاله : قوله تعالى : ( وأنزل عليك الكتاب والحكمة ) , ففي هذه الآية أشار إلى الحكمة التي هي السنة , فهي مبينة لما في القرآن .
س2: ما هي شروط التكفير وموانعه؟
للتكفير شروط وضوابط وموانع لا ينبغي لأحد أن يتكلم فيه إلا بعد معرفته بهذه الضوابط لأنها مسألة عظيمة تترتب عليها أحكام كبيرة , فمن شروط التكفير :
1 – دلالة الكتاب والسنة على أن هذا الفعل كفر ؛ لئلا يفترى على الله الكذب .
2 – انطباق حكم التكفير على الشخص المعين .
3 – أن يكون عالما بمخالفته التي أوجبت كفره .
ومن موانع التكفير :
1 – الجهل ؛ كحديث عهد بالإسلام أو لم يجد من ينبهه على أن هذا الفعل شرك .
2 – الإكراه , فالإكراه أيضا من موانع التكفير فمن أكره وقلبه مطمئن بالإيمان فلا يحكم بكفره ؛ لقوله تعالى : (مَن كَفَرَ بِاللهِ مِن بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ).
3 – التأويل ؛ فالذي عنده شبه تأويل ويظن أنه على الحق فلا يحكم بكفره حتى ترفع عنه الشبهة ؛ لقوله تعالى : ( وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) , ولحديث الذي فقد دابته وحينما وجدها قال : "اللهم أنت عبدي وأنا ربك . أخطأ من شدة الفرح" .
4 – أن ينغلف فكره عليه بحيث لا يدري ما يقول لشدة فرح أو حزن أو غضب ؛ لوله تعالى : (وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ وَكَانَ اللهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ) .
س3: اذكر آية توجب توحيد الله تعالى في العبادة.
إن الآيات التي توجب توحيد الله تعالى في العبادة كثيرة منها : قوله تعالى : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أن فاعبدون ) , ففي هذه الآية الكريمة سبحانه أرسل الرسل لغاية عظمى وهي إفراده وحده بالألوهية و إفراده سبحانه بالعبادة , فلا يعبد إلا هو سبحانه وتعالى , ولا يشرك معه غيره في شيء مما يختص به سبحانه وتعالى .
س4: اشرح قول المؤلف: (فلا يأتي صاحب باطل بحجّة إلا وفي القرْآن ما ينقضها ويبيّنُ بُطْلانها).
يبين المؤلف رحمه الله تعالى في هذه الجملة أن القرآن الكريم فيه ما يدحض حجة كل مخالف فكل من أتى بشبهة أو غيرها فالقرآن ينقض هذا القول الباطل أو الشبهة فيدحضها ويبين بطلانها , فهذه قاعدة عامة في كل مسائل الدين من العقيدة والتوحيد وغيرها , فقد قال تعالى : ( ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا ) ففي هذه الآية يبين الله تعالى لنا أنه إذا أتى أي أحد بحجة تحسن الشرك أو تزهد من التوحيد فإن القرآن بالحق فيدحض هذه الشبهة وردها وبيان بطلانها , ويكون في القرآن أحسن شرح لها وتأويلا , وأوضح تبيانا لهذا الحق .
س5: إذا قال المشرك: (الشرك هو عبادة الأصنام، ونحن لا نعبد الأصنام) فما الرد على هذه الشبهة؟
وهذه تعد من أهم الشبه التي يتمسك بها المشركون فهم يقولون أن الشرك منحصر في عبادة الأصنام ونحن لا نعبد الأصنام , والرد عليه يكون بأن نقول لهم :
أولا : أن المشركين الذين حاربهم رسول الله تعالى مقرون بتوحيد الربوبية , وأنه لا خالق ولا رازق إلا الله تعالى ؛ قال تعالى : ( ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولون الله ) وقال : ( ولئن سألتهم من نزل من السماء ماء فأحيا به الأرض من بعد موتها ليقولن الله ) .
ثانيا : أنهم لم يقصدوا من أصنامهم إلا الشفاعة والتوسط لهم عند الله ؛ قال تعالى : ( والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ) .
ثالثا : أن هؤلاء الكفار الذين حاربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكونوا جميعهم يعبدون الأصنام فمنهم من يعبد الملائكة ومنهم من يعبد الصالحين ومنهم من يعبد الأحجار والأشجار ومنهم من يعبد الملائكة ؛ قال تعالى : ( أفرأيتم اللات والعزى ) فاللات رجل صالح كان يلت لهم السويق وحينما مات عكفوا على قبره , وقال تعالى ( أولئك الذين يدعون يبتغون عند ربهم الوسيلة ) , وقوله تعالى : ( ويوم يحشرهم جميعا ثم يقول للملائكة أهؤلاء إياكم كانوا يعبدون , قالوا سبحانك أنت ولينا من دونهم ) , وقوله تعالى : ( وإذ قال الله يا عيسى بن مريم أأنت قلت للناس اتخذوني أمي إلهين من دون الله ) .
وبهذا يتبين أن فعل هؤلاء القوم مثل فعل المشركين القدامى فقد كانوا يجعلون بينهم وبين الله تعالى وسائط يدعونهم ويطلبون منهم القربى والشفاعة , فحاربهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ليفردوا الله وحده بالعبادة .
وحتى من عبد الصنم لم يعبد مجرد الحجارة بل قصد ما كانوا يعتقدونه من حلول الأرواح الطاهرة للملائكة في هذه التماثيل , فمن دعا الأولياء شابههم في ظنهم بأن أرواحهم طاهرة ولا ترد لهم دعوة أو طلب.
والله أعلم
|
أحسنت نفع الله بك
أ