تطبيقات الدرس الثالث:
استخرج مقاصد الآيات التاليات:
1: قول الله تعالى: { إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160)}
في الآية إخبار و تقرير أن الله هو المتفرد بالنصر ؛ فإن قدر الله على عبده النصر والغالبة و والظهور فلا أحد يخذله و إن كتب عليه الخذلان و الذلة والمسكنة فلا أحد غير الله يرفع عنه ما حل به وينصره...ولا يتحقق ذلك للعبد إلا بالإيمان والتوكل على الله فكلما ازداد العبد إيمانه زاد توكله وافتقاره إلى ربه والتضرع إليه بنصره وتوفيقه
فمقصد الآية:
تقرير عقيدة ..وحدانية الله عزوجل في جلب النصر العزة والرفعة لعبادة ورفع ودفع الخذلان والذل و حث العباد على تعلق قلوبهم بالله عزوجل وحثهم على الافتقار والتوكل عليه و التضرع بين يديه ودعائه في نصرهم على أعدائهم ورفع الذلة والخذلان عليه [ المقصد: الحث على التوكل على الله تعالى والاستنصار به ]
2: قول الله تعالى: { كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) }
الآية تبين أن المنافقين تبرؤوا من معاونة و مناصرة يهود بني النضير عندما حانت ساعة الجد؛ وفعلهم هذا مشابه لفعل الشيطان فهو يتبرأ من كفر الكافر يوم القيامة .
مقصد الآية
تحذير العباد من طاعة الشيطان ومن كان على شاكلته فإن ما يعد به و يمنيه وما يأمر به كل ذلك زخرف القول وغرورا لا أصل له من الصحة والصدق
وهذا المعنى متكرر كثيرا في كتاب الله عزوجل قال تعالى :" {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ } . وقال تعالى ..{يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا } وقال تعالى : {وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ} .
وبين الله عزوجل العلاقة النافعة يوم القيامة ما كان مبناها على التقوى قال تعالى :".{الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}.
3: قول الله تعالى: { مَا الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ وَأُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كَانَا يَأْكُلَانِ الطَّعَامَ انْظُرْ كَيْفَ نُبَيِّنُ لَهُمُ الْآيَاتِ ثُمَّ انْظُرْ أَنَّى يُؤْفَكُونَ (75)}
الآية في سياق الإنكار على النصارى في اتخاذهم المسيح ابن مريم وأمه إلهين من دون الله...وما ذلك إلا لما لهم من صفات البشر :أكل الطعام؛ وهى صفة نقص دالة على افتقارهم إلى الطعام والى من يرزقهم وغير ذلك من اللوازم الدالة على ضعفهم وعجزهم
وفيه إشارة إلى أن الرب الذي يستحق أن يعبد لابد أن يكون منزها عن صفات النقص والعيب لما له من صفات الكمال والجلال والعظمة
مقصد الآية:
بيان الأدلة على أن المسيح ابن مريم وأمه عباد من عباد الله الذي خلقهم الله ؛ لا يستحقوا العبادة والتأله من دون الله عز وجل
-أن من لحقته صفة من صفات النقص لا يمكن أن يكون إلها يعبد
4: قول الله تعالى: { نَبِّئْ عِبَادِي أَنِّي أَنَا الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (49) وَأَنَّ عَذَابِي هُوَ الْعَذَابُ الْأَلِيمُ (50)}
مقاصد الآية:
تقوية ركائز العبودية " الخوف والرجاء ؛ وحث العباد أن يجمعوا بينهما في سيرهم إلى الله عزوجل؛ فلا يغلبوا جانب الخوف على جانب الرجاء ولا جانب الرجاء على جانب الخوف
[ كلمة "عبادي" ألا تستحثّ المحبة؟ ]
5 قول الله تعالى: {أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لَا يَخْلُقُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ (17)}
هذا الآية جاءت في سياق الإنكار على المشركين في اتخاذهم آلتهم أربابا و معبودات من دون الله.. فذكرت الآية موازنة عقليا بين إله الحق وبين ما عبد من دون الله
فكل المعبودات هي بحد ذاتها مفتقرة في وجودها إلى من يخرجها من العدم إلى الوجود؛ فهي عاجزة عن إيجاد نفسها وهي أيضا مفتقرة إلى من يقوم عليها..
أما الإله الحق الذي يستحق أن يعبد لابد أن يكون له يكون متصف بصفات الكمال
مقصد الآية:
عدم استحقاق الآلهة [ لا يصحّ إطلاق اسم الآلهة هكذا، فهي ليست آلهة، وإنما اتخذها المشركون آلهة وهذا الاتخاذ باطل، والأول أن يقال في المقصد: تقرير بطلان ما يُعبد من دون الله ] العبادة والتأله من دون الله عزوجل...
وبيان ذلك .:تقرير و بيان الأدلة العقلية الموجبة لانتفاء العبادة والتأله للآلهة التي عُبدت من دون الله وما ذلك إلا لكونها متصفة بصفات النقص والضعف والافتقار إلى غيرها في وجودها و التنبيه أن الإله الحق هو الذي له الوصف والمثل الأعلى...فهذا دليل عقلي يوجب التفكر فيه للوصول إلى هذه الحقيقة لمن كان له عقل
تطبيقات الدرس الرابع:
استخرج ما تعرف بدلالات المنطوق من الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: {وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20)}
دلالة المطابقة
كل من دُعي من دون الله دعاء عبادة أو دعاء مسألة وسواء دُعي استقلالا أو مع الله مشاركة جميعهم عاجزون عن خلق أدنى شيء و كلمة " شَيْئًا" نكرة في سياق النفي فتعم..كبير الأشياء و صغيرها وعظيمها .وجليها وحقيرها ؛ بل هم أصلا مخلقون محدثون بعد أن لم يكونوا موجودين
ويدل " وَالَّذِينَ يَدْعُونَ" كل من دعي من دون الله في الزمن الماضي وفي الحاضر وما يكون من ذلك في الزمن المستقبل لدلالة الفعل المضارع " يدعون" على الاستمرار والتجدد
دلالة التضمن
- أن المدعوين لا يخلقون أنفسهم لأن أنفسهم جزء وبعض من عموم قوله "شيئا"
- الكواكب والنجوم والأفلاك إلى عبدت من دون الله مخلوقة لا تستحق أن تعبد هي جزء وبعض من قوله " " وَالَّذِينَ يَدْعُونَ من دون الله"
- الأحجار والأشجار وغيرها مخلوقة لا تستحق أن تعبد من دون الله وهى جزء وبعض من قوله " " وَالَّذِينَ يَدْعُونَ من دون الله"
- وهذا ينطبق على كل ما عبد من دون الله
دلالة الاقتضاء
دعوة المعبودات من دون الله يقتضى أن من دعاهم يحبهم ويعظمهم بل يعتقد أن لهم ملكا و تصرفا وتدبيرا في الكون [ هذا ليس بلازم، بل بعضهم يريد بهم الشفاعة، ودلالة الاقتضاء هنا تدل على بطلان عبادة ما يدعون من دون الله ]
دلالة الإيماء
أن صفة الخلق من أعظم وأبين الصفات الدالة على أن الخالق هو المستحق للعبادة والتأله ؛ فلم يوجد أحد في تاريخ البشرية ادعى وقال أن خلقت هذا الكون..وهى من أعظم الصفات التي يحتج بها على كل من جعل لله ندا وشريكا في العبادة..فيقال له هل معبودك خلق شيئا في هذا الكون " { أَرُونِي مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ}
دلالة الإشارة
أن المدعون من دون الله لا يملكون مثقال من هذا الكون ولا قدرة لهم في تدبير شأن هذا الكون ..فلا تستحق أن تُعبد من دون الله عزوجل؟؛
فانتفاء الخلق عنها دال على انتفاء الملك والتدبير
وكونها حادثة مفتقرة لحادث [ لإحداث]..دال على عجزها ونقصها
(2) قول الله تعالى: {وَذَرُوا ظَاهِرَ الْإِثْمِ وَبَاطِنَهُ إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُونَ (120)}
دلالة المطابقة":
وجوب ترك والابتعاد عن جميع الإثم ظاهره وباطنه؛ صغيره وكبيره ؛ سره وعلانيته .. .ومن رحمه الله أن بين لهم عاقبة المرتكبين للآثام .
دلالة التضمن:
يجب ترك الكذب والغيبة والنميمة وغير ذلك لأنه داخل في قوله ظاهر الإثم فهو بعض وجزء منه.
ويجب ترك الرياء و الكبر والعجب لأنه داخل في معنى باطن الإثم فهو بعض وجزء منه.
-
-النوايا الفاسدة والباطلة من الإثم الباطن الذي يجب تركه..
- فالآية تدل بدلالة التضمن أن مكتسب قليل الإثم مجزى بفعله مثل مكتسب كثير الإثم لأن اكتساب القليل داخل في مسمى يكتسبون الإثم
دلالة الاقتضاء :
-ترك الآثام يقتضى تعلمها ومعرفتها ؛ فالآية تدل بدلالة الاقتضاء على وجوب تعلم الآثام الظاهرة والباطنة حتى يمكن تركها واجتنابها فما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
-ترك الآثام يقتضى ترك الطرق والسبل الموصلة إليها فمن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه...فمن ذلك ترك الصحبة السيئة أصحاب الآثام والمعاصي فصحبتهم تؤدى إلى اقتراف الآثام. ؛ فالآية تدل بدلالة الاقتضاء على وجوب ترك الطرق والسبل الموصلة للآثام لأنه لا يعد تارك الإثم شرعا إلا بالترك للطرق الموصلة إليه
- ومن ضرورة ترك المنهي فعل ضده إذا كان له ضد واحد؛ بعض الآثام لها ضد واحد فلا يصح ترك الآثام شرعا وعقلا إلا بفعل ضدها؛ فمثلا الرياء من الآثام الباطنة فلا يصح تركه إلا بفعل ضده وهو الإخلاص
-اكتساب الآثام يقتضى فعلها ذاكرا قاصد لها..حتى يصح كونه مكتسبا لها ؛ فالآية تدل بدلالة الاقتضاء استحقاق العذاب مرهون بمن فعل الآثام ذاكرا قاصدا لها
- اقتراف الإثم يقتضى مخالطته والالتباس به....حتى يصح أن يقال "مقترف للإثم "
دلالة الإيماء:
-لا فرق بين الآثام الظاهرة أو الباطنة فكلها محرمة منهي عنها [ لم يتضح لي وجه هذا الاستنتاج]
-حث العبد على استواء حاله في تعظيم الله والخوف منه وتعظيم حرماته في جميع أوقاته و في سره وعلانيته
- الجمع بين" يكسبون الإثم" و بما كانوا يقترفون..دل أن الذين متوعدون بالعذاب من يفعل الآثام بقصد وذكر لها وأنه يفعلها مرة بعد مرة حتى أصبحت تخالطه وتلابسه بحيث لا تكاد تنفك عنه [ هذا الاستنتاج غير صحيح، لأنه ينبني عليه عدم اعتبار الإثم إلا بالتكرار ]
-أن اقتراف الآثام علة وسبب لترتب العذاب فكلما زاد وعظم اقتراف الآثام زاد شدة العذاب.
-
دلالة الإشارة
-الأمر بترك الإثم أبلغ وأشد في مفارقته مباعدته وطرحه من النهى عن فعله؛ لأن الأمر بتركه شامل لترك الإثم و ترك أسبابه وطرق الموصلة إليه ؛وهذا قد لا يفهم من النهى عن فعله
- إثبات التعليل للأحكام الشرعية ؛ فقوله :" إِنَّ الَّذِينَ يَكْسِبُونَ الْإِثْمَ سَيُجْزَوْنَ بِمَا كَانُوا يَقْتَرِفُون" جملة سيقت لتعليل الأمر بترك ظاهر الإثم وباطنه.
-فيه الآية إشارة أن من تاب من المعاصي و الآثم لا يلحقه العذاب والوعيد لأنه لا يسمى حينها مقترف الآثام .
-رحمة الله بعباده حيث يبين لهم ما يسهل عليهم امتثال الأمر واجتناب النهي [ هذا من دلالة الاقتضاء؛ فالآية تدل على علم الله ورحمته وحكمته ]
(3) قول الله تعالى:{قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56)}
دلالة المطابقة
قل للمشركين بالله الذين اتخذوا من دونه أندادايزعمون أنها آلهة ؛لأي شيء تدعون تلك الآلهة الناقصة في أفعالهم وذواتهم؛ أترجون منها النفع أم ترجون منهم الضر أم ماذا؟ و الحال أنها لا تقدر علي ذلك لأنها لا تملك كشف الضر ورفع وإزالته ولا حتى تحويله إلى ما هو أهون منه فماذا ترجون منها؟؟
{فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُوا لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ }
دلالة التضمن
كل من عبد من دون الله لا يملك كشف المرض وإزالته ولا تحوليه المرض بعض وجزء الضر
ولا يملك إزالة الفقر وإزالته ولا تحوليه الفقر بعض وجزء الضر
-الملائكة لا تملك كشف الضر ولا تحويله ..فهي فرد من أفراد الذين دعوا من دون الله
-عيسى عليه الصلاة والسلام لا تملك كشف الضر ولا تحويله فهو فرد من أفراد الذين دعوا من دون الله...
-
دلالة الاقتضاء :
-" فَلَا يَمْلِكُونَ" انتفاء الملك يقتضى انتفاء التدبير والتصريف
دلالة إيماء:
- الإله الحق الذي يستحق أن يُعبد ويؤله من له الملك والتدبير وكشف الضر و رفعه [ هذا من دلالة الاقتضاء ]
- كل من اتصف بصفة العجز والنقص والعيب فهو لا يستحق أن يكون آلها يُعبد
- صفات النقص داله على عدم استحقاق صاحبه التأله والتعبد
- الإله الحق من اتصف بكمال وأفعال الجلال والعظمة
- لا يوجد آلهة تستحق أن تعبد وتؤله إلا الله الإله الحق ومن عبد ودعي من دون الله فهو باعتبار نظر وزعم صاحبه لا في واقع الأمر وحقيقته [ وهذا أيضاً من دلالة الاقتضاء ]
-
دلالة إشارة
-في الآية إشارة أن أكثر دعوات الناس راجعة لكشف ضر أو رفعه أو تحويله .
-الشدائد والمحن تستخرج من العبد العبودية والذل والاستكانة
- العجز عن إجابة دعوة الداعين صفة نقص .
(4) قول الله تعالى: { وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (11)}
دلالة المطابقة
طلبت أم موسى من ابنتها تتبع أثر موسى عليه السلام وهو في التابوت في اليم؛ فتتبعته فبصرت به عن بعد وقوم فرعون لا يشعرون بها
دلالة التضمن:
دلالة الاقتضاء
" .وَقَالَتْ لِأُخْتِهِ قُصِّيهِ " أي ؛ فقصت أثره.فبصرت به .. طويت الأحداث والحذف للإيجاز وهو من بلاغة الكلام [ هذه دلالة الإضمار]
دلالة الإيماء :
دلالة الإشارة:
-فضل البنت ...البنت الساعد الذي تعتمد عليه الأم ..في حمل الأعباء والمتاعب الدنيا
- فضل الأخت .. قلب الأخت بمثابة قلب الأم في
- إذا قدر الله أمرا يسر أسبابه وصرف موانعه ؛ الله صرف قوم فرعون وشغلهم حتى لم يشعروا بأخت موسى
-توقي [ توخّي] الحذر مع [ من ] الأعداء " فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ" ؛ فلا يلقي العبد بنفسه إلى الهلاك
(5) قول الله تعالى: {وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ (1) الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2) وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ (3)}
دلالة المطابقة
تهديد ووعيد شديد للذين ينقصون في الكيل و الوزن ؛ فيأخذون حقهم كاملا إذا كالوا لأنفسهم أي اشتروا من الناس ميكلا ؛ وينقصون من حقوق الناس إذا اكتالوا لهم أي باعوا للناس مكيلا
دلالة التضمن
الوعيد لاحق لمن أنقص حق الناس ولو لم يأخذ حقه كاملا. ..لأنه داخل في معنى التطفيف. [ هذا ينبني على تحقيق معنى التطفيف هل هو بأحد الأمرين أو باجتماعهما]
دلالة الاقتضاء :
- التطفيف التنقيص من الطفيف ، وهو الشيء القليل؛ فدلت الآية بدلالة الاقتضاء على تحريم النقص اليسير القليل في الكيل والوزن .
دلالة الإيماء :
-التطفيف موجب لحصول التهديد والعذاب..ويكون بحسبه كلما زاد التطفيف زاد العذاب.
-في التعبير بقوله " يَسْتَوْفُونَ" عند شراءهم للدلالة على حرصهم الشديد في أخذ كامل حقهم والسعي في طلبه لأن صيغة استفعل تدل على الطلب فهم يطلبون ذلك ويردونه
والتعبير بقوله "يخسرون" أن قصدهم في إنقاص كيل ووزن الناس حال بيعهم هو إرادة إلحاق الخسارة بهم وجلب الربح لأنفسهم ..
فيخرج بذلك من فعل التطفيف غير قاصد إلحاق الضرر بالناس وجلب الربح لنفسه [ من فعل التطفيف وقع منه إلحاق الضرر لزوما]
لهذا قال تعالى :" {وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا } .[ هذا إذا اجتهدت في الإيفاء وفعل ما بوسعه ، فيخرج منه من طفف وهو يعلم ]
دلالة الإشارة
-دلالة الآية على كثرة وجود التطفيف في الكيل والميزان ..لقوله "إذا" المؤذنة بكثرة تحقق ووقوه مدخولها.وفي ذلك تنبيه لمن يباشر الكيل والميزان أن يحرص على إيفاء حق الناس فلا يغفل عن ذلك ؛
وفيه تنبيه أن المكيال الذي يوكل به والميزان الذي يوزن لابد أن يكونا ذا جودة عالية لهذا يجب على يجب على التاجر أن يسعى في الحصول على المكيال والميزان الجيد
- يجب على العبد عليه يعامل الناس كما يحب أن يعاملوه فينصف معهم ويعطيهم كمال حقوقهم كما يحب أن يعطوه كامل حقه.
-والتعبير بالتطفيف إشارة إلى أن العذاب لاحق لكل من يريد أن ينقص الناس من حقوقهم و يريد أخذ حقه كاملا سواء كان في الكيل والميزان أم في غير ذلك ..ويدخل في ذلك كل من له حق على أخيه كحقوق الجيران ..وحقوق الأهل وحقوق الزوجين
-في الآية إشارة إلى تحريم الربا..لما فيه من المفاضلة " مثلًا بمثل، سواءً بسواء، يدًا بيد"
-من انتُقص من كيله ووزنه فقد لحقته الخسارة
-لعل في الآية إشارة إلى جواز شراء مكيلا وبيعه وزنا ؛ فيما يجوز عليه الوزن والكيل
تطبيقات الدرس الخامس:
استخرج ما تعرف بدلالة المفهوم من الآيات التاليات:
(1) قول الله تعالى: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا (40)}
مفهوم الصفة
-انتفاء الظلم عن الله عزوجل لكمال اتصافه بالعدل...الله متصف بكمال وتمام العدل
- عدل الله حاصل وكائن في العمل اليسير القليل و
-
مفهوم الشرط
لا يضاعف السيئات لأنه علق حكم المضاعفة بالحسنات (وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا)
مفهوم مخالفة (أولى)
انتفي الظلم في مثقال ذرة من باب أولى أن ينتفي فيما هو أكبر وأعظم
(2) قول الله تعالى: {وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ أُولَئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (18)}
مفهوم الغاية
1-التوبة مقبولة لمن يعمل السيئات قبل حضور الموت
مفهوم موافقة (دلالة الشبه)
-المؤمن الذي يتوب من ذنبه و ومعاصيه وكبائره أثناء حضور الموت له لا تقبل توبته [ المعاصي والذنوب من السيئات ]
-ومن مات من المؤمنين وهو قائم على معصية من المعاصي أو كبيرة من الذنوب فهو متوعد بالعذاب [ الأولى أن يقال: مستحق للعذاب؛ فإن شاء الله عذبه وإن شاء عفا عنه ]
مفهوم موافقة مساوي عدم الفارق
لا تقبل توبة من مات مشركا أو ملحدا لعدم الفرق بينه وبين الكافر [ الملحد كافر ]
مفهوم الصفة
من مات مؤمنا مقرا بوحدانية الله ؛تائبا إلى الله فهو غير متوعد بالعذاب الأليم بل هو في مأمن من العذاب
(3) قول الله تعالى: { وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ}
مفهوم الوصف
- خرج بقوله "المطلقات " المتوفى عنها زوجها فلا تدخل في حكم الآية
-وخرج بقوله ثلاثة قروء المرأة غير ذات القرء كالمسنة أو الصغيرة فلا تدخل في حكم الآية
مفهوم العدد لما هو أقل منه
لا تنقضي عدة المطلقة بأقل من ثلاثة قروء
مفهوم موافقة (مفهوم الأولى)
تنقضي عدة المطلقة بأكثر من ثلاث قروء من باب أولى
(4) قول الله تعالى: {وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا (4)ْ
مفهوم الشرط
لا يحل أكل شيء من مهر المرأة إلا بطيب نفسها
--
(5) قول الله تعالى: {إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلَّا مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ (42)}
مفهوم الاستثناء
سلطان الشيطان حاصل على الغاوين الذين يتبعونه فيما يمليه عليهم
-أن دفع تسلط الشيطان وسلطانه يكون بعدم إتباعه فيما يملى ويوسوس به
مفهوم الوصف
من لم يتبع الشيطان ليس من الغاوين
(6) قول الله تعالى: {أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ (19)}
مفهوم التقسيم
-الذين يَعْلَمُ أَنّ الذي أنزل من الله هو الحق هو بصير ؛ متبصر لربه متصبر للحق
الثاني الذي هو أعمى لا يعلم أن الذي أنزل من الله هو الحق؛ أعميت بصيرته عن تبصر الحق ومعرفته
- مفهوم الحصر
-انتفاء حكم التذكر عن غير أولى الألباب [ أن الذي يعرض عن التذكر ليس من أولي الألباب ]
-
(7) قول الله تعالى: {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ (51)}
دلالة موافقة (دلالة الأولى)
في الآية النهى عن " اتخاذ إلهين اثْنَيْنِ؛ فمن باب أولى النهي عن اتخاذ أكثر من إلهين
دلالة مخالفة (دلالة الحصر)
إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ...فالذي يستحق العبودية والألوهية هو الله الحق وهو واحد سبحانه جل وعلا ..ففيه انتفاء الألوهية عن كل ما سواه
قوله " فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ" تقديم ما حقه التأخير موجب للحصر والاختصاص..فالرهبة عبودية خاصة لله عزوجل تصرف له وحده لا شريك له ..فدل مفهوم الحصر على امتناع صرف عبودية الرهبة لغير الله عزوجل بل صرفها لغير الله شرك
***
تم بحمد الله هذا ما جادت به القريحة وخطه الأنامل فما كان من توفيق فمن الله وحده ولا حول لي ولا قوة إلا به سبحانه ؛ومن كان من خطأ فمن الشيطان ونفسي
وفي التفرقة بين دلالة الإماء ودلالة الإشارة ؛ حاولت تطبيق ما فهمت من الدرس أن دلالة الإماء ما سيق الكلام لأجله ودلالة الإشارة ما لم يسق الكلام لأجله
والله أعلم