المجموعة الرابعة:
1. حرّر القول في:
معنى قوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ}.
ورد فى المراد بقوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ} ثلاثة أقوال :
القول الأول :طبع الله على قوبهم وعلى سمعهم حقيقةً ، والطبع هو :التغطية على الشيء، والاستيثاق من ألا يدخله شيء ، وذكره الزجاج وابن عطية وابن كثير ونسبه لمجاهد وقتادة والسدى، ورجحه ابن جرير والقرطبى.
القول الثانى : طبع على قوبهم وعلى سمعهم مجازاً ، والمعنى تكبّرهم، وإعراضهم عن الاستماع لما دعوا إليه من الحقّ ، وأنكر ابن جرير هذا القول وقال : " وهذا لا يصحّ؛ لأنّ اللّه قد أخبر أنّه هو الّذي ختم على قلوبهم وأسماعهم " .
القول الثالث : طبع الله على قوبهم وعلى سمعهم مجازاً ، وأسندالفعلإلى الله تعالى لما كفر الكافرون به وأعرضوا عن عبادته وتوحيده ، وذكره ابن عطيه .
بالنظر للأقوال الواردة فى المراد بقوله تعالى: {خَتَمَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ} ، نجد أن هناك إتفاقاًوتبايناً بين الأقوال والراجح هو القول الأول لأدلة منها :
قوله تعالى : {ونقلّب أفئدتهم وأبصارهم كما لم يؤمنوا به أوّل مرّةٍ ونذرهم في طغيانهم يعمهون}
قوله تعالى : {بل طبع اللّه عليها بكفرهم}
وقول النبى صلى الله عليه وسلم : (يا مقلّب القلوب ثبّت قلوبنا على دينك».
وحديث حذيفة الّذي في الصّحيح عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قال: «تعرض الفتن على القلوب كالحصير عودًا عودًا فأيّ قلبٍ أشربها نكت فيه نكتةٌ سوداء وأيّ قلبٍ أنكرها نكت فيه نكتةٌ بيضاء، حتّى تصير على قلبين: على أبيض مثل الصّفاء فلا تضرّه فتنةٌ ما دامت السّموات والأرض، والآخر أسود مربادٌّ كالكوز مجخّيًا لا يعرف معروفًا ولا ينكر منكرًا»
2. بيّن ما يلي:
أ: سبب إفراد السمع في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة}.
سبب إفراد السمع في قوله تعالى: {ختم الله على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة} من ثلاثة أوجه :
الوجه الأول : أن السمع في معنى المصدر فوحّد، كما تقول: يعجبني حديثكم ويعجبني ضربكم فوحّد لأنه مصدر ، وذكره الزجاج وابن عطية.
الوجه الثانى : أنه أضيف إلى ضمير جماعة فدل المضاف إليه على المراد ، حيث أضاف السمع إليهم والمعنى "أسماعهم".
قال الشاعر: لا تنـكـري القـتـل وقـــد سبـيـنـا في حلقكم عظم وقد شجينا ، معناه : في حلوقكم
الوجه الثالث : أراد مواضع سمعهم فحذف وأقام المضاف إليه مقامه ، وذكره الزجاج وابن عطية.
ب: معنى النفاق وأنواعه، والحكمة من التنبيه على صفات المنافقين في القرآن.
معنى النفاق :هوإظهار الخير وإسرار الشر فيظهر خلاف ما يبطن .
أنواع النفاق :
1- نفاق إعتقادى ، وهو نفاق أكبر: وهو الذى يخلد صاحبه فى النار ،فيظهر الإيمان ويبطن الكفر .
2- نفاق عملى ، وهو نفاق أصغر: وهو من أكبر الذنوب ، ومنه قول النبى صلى الله عليه وسلم : ( آيات المنافق ثلاثة ، إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان )
الحكمة من التنبيه على صفات المنافقين في القرآن :
1- حتى لا يغتر بظاهر أمرهم المؤمنون ، فيظن بأهل الفجور خير .
2- أن أمرهم يشتبه على كثير من الناس .
3- لمعرفة أحوالهم فيجتنبها الناس .