تلخيص مقاصد رسالة "كلمة الإخلاص" للحافظ بن رجب الحنبلي
عرض موجز لمحتويات الرسالة:
- فضائل شهادة أن لا إله إلا الله:
شهادة أن لا إله إلا الله هي العروة الوثقى وهي كلمة التقوى وكلمة الإخلاص، لأجلها خلق الخلق "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون"، وهي دعوة الرسل جميعا دعوة الحق. هي أحسن الحسنات وتجدد إيمان القلب، وتمحو الخطايا والذنوب وتوجب المغفرة، وتخرق الحجب حتى تصل إلى الله جل وعلا "لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه، وهي أفضل الذكر والكلمة التي يصدق الله قائلها، وتكون حرزا من الشيطان وتعدل عدل الرقاب "من قالها عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد اسماعيل"، وهي أمان العبد من وحشة القبر وهول الحشر، وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم، تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء، وتمنع من الخلود في النار.
- حقوق شهادة أن لا إله إلا الله:
ما من عبد يشهد أن لا إله إلا الله يبتغي وجه الله إلا حرم الله عليه النار ولا يحجب عن الجنة، والأحاديث الشريفة الواردة في هذا الموضوع على نوعين:
1. من أتي بها دخل الجنة ولم يحجب عنها لأن النار لا يخلد فيها أحد من أهل التوحيد الخالص.
2. من أتى بها فهو غير مخلد في النار حتى لو دخلها تطهيرا له من بعض الذنوب.
وعقيدة أهل السنة والجماعة وسط في هذا بين الخوارج والمعتزلة من جهة والمرجئة من جهة أخرى، فعند أهل السنة والجماعة مرتكب الكبيرة تحت مشيئة الله إن شاء عذبه ولا يخلد في النار وإن شاء غفر له.
وكما قال السلف إن شهادة لا إله إلا الله مفتاح الجنة ولكن ما من مفتاح إلا وله أسنان فإن جئت بمفتاح لا أسنان له لم يفتح لك، والمقصود بالأسنان حقوق الشهادة من أعمال فرضها الله على عباده مثل: الصلاة والزكاة والصوم والحج والجهاد في سبيل الله "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين"، فلا تثبت أخوة الدين إلا بأداء الفرائض مع التوحيد، فالنصوص المطلقة قد يرد نص آخر يقيدها، ومن أشرك مخلوقا في حق من حقوق الله كان ذلك قدحا في إخلاصه.
- أذهب الله الشرك وأتى بالإسلام الذي يقتضي الاستسلام والانقياد والمحبة:
إن العبد يعبد الله لمراد الله منه لا لمراد العبد من الله إن أصابه خير اطمأن به، وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ومحبة الله المألوه المعبود وحده تستلزم محبة رسوله عليه الصلاة والسلام و تصديقه فيما أخبر، وطاعته فيما أمر، والكف عما نهى عنه وزجر "قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله"، والقلب السليم ليس فيه سوى الله فهو القلب الطاهر من أدناس المخالفات "يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم"، والقلب الطيب هم من لم يحرق نفسه بنار الأسف على ما قد سلف "سلام عليكم طبتم فادخلوها خالدين"، والمراقبة علم القلب بقرب الله، وكلما قويت المعرفة بالله قوي الحياء من ارتكاب ما يغضبه، ولله عناية بمن يحبه، فكلما زلق في هوة المعصية يسر له التوبة.
- بعض صور الشرك:
الشرك بمفهومه الواسع هو تسوية غير الله بالله في حق من حقوق الله، وله صور عديدة منها ما هو ظاهر ومنها ما هو أخفى من دبيب النمل، كالرياء فأول من تسعر بهم النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء، ومن صور الشرك أيضا الحلف بغير الله، والتوكل على غير الله، ومساواة الخالق بالمخلوق في المشيئة، واتيان الكهان وتصديقهم، واتباع هوى النفس "أفرأيت من اتخذ إلهه هواه". وطاعة الشيطان في معصية الله عبادة للشيطان "ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان".
_____________________________________________________________________________________________________________________
المقاصد الفرعية:
1. شهادة أن لا إله إلا الله سبب لدخول الجنة والنجاة من النار مع استجماع شروطها وانتفاء موانعها.
2. يجب الجمع بين شهادة أن لا إله إلا الله وما تقتضيه من أعمال مفروضة كالصلاة والزكاة.
3. من لوازم شهادة أن لا إله إلا الله أن يشهد العبد بأن محمدا رسول الله وخاتم النبيين.
4. الشرك الخفي قادح في التوحيد ومن أبرزه الرياء فهو مناف للإخلاص.
5. محبة الله عز وجل تستلزم إخلاص العبادة له وحده واتباع هدي رسوله صلوات الله وسلامه عليه.
6. أذهب الله الشرك وجاء بالإسلام الذي يقتضي الاستسلام والانقياد.
7. فضائل شهادة أن لا إله إلا الله فهي كلمة التوحيد وهي نجاة العبد في الدنيا والآخرة.
___________________________________________________________________________________________________________________
المقصد العام:
بيان فضائل شهادة أن لا إله إلا الله على العبد في الدنيا والآخرة، وما تستلزمه من حقوق مفروضة على العبد، وتوضيح لبعض صور الشرك التي تقدح في إخلاص العبد.