دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج إعداد المفسر > مجموعة المتابعة الذاتية > منتدى المستوى الثامن

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 25 جمادى الأولى 1440هـ/31-01-2019م, 02:26 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي التطبيق الأول من دورة أصول القراءة العلمية

التطبيق الأول



لخّص مقاصد إحدى الرسالتين التاليتين:
1: رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.
2: رسالة "كلمة الإخلاص" للحافظ ابن رجب الحنبلي.


إرشادات حلّ التطبيق:

المطلوب في أداء هذه التطبيقات أربعة أمور:
أولا: استخلاص مسائل الرسالة.
فتكتب عناوين المسائل، ويعبّر عنها بعبارات واضحة كاشفة عن مضمونها، ثم تصنّف المسائل، فتجمع المسائل المتّصلة تحت صنف واحد، ويعنون كل صنف بعنوان جامع، وهذه الأصناف يمكن أن نسمّيها عناصر الرسالة، مع مراعاة ترتيبها ترتيبا موضوعيّا.
ثانيا: استخلاص المقاصد الفرعيّة للرسالة.
وهي أصناف المسائل أو العناصر المستخلصة سابقا، وأثناء استخلاص المقاصد الفرعية والنظر فيها قد يظهر للطالب ارتباط بين بعضها فيحسن دمجها ثانية تحت مقصد فرعيّ واحد، وبهذا تتركّز المقاصد الفرعيّة للرسالة.
ثالثا: استخراج المقصد الكلّي للرسالة.
ويكون بالتعبير عن المقاصد الفرعية بعنوان جامع واف، وأحيانا يذكر المؤلّف المقصد الرئيس لرسالته فيكون أولى بالذكر.
رابعا: تلخيص المقاصد.
وذلك بتلخيص كلام صاحب الرسالة في كل مقصد فرعي.

وليس المقصود بالتلخيص عنونة بعض فقرات الرسالة ونسخها بالكامل، كما أن تلخيص المقاصد ليس شرحا تفصيليّا مستطردا، وإنما المطلوب شرح مركّز يدور حول بيان العماد والسناد.

والوفاء بهذه المطالب الأربعة يضمن -بإذن الله- فهم الطالب لمقاصد الرسالة فهما جيدا، لذا فإن فوات أي مطلوب منها يتطلّب تعديل التطبيق.
ولا بأس أن يقدّم المقصد الكلّي أولا ثم المقاصد الفرعيّة ثم المسائل ثم التلخيص آخرا، لكن لابد من تقديمها جميعا، ويفضّل الترتيب المذكور أولا في مرحلة التدرّب.

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 27 جمادى الأولى 1440هـ/2-02-2019م, 11:36 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

تلخيص مقاصد رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.

مصدر التشريع:
-أصل الدين:
الحلال ما أحله اللّه ورسوله والحرام ما حرمه اللّه ورسوله والدين ما شرعه اللّه ورسوله؛ ليس لأحد أن يخرج عن الصراط المستقيم الّذي بعث اللّه به رسوله.
فإن الدين أصله متابعة النبي صلى اللّه عليه وسلم وموافقته بفعل ما أمرنا به وشرعه لنا وسنه لنا ونقتدي به في أفعاله التي شرع لنا الاقتداء به فيها بخلاف ما كان من خصائصه.
قال اللّه تعالى:{وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}.

-اضطراب الناس في الحلال والحرام:
أحلوا ما حرم الله وحرموا ما أحل الله, وأحدثوا عبادات لم ياذن بها الله, فشرعوا دينًا لم يأذن به اللّه,
قال تعالى:{ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه}.
مثاله:
تحريم بعض الأنعام كالبحيرة والسائبة.
استحلال قتل أولادهم.
جعلوا أمورا محرمة عبادات, مثل: الطواف بالبيت عراة وغير ذلك.

-بيان العبادات المشروعة:
-تعريف العبادات المشروعة:
هو سبيل اللّه وهو البر والطاعة والحسنات والخير والمعروف وهو طريق السالكين ومنهاج القاصدين والعابدين.
فهو ما كان محبوبا للّه ورسوله مرضيا للّه ورسوله فهو من العبادات المشروعة الّتي يتقرّب بها إلى اللّه تعالى.

كيفية معرفة أن الأمر عبادة:
ما أمر به النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من العبادات أمر إيجابٍ أو استحبابٍ فهو مشروعٌ وكذلك ما رغّب فيه وذكر ثوابه وفضله.
ولا يجوز أن يقال إن هذا مستحب أو مشروع إلّا بدليل شرعي، ولا يجوز أن يثبت شريعة بحديث ضعيف.

-أنواع العبادات
إمّا واجب وإمّا مستحب:
قال -عليه الصلاة والسلام- فيما يروي عن ربّه تبارك وتعالى: (ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه...)الحديث.
مثاله:
الصلاة منها فرض وهي الصلوات الخمس ومنها نافلة كقيام الليل.
الصيام فيه فرض وهو صوم شهر رمضان ومنه نافلة كصيام ثلاثة أيام من كل شهر.
الصدقة منها ما هو فرض ومنها ما هو مستحبّ وهو العفو.

-أصول العبادات الدينية.
أصولها الصلاة والصيام والقراءة كما جاءا في الصحيحين في حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص لمّا أتاه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقال: (ألم أحدَّث أنّك قلت لأصومنّ النّهار ولأقومنّ اللّيل ولأقرأنّ القرآن في ثلاثٍ؟ ...)الحديث.
ولمّا كانت هذه العبادات هي المعروفة قال في حديث الخوارج الّذي في الصّحيحين: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم ...)الحديث.

-العبادات البدعية:
-أسباب وقوع الناس في البدعة:
1-الغلو.
2-الجهل.

-متى وقعت العبادات البدعية:
بدأ وقوعها في المتأخرين لا في زمن الصحابة والتابعين.

-استبدال العبادات المشروعة بالغير مشروعة:
الفعل الذي لم يشرعه النبي-عليه الصلاة والسلام- لنا ولا أمرنا به ولا فعله فعلا سن لنا أن نتأسى به فيه فهذا ليس من العبادات والقرب، فاتخاذ هذا قربة مخالفة له صلى اللّه عليه وسلم.

-الآثار السيئة للعبادات البدعية:
أهل العبادات البدعية يزين لهم الشيطان تلك العبادات ويبغض إليهم السبل الشرعية حتى يبغضهم في العلم والقرآن والحديث فلا يحبّون سماع القرآن والحديث ولا ذكره.
وقد يبغض إليهم حتى الكتاب فلا يحبون كتابا ولا من معه كتاب ولو كان مصحفا أو حديثا.
وهم من أرغب الناس في السماع البدعي سماع المعازف ومن أزهدهم في السماع الشرعي سماع آيات اللّه تعالى.
منهم من يظن أنه يلقن القرآن بلا تلقين، ويقول بعضهم: أخذوا علمهم ميتا عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت، وهذا يقع لكن منهم من يظن أنما يلقى إليه من خطاب أو خاطر هو من اللّه تعالى بلا واسطة وقد يكون من الشيطان, وليس عندهم فرقان يفرق بين الرحماني والشيطاني.
ثمّ إن هؤلاء لما ظنوا أن هذا يحصل لهم من اللّه بلا واسطة صاروا عند أنفسهم أعظم من أتباع الرسول، يقول أحدهم: فلان عطيته على يد محمد وأنا عطيتي من اللّه بلا واسطة.
الرد عليهم:
-يقال له من أين لك أن هذا إنما هو من اللّه لا من الشيطان وإلقائه ووسوسته؟ فلا بد من دليل يبين أنّ ما حصل لكم هو الحق.
-ويقال: بل هذا من الشيطان لأنه مخالف لما بعث اللّه به محمدا صلى اللّه عليه وسلم خاصة إن كان حصل بسبب عبادة شركية أو فعل كبيرة من الكبائر.

--مثال على جنس من العبادات البدعية وبيان المفهوم الصحيح لها:
-الخلوات البدعية:
هيئتها: تشتبه بالاعتكاف الشرعي، والاعتكاف الشرعي يكون في المساجد كما كان النبي صلى اللّه عليه وسلّم يفعله هو وأصحابه من العبادات الشرعية.

-أدلتهم على مشروعيتها:
احتجوا بتحنث النبي-عليه الصلاة والسلام- بغار حراءٍ قبل الوحي, ويقولون في غار حراء حصل بعده نزول الوحي, فتمسكوا بما كان قبل النّبوّة.
-الرد عليهم:
ما فعله صلى اللّه عليه وسلم قبل النبوة وشرعه بعد النبوة فنحن مأمورون باتباعه فيه وإلّا فلا.
وبعد النبوة لم يصعد إلى غار حراءٍ ولا خلفاؤه الرّاشدون.
العبادات التي جاء بها -عليه الصلاة والسلام-بعد النّبوة كالصلاة والاعتكاف في المساجد تغني عن إتيان حراء.

-أول من سن إتيان غار حراء:
كانوا يأتونه في الجاهلية ويقال إنّ عبد المطّلب هو من سنّ لهم إتيانه؛ لأنّه لم تكن لهم هذه العبادات الشّرعيّة الّتي جاء بها بعد النّبوّة صلوات اللّه عليه كالصّلاة والاعتكاف في المساجد.

-ما أحدثوه من شروط وحدود للخلوات:
منهم من يجعل الخلوة أربعين يومًا, ويعظّمون أمر الأربعينية محتجين بأن اللّه تعالى واعد موسى -عليه السّلام- ثلاثين ليلةً وأتمّها بعشر.
وقد روي أنّ موسى عليه السلام صامها وصام المسيح أيضًا أربعين للّه تعالى وخوطب بعدها, فيقولون يحصل بعدها الخطاب والتّنزّل, فتمسكوا بشرع منسوخ.
ومنهم من يأمر صاحب الخلوة أن لا يزيد على الفرض لا قراءة ولا نظرًا في حديثٍ نبويٍّ ولا غير ذلك.
وقد يأمره بالذكر ثم قد يقول : ذكر العامة: " لا إله إلّا اللّه " وذكر الخاصّة: " اللّه اللّه " وذكر خاصة الخاصة: " هو هو ".
ويأمرونه بتفريغ قلبه من كلّ شيءٍ حتّى قد يأمروه أن يقعد في مكانٍ مظلمٍ ويغطّي رأسه ويقول: اللّه اللّه، وهم يعتقدون أنّه إذا فرّغ قلبه استعدّ بذلك فينزل على قلبه من المعرفة ما هو المطلوب.
ومن أهل هذه الخلوات من لهم أذكار معينة وقوت معيّن ولهم تنزلات معروفة.
ومما يأمرون به الجوع والسهر والصمت مع الخلوة بلا حدود شرعية، بل سهر مطلق وجوع مطلق وصمت مطلق مع الخلوة.

حكم الذكر المفرد:
الذّكر بالاسم المفرد مظهرا ومضمرا بدعة في الشرع وخطأ في القول واللغة فإن الاسم المجّرّد ليس هو كلاما لا إيمانا ولا كفرا, وليس هو بكلام يُعقل ولا فيه إيمانٌ
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: (أفضل الكلام بعد القرآن أربعٌ وهنّ من القرآن: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر.
.

حقيقة ما يحصل في الخلوات البدعية:
من سلك هذه العبادات البدعيّة أتته الشياطين وحصل له تنزّل شيطاني وخطاب شيطاني.
وبعضهم يطير به شيطانه.
وبعضهم طلب أن يحصل له من جنس ما حصل للأنبياء من التّنزّل فنزلت عليهم الشّياطين لخروجهم عن شريعة النبي-عليه الصلاة ة السلام.
ومنهم من يأمر مريده بأن يقول هذا الاسم مرات فإذا اجتمع قلبه ألقى عليه حالًا شيطانيًّا فيلبسه الشّيطان ويخيّل إليه أنّه قد صار في الملأ الأعلى وأنّه أعطي ما لم يعطه محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة المعراج ولا موسى عليه السّلام يوم الطّور.

ويلات الخلوات على أصحابها:
من أصحابها من يتمسّك بجنس العبادات الشّرعيّة مع الابتداع فيها، وأكثرهم يخرجون إلى أجناسٍ غير مشروعة كالذكر المفرد.
تنزل الشياطين عليهم.
ومنهم من يدخل في وحدة الوجود في أول الأمر.

من صور واسباب تنزل الشيطان على الإنسي:
قصد أصحاب الخلوات الأماكن الّتي ليس فيها أذان ولا إقامةٌ ولا مسجدٌ يصلّى فيه الصّلوات الخمس؛ إمّا مساجد مهجورةٌ وإمّا غير مساجد مثل الكهوف والغيران , ومثل مقابر من يُحسن به الظّنّ بهم, ومثل المواضع الّتي يقال إنّ بها أثر نبيٍّ أو رجلٍ صالحٍ، ولهذا يحصل لهم في هذه المواضع أحوالٌ شيطانيّةٌ يظنّون أنّها كراماتٌ رحمانيّةٌ.
مثل: أن يرى صاحب القبر قد جاء إليه ويقول: أنا فلانٌ، وربّما قال له: نحن إذا وضعنا في القبر خرجنا.
كما يتصور الشيطان بصورة الإنس في اليقظة والمنام فيأتي ويقول: أنا الشّيخ فلان أو العالم فلان،.
ومنهم من يظن أنّه حين يأتي إلى قبر نبي أن النبي يخرج من قبره في صورته فيكلمه،
ومنهم من رأى في دائرة ذرى الكعبة صورة شيخٍ قال إنه إبراهيم الخليل،
ومنهم من يظن أن النبي صلى اللّه عليه وسلم خرج من الحجرة وكلمه، وجعلوا هذا من كراماته.

أما الخلوات الشرعية:
- فهي إما مأمور به إيجابا كاعتزال الأمور الحرمة ومجانبتها كما قال تعالى: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره}
- أو مأمور به استحبابا, كاعتزال الناس في فضول المباحات وما لا ينفع وذلك بالزهد فيه, قال طاوس: نعم صومعة الرّجل بيته يكفّ فيه بصره وسمعه.
- وإذا تخلى الإنسان في بعض الأماكن لتحقيق عمل, مع محافظته على الجمعة والجماعة فهذا حق ودليله: (أن النبي صلى اللّه عليه وسلم سئل: أي الناس أفضل؟... فذكر منهم: (ورجلٌ معتزل في شعب من الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويدع الناس إلّا من خير) الحديث.

معنى التخلية والتحلية الشرعي:
أن يفرّغ قلبه ممّا لا يحبّه اللّه ويملأه بما يحبّه اللّه.
يفرّغه من عبادة غير اللّه ويملؤه بعبادة اللّه.
وككذلك يفرّغه عن محبّة غير اللّه ويملؤه بمحبّة اللّه.
وكذلك يخرج عنه خوف غير اللّه ويدخل فيه خوف اللّه تعالى.
وينفي عنه التّوكّل على غير اللّه ويثبّت فيه التّوكّل على اللّه.
وهذا هو الإسلام المتضمّن للإيمان الّذي يمدّه القرآن ويقوّيه لا يناقضه وينافيه، كما قال جندبٌ وابن عمر: " تعلّمنا الإيمان ثمّ تعلّمنا القرآن فازددنا إيمانًا ".

الإيمان بالرسل وما يضاده:
ما يتضمنه الإيمان بالرسل:
الإيمان بما أوتوه والاقتداء بهم وبهداهم، قال تعالى:{قولوا آمنّا باللّه وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النّبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون} وقال تعالى:{أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}.
والإيمان أن محمدا -صلّى اللّه عليه وسلّم- خاتم النّبيّين لا نبيّ بعده, وقد نسخ بشرعه ما نسخه من شرع غيره فلم يبق طريق إلى اللّه إلّا باتّباع محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.

الاقتداء بأفعال النبي عليه الصلاة والسلام:
ما فعله النبي صلى اللّه عليه وسلم على وجه التعبد فهو عبادة يشرع التأسي به فيه، فإذا خصّص زمانًا أو مكانًا بعبادة كان تخصيصه بتلك العبادة سنّةً، فالتّأسّي به أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الّذي فعل لأنّه فعل، وذلك إنّما يكون بأن يقصد مثلما قصد، بخلاف من كان قصده غير قصده أو فهذا ليس بمتابع له.
أما ما فعله اتفاقا, مثل نزوله في السّفر بمكان ، فالخلفاء الرّاشدون وجمهور الصّحابة لم يستحبوا قصد متابعته؛ لأن هذا ليس بمتابعة له إذ المتابعة لا بد فيها من القصد فإذا لم يقصد هو ذلك الفعل كان في قصده غير متابعٍ له.
و كان ابن عمر يحبّ أن يفعل مثل ذلك، وكان يقول: وإن لم يقصده؛ لكن نفس فعله حسن على أي وجه كان فأحب أن أفعل مثله إما لأن ذلك زيادة في محبته وإما لبركة مشابهته له.

تقص الإيمان بالرسل:
وأنّهم آمنوا ببعض ما جاءت به الرّسل وكفروا ببعض.
قالوا بأن النبوة مكتسبة, وزعموا أن كل ما يحصل في القلوب من العلم للأنبياء وغيرهم فإنّما هو من "العقل الفعّال".
ومنهم من يزعم أنّه حصل له أكثر ممّا حصل للأنبياء, فإذا تفرّغ صفا قلبه - عندهم - وفاض على قلبه من جنس ما فاض على الأنبياء
وعندهم أنّ موسى بن عمران -صلّى اللّه عليه وسلّم- كُلّم من سماء عقله؛ لم يسمع الكلام من خارجٍ فلهذا يقولون إنّه يحصل لهم مثل ما حصل لموسى وأعظم ممّا حصل لموسى..
وأبو حامدٍ يقول إنّه سمع الخطاب كما سمعه موسى -عليه السّلام- وإن لم يُقصد هو بالخطاب
وهذا نقص إيمانهم بالرّسل, فآمنوا ببعض ما جاءت به كفروا ببعض
الرد عليهم:
- أن ما يسمونه " العقل الفعّال " باطل لا حقيقة له.
- أن ما يجعله اللّه في القلوب يكون بواسطة الملائكة إن كان حقا, ويكون بواسطة الشياطين إذا كان باطلًا, وهم يزعمون أن الملائكة والشياطين صفات لنفس الإنسان فقط.وهذا باطل لا اصل له
- لم يكن ما حصل للأنبياء مجرد فيض, بل جاءتهم الملائكة بالوحي.
- إذا فُرّغ القلب من كلّ خاطرٍ فمن أين يعلم أنّ ما يحصل فيه حق؟ هذا إمّا أن يُعلم بعقل أو سمعٍ، وكلاهما لم يدلّ على ذلك.
- إذا فرّغ القلب حلت فيه الشّياطين ثم تنزّلت عليه؛ لأن ذكر الله يمنع الشياطين من الدخول إلى قلب ابن آدم, قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ} .
- الّذي فرّغ قلبه لم يكن هناك قلب آخر يحصل له به التّحلية.
- هذه الطّريقة لو كانت حقا فإنّما تكون في حق من لم يأته رسول فأما من أتاه رسول وخالفه فقد ضل, لو قدّر أنّها طريقٌ لبعض الأنبياء لكانت منسوخةً بشرع محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فكيف وهي طريقةٌ جاهليّةٌ لا توجب الوصول إلى المطلوب إلّا بطريق الاتّفاق بأن يقذف اللّه تعالى في قلب العبد إلهامًا ينفعه؟
- لو كانت العلوم تنزل على القلوب من النّفس الفلكيّة كما يزعم هؤلاء فلا فرق في ذلك بين النّاظر والمستدلّ والمفرّغ قلبه فتمثيل ذلك بنقش أهل الصّين والرّوم تمثيلٌ باطلٌ.

-مكائد الشيطان لبني آدم:
استبدال النصوص الشرعية بالنصوص البدعية:
حرفوا كلام الله عن مواضعه بتحريفهم لمعاني الألفاظ الشرعية فأخذوا أسماء جاء بها الشرع فوضعوا لها مسميات مخالفة لمسميات صاحب الشرع ثم صاروا يتكلمون بتلك الأسماء فيظن الجاهل أنهم يقصدون بها ما قصده صاحب الشرع.
يقول الغزالي إن العلم منقوش في النفس الفلكية؛ ويسمي ذلك " اللّوح المحفوظ " تبعًا لابن سينا، وهذا كلفظ " الملك " و " الملكوت " و " الجبروت " و " اللّوح المحفوظ " و " الملك " و " الشّيطان " و " الحدوث " و " القدم " وغير ذلك.

-من أسباب الأحوال الشيطانية:
صرف عبادة غير شرعية مثل أن يقال له: اسجد لهذا الصنم حتى يحصل لك المراد، فيحصل لهم بالشرك كما كان يحصل للمشركين وكانت الشّياطين تتراءى لهم أحيانًا وقد يخاطبونهم من الصّنم ويخبرونهم ببعض الأمور الغائبة أو يقضون لهم بعض الحوائج.
قد يكون سببه سماع المعازف, والمعازف هي خمر النّفوس تفعل بالنّفوس أعظم ممّا تفعل حميّا الكؤوس فإذا سكروا بالأصوات حلّ فيهم الشّرك ومالوا إلى الفواحش وإلى الظّلم فيشركون ويقتلون النّفس الّتي حرّم اللّه ويزنون.
وقد يكون سببه نذرًا لغير اللّه سبحانه وتعالى، مثل أن ينذر لصنم أو كنيسةٍ أو قبرٍ أو نجمٍ أو شيخٍ ونحو ذلك من النّذور الّتي فيها شركٌ، فإذا أشرك بالنّذر فقد يعطيه الشّيطان بعض حوائجه.

سد ذرائع الشرك:
1-النهي عن اتخاذ القبور مساجد:
قال تعالى:{ وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}.
قال عليه الصلاة والسلام: (فلا تتّخذوا القبور مساجد فإنّي أنهاكم عن ذلك).
فهذه نصوصه الصّريحة توجب تحريم اتّخاذ قبورهم مساجد مع أنّهم مدفونون فيها وهم أحياءٌ في قبورهم، ويستحبّ إتيان قبورهم للسلام عليهم ومع هذا يحرم إتيانها للصّلاة عندها واتّخاذها مساجد.
2-النهي عن تتبع آثار الأنبياء:
ثبت الإسناد الصّحيح عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه أنّه كان في السّفر فرآهم ينتابون مكانًا يصلّون فيه فقال: "ما هذا؟ قالوا: مكانٌ صلّى فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: أتريدون أن تتّخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟ إنّما هلك من كان قبلكم بهذا، من أدركته فيه الصّلاة فليصلّ فيه وإلّا فليمض".
ولم يكن ابن عمر ولا غيره من الصّحابة يقصدون الأماكن الّتي كان ينزل فيها النبي-صلى الله عليه وسلم- ويبيت فيها مثل بيوت أزواجه ومثل مواضع نزوله في مغازيه, فالأمكنة نفسها اتفق الصحابة على أنّه لا يعظّم منها إلّا ما عظّمه الشّارع.
3-النهي عن تخصيص بعض البقاع للعبادة:
لم يشرع اللّه تعالى للمسلمين مكانا يقصد للصلاة إلا المسجد ولا مكانا يقصد للعبادة إلّا المشاعر، وما ثم مكان يقصد بعينه إلّا المساجد والمشاعر وفيها الصلاة والنسك، قال تعالى:{قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت}، وما سوى ذلك من البقاع فإنّه لا يستحب قصد بقعة بعينها للصلاة ولا الدعاء ولا الذكر إذ لم يأت في شرع اللّه ورسوله قصدها لذلك .

الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان:
إنّما هو الفرقان الّذي بعث اللّه به محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم فهو {الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا}، وهو الّذي فرّق اللّه به بين الحقّ والباطل وبين الهدى والضّلال وبين الرّشاد والغيّ وبين طريق الجنّة وطريق النّار وبين سبيل أولياء الرّحمن وسبيل أولياء الشّيطان.

المقصد الكلّي للرسالة:
العبادات والفرق بين شرعيّها وبدعيّها, والفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان, والفرق بين الأحوال الرحمانية والأحوال الشيطانية.

المقاصد الفرعية:
- مصادر التشريع.
- بيان العبادات المشروعة.
- -العبادات البدعية.
- مثال على جنس من العبادات البدعية وبيان المفهوم الصجيح لها.
- الإيمان بالرسل وما يضاده.
-مكائد الشيطان لبني آدم.

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 1 جمادى الآخرة 1440هـ/6-02-2019م, 05:40 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تقويم التطبيق الأول من تطبيقات دورة أصول القراءة العلمية
(درجة التطبيق: 40 درجة)


1: فداء حسين
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
فاتتك مرحلة مهمّة تمّ التنبيه عليها ضمن إرشادات الحلّ أعلاه وهي كتابة المسائل تحت المقاصد منفردة قبل فقرة التلخيص، هذه المرحلة مهمّة حيث يظهر للطالب مدى تناسب المسائل وصحة ترتيبها ومناسبتها للمقصد التي وضعت تحته، فأنتظر منك إضافتها لاستكمال التقويم.
وأحيلك على تقويمات التطبيق للمستوى السابع (هنا) لزيادة الفائدة.



رزقك الله العلم النافع والعمل الصالح

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 2 جمادى الآخرة 1440هـ/7-02-2019م, 03:07 PM
فداء حسين فداء حسين غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - مستوى الإمتياز
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 955
افتراضي

تلخيص مقاصد رسالة "الفرق بين العبادات الشرعية والعبادات البدعية" لشيخ الإسلام ابن تيمية.

المقصد الكلّي للرسالة:
العبادات والفرق بين شرعيّها وبدعيّها, والفرق بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان, والفرق بين الأحوال الرحمانية والأحوال الشيطانية.

المقاصد الفرعية:
- مصادر التشريع.
- بيان العبادات المشروعة.
- -العبادات البدعية.
- مثال على جنس من العبادات البدعية وبيان المفهوم الصجيح لها.
- الإيمان بالرسل وما يضاده.
- مكائد الشيطان لبني آدم.
- الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان.


مصادر التشريع:
-أصل الدين.
-اضطراب الناس في الحلال والحرام.
- مثاله.


-بيان العبادات المشروعة:
- تعريف العبادات المشروعة.
- كيفية معرفة أن الأمر عبادة.
- أنواع العبادات.
- مثاله.
-أصول العبادات الدينية.



-العبادات البدعية:
-أسباب وقوع الناس في البدعة.
- متى وقعت العبادات البدعية.
- استبدال العبادات المشروعة بالغير مشروعة.
- الآثار السيئة للعبادات البدعية.
- الرد عليهم.


- مثال على جنس من العبادات البدعية وبيان المفهوم الصحيح لها:
- الخلوات البدعية:
- أدلتهم على مشروعيتها.
- الرد عليهم.
-أول من سن إتيان غار حراء.
- ما أحدثوه من شروط وحدود للخلوات.
- حكم الذكر المفرد.
- حقيقة ما يحصل في الخلوات البدعية.
- ويلات الخلوات على أصحابها.
- من صور واسباب تنزل الشيطان على الإنسي:.- الخلوات الشرعية.


الإيمان بالرسل وما يضاده:
- ما يتضمنه الإيمان بالرسل.
- الاقتداء بأفعال النبي عليه الصلاة والسلام.
- تقص الإيمان بالرسل.
- الرد عليهم.


-مكائد الشيطان لبني آدم:
- من أسباب الأحوال الشيطانية:
- سد ذرائع الشرك:


الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان:

التلخيص:

مصدر التشريع:
-أصل الدين:
الحلال ما أحله اللّه ورسوله والحرام ما حرمه اللّه ورسوله والدين ما شرعه اللّه ورسوله؛ ليس لأحد أن يخرج عن الصراط المستقيم الّذي بعث اللّه به رسوله.
فإن الدين أصله متابعة النبي صلى اللّه عليه وسلم وموافقته بفعل ما أمرنا به وشرعه لنا وسنه لنا ونقتدي به في أفعاله التي شرع لنا الاقتداء به فيها بخلاف ما كان من خصائصه.
قال اللّه تعالى:{وأنّ هذا صراطي مستقيمًا فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله ذلكم وصّاكم به لعلّكم تتّقون}.

-اضطراب الناس في الحلال والحرام:
أحلوا ما حرم الله وحرموا ما أحل الله, وأحدثوا عبادات لم ياذن بها الله, فشرعوا دينًا لم يأذن به اللّه,
قال تعالى:{ أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدّين ما لم يأذن به اللّه}.
مثاله:
تحريم بعض الأنعام كالبحيرة والسائبة.
استحلال قتل أولادهم.
جعلوا أمورا محرمة عبادات, مثل: الطواف بالبيت عراة وغير ذلك.

-بيان العبادات المشروعة:
-تعريف العبادات المشروعة:
هو سبيل اللّه وهو البر والطاعة والحسنات والخير والمعروف وهو طريق السالكين ومنهاج القاصدين والعابدين.
فهو ما كان محبوبا للّه ورسوله مرضيا للّه ورسوله فهو من العبادات المشروعة الّتي يتقرّب بها إلى اللّه تعالى.

كيفية معرفة أن الأمر عبادة:
ما أمر به النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- من العبادات أمر إيجابٍ أو استحبابٍ فهو مشروعٌ وكذلك ما رغّب فيه وذكر ثوابه وفضله.
ولا يجوز أن يقال إن هذا مستحب أو مشروع إلّا بدليل شرعي، ولا يجوز أن يثبت شريعة بحديث ضعيف.

-أنواع العبادات
إمّا واجب وإمّا مستحب:
قال -عليه الصلاة والسلام- فيما يروي عن ربّه تبارك وتعالى: (ما تقرّب إليّ عبدي بمثل أداء ما افترضت عليه، ولا يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنّوافل حتّى أحبّه...)الحديث.
مثاله:
الصلاة منها فرض وهي الصلوات الخمس ومنها نافلة كقيام الليل.
الصيام فيه فرض وهو صوم شهر رمضان ومنه نافلة كصيام ثلاثة أيام من كل شهر.
الصدقة منها ما هو فرض ومنها ما هو مستحبّ وهو العفو.

-أصول العبادات الدينية.
أصولها الصلاة والصيام والقراءة كما جاءا في الصحيحين في حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص لمّا أتاه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم وقال: (ألم أحدَّث أنّك قلت لأصومنّ النّهار ولأقومنّ اللّيل ولأقرأنّ القرآن في ثلاثٍ؟ ...)الحديث.
ولمّا كانت هذه العبادات هي المعروفة قال في حديث الخوارج الّذي في الصّحيحين: (يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم وقراءته مع قراءتهم ...)الحديث.

-العبادات البدعية:
-أسباب وقوع الناس في البدعة:
1-الغلو.
2-الجهل.

-متى وقعت العبادات البدعية:
بدأ وقوعها في المتأخرين لا في زمن الصحابة والتابعين.

-استبدال العبادات المشروعة بالغير مشروعة:
الفعل الذي لم يشرعه النبي-عليه الصلاة والسلام- لنا ولا أمرنا به ولا فعله فعلا سن لنا أن نتأسى به فيه فهذا ليس من العبادات والقرب، فاتخاذ هذا قربة مخالفة له صلى اللّه عليه وسلم.

-الآثار السيئة للعبادات البدعية:
أهل العبادات البدعية يزين لهم الشيطان تلك العبادات ويبغض إليهم السبل الشرعية حتى يبغضهم في العلم والقرآن والحديث فلا يحبّون سماع القرآن والحديث ولا ذكره.
وقد يبغض إليهم حتى الكتاب فلا يحبون كتابا ولا من معه كتاب ولو كان مصحفا أو حديثا.
وهم من أرغب الناس في السماع البدعي سماع المعازف ومن أزهدهم في السماع الشرعي سماع آيات اللّه تعالى.
منهم من يظن أنه يلقن القرآن بلا تلقين، ويقول بعضهم: أخذوا علمهم ميتا عن ميت وأخذنا علمنا عن الحي الذي لا يموت، وهذا يقع لكن منهم من يظن أنما يلقى إليه من خطاب أو خاطر هو من اللّه تعالى بلا واسطة وقد يكون من الشيطان, وليس عندهم فرقان يفرق بين الرحماني والشيطاني.
ثمّ إن هؤلاء لما ظنوا أن هذا يحصل لهم من اللّه بلا واسطة صاروا عند أنفسهم أعظم من أتباع الرسول، يقول أحدهم: فلان عطيته على يد محمد وأنا عطيتي من اللّه بلا واسطة.
الرد عليهم:
-يقال له من أين لك أن هذا إنما هو من اللّه لا من الشيطان وإلقائه ووسوسته؟ فلا بد من دليل يبين أنّ ما حصل لكم هو الحق.
-ويقال: بل هذا من الشيطان لأنه مخالف لما بعث اللّه به محمدا صلى اللّه عليه وسلم خاصة إن كان حصل بسبب عبادة شركية أو فعل كبيرة من الكبائر.

--مثال على جنس من العبادات البدعية وبيان المفهوم الصحيح لها:
-الخلوات البدعية:
هيئتها: تشتبه بالاعتكاف الشرعي، والاعتكاف الشرعي يكون في المساجد كما كان النبي صلى اللّه عليه وسلّم يفعله هو وأصحابه من العبادات الشرعية.

-أدلتهم على مشروعيتها:
احتجوا بتحنث النبي-عليه الصلاة والسلام- بغار حراءٍ قبل الوحي, ويقولون في غار حراء حصل بعده نزول الوحي, فتمسكوا بما كان قبل النّبوّة.
-الرد عليهم:
ما فعله صلى اللّه عليه وسلم قبل النبوة وشرعه بعد النبوة فنحن مأمورون باتباعه فيه وإلّا فلا.
وبعد النبوة لم يصعد إلى غار حراءٍ ولا خلفاؤه الرّاشدون.
العبادات التي جاء بها -عليه الصلاة والسلام-بعد النّبوة كالصلاة والاعتكاف في المساجد تغني عن إتيان حراء.

-أول من سن إتيان غار حراء:
كانوا يأتونه في الجاهلية ويقال إنّ عبد المطّلب هو من سنّ لهم إتيانه؛ لأنّه لم تكن لهم هذه العبادات الشّرعيّة الّتي جاء بها بعد النّبوّة صلوات اللّه عليه كالصّلاة والاعتكاف في المساجد.

-ما أحدثوه من شروط وحدود للخلوات:
منهم من يجعل الخلوة أربعين يومًا, ويعظّمون أمر الأربعينية محتجين بأن اللّه تعالى واعد موسى -عليه السّلام- ثلاثين ليلةً وأتمّها بعشر.
وقد روي أنّ موسى عليه السلام صامها وصام المسيح أيضًا أربعين للّه تعالى وخوطب بعدها, فيقولون يحصل بعدها الخطاب والتّنزّل, فتمسكوا بشرع منسوخ.
ومنهم من يأمر صاحب الخلوة أن لا يزيد على الفرض لا قراءة ولا نظرًا في حديثٍ نبويٍّ ولا غير ذلك.
وقد يأمره بالذكر ثم قد يقول : ذكر العامة: " لا إله إلّا اللّه " وذكر الخاصّة: " اللّه اللّه " وذكر خاصة الخاصة: " هو هو ".
ويأمرونه بتفريغ قلبه من كلّ شيءٍ حتّى قد يأمروه أن يقعد في مكانٍ مظلمٍ ويغطّي رأسه ويقول: اللّه اللّه، وهم يعتقدون أنّه إذا فرّغ قلبه استعدّ بذلك فينزل على قلبه من المعرفة ما هو المطلوب.
ومن أهل هذه الخلوات من لهم أذكار معينة وقوت معيّن ولهم تنزلات معروفة.
ومما يأمرون به الجوع والسهر والصمت مع الخلوة بلا حدود شرعية، بل سهر مطلق وجوع مطلق وصمت مطلق مع الخلوة.

حكم الذكر المفرد:
الذّكر بالاسم المفرد مظهرا ومضمرا بدعة في الشرع وخطأ في القول واللغة فإن الاسم المجّرّد ليس هو كلاما لا إيمانا ولا كفرا, وليس هو بكلام يُعقل ولا فيه إيمانٌ
وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه قال: (أفضل الكلام بعد القرآن أربعٌ وهنّ من القرآن: سبحان اللّه والحمد للّه ولا إله إلّا اللّه واللّه أكبر.
.

حقيقة ما يحصل في الخلوات البدعية:
من سلك هذه العبادات البدعيّة أتته الشياطين وحصل له تنزّل شيطاني وخطاب شيطاني.
وبعضهم يطير به شيطانه.
وبعضهم طلب أن يحصل له من جنس ما حصل للأنبياء من التّنزّل فنزلت عليهم الشّياطين لخروجهم عن شريعة النبي-عليه الصلاة ة السلام.
ومنهم من يأمر مريده بأن يقول هذا الاسم مرات فإذا اجتمع قلبه ألقى عليه حالًا شيطانيًّا فيلبسه الشّيطان ويخيّل إليه أنّه قد صار في الملأ الأعلى وأنّه أعطي ما لم يعطه محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم ليلة المعراج ولا موسى عليه السّلام يوم الطّور.

ويلات الخلوات على أصحابها:
من أصحابها من يتمسّك بجنس العبادات الشّرعيّة مع الابتداع فيها، وأكثرهم يخرجون إلى أجناسٍ غير مشروعة كالذكر المفرد.
تنزل الشياطين عليهم.
ومنهم من يدخل في وحدة الوجود في أول الأمر.

من صور واسباب تنزل الشيطان على الإنسي:
قصد أصحاب الخلوات الأماكن الّتي ليس فيها أذان ولا إقامةٌ ولا مسجدٌ يصلّى فيه الصّلوات الخمس؛ إمّا مساجد مهجورةٌ وإمّا غير مساجد مثل الكهوف والغيران , ومثل مقابر من يُحسن به الظّنّ بهم, ومثل المواضع الّتي يقال إنّ بها أثر نبيٍّ أو رجلٍ صالحٍ، ولهذا يحصل لهم في هذه المواضع أحوالٌ شيطانيّةٌ يظنّون أنّها كراماتٌ رحمانيّةٌ.
مثل: أن يرى صاحب القبر قد جاء إليه ويقول: أنا فلانٌ، وربّما قال له: نحن إذا وضعنا في القبر خرجنا.
كما يتصور الشيطان بصورة الإنس في اليقظة والمنام فيأتي ويقول: أنا الشّيخ فلان أو العالم فلان،.
ومنهم من يظن أنّه حين يأتي إلى قبر نبي أن النبي يخرج من قبره في صورته فيكلمه،
ومنهم من رأى في دائرة ذرى الكعبة صورة شيخٍ قال إنه إبراهيم الخليل،
ومنهم من يظن أن النبي صلى اللّه عليه وسلم خرج من الحجرة وكلمه، وجعلوا هذا من كراماته.

أما الخلوات الشرعية:
- فهي إما مأمور به إيجابا كاعتزال الأمور الحرمة ومجانبتها كما قال تعالى: {وإذا رأيت الّذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتّى يخوضوا في حديثٍ غيره}
- أو مأمور به استحبابا, كاعتزال الناس في فضول المباحات وما لا ينفع وذلك بالزهد فيه, قال طاوس: نعم صومعة الرّجل بيته يكفّ فيه بصره وسمعه.
- وإذا تخلى الإنسان في بعض الأماكن لتحقيق عمل, مع محافظته على الجمعة والجماعة فهذا حق ودليله: (أن النبي صلى اللّه عليه وسلم سئل: أي الناس أفضل؟... فذكر منهم: (ورجلٌ معتزل في شعب من الشعاب يقيم الصلاة ويؤتي الزكاة ويدع الناس إلّا من خير) الحديث.

معنى التخلية والتحلية الشرعي:
أن يفرّغ قلبه ممّا لا يحبّه اللّه ويملأه بما يحبّه اللّه.
يفرّغه من عبادة غير اللّه ويملؤه بعبادة اللّه.
وككذلك يفرّغه عن محبّة غير اللّه ويملؤه بمحبّة اللّه.
وكذلك يخرج عنه خوف غير اللّه ويدخل فيه خوف اللّه تعالى.
وينفي عنه التّوكّل على غير اللّه ويثبّت فيه التّوكّل على اللّه.
وهذا هو الإسلام المتضمّن للإيمان الّذي يمدّه القرآن ويقوّيه لا يناقضه وينافيه، كما قال جندبٌ وابن عمر: " تعلّمنا الإيمان ثمّ تعلّمنا القرآن فازددنا إيمانًا ".

الإيمان بالرسل وما يضاده:
ما يتضمنه الإيمان بالرسل:
الإيمان بما أوتوه والاقتداء بهم وبهداهم، قال تعالى:{قولوا آمنّا باللّه وما أنزل إلينا وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وما أوتي موسى وعيسى وما أوتي النّبيّون من ربّهم لا نفرّق بين أحدٍ منهم ونحن له مسلمون} وقال تعالى:{أولئك الّذين هدى اللّه فبهداهم اقتده}.
والإيمان أن محمدا -صلّى اللّه عليه وسلّم- خاتم النّبيّين لا نبيّ بعده, وقد نسخ بشرعه ما نسخه من شرع غيره فلم يبق طريق إلى اللّه إلّا باتّباع محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم.

الاقتداء بأفعال النبي عليه الصلاة والسلام:
ما فعله النبي صلى اللّه عليه وسلم على وجه التعبد فهو عبادة يشرع التأسي به فيه، فإذا خصّص زمانًا أو مكانًا بعبادة كان تخصيصه بتلك العبادة سنّةً، فالتّأسّي به أن يفعل مثل ما فعل على الوجه الّذي فعل لأنّه فعل، وذلك إنّما يكون بأن يقصد مثلما قصد، بخلاف من كان قصده غير قصده أو فهذا ليس بمتابع له.
أما ما فعله اتفاقا, مثل نزوله في السّفر بمكان ، فالخلفاء الرّاشدون وجمهور الصّحابة لم يستحبوا قصد متابعته؛ لأن هذا ليس بمتابعة له إذ المتابعة لا بد فيها من القصد فإذا لم يقصد هو ذلك الفعل كان في قصده غير متابعٍ له.
و كان ابن عمر يحبّ أن يفعل مثل ذلك، وكان يقول: وإن لم يقصده؛ لكن نفس فعله حسن على أي وجه كان فأحب أن أفعل مثله إما لأن ذلك زيادة في محبته وإما لبركة مشابهته له.

تقص الإيمان بالرسل:
وأنّهم آمنوا ببعض ما جاءت به الرّسل وكفروا ببعض.
قالوا بأن النبوة مكتسبة, وزعموا أن كل ما يحصل في القلوب من العلم للأنبياء وغيرهم فإنّما هو من "العقل الفعّال".
ومنهم من يزعم أنّه حصل له أكثر ممّا حصل للأنبياء, فإذا تفرّغ صفا قلبه - عندهم - وفاض على قلبه من جنس ما فاض على الأنبياء
وعندهم أنّ موسى بن عمران -صلّى اللّه عليه وسلّم- كُلّم من سماء عقله؛ لم يسمع الكلام من خارجٍ فلهذا يقولون إنّه يحصل لهم مثل ما حصل لموسى وأعظم ممّا حصل لموسى..
وأبو حامدٍ يقول إنّه سمع الخطاب كما سمعه موسى -عليه السّلام- وإن لم يُقصد هو بالخطاب
وهذا نقص إيمانهم بالرّسل, فآمنوا ببعض ما جاءت به كفروا ببعض
الرد عليهم:
- أن ما يسمونه " العقل الفعّال " باطل لا حقيقة له.
- أن ما يجعله اللّه في القلوب يكون بواسطة الملائكة إن كان حقا, ويكون بواسطة الشياطين إذا كان باطلًا, وهم يزعمون أن الملائكة والشياطين صفات لنفس الإنسان فقط.وهذا باطل لا اصل له
- لم يكن ما حصل للأنبياء مجرد فيض, بل جاءتهم الملائكة بالوحي.
- إذا فُرّغ القلب من كلّ خاطرٍ فمن أين يعلم أنّ ما يحصل فيه حق؟ هذا إمّا أن يُعلم بعقل أو سمعٍ، وكلاهما لم يدلّ على ذلك.
- إذا فرّغ القلب حلت فيه الشّياطين ثم تنزّلت عليه؛ لأن ذكر الله يمنع الشياطين من الدخول إلى قلب ابن آدم, قال تعالى: {ومن يعش عن ذكر الرّحمن نقيّض له شيطانًا فهو له قرينٌ} .
- الّذي فرّغ قلبه لم يكن هناك قلب آخر يحصل له به التّحلية.
- هذه الطّريقة لو كانت حقا فإنّما تكون في حق من لم يأته رسول فأما من أتاه رسول وخالفه فقد ضل, لو قدّر أنّها طريقٌ لبعض الأنبياء لكانت منسوخةً بشرع محمّدٍ -صلّى اللّه عليه وسلّم- فكيف وهي طريقةٌ جاهليّةٌ لا توجب الوصول إلى المطلوب إلّا بطريق الاتّفاق بأن يقذف اللّه تعالى في قلب العبد إلهامًا ينفعه؟
- لو كانت العلوم تنزل على القلوب من النّفس الفلكيّة كما يزعم هؤلاء فلا فرق في ذلك بين النّاظر والمستدلّ والمفرّغ قلبه فتمثيل ذلك بنقش أهل الصّين والرّوم تمثيلٌ باطلٌ.

-مكائد الشيطان لبني آدم:
استبدال النصوص الشرعية بالنصوص البدعية:
حرفوا كلام الله عن مواضعه بتحريفهم لمعاني الألفاظ الشرعية فأخذوا أسماء جاء بها الشرع فوضعوا لها مسميات مخالفة لمسميات صاحب الشرع ثم صاروا يتكلمون بتلك الأسماء فيظن الجاهل أنهم يقصدون بها ما قصده صاحب الشرع.
يقول الغزالي إن العلم منقوش في النفس الفلكية؛ ويسمي ذلك " اللّوح المحفوظ " تبعًا لابن سينا، وهذا كلفظ " الملك " و " الملكوت " و " الجبروت " و " اللّوح المحفوظ " و " الملك " و " الشّيطان " و " الحدوث " و " القدم " وغير ذلك.

-من أسباب الأحوال الشيطانية:
صرف عبادة غير شرعية مثل أن يقال له: اسجد لهذا الصنم حتى يحصل لك المراد، فيحصل لهم بالشرك كما كان يحصل للمشركين وكانت الشّياطين تتراءى لهم أحيانًا وقد يخاطبونهم من الصّنم ويخبرونهم ببعض الأمور الغائبة أو يقضون لهم بعض الحوائج.
قد يكون سببه سماع المعازف, والمعازف هي خمر النّفوس تفعل بالنّفوس أعظم ممّا تفعل حميّا الكؤوس فإذا سكروا بالأصوات حلّ فيهم الشّرك ومالوا إلى الفواحش وإلى الظّلم فيشركون ويقتلون النّفس الّتي حرّم اللّه ويزنون.
وقد يكون سببه نذرًا لغير اللّه سبحانه وتعالى، مثل أن ينذر لصنم أو كنيسةٍ أو قبرٍ أو نجمٍ أو شيخٍ ونحو ذلك من النّذور الّتي فيها شركٌ، فإذا أشرك بالنّذر فقد يعطيه الشّيطان بعض حوائجه.

سد ذرائع الشرك:
1-النهي عن اتخاذ القبور مساجد:
قال تعالى:{ وأنّ المساجد للّه فلا تدعوا مع اللّه أحدًا}.
قال عليه الصلاة والسلام: (فلا تتّخذوا القبور مساجد فإنّي أنهاكم عن ذلك).
فهذه نصوصه الصّريحة توجب تحريم اتّخاذ قبورهم مساجد مع أنّهم مدفونون فيها وهم أحياءٌ في قبورهم، ويستحبّ إتيان قبورهم للسلام عليهم ومع هذا يحرم إتيانها للصّلاة عندها واتّخاذها مساجد.
2-النهي عن تتبع آثار الأنبياء:
ثبت الإسناد الصّحيح عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه أنّه كان في السّفر فرآهم ينتابون مكانًا يصلّون فيه فقال: "ما هذا؟ قالوا: مكانٌ صلّى فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقال: أتريدون أن تتّخذوا آثار أنبيائكم مساجد؟ إنّما هلك من كان قبلكم بهذا، من أدركته فيه الصّلاة فليصلّ فيه وإلّا فليمض".
ولم يكن ابن عمر ولا غيره من الصّحابة يقصدون الأماكن الّتي كان ينزل فيها النبي-صلى الله عليه وسلم- ويبيت فيها مثل بيوت أزواجه ومثل مواضع نزوله في مغازيه, فالأمكنة نفسها اتفق الصحابة على أنّه لا يعظّم منها إلّا ما عظّمه الشّارع.
3-النهي عن تخصيص بعض البقاع للعبادة:
لم يشرع اللّه تعالى للمسلمين مكانا يقصد للصلاة إلا المسجد ولا مكانا يقصد للعبادة إلّا المشاعر، وما ثم مكان يقصد بعينه إلّا المساجد والمشاعر وفيها الصلاة والنسك، قال تعالى:{قل إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربّ العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت}، وما سوى ذلك من البقاع فإنّه لا يستحب قصد بقعة بعينها للصلاة ولا الدعاء ولا الذكر إذ لم يأت في شرع اللّه ورسوله قصدها لذلك .

الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان:
إنّما هو الفرقان الّذي بعث اللّه به محمّدًا صلّى اللّه عليه وسلّم فهو {الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرًا}، وهو الّذي فرّق اللّه به بين الحقّ والباطل وبين الهدى والضّلال وبين الرّشاد والغيّ وبين طريق الجنّة وطريق النّار وبين سبيل أولياء الرّحمن وسبيل أولياء الشّيطان.

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 2 جمادى الآخرة 1440هـ/7-02-2019م, 03:27 PM
فاطمة احمد صابر فاطمة احمد صابر غير متواجد حالياً
برنامج إعداد المفسّر - المستوى السابع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2016
المشاركات: 370
افتراضي

رسالة كلمة الإخلاص لابن رجب الحنبلي
أولا: المسائل
ما جاء في كون الشهادتين سبب لدخول الجنة والتحريم على النار
الجمع بين تلك الأحاديث وأحاديث " يخرج من النار من قال : لا إله إلا الله " ، " يدخل الجنة يوما من الدهر أصابه قبل ذلك اليوم ما أصابه "
أن تحقق دخول الجنة والتحريم على النار يكون بوجود الشروط وانتفاء الموانع
الأدلة على ذلك
أقوال السلف في الجمع بين الأحاديث
معنى الإله ومظاهر تفرده سبحانه بالإلهية
مظاهر الشرك في الإلهية وإطلاقاته
إفراد الله بالمحبة
علامة محبة العبد لله
عذاب من أشرك به تعالى في المحبة
معنى "صادقا من قلبه"
عناية الله بمن يحبه
الإخلاص لا يعني العصمة

فضائل لا إله إلا الله


المقاصد الفرعية
1-كون الشهادتين سبب لدخول الجنة والتحريم على النار بشرط وجود عمل القلب وتحققه
-فإن من أتى بالشهادتين دخل الجنة ولم يحجب عنها، وهذا ظاهر فإن النار لا يخلد فيها أحد من أهل التوحيد الخالص، وقد يدخل الجنة ولا يحجب عنها إذا طهر من ذنوبه بالنار، وحديث أبي ذر معناه أن الزنى والسرقة لا يمنعان دخول الجنة مع التوحيد وهذا حق لا مرية فيه ليس فيه أنه لا يعذب عليهما مع التوحيد، وفي مسند البزار عن أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا: ((من قال: لا إله إلا الله نفعته يوما من دهره يصيبه قبل ذلك ما أصابه)).
-أن النبي صلى الله عليه وسلم رتب دخول الجنة على الأعمال الصالحة في كثير من النصوص، كما في الصحيحين عن أبي أيوب أن رجلا قال: يا رسول الله أخبرني بعمل يدخلني الجنة فقال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة وتؤتي الزكاة وتصل الرحم)).
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة أن رجلا قال: يا رسول الله دلني على عمل إذا عملته دخلت الجنة قال: ((تعبد الله لا تشرك به شيئا وتقيم الصلاة المكتوبة وتؤدي الزكاة المفروضة وتصوم رمضان)) فقال الرجل: والذي نفسي بيده لا أزيد على هذا شيئا ولا أنقص منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سره أن ينظر إلى رجل من أهل الجنة فلينظر إلى هذا)).
وفي المسند عن بشير بن الخصاصية قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم لأبايعه فاشترط علي شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن أقيم الصلاة وأن أؤدي الزكاة وأن أحج حجة الإسلام وأن أصوم شهر رمضان وأن أجاهد في سبيل الله، فقلت: يا رسول الله أما اثنتين فوالله لا أطيقهما الجهاد والصدقة، فإنهم زعموا أنه من ولّى الدبر فقد باء بغضب من الله فأخاف إن حضرت تلك جشمت نفسي وكرهت الموت، والصدقة فوالله ما لي إلا غنيمة وعشر ذود هن رسل أهلي وحمولتهن، قال: فقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم حركها ثم قال: ((فلا جهاد ولا صدقة فبم تدخل الجنة إذا؟)) قلت: يا رسول الله أبايعك فبايعته عليهن كلهن)، ففي هذا الحديث أن الجهاد والصدقة شرط في دخول الجنة مع حصول التوحيد والصلاة والصيام والحج.
-أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله))، ففهم عمر وجماعة من الصحابة أن من أتى بالشهادتين امتنع من عقوبة الدنيا بمجرد ذلك فتوقفوا في قتال مانع الزكاة، وفهم الصديق أنه لا يمتنع قتاله إلا بأداء حقوقها لقوله صلى الله عليه وسلم:((فإذا فعلوا ذلك منعوا مني دماءهم إلا بحقها وحسابهم على الله)) وقال: ((الزكاة حق المال)).
وهذا الذي فهمه الصديق قد رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم صريحا غير واحد من الصحابة منهم ابن عمر وأنس وغيرهما وأنه قال: ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة))، وقد دلّ على ذلك قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم}، كما دلّ قوله تعالى: {فان تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فإخوانكم في الدين} على أن الأخوّة في الدين لا تثبت إلا بأداء الفرائض مع التوحيد فإن التوبة من الشرك لا تحصل إلا بالتوحيد، فلما قرر أبو بكر هذا للصحابة رجعوا إلى قوله ورأوه صوابا، فإذا علم أن عقوبة الدنيا لا تُرفع عمن أدّى الشهادتين مطلقا بل يعاقب بإخلاله بحق من حقوق الإسلام فكذلك عقوبة الآخرة.


-أقوال السلف في الجمع بين أحاديث دخول الجنة والتحريم على النار مع ما يفيد عذاب البعض في النار قبل دخول الجنة
القول الأول: أن "لا إله إلا الله" سبب لدخول الجنة والنجاة من النار ومقتض لذلك ولكن المقتضي لا يعمل عمله إلا باستجماع شروطه وانتفاء موانعه، فقد يتخلف عنه مقتضاه لفوات شرط من شروطه أو لوجود مانع، وهذا قول الحسن ووهب ابن منبه وهو الأظهر.
القول الثاني: أن هذه الأحاديث المذكورة أولا وما في معناها كانت قبل نزول الفرائض والحدود، منهم الزهري والثوري وغيرهما،
واستبعده ابن رجب ورده بإن كثيرا منها كان
بالمدينة بعد نزول الفرائض والحدود، وفي بعضها أنه كان في غزوة تبوك وهي في آخر حياة النبي صلى الله عليه وسلم.
وهم على قولين فيها

1- هي محكمة ولكن ضم إليها شرائط.
2-إنها منسوخة
-وقد يكون مرادهم بالنسخ البيان والإيضاح، فإن السلف كانوا يطلقون النسخ على مثل ذلك كثيرا ويكون مقصودهم أن آيات الفرائض والحدود تبين بها توقف دخول الجنة والنجاة من النار على فعل الفرائض واجتناب المحارم، فصارت تلك النصوص منسوخة أي مبيَّنة مفسَّرة ونصوص الحدود والفرائض ناسخة أي مفسِّرة لمعنى تلك موضحة لها.
-وقيل الأحاديث
المطلقة قد جاءت مقيدة في أحاديث أخر ففي بعضها: ((من قال: "لا إله إلا الله" مخلصا)) وفي بعضها: ((مستيقنا)) وفي بعضها ((يصدق لسانه)) وفي بعضها ((يقولها حقا من قلبه)) وفي بعضها ((قد ذل بها لسانه واطمأن بها قلبه)).

وهذا كله إشارة إلى عمل القلب وتحققه بمعنى الشهادتين فتحقيقه بقول "لا إله إلا الله" أن لا يأله القلب غير الله حبا ورجاء وخوفا وتوكلا واستعانة وخضوعا وإنابة وطلبا، وتحقيقه بأن محمدا رسول الله ألا يعبد الله بغير ما شرعه الله على لسان محمد صلى الله عليه وسلم، وقد جاء هذا المعنى مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم صريحا أنه قال: ((من قال لا إله إلا الله مخلصا دخل الجنة))،قيل: ما إخلاصها يا رسول الله؟ قال: ((أن تحجزك عما حرم الله عليك))، وهذا يروى من حديث أنس بن مالك وزيد بن أرقم ولكن إسنادهما لا يصحّ، وجاء أيضا من مراسيل الحسن بنحوه.

2- الطاعة والمحبة في أصل معنى الإلهية
-معنى الإله
والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له
-مظاهر تفرده سبحانه بالإلهية
والإله هو الذي يطاع فلا يعصى هيبة له وإجلالا ومحبة وخوفا ورجاء وتوكلا عليه وسؤالا منه ودعاء له، ولا يصلح ذلك كله إلا لله عز وجل فمن أشرك مخلوقا في شيء من هذه الأمور التي هي من خصائص الإلهية كان ذلك قدحا في إخلاصه في قول "لا إله إلا الله" ونقصا في توحيده وكان فيه من عبودية المخلوق بحسب ما فيه من ذلك وهذا كله من فروع الشرك
مظاهر الشرك في طاعة غير الله
ورد إطلاق الكفر والشرك على كثير من المعاصي التي منشؤها من طاعة غير الله أو خوفه أو رجائه أو التوكل عليه والعمل لأجله،
1- ورد إطلاق الشرك على الرياء وعلى الحلف بغير الله وعلى التوكل على غير الله والاعتماد عليه، وعلى من سوّى بين الله وبين المخلوق في المشيئة مثل أن يقول: ما شاء الله وشاء فلان وكذا قوله: ما لي إلا الله وأنت، وكذلك ما يقدح في التوحيد وتفرُّد الله بالنفع والضر كالطيرة والرقى المكروهة، وإيتان الكهان وتصديقهم بما يقولون،
2- اتّباع هوى النفس فيما نهى الله عنه قادح في تمام التوحيد وكماله، ولهذا أطلق الشرع على كثير من الذنوب التي منشؤها من هوى النفس أنها كفر وشرك كقتال المسلم ومن أتى حائضا أو امرأة في
دبرها ومن شرب الخمرة في المرة الرابعة، وإن كان ذلك لا يخرجه عن الملة بالكلية ولهذا قال السلف: كفر دون كفر وشرك دون شرك.
ودليل ذلك: إطلاق الإله على الهوى المتَّبع، قال الله تعالى: {أفرأيت من اتخذ إلهه هواه} قال: هو الذي لا يهوى شيئا إلا ركبه، وقال قتادة: هو الذي كلما هوي شيئا ركبه وكلما اشتهى شيئا أتاه لا يحجزه عن ذلك ورع ولا تقوى.
وروي من حديث أبي أمامة بإسناد ضعيف: ((ما تحت ظل سماء إله يعبد أعظم عند الله من هوى متبع)).
وفي حديث أخر: ((لا تزال "لا إله إلا الله" تدفع عن أصحابها حتى يؤثروا دنياهم على دينهم فإذا فعلوا ذلك ردت عليهم ويقال لهم: كذبتم)).
ويشهد لذلك الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((تعس عبد الدينار تعس عبد الدرهم تعس عبد القطيفة تعس عبد الخميصة تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش))، فدلّ هذا على أن كل من أحب شيئا وأطاعه وكان غاية قصده ومطلوبه ووالى لأجله وعادى لأجله فهو عبده وكان ذلك الشيء معبوده وإلهه.
3-أن الله تعالى سمى طاعة الشيطان في معصيته عبادة للشيطان، كما قال تعالى: {ألم أعهد إليكم يا بني آدم أن لا تعبدوا الشيطان}.
وقال تعالى حاكيا عن خليله إبراهيم عليه السلام لأبيه: {يا أبت لا تعبد الشيطان إن الشيطان كان للرحمن عصيا}، فمن لم يتحقق بعبودية الرحمن وطاعته فإنه يعبد الشيطان بطاعته له، ولم يخلص من عبادة الشيطان إلا من أخلص عبودية الرحمن وهم الذين قال فيهم: {إن عبادي ليس لك عليهم سلطان}


-إفراد الله بالمحبة
قول "لا إله إلا الله" تقتضي أن لا يحب سواه، فإن الإله هو الذي يطاع فلا يعصى محبة وخوفا ورجاء ومن تمام محبته محبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه، فمن أحب شيئا مما يكرهه الله أو كره شيئا مما يحبه الله لم يكمل توحيده وصدقه في قول "لا إله إلا الله" وكان فيه من الشرك الخفي بحسب ما كرهه مما يحبه الله وما أحبه مما يكرهه الله، قال الله تعالى: {ذلك بأنهم اتبعوا ما أسخط الله وكرهوا رضوانه فأحبط أعمالهم}.
قال الليث عن مجاهد في قوله: {لا يشركون بي شيئا} قال: لا يحبون غيري.
وفي صحيح الحاكم عن عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((الشرك في هذه الأمة أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء وأدناه أن تحب على شيء من الجور أو تبغض على شيء من العدل وهل الدين إلا الحب والبغض))، قال الله عز وجل: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله})) وهذا نصّ في أن محبة ما يكرهه الله وبغض ما يحبه متابعة للهوى، والموالاة على ذلك والمعاداة فيه من الشرك الخفي.

-علامة تحقيق العبد لمحبة العبد لله
وقال الحسن: اعلم أنك لن تحب الله حتى تحب طاعته.
وسئل ذو النون متى أحب ربي قال: إذا كان ما يبغضه عندك أمر من الصبر.

وقال بشر بن السرّي: ليس من أعلام الحب أن تحب ما يبغض حبيبك.
وقال أبو يعقوب النهر جوري: كل من ادّعى محبة الله ولم يوافق الله في أمره فدعواه باطلة.
وقال يحيى بن معاذ: ليس بصادق من ادّعى محبة الله ولم يحفظ حدوده.
وقال رويم: المحبة الموافقة في جميع الأحوال وأنشد:

ولو قلت لي مت قلت سمعا طاعة .. وقلت لداعي الموت أهلا ومرحبا

ويشهد لهذا المعنى أيضا قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله}.
قال الحسن: قال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنا نحب ربنا حبا شديدا"، فأحب الله أن يجعل لحبه علما فأنزل الله تعالى هذه الآية.

ومن هاهنا يعلم أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن محمدا رسول الله، فإنه إذا علم أنه لا تتم محبة الله إلا بمحبة ما يحبه وكراهة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه وما يكرهه إلا من جهة محمد المبلّغ عن الله ما يحبه وما يكرهه باتباع ما أمر به واجتناب ما نهى عنه، فصارت محبة الله مستلزمة لمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم وتصديقه ومتابعته، ولهذا قرن الله بين محبته ومحبة رسوله في قوله تعالى: {قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم} إلى قوله: {أحب إليكم من الله ورسوله}، كما قرن طاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة.
وقال صلى الله عليه وسلم: ((ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب الرجل لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يرجع إلى الكفر بعد أن أنقده الله منه كما يكره أن يلقى في النار)).
هذه حال السحرة لما سكنت المحبة قلوبهم سمحوا ببذل النفوس وقالوا لفرعون: {اقض ما أنت قاض}، ومتى تمكنت المحبة في القلب لم تنبعث الجوارح إلا إلى طاعة الرب، وهذا هو معنى الحديث الإلهي الذي خرجه البخاري في صحيحه وفيه: ((ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ويده التي يبطش بها ورجله التي يمشي بها))، وقد قيل إن في بعض الروايات: ((فبي يسمع وبي يبصر وبي يبطش وبي يمشي))، والمعنى أن محبة الله إذا استغرق بها القلب واستولت عليه لم تنبعث الجوارح إلا إلى مراضي الرب وصارت النفس حينئذ مطمئنة بإرادة مولاها عن مرادها وهواها.
يا هذا.. اعبد الله لمراده منك لا لمرادك منه، فمن عبده لمراده منه فهو ممن يعبد الله على حرف إن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه خسر الدنيا والآخرة، ومتى قويت المعرفة والمحبة لم يرد صاحبها إلا ما يريد مولاه.
وفي بعض الكتب السالفة: من أحب الله لم يكن شيء عنده آثر من رضاه، ومن أحب الدنيا لم يكن شيء عنده آثر من هوى نفسه.
وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن الحسن قال: ما نظرت ببصري ولا نطقت بلساني ولا بطشت بيدي ولا نهضت على قدمي حتى أنظر على طاعة الله أو على معصيته، فإن كانت طاعة تقدمت وإن كانت معصية تأخرت.
هذا حال خواصّ المحبين الصادقين، فافهموا رحمكم الله هذا فإنه من دقائق أسرار التوحيد الغامضة، وإلى هذا المقام أشار النبي صلى الله عليه وسلم في خطبته لما قدم المدينة حيث قال: ((أحبوا من كل قلوبكم))، وقد ذكرها ابن إسحاق وغيره، فإن من امتلأ قلبه من محبة الله لم يكن فيه شيء أفرغ من إرادات النفس والهوى
متى بقي للمحب حظ من نفسه فما بيده من المحبة إلا الدعوى، إنما المحب من يفنى عن كله ويبقى بحبيبه، ((فبي يسمع، وبي يبصر)).
القلب بيت الرب، وفي الإسرائيليات يقول الله: «ما وسعني سمائي ولا أرضي ووسعني قلب عبدي المؤمن»، فمتى كان القلب فيه غير الله فالله أغنى الأغنياء عن الشرك وهو لا يرضى بمزاحمة أصنام الهوى، الحق غيور يغار على عبده المؤمن أن يسكن في قلبه سواه أو يكن فيه شيء ما يرضاه.

-عذاب من أشرك به تعالى في المحبة
1-أول من تسعر به النار من الموحدين العباد المراؤون بأعمالهم وأولهم العالم والمجاهد والمتصدق للرياء لأن يسير الرياء شرك
ما نظر المرائي إلى الخلق بعلمه إلا لجهله بعظمة الخالق.
المرائي يزور التوقيع على اسم الملك ليأخذ البراطيل
لنفسه ويوهم أنه من خاصة الملك وهو ما يعرف الملك بالكلية.
نقش المرائي على الدرهم الزائف اسم الملك ليروج، والبهرج لا يجوز إلا على غير الناقد!

2- أصحاب الشهوة وعبيد الهوى الذين أطاعوا هواهم وعصوا مولاهم، فأما عبيد الله حقا فيقال لهم: {يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}.
جهنم تنطفئ بنور إيمان الموحدين، وفي الحديث تقول النار للمؤمن: ((جز يا مؤمن فقد أطفأ نورك لهبي)).
وفي المسند عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا يبقى بر ولا فاجر إلا دخلها فتكون على المؤمنين بردا وسلاما كما كانت على إبراهيم، حتى إن للنار ضجيجا من بردهم)).

-الإخلاص لا يعنى العصمة
من صدق في قول "لا إله إلا الله" لم يحب سواه ولم يرج سواه ولم يخش أحدا إلا الله ولم يتوكل إلا على الله ولم يبق له بقية من آثار نفسه وهواه، ومع هذا فلا تظنوا أن المحب مطالب بالعصمة، وإنما هو مطالب كلما زلّ أن يتلافى تلك الوصمة.
-عناية الله بمن يحبه
قال زيد بن أسلم: إن الله ليحب العبد حتى يبلغ من حبه له أن يقول: اذهب فاعمل ما شئت فقد غفرت لك.
وقال الشعبي: إذا أحب الله عبدا لم يضره ذنب.
وتفسير هذا الكلام أن الله عز وجل له عناية بمن يحبه فكلما زلق ذلك العبد في هوة الهوى أخذ بيده إلى نجوة النجاة، ييسر له التوبة وينبّهه على قبح الزلّة، فيفزع إلى الاعتذار ويبتليه بمصائب مكفرة لما جنى.
وفي بعض الآثار يقول الله تعالى: ((أهل ذكرى أهل مجالستي وأهل طاعتي أهل كرامتي وأهل معصيتي لا أؤيسهم من رحمتي إن تابوا فأنا حبيبهم وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من المعايب)).
وفي صحيح مسلم عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((الحمى تذهب الخطايا كما يذهب الكير الخبث)).
وفي المسند وصحيح ابن حبان عن عبد الله بن مغفل أن رجلا لقي امرأة كانت بغيا في الجاهلية فجعل يلاعبها حتى بسط يده إليها فقالت: مه فإن الله قد أذهب الشرك وجاء بالإسلام، فتركها وولى، فجعل يلتفت خلفه ينظر إليها حتى أصاب الحائط وجهه، فأخبر النبي صلى الله عليه وسلم بالأمر، فقال: ((أنت عبد أراد الله بك خيرا)) ثم قال: ((إن الله إذا أراد بعبده شرا أمسك ذنبه حتى يوافى به يوم القيامة)).


فضائل لا إله إلا الله
1- هي كلمة التقوى كما قال عمر -رضي الله عنه- من الصحابة.
وهي كلمة الإخلاص وشهادة الحق ودعوة الحق وبراءة من الشرك ونجاة هذا الأمر ولأجلها خلق الخلق
.
كما قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}.
لأجلها أرسلت الرسل وأنزلت الكتب.
كما قال تعالى: {وما أرسلنا من قبلك من رسول إلا نوحي إليه أنه لا إله إلا أنا فاعبدون}.

ولأجلها أعدت دار الثواب ودار العقاب، لأجلها أمرت الرسل بالجهاد، فمن قالها عصم ماله ودمه ومن أباها فماله ودمه هدر.
2-هي مفتاح الجنة ومفتاح دعوة الرسل وبها كلم الله موسى كفاحا.
وفي مسند البزار وغيره عن عياض الأنصاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن لا إله إلا الله كلمة حق على الله كريمة، ولها من الله مكان، وهي كلمة من قالها صادقا أدخله الله بها الجنة، ومن قالها كاذبا حقنت دمه واحرزت ماله ولقي الله غدا فحاسبه))، وهي مفتاح الجنة كما تقدم.

وهي ثمن الجنة، قاله الحسن وجاء مرفوعا من وجوه ضعيفة.
ومن كانت آخر كلامه دخل الجنة.

أنها تفتح لقائلها أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء.
كما في حديث عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم فيمن أتى بالشهادتين بعد الوضوء وقد خرجه مسلم.
وفي الصحيحين عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((من قال أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه وأن الجنة حق والنار حق أدخله الله من أي أبواب الجنة الثمانية شاء)).
وفي حديث عبد الرحمن بن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة منامه الطويل وفيه قال: ((ورأيت رجلا من أمتي انتهى إلى أبواب الجنة فأغلقت الأبواب دونه فجاءته شهادة أن لا إله إلا الله فتحت له الأبواب وأدخلته الجنة)).

3-هي نجاة من النار، وسمع النبي صلى الله عليه وسلم مؤذنا يقول: أشهد أن لا إله إلا الله فقال: ((خرج من النار)) خرجه مسلم.

وهي توجب المغفرة.
في المسند عن شداد بن أوس وعبادة بن الصامت أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه يوما: ((ارفعوا أيديكم وقولوا: لا إله إلا الله)) فرفعنا أيدينا ساعة ثم وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده ثم قال: ((الحمد لله اللهم بعثتني بهذه الكلمة وأمرتني بها ووعدتني بها الجنة وإنك لا تخلف الميعاد)) ثم قال: ((أبشروا فإن الله قد غفر لكم)).

ومن فضائلها أن أهلها وإن دخلوا النار بتقصيرهم في حقوقها فإنهم لا بد أن يخرجوا منها.
وفي الصحيحين عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((يقول الله عز وجل: وعزتي وجلالي وكبريائي وعظمتي لأخرجن منها من قال: لا إله إلا الله)).
وأخرج الطبراني عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن ناسا من أهل لا إله إلا الله يدخلون النار بذنوبهم فيقول لهم عبدة اللات والعزى ما أغنى عنكم قول لا إله إلا الله فيغضب الله لهم فيخرجهم من النار فيدخلون الجنة))، ومن كان في سخطه يحسن فكيف يكون إذا ما رضي لا يسوي بين من وحده وإن قصر في حقوق توحيده وبين من أشرك به
قال بعض السلف: كان إبراهيم عليه السلام يقول: اللهم لا تشرك من كان يشرك بك شيئا بمن كان لا يشرك بك.
كان بعض السلف يقول في دعائه: اللهم إنك قلت عن أهل النار: إنهم {أقسموا بالله جهد إيمانهم لا يبعث الله من يموت}، ونحن نقسم بالله جهد أيماننا ليبعثن الله من يموت، اللهم لا تجمع بين أهل القسمين في دار واحدة.
4-هي أحسن الحسنات.
قال أبو ذر: قلت: يا رسول الله كلمني بعمل يقربني من الجنة ويباعدني من النار قال: ((إذا عملت سيئة فاعمل حسنة فإنها عشر أمثالها)) قلت: يا رسول الله "لا إله إلا الله" من
الحسنات؟ قال: ((هي أحسن الحسنات)).
و
تمحو الذنوب والخطايا.
وفي سنن ابن ماجه عن أم هانئ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله لا تترك ذنبا ولا يسبقها عمل)).

رؤي بعض السلف بعد موته في المنام فسئل عن حاله فقال: ((ما أبقت "لا إله إلا الله" شيئا)).
وتجدد ما درس من الإيمان في القلب
.
وفي المسند أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ((جددوا إيمانكم)) قالوا: كيف نجدد إيماننا؟ قال: ((قولوا: "لا إله إلا الله").
ولا يعدلها شيء في الوزن فلو وزنت بالسموات والأرض رجحت بهن.
كما في المسند عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن نوحا قال لابنه عند موته: آمرك بـ "لا إله إلا الله"، فإن السموات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة ووضعت "لا إله إلا الله" في كفة رجحت بهن "لا إله إلا الله"، ولو أن السموات السبع والأرضين السبع كن في حلقة مبهمة فصمتهن "لا إله إلا الله".
وفيه أيضا عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أن موسى عليه السلام قال: يا رب علمني شيئا أذكرك وأدعوك به قال: يا موسى قل "لا إله إلا الله"، قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا، قال: قل "لا إله إلا الله"، قال: لا إله إلا أنت يا رب إنما أريد شيئا تخصني به، قال: يا موسى لو أن السموات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة و"لا إله إلا الله" في كفة مالت بهن "لا إله إلا الله").
وترجح بصحائف الذنوب.
كما في حديث السجلات
والبطاقة، وقد خرجه أحمد والنسائي والترمذي أيضا من حديث عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وهي التي تخرق الحجب حتى تصل إلى الله عز وجل.
وفي الترمذي عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا إله إلا الله ليس لها دون الله حجاب حتى تصل إليه)).
وفيه أيضا عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((ما قال عبد لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش ما اجتنبت الكبائر)).
ويروى عن ابن عباس مرفوعا: ((ما من شيء إلا بينه وبين الله حجاب إلا قول لا إله إلا الله كما أن شفتيك لا تحجبها كذلك لا يحجبها شيء حتى تنتهي إلى الله عز وجل)).
وقال أبو أمامة: ما من عبد يهلل تهليلة فينهنها شيء دون العرش.

4-هي التي ينظر الله إلى قائلها ويجيب دعاه.
خرج النسائي في كتاب اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مخلصا بها روحه مصدقا بها لسانه إلا فتق له السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض وحق لعبد نظر إليه أن يعطيه سؤله)).

وهي أفضل الذكر.
كما في حديث جابر المرفوع: ((أفضل الذكر لا إله إلا الله))،
وعن ابن عباس: أحب كلمة إلى الله لا إله إلا الله لا يقبل الله عملا إلا بها.
وهي أفضل الأعمال وأكثرها تضعيفا وتعدل عتق الرقاب وتكون حرزا من الشيطان.
وكما في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب وكتب له مائة حسنة ومحي عنه مائة سيئة ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك)).
وفيهما أيضا عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((من قالها عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد إسماعيل)).
وفي الترمذي عن ابن عمر مرفوعا: ((من قالها إذا دخل السوق وزاد فيها: "يحيي ويميت وهو حي لا يموت بيده الخير وهو على كل شيء قدير" كتب الله له ألف ألف حسنة ومحا الله عنه ألف ألف سيئة ورفع الله له ألف ألف درجة))، وفي رواية: ((ويبني له بيت في الجنة)).
5-هي الكلمة التي يصدق الله قائلها.
كما أخرج النسائي والترمذي وابن حبان من حديث أبي هريرة وأبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا قال العبد: "لا إله إلا الله والله أكبر" صدقه ربه وقال: "لا إله إلا أنا وأنا أكبر"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له" يقول الله: "لا إله إلا أنا وحدي لا شريك لي"، وإذا قال: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد" قال الله: "لا إله إلا أنا لي الملك ولي الحمد"، وإذا قال: "لا إله إلا الله ولا حول ولا قوة إلا بالله" قال الله: "لا إله إلا أنا ولا حول ولا قوة إلا بي")) وكان يقول: ((من قالها في مرضه ثم مات لم تطعمه النار)).
وهي أفضل ما قاله النبيون، كما ورد ذلك في دعاء يوم عرفة.

6- أنها أمان من وحشة القبر وهول الحشر.
كما في المسند وغيره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ليس على أهل لا إله إلا الله وحشة في قبورهم ولا في نشورهم وكأني بأهل لا إله إلا الله قد قاموا ينفضون التراب عن رؤوسهم ويقولون الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن))، وفي حديث مرسل: ((من قال لا إله إلا الله الملك الحق المبين كل يوم مائة مرة كانت له أمانا من الفقر وأنسا من وحشة القبر واستجلبت له الغنى واستفرغت له باب الجنة)).

وهي شعار المؤمنين إذا قاموا من قبورهم.
قال النضر بن عربي: بلغني أن الناس إذا قاموا من قبورهم كان شعارهم لا إله إلا الله،
وقد خرج الطبراني حديثا مرفوعا: ((إن شعار هذه الأمة على الصراط لا إله إلا أنت)).



المقصد الكلي : لا تتحقق كلمة الإخلاص إلا بتحقق عمل القلب حتى يحصل المرء فضلها العظيم

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 4 جمادى الآخرة 1440هـ/9-02-2019م, 02:56 PM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم

فاطمة صابر
يرجى عمل قائمة فيها المقصد الكلي وتحته المقاصد الفرعية وتحت كل مقصد فرعي مسائله المتعلقة به مميزة بلون مختلف، ثم بعدها فقرة التلخيص.
بارك الله فيك ونفع بك.

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 8 جمادى الآخرة 1440هـ/13-02-2019م, 11:30 AM
أمل عبد الرحمن أمل عبد الرحمن غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 8,163
افتراضي

تابع التقويم

فداء حسين ب
أحسنت بارك الله فيك ونفع بك.
وقد استوفى تلخيصك أهم مسائل الرسالة، وقد بذلتِ فيه جهدا واضحا، زادك الله من فضله.
سنناقش الملخّص -إن شاء الله- من عدة جهات، تشمل عدد المقاصد والمسائل وصياغتها وترتيبها وتلخيصها في ضوء المقصد الرئيس للرسالة.

- يمكن تقليل المقاصد الفرعية، خاصة المقاصد الأولى، ولعلك تلاحظين عنوانا مشتركا يجمع بينها، فأوصيك بعد استخلاص المسائل والمقاصد الفرعية إعادة النظر فيها فربما يحسن دمج بعضها، فيكون ذلك أنسب من حيث جمع المسائل ذات الموضوع الواحد تحت عنوان جامع، وكذلك المقاصد الأخيرة تصلح للدمج مع مقاصد أخرى.

- أوصيك بالعناية أكثر بصياغة عناوين المقاصد والمسائل في ضوء المقصد الكلي للرسالة، بحيث تكون ألفاظها متجّهة دوما نحو تقرير هذا المقصد، وموضوع الرسالة يدور حول تقرير وجوب الاتّباع وذمّ الابتداع وبيان ضابط العبادات الشرعية من خلال نقد الخلوات البدعية، فمثلا عنوان "الآثار السيئة للعبادات البدعية" يناسبه أكثر عنوان "موقف أصحاب العبادات البدعية من متابعة الرسول" فالمسائل تحته كلها تدور حول المتابعة، كما أن هذا العنوان يربطه بالمقصد الرئيس للرسالة وهو من أهم المقاصد الفرعية.
وقيسي على ذلك بقية المقاصد والمسائل، فتكون الصياغة مرتبطة بتجلية المقصد الرئيس الرسالة، ولابد أن تكون صياغة عنوان المسألة مناسبة تماما لمقصدها الذي وضعت تحته وكذلك كاشفة عن المحتوى الملخّص تحتها.

- نأتي إلى معيار الترتيب، فيلاحظ تقديمك مقصد "بيان الآثار السيئة للعبادات البدعية" قبل مقصد "مثال على جنس العبادات البدعية" وشيخ الإسلام -رحمه الله- أخّر هذا المقصد لما بعد بيان أحوال أصحاب الخلوات البدعية، فإنه استجلى هذا المقصد من بيان أحوالهم، وهو ظاهر جدا في المتصوّفة بالذات، فتغيير ترتيب مسائل الرسالة دون سبب واضح لا يكون غالبا ترتيبا صحيحا، لأن المؤلّف رتّب هذه المسائل بعضها على بعض، فنحن لا نحتاج إلى تغيير الترتيب عادة إلا حال استطراد المؤلّف في بعض المواضع حيث يفصل بين الموضوع الواحد أحيانا فنضمّ ما تفرّق من المسائل ذات الموضوع الواحد، ولو خالفنا الترتيب، أما التقليب الكبير لمقاصد ومسائل الرسالة فنقدّم ما أخرّه المؤلّف ونؤخّر ما قدّمه فإنه غالبا ما يحيد بالقاريء عن فهم الرسالة واستيعاب محتواها على وجهه الصحيح.
وهذا هو أهمّ ما لوحظ على تلخيص الرسالة، فيعتنى بذلك جيدا مستقبلا إن شاء الله، ومخالفة الترتيب أيضا أدّت إلى ظهور مقاصد فرعية كثيرة ما كنا نحتاجها لو التزمنا ترتيب مسائل الرسالة، كالمقاصد الأخيرة، بعد مقصد "مثال على جنس العبادات البدعية".

- يلاحظ اختصار التلخيص في بعض المسائل، ولا يصحّ أن أبدأ تلخيص المسألة بواو عطف.

- في مسألة "اضطراب الناس في الحلال والحرام" ينتبه إلى التعبير بالعموم "أي لفظة الناس" لأن الاضطراب الذي أشار إليه ابن تيمية -رحمه الله- عنى به اضطراب المشركين.

وأوصيك بإعادة تلخيص هذه الرسالة القيّمة في وقت آخر واستدراك الملاحظات المذكورة لتمام الفائدة، وفقك الله وسدّدك.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
الأول, التطبيق

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 09:08 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir