دليل المعهد | طريقة الدراسة| التأصيل العلمي| فريق العمل

العودة   معهد آفاق التيسير للتعليم عن بعد > برنامج الإعداد العلمي العام > المتابعة الذاتية في برنامج الإعداد العلمي > منتدى المستوى الخامس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 9 محرم 1440هـ/19-09-2018م, 03:19 AM
هيئة الإدارة هيئة الإدارة غير متواجد حالياً
 
تاريخ التسجيل: Dec 2008
المشاركات: 29,544
افتراضي المجلس السابع: مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد

مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد
أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}


تعليمات:
- ننصح بقراءة موضوع " معايير الإجابة الوافية " ، والحرص على تحقيقها في أجوبتكم لأسئلة المجلس.
- لا يطلع الطالب على أجوبة زملائه حتى يضع إجابته.
- يسمح بتكرار الأسئلة بعد التغطية الشاملة لجميع الأسئلة.
- يمنع منعًا باتّا نسخ الأجوبة من مواضع الدروس ولصقها لأن الغرض تدريب الطالب على التعبير عن الجواب بأسلوبه، ولا بأس أن يستعين ببعض الجُمَل والعبارات التي في الدرس لكن من غير أن يكون اعتماده على مجرد النسخ واللصق.
- تبدأ مهلة الإجابة من اليوم إلى الساعة السادسة صباحاً من يوم السبت القادم، والطالب الذي يتأخر عن الموعد المحدد يستحق خصم التأخر في أداء الواجب.



تقويم أداء الطالب في مجالس المذاكرة:
أ+ = 5 / 5
أ = 4.5 / 5
ب+ = 4.25 / 5
ب = 4 / 5
ج+ = 3.75 / 5
ج = 3.5 / 5
د+ = 3.25 / 5
د = 3
هـ = أقل من 3 ، وتلزم الإعادة.

معايير التقويم:
1: صحة الإجابة [ بأن تكون الإجابة صحيحة غير خاطئة ]
2: اكتمال الجواب. [ بأن يكون الجواب وافيا تاما غير ناقص]
3: حسن الصياغة. [ بأن يكون الجواب بأسلوب صحيح حسن سالم من ركاكة العبارات وضعف الإنشاء، وأن يكون من تعبير الطالب لا بالنسخ واللصق المجرد]
4: سلامة الإجابة من الأخطاء الإملائية.
5: العناية بعلامات الترقيم وحسن العرض.

نشر التقويم:
- يُنشر تقويم أداء الطلاب في جدول المتابعة بالرموز المبيّنة لمستوى أداء الطلاب.
- تكتب هيئة التصحيح تعليقاً عامّا على أجوبة الطلاب يبيّن جوانب الإجادة والتقصير فيها.
- نوصي الطلاب بالاطلاع على أجوبة المتقنين من زملائهم بعد نشر التقويم ليستفيدوا من طريقتهم وجوانب الإحسان لديهم.


_________________

وفقكم الله وسدد خطاكم ونفع بكم

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 9 محرم 1440هـ/19-09-2018م, 02:14 PM
نيفين الجوهري نيفين الجوهري غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 283
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية‎.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال‏‎.‎
معنى النذر: إلزام المكلف نفسه بعبادة لله عز وجل، ومن العلماء من علق النذر على شرط، ومنهم ‏من لم يعلقه، ومتى صرفت هذه العبادة لغير الله كانت شركا.
وقد امتدح الله عباده الذين يوفون بالنذور، فقال الله تعالى: ( يوفون بالنذر ويخافون يوا كان شره ‏مستطيرا).
وأما أقسام النذر: فهو مطلق ومقيد، أما المطلق: كأن يلزم المكلف نفسه بعبادة لله دون اشتراط أو ‏ربطها بحدوث شيء معين، كأن يقول: ( نذرت لله أن أصوم كذا أو أتصدق بكذا )،
فلم يعلق نذره ‏على شيء، وهذا لا تدخله الكراهة).
وأما المقيد: فهو ما كان معلقا على أمر آخر، كأن يقول: ( إن حصل كذا وكذا فسأقوم بفعل كذا)‏
وهذا النذر فيه سوء أدب مع الله، حيث تتوقف الطاعة المنذورة على حدوث أمر، والله سبحانه ‏وتعالى يُتقرب إليه بالطاعات في كل حال، وهذا القسم من النذر- أي النذر المقيد- هو المقصود
من ‏قول النبي صلى الله عليه وسلم: ( إنما يُتسخرج به من البخيل).‏
حكم الوفاء بالنذر:
ماكان نذرا لله فهو طاعة له، وواجب على الناذر أن يوف بنذره، وإن كان قد نذر بمعصية الله ‏فالواجب عليه ألا يوف بنذره،
وقد جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ( من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن ‏نذر أن يعصي الله فلا يعصه).‏

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟‏
يثبت بأن النذر عبادة بما دل عليه عام النصوص من كون كل ما يتقرب به لله فهو عبادة، وكل ما ‏يُفرد به فهو عبادة، فلا يجوز أن تصرف هذه العبادات لغيره وإلا صارت شركا.‏
فمثلا: معلوم أن الذبح لله عبادة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم‎:‎‏ ( لعن الله من ذبح لغير الله)، فدل هذا على أن ‏الذبح لله عبادة، لا يصح أن تصرف إلا له وحده، فمن ذبح لغير الله فقد أشرك بالله.
فيؤخذ من هذا الدليل على أن كل ما دل عليه الشرع كونه عبادة، فلا يصح صرفه لغير الله.

وقد جاءت أدلة مخصوصة على كون النذر عبادة، وبالتالي فلا يجوز صرفه لغير الله،
ومن هذه النصوص: قول الله تعالى: ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا)، فقد امتدح الله ‏تعالى عباده الذين يوفون بنذورهم، ولا يمتدح الله عبدا على فعل إلا كان هذا الفعل
محبوبا إليه ‏مشروعا القيام به، وقول النبي صلى الله عليه وسلم‎ ‎‏: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا ‏يعصه).‏

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة هى الالتجاء والاعتصام، والاستعاذة عبادة لا تصرف إلا لله، وهى الالتجاء إليه وحده ‏اعتصاما به مما يخافه العبد،
وتكون بشدة تعلق القلب بالله، بحيث يكون المفزع إليه، لأنه لا منجي ‏إلا إياه، ولا يقدر على الحماية والعصمة من الشرور وآذاها إلا هو سبحانه.
ولما كانت الاستعاذة بالله كما ذكرنا، فلا شك أن الاستعاذة بغيره من الشرك به، وقد جاءت ‏النصوص وفيها الأمر بالاستعاذة بالله تعالى، فيستدل بها على كونها عبادة لله،
كما في قول الله ‏تعالى:( وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)، وقوله الله تعالى: ( قل ‏أعوذ برب الفلق)، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: ( أعوذ بكلمات الله التامات ...).‏
وجاء في النصوص كذلك أن الاستعاذة تقع من الإنس في حق الجن، وهذا شرك بالله، فقال تعالى :( وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا)
فالجن إما زادوا الإنس رهقا أي: إرهابا وذعرا وخوفا، أو أن الإنس قد زادوا الجن رهقا أي: عدوا وكبرا وتعاظما إذ تعوذوا بهم.



س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟‏
كما تقدم أن الاستعاذة عبادة لا تُصرف إلا لله وحده، وما كان منها لغيره فهو شرك، ومن ذلك الاستعاذة ‏بالأولياء، وهذا مما انتشر بين المسلمين في بلدانهم، بحيث يدعون أن الأولياء لهم تصرفات بحياتهم ‏وبعد مماتهم،
وأنهم يستعاذ بهم ليدفعوا الشرور، فعقلا عُلم أن الأموات لا يستطيعون بعد موتهم نفع ‏أنفسهم، فكيف ينفعون غيرهم، فأين ذهبت عقول هؤلاء الذين يستعيذون بموتى لا يملكون ‏لأنفسهم ضرا ولا نفعا؟!
وإن كان الحي الحاضر لا يقدر على إعاذة المخلوق مثله إلا فيما أقدره ‏الله عليه، فكيف بميت لا يملك لنفسه شيئا؟!‏
وشرعا فسبق تعريف الاستعاذة وذكر الأدلة على كونها عبادة لا تصرف لغير الله.
ونقول لهؤلاء الذين انحرفت عقولهم ومالت قلوبهم عن الحق،" أله مع الله" تدعونه ليستجيب لكم،
و أنه أخبر سبحانه في كتابه بأنه الخالق المدبر والمصرف لشؤون خلقه "ألا له الخلق والأمر"
فكيف ينصرف الناس للاستعاذة بمخلوق يماثلهم في النقص والضعف والجهل، فضلا عن كونه ‏ميت.


س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما ‏تقول‎. ‎
الاستغاثة: طلب الغوث، وهو إزالة الشدة.، وهى عبادة مشروعة بحق الله تعالى.
حكم الاستغاثة بغير الله:في الأمر تفصيل فمنهاالجائز المشروع، ومنها المحرم.
فالمشروع منها :
‏1. الاستغاثة بالمخلوق فيما أقدره الله عليه، ( كالذي يغرق فيصيح بالناس: أغيثوني!)
وهنا لابد وأن يكون قلبه متعلق بالله وحده، وما استغاثته بالناس إلا سبب في حصول النجاة.

أما المحرم:
‏1. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله. ( كطلب الشفاء والرزق)
‏2. الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه مخلوق. ( كالاستغاثة بالحي الغائب أو الميت )

وقد دلت النصوص الشرعية على أنه لا يملك جلب المنافع أو دفع المضار إلا الله وحده،
كما في قوله تعالى: ( وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو وإن يردك بخير فلا راد لفضله ‏يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم"،
فهل يصح التوجه لغير الله للطلب والقصد؟!
والاستغاثة أخص من الدعاء، فلما كانت الاستغاثة لا تكون إلا من مكروب، يطلب إزالة الشدة، ‏وكان الدعاء شاملا لذلك وفيه طلب الخير والنفع، فكان متضمنا لمعنى الاستغاثة، ‏
فمتى توجه المخلوق لمخلوق مثله معتقدا مقدرته فيما اختص به الخالق، فذلك شرك.‏

س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} ‏وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم‎. ‎
لما شج النبي صلى الله عليه وسلم في يوم أحد، أخذ يدعو على مشركي قومه، فنزلت هذه الآية، ولما كانت العواقب ‏بيد الله وحده، كما أنه يعلم الغيب وحده،
فإنه لم يستجب لرسوله حين دعا عليهم، بل تاب عليهم ‏وأسلموا بعد ذلك.
فإن الرسول خوطب في هذه الآية بأنه لا يملك من الأمر شيء، والنكرة في سياق النفي تفيد العموم، ‏فإنه صلى الله عليه وسلم، لا يملك أن يهلكهم أو يهديهم
أو أي شيء أدنى من ذلك أو أكبر، وهنا دليل على كمال ‏ربوبية الله وكمال ألوهيته وأنه وحده الذي بيده كل شيء.

فكيف يتوجه الناس للاستغاثة بالنبي صلى الله عليه وسلم، وقد علموا أن الذي بيده ملكوت السموات والأرض هو ‏الله وحده،
وأنه لا مخلوق سواء نبي مرسل أو ملك مقرب، يملك شيئا لنفسه فضلا عن غيره.

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا ‏أنفسهم ينصرون‎}‎
من محاسن الإسلام أن جعل الأدلة على التوحيد عقلية شرعية، وذلك أن قضية التوحيد هى ما بعث الله من أجله الرسل، فكان لها النصيب الأوفر من الأدلة فضلا عن تنوع هذه الأدلة بين عقلية وفطرية وشرعية،
وبهذا يخاطب الذين ينكرون الديانات، ‏والذين أشركوا واتخذوا آلهة باطلة تُعبد من دون الله، وتقوم عليهم الحجة.
فالله سبحانه وتعالى يخبر ‏في هذه الآية عن المشركين، الذين توجهوا لمخلوق صرفوا له العبادة، وقد عُدم خصائص الربوبية ‏وكمالات الألوهية، بل هو مخلوق مثلهم لا يملك شيء، ولا يستحق شيء مما صُرف له.‏
فكيف لهؤلاء أن يتخذوا مخلوق للعبادة ويتركوا الخالق، وذلك المخلوق هو نفسه لم يخلق نفسه ، بل خُلق مثل المخلوقين الذين يعبدونه، بلا ‏يملك أن ينصر نفسه في مقامات تتطلب ذلك، فضلا أن ينصر الذين يطلبوا منه النصر.‏

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 9 محرم 1440هـ/19-09-2018م, 10:31 PM
د.محمد بشار د.محمد بشار غير متواجد حالياً
طالب علم
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 265
افتراضي

س1):بين معنى النذر وأقسامه وحكم الوفاء به والاستدلال؟
النذر:
إلزام المكلف نفسه بعبادة الله تعالى بصورة مطلقة أو مقيدة.

أقسامه:
1- نذر لغير الله وهو شرك اكبر حيث يتقرب الناذر لغير الله تعالى ليقضي حوائجه،
قال تعالى (وجعلوا لله مما ذرأ من الحرث والأنعام نصيباً فقالوا هذا الله بزعمهم وهذا لشركائنا)
ولايكون وفاء ولا كفارة في هذا القسم الباطل من النذور.
2- نذر لله وينقسم إلى: نذر مطلق ومقيد من حيث سبب الإلزام:
* النذر المطلق: أن ينذر العبد طاعة لله تعالى دونما قيد أو شرط وهذا ليس مكروها،
* النذر المقيد: يكون الإلزام متعلقاً بالشرط، وهذا النوع مكروه، وقد قال فيه الرسول (إنما يستخرج به من البخيل )
3- نذر الطاعة والمعصية: وهذا من حيث حكم العمل المنذور، وقد أجمع العلماء على وجوب الوفاء في حال أن النذر في طاعة،
وقد حكي عن أبي حنيفة رحمه الله أن حكم الوفاء يتبع جنس العبادة في الشرع، فإن كان النذر بصوم واجب وإن كان باعتكاف لم يجب وأما إن كان في معصية الله فهو محرم، وعدم الوفاء به واجب.
4- نذر اللجاج والغضب: وهو يمين عند الإمام أحمد، ويخير بين فعله أو كفارة اليمين. مثل نذر الطلاق كما جاء في الحديث (لا نذر في غضب، وكفارته كفارة يمين).

س2):كيف تثبت ان النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزوجل؟
النذر عبادة عظيمة قد مدح الله الذين يوفون فيها بنذورهم، وعظم شأنهم وشأن النذر، وهذا يدل على أن ذلك أمر محبوب لله تعالى. قال تعالى: (يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيرا).
وتعريف العبادة كما هو معلوم ومشهور: اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأعمال والأقوال الظاهرة والباطنة، والنذر على هذا عبادة.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من نذر أن يطيع الله فليطعه، ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه).

س3):ما معنى الاستعاذة أو ما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزوجل؟
الاستعاذة:
طلب العياذ وهي التجاء العبد واعتصامه بالله سبحانه وتعالى.
قال الله تعالى: (فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم)
وكما في المعوذتين
والاستعاذة عبادة أمر الله تعالى بها وهي دعاء من هو أكبر من كل شئ سبحانه وبحمده، ولما كان الدعاء عبادة عدت الاستعاذة عبادة، وصرفها لغير الله تعالى شرك.

س4):كيف ترد على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
الميت لا يقدر على دفع الشر ولا اكتساب خير عن خلق الله تعالى،
قال الله تعالى: (ويعبدون من دون الله مالا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله)
فإذا لم يفهم القبوريون ذلك، انتقلنا إلى إثبات أن فعل الاستعاذة بالميت يعد من الشرك الأكبر
قال الله تعالى: (تالله إنَّا كنّا في ضلال مبين إذ نسويكم برب العالمين)
نسأل الله تعالى الهداية لكل مسلم ومسلمة.

س5):مامعنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصل القول في ذلك مستدلاً لما تقول؟
الاستغاثة:
هي طلب الإغاثة لتفريج كربة أو شدة. يقال: أغاثه إذا فزع إليه، وأعانه وخلصه مما هو فيه.
وبين الاستغاثة والدعاء عموم وخصوص، بمعنى أن كل مستغيث داع،
والاستغاثة دعاء عند الشدة والكربة، فلذلك هي صنف من أصناف الدعاء،
وحكم الاستغاثة بغير الله تعالى فيه تفصيل عند العلماء:
1- فمنهم من قال: إذا كانت الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا شرك أكبر لأن الاستغاثة عبادة لا يجوز صرفها لغير الله تعالى.
قال الله عزّ وجل: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً)
2- ومنهم من قال إذا كانت الاستغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه، فهذا جائز،
قال الله تعالى في قصة سيدنا موسى صلى الله عليه وسلم: (فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه).

س6):فسر قول الله تعالى: (ليس لك من الأمر شيئ أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون)، وكيف ترد بهذه الآية على من غلا في النبي صلى الله عليه وسلم؟
المعنى في هذه الآية: ليس لك يا رسول الله من الأمر شيئ واللام في قوله (لك) لام الاستحقاق، وهي لام الملك والمعنى: لا تملك شيئاً.
وقد بين الله في هذه الآية وأمثالها: أنه لا يملك من الأمر شيئاً صلى الله عليه وسلم، فهو مخلوق لله تعالى، والمخلوق من صفته الضعف،
ولو كان للنبي صلى الله عليه وسلم من الأمر شيئاً لدفع عن نفسه الشريفة، وعن أصحابه رضي الله عنهم، مما وقع لهم في أحد وهذا يدل على أن الله وحده من بيده الأمر وإليه يرجع الأمر كله.

س7):فسر قول الله تعالى: (أيشركون مالا يخلق شيئاً وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون).
توبيخ وتعنيف من الله عز وجل للمشركين، كيف يشركون مخلوقا لا يملك شيئاً مع الخالق المستحق للعبادة سبحانه وتعالى؟!
فهو وحده المستحق للعبادة لكمال ملكه وتدبيره، فهو الخالق الرزاق المحي المميت، فالخلق خلقه والأمر أمره،
(ولا يستطيعون نصر أنفسهم ولا أنفسهم ينصرون ) أي: إذا إنتفى عنهم جلب النفع لأنفسهم أو دفع الضر عن أنفسهم فمن باب أولى أن ينتفي ذلك عن تقديمه لغيرهم،
ويتبين من ذلك أمور منها:
- إقرار المشركين بربوبية الله عزوجل برهان وحجة على ما ينكرونه من توحيد الإلوهية.
- ومنها الكمال المطلق لله عزوجل في أسمائه وصفاته وتدبيره وملكه فهو وحده المستحق للعبادة جلّ جلاله.

رد مع اقتباس
  #4  
قديم 10 محرم 1440هـ/20-09-2018م, 01:46 PM
هدى هاشم هدى هاشم غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 534
افتراضي

س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النذر لغة: الإلزام والعهد، واصطلاحا: إلزام المكلف نفسه شيئا لم يوجبه الله عليه.
أقسام النذر:
1. نذر الطاعة: ويجب الوفاء به لقوله عليه الصلاة والسلام "من نذر أن يطيع الله فليطعه".
2. نذر المعصية: يحرم الوفاء به لقوله عليه الصلاة والسلام "لا وفاء لنذر في معصية الله".
ويمكن كذلك تقسيمه إلى:
1. نذر معلق: عند ربطه بحدوث شيء كشفاء مريض مثلا وقد نهى عنه الرسول عليه الصلاة والسلام وأخبر أنه يستخرج به من البخيل وبعض العلماء يحرمه ولكنه متى انعقد وجب الوفاء به إن كان في غير معصية.
2. نذر مطلق: وهو غير المرتبط بحدوث شيء مثل: لله علي أن أصوم ثلاثة أيام، ويجب الوفاء به إن كان في غير معصية.

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
أثنى الله عز وجل على الموفون بنذرهم في قوله: "والموفون بالنذر"، وجعله من أسباب دخول الجنة، ولا يكون كذلك إلا إذا كان عبادة فيقتضي أن صرفه لغير الله شرك.

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة: الإلتجاء والإعتصام مما يخشى منه، والدليل على أنها عبادة قوله عز وجل: "وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا"، حيث ذم الله المستعيذين بغيره، والمستعيذ بالشيء يعلق رجاءه به ويعتمد عليه وهذا شرك، كذلك أمر الله بالاستعاذة به "قل أعوذ برب الناس"، وكل أمر يأمره الله فهو يحبه إذا فهو عبادة صرفها لغيره عز وجل شرك.

س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
المقبورون لا يملكون لغيرهم ولا لأنفسهم ضرا ولا نفعا، وتعلق القلب وأنعقاد الرجاء بالأولياء شرك حيث أن العبد مأمور بألا يعلق قلبه إلا بالله الواحد الصمد المتصرف الوحيد في الكون، وقد كانوا في الجاهلية إذا نزلوا واديا استعاذوا بالجن فنهوا عن ذلك.

س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.

الإستغاثة هي طلب الغوث والعون وتكون بعد وقوع المكروه، وهي على أقسام:
1. إذا استغاث العبد بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله فهذا شرك أكبر في العبادة "ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين".
2. إذا استغاث العبد بحي حاضر فيما يقدر عليه فهذا جائز "فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه" بشرط أن يعتقد أنه مجرد سبب ولا تأثير له بذاته في إزالة الشدة.

س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.

الخطاب في الآية للرسول عليه الصلاة والسلام يوم أحد حين شجت رباعيته ومثل الكفار بجثث المسلمين فدعا عليهم فنزلت الآية للدلالة على أن الأمر كله لله، فهو الخالق المدبر وحده لم يجعل أمرنا لغيره، فالمخلوق حتى وإن كان أعظم الخلق أجمعين رسولنا الكريم لا يملك لغيره نفعل ولا ضرا، فما بالك بما دونه من أولياء أو أوثان، وفي الآية رد على من غلا في النبي صلى الله عليه وسلم كالمتصوفة ومن غلاتهم من ينسب له علم اللوح والقلم، وقد نهانا عليه الصلاة والسلام عن الغلو فيه فإنما هو عبد الله ورسوله.

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
الاستفهام في الآية للتوبيخ والإنكار، فقد وصف الله الأصنام بالعجز والنقص وأنها لا تخلق ولا تنصر ولا تنفع ولا تضر، فكيف بمن هذه صفاته أن يعبد من دون الله، فالمخلوق عامة مفتقر إلى خالقه، ناقص في إيجاده وفي بقائه.

1. من لا يخلق لا يستحق أن يعبد.
2. لا يستطيعون نصر أنفسهم ولا نصر الداعين لهم فكيف يدعونهم؟

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 10 محرم 1440هـ/20-09-2018م, 03:44 PM
محمد عبد الرازق محمد عبد الرازق غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
الدولة: مصر
المشاركات: 814
افتراضي

مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النذر: هو إلزام المكلف نفسه بعبادةٍ, والنذر لغير شرك أكبر, كالنذر للأصنام والشمس والقمر والقبور ونحو ذلك, وهو نذر محرم باطل لا يجوز.
وهذا لا وفاء عليه ولا كفارة,وهو بمنزلة الحالف بغير الله, وعليه أن يستغفر الله من ذلك, ويقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "من حلف باللات والعزى فليقل لا إله إلا الله".
أما النذر لله فله أقسام.
والنذر لله تعالى عبادة محببة إلى الله, وقد عظمه الله وعظم أهله ومدحهم.
قال: {يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً}.
وقال: {وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه}.
أقسام النذر:
-نذر طاعة؛ ويشمل:
1- النذر المطلق: هو أن يلزم العبد نفسه بعبادة لله جل وعلا،بلا شرط، كأن يقول: (لله علي نذر أن أصلي ركعتين) ليس في مقابلة شيءٍ يحدث له في المستقبل أو شيء حدث له.
وهذا واجب, لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من نذر أن يطيع الله فليطعه".
2- النذر المقيد: وهو أن يلزم نفسه بعبادة لله سبحانه في مقابل شيء يحدثه الله له, كأن يقول: (إن شفى الله مريضي، فلله علي نذر أن أتصدق بكذا وكذا) فهذا كأنه يشترط به على الله -جل وعلا-.وقد كرهه النبي صلى الله عليه وسلم, وقال: "إنما يستخرج به من البخيل".
وقد أجمع العلماء على وجوب الوفاء بالنذر المقيد إذا تحقق الشرط المأمول منه.
3- ونذر طاعة ليس من أصل الدين في الوجوب, كالاعتكاف, فنسب إلى أبي حنيفة أنه لا يلزم صاحبه الوفاء بهذا النذر.
.-نذر معصية؛ وقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: " من نذر أن يعصي الله فلا يعصه", والاجماع على أنه لا يجوز الوفاء بنذر المعصية, واتفق العلماء على تحريمه, واختلفوا هل ينعقد موجبا للكفارة أم لا؟.
-نذر في المباح, وورد فيه أن: "امرأة قالت يا رسول الله إني نذرت أن أضرب على رأسك بالدف, فقال: (أوفي بنذرك)".
نذر اللجاج والغضب وهو الذي يخرج مخرج اليمين وحكمه حكم اليمين.
قال صلى الله عليه وسلم: "لا نَذْرَ فِي غَضَبٍ، وَكَفَّارَتُهُ كَفَّارَةُ يَمِينٍ".
النذر المبهم، وهو أن يقول لله علي نذر، فهذا تجب به الكفارة في قول أكثر أهل العلم. ومن نذر مكروها كالطلاق استحب أن يكفر عنه ولا يفعله. -نذر الواجب كالصلاة المكتوبة. -نذر المستحيل كصيام يوم أمس.

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
لما كان النذر أن يُلزم العبد نفسه بعبادة لله جل وعلا, حتى صار الوفاء به واجبا كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم: "من نذر أن يطيع الله فليطعه",ولما كان هذا الالزام محببا إلى الله تعالى ومعظما, كما أخبر سبحانه بقوله: (يوفون بالنذر ويخافون يوماً كان شره مستطيراً), وقوله: (وما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه), دل ذلك على أن الله يحب ويرضى من الناذر هذا العمل, فهو إذا عبادة؛ لأن العبادة: هي كل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال الظاهرة والباطنة.
ولما كان المعبود بحق هو الله سبحانه دون سواه, كان صرِف النذر لغير الله -جل وعلا- شركاً بالله جل وعلا.
والاستدلال على ذلك:
-عام:يستدل فيه بكل آية أو حديث فيها افراد لله تعالى بالعبادة؛ مثل قول الله سبحانه: (واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا).
-واستدلال خاص بما ورد في النذر, كما تقدم.

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة: هي طلب العياذ، والعياذ: طلب ما يؤمن من الشر، أو الفرار من شيء مخوف إلى ما يؤمن منه، أو إلى من يؤمن منه, ويقابلها اللياذ،وهو: الفرار إلى طلب الخير, وتكون بالقول الذي يصاحبه اعتقاد.
قال ابن كثير:"الاستعاذة هي الالتجاء إلى الله تعالى والالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر).
وهي عبادة مأمور بها؛ قال تعالى: (وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله).
والاستدلال على ذلك عام وخاص كما ذكرت في إجابة السؤال السابق.
ومن الأدلة الخاصة بالاستعاذة قول الله تعالى: (وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً).
فالاستعاذة بغير الله شرك أكبر؛ لأنها صرف للعبادة لغير الله، فإن كان ذلك في الظاهر مع طمأنينة القلب بالله، وتوجه القلب إلى الله، وحسن ظنه بالله، وأن هذا العبد إنما هو سبب، وأن القلب مطمئن فيما عند الله؛ فإن هذه تكون استعاذة بالظاهر، وأما القلب فإنه لم تقم به حقيقة الاستعاذة، وهذا جائز, وإلا كانت شركا أكبر.

س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
استعاذة القبوريين بالأولياء شرك؛ لأنها تجمع القول باللسان واعتقاد القلب بذلك, ولا يصلح ذلك إلى إلا لله تعالى.
وقولهم هذا باطل من جهتين:
الأولى: أن هذا ميت؛ والميت روحه ممسكة عند الله كما قال تعالى: (فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى), وحديث: "إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلالث...", دال على أن الميت لا يقدر على شيء من أمر نفسه, فكيف بأمر بغيره؟
الثانية: إذا جادل في هذا فيكون الاستدلال من ناحية أعمال القلوب, فإن الاستعاذة بالميت عمل قام بالقلب, ولا يصح ذلك إلا لله تعالى.

س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
الاستغاثة: طلب الغوث, وهو إزالة الشدة.
والفرق بينها وبين الدعاء: أن الدعاء عام في كل الأحوال, والاستغاثة دعاء لله في حال الشدة,ولا تكون إلا من مكروب, والدعاء يكون من المكروب وغيره.
حكم الاستغاثة بغير الله: إذا كانت فيما لا يقدر عليه إلا الله فهي شرك أكبر, قال تعالى: (ولاَ تدع من دون الله مَا لا يينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين), والشرك ظلم.
وإذا كانت فيما يقدر عليه المخلوق فهي جائزة, كما حصل من صاحب موسى حين استغاث بموسى عليه السلام. وكما يحدث في القتال أو إدراك العدو, فهذه استغاثة في الأسباب الظاهرة من الأمور الحسية, أما الاستغاثة بالقوة والتأثير, أو في الأمور المعنوية كالمرض, والفقر, والضيق, وطلب الرزق, فكل ذلك من خصائص الله, ولا يطلب ذلك إلا منه سبحانه.

س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
روي أنه (شج النبي صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية, فقال:"كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟" فنزل قول الله تعالى:(ليس لك من الأمر شيء)).
لما لحق النبي صلى الله عليه وسلم من الأذى الشيء الكثير, أنكر على كفار قريش فعلهم, فقال الله تعالى له: (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون): أي أن العواقب بيد الله وحده, فامض لشأنك ودم على الدعاء لربك).
وقيل: (ليس لك من الأمر شيء) في عبادي إلا ما أمرتك به, وقد تاب الله عليهم وأسلموا.
وهذه الآية تردّ على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم, فهو صلى الله عليه وسلم وإن كان سيد ولد آدم, وأحبهم إلى الله تعالى, إلا أنه لا يملك من الأمر شئا, لأن الأمر كله بيد الله, وليعلم المغالون في النبي صلى الله عليه وسلم أنه بشر, يصيبه من محن الدنيا ما يصيب البشر, ويطرأ على جسمه ما يطرأ على أجسام البشر, ليعلم الجميع أنه مخلوق مربوب, فلا يفتتن به وما أجرى الله له من معجزات , وقد شرفه الله بالرسالة, وأخلص له الدين, فبلغ عن ربه خير بلاغ, وأنذر النذارة العامة كما أنذر عشيرته الأقربين, وبين لهم أنه لا يغني عنهم من الله شئا, حتى ابنته سيدة نساء أهل الجنة –فاطمة الزهراء- قال لها: "سليني من مالي ما شئت, لا أملك لك من الله شيئا", فصلى الله وسلم على النبي محمد؛ الذي محبته فرع من محبة الله سبحانه.

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون.}
قوله تعالى: (أَيُشْرِكُونَ} أي: في العِبادةِ.
و(ما): موصولة, تشمل كل الذي يعبد من دون الله.
قوله: (أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون):استفهام توبيخي, وتعنيف للمشركين في عبادتهم مع الله ما لا يخلق أي شيء, بل هو مخلوق, فكيف يكون المخلوق شريكا في العبادة التي خلقه الخالق من أجلها.
(ولا يستطيعون لهم نصراً): أي لا يستطيعون نصر من أشركوا بهم .
وقوله: (ولا أنفسهم ينصرون): أي ولا يستطيعون أن ينصروا أنفسهم هم, فكيف بنصر غيرهم؟
والآية دليل على بطلان ما يعبد من دون الله, حتى الملائكة, والأنبياء, والصالحين.

رد مع اقتباس
  #6  
قديم 11 محرم 1440هـ/21-09-2018م, 03:52 PM
هدى النحاس هدى النحاس غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 218
افتراضي

س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النذر : إلزام المكلف نفسه بعبادة لله عزوجل .
أقسامه : مطلق و مقيد
المطلق : أي إلزام العبد نفسه بعبادة دون قيد " علي أن أصلي ركعتين لله يوميا " .
و مقيد : إلزام العبد نفسه بعبادة معينة مقابل شيء يحدثه الله عزوجل له " إذا شفى الله مريضي فلان سأذبح كذا و كذا " ، و هذا نذر مكروه قال رسول الله صلى الله عليه و سلم فيه " إنما يستخرج به من البخيل " .
حكم الوفاء بالنذر :
قال رسول الله صلى الله عليه و سلم " من نذر أن يطيع الله فليطيعه و من نذر أن يعصي الله فلا يعصيه "
النذر لغير الله ( شرك ): يتوب عنه صاحبه و لا يلزمه كفارة و لا يمين
أما النذر لله عزوجل :
فالنذر المطلق في الطاعة لابد من الوفاء به و إلا كان عليه كفارة اليمين " إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقية فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام "
و أما النذر المطلق في المعصية فلا يجوز الوفاء به و الراجح أن يمينه انعقد فتلزمه كفارة اليمين
النذر المقيد في طاعة : يجب الوفاء به ما دام تحقق الشرط الذي قيد به النذر و إلا تلزمه كفارة اليمين ، و لكن لا يجب الوفاء ألا بما كان جنسه واجب بأصل الشرع كالصلاة و الصيام ، فإن كان أصله مكروها " كالطلاق " استحب له الكفارة عن الفعل ، و إن كان مباحا فله الوفاء به كالمرأة التي نذرت أن تضرب على رأس رسول الله صلى الله عليه و سلم بالدف فقال لها " أوف بنذرك " .
أما نذر الغضبان فلا ينعقد كنذر و لكنه يمين يكفر عنها لقول رسول الله صلى الله عليه و سلم " لا نذر في غضب ، و كفارته كفارة يمين "
النذر المقيد في معصية : لا يجوز الوفاء به و الراجح أن يمينه انعقد فتلزمه كفارة اليمين .

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
العبادة : اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الأقوال و الأفعال الظاهرة و الباطنة ، فكل ما أمر الله عزوجل به أو ذكر حبه لأهله فهو عبادة يتقرب بها غلى الله تعالى .
و العبادات لا يجوز صرفها إلا لله عزوجل و إلا كانت شركا .
قال تعالى " و الذين يوفون بالنذر " ، " و ما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه "
بما أن النذر يحبه الله و يثيب عليه فهو عبادة و بالتالي لا يجوز صرفه لغير الله تعالى و إلا كان شركا .

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة : طلب العياذ ، العياذ ما يؤمن من الشر .
قال تعالى : " قل أعوذ برب الفلق " ، " قل أعوذ برب الناس " ، " و قل رب اعوذ بك من همزات الشياطين و أعوذ بك رب أن يحضرون " ، " و إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله "
فعلم من التنصيص على ذكر الله " المستعاذ به " أن الاستعاذة حصلت بالله و غيره فجاء الآمر من الله عزوجل بوجوب الاستعاذة به وحده سبحانه و تعالى ، فمن استعاذ بغيره سبحانه و تعالى فقد أشرك " و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا " .

س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
قال تعالى " و من أضل ممن يدعو من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة و هم عن دعائهم غافلون ، و إذا حشر الناس كانوا لهم أعداء و كانوا بعبادتهم كافرين " ، " و الذين تدعون من دون الله أموات غير احياء و ما يشعرون أيان يبعثون "
ذكر الله عزوجل في كتابه أن من أضل الضلال دعاء الأموات الذين لا يملكون من الأمر شيئا و لم يقدرهم الله عزوجل على أي أمر ، و الاستعاذة نوع من أنواع الدعاء الذي لا يجوز صرفه إلا لله عزوجل .

س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.

الاستغاثة : طلب الغوث ، و الغوث يكون لمن وقع في شدة و كربة يخشى معها المضرة الشديدة و الجوارح
و هي تكون بعمل باطن " القلب " و عمل ظاهر " الجوارح "
القلب : متعلق بمن يغيثه و هذا لا يجوز إلا مع الله عزوجل ، فالقلب لا يتعلق بغيره سبحانه و تعالى .
الجوارح : على حسب ما يستغاث منه ، فإذا كان الأمر مما لا يقدر عليه إلا الله عزوجل فلا يجوز الاستغاثة بغيره و لو في الظاهر فقط ، أما إذا كان مما يقدر عليه المخلوق فقد يستغاث به ظاهرا فقط و القلب متعلق بالله عزوجل وحده.

س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
بعد غزوة أحد و قتل سبعين من صحابة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، قام رسول الله صلى الله عليه يدعو على المشركين ومنهم من سماهم " اللهم عليك بفلان و فلان " فأنزل الله عزوجل " ليس لك من الأمر شيء ..." ، فالام في " لك " لام الملك ، أي إنك لا تملك شيئا من ملك الله و ربوبيته فعقوبة فلان أو العفو عنه و أمر هداية أحد أو ضلاله و الختم على قلبه و الموت كافرا ليس لأحد إلا الله عزوجل حتى و إن كان النبي صلى الله عليه و سلم ، و في ذلك رد على من غلا في الرسول صلى الله عليه و سلم و جعل له نصيب من الربوبية أو الألوهية على الرغم من نفي ذلك عنه بالكتاب و السنة في حياته صلى الله عليه و سلم فمن بعد الوفاة أولى .

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
يقول تعالى كيف للمشركين أو يشركوا بالله من لم يخلق شيئا بل هو مخلوق مثلهم لا يملك من الأمر شيئا فلا يستطع نصركم إن طلبتم ذلك منه و إن أصابه أمر لا يستطيع نصر نفسه بل هو عبد يحتاج من ينصره ، و هذا الاستفهام غرضه الاستنكار من فعلهم .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 11 محرم 1440هـ/21-09-2018م, 11:26 PM
أحمد محمد عبد الخالق أحمد محمد عبد الخالق غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثالث
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 269
افتراضي

س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النذر لغة:التزام الشيء
وشرعا: الزام المكلف نفسه طاعة لله لم تكن واجبة عليه بأصل الشرع
ينقسم النذر باعتبار المنذور له إلى قسمين
1- نذر لله عز وجل وهذا داخل في العبادة وقد مدح الله عز وجل الموفين به قال تعالى(يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا)
2- نذر لغير الله عز وجل وهو شرك أكبر لأن النذر عبادة فلا ينبغي صرفها لأحد غير الله عز وجل
وينقسم النذر باعتبار ابتدائه إلى قسمين
1- نذر مطلق: وهو أن يلزم الإنسان نفسه بطاعة من غير انتظار مقابل يحدث له في المستقبل فيقول مثلا (لله عليّ أن أصلي ركعتين) وهذا النذر لا يكره
2- نذر مقيد وهو أن يلزم الإنسان نفسه بطاعة أو بعبادة في مقابل شيء يحدث له في المستقبل فيقول مثلا (إن شفى الله مريضي لأتصدقن بكذا) وهذا النذر مكروه لا باعتبار أصل العبادة ولكن باعتبار اعتقاد فاعلها فالكراهة راجعة إلى التقييد لا إلى أصل النذر، ويدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: ((فإنما يستخرج به من البخيل)).
وينقسم النذر باعتبار الوفاء به إلى
1- ما يجب الوفاء به وهو نذر الطاعة لحديث (من نذر أن يطع الله فليطعه... الحديث)
2- ما يحرم الوفاء به وهو نذر المعصية المحرمة لقوله صلى الله عليه وسلم(.... ومن نذر أن يعصى الله فلا يعصه) وفيه كفارة يمين
3- ما يكره الوفاء به وهو النذر لفعل مكروه
نذر اللجاج والغضب هو يمين عند الإمام احمد يخير بين فعله وبين كفارة يمين
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
نثبت ذلك بالقرآن وهو قوله تعالى (يوفون بالنذر) وهذه الآية قد سيقت لمدح الأبرار وهو قوله تعالى(إِنَّ الأَبْرَارَ يَشْرَبُونَ مِنْ كَأْسٍ كَانَ مِزَاجُهَا كَافُورًا)، ووجه الاستدلال بهذه الآية أن الله عز وجل أثنى عليهم بهذا الفعل وجعله سببا لدخول الجنة ولا يكون سببا لدخول الجنة إلا وهو عبادة لذلك يحرم صرفه لغير الله.
وقوله تعالى (وليوفوا نذورهم) وهذا أمر وهو دالّ على كون هذا الفعل عبادة
س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة: الالتجاء والاعتصام والتحصن
وحقيقتها الهرب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه.
والسين والتاء في لفظ الاستعاذة يدلان على الطلب، والطلب من أنواع التوجه والدعاء وإذا ثبت أنه من أنواع التوجه والدعاء فإنه لا يجوز صرفه لغبر الله عز وجل قال تعالى(وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً)
س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
الاستعاذة فيها نوعان من العمل
عمل ظاهر وهو الطلب باللسان
وعمل باطن وهو اتكال المستعيذ وتوجهه بالقلب وخضوعه وإظهار حاجته لمن يستعيذ به
وعمل الباطن هذا عبادة صرفها لغير الله شرك أكبر، وهؤلاء القبوريون قد جمعوا في استعاذتهم بين العمل الظاهر والعمل الباطن الذي لا يجوز صرفه لغير الله
س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
الاستغاثة طلب الغوث، والغوث طلب النصرة والإعانة وإزالة الشدة
الاستغاثة منها ما هو جائز فلو استغاث بحي حاضر فيما يقدر عليه كان جائزا كما قال تعالى (فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ)
ومنها ما هو ممنوع كالاستغاثة بالأموات أو بالأحياء غير الحاضرين أو فيما لا يقدرون عليه فهذا كله من الشرك قال تعالى (وإن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو) وهذا يمنع كل توجه لغير الله عز وجل ولكن ما دام أنه أذن فيما يقدر عليه البشر جاز طلب الغوث في هذه الحالة


س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
المعنى: ليس لك من الحكم في عباد الله شيء فإن الله عز وجل هو مالكهم، فإما يهلكهم ويكبتهم، أو يتوب عليهم إن أسلموا، وإنما عليك بلاغهم وإنذارهم وجهاد من كفر منهم حتى يؤمنوا.
والرد على الغلاة أن الله عز وجل أخبر في هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم وهو أعلى الخلق مقاما لا يملك من الأمر شيء، فهو صلى الله عليه وسلم لا يملك لنفسه نفعا ولا ضرا فضلا عن أن يملكه لأحدة كما جاء في قوله تعالى (قُلْ لاَ أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلاَ ضَرًّا إِلاَّ مَا شَاءَ اللهُ وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لاَسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ).
س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
في الآية توبيخ وتقريع للمشركين أنهم جعلوا المخلوقين شركاء يدعونهم مع الله وبين لهم أن هؤلاء المدعوين لا يملكون لكم نصرا ولا يستطيعون أن ينصروا أنفسهم وهذا الوصف – العجز عن النصرة - ملازم لكل مخلوق حتى الأنبياء والصالحون.

رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12 محرم 1440هـ/22-09-2018م, 05:43 AM
عائشة محمد إقبال عائشة محمد إقبال غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 343
افتراضي

بِسْم الله الرحمن الرحيم
مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد
أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية:

س-١- بين معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
ج- النذر لغة: الزام الشيء ما مطلق.
النذر شرعاً: إلزام المرء نفسه بطاعة لم يوجبها عليه الشرع.
أقسام النذر هما المطلق والمقيد.
⁃ النذر المطلق؛ هو إلزام العبد نفسه بعبادة لله بلا قيد: فيقول:( لله علي نذر أن أصلي ركعتين)، وليس في مقابل شيء يحدث له في المستقبل.
⁃ النذر المقيّد؛ هو إلزام العبد نفسه بطاعة الله بمقابل شيء يحدث الله له، ويقدر ويقضي له ، مثلاً يقول:( إن شفى الله مرضي، فلله علي نذر أن أتصدق).
أقسام النذر عند العلماء ستة أقسام:
الأول: نذر الطاعة: أن يقول لله علي نذر أن أصوم مثلا يوم الاثنين.
حكمه: يجب الفاء به. لقوله صلى الله عليه وسلم:( من نذر أن يطيع الله، فليطيعه) رواه البخاري.
الثاني: نذر المعصية: أن يقول لله علي نذر لأشربن الخمر نعوذ بالله
حكمه: حرام لا يجوز الوفاء به، لقوله صلى الله عليه وسلم:( ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصيه) رواه البخاري.
وقوله صلى الله عليه وسلم:( فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله) رواه مسلم.
الثالث:النذر المباح:أي: ما يجري مجرى اليمين مثال: أن يقول: لله علي نذر لألبسن الثوب الليلة، فهذا مباح إن شاء لَبْسه وإن شاء تركه ولَم يأثم.
حكمه: يخير بين فعله وبين الكفارة، لأن هذا النذر في حكم اليمين، لانه نذر لإلزام نفسه كالحالف فيلزمه كفارة اليمين.
الرابع:نذر اليمين: يعني النذر الذي قصد به معنى اليمين مثلاً أن يقول: إن كلمت فلان فلله علي نذر أن أصوم بشهرين وهذا كأنه يقول( والله لا أكلم فلان) ، وهذا النذر ليس له قصد التعبد لله بصيام شهرين لكن قصده أن يلزم نفسه أن لا يكلم فلان ورأى أن صيام الشهرين ثقيل على النفس فربط نذره بذلك.
حكمه: يخير بين كفارة اليمين وبين فعل المنذور، فإن شئت كفّر كفارة يمين وإن شئت صام شهرين، وهذا أيضاً يسمى عند العلماء نذر اللجاج والغضب.
الخامس: نذر المكروه: مثال أن يقول: لله علي نذر أن أكل الثوم أو شيء من المكروهات.
حكمه: يستحب له أن يكفر عن يمينه، ولا يفعل ما نذر لقوله صلى الله عليه وسلم:( إذا حلف أحدكم على اليمين، فرأى خيراً منها، فليكفرها، وليأت الذي هو خير) رواه مسلم.
السادس: النذر المطلق: مثال أن يقول: لله علي نذر ولَم يسم شيئا.
حكمه: حكم اليمين وعليه كفارة اليمين كما قال صلى الله عليه وسلم:( كفارة نذر إذا لم يسم كفارة يمين).
***************
س-٢-كيف نثبت أن النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزوجل؟
ج- نثبت أن النذر عبادة في قوله تعالى:{ وليوفوا نذورهم}أمر، والأمر بوفائه يدل على أنه عبادة، لأن العبادة ما أمر به شرعاً.
ونستدل بهذه الآية أن النذر لغير الله شرك، لأن الله أثنى عليهم بذلك، وجعله من الأسباب التي بها يدخلون الجنة، ولا يكون سبباً يدخلون به الجنة إلا وهو عبادة، فيقتضي أن صرفه لغير الله الشرك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إذا كان النذر لغير الله، فهو كمن يحلف بغير الله، وهذا شرك، فيستغفر الله منه، وليس في هذا وفاء ، ولا كفّارة.
**************
س-٣-ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزوجل؟
ج- الاستعاذة لغة: الالتجاء والاعتصام والتحصن.
الاستعاذة اصطلاحاً: لفظ يحصل به الالتجاء إلى الله تعالى، والاعتصام والتحصن به من الشيطان الرجيم.
وهي عبادة أمر الله بها لعباده فقال سبحانه:{ وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم}فصلت.
وقوله تعالى:{ قل أعوذ برب الفلق} وغير ذلك من الآيات تدل على أن الاستعاذة عبادة أمر الله بها وصرفها لغير الله شرك.
**************
س-٤-كيف ترد على من زعم من القبورين أنه يستعذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليهم؟
لا يجوز الاستعاذة بالمخلوق فيما لا يقدر عليه الإ الله. ومن فعل ذلك فقد أشرك شركاً أكبر.
فنرد عليهم بوجهين:
الاول: أن الميت لا يقدر على فعل الشيء.
الثاني: أن المتوجه إلى هذا الولي بعبادة عظيمة وجمع بين القول واللسان وهذا لا يصلح الا لله عزوجل.
**************
س-٥-ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغيرالله تعالى؟ فصل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
ج- الاستغاثة: طلب العون على دفع الشدة
قال شيخ الاسلام:( الاستغاثة هي: طلب الغوث وهو إزالة شدة، ر، كالاستنصار : طلب النصر.)
الاستعاذة بالله تبارك وتعالى أجل العبادات، كما قال الله تعالى:{ إذ تستغيثون ربكم فاستجابلكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين} الانفال
وفِي الصحيحين( اللهم أغثنا، اللهم أغثنا).
الاستغاثة نوع من أنواع العبادات، صرفها لغير الله شرك . وإذا استغاثة أحد بالمخلوق فيما لا يقدر إلا الله فقد أشرك شركاً أكبر.
وأما إذا استغاثة بالمخلوق فيما يقدر عليه فجاز له أن يستغيث والدليل قوله تعالى:{ فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه} القصص.
**************
س-٦-فسر قوله تعالى:{ ليس لك من الأمر شيء أويتوب عليهم أو يعذبهم فإنهم ظالمون} وكيف ترد بهذه الآية على من غلا في النبي صلى الله عليه وسلم.
ج- عن أنس رضي الله عنه فأل:( كسرت رباعية النبي صلى الله عليه وسلم يوم أحد، وشج في وجه، فجعل الدم يسيل على وجهه، وجعل يمسح الدم وهو يقول:( كيف يفلح قوم خضبو وجه نبيهم وهو يدعوهم إلى ربهم؟)
فأنزل الله هذه الآية:{ ليس لك من الأمر شيء} أي: عواقب الأمور بيد الله، فأمضي أنت لشأنك، ودم على الدعاء لربك.
وقال غيره:( المعنى أن الله تعالى مالك أمرهم، فإما أن يهلكهم أو يكبتهم، أو يتوب عليهم إن اسلموا، أو يعذبهم إن اصروا، وليس لك من أمر شيء، إنما أنت عبد مأمور بإنذارهم وجهادهم).
وقال ابن إسحاق :( أي: ليس لك من الحكم بشيء في عبادي إلا ما أمرتك به فيهم).وهذا يدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقدر أن يدفعهم عن نفسه ولا عن أصحابه ، كما قال الله تعالى:{ قل إني لا أملك لكم ضراً ولا نفع....} الآية
بل لجأ صلى الله عليه وسلم إلى ربه مالك القادر على النفع والضر وإهلاكهم.
ودعا عليهم صلى الله عليه وسلم في صلاة المكتوبة جهراً، ولكن ما أستجيب الله له فيهم، بل تاب عليهم لما ءامنوا. لو كان عنده صلى الله عليه وسلم من النفع والضر شيء لكان يفعل بهم ما يستحقونه على هذه الأفعال العظيمة.
**************
س-٧-فسر قوله تعالى:{ أيشركون ما لإيخلق شيئا وهم يخلقون ولا يستطيعون لهم نصرا ولا أنفسهم ينصرون}.
ج- في هذه الآية توبيخ و تعنيف للمشركين بأنهم يعبدون مع الله تعالى عباداً لا تَخلق شيئا، وليس فيها ما تستحق به العبادة من الخلق والرزق والنصر. وقد أقام الله تعالى عليهم الحجج والبراهين العقلية والحسية إلى أن تبين بطلان شركهم، بأن هؤلاء مخلوقين ضعفاء لا ينصرون أنفسهم ولا يدفعون عن نفسهم الضرر ولا عن غيرهم، فكيف يعبدون من لا يخلق شيء ولا ينصر نفسه؟!
**************
والله تعالى أعلم

رد مع اقتباس
  #9  
قديم 13 محرم 1440هـ/23-09-2018م, 01:56 PM
صلاح الدين محمد صلاح الدين محمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الثامن
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 1,868
افتراضي

أجب على الأسئلة التالية إجابة وافية.
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
معنى النذر : هو إلزام المكلف نفسه عبادة لله جل و علا .
أقسام النذر : ينقسم النذر إلى :
أولا : نذر الطاعة : هو ينقسم إلى قسمين
1 – نذر مطلق : هو ان يلزم العبد نفسه عبادة لله عز و جل مثل أن يقول لله علي أن أصوم لله أ لله علي أن أصلي لله أو غيرها من العبادات دون أن يقيدها بشرط محدد .
2 – نذر مقيد : وهو أن يلزم العبد نفسه عبادة لله مقابل شيء يحدثه الله له مثل أن يقول لله علي أن أصوم إن شفى الله مريضي و هو النذر المكروه الذي قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم ( إنما يستخرج به من البخيل ) .
ثانيا : نذر المعصية : و هو أن ينذر لله عز و جل و لكن على معصية مثل أن يقول لله علي أن أفعل كذا من المعاصي .
ثالثا : النذر لغير الله : مثل أن يقول لفلان علي نذر أو للقبر الفلاني علي نذر وهو شرك بالله جل و علا .
حكم الوفاء بالنذر :
أولا: النذر المطلق : النذر المطلق يجب الوفاء به لقوله صلى الله عليه وسلم ( من نذر أن يطع الله فليطعه ومن نذر أن يعصيه فلا يعصيه ) , وقد مدح الله عز وجل الذين يوفون بالنذر فقال تعالى ( يوفون بالنذر و يخافون يوما كان شره مستطيرا ) فدل ذلك على أن الوفاء بالنذر أمر يحبه الله عز و جل , فيجب على من نذر نذرا مطلقا أن يوفي بنذره .
ثانيا : النذر المقيد : هذا النذر حكمه أنه مكروه لا يجب الوفاء به لقوله صلى الله عليه و سلم ( إنما يستخرج به من البخيل) .
ثالثا : نذر المعصية و النذر لغير الله : أجمع أهل العلم على حرمة الوفاء بهذا النذر .

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
وذلك بأن نقول بان النذر مدح الله الذين يوفون به فقد قال تعالى ( يوفون بالنذر و يخافون يوما كان شره مستطيرا ) فدل ذلك على أنه يحبه الله و يرضاه فدل على أنه عبادة فالعبادة اسم جامع لكل ما يحبه الله و يرضاه من الاقوال و الأعمال الظاهرة و الباطنة فإذا ثبت أنها عبادة فصرفها لغير الله شركا .
س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاسعاذة : هي الالتجاء و الاعتصام , وقد عرفها ابن كثير بأنها ( الالتجاء إلى الله و الالتصاق بجنابه من شر كل ذي شر , والعياذ لدفع الشر و اللياذ لطلب الخير ) .
الدليل على أنها عبادة : قوله تعالى ( إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم ) و قوله ( قل أعوذ برب الفلق ) و قوله ( قل أعوذ برب الناس ) فحث في هذه الآيات على أن تطلب الاستعاذة منه و حده سبحانه و تعالى و قوله تعالى ( و أنه كان رجال من الأنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا ) فدل على أن طلب الاستعاذة من المخلوق تزيد العبد عناء و رهقا .
فدل هذا على أن الاستعاذة عبادة لله عز و جل لا يجوز صرفها لغيره .

س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
يرد عليه بإن يقال أن الاستعاذة التي تكون من العبد فيما اقدرهم الله عليه لا تكون إلا بالقول فقط أما عمل القلب فهذا لا يكون إلا لله جل و علا أما الجمع بين قول اللسان و عمل اللسان فهذا يعد شركا .

س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
الاستغاثة : طلب الغوث و هو إزالة الشدة .
حكم الاستغاثة بغير الله :
أولا : إذا كانت الاستغاثة بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا الله عز و جل فهذا يعد شركا اكبر قال تعالى ( ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك و لا يضرك ) و قوله ( و إن يمسسك الله بضر فلا كاشف له إلا هو ) و قوله ( و أن المساجد لله فلا تدعو مع الله أحدا ) و الاستغاثة تعد من الدعاء و الدعاء عبادة لا يجوز أن تصرف لغير الله و صرفها لغير الله شرك .
ثانيا : إذا كانت الاستغاثة بالمخلوق فيما أقدره الله عليه فهي جائزة مثل استغاثة الرجل من قوم موسى به على الرجل الذي هو عدوه قال تعالى ( فاستغاثة الذي من شيعته على الذي من عدوه ) .

س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
نزلت هذه الآية حينما قال النبي صلى الله عليه وسلم ( كيف يفلح قوم شجوا رأس نبيهم ) فأخبره الله عز و جل أن الأمر ليس له و لكنه لله و حده يغفر لهم أو يعذبهم فهو ربهم و قلوب العباد بيده يهدي من يشاء منهم فيغفر له و يتوب عليه .
و يرد على الغالين فيه صلى الله عليه و سلم بأن النبي مع عظيم مكانته فقد قال الله له ليس لك من الأمر شيء و أن كل شيء بيده سبحانه فيجب عليكم أن تتوجهوا لله و حده في كل أموركم .

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
أيشركون ما لا يخلق شيئا و هم يخلقون : استفهام إنكاري للتوبيخ و لتعنيف المشركين على اتخاذهم الشركاء لله عز و جل مع أن هؤلاء الذين يشركون بهم لا يخلقون شيئا بل هم مخلوقون مربوبون لله عز جل لا يملكون شيئا من الخلق .
و لا يستطيعون لهم نصرا و لا أنفسهم ينصرون : أي أن هؤلاء الذين تشركون بهم ضعفاء لا يستطيعون نصركم بل لا يستطيعون نصر انفسهم فكيف بكم تشركون بهم و هذا حالهم من الضعف و الهوان بل يجب عليكم أن تعبدوا الله و حده و لا تشركوا به شيئا .
و الله أعلم

رد مع اقتباس
  #10  
قديم 14 محرم 1440هـ/24-09-2018م, 10:43 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

تقويم مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد

أحسنتم جميعا بارك الله فيكم, وعلمكم ونفعكم بما علمكم .


نيفين الجوهري أ
أحسنتِ جدا بارك الله فيكِ.
س1: لم تذكري النذر لغير الله, ولم تذكري الأدلة.
س2: بعد أن نثبت بأن النذر عبادة بالأدلة الخاصة به, نثبت عدم جواز صرفه لغير الله بالأدلة العامة مثل قوله تعالى:(وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا), أو الأدلة الخاصة إن وجدت.
س4: الاستعاذة فيها عمل ظاهر وعمل باطن, أما العمل الظاهر فهو طلب العوذ, وأما العمل الباطن فهو توجه القلب، واعتصامه, واضطراره, وتفويض أمر نجاته للمستعاذ به, وهذه العبادات القلبية لا يجوز صرفها لغير الله تعالى, والقبوريون إنما جمعوا بين قول اللسان وعمل القلب.

بشار محمد أ
أحسنت جدا نفع الله بك.
س1: النذر سواء كان مطلقا أو مقيدا: يجب الوفاء به.
س2: بعد أن نثبت بان النذر عبادة: نثبت بالأدلة الخاصة أو العامة بأن العبادات لا يجوز صرفها إلا لله, مثل قوله تعالى:(وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا).
س3: -الأدلة الخاصة على عدم جواز صرف الاستعاذة لغير الله:
ذم الله المستعيذين بغيره فيما لا يقدر عليه غيره سبحانه, قال تعالى:"وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً" .
- أمر الله نبيه وعباده أن لا يستعيذوا إلا به, فقال:"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله", والأمر لأمته من باب أولى.
- من الأدلة العامة قوله تعالى:(وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا).
س4: الاستعاذة فيها عمل ظاهر وعمل باطن, أما العمل الظاهر فهو طلب العوذ, وأما العمل الباطن فهو توجه القلب، واعتصامه, واضطراره, وتفويض أمر نجاته للمستعاذ به, وهذه العبادات القلبية لا يجوز صرفها لغير الله تعالى, والقبوريون إنما جمعوا بين قول اللسان وعمل القلب.

هدى هاشم أ
أحسنت جدا نفع الله بك.
س1: لم تذكري النذر لغير الله, والنذر المقيد مكروه, ونذر اللجاج والغضب يخير فيه الناذر بين الوفاء أو الكفارة.
س2: بعد أن نثبت بان النذر عبادة: نثبت بالأدلة الخاصة أو العامة بأن العبادات لا يجوز صرفها إلا لله, مثل قوله تعالى:(وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله احدا).
س3: ونستدل بالأدلة العامة مثل قوله تعالى:(وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا).
س4: الاستعاذة فيها عمل ظاهر وعمل باطن, أما العمل الظاهر فهو طلب العوذ, وأما العمل الباطن فهو توجه القلب، واعتصامه, واضطراره, وتفويض أمر نجاته للمستعاذ به, وهذه العبادات القلبية لا يجوز صرفها لغير الله تعالى, والقبوريون إنما جمعوا بين قول اللسان وعمل القلب.

محمد عبد الرازق أ+
ممتاز نفع الله بك.
س3: قوله تعالى:"وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً" فيه ذم للمستعيذين بغير الله فيما لا يقدر عليه إلا هو سبحانه.

هدى النحاس أ
أحسنتِ جدا نفع الله بك.
س2: نذكر الدليل العام الذي يدل على أن العبادات لا يجوز صرفها لغير الله, مثل قوله تعالى:(وأن المسجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا).
تصحيح الاية:(يوفون بالنذر).
س3: -الأدلة الخاصة على عدم جواز صرف الاستعاذة لغير الله:
ذم الله المستعيذين بغيره فيما لا يقدر عليه غيره سبحانه, قال تعالى:"وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً" .
- أمر الله نبيه وعباده أن لا يستعيذوا إلا به, فقال:"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله", والأمر لأمته من باب أولى.
- من الأدلة العامة قوله تعالى:(وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا).
س4: الاستعاذة فيها عمل ظاهر وعمل باطن, أما العمل الظاهر فهو طلب العوذ, وأما العمل الباطن فهو توجه القلب، واعتصامه, واضطراره, وتفويض أمر نجاته للمستعاذ به, وهذه العبادات القلبية لا يجوز صرفها لغير الله تعالى, والقبوريون إنما جمعوا بين قول اللسان وعمل القلب.
س5: لم تذكري الأدلة.

أحمد عبدالخالق أ
أحسنت جدا نفع الله بك.
س2: بعد إثبات أن النذر عبادة: نورد الأدلة العامة على عدم جواز صرف العبادات لغير الله, مثل قوله تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا), والأدلة الخاصة إن وجدت.
س3: -الأدلة الخاصة على عدم جواز صرف الاستعاذة لغير الله:
ذم الله المستعيذين بغيره فيما لا يقدر عليه غيره سبحانه, قال تعالى:"وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً" .
- أمر الله نبيه وعباده أن لا يستعيذوا إلا به, فقال:"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله", والأمر لأمته من باب أولى.
- من الأدلة العامة قوله تعالى:(وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا).

عائشة محمد إقبال أ
أحسنتِ جدا وفقك الله وسددك.
س1: لم تذكري النذر لغير الله!
س2: بعد إثبات أن النذر عبادة: نورد الأدلة العامة على عدم جواز صرف العبادات لغير الله, مثل قوله تعالى: (وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا), والأدلة الخاصة إن وجدت.
س3: -الأدلة الخاصة على عدم جواز صرف الاستعاذة لغير الله:
ذم الله المستعيذين بغيره فيما لا يقدر عليه غيره سبحانه, قال تعالى:"وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقاً" .
- أمر الله نبيه وعباده أن لا يستعيذوا إلا به, فقال:"وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله", والأمر لأمته من باب أولى.
- من الأدلة العامة قوله تعالى:(وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا).

صلاح الدين محمد ب+
أحسنت جدا نفع الله بك.
س1: النذر المقيد يجب الوفاء به مع كونه مكروها, فالجهة منفكة بين عقد النذر المقيد والوفاء به, فعقده مكروه والوفاء به واجب.
س2+3: ونذكر الأدلة العامة على عدم جواز صرف العبادات لغير الله, كقوله تعالى:(وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا).
تم خصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
  #11  
قديم 18 محرم 1440هـ/28-09-2018م, 12:03 PM
عبدالحميد أحمد عبدالحميد أحمد غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى السادس
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 729
افتراضي

س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النذر هو إلزام المكلف نفسه بعبادة لله جل وعلا
أقسامه : قسمان :
أولا : نذر مطلق : هو إلزام العبد نفسه بعبادة لله جل وعلا بلا قيد مثل أن يقول (لله علي أن أصلي ركعتين كل يوم )
ثانيا : نذر مقيد : هو إلزام العبد نفسه بعبادة لله جل وعلا مقابل لشئ يحدثه الله جل وعلا مثل أن يقول (لله علي إن شفى مريضي أن أصوم كذا ) وهذا الذي قال الله تعالى عنه إنما يستخرج من البخيل
وحكم الوفاء به : إذا كان نذر طاعة فواجب الوفاء به لقوله صلى الله عليه وسلم ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ) الأمر للوجوب , ,أما إذا كان نذر معصية أو بدعة أو شرك فلا يجوز الوفاء به لقوله صلى الله عليه وسلم ( من نذر أن يعصي الله فلا يعصه ) فنهى الرسول يقتضي الوجوب ,
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟ أثنى الله تعالى عن الذين يوفون بنذورهم فدل على أنه محبوب وعبادة لله تعالى قال تعالى ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ) وقال تعالى ( وليوفوا نذورهم ) فما أمر به دل على أنه عبادة
س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام وطلب العوذ
وشرعا هي طلب ما يؤمن من الشر والفرار من شئ مخوف إلى ما يؤمن منه أو إلى من يؤمن منه
والدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل أن الله تعالى أمر بها فقال ( قل أعوذ برب الفلق ) وقال ( قل أعوذ برب الناس ) ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين )وطالما أمر الله تعالى بها فهي عبادة
س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
أنهم أموات لا يقدرون على الإعاذة ولا يستطيعون قال تعالى (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير )
وقال تعالى ( أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون ) وقال ( إنك ميت وإنهم ميتون ) وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ) فكل هذه الأدلة تبين أنم منقطعون عن الحس والحركة بعد مماتهم وأن أعمالم منقطعة فدل ذلك على أنه ليس للميت تصرف بعد مماته
س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
الاستغاثة طلب الغوث وهو إزالة الشدة
الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى شرك أكبر مخرج من الملة لأنه عبادة والعبادة صرفها لغير الله تعالى شرك أكبر قال تعالى ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم )
أما إذا استغاث بالمخلوق فيما يقدر عليه المخلوق وكان حيا حاضرا قادرا فجائز لقوله تعالى ( فاستغاثه الذر من شيعته على الذي من عدوه )
س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
نزلت هذه الآية في غزوة أحد عندما آذى المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته ودخل المغفر في وجهه الشريف فقال كيف يفلح قوم آذوا نبيهم فنزل قول الله تعالى (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون )يعني الأمر كله لله تعالى وهم عبيد له تعالى وحده إن شاء عذبهم وإن شاء وفقهم للإيمان فآمنوا وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب لأن منهم من أسلم بعد ذلك فالله تعالى يتوب عليهم أو يعذبهم فهذا علمه عند الله تعالى وهذا شأنه تعالى فيهدي من يشاء برحمته ويضل من يشاء بحكمته
س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
أيشركون ما لا يخلق شيئا : هنا استفهام للاستنكار والتوبيخ لفعلهم
ما : هنا موصولة
وشيئا : نكرة في سياق النفي فتعم
وهم يخلقون : هذا وصف لهم بالعجز عن الخلق فكيف يعبدون
ولا يستطيعون لهم نصراً : لايقدرون على نصرهم لو احتاجوا نصرهم
ولا أنفسهم ينصرون : بل و لا يستطيعوا نصرأنفسهم
فبين ربنا أن هؤلاء الذين تدعونهم من دون الله تعالى لا يخلقون شيئا ولو قليلا ولا ينصرون أنفسهم فضلا عن نصرة غيرهم
فكيف تعبدون هؤلاء هذا من السفه والحمق الذي عند الكافرين

رد مع اقتباس
  #12  
قديم 19 محرم 1440هـ/29-09-2018م, 09:53 AM
كمال بناوي كمال بناوي غير متواجد حالياً
هيئة الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jul 2013
الدولة: ايطاليا
المشاركات: 2,169
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عبدالحميد أحمد مشاهدة المشاركة
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النذر هو إلزام المكلف نفسه بعبادة لله جل وعلا
أقسامه : قسمان :
أولا : نذر مطلق : هو إلزام العبد نفسه بعبادة لله جل وعلا بلا قيد مثل أن يقول (لله علي أن أصلي ركعتين كل يوم )
ثانيا : نذر مقيد : هو إلزام العبد نفسه بعبادة لله جل وعلا مقابل لشئ يحدثه الله جل وعلا مثل أن يقول (لله علي إن شفى مريضي أن أصوم كذا ) وهذا الذي قال الله تعالى عنه إنما يستخرج من البخيل
وحكم الوفاء به : إذا كان نذر طاعة فواجب الوفاء به لقوله صلى الله عليه وسلم ( من نذر أن يطيع الله فليطعه ) الأمر للوجوب , ,أما إذا كان نذر معصية أو بدعة أو شرك فلا يجوز الوفاء به لقوله صلى الله عليه وسلم ( من نذر أن يعصي الله فلا يعصه ) فنهى الرسول يقتضي الوجوب ,
س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟ أثنى الله تعالى عن الذين يوفون بنذورهم فدل على أنه محبوب وعبادة لله تعالى قال تعالى ( يوفون بالنذر ويخافون يوما كان شره مستطيرا ) وقال تعالى ( وليوفوا نذورهم ) فما أمر به دل على أنه عبادة
س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة هي الالتجاء والاعتصام وطلب العوذ
وشرعا هي طلب ما يؤمن من الشر والفرار من شئ مخوف إلى ما يؤمن منه أو إلى من يؤمن منه
والدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل أن الله تعالى أمر بها فقال ( قل أعوذ برب الفلق ) وقال ( قل أعوذ برب الناس ) ( وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين )وطالما أمر الله تعالى بها فهي عبادة
س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
أنهم أموات لا يقدرون على الإعاذة ولا يستطيعون قال تعالى (والذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ولا ينبئك مثل خبير )
وقال تعالى ( أموات غير أحياء وما يشعرون أيان يبعثون ) وقال ( إنك ميت وإنهم ميتون ) وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ) فكل هذه الأدلة تبين أنم منقطعون عن الحس والحركة بعد مماتهم وأن أعمالم منقطعة فدل ذلك على أنه ليس للميت تصرف بعد مماته
س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما تقول.
الاستغاثة طلب الغوث وهو إزالة الشدة
الاستغاثة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه إلا الله تعالى شرك أكبر مخرج من الملة لأنه عبادة والعبادة صرفها لغير الله تعالى شرك أكبر قال تعالى ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم )
أما إذا استغاث بالمخلوق فيما يقدر عليه المخلوق وكان حيا حاضرا قادرا فجائز لقوله تعالى ( فاستغاثه الذر من شيعته على الذي من عدوه )
س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
نزلت هذه الآية في غزوة أحد عندما آذى المشركون رسول الله صلى الله عليه وسلم وكسرت رباعيته ودخل المغفر في وجهه الشريف فقال كيف يفلح قوم آذوا نبيهم فنزل قول الله تعالى (ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون )يعني الأمر كله لله تعالى وهم عبيد له تعالى وحده إن شاء عذبهم وإن شاء وفقهم للإيمان فآمنوا وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يعلم الغيب لأن منهم من أسلم بعد ذلك فالله تعالى يتوب عليهم أو يعذبهم فهذا علمه عند الله تعالى وهذا شأنه تعالى فيهدي من يشاء برحمته ويضل من يشاء بحكمته
س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
أيشركون ما لا يخلق شيئا : هنا استفهام للاستنكار والتوبيخ لفعلهم
ما : هنا موصولة
وشيئا : نكرة في سياق النفي فتعم
وهم يخلقون : هذا وصف لهم بالعجز عن الخلق فكيف يعبدون
ولا يستطيعون لهم نصراً : لايقدرون على نصرهم لو احتاجوا نصرهم
ولا أنفسهم ينصرون : بل و لا يستطيعوا نصرأنفسهم
فبين ربنا أن هؤلاء الذين تدعونهم من دون الله تعالى لا يخلقون شيئا ولو قليلا ولا ينصرون أنفسهم فضلا عن نصرة غيرهم
فكيف تعبدون هؤلاء هذا من السفه والحمق الذي عند الكافرين
الدرجة: ب+
إجابات صحيحة على العموم، ولكن بعضها مختصر بعض الشيء، وقد تم خصم نصف درجة للتأخر في الأداء.

رد مع اقتباس
  #13  
قديم 28 محرم 1440هـ/8-10-2018م, 04:57 AM
ربيع محمودي ربيع محمودي غير متواجد حالياً
برنامج الإعداد العلمي - المستوى الرابع
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 375
Lightbulb مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد

بسم الله والحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله؛
أما بعد:

مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النذر:
* لغة: الإيجاب.
* شرعا: إيجاب المكلف على نفسه ما ليس واجبا عليه إما مطلقا و إما بقيد.
* أقسامه: والنذر قسمان إما مطلق و إما مقيد:
- النذر المطلق: و هو أن يلزم العبد نفسه بعبادة أو طاعة لله، عز و جل، كالصيام أو الصلاة أو الصدقة أو غيره،ا من العبادات و الطاعات، من دون قيد و لا مقابل أن يحدث الله له أمرا في المستقبل أم مقابل ما حدث له في الماضي، و هذا النوع من النذر لا تدخل فيه الكراهة بل قال تعالى فيه:{يوفون بالنذر و يخافون يوما كان شره مستطيرا}.
- النذر المقيد: و هو أن يلزم العبد نفسه بطاعة لله تعالى مقابل شيء يحدثه الله تعالى و يقدره و يقضيه له، وهذا النذر هو الذي كرهه النبي، صلى الله عليه و سلم و قد قال فيه:{إنما يستخرج به من البخيل}، و وجه الكراهة فيه راجعة إلى التقييد كأن يقول العبد: إن شفي إبني فلله عليا نذر كذا؛ و راجع أيضا إلى تعلق القلب بالنتيجة التي علقها على النذر فإنه يعتقد جزما بحصول النتيجة على ما نذره و هذا عين الخطأ و هو خلل في في الاعتقاد ثم أنه من سوء الأدب مع الله تعالى بأن يعامل سبحانه بحسب النتائج فإذا تحققت النتيجة نذر و تعبد و إن لم تحصل النتيجة ربما انتكس و انقلب. و هذه المعاملة للفعل بالفعل كرهها النبي و قال فيها كما ذكر آنفا:{إنما تستخرج من البخيل}، فوصف أهل هذا صاحب هذا النذر بالبخل.
* حكمه: فيه تفصيل:
- الوجوب: و هو إذا العبد ألزم على نفسه عبادة لله تعالى؛ فعليه أن يؤديها لقول النبي، صلى الله عليه و سلم:{من نذر أن يطع الله فليطعه}؛ و لأن النذر عبادة و جب الوفاء بهه لقوله تعالى:{يفون بالنذر}.
- التحريم: و هو من نذر أن يعصي الله تعالى لقول النبي، صلى الله عليه و سلم:{من نذر أن يعصي الله فلا يعصيه}. و كذلك النذر لغير الله تعالى لأنه شرك بالله تعالى و لأن النذر عبادة لايجوز صرفها لغير الله تعالى:{إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- و يكون مكروها: كأن يعلق نذره على شيء يحصل له لقول النبي، صلى الله عليه و سلم:{إنما تستخرج من البخيل}.

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
قال تعالى:{يوفون بالنذر}، الآية دلت على وجوب الوفاء بالنذر، و مدح من فعل ذلك، و مناسبتها: أن الله مدح الموفين بالنذر؛ فدل ذلك على أنه عبادة، فمن نذر لغير الله تعالى، متقربا إليه فقد أشرك. و قال تعالى:{و ما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه}: يخبر الله تعالى أنه عالم بجميع ما يعمله العاملون من النفقات و المنذورات، و تضمن ذلك مجازاته على ذلك أوفر الجزاء للعاملين به ابتغاء وجهه. و مناسبة هذه اللآية: أن الله أخبر أن ما أنقه العبد من نفقة أو ما نذره من نذر متقربين إليه به سبحانه؛ فإنه يعلمه و يجازي العباد عليه؛ فدل ذلك على أنه عبادة فمن صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك.
فالآيتان يدلان على أن النذر عبادة حيث مدح الموفين به، و هو لا يمدح إلا على فعل مأمور أو ترك محظور، كما أنه أخبر أنه يعلم ما يصدر من العبد من نفقات و نذور، و سيجازي العبد على ذلك؛ فدل ذلك على أن النذر عباة فصرفه لغير الله شرك. و بما أن النذر عبادة جاز لنا أن نستدل بعموم آيات التي توجب العبادة و تنهي عن الشرك كقله تعالى:{و ما خلقت الإنس و الجن إلا ليعبدون}، و قوله تعالى:{و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا}، و قال تعالى:{و قضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه}، فهذه كلها تدل على أن النذر لغير الله شرك و أن النذر عبادة و جب صرفها لله تعالى.
و حكم النذر لغير الله تعالى هو شرك أكبر بالله تعالى؛ لأنه عبادة و صرفها لغير الله تعالى شرك، و هذا النذر لغير الله تعالى لا يجب أن ينعقد إطلاقا، و لا تجب فيه كفارة، بل هو شرك يجب التوبة منه لقول النبي، صلى الله عليه و سلم:{من نذر أن يطع الله فليطعه و من نذر أن يعصيه فلا يعصيه}؛ لأن معصية الله محرمة و من أعظم الذنب الإشراك بالله.

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة: هي الالتجاء و الاعتصام. وهي طلب العياذ، و العياذ هو:ما يؤمن من الشر. قال تعالى:{و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}، فالشاهد من الآية:{فزادوهم رهقا}، أي: زادوهم خوفا و ذعرا في قلوبهم، و رهقا في أبدانهم، فعاقبهم الله تعالى بنقيض قصدهم بأنه استعاذو بالجن من أجل الأمان لكن لم يجدوه؛ فدل هذا العقاب من الله تعالى بالرهق و الذعر و الخوف على أن ما فعلومه هو من الأمور الذمومة و التي نهى الله تعالى عنها لأنها محرمة؛ فدل ذلك على أن الاستعاذة عبادة و جب صرفها لله تعالى. كما أن الله تعالى يقول:{و إما ينزغنك من الشيطان نزع فاستعذ بالله}،
و الشاهد من هذه الآية:{فاستعذ بالله}،أي لا تستعذ بغير الله، فكان أمره بالاستعاذة به سبحانه؛ دل على أنها عبادة و جب أن تصرف له، جل و على، فيكون بذلك صرفها لغير الله تعالى شرك به سبحانه لقوله تعالى:{إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظلمين من أنصار}

س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
يرد عليهم بنوعين من الحجج؛ النقلية و العقلية:
* من الحجج النقلية:
- من الكتاب:
قوله تعالى للنبي، صلى الله عليه و سلم:{ليس لك من الأمر شيء}، فهذا حال حياته، أنه ليس له من الأمر إلا ما إذن الله تعالى له فيه. فضلا أن يكون له أمر و قدرة بعد موته، صلى الله عليه و سلم. و قوله تعالى على لسان عيسى بن مريم، عليه السلام:{ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي و ربكم و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم و أنت على كل شيء شهيد}؛ فإقرار سيدنا عيسى، عليه السلام، بأن حياته و مماته بيد الله تعالى و أنه بعد الممات لا يملك من الأمر شيء و أن الله هو الشاهد على قومه، فتبين أن ليس له نفعا و لا ضرا حيال حياته و مماته فضلا أن يعيذ غيره و يغيثه. فإذا كان الأنبياء هم صفوة الخلق و أحب خلق الله إلى الله تعالى لا يملكون لأنفسهم نفعا و لا ضرا و لا حياة و لا نشورا، بل هم يقرون بالتسليم لله تعالى بالاستعاذة و الاستغاثة و بكل الطاعات فما بالك من علق قلبه بغيرهم من الأموات ممن هم دونهم. و قوله تعالى:{و اللذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم و لو سمعوا ما ستجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم و لا ينبئك مثل خبير}، فدلت الآية على عجز من يستغيثون بهم، و أنه سبحانه نفى عنهم صفة السمع وحتى أنهم إذا سمعوا يوم القيامة قول مريديهم و مستغيثيهم،{كفروا به}. فبطل بذلك حجة القبوريون الذين جعلوا لمريديهم القدرة على النفع و الضر، و القدرة على الاستغاثة و الاستعاذة؛ لأنهم لا يملكون لأنفسهم شيئا، و في الآخرة يكفرون بقولهم و يبرؤون إلى الله تعالى من صنيع من جعلهم ملاذا و مستغاثا و مستعاذا من دون الله تعالى.
- و في السنة:
قول النبي منذرا قومه:{يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا. يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا. يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا. يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا}، و شيئا نكرة في سياق النفي أي: أي شيء حال الحياة و حال الممات، فكيف يستغاث و يستعاذ بمن أقر بضعفه أمام ربه و أنه لا يملك لأحد نفعا و لا ضرا فما بالك ممن هم دونه و هذا حال الحياة و حال الممات.
* أما الحجج العقلية:
- أن الاستعاذة بمن لا يملك لنفسه موتا و لا حياة، فهو أتى للدنيا بغير إرادته و يخرج منها بغير إرادته؛ فكيف يكون لغيره مغيثا و معيذا؟
- و هذا أمر ذمه الله تعالى فكيف لعاقل أن يأتي ما ذمه الله تعالى و نهى عنه؟
- أن الاستعذة بالأموات هو في حقيقة اعتقاد أن لهم تصرف في هذا الكون، و هذا مناقض للتوحيد و لحق الله تعالى في الملك التام فهو الرب الذي له الملك التام، و التصرف التام في ملكه، ليس له في ذلك شريك، فهذا منفي عنهم لأن أعمالهم إنقطعت و انتفت عنهم صفة الحياة و السمع؛ فكيف يتصور أن لهم تصرف و شراكة مع الله تعالى في مكله و هم لا يملكون لأنفسهم نفعا و لا ضرا و لا حياة و لا موتا و لا نشورا؟ وكيف يعتقد أنه لهم أثر و تصرف فضلا عن الشفاعة و أنهم يعيذون من أعاذهم و يغسثون من استغاث بهم؟

س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما، تقول.
* الاستغاثة: هي طلب الغوث؛ و هو إزالة الشدة، و الفرق بينها و بين الدعاء: أن الاستغاثة لا تكون إلا من المكروبن و الدعاء أعم؛ لأنه من المكروب و غيره.
و الاستغاثة تكون:
- واجبة: و هي التي تطلب من الله تعالى، قال تعالى:{أمن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء أءله مع الله قليلا ما تذكرون}، و قوله تعالى:{و ابتغوا عند الله الرزق واعبدوه و اشكروا له}
- محرمة: و هي التي تطلب من غير الله تعالى فيما لا يقدر عليه عليه إلا الله كالاستعاذة بالأموات و الغائبين في جلب مصلحة أو دفع ضر، و هو من الشرك الأكبر، لقوله تعالى:{و من أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة}، و قوله تعالى:{و من يدع من دون الله إلها أخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه*إنه لا يفلح الكافرون}.
- جائزة: و هي الاستغاثة يالحي القادر على نصرته لقول بعض الصحابة، عندما كان هناك منافق يؤذي المؤمنين في زمن النبي: {قوموا بنا نستغيث برسول الله، صلى الله عليه و سلم من هذا المنافق}، فلو علموا أنه غير جائز ما طلبوا ذلك من النبي، صلى الله عليه و سلم.أما قول النبي، صلى الله عليه و سلم:{إنه لا يستغاذ بي، وإنما يستغاذ بالله}؛ فهذا من تواضع النبي، صلى الله عليه و سلم مع ربه، عز و جل.

س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
في الصحيح عن أنس قال: شج رأس النبي، صلى الله عليه و سلم يوم أحد و كسرت رباعيته، فقال:{كيف يفلح قوم شجوا نبيهم}؛ فنزلت:{ليس لك من الأمر شيء}، و عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنهما، سمع النبي، صلى الله عليه و سلم، إذا رفع رأسه من الركعة الأخيرة من صلاة الفجر، يقول:{اللهم ألعن فلانا و فلانا، بعد أن يقول:{سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد}؛ فأنزل الله تعالى:{ليس لك من الأمر شيء}.
- قوله تعالى:{ليس لك}، أي: يا محمد~، و{ل} هنا لام الاستحقاق، أو الملك؛ فيكون المعنى: لا تستحق شيئا و لا تملك شيئا بذاتك و إنما بما أمر الله تعالى.
- قوله تعالى:{الأمر}، أي: الشأن؛ و المراد أن شأن الخلق لخالقهم، و {ال}: هنا للإستغراق؛ لتشمل كل أمر.
- قوله تعالى:{شيء}: فهي نكرة قي سياق النفي، فأفادت العموم؛ أي: أي شيء.
- قوله تعالى:{أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون}، فهم تحت المشيئة إن شاء عذبهم و إن شاء غفر لهم و تاب عليهم، و هذا ما وقع من رب العزة أن ممن دعا عليهم النبي، صلى الله عليهم و سلم فيهم من تاب الله تعالى عليهم.
و هذا فيه بيان أن شأن الخلق تحت مشيئة الله تعالى، و أمرهم راجع إليه، جل و على، فحتى النبي، صلى الله عليه و سلم، ليس له من الأمر شيء؛ لأن في الآية جطاب للنبي، صلى الله عليه و سلم، و قد شج وجهه
و كسرت رباعيته، و مع ذلك ما عذره الله تعالى في كلمة واحدة:{كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟}، فإذا كات الأمر كذلك، فما بالك بمن سواه؟ فليس لهم من الأمر شيء؛ كالأصنام، و الأوثان، و الأولياء، و الأنبياء؛ فالأمر كله لله وحده، كما أنه الخالق وحده. و هذا فيه بيان أن النبي، صلى الله عليه و سلم، أنه لم يقدر على أن يدفع أذى المشركين عن نفسه و لا عن الصحابة، بل لجأ إلى الله تعالى، مما يدل على بطلان ما يعتقده عباد القبور في الأولياء و الصالحين. لأن قول الله تعالى لنبيه:{ليس لك من الأمر شيء} فمن دونه من باب أولى و بهذا تبطل الاستغاثة و الاستعانة بالقبور و الأولياء و حتى الأنبياء و الرسل.

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
- {أيشركون}: استفهام إنكار و توبيخ على من يشرك في العبادة مع الله.
- {ما لا يخلق شيئا}؛ أي: مخلوقات لا تقدر على الخلق و ليس فيها ما تستحق العبادة.
- {و هم يخلقون}؛ أي: و هؤلاء المعبودون مخلوقون محدثون، و المخلوق لا يكون شريكا للخالق.
- {و لا يستطيعون لهم نصرا}؛ أي: و هؤلاء المعبودون لا يقدرون على نصر عابديهم.
- {و لاأنفسهم ينصرون}؛ أي: و لا يقدرون على أن يدفعوا عن أنفسهم من أراد بهم ضرا فكيف يدفعونه هن غيرهم.
ففي هذه الآية الله تعالى يوبخ المشركين بأنهم يعبدون معه معبودات لا تخلق شيئا، و ليس فيها ما تستحق العبادة و لا تدفع الضر عمن دعاها، بل و لا تدفعه عن نفسها، و إذا كانت هذه حالتهم بطلت دعوتهم؛ لأن المخلوق لا يكون شريكا للخالق، و العاجز لا يكون شريكا للقادر الذي لا يعجزه شيء. فدلت عقلا و نقلا أنه من لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا و لا يستطيع رزق نفسه فكيف يكون لغيره مغيثا و رازقا؟ و من لا يستطيع أن يخلق كيف له أن يملك و يدبر شوء غيره؟ و من أتى إلى الدنيا و يخرج منها بغير إرادته كيف يكون لغيره مغيثا و معينا؟.

رد مع اقتباس
  #14  
قديم 2 صفر 1440هـ/12-10-2018م, 03:07 PM
هيئة التصحيح 9 هيئة التصحيح 9 غير متواجد حالياً
هيئة التصحيح
 
تاريخ التسجيل: Dec 2015
المشاركات: 1,649
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ربيع محمودي مشاهدة المشاركة
بسم الله والحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله؛
أما بعد:
مجلس مذاكرة القسم الرابع من كتاب التوحيد
س1: بيّن معنى النذر، وأقسامه، وحكم الوفاء به بالتفصيل والاستدلال.
النذر:
* لغة: الإيجاب.
* شرعا: إيجاب المكلف على نفسه ما ليس واجبا عليه إما مطلقا و إما بقيد.
* أقسامه: والنذر قسمان إما مطلق و إما مقيد:
- النذر المطلق: و هو أن يلزم العبد نفسه بعبادة أو طاعة لله، عز و جل، كالصيام أو الصلاة أو الصدقة أو غيره،ا من العبادات و الطاعات، من دون قيد و لا مقابل أن يحدث الله له أمرا في المستقبل أم مقابل ما حدث له في الماضي، و هذا النوع من النذر لا تدخل فيه الكراهة بل قال تعالى فيه:{يوفون بالنذر و يخافون يوما كان شره مستطيرا}.
- النذر المقيد: و هو أن يلزم العبد نفسه بطاعة لله تعالى مقابل شيء يحدثه الله تعالى و يقدره و يقضيه له، وهذا النذر هو الذي كرهه النبي، صلى الله عليه و سلم و قد قال فيه:{إنما يستخرج به من البخيل}، و وجه الكراهة فيه راجعة إلى التقييد كأن يقول العبد: إن شفي إبني فلله عليا نذر كذا؛ و راجع أيضا إلى تعلق القلب بالنتيجة التي علقها على النذر فإنه يعتقد جزما بحصول النتيجة على ما نذره و هذا عين الخطأ و هو خلل في في الاعتقاد ثم أنه من سوء الأدب مع الله تعالى بأن يعامل سبحانه بحسب النتائج فإذا تحققت النتيجة نذر و تعبد و إن لم تحصل النتيجة ربما انتكس و انقلب. و هذه المعاملة للفعل بالفعل كرهها النبي و قال فيها كما ذكر آنفا:{إنما تستخرج من البخيل}، فوصف أهل هذا صاحب هذا النذر بالبخل.
* حكمه: فيه تفصيل:
- الوجوب: و هو إذا العبد ألزم على نفسه عبادة لله تعالى؛ فعليه أن يؤديها لقول النبي، صلى الله عليه و سلم:{من نذر أن يطع الله فليطعه}؛ و لأن النذر عبادة و جب الوفاء بهه لقوله تعالى:{يفون بالنذر}.
- التحريم: و هو من نذر أن يعصي الله تعالى لقول النبي، صلى الله عليه و سلم:{من نذر أن يعصي الله فلا يعصيه}. و كذلك النذر لغير الله تعالى لأنه شرك بالله تعالى و لأن النذر عبادة لايجوز صرفها لغير الله تعالى:{إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
- و يكون مكروها: كأن يعلق نذره على شيء يحصل له لقول النبي، صلى الله عليه و سلم:{إنما تستخرج من البخيل}.

س2: كيف تثبت أنّ النذر عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عزّ وجل؟
قال تعالى:{يوفون بالنذر}، الآية دلت على وجوب الوفاء بالنذر، و مدح من فعل ذلك، و مناسبتها: أن الله مدح الموفين بالنذر؛ فدل ذلك على أنه عبادة، فمن نذر لغير الله تعالى، متقربا إليه فقد أشرك. و قال تعالى:{و ما أنفقتم من نفقة أو نذرتم من نذر فإن الله يعلمه}: يخبر الله تعالى أنه عالم بجميع ما يعمله العاملون من النفقات و المنذورات، و تضمن ذلك مجازاته على ذلك أوفر الجزاء للعاملين به ابتغاء وجهه. و مناسبة هذه اللآية: أن الله أخبر أن ما أنقه العبد من نفقة أو ما نذره من نذر متقربين إليه به سبحانه؛ فإنه يعلمه و يجازي العباد عليه؛ فدل ذلك على أنه عبادة فمن صرفها لغير الله تعالى فقد أشرك.
فالآيتان يدلان على أن النذر عبادة حيث مدح الموفين به، و هو لا يمدح إلا على فعل مأمور أو ترك محظور، كما أنه أخبر أنه يعلم ما يصدر من العبد من نفقات و نذور، و سيجازي العبد على ذلك؛ فدل ذلك على أن النذر عباة فصرفه لغير الله شرك. و بما أن النذر عبادة جاز لنا أن نستدل بعموم آيات التي توجب العبادة و تنهي عن الشرك كقله تعالى:{و ما خلقت الإنس و الجن إلا ليعبدون}، و قوله تعالى:{و اعبدوا الله و لا تشركوا به شيئا}، و قال تعالى:{و قضى ربك أن لا تعبدوا إلا إياه}، فهذه كلها تدل على أن النذر لغير الله شرك و أن النذر عبادة و جب صرفها لله تعالى.
و حكم النذر لغير الله تعالى هو شرك أكبر بالله تعالى؛ لأنه عبادة و صرفها لغير الله تعالى شرك، و هذا النذر لغير الله تعالى لا يجب أن ينعقد إطلاقا، و لا تجب فيه كفارة، بل هو شرك يجب التوبة منه لقول النبي، صلى الله عليه و سلم:{من نذر أن يطع الله فليطعه و من نذر أن يعصيه فلا يعصيه}؛ لأن معصية الله محرمة و من أعظم الذنب الإشراك بالله.

س3: ما معنى الاستعاذة؟ وما الدليل على أنها عبادة لا يجوز صرفها لغير الله عز وجل؟
الاستعاذة: هي الالتجاء و الاعتصام. وهي طلب العياذ، و العياذ هو:ما يؤمن من الشر. قال تعالى:{و أنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}، فالشاهد من الآية:{فزادوهم رهقا}، أي: زادوهم خوفا و ذعرا في قلوبهم، و رهقا في أبدانهم، فعاقبهم الله تعالى بنقيض قصدهم بأنه استعاذو بالجن من أجل الأمان لكن لم يجدوه؛ فدل هذا العقاب من الله تعالى بالرهق و الذعر و الخوف على أن ما فعلومه هو من الأمور الذمومة و التي نهى الله تعالى عنها لأنها محرمة؛ فدل ذلك على أن الاستعاذة عبادة و جب صرفها لله تعالى. كما أن الله تعالى يقول:{و إما ينزغنك من الشيطان نزع فاستعذ بالله}،
و الشاهد من هذه الآية:{فاستعذ بالله}،أي لا تستعذ بغير الله، فكان أمره بالاستعاذة به سبحانه؛ دل على أنها عبادة و جب أن تصرف له، جل و على، فيكون بذلك صرفها لغير الله تعالى شرك به سبحانه لقوله تعالى:{إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة و مأواه النار و ما للظلمين من أنصار}

س4: كيف تردّ على من زعم من القبوريين أنه يستعيذ بالأولياء فيما أقدرهم الله عليه؟
يرد عليهم بنوعين من الحجج؛ النقلية و العقلية:
* من الحجج النقلية:
- من الكتاب:
قوله تعالى للنبي، صلى الله عليه و سلم:{ليس لك من الأمر شيء}، فهذا حال حياته، أنه ليس له من الأمر إلا ما إذن الله تعالى له فيه. فضلا أن يكون له أمر و قدرة بعد موته، صلى الله عليه و سلم. و قوله تعالى على لسان عيسى بن مريم، عليه السلام:{ما قلت لهم إلا ما أمرتني به أن اعبدوا الله ربي و ربكم و كنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم و أنت على كل شيء شهيد}؛ فإقرار سيدنا عيسى، عليه السلام، بأن حياته و مماته بيد الله تعالى و أنه بعد الممات لا يملك من الأمر شيء و أن الله هو الشاهد على قومه، فتبين أن ليس له نفعا و لا ضرا حيال حياته و مماته فضلا أن يعيذ غيره و يغيثه. فإذا كان الأنبياء هم صفوة الخلق و أحب خلق الله إلى الله تعالى لا يملكون لأنفسهم نفعا و لا ضرا و لا حياة و لا نشورا، بل هم يقرون بالتسليم لله تعالى بالاستعاذة و الاستغاثة و بكل الطاعات فما بالك من علق قلبه بغيرهم من الأموات ممن هم دونهم. و قوله تعالى:{و اللذين تدعون من دونه ما يملكون من قطمير إن تدعوهم لا يسمعوا دعائكم و لو سمعوا ما ستجابوا لكم و يوم القيامة يكفرون بشرككم و لا ينبئك مثل خبير}، فدلت الآية على عجز من يستغيثون بهم، و أنه سبحانه نفى عنهم صفة السمع وحتى أنهم إذا سمعوا يوم القيامة قول مريديهم و مستغيثيهم،{كفروا به}. فبطل بذلك حجة القبوريون الذين جعلوا لمريديهم القدرة على النفع و الضر، و القدرة على الاستغاثة و الاستعاذة؛ لأنهم لا يملكون لأنفسهم شيئا، و في الآخرة يكفرون بقولهم و يبرؤون إلى الله تعالى من صنيع من جعلهم ملاذا و مستغاثا و مستعاذا من دون الله تعالى.
- و في السنة:
قول النبي منذرا قومه:{يا معشر قريش اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئا. يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئا. يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئا. يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئا}، و شيئا نكرة في سياق النفي أي: أي شيء حال الحياة و حال الممات، فكيف يستغاث و يستعاذ بمن أقر بضعفه أمام ربه و أنه لا يملك لأحد نفعا و لا ضرا فما بالك ممن هم دونه و هذا حال الحياة و حال الممات.
* أما الحجج العقلية:
- أن الاستعاذة بمن لا يملك لنفسه موتا و لا حياة، فهو أتى للدنيا بغير إرادته و يخرج منها بغير إرادته؛ فكيف يكون لغيره مغيثا و معيذا؟
- و هذا أمر ذمه الله تعالى فكيف لعاقل أن يأتي ما ذمه الله تعالى و نهى عنه؟
- أن الاستعذة بالأموات هو في حقيقة اعتقاد أن لهم تصرف في هذا الكون، و هذا مناقض للتوحيد و لحق الله تعالى في الملك التام فهو الرب الذي له الملك التام، و التصرف التام في ملكه، ليس له في ذلك شريك، فهذا منفي عنهم لأن أعمالهم إنقطعت و انتفت عنهم صفة الحياة و السمع؛ فكيف يتصور أن لهم تصرف و شراكة مع الله تعالى في مكله و هم لا يملكون لأنفسهم نفعا و لا ضرا و لا حياة و لا موتا و لا نشورا؟ وكيف يعتقد أنه لهم أثر و تصرف فضلا عن الشفاعة و أنهم يعيذون من أعاذهم و يغسثون من استغاث بهم؟

س5: ما معنى الاستغاثة؟ وما حكم الاستغاثة بغير الله تعالى؟ فصّل القول في ذلك مستدلا لما، تقول.
* الاستغاثة: هي طلب الغوث؛ و هو إزالة الشدة، و الفرق بينها و بين الدعاء: أن الاستغاثة لا تكون إلا من المكروبن و الدعاء أعم؛ لأنه من المكروب و غيره.
و الاستغاثة تكون:
- واجبة: و هي التي تطلب من الله تعالى، قال تعالى:{أمن يجيب المضطر إذا دعاه و يكشف السوء أءله مع الله قليلا ما تذكرون}، و قوله تعالى:{و ابتغوا عند الله الرزق واعبدوه و اشكروا له}
- محرمة: و هي التي تطلب من غير الله تعالى فيما لا يقدر عليه عليه إلا الله كالاستعاذة بالأموات و الغائبين في جلب مصلحة أو دفع ضر، و هو من الشرك الأكبر، لقوله تعالى:{و من أضل ممن يدعوا من دون الله من لا يستجيب له إلى يوم القيامة}، و قوله تعالى:{و من يدع من دون الله إلها أخر لا برهان له به فإنما حسابه عند ربه*إنه لا يفلح الكافرون}.
- جائزة: و هي الاستغاثة يالحي القادر على نصرته لقول بعض الصحابة، عندما كان هناك منافق يؤذي المؤمنين في زمن النبي: {قوموا بنا نستغيث برسول الله، صلى الله عليه و سلم من هذا المنافق}، فلو علموا أنه غير جائز ما طلبوا ذلك من النبي، صلى الله عليه و سلم.أما قول النبي، صلى الله عليه و سلم:{إنه لا يستغاذ بي، وإنما يستغاذ بالله}؛ فهذا من تواضع النبي، صلى الله عليه و سلم مع ربه، عز و جل.

س6: فسّر قول الله تعالى: {ليس لك من الأمر شيء أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون} وكيف تردّ بهذه الآية على من غلا في النبيّ صلى الله عليه وسلم.
في الصحيح عن أنس قال: شج رأس النبي، صلى الله عليه و سلم يوم أحد و كسرت رباعيته، فقال:{كيف يفلح قوم شجوا نبيهم}؛ فنزلت:{ليس لك من الأمر شيء}، و عن ابن عمر، رضي الله تعالى عنهما، سمع النبي، صلى الله عليه و سلم، إذا رفع رأسه من الركعة الأخيرة من صلاة الفجر، يقول:{اللهم ألعن فلانا و فلانا، بعد أن يقول:{سمع الله لمن حمده، ربنا ولك الحمد}؛ فأنزل الله تعالى:{ليس لك من الأمر شيء}.
- قوله تعالى:{ليس لك}، أي: يا محمد~، و{ل} هنا لام الاستحقاق، أو الملك؛ فيكون المعنى: لا تستحق شيئا و لا تملك شيئا بذاتك و إنما بما أمر الله تعالى.
- قوله تعالى:{الأمر}، أي: الشأن؛ و المراد أن شأن الخلق لخالقهم، و {ال}: هنا للإستغراق؛ لتشمل كل أمر.
- قوله تعالى:{شيء}: فهي نكرة قي سياق النفي، فأفادت العموم؛ أي: أي شيء.
- قوله تعالى:{أو يتوب عليهم أو يعذّبهم فإنّهم ظالمون}، فهم تحت المشيئة إن شاء عذبهم و إن شاء غفر لهم و تاب عليهم، و هذا ما وقع من رب العزة أن ممن دعا عليهم النبي، صلى الله عليهم و سلم فيهم من تاب الله تعالى عليهم.
و هذا فيه بيان أن شأن الخلق تحت مشيئة الله تعالى، و أمرهم راجع إليه، جل و على، فحتى النبي، صلى الله عليه و سلم، ليس له من الأمر شيء؛ لأن في الآية جطاب للنبي، صلى الله عليه و سلم، و قد شج وجهه
و كسرت رباعيته، و مع ذلك ما عذره الله تعالى في كلمة واحدة:{كيف يفلح قوم شجوا نبيهم؟}، فإذا كات الأمر كذلك، فما بالك بمن سواه؟ فليس لهم من الأمر شيء؛ كالأصنام، و الأوثان، و الأولياء، و الأنبياء؛ فالأمر كله لله وحده، كما أنه الخالق وحده. و هذا فيه بيان أن النبي، صلى الله عليه و سلم، أنه لم يقدر على أن يدفع أذى المشركين عن نفسه و لا عن الصحابة، بل لجأ إلى الله تعالى، مما يدل على بطلان ما يعتقده عباد القبور في الأولياء و الصالحين. لأن قول الله تعالى لنبيه:{ليس لك من الأمر شيء} فمن دونه من باب أولى و بهذا تبطل الاستغاثة و الاستعانة بالقبور و الأولياء و حتى الأنبياء و الرسل.

س7: فسّر قول الله تعالى: {أيشركون ما لا يخلق شيئاً وهم يُخلقون . ولا يستطيعون لهم نصراً ولا أنفسهم ينصرون}
- {أيشركون}: استفهام إنكار و توبيخ على من يشرك في العبادة مع الله.
- {ما لا يخلق شيئا}؛ أي: مخلوقات لا تقدر على الخلق و ليس فيها ما تستحق العبادة.
- {و هم يخلقون}؛ أي: و هؤلاء المعبودون مخلوقون محدثون، و المخلوق لا يكون شريكا للخالق.
- {و لا يستطيعون لهم نصرا}؛ أي: و هؤلاء المعبودون لا يقدرون على نصر عابديهم.
- {و لاأنفسهم ينصرون}؛ أي: و لا يقدرون على أن يدفعوا عن أنفسهم من أراد بهم ضرا فكيف يدفعونه هن غيرهم.
ففي هذه الآية الله تعالى يوبخ المشركين بأنهم يعبدون معه معبودات لا تخلق شيئا، و ليس فيها ما تستحق العبادة و لا تدفع الضر عمن دعاها، بل و لا تدفعه عن نفسها، و إذا كانت هذه حالتهم بطلت دعوتهم؛ لأن المخلوق لا يكون شريكا للخالق، و العاجز لا يكون شريكا للقادر الذي لا يعجزه شيء. فدلت عقلا و نقلا أنه من لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرا و لا يستطيع رزق نفسه فكيف يكون لغيره مغيثا و رازقا؟ و من لا يستطيع أن يخلق كيف له أن يملك و يدبر شوء غيره؟ و من أتى إلى الدنيا و يخرج منها بغير إرادته كيف يكون لغيره مغيثا و معينا؟.

أحسنت وفقك الله وسددك أ
تم خصم نصف درجة للتأخير.

رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
المجلس, السابع

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:46 AM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir