بسم الله الرحمن الرحيم
الإجابة على أسئلة المجموعة الثانية
س1):ماحكم شد الرحال لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم او قبر رجل صالح
منع شد الرحال لزيارة القبر هو من أعظم الإشراك بأصحابها الذين يشدون اليها الرحال ودل ذلك ما أخرجه في الصحيحين عن أبي سعيد عن النبي صَلَّى الله عليه وسلم (لا تشد الرحال إلا إلى ثلاث مساجد :المسجد الحرام ،ومسجدي هذا والمسجد الأقصى )
وعن علي بن الحسين (أنه رأى رجلاً يجيئ الى فرجةٍ كانت عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم ،فيدخل فيها فيدعو ،فنهاه وقال :ألا أحدثكم حديثاً سمعته عن أبي ،عن جدي ،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :(لا تتخذوا قبري عيداً ولا بيوتكم قبوراً ،وصلوا علي فإن تسليمكم يبلغني أين كُنتُم )فهذا الحديث يدل على منع شد الرحال الى قبر النبي صلى الله عليه وسلم وهو من أعظم وسائل الإشراك .
س2):ما المراد بالجبت والطاغوت ؟وكيف يكون الإيمان بهما ؟
قال عمر (الجبت السحر والطاغوت الشيطان )وهو قول ابن عباس وابي العالية ومجاهد والحسين وغيرهم
وعن أبن عباس قال (الجبت الشرك )
الجبت: الجبت اسم عام لكل ما فيه مخالفة لأمر الله جل وعلا، وأمر رسوله عليه الصلاة والسلام, في الاعتقاد, فيطلق الجبت على الشيطان, وفقد يكون الجبت صنم, أو كاهن, أو أحد الطغاة, وقد يكون الجبت سحرا كما فسره بهذا كثير من السلف.
الطاغوت: الطغيان هو مجاوزة الحد, والطاغوت كما عرفه ابن القيم: كل ما تجاوز به العبد حده، من معبود، أو متبوع، أو مطاع.
فمن الطواغيت: الشيطان, الكهان.
ويكون الإيمان بهما بالتصديق بها, والإقرار بها وعدم الإنكار, فمن أقر ولم ينكر فقد آمن بها, قال تعالى:"ويؤمنون بالجبت والطاغوت".
فيتجاوز العبد حده المأذون به شرعا بهم, كأن يغلو في الصالحين, فيتوجه إليهم بالعبادة, أو يعتقد فيهم بعض خصائص الإلهية، أو يتجاوز حده في المتبوعين, مثل العلماء والقادة في الدين, فيتبعهم فيما يحرمونه مما أحله الله, وفيما يحلونه مما حرمه الله, فالعلماء لهم الاتباع طالما هم متبعون لله وللرسول عليه الصلاة والسلام, ملتزمون حدوده, فإن طغوا: فلا سمع لهم ولا طاعة.
كذلك طاعة الأمراء والحكام في معصية الله, وترك أوامره, فهذا من الأيمان بهم, والتحاكم إلى غير شرع الله والقبول به, مع الاعتقاد بأنه أفضل من شرع الله, أو يساويه, والذهاب إلى الكهنة وتصديقهم بادعائهم علم الغيب, وتعظيم القبور وأصحابها, مع ما يصاحب ذلك من صرف عبادات لها.
وجميعها طاعة للشيطان فيما يأمر العبد به, وعبادة له, كما قال تعالى:"ألم أعهد اليكم يا بني آدم ألا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين*وأن اعبدوني هدا صراط مستقيم".
س3):بين حكم الساحر
ذهبت طائفة من السلف إلى أن الساحر يكفر ،وبه قال مالك وأبو حنيفة وأحمد قال أصحابه (ألا أن يكون سحرة بأدوية وتدخين وسقي شيئ لا يضر فلا يكفر )وقد سماه الله كفراً في قوله :(وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا )و كذلك في قوله (إنما نحن فتنة فلا تكفر )وهي الآية التي قال فيها ابن عباس (وذلك إنهما على الخير والشر والكفر والإيمان فعرفا أن السحر من الكفر )فأما الشافعي فله التفصيل الآتي (إذا تعلم السحر قلنا له صف لنا سحرك ،فإن وصف ما يوجب الكفر ،مثل ما اعتقده أهل بابل من التقرب الى الكواكب السبعة وأنها تفعل ما يلتمس منها فهو كافر ،وإن كان لا يوجب الكفر فإن اعتقد إباحته كفر )
س4):اشرح حديث من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد )وبين مناسبته لكتاب التوحيد
(من اقتبس )اي من تعلم كما قال ابو السعادات (قبست العلم واقتبسته إذا علمته )
(شعبة )جزء أو طائفة من علم النجوم
(فقد اقتبس شعبة من السحر )ومن المعلوم أن السحر تعلمه محرم ،وقد قال شيخ الإسلام (فقد صرح رسول الله صلى الله عليه وسلم )بان علم النجوم من السحر .
(زاد ما زاد )أي كلما زاد من تعلم علم النجوم زاد في الإثم الحاصل بزيادة الاقتباس من شعب السحر المحرم ،فاعتقاده باطل وضال أيضاً .
ووجه مناسبته لكتاب التوحيد هي أن كثيراً من أقسام السحر لا يتوصل إليه إلا بالشرك والتوسل بالأرواح الشيطانية إلى مقاصد الساحر ،فلا يتم للعبد توحيد حتى يدع السحر كله قليله وكثيره وأيضاً يتضمن السحر دعوى مشاركة الله في عمله وسلوك الطرق المعصية الى ذلك ،وذلك من شعب الشرك والكفر
س5):ما المراد بالتطير ؟وما حكمه ؟
التطير هو التشاؤم والتفاؤل بالمرئي أو المسموع أو المعلوم أو غير ذلك ،وأصله ماكان يفعله العرب من التشاؤم أو التناؤل بحركة الطير من السوائح والبوارح أو النطيح والعقيد
حكمه :تغيير من قبل الشرك الأصغر إن كان لها تأثير في تغيير مسارك أو نيتك تفاؤلاً أو تشاؤماً من شيئ مسموع أو مرئي او معلوم لقوله صلى الله عليه وسلم (إنما الطيرة ما أمضاك أو ردّك )
قال صلى الله عليه وسلم (الطيرة شرك ،لأن فيها تعلق القلب بغير الله ،فقلبه تعلق بالمرئي أو المسموع واعتقد بأن له تأثيراً .
س6):ما معنى الاستسقاء بالأنواء
الاستسقاء :تعني طلب السقيا ومجيئ المطر
النوء :بمعنى النجمة وجمعه أنواء ومعنى الاستسقاء بالأنواء أي أنهم في الجاهلية ،كانو ينسبون نزول المطر الى النجوم أو بالاعتقاد أنها سبب في نزول المطر ،أو باعتقاد أنها نفسها المؤثرة ومنزلة للمطر .
س7):اكتب رسالة من سبعة أسطر تحذر فيها من إتيان الكهنة والعرافين وتبين خطرهم على الأمة
قال تعالى:"واتبعوا ما تتلو الشياطين على ملك سليمان وما كفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر", فبين سبحانه وتعالى, بأن السحر مقترن بالكفر, والكهان والعرافيين ليسوا بأفضل حال من السحرة, بل هم من جنسهم وإن اختلفت التسميات, والجميع يشترك في سعيه الحثيث لامتلاك قدرات يقدر بها ان يؤثر على غيره, لهذا يدعي الكاهن والعراف معرفة الغيب ليقصدهم الناس في قضاء حوائجهم, وما فعلوه إلا لمنافع دنيوية; من مال أو جاه ومكانة في قلوب الناس, ومع هذا فقد كذبوا وإن ظهر صدقهم مرة أو مرتين, فهذا كما قال عليه الصلاة والسلام, في قوله تعالى:"قل لا أقول لكم عندي خزائن الله ولا أعلم الغيب", وقال عليه الصلاة والسلام, يصف حصول مسترق السمع على شيء من خبر السماء:"إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك. حتى إذا فُزِّع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير فيسمعها مسترق السمع ـ ومسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض ـ وصفه سفيان بكفه فحرفها وبدد بين أصابعه ـ فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها عن لسان الساحر أو الكاهن فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا فيصدق بتلك الكلمة التي سمعت من السماء", لذلك جاء الوعيد الشديد فيمن قصد كاهنا أو عرافا, فقصده فيه موافقة من القاصد واعتراف للكاهن والعراف في أنهم يعلمون الغيب, وفيه تكذيب للنصوص الكتاب والسنة في أن لا يعلم الغيب إلا الله, لك عده الرسول عليه الصلاة والسلام, كافرا فقال:"من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد" رواه أحمد.
فهؤلاء خطرهم على الأمة كبير فيما يشيعونه من بغضاء ومشاحنات بين الناس بسبب الشبه التي يلقونها في قلوب من يأتيهم, بأن فلان يريد بك سوء, أو فلان هو الذي سرقك وما اشبه ذلك, وبما يلقونه في القلوب من القلق وضعف الإيمان وضعف اليقين بالله, وانصراف القلوب إليهم, وانصرافها عن اللجوء لله والتضرع إليه والتوكل عليه سبحانه, وكذلك بأكلهم اموال الناس بالباطل, وبما ينشرونه من فساد, والله المستعان.
فكيف يجوز للمسلم أن يشتت قلبه ويعلقه بغير الله سبحانه وتعالى!؟ نسأل الله العافية.
لذلك أحذركم عباد الله من مغبة هذا الفعل, وأحذركم غضب الله أن ينزل عليكم, وأحذرك تعلق القلوب بغير الله سبحانه وتعالى, فمن تعلق شيئا وكل إليه, فكيف سيكون حالنا إن وكلنا الله للكهنة والعرافيين؟! فلا فلاح ولا فوز لا في الدنيا ولا في الآخرة, وهذا الطريق ليس في آخره إلا الكفر والعياذ بالله, نسأل الله السلامة.