المجموعة الرابعة
س1: ما سبب نزول سورة الإخلاص، واذكر شيئًا من فضائلها.
ج: سأل المشركون النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: انسب لنا ربك. فنزلت سورة الإخلاص لترد عليهم, وتبين أن الله أحد لا شريك له.
-من فضائل سورة الإخلاص:
1-أنها تعدل ثلث القرآن: قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أيعجز أحدكم أن يقرأ ثلث القرآن في ليلة؟", فشق ذلك عليهم, فقال: " (قل هو الله أحد) ثلث القرآن".
2- مشتملة على توحيد الأسماء والصفات.
3- ترد على مشركي العرب الذين قالوا: الملائكة بنات الله, واليهوم الذين قالوا: عزير بن الله, والنصارى الذين قالوا: المسيح بن الله. فقد كذبهم الله جميعا فقال: (لم يلد ولم يولد), كما ردت على السائلين عن نسب الله سبحانه (قل هو الله أحد).
س2: للمفسّرين قولان في تفسير قوله تعالى: {الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6)}، اذكرهما.
ج: القول الأول: أن (الذي يوسوس في صدور الناس) هو الشيطان, (من الجنة والناس): له ضربان؛ جني وإنسي, فأما شيطان الجن فإنه يدعو إلى طاعته بكلام خفي يؤثر في القلب, وأما شيطان الإنس فإنه يوسوس في صدور الناس بأن يرى نفسه هو الناصح المشفق, فتحدث نصائحه في القلب ما يحدثه الشيطان الجني بوسوسته.
القول الثاني: أنه إبليس اللعين؛ يوسوس في صدور الإنس كما يوسوس في صدور الجن, قال ابن عباس: "ما من مولود يولد إلا على قلبه الوسواس, فإذا ذكر الله خنس, وإذا غفل وسوس".
س3: فسّر سورة الكوثر، مع ذكر فوائد سلوكية تستفيدها من هذه السورة.
ج: قال تعالى:
(إنا أعطيناك الكوثر): الكوثر لغة هو الخير الكثير الذي بلغ الغاية, والمراد به: نهر في الجنة جعله الله تعالى كرامة لرسوله صلى الله عليه وسلم ولأمته, وقيل: الكوثر: هو القرآن, وقيل: كثرة الأصحاب والأتباع.
(فصل لربك وانحر): أمر لنبيه صلى الله عليه وسلم أن تكون صلاته ونحره لله سبحانه, وخص هاتين العبادتين لفضلهما وشرفهما, وقد كان المشركون يصلون وينحرون لغير الله.
وقيل: المراد صلاة العيد ونحر الأضاحي.
(إن شانئك هو الأبتر): أي إن مبغضك هو المنقطع عن خيري الدنيا والآخرة, أو هو الذي ينقطع ذكره بعد موته.
والرجل الأبتر: هو الذي لا ولد له.
ونزلت السورة لما مات ابن رسول الله, فقال أحد المشركين: إنه أبتر.
من الفوائد السلوكية في السورة:
1- أن فضل الله على الإنسان عظيم وكبير, فلا يزال العبد يتقلب في نعم الله وكرمه في الدنيا, وقد أعد الله له من نعيم الآخرة ما هو أعظم, ولذلك وجب على العبد أن يشكر نعم الله عليه, فيسمع ويطيع.
2- الصلاة المفروضة, ونحر الأضاحي والانفاق في سبيل الله من أجل العبادات التي يحبها الله تعالى, فليحرص العبد عليها كثيرا.
3- أن قدر الحبيب النبي كبير عند الرب العلي, فمن آمن بدعوته, ودافع عن سنته, فإن الله يدافع عن الذين آمنوا.
4- أن الأبتر هو المنقطع عن خيري الدنيا والآخرة, ورب ذي مال وعيال وهو عند الله حقير, ورب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره.
س4: الإيمان بالبعث والجزاء يحمل صاحبه على فعل الخير وصنائع المعروف، تحدث عن هذه الحقيقة في ضوء دراستك لسورة الماعون.
ج: إن العبد الذي يؤمن باعثه ومجازيه بالإحسان إحسانا وفضلا, وبالسيئات عذابا أليما, لهو عبد تراه في سيره إلى الله مراقبا مولاه, ينعكس ما في قلبه من إيمان على عمله صباح مساء, فتراه ضاربا في سبيل خير بسهم, فهو في المعاملات رفيق باليتيم, مشفق عليه, يطعم الطعام على حبه, وينفق مما يحب, ويدعو الناس بالقول والقدوة الحسنة إلى فعل ذلك, وتراه عونا لأهله وجيرانه, بل وللناس أجمعين,لا يضن عليهم بالنفيس والثمين, فضلا عن اليسير والقليل, وتراه في العبادات محافظا على الصلوات, ينتظر الصلاة بعد الصلاة, معلق بها قلبه, خاشعا فيها لربه, لا يرائي بها الناس, محافظا على العصر والعشاء, مستنشقا نسيم الفجر - ذلك الذي يخلو من أنفاس المنافقين, نسأل الله لنا وللمسلمين الإخلاص والقبول.