الأسلوب المقاصدي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله الذي هدى والصلاة والسلام على الرسول المصطفى ،أما بعد فإن محور هذه الرسالة بهذا الأسلوب هي سورة الغاشية أجمالا وتفصيل أحد آياتها وهي قوله تعالى :{ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ(1)} .
أولاً :ينبغي بيان المناسبة بين هذه السورة بما قبلها وهي سورة الأعلى :
لما أشار سبحانه في سورة الأعلى بقوله: {سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى، وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى، الَّذِي يَصْلَى النَّارَ الْكُبْرَى} إلى قوله: {وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى} "الأعلى: 10-17" إلى المؤمن والكافر، والنار والجنة إجمالًا، فصل ذلك في هذه السورة، فبسط صفة النار والجنة مستندة إلى أهل كل منهما،(1)فصفة أهل الناروما يلقونه من قوله تعالى:
{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ(2)عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ(3)تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً(4)تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ(5)لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ(6)لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ(7)} ،هذا التفصيل يقابل أجمال قوله تعالى في سورة الأعلى :{ وَيَتَجَنَّبُهَا الْأَشْقَى}.
وصفة اهل الجنة وما يجدونه ،من قوله تعالى :{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ(8)لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ(9)فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ(10)لَا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَةً(11)فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ(12)فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ(13)وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ(14) وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ(15)وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ(16)}،وهذا التفصيل يقابل أجمال قوله تعالى في سورة الأعلى :{ سَيَذَّكَّرُ مَنْ يَخْشَى}.(2)
ثايناً:سبب تسمية السورة بالغاشية :
هي صفة أريد بها يوم القيامة،وسبب تسميتها غاشية لأنها إذا حصلت لم يجد الناس مَفراً من أهوالها فكأنها غاششٍ يغشى على عقولهم.(3)
ثالثاً: مقاصد السورة إجمالاً:
• التذكير بيوم القيامة وتهويله ،ومافيه من عقاب للمعرضين وثواب للمستجيبين .
• إثبات البعث ،لان العقاب والثواب لا يكون إلا بعد البعث.
• تثبيت النبي صلى الله عليه وسلم على الدعوة غلى الإسلام وان لا يعبأ بإعراضهم .(4)
• الحث على التأمل في مخلوقات الله .
• الحث على التذكرة .(5)
رابعاً:مقاصد هذه الآية وهي قوله تعالى:{ هَلْ أَتاكَ حَدِيثُ الْغاشِيَةِ(1)}.
-الموعظة والتذكير بيوم القيامة.
- إثبات البعث .
- مقصد الإستفهام بيان أهمية الخبر .(6)
- محاسبة النفس قبل أن تُحاسب ،وهذه من المقاصد الخفية ،لأنه بمعرفة أن هناك يوم قيامة يحاسب فيها المرء على أعماله ،فعليه الإستعداد لذلك بمحاسبه نفسه .
هذا والحمدلله رب العالمين
المراجع :
(1)أسرار ترتيب القرآن لعبدالرحمن السيوطي.بتصرف
(2)موقع ملتقى أهل التفسير .بتصرف
(3)التحرير والتنوير لابن عاشور.بتصرف
(4)المصدر السابق.
(5)موقع ملتقى أهل التفسير .بتصرف
(6) التحرير والتنوير لابن عاشور.بتصرف .