المجموعة الثالثة:
س1: بين معنى لا إله إلا الله، وما هي التفسيرات الخاطئة التي فسرت بها هذه الكلمة؟
1. معنى (لا إله إلا الله ) عند أهل السنّة والجماعة:
(إله) لغة مادته من (أله يأله) أي (عبد) ،وعليه جاءت قراءة ابن عباس -رضي الله عنه - في ىية الأعراف {ويذرك وإلاهتك} أي عبادتك، أي أنّ (إله) بمعنى معبود مع محبة وتعظيم ، وعليه فإن معنى (لاإله إلا الله): لا معبود بحق إلا الله وخبر (لا) النافية للجنس محذوف تقديره (بحق)، وحذف خبرها دارج عند العرب إذا كان ظاهرا لا إشكال فيه ،فهو المألوه المعبود لأنه وحده المستحق للعبادة محبة وتعظيما، وكلمة التوحيد قائمة على نفي وإثبات؛ نفي الألوهية المستحقة عما سوى الله وإثباتها له وحده -جلّ في علاه- ، وجاء الحصر هنا في سياق النفي وهي أقوى طرق الحصر.
2. معنى (لا إله إلا الله) عند بعض أئمة المتكلمين :
-"لاقادر على الاختراع إلا الله" ، لأنهم فسروا (الإله) بالقادر على الاختراع".
-"لا مستغنيا عما سواه و لا مفتقرا إليه كل ما عداه إلا الله" ففسروا الإله بأنه هو المستغني عما سواه المفتقر إليه كل ما عداه.
-وأيضا "لاإله موجود إلا الله " على تقدير أن خبر(لا) المحذوف هو (موجود).
وهذه التفاسير لا تستقيم لأنها تحصر الألوهية في أفراد الربوبية -في التفسيرين الأولين- كالقدرة على الخلق والاستغناء عن العالمين،
فلا يستقيم لغويا ،كما أن مشركي العرب وغيرهم ،يقرون بأن الإله هو القادر على الاختراع ، وهم مع ذلك مشركون قال تعالى:{وما يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون}، وقال أيضا:{ولئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله فأنى يؤفكون} فتفسيرهم الألوهية بالربوبية لا يستقيم بحال. أما التفسير الثالث فهو مردود نقلا وعقلا فوجود آلهة تعبد من دون الله يعرفه القاصي والداني ، لكنها آلهة باطلة غير مستحقة للعبادة كما في قوله تعالى:{فلولا نصرهم الذين اتخذوا من دون الله قربانا آلهة}.
س2: من هم أهل السنة والجماعة؟
(أهل السنة) هم الفرقة المتمسكة بسنة النبيّ صلى الله عليه وسلم -وخلفائه المهديين من بعده - ومن اقتفى أثرهم بإحسان -سلفا وخلفا- ؛ رواية ودراية ، علما وعملا ، حكما وتحكيما حذو القذة بالقذة ، كما قال تعالى:{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما}، لذا حق لهم أن يَنتسبوا لسنة إمامهم المصطفى ليتميزوا عن غيرهم من أهل المذاهب والممل الأخرى.
وهم (أهل الجماعة) لِما جاءت به النصوص الكثيرة في الحث على لزوم جماعة أصحاب النبيّ -صلى الله عليه وسلم- ومن سار على نهجهم من أئمة الهدى وأتبعاهم إلى يوم الدين ، فقد جاء في حديث ابن عباس مرفوعا:((إن يد الله مع الجماعة))؛ ما وافقت الجماعة الحق ، وإلا فإن العبرة ليست بالسواد الأعظم بل بلزوم الكتاب والسنة ،كما جاء عن ابن مسعود رضي الله عنه :(الجماعة ما وافق الحق وإن كنت وحدك).وهي الفرقة الناجية المنصورة إلى قيام الساعة لتمسكها بالسنة ولزومها الجماعة لقوله صلى الله عليه وسلم عندما سئل عن الفرقة الناجية، قال:((من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي))، اللهم اجعلنا منهم.
س3: "التعطيل شر من الشرك" اشرح العبارة.
المعطِّل شرٌّ من المشرك لأنّ الأوّل جاحد للذات الإلهية ، أو جاحد لكمال صفاتها، فهو يعبد ذاتا من عدم ؛ تسمع بلا سمع و تبصر بلا بصر، ولا تغضب، ولا ترضى ، ولا يحدها حيز، ولا يسعها مكان ، ولا تفعل شيئا ..تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا، أما الثاني فهو على إشراكه مقرّ بالألوهية، فيكون المعطل بتعطيله النصوص المثبتة لذات الإله وصفاته مدعٍ للإيمان بها إذ أنه يجرد الألفاظ عن معانيها ، وهذا يجعل المشرك خيرا منه.
س4: (طريقة أهل السنة والجماعة في النفي الإجمال، وفي الإثبات التفصيل) اشرح العبارة.
طريقة أهل السنة والجماعة في النفي والإثبات هي طريقة القرآن ؛ قال تعالى:{ليس كمثله شيء وهو السميع البصير}؛ فأجمل في النفي (ليس كمثله شيء) ؛شيئ في سياق النكرة فهو يشمل كل شيء إجمالا ، وفصل في الإثبات (وهو السميع البصير) ، وكذا في سورة الإخلاص، نفى تعالى فيها عن نفسه الولد والند والشريك جملة ، وفصل في إثبات الأسماء والصفات: الله أحد ، الله الصمد على عكس أهل البدع والكلام الذين إذا أتوا على إثبات صفات الكمال أجملوا ، ولم يفصلوا ماهية هذه الصفات، ،أما إذا جاؤوا على النفي فصلوا وأتوا بالعجائب: فيقولون :ليس كذا ولا كذا ...لأنهم ألحدوا فيها فعدلوا عن منهج القرآن.
س5: اشرح اسماء الله عز وجل "الأول، الآخر، الظاهر والباطن".
وردت هذه الأسماء الحسنى في سورة الحديد في قوله تعالى :{هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم} ،ويفسرها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :((اللهم إني أعوذ بك من كل شر شيء أنت آخذ بناصيته ، اللهم أنت الأول فليس قبل شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء ،وأنت الباطن فليس دونك شيء، اقض عنا الدين واغننا من الفقر)).فالأول هو الذي لا شيء قبله وليس له بداية ، والآخر هو الذي لا شيء بعده ، والظاهر هو العالي المرتفع فوق كل شيء، والباطن هو القريب لكل شيء من كل شيء بدنوه وإحاطته وسعة علمه مع استوائه على عرشه فوق سبع سماوات.